١ ـ فقد روى أبو الفرج الأصبهاني ، والشيخ المفيد ، وابن شهرآشوب ، أنه اجتمع العباسيون والحسنيون بالابواء وذلك في أواخر زمان الحكم الأموي ، فقام صالح بن على يحضّهم على أن يعقدوا البيعة لرجل منهم ، فعندها حمدالله عبد الله بن الحسن وأثنى عليه ثم قال : قد علمتم من ابني هذا هو المهدي ، فهلموا فلنبايعة ، فبايعوه جميعاً ، وفيهم أبو جعفر المنصور ، ولما علم الإمام الصادق عليهالسلام باجتماعهم هذا أرسل محمد ابن عبد الله الأرقط بن على بن الحسين عليهالسلام ، فسألهم : لأي شيء اجتمعتم؟ فقال عبد الله : اجتمعنا لنبايع المهدي محمد بن عبد الله ، ثم جاء الإمام الصادق عليهالسلام ، « فأوسع له عبد الله بن الحسن إلى جنبه ، فتكلم بمثل كلامه ، فقال الإمام : لا تفعلوا ، فإنّ هذا الأمر لم يأت بعد إن كنت ترى من ابنك هذا هو المهدي! فليس به ، ولا هذا أوانه فغضب عبد الله وقال لقد علمت خلاف ما تقول ، والله ما اطلعك الله على غيبه ، ولكن يحملك على هذا الحسد لابني. فقال عليهالسلام : والله ما ذاك يحملني ، ولكن هذا وأخوته وأبناؤهم دونكم ، وضرب بيده على ظهر أبي العباس ، ثم ضرب بيده على كتف عبد الله بن الحسن ، وقال : إنها والله ما هي إليك ولا إلى ابنيك ، ولكنها لهم ، وإن ابنيك لمقتولان ثم نهض وتوكّأ على يد عبدالعزيز بن عمران الزهري ، فقال : أرأيت صاحب الرداء الأصفر؟ ـ يعني أبا جعفر المنصور ـ قال : نعم ، قال : فإنّا ـ والله نجده يقتله. قال له عبدالعزيز : أيَقْتُل محمداً؟ قال : نعم. قال : فقلت في نفسي : حسده ورب الكعبة.
قال : ثم والله ما خرجت من الدنيا حتى رأيته قتلهما.