تهذيب الأحكام - ج ٥

أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]

تهذيب الأحكام - ج ٥

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]


المحقق: السيد حسن الموسوي الخرسان
الموضوع : الفقه
الناشر: دار الكتب الإسلاميّة
الطبعة: ٣
الصفحات: ٤٩٥

منها ، فنهى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : من فعل ذلك ومات دخل النار.

(١٥٣١) ١٧٧ ـ محمد بن أحمد بن يحيى عن يعقوب بن يزيد عن ابن ابي عمير عن بعض رجاله عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : من ركب زاملة فليوص. وهذا الخبر اكثر ما فيه الحث على الوصية ، وانما خص هذا الموضع لأن فيه بعض الخطر لما يلحق الانسان من النوم والسهر فلا يأمن من ان يقع منه ، فيؤدي ذلك إلى هلاكه.

(١٥٣٢) ١٧٨ ـ الحسين بن سعيد عن ابن ابي عمير عن حفص بن البختري وهشام بن سالم وحسن الاحمسي وحماد وغير واحد ومعاوية بن عمار عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : لو ان الناس تركوا الحج لكان على الوالي ان يجبرهم على ذلك وعلى المقام عنده ، ولو تركوا زيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لكان على الوالي ان يجبرهم على ذلك ، وان لم يكن لهم اموال انفق عليهم من بيت مال المسلمين.

(١٥٣٣) ١٧٩ ـ أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن ابي عمير عن معاوية بن وهب عن غير واحد قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام اني رجل ذو دين أفأتدين واحج؟ فقال : نعم هو اقضي للدين.

(١٥٣٤) ١٨٠ ـ وروى الحسين بن سعيد عن محمد بن ابي عمير عن عقبة قال : جاءني سدير الصيرفي فقال : ان ابا عبد الله عليه‌السلام يقرأ عليك السلام ويقول لك : مالك لا تحج؟! استقرض وحج.

__________________

ـ ١٥٣١ ـ الكافي ج ١ ص ٣١٣ الفقيه ج ٢ ص ٣٠٩.

١٥٣٢ ـ الكافي ج ١ ص ٢٤١ الفقيه ج ٢ ص ٢٥٩.

١٥٣٣ ـ الاستبصار ج ٢ ص ٣٢٩ الفقيه ج ٢ ص ٢٦٧.

١٥٣٤ ـ الاستبصار ج ٢ ص ٣٢٩

(ـ ٥٦ ـ التهذيب ج ٥)

٤٤١

فالمراد بهذين الخبرين انه إذا كان له وجه يقضي دينه منه ، فاما من لم يكن له ذلك فلا يستدين للحج ، يدل على ذلك ما رواه :

(١٥٣٥) ١٨١ ـ أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن عبد الملك بن عتبة قال : سألت ابا الحسن عليه‌السلام عن الرجل عليه دين يستقرض ويحج. قال : ان كان له وجه في مال فلا بأس به.

(١٥٣٦) ١٨٢ ـ وعنه عن ابي عبد الله البرقي عن جعفر بن بشير عن موسى بن بكر الواسطي قال : سألت ابا الحسن عليه‌السلام عن الرجل يستقرض ويحج؟ فقال : ان كان خلف ظهره ما ان حدث به حدث أدي عنه فلا بأس.

(١٥٣٧) ١٨٣ ـ أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن الحسن بن علان عن عبد الله بن المغيرة عن حماد بن طلحة عن عيسى بن ابي منصور قال : قال لي جعفر بن محمد عليه‌السلام : يا عيسى ان استطعت ان تأكل الخبز والملح وتحج في كل سنة فافعل.

(١٥٣٨) ١٨٤ ـ وعنه عن البرقي عن شيخ رفع الحديث إلى ابي عبد الله عليه‌السلام قال : قال له : يا فلان اقلل النفقة للحج تنشط للحج ، ولا تكثر النفقة في الحج فتمل الحج.

(١٥٣٩) ١٨٥ ـ وعنه عن محمد بن يحيى عن غياث بن ابراهيم عن جعفر بن أبيه عن علي عليه‌السلام انه قال : لاعرفة إلا بمكة. قوله عليه‌السلام : لا عرفة إلا بمكة ، أي لا فرض في الاجتماع في عرفة إلا

__________________

ـ ١٥٣٥ ـ الاستبصار ج ٢ ص ٣٢٩ الكافي ج ١ ص ٢٤٣ الفقيه ج ٢ ص ٢٦٧.

١٥٣٦ ـ الاستبصار ج ٢ ص ٣٣٠ الكافي ج ١ ص ٢٤٣ الفقيه ج ٢ ص ٢٦٧ بتفاوت.

١٥٣٨ ـ الكافي ج ١ ص ٢٤٣.

٤٤٢

بمكة ، فاما الاجتماع على طريق الاستحباب والدعاء في مثل هذا اليوم في سائر البلاد والمشاهد فمندوب إليه مرغب فيه.

(١٥٤٠) ١٨٦ ـ أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي عن يونس بن يعقوب عن عمر بن يزيد البصري عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : حج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عشرين حجة.

(١٥٤١) ١٨٧ ـ محمد بن الحسن الصفار عن السندي بن محمد عن يونس بن يعقوب عن اسلم المكي راوية عامر بن وائلة قال : قلت له فكم حج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قال : عشرة أما تسمع حجة الوداع فتكون حجة الوداع إلا وقد حج قبل ذلك؟!!.

(١٥٤٢) ١٨٨ ـ أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي عن عيسى الفراء عن عبد الله بن ابي يعفور عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : حج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عشرين حجة مستسرا في كلها يمر بين المأزمين فينزل فيبول.

(١٥٤٣) ١٨٩ ـ وعنه عن محمد بن يحيى عن غياث بن ابراهيم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ما حج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد قدومه المدينة إلا حجة واحدة ، وقد حج بمكة مع قومه حجات.

(١٥٤٤) ١٩٠ ـ أحمد بن محمد بن عيسى عن البرقي عن اصرم بن حوشب عن عيسى بن عبد الله عن جعفر بن محمد عليه‌السلام قال : اودية الحرم تسيل في الحل ، واودية الحل لا تسيل في الحرم.

__________________

ـ ١٥٤٠ ـ الكافي ج ١ ص ٢٣٣.

١٥٤٢ ـ الكافي ج ١ ص ٢٣٣ الفقيه ج ٢ ص ١٥٤.

١٥٤٣ ـ الكافي ج ١ ص ٢٣٣.

١٥٤٤ ـ الكافي ج ١ ص ٣١٢ الفقيه ج ٢ ص ٣٠٧.

٤٤٣

(١٥٤٥) ١٩١ ـ وعنه عن الحسن بن علي عن محمد بن ابي حمزة رفعه قال : من خرج من مكة وهو لا يريد العود إليها فقد اقترب اجله ودنا عذابه.

(١٥٤٦) ١٩٢ ـ وعنه عن الحسن بن علي عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : ان يزيد بن معاوية لعنهما الله حج فلما انصرف قال شعرا :

إذا جعلنا ثافلا (١) يمينا

فلا نعود بعدها سنينا

للحج والعمرة ما بقينا

فنقص الله عمره واماته قبل اجله.

(١٥٤٧) ١٩٣ ـ الحسين بن سعيد عن ابن ابي عمير عن عبد الوهاب بن الصباح عن ابيه قال : لقي مسلم مولى ابي عبد الله عليه‌السلام صدقة الا حدب وقد قدم من مكة فقال له مسلم : الحمد لله الذي يسر سبيلك وهدى دليلك واقدمك بحال عافية وقد قضى الحج واعان على السعة ، فقبل الله منك واخلف عليك نفقتك وجعلها حجة مبرورة ولذنوبك طهورا ، فبلغ ذلك ابا عبد الله عليه‌السلام فقال له : كيف قلت لصدقة؟ فاعاد عليه فقال له : من علمك هذا؟ فقال : جعلت فداك مولاي أبو الحسن عليه‌السلام فقال له : نعم ما تعلمت ، إذا لقيت اخا من اخوانك فقل له هكذا فان الهدى بنا هدى وإذا لقيت هؤلاء فقل لهم ما يقولون.

(١٥٤٨) ١٩٤ ـ وعنه عن ابن ابي عمير عن موسى بن عامر عن العبد الصالح عليه‌السلام قال : اميران وليسا بأميرين : صاحب الجنازة ليس لمن يتبعها ان يرجع حتى يأذن له ، وأمرأة حجت مع قوم فاعتلت بالحيض فليس لهم ان يرجعوا

__________________

(١) ثافل : اسم جبل قيل انه بين مكة والشام على يمين الراجع من مكة إلى الشام ..

١٥٤٥ ـ الكافي ج ١ ص ٢٤٠ بسند آخر.

١٥٤٦ ـ الفقيه ج ٢ ص ١٤٢ مرسلا.

٤٤٤

ويدعوها حتى نأذن لهم.

(١٥٤٩) ١٩٥ ـ أحمد بن محمد بن عيسى عن ابي محمد الحجال عن صفوان الجمال قال : سمعت ابا عبد الله عليه‌السلام يقول : ما يعبأ بمن يؤم هذا البيت إذا لم يكن فيه خصال ثلاث : حلم يملك به غضبه ، وخلق يخالق به من صحبه ، وورع يحجزه عن معاصي الله.

(١٥٥٠) ١٩٦ ـ موسى بن القاسم عن صفوان عن معاوية بن عمار عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : ان الله تعالى يقول : (الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) وهن شوال وذو القعدة وذو الحجة.

(١٥٥١) ١٩٧ ـ موسى بن القاسم عن عبد الرحمن عن عبد الله بن سنان عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : لا تأخذ من شعرك إذا اردت الحج في ذي القعدة ولا في الشهر الذي تريد فيه العمرة.

(١٥ ٥٢) ١٩٨ ـ وعنه عن محمد بن حسين عن صفوان بن يحيى عن اسحاق بن عمار قال : قلت لأبي الحسن موسى عليه‌السلام كم أوفر شعري إذا اردت العمرة؟ قال : ثلاثين يوما.

(١٥٥٣) ١٩٩ ـ موسى بن القاسم عن محمد عن صفوان عن عبد الله ابن بكير عن عمر بن يزيد قال : حاضت صاحبتي وانا بالمدينة قال ، فكان ميقات جمالنا

__________________

ـ ١٥٤٩ ـ الكافي ج ١ ص ٢٤٤ الفقيه ج ٢ ص ١٧٩.

١٥٥٠ ـ الكافي ج ١ ص ٢٤٥ بتفاوت.

١٥٥١ ـ الكافي ج ١ ص ٢٥٣ بتفاوت في السند.

١٥٥٢ ـ الفقيه ج ٢ ص ١٩٨.

١٥٥٣ ـ الكافي ج ١ ص ٢٩٠ بتفاوت يسير.

٤٤٥

وإبان مقامنا وخروجنا قبل أن تطهر ولم تقرب القبر ولا المسجد ولا المنبر قال : فذكرت ذلك لأبي عبد الله عليه‌السلام قال : مرها لتغتسل ثم لتأت مقام جبرئيل عليه‌السلام فان جبرئيل عليه‌السلام كان يجئ فيستأذن على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فان كان على حال لا ينبغي له ان يأذن له قام في مكانه حتى يخرج إليه وان اذن له دخل عليه ، قال : قلت له : واين المكان؟ قال : كان بحيال الميزاب الذي إذا خرجت من الباب الذي يقال له باب فاطمة عليها‌السلام بحذاء القبر رفعت رأسك مع حذاء الباب والميزاب فوق رأسك والباب وراء ظهرك ، قال : تقعد في ذلك الموضع ولتدع ربها ، قلت : وأي شئ تقول؟ قال : تقول (اللهم اني اسألك بأنك انت الله ليس كمثلك شئ ان تفعل بي كذا وكذا) قال : فصنعت صاحبتي الذي امرني وتطهرت ودخلت السمجد قال : وكانت لنا خادم ايضا وكانت قد حاضت قال : فقالت : يا سيدي اذهب انا زيارة فاصنع كما صنعت سيدتي؟ قال : قلت بلى قال : فذهبت فصنعت مثل الذي صنعت مولاتها فتطهرت ودخلت المسجد.

(١٥٥٤) ٢٠٠ ـ موسى بن القاسم عن ابن ابي عمير عن عبد الله بن مسكان عن ابراهيم بن ميمون ـ وقد كان ابراهيم بن ميمون تلك السنة معنا بالمدينة ـ قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام ان أصحابنا مجاورون بمكة وهم يسألوني لو قدمت عليهم كيف يصنعون؟ قال : قل لهم إذا كان هلال ذي الحجة فليخرجوا إلى التنعيم فليحرموا وليطوفوا بالبيت وبين الصفا والمروة ثم يطوفوا فيعقدوا بالتلبية عند كل طواف ، ثم قال : اما انت فانك تمتع في اشهر الحج واحرم يوم التروية من المسجد الحرام.

(١٥٥٥) ٢٠١ ـ وعنه عن عبد الرحمن عن حماد عن حريز قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الطواف بغير أهل مكة ممن جاور بها افضل أو الصلاة؟

__________________

(١) نسخة : ـ زيادة ـ بمعنى أيضا كما هو المتعارف ..

١٥٥٥ ـ الفقيه ج ٢ ص ١٣٤ مرسلا.

٤٤٦

فقال : الطواف للمجاورين افضل ، والصلاة لأهل مكة والقاطنين بها افضل من الطواف.

(١٥٥٦) ٢٠٢ ـ وعنه عن عبد الرحمن عن ابن ابي عمير عن حفص ابن البختري وحماد وهشام عن ابي عبد الله عليه لسلام قال : إذا اقام الرجل بمكة سنة فالطواف افضل ، وإذا اقام سنتين خلط من هذا وهذا ، فإذا اقام ثلاث سنين فالصلاة افضل.

(١٥٥٧) ٢٠٣ ـ وعنه عن النخعي عن صفوان عن معاوية بن عمار عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : لا ينبغي لأهل مكة أن يلبسوا القميص وان يتشبهوا بالمحرمين شعثا غبرا وقال : ينبغي للسلطان أن يأخذهم بذلك.

(١٥٥٨) ٢٠٤ ـ وعنه عن عبد الرحمن عن حماد بن عيسى قال : سمعت ابا عبد الله عليه‌السلام يقول : قال ابي قال علي عليه‌السلام : اذكروا الله في ايام معلومات قال قال : عشر ذي الحجة ، وايام معدودات قال : ايام التشريق.

(١٥٥٩) ٢٠٥ ـ وعنه عن ابن ابي عمير عن حماد عن الحلبي قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن امرأة أوصت ان ينظر قدر ما يحج به فيسئل فان كان الفضل أن يوضع في فقراء ولد فاطمة عليها‌السلام وضع فيهم وان كان الحج افضل حج به عنها فقال : ان كان عليها حجة مفروضة فليجعل ما اوصت في حجتها احب إلي من ان يقسم في فقراء ولد فاطمة عليها‌السلام.

(١٥٦٠) ٢٠٦ ـ الحسن بن محبوب عن رجل قال : حدثني عبد الله ابن سليمان قال : سمعت ابا عبد الله عليه‌السلام وقد سألته أمرأة فقالت : ان ابنتي توفيت ولم يكن بها بأس فاحج عنها؟ قال : نعم قالت : انها كانت مملوكة؟ فقال : لا عليك بالدعاء فانه يدخل عليها كما يدخل البيت الهدية.

__________________

ـ ١٥٥٦ ـ الكافي ج ١ ص ٢٧٩ بتفاوت.

٤٤٧

(١٥٦١) ٢٠٧ ـ موسى بن القاسم عن عبد الرحمن عن عبد الله بن سنان عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : سئل عن دخول النساء الكعبة فقال : ليس عليهن وان فعلن فهو افضل.

(١٥٦٢) ٢٠٨ ـ الحسين بن سعيد عن أحمد بن محمد قال : سألت ابا الحسن عليه‌السلام عن الحرم واعلامه فقال : ان آدم عليه‌السلام لما هبط على ابي قبيس شكا إلى ربه الوحشة وانه لا يسمع ما كان يسمع في الجنة فأنزل الله عليه ياقوته حمراء فوضعها في موضع البيت فكان يطوف بها وكان يبلغ ضوؤها موضع الاعلام فعلمت الاعلام على ضوئها فجعله الله حرما.

(١٥٦٣) ٢٠٩ ـ عنه عن فضالة بن أيوب عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن ابي جعفر عليه‌السلام قال : لا ينبغي للرجل أن يقيم بمكة سنة ، قلت : كيف يصنع؟ قال : يتحول عنها ، ولا ينبغي لاحد أن يرفع بناءا فوق الكعبة.

(١٥٦٤) ٢١٠ ـ عنه عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد عن محمد ابن مسلم قال : سألت ابا جعفر عليه‌السلام هل يدخل الرجل مكة بغير احرام؟ قال : لا إلا مريضا أو من به بطن.

(١٥٦٥) ٢١١ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن عقيل عن الحسن بن الحسين عن علي بن الحسين عن علي بن عيسى عن محمد بن يزيد الرفاعي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام سئل عن الوقوف بالجبل لم لم يكن في الحرم؟ فقال : لأن الكعبة بيته والحرم بابه فلما قصدوه وافدين وقفهم بالباب يتضرعون ، قيل له : فالمشعر الحرام

__________________

ـ ١٥٦٢ ـ الكافي ج ١ ص ٢١٨.

١٥٦٣ ـ الكافي ج ١ ص ٢٢٩ الفقيه ج ٢ ص ١٦٥.

١٥٦٤ ـ الفقيه ج ٢ ص ٢٣٩.

١٥٦٥ ـ الكافي ج ١ ص ٢٢٧.

٤٤٨

لم صار في الحرم؟ قال : لأنه لما أذن لهم بالدخول وقفهم بالحجاب الثاني ، فلما طال تضرعهم بها أذن لهم بتقريب قربانهم ، فلما قضوا تفثهم وتطهروا بها من الذنوب التي كانت حجابا بينهم وبينه اذن لهم بالزيارة على الطهارة فقيل له : لم حرم الصيام ايام التشريق؟ قال : لأن القوم زاروا الله وهم في ضيافته ولا يجمل بمضيف ان يصوم اضيافه ، قيل له : فالتعلق باستار الكعبة لأي معنى هو؟ قال : مثله مثل رجل له عند آخر جناية وذنب فهو يتعلق بثوبه يتضرع إليه ويخضع له ان يتجافى عن ذنبه.

(١٥٦٦) ٢١٢ ـ عنه عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله عز وجل : (ومن دخله كان آمنا) البيت عنى أو الحرم؟ قال : من دخل الحرم من الناس مستجيرا به فهو آمن من سخط الله ، ومن دخله من الوحش والطير كان آمنا من ان يهاج أو يؤذى حتى يخرج من الحرم.

(١٥٦٧) ٢١٣ ـ وعنه عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن علي عن عبد الله بن جبلة عن عبد الملك بن عتبة قال : سألت ابا عبد الله عليه‌السلام عن شئ يصل الينا من ثياب الكعبة هل يصلح لنا ان نلبس شيئا منها؟ فقال : يصلح للصبيان والمصاحف والمخدة يبتغي بذلك البركة ان شاء الله.

(١٥٦٨) ٢١٤ ـ وعنه عن حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن غير واحد عن ابان عن زيد الشحام قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : أخرج من المسجد في ثوبي حصاة قال : تردها أو اطرحها في مسجد.

__________________

ـ ١٥٦٦ ـ الكافي ج ١ ص ٢٢٨ الفقيه ج ٢ ص ١٦٣.

١٥٦٧ ـ الكافي ج ١ ص ٢٢٨ الفقيه ج ٢ ص ١٦٤.

١٥٦٨ ـ الكافي ج ١ ص ٢٢٩ الفقيه ج ٢ ص ١٦٥

(ـ ٥٧ ـ التهذيب ج ٥)

٤٤٩

(١٥٦٩) ٢١٥ ـ وعنه عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابي عمير عن رجل عن اسحاق بن عمار قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام ان رجلا استشارني في الحج وكان ضعيف الحال فاشرت عليه الا يحج فقال : ما اخلقك ان تمرض سنة قال : فمرضت سنة.

(١٥٧٠) ٢١٦ ـ أحمد بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن محمد بن الوليد عن ابان عن ذريح عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : من مضت له خمس سنين فلم يفد إلى ربه وهو موسر انه لمحروم.

(١٥٧١) ٢١٧ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابي عمير عن معاوية بن عمار قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن يوم الحج الاكبر فقال : هو يوم النحر ، والاصغر العمرة.

(١٥٧٢) ٢١٨ ـ محمد بن يعقوب عن ابي علي الاشعري عن الحسن ابن علي الكوفي عن علي بن مهزيار عن موسى بن القاسم قال : قلت لأبي جعفر الثاني عليه‌السلام قد أردت ان اطوف عنك وعن أبيك فقيل لي ان الاوصياء لا يطاف عنهم فقال : بلى طف ما امكنك فان ذلك جائز ، ثم قلت له بعد ذلك بثلاث سنين : اني كنت استأذنتك في الطواف عنك وعن أبيك فاذنت لي في ذلك فطفت عنكما ما شاء الله ، ثم وقع في قلبي شئ فعملت به قال : وما هو؟ قلت : طفت يوما عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : ثلاث مرات صلى الله على رسول الله ، واليوم الثاني عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ثم طفت اليوم الثالث عن الحسن عليه‌السلام واليوم الرابع عن الحسين

__________________

ـ ١٥٦٩ ـ الكافي ج ١ ص ٢٤١ الفقيه ج ٢ ص ١٤٣.

١٥٧٠ ـ الكافي ج ١ ص ٢٤٢.

١٥٧١ ـ الكافي ج ١ ص ٢٤٦ الفقيه ج ٢ ص ٢٩٢.

١٥٧٢ ـ الكافي ج ١ ص ٢٥٢.

٤٥٠

عليه‌السلام واليوم الخامس عن علي بن الحسين عليه‌السلام ، واليوم السادس عن ابي جعفر محمد بن على الباقر عليه‌السلام ، واليوم السابع عن جعفر بن محمد عليه‌السلام ، واليوم الثامن عن ابيك موسى عليه‌السلام ، واليوم التاسع عن أبيك علي بن موسى عليه‌السلام ، واليوم العاشر عنك يا سيدي وهؤلاء الذي ادين الله بولايتهم فقال : إذن والله تدين الله بالدين الذي لا يقبل من العباد غيره ، قلت : وربما طفت عن امك فاطمة عليها‌السلام وربما لم اطف فقال : استكثر من هذا فانه افضل ما انت عامله إن شاء الله.

(١٥٧٣) ٢١٩ ـ وعنه عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن منصور بن العباس عن علي بن اسباط عن رجل من أصحابنا يقال له عبد الرحمن عن عبد الله بن سنان قال : كنت عند ابي عبد الله عليه‌السلام إذ دخل عليه رجل فاعطاه ثلاثين دينارا يحج بها عن اسماعيل ولم يترك شيئا من العمرة إلى الحج إلا اشترط عليه حتى اشترط عليه ان يسعى في وادي محسر ثم قال : يا هذا إذا انت فعلت هذا كان لاسماعيل حجة بما انفق من ماله وكانت لك تسع بما اتعبت من بدنك.

(١٥٧٤) ٢٢٠ ـ وعنه عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابي عمير عن معاوية قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : اقوم اصلي بمكة والمرأة بين يدي جالسة أو مارة فقال : لا بأس انما سميت بكة لانها تبك فيها الرجال والنساء.

(١٥٧٥) ٢٢١ ـ وعنه عن ابي علي الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن معاوية قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الحطيم فقال : هوما بين الحجر الاسود وبين الباب ، وسألته لم سمي الحطيم؟ فقال :

__________________

ـ ١٥٧٣ ـ الكافي ج ١ ص ٢٥١ الفقيه ج ٢ ص ٢٦٢ مرسلا بتفاوت.

١٥٧٤ ـ الكافي ج ١ ص ٣٠٨.

١٥٧٥ ـ الكافي ج ١ ص ٣٠٩.

٤٥١

لأن الناس يحطم بعضهم بعضا.

(١٥٧٦) ٢٢٢ ـ وعنه عن أحمد بن محمد عمن حدثه عن محمد بن الحسين عن وهيب بن حفص عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : ان القائم عليه‌السلام إذا قام رد البيت الحرام إلى اساسه ، ورد مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى اساسه ، ورد مسجد الكوفة إلى اساسه ، وقال أبو بصير : موضع التمارين من المسجد.

(١٥٧٧) ٢٢٣ ـ وعنه عن على بن ابراهيم عن أبيه عن عبد الرحمن ابن حماد عن ابراهيم بن عبد الحميد قال : سمعته يقول : من خرج من الحرمين بعد ارتفاع النهار قبل ان يصلي الظهر والعصر نودي من خلفه لا صحبك الله.

(١٥٧٨) ٢٢٤ ـ وعنه عن محمد بن يحيى وغيره عن محمد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد عن يحيى بن المبارك عن عبد الله بن جبلة عن محمد بن الفضيل عن ابي الحسن عليه‌السلام قال : قلت جعلت فداك كان عندي كبش سمين لاضحي به فلما أخذته واضجعته نظر الي فرحمته ورققت له ثم اني ذبحته قال : فقال لي : ما كنت احب لك ان تفعل لا تربين شيئا من هذا ثم تذبحه.

(١٥٧٩) ٢٢٥ ـ وعنه عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال والحجال عن ثعلبة عن ابي خالد القماط عن عبد الخالق الصيقل قال : سألت ابا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (ومن دخله كان آمنا) فقال : لقد سألتى عن شئ ما سألني عنه احد إلا من شاء الله ، ثم قال : من أم هذا البيت وهو يعلم انه البيت الذي امره الله تعالى به وعرفنا أهل البيت حق معرفتنا كان آمنا في الدنيا والآخرة.

__________________

ـ ١٥٧٦ ـ ١٥٧٧ ـ ١٥٧٨ ـ الكافي ج ١ ص ٣١٣

ـ ١٥٧٩ ـ الكافي ج ١ ص ٣١٤ الفقيه ج ٢ ص ١٣٣ مرسلا وليس فيه قوله (اما سألني) إلى قوله (من شاء الله) ولاثم قال

٤٥٢

(١٥٨٠) ٢٢٦ ـ سهل بن زياد عن على بن اسباط عن عبد الله بن سنان عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : لا ينبغي لاحد ان يحتبي (١) قبالة البيت.

(١٥٨١) ٢٢٧ ـ وروي عن ابى عبد الله وابى الحسن موسى عليهما‌السلام انهما قالا : من سها عن السعي حتى يصير من السعي على بعضه أو كله ثم ذكر فلا يصرف وجهه منصرفا ولكن يرجع القهقرى إلى المكان الذي يجب فيه السعي.

(١٥٨٢) ٢٢٨ ـ أحمد بن محمد عن أبيه عن ابن ابي عمير عن ابي أيوب عن محمد بن مسلم قال : سمعت ابا عبد الله عليه‌السلام يقول : ليس ينبغي لاحد ان يأخذ من تربة ما حول البيت ، وان اخذ شيئا من ذلك رده.

(١٥٨٣) ٢٢٩ ـ أحمد بن الحسين عن على بن مهزيار عن محمد ابن عبد الله بن مروان قال : رأيت يونس بمنى يسأل ابا الحسن عليه‌السلام عن الرجل إذا حضرته صلاة الفريضة وهو في الكعبة فلم يمكنه الخروج من الكعبة فقال : استلقى على قفاه وصلى ايماءا وذكر قول الله عز وجل : ( اينما تولوا فثم وجه الله ) (٢).

(١٥٨٤) ٢٣٠ ـ محمد بن علي بن محبوب عن العباس بن معروف عن أحمد بن محمد بن ابي نصر عن حماد بن عثمان عن الحسين بن نعيم قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عما زادوا في المسجد الحرام عن الصلاة فيه فقال : ان ابراهيم واسماعيل عليهما‌السلام حدا المسجد ما بين الصفا والمروة فكان الناس يحجون من المسجد إلى الصفا.

(١٥٨٥) ٢٣١ ـ الحسين بن سعيد عن فضالة عن عبد الله بن سنان

__________________

(١) الأحتباء : هوضم الساقين إلى البطن بالتوب أو اليدين.

(٢) سورة البقرة الآية : ١١٦

١٥٨٠ ـ الكافي ج ١ ص ٣١٤.

١٥٨١ ـ الفقيه ج ٢ ص ٣٠٨.

١٥٨٢ ـ الكافي ج ١ ص ٢٢٨ الفقيه ج ٢ ص ١٦٥.

١٥٨٥ ـ الكافي ج ١ ص ٢٢٣ الفقيه ج ٢ ص ١٤٩.

٤٥٣

عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : خط ابراهيم عليه‌السلام بمكة ما بين الحزورة (١) إلى المسعى فذلك الذي خط ابراهيم عليه‌السلام يعني المسجد.

(١٥٨٦) ٢٣٢ ـ محمد بن علي بن محبوب عن الحسن بن علي عن جعفر ابن محمد عن عبد الله بن ميمون عن جعفر عن أبيه عليهما‌السلام قال : كان المقام لازقا بالبيت فحوله عمر.

(١٥٨٧) ٢٣٣ ـ أحمد بن محمد عن البراقي عن اصرم بن خوشب عن عيسى بن عبد الله عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : أودية الحرم تسيل في الحل وأودية الحل لا تسيل في الحرم.

(١٥٨٨) ٢٣٤ ـ محمد بن علي بن محبوب عن يعقوب بن يزيد عن ابن ابي عمير عن معاوية بن عمار عن ابي عبد الله عليه‌السلام ومحمد بن الحسين وعلي بن السندي والعباس كلهم عن صفوان عن معاوية بن عمار عن ابي عبد الله عليه‌السلام ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اقام بالمدينة عشر سنين لم يحج ثم أنزل الله عليه ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) (٢) فأمر المؤذنين ان يؤذنوا باعلا اصواتهم : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يحج من عامه هذا فعلم به من حضر المدينة واهل العوالي والاعراب فاجتمعوا فحج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وانما كانوا تابعين ينتظرون ما يؤ مرون به فيصنعونه أو يصنع شيئا فيصنعونه ، فخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في اربع بقين من ذي القعدة ، فلما انتهى إلى ذي الحليفة

__________________

(١) الحزورة : وزان قسورة موضع كان به سوق مكة بين الصفا والمروة قريب من موضع النخاسين.

(٢) سورة الحج الآية : ٢٧.

١٥٨٧ ـ الكافي ج ١ ص ٣١٢ الفقيه ج ٢ ص ٣٠٧ وقد تقدم في ص ٤٤٣ برقم ١٩٠.

١٥٨٨ ـ الكافي ج ١ ص ٢٣٣.

٤٥٤

فزالت الشمس ثم اغتسل ثم خرج حتى اتى المسجد الذي عند الشجرة فصلى فيه الظهر وعزم بالحج مفردا وخرج حتى انتهى إلى البيداء عند الميل الاول ، فصف الناس له سماطين فلبى بالحج مفردا وساق الهدي ستا وستين أو اربعا وستين ، حتى انتهى إلى مكة في سلخ اربع من ذي الحجة فطاف بالبيت سبعة اشواط وصلى ركعتين خلف مقام ابراهيم عليه‌السلام ثم عاد إلى الحجر فاستلمه وقد كان استلمه في أول طوافه ، ثم قال : ان الصفا والمروة من شعائر الله فابدؤا بما بدأ الله به ، وان المسلمين كانوا يظنون ان السعي بين الصفا والمروة شئ صنعه المشركون ، فانزل الله تعالى (ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما) ثم اتى الصفا فصعد عليه فاستقبل الركن اليماني فحمد الله واثنى عليه ودعا مقدار ما يقرأ سورة البقرة مترسلا ، ثم انحدر إلى المروة فوقف عليها كما وقف على الصفا حتى فرغ من سعيه ، ثم اتاه جبرئيل عليه‌السلام وهو على المروة فأمره ان يأمر الناس ان يحلوا إلا سائق الهدي فقال رجل : انحل ولم نفرغ من مناسكنا؟ فقال : نعم قال : فلما وقف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالمروة بعد فراغه من السعي اقبل على الناس بوجهه فحمد الله واثنى عليه ثم قال : (ان هذا جبرئيل عليه‌السلام واومى بيده إلى خلفه يأمرني ان آمر من لم يسق هديا ان يحل ولو استقبلت من امري مثل ما استدبرت لصنعت مثل ما امرتكم ولكني سقت الهدي ، ولا ينبغي لسائق الهدي ان يحل حتى يبلغ الهدي محله قال : قال له رجل من القوم : لنخرجن حجاجا وشعورنا تقطر! فقال له : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اما انك لن تؤمن بعدها ابدا ، فقال له : سراقة بن مالك بن جعشم الكناني يا رسول الله علمنا ديننا كانما خلقنا اليوم فهذا الذي امرتنا به لعامنا هذا ام لما يستقبل؟ فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : بل هو للابد إلى يوم القيامة ، ثم شبك اصابعه بعضها إلى بعض ، وقال : دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة ، وقدم علي عليه‌السلام

٤٥٥

من اليمن على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو بمكة فدخل على فاطمة عليها‌السلام وهي قد أحلت فوجد ريحا طيبة ووجد عليها ثيابا مصبوغة فقال : ماهذا يا فاطمة؟ فقالت : أمرنا بهذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فخرج علي عليه‌السلام إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مستفتيا محرشا على فاطمة عليها‌السلام فقال : يا رسول الله اني رأيت فاطمة قد احلت وعليها ثياب مصبوغة فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : انا امرت الناس بذلك وانت يا علي بم اهللت؟ قال : قلت يا رسول الله اهلالا كاهلال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كن على احرامك مثلي وانت شريكي في هديي ، قال : ونزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بمكة بالبطحاء هو وأصحابه ولم ينزل الدور ، فلما كان يوم التروية عند زوال الشمس أمر الناس ان يغتسلوا ويهلوا بالحج وهو قول الله الذي انزله على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله (واتبعوا ملة ابراهيم حنيفا) فخرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأصحابه مهلين بالحج حتى أتوا منى فصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والفجر ، ثم غدا والناس معه وكانت قريش تفيض من المزدلفة وهي جمع ويمنعون الناس ان يفيضوا منها ، فاقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقريش ترجوا أن تكون إفاضته من حيث كانوا يفيضون فأنزل الله على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله (ثم افيضوا من حيث افاض الناس واستغفروا الله) يعني ابراهيم واسماعيل واسحاق عليهم‌السلام في افاضتهم منها ومن كان بعدهم ، فلما رأت قريش ان قبة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد مضت كأنه دخل في انفسهم شئ للذي كانوا يرجون من الافاضة من مكانهم ، حتى انتهى إلى نمرة وهي بطن عرنة بحيال الاراك فضرب قبته وضرب الناس اخبيتهم عندها ، فلما زالت الشمس خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه فرسه وقد اغتسل وقطع التلبية حتى وقف بالمسجد فوعظ الناس وأمرهم ونهاهم ، ثم صلى الظهر والعصر باذان واحد واقامتين ، ثم مضى إلى الموقف فوقف به فجعل الناس

٤٥٦

يبتدرون اخفاف ناقته يقفون إلى جنبها فنحاها ففعلوا مثل ذلك فقال : (ايها الناس انه ليس موضع اخفاف ناقتي الموقف ولكن هذا كله موقف) وأومى بيده إلى الموقف فتفرق الناس ، وفعل مثل ذلك بمزدلفة فوقف حتى وقع القرص قرص الشمس ، ثم أفاض وأمر الناس بالدعة حتى إذا انتهى إلى المزدلفة وهي المشعر الحرام فصلى المغرب والعشاء والآخرة باذان واحد واقامتين ، ثم اقام حتى صلى فيها الفجر ، وعجل ضعفاء بني هاشم بالليل وأمرهم ان لا يرموا الجمرة جمرة العقبة حتى تطلع الشمس ، فلما اضاء له النهار افاض حتى انتهى إلى منى فرمى جمرة العقبة ، وكان الهدي الذي جاء به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اربعا وستين أو ستا وستين ، وجاء علي عليه‌السلام باربع وثلاثين أو ست وثلاثين ، فنحر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله منها ستا وستين ونحر علي عليه‌السلام اربعا وثلاثين بدنة ، وأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يؤخذ من كل بدنة منها جذوة من لحم ثم تطرح في برمة ثم تطبخ ، فاكل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله منها وعلي عليه‌السلام وحسيا من مرقها ، ولم يعط الجزارين جلودها ولا جلالها ولا قلائدها ، وتصدق به ، وحلق وزار البيت ورجع إلى منى فاقام بها حتى كان اليوم الثالث من آخير ايام التشريق ، ثم رمى الجمار ونفر حتى انتهى إلى الابطح ، فقالت له عائشة : يارسول الله ترجع نساؤك بحجة وعمرة معا وارجع بحجة!. فاقام بالابطح وبعث معها عبد الرحمن بن ابي بكر إلى التنعيم (١) فاهلت بعمرة ثم جاءت فطافت بالبيت وصلت ركعتين عند مقام ابراهيم عليه‌السلام وسعت بين الصفا والمروة ، ثم أتت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فارتحل من يومه ولم يدخل المسجد ولم يطف بالبيت ، ودخل من اعلا مكة من عقبة المدنيين ، وخرج من اسفل مكة من ذي طوى.

__________________

(١) التنعيم : موضع قريب من مكة يينه ويينها أربعة أميال.

(ـ ٥٨ ـ التهذيب ج ٥)

٤٥٧

(١٥٨٩) ٢٣٥ ـ يعقوب بن يزيد عن ابن ابي عمير عن معاوية بن عمار عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : الذ كان على بدن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ناجية بن جندب الخزاعي الاسلمي ، والذي حلق رأس النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الحديبية خراش بن أمية الخزاعي ، والذي حلق رأس النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في حجته معمر بن عبد الله بن حارثة بن نضر بن عوف بن عويج بن عدي بن كعب قال : ولما كان في حجة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يحلقه قالت قريش : أي معمر أذن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في يدك وفي يدك الموسى!!! فقال معمر : والله انى لأعده فضلا من الله عظيما علي ، قال : وكان معمر بن عبد الله هو الذي يرحل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا معمر ان الرحل الليلة يسترخي فقال معمر! بابي انت وامي لقد شددته كما كنت اشده ولكن بعض من حسدني مكاني منك يا رسول الله اراد ان تستبدل بي فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما كنت لافعل.

(١٥٩٠) ٢٣٦ ـ أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال عن عيسى الفرا عن ابن ابي يعفور أو عن زرارة الشك من الحسن عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : حج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عشر حجج مستسرا كلها يمر بالمأزمين فينزل فيبول.

(١٥٩١) ٢٣٧ ـ وعنه عن الحسن عن يونس بن يعقوب عن اسلم المكي عن عامر بن وائلة انه قيل له كم حج رسول الله؟ قال : عشرا اما سمعتم بحجة الوداع؟ فهل يكون وداع إلا وقد حج قبله! (١).

(١٥٩٢) ٢٣٨ ـ عنه عن الحسن عن يونس بن يعقوب عن عمر بن

__________________

(١) تقدم هذا الحديث برقم ١٨٧ بتفاوت.

١٥٨٩ ـ الكافي ج ١ ص ٢٣٥ الفقيه ج ٢ ص ١٥٥ بدون الذيل فيه.

١٥٩٠ ـ الكافي ج ١ ص ٢٣٥ الفقيه ج ٢ ص ١٥٤ وقد مر برقم ١٨٨ من دون الشك وبتفاوت.

١٥٩٢ ـ الكافي ج ١ ص ٢٣٣ وقد تقدم برقم ١٨٦.

٤٥٨

يزيد عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : حج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عشرين حجة.

(١٥٩٣) ٢٣٩ ـ أحمد بن محمد عن الحسين عن فضالة عن ابان عن الفضل ابي العباس عن ابي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عز وجل : (واتموا الحج والعمرة لله) قال : هما مفروضتان.

(١٥٩٤) ٢٤٠ ـ وعنه عن الحسين عن القاسم بن محمد عن علي عن ابي بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام قول الله عز وجل (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) قال : يمشي ان لم يكن عنده ، قلت : لا يقدر على المشي قال : يمشي ويركب ، قلت : لا يقدر على ذلك قال : يخدم القوم ويخرج معهم. قال محمد بن الحسن هذا الخبر محمول على الاستحباب بدلالة ما تقدم من الاخبار.

(١٥٩٥) ٢٤١ ـ أحمد عن الحسين عن النضر عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن رجل نذر أن يمشي إلى بيت الله فمشى أيجزيه عن حجة الاسلام؟ قال : نعم.

(١٥٩٦) ٢٤٢ ـ عنه عن ابن ابي عمير عن معاوية بن عمار قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن رجل حج عن غيره أيجزيه ذلك عن حجة الاسلام؟ قال : نعم.

(١٥٩٧) ٢٤٣ ـ الحسين بن علي عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن زرارة عن ابي جعفر عليه‌السلام قال : من كان مؤمنا فحج وعمل في ايمانه ثم قد اصابته في ايمانه فتنة فكفر ثم تاب وآمن قال : يحسب له كل عمل صالح عمله في ايمانه

__________________

ـ ١٥٩٣ ـ الكافي ج ١ ص ٢٣٩.

١٥٩٤ ـ الاستبصار ج ٢ ص ١٤٠ الفقيه ج ٢ ص ١٩٤.

١٥٩٥ ـ الكافي ج ١ ص ٢٤٢ رواه عن رفاعة.

١٥٩٦ ـ الاستبصار ج ٢ ص ١٤٤ الكافي ج ١ ص ٢٤١ بزيادة فيهما الفقيه ج ٢ ص ٢٦٠.

٤٥٩

ولا يبطل منه شئ.

(١٥٩٨) ٢٤٤ ـ أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن يعقوب الهاشمي عن مربن مسلم عن حريز عن بريد قال : سألت ابا عبد الله عليه‌السلام فقلت : ان رجلا استودعني مالا فهلك وليس لولده شئ ولم يحج حجة الاسلام قال : حج عنه فان فضل شئ فاعطهم.

(١٥٩٩) ٢٤٥ ـ محمد بن علي بن محبوب عن العباس بن معروف والحسن بن علي جميعا عن علي عن فضالة عن ابان بن عثمان عن سلمة ابي حفص عن ابي عبد الله عن أبيه عليهما‌السلام ان رجلا اتى عليا عليه‌السلام ولم يحج قط فقال : اني كنت كثير المال وفرطت في الحج حتى كبر سني قال : فتستطيع الحج؟ قال : لا فقال له علي عليه‌السلام : ان شئت فجهز رجلا ثم ابعثه يحج عنك.

(١٦٠٠) ٢٤٦ ـ أحمد بن محمد عن الحسين عن القاسم عن علي قال : سألته عن رجل مسلم حال بينه وبين الحج مرض أو أمر يعذره الله فيه قال : عليه ان يحج عنه من ماله صرورة لا مال له.

(١٦٠١) ٢٤٧ ـ صفوان بن يحيى عن عبد الله بن سنان عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : ان علي بن ابي طالب عليه‌السلام أمر شيخا كبيرا لم يحج قط ولم يطق الحج لكبره أن يجهز رجلا يحج عنه.

(١٦٠٢) ٢٤٨ ـ حماد عن حريز عن محمد قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الصرورة يحج من الزكاة؟ قال : نعم.

__________________

ـ ١٥٩٨ ـ الكافي ج ١ ص ٢٥٠ الفقيه ج ٢ ص ٢٧٢.

١٦٠٠ ـ الكافي ج ١ ص ٢٤١ الفقيه ج ٢ ص ٢٦٠ بسند آخر.

١٦٠١ ـ الكافي ج ١ ص ٢٤١ الفقيه ج ٢ ص ٢٦٠.

١٦٠٢ ـ الفقيه ج ٢ ص ٢٦٢.

٤٦٠