الفصل الأول
في العناية بالغيبة وبيان معطياتها
شغلت غيبة الإمام المهدي عليهالسلام قبل وبعد حلولها سنة / ٢٦٠ هـ مكاناً واسعاً في الفكر الشيعي ، وأخذت حيّزاً كبيراًً في تراثهم الروائي والكلامي ، وامتدّت آثارها بعد وفاة آخر السفراء الأربعة محمد بن علي السمري ( ت / ٣٢٩ ) ( رض ) ، لتشمل الفقه الساياسي الروائي والمستنبط معاً ولعلّ في ما صنّفه محدّثوهم وأعلامهم قبل عصر الغيبة الصغرى وفي أثنائها أو بعدها ، خير دليل على مدى العناية الفائقة التي أولاًًها سائر أهل البيت عليهالسلام بهذا الموضوع الخطير ؛ لأنّهم عليهمالسلام أدركوا أنّ معنى غياب القائد هو تشتّت القاعدة ما لم يتمّ التمهيد لغيبته عليهالسلام بشكل مكثّف حتى يتمّ استقبالها من قبل القاعدة وهضمهم لها بشكل تدريجي ، وكأنّها حدث طبيعي ، بحيث لا ينتج عنها شرح في المذهب قد يؤدّي إلى اهتزاز عقيدة آتباعه في مالو سُكِت عن هذا الأمر وواجهه الشيعة فجأة ، ومن هنا تمّ ترويض الشيعة على قبول غيبة القائد كحقيقة آتية ولابدّ ، وكان لكلّ إمام