محمد عليهاالسلام فقلت : يا سيدي لو عهدت إلينا في الخلف من بعدك؟ فقال لي : يا مفضّل! الإمام من بعدي ابني موسى ، والخلف المأمول المنتظر محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن على بن موسى » (١).
١٥ ـ وفي الصحيح عن مسعدة بن صدقة قال : « كنت عند الصادق عليهالسلام ، إذ أتاه شيخ كبير قد انحنى متكئاً على عصاه ، فسلّم ، فردّ أبو عبد الله عليهالسلام الجواب ، ثم قال : يا ابن رسول الله ناولني يدك أقبلها ، فأعطاه يده فقبّلها ثم بكى ، فقال أبو عبد الله عليهالسلام : ما يبكيك يا شيخ؟ قال : جعلت فداك أقمت على قائمكم منذ مائة سنة أقول هذا الشهر وهذه السنة ، وقد كبرت سني ودقّ عظمي واقترب أجلي ولا أرى ما أحب ، أراكم مقتّلين مشرّدين ، وأرى عدوّكم يطيرون بالأجنحة ، فكيف لا أبكي! فدمعت عينا أبي عبد الله عليهالسلام ، ثم قال :
يا شيخ إن أبقاك الله حتى ترى قائمنا كنت معنا في السنام الأعلى ، وإن حلّت بك المنّية ، جئت يوم القيامة مع ثقل محمد صلىاللهعليهوآله ، ونحن ثقله ، فقال عليهالسلام : اني مخلّف فيكم الثقلين فتمسّكوا بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي. فقال الشيخ : لا أبالى بعد ما سمعت هذا الخبر. قال : يا شيخ! إنّ قائمنا يخرج من صلب الحسن ، والحسن يخرج من صلب عليّ ، وعليّ يخرج من صلب محمد ، ومحمد يخرج من صلب عليّ ، وعليّ يخرج من صلب ابني هذا ـ وأشار إلى موسى عليهالسلام ـ وهذا خرج من صلبي ، نحن اثنا عشر كلنا معصومون مطهرون ... يا شيخ والله لو لم يبق
__________________
١ ـ إكمال الدين ٢ : ٣٣٤ / ٤ باب ٣٣.