ومع هذا فلم يكتف إمامنا الصادق عليهالسلام بحدود هذه الامور ، وانّما ذهب الى أبعد من ذلك بكثير في تشخيص هوية الإمام المهدي الغائب عليهالسلام ، متدرّجاً في بيانه انطلاقاً من كون الغائب المنتظر هو من ولد الحسين عليهالسلام ، مع نفي المهدوية عن نفسه الشريفة ، وعن ولده الكاظم عليهماالسلام ؛ لئلا يدّع مدع بانظباقها على غير المراد ، مرورا بكون من سيغيب هو الثاني عشر من أهل البيت عليهمالسلام وآخرهم ، وأنّه السادس من ولده ، ومن ذريّة الإمام الكاظم عليهالسلام وتحديدا : أنّه الخامس من ولد السابع ، وأنّه خفي الولادة ، مع تسمية أمّه عليهالسلام ، وهكذا إلى أن يصل إلى القمة في البيان ، بذكر اسمه ، واسم أبيه ، وكامل نسبه الشريف ، كما سنرى وعلى النحو الآتي :
١ ـ عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، عن آبائه عليهمالسلام ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله في حديث قدسي شريف جاء فيه : « ... ومنكم القائم يصلي عيسى بن مريم خلفه إذا أهبطه الله تعالى إلى الأرض ، من ذريّة علي وفاطمة ، من وُلْد لحسين » (١).
٢ ـ عن عبيد الله بن العلاء ، عن الإمام الصادق عليهالسلام في حديث طويل عن أمير المؤمنين عليهالسلام جاء فيه قوله للإمام الحسين عليهالسلام : « ثم يقوم القائم المأصول والإمام المجهول ، له الشرف والفضل ، وهو من ولدك يا حسين ... طوبى لمن أدرك زمانه ، ولحق أوانه ، وشهد أيّامه » (٢).
__________________
١ ـ روضة الكافي ٨ : ٤٩ / ١٠ ، وانظر : أمالي الشيخ الطوسي : ٢٨٧ ـ ٢٨٩ / ٤ مجلس رقم / ٣٩.
٢ ـ كتاب الغيبة / النعماني : ٢٧٤ ـ ٢٧٦ / ٥٥ باب ١١.