قائمة الکتاب
في الأمور العامة 21
المعاد الجسماني في القرآن الکريم 71
المعاد الجسماني عند أبي حامد الغزالي 109
1. موقف الغزالي من الأساليب العلمية في التحقيق
١١٠المعاد الجسماني عند الخواجة نصير الدين الطوسي 145
المعاد جسماني عند الشيخ الرئيس ابن سينا 179
المعاد الجسماني عند صدر المتألهين الشيرازي 203
المصادر العربية 275
الفارسية 283
إعدادات
المعاد الجسماني
المعاد الجسماني
المؤلف :شاكر عطية الساعدي
الموضوع :العقائد والكلام
الناشر :المركز العالمي للدّراسات الإسلامية
الصفحات :284
تحمیل
ولأجل أن تتضح لنا الصورة بشکل جيد وواضح ، کان علينا أن نذکر أسلوبه في ذلک بنحو من التفصيل يتناسب مع طبيعة هذا البحث وغرضه ، وإليک التوضيح :
١. موقف الغزالي من الأساليب العلمية في التحقيق
يعد المنهج العلمي التحقيقي للغزالي نوعاً خاصاً به ، لم ينتهج مثل هذا الأسلوب في المذهب السني من قبل ؛ إذ أنّه قد اعتمد فيه على مجموعة أساليب مختلفة ومتنوعة ، فقد جمع بين الأسلوب الکلامي ، والأسلوب الفلسفي القائم على الطريقة البرهانية العقلية ، والأسلوب الصوفي والذوقي القائم على أساس المعرفة القلبية ، وقد عدّ الأسلوب الأخير أوثق من الأسلوبين الأخريين الجدلي والعقلي ، وکما سيأتي بيان قيمة کل واحد منهما وجهة نظر الغزالي ، ولکنه لم ينتخب هذا النهج الذوقي بدون سابقة قيمة کل واحد منهما من وجهة نظر الغزالي ، ولکنه لم ينتخب هذا النهج الذوقي بدون سابقة معرفة وإطلاع ، بل کان مطلعاً على مجموعة کبيرة من الکتب التي دونت في المجالين المذکورين الکلامي والفلسفي ، بل أکثر من ذلک ، فقد کانت له کتابات کثيرة فيهما ، وکان غرضه منها حفظ عقيدة أهل السنة وحراستها من تشويش أهل البدع بحسب تعبيره خصوصاً ما جاء به الفلاسفة آنذاک من آراء مخالفة للسنة هذا من جهة ، ومن جهة أخرى کان يرى طريقة المتکلمين قائمة على أساس الجدل الذي يعتمد على مقدمات غير يقينية تسلموها من خصومهم واضطروا إلى علمها ، ولکن هذا بنظر الغزالي لم يکن کافياً في کشف حقائق الأمور ، فيبقى علم الکلام غير واف للغرض المطلوب ، وقد لخص موقفه من هذا العلم بما حاصله : ( فصادفته علماً وافياً بمقصوده غير وافٍ بمقصودي ) ، (١) ويقول الغزالي أيضاً : ( إن المتکلمين لم يفارقوا عقود العوام ، وإنما فارقوهم بالجدل ... والجدل علم لفظي وأکثره احتيال وهمي ، وهو عمل النفس وتخليق الفهم ، وليس بثمرة المشاهدة
ــــــــــــــــ
١. أبو حامد الغزالي ، المنقذ من الضلال ، ص ٢٧.