على إثبات وجود معظم الاحاديث السابقة كذلك بغضّ النظر عن الشهادات المتقدمة ، ولولا خشية الإطالة لبيّنا ذلك مفصّلاً.
٧ ـ وعن المفضّل بن عمر ، عن الإمام الصادق عليهالسلام ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : « لصاحب هذا الأمر غيبتان : إحداهما يرجع منها إلى أهله ، والأخرى يقال : هلك ، في أي وادٍ سلك ... » (١).
٨ ـ وعن المفضّل بن عمر أيضاًً ، عن الصادق عليهالسلام قال : « إنّ لصاحب هذا الأمر غيبتين : إحداهما تطول حتى يقول بعضهم : مات ، وبعضهم يقول : قتل ، وبعضهم يقول : ذهب ... الحديث » (٢).
والذي ينبغي التنبيه عليه في هذه الأحاديث الشريفة ، توضيح ما جاء فيها من أن الإمام المهدي في غيبته عليهالسلام يرى الناس ولا يرونه ، بمعنى أنه يختفي جسمه الشريف عن الأنظار في الوقت الذي يكون فيه موجوداً في مكانٍ ما مع الناس ـ في الموسم أو غيره ـ ولكن الناس لا ترى في ذلك المكان شيئاًً.
وهناك أحاديث كثيرة عن اهل البيت عليهماالسلام بهذا المعنى المعبّر عن الأسلوب الوقائي الذي يستخدمه الإمام المهدي عليهالسلام في كيفية احتجابه عن الناس ، ونجاته من براثن الظلم ؛ لأنّه في اختفائه بهذا الاسلوب يكون في
__________________
١ ـ اصول الكافي ١ : ٣٤٠ / ٢٠ باب في الغيبة.
٢ ـ كتاب الغيبة / النعماني : ١٧١ ـ ١٧٢ / ٥ باب ١٠ ، وكتاب الغيبة / الشيخ الطوسي : ٦١ / ٦٠ ، و ١٦٢ / ١٢٠ ، وعقد الدرر / المقدسي الشافعي : ١٧٨ ـ ١٧٩ باب ٥ ، والبرهان / المتّقي الهندي : ١٧١ ـ ١٧٢ / ٤.