يشكّ الناس في ولادته ، فمنهم من يقول : حملٌ ، ومنهم من يقول : مات أبوه ولم يخلف ، ومنهم من يقول : ولد قبل موت أبيه بسنتين ، قال زرارة : فقلت : وما تأمرني لو أدركت ذلك الزمان؟ قال : ادع الله بهذا الدعاء : ( اللهم عرّفني نفسك ، فإنّك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرفك ، اللهم عرّفني نبيك ، فإنّك إن لم تعرّفني نبيك لم اعرفه قطّ ، اللهم عرّفني حجّتك ، فإنّك إن لم تعرّفني حجّتك ضللت عن ديني ) ».
وقد سُمع هذا الحديث قبل حلول الغيبة الصغرى بنحو خمسين عاماً ، وقد جاء التصريح بهذا في ذيل الحديث من الكافي (١).
وقد تحقّق هذا الحديث بعد وفاة الإمام الحسن العسكري عليهالسلام ، إذ جاء في الخبر الصحيح الثابت من طرق عديدة ما فعله الحاكم العباسي ، وما تنطّع وبه جلاوزته وأعوانه.
وفي الحديث تكذيب صريح لجميع تلك الاقوال حيث لم يكن المهدي عليهالسلام في ذلك الوقت ( حَمْلاً ) ، بل كان ابن خمس سنين ، كما هو الثابت من تاريخ ولادته المشرّفة.
وفي هذا الحديث أيضاًً رد لمن قال بانّه ولد قبل موت أبيه بسنتين.
وجواب شاف على مزاعم المتخرصين الذين أنكروا ولادته وغيبته وإمامته عليهالسلام.
__________________
١ ـ أصول الكافي / الكليني ١ : ٣٤٢ / ٢٩ باب في الغيبة.