الحسن المثنى ـ وكانوا
من المغيرية أصحاب المغيرة بن سعيد الكذاب ـ بأن محمداًً هذا ابن مُهَيْرَة ـ أي :
عربية حرّة محضة ، فجاء إلى الإمام الصادق عليهالسلام
وأخبره باحتجاجهم ، فأجابه عليهالسلام
بقوله : « أو لم تعلموا منه ـ يعني : الإمام المهدي عليهالسلام
ـ ابن سبية » .
ثالثاًً ـ من نتائج توعية الإمام الصادق عليهالسلام :
لعل من أبرز نتائج الثقافة المهدوية
التي بثّها الإمام الصادق عليهالسلام
في ذلك الحين ، تنصل قادة المعأرضة الحسنية للسلطة العباسية من دعوى المهدوية جملة
وتفصيلاً ، بما في ذلك عبد الله بن الحسن الذي رجاها في ابنه محمد ، وكذلك محمد
نفسه الذي إدعاها كما مرّ.
فقد روى يحيى بن مساور ، عن يحيى بن عبد
الله بن الحسن قال : « لما حُبِسَ أبي ـ عبد الله بن الحسن ـ وأهل بيته ، جاء محمد
بن عبد الله الى أمي ، فقال : يا أم يحيى ، أدخلي على أبي السجن ، وقولي له : يقول
لك محمد : بأنه يُقْتَل رجل من آل محمد ـ يعني بذلك نفسه ـ خير من أن يُقْتل بضعة
عشر رجلاً. قالت : فاتبعته ، فدخلت عليه السجن ، فاذا هو متكىء على برذعة ، في
رجله سلسلة ، قالت : فجزعت من ذلك ، فقال : مهلاً يا أم يحيى فلاتجزعي فما بتُّ
ليلة مثلها!قالت : فابلغته قول محمد ، قالت : فاستوى جالساً ثم قال : حفظ الله محمداً
، لا ولكن قولي له فليأخذ في الأرض مذهباً ، فو الله ما يحتج عندالله غداً ، إلاّ
أنّا خلقنا وفينا من
__________________