بناء المقالة الفاطميّة في نقض الرّسالة العثمانيّة

السيد جمال الدين أحمد بن موسى بن طاووس

بناء المقالة الفاطميّة في نقض الرّسالة العثمانيّة

المؤلف:

السيد جمال الدين أحمد بن موسى بن طاووس


المحقق: السيد علي العدناني الغريفي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٥

تلامذته :

وهم كثيرون نذكر منهم :

١ ـ الشيخ جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي.

٢ ـ العلامة الحلي جمال الدين الحسن بن يوسف.

٣ ـ ابن اخيه السيد غياث الدين عبد الكريم.

٤ ـ الشيخ تقي الدين الحسن بن داود صاحب ( الرجال ).

٥ ـ الشيخ محمد بن أحمد بن صالح القسيني.

٦ ـ اولاده الشيخ ابراهيم والشيخ جعفر والشيخ علي.

٧ ـ السيد احمد بن محمد العلوي.

٨ ـ السيد نجم الدين محمد بن الموسوي.

٩ ـ الشيخ محمد بن بشير.

١٠ ـ علي بن عيسى الاربلي.

مؤلفاته :

اما مؤلفاته فهي كثيرة فقد عدها بعضهم ٤٨ كتابا في مختلف الفنون تركنا ذكرها خوفا من الاطناب وهي مذكورة في الكتب التي ترجمت له راجع : ( علي بن طاووس ) للشيخ محمد حسن آل ياسين وامل الآمل : ٢ / ٢٠٥. ولؤلؤة البحرين : ٢٣٥ وروضات الجنات : ٤ / ٣٢٥ وغيرها.

٤ ـ شرف الدين محمد بن موسى بن جعفر ابن طاووس.

لم اعرف عنه شيئا سوى انه قد قتل ببغداد في غلبة التتار في سنة ست وخمسين وستمائة كما جاء في هامش عمدة الطالب ص ١٩٠ والحوادث الجامعة : ٣٢٩ وقد ذكر ابن عنبة انه مات دارجا (١).

٥ ـ عز الدين ابو محمد الحسن بن موسى بن جعفر ابن طاووس.

ذكره ابن الفوطي في تلخيص مجمع الاداب ترجمة رقم ١٢١ ووصفه بالسيد

__________________

(١) عمدة الطالب : ١٩٠.

٢١

الجليل وانه كان زاهدا. وله من البنين ثلاثة : قوام الدين ابو طاهر احمد ومجد الدين ابو عبد الله محمد وسعد الدين ابو الحسن موسى. كما ورد ذكره في عمدة الطالب ص ١٩٠ وانه توفي سنة ٦٥٤ ه‍.

٦ ـ غياث الدين ابو المظفر عبد الكريم بن جمال الدين احمد بن موسى بن جعفر ابن طاووس.

هو الفقيه البارع والعالم العامل ذو المقام الرفيع في العلوم المختلفة انتهت اليه رئاسة الطالبيين وكان رحمه‌الله تعالى عالما فقيها عروضيا نحويا اديبا شاعرا نسابة نقيبا زاهدا ورعا ذا حافظة قوية جدا بحيث يحفظ كل ما يسمع بالاضافة الى ذكائه المفرط فيكون بهذا كامثال العلامة الحلي الذي نال درجة الاجتهاد قبل ان يبلغ او كابن سينا وغيرهما من النوابغ النوادر.

قال عنه تلميذه الحسن بن داود الحلي صاحب كتاب ( الرجال ) المعروف : سيدنا الامام المعظم غياث الدين الفقيه النسابة النحوي العروضي الزاهد العابد ابو المظفر قدس الله روحه ، انتهت رياسة السادات وذوي النواميس اليه ، وكان اوحد زمانه ، حائري المولد ، حلي المنشأ ، بغدادي التحصيل ، كاظمي الخاتمة ، ولد في شعبان سنة ثمان واربعين وستمائة وتوفي في شوال سنة ثلاث وتسعين وستمائة وكان عمره خمسا واربعين سنة وشهرين واياما.

كنت قرينة طفلين الى أن توفي قدس الله روحه ، ما رأيت قبله ولا بعده كخلقه وجميل قاعدته وحلو معاشرته ثانيا ولا لذكائه وقوة حافظته مماثلا ، ما دخل في ذهنه شيء فكاد ينساه ، حفظ القرآن في مدة يسيرة وله إحدى عشرة سنة ، استقل بالكتابة واستغنى عن المعلم في أربعين يوما وعمره إذ ذاك أربع سنين ، ولا تحصى مناقبه وفضائله له كتب كثيرة منها كتاب ( الشمل المنظوم في مصنفي العلوم ) ما لأصحابنا مثله ومنها كتاب ( فرحة الغري بصرحة الغري ) وغير ذلك (١).

__________________

(١) رجال ابن داود : ١٣٠.

٢٢

فهو آية من آيات الله في خلقه قد منحه من لدنه حافظة تكاد تكون عديمة النظير واستعدادا قليل الوجود بحيث يستغني عن المعلم في أربعين يوما وهو في الرابعة من عمره والله يعطي من يشاء بغير حساب ولا استبعاد في ذلك وفخر المحققين ابن العلامة الحلي فاز بدرجة الاجتهاد في السنة العاشرة من عمره الشريف وروى عن إبراهيم بن سعيد الجوهري أنه قال رأيت صبيا له أربع سنين حملوه الى المأمون العباسي وكان قارئا ناظرا في الرأي والاجتهاد ولكن يبكي كلما يجوع (١).

وقال ابن الفوطي معاصره :

كان جليل القدر ، نبيل الذكر ، حافظا لكتاب الله المجيد ولم أر في مشايخي أحفظ منه للسير والآثار والأحاديث والأخبار والحكايات والأشعار جمع وصنّف وشجرّ وألّف ، وكان يشارك الناس في علومهم وكانت داره مجمع الأئمة والأشراف ، وكان الأكابر والولاة والكتّاب يستضيئون بأنواره ورأيه ، وكتبت لخزانته كتاب ( الدر النظيم في ذكر من تسمى بعبد الكريم ) وسألته عن مولده فذكر أنه ولد في شعبان سنة ثمان وأربعين وستمائة. وتوفي في يوم السبت سادس عشر شوال سنة ثلاث وتسعين وستمائة وحمل الى مشهد الإمام علي ـ عليه‌السلام ـ ودفن عند أهله (٢).

وكلامه هذا ( حمل الى مشهد الإمام علي عليه‌السلام ودفن عند أهله ) يؤيد القول القائل بأن رضي الدين عليا حملت جنازته الى مشهد الإمام علي عليه‌السلام وان السيد عبد الكريم دفن عند أهله وبعيد أن تحمل جنازته من الكاظمية الى الحلة ولا يعرف حينئذ وجه نسبة القبر المعروف في الحلة له

__________________

(١) لؤلؤة البحرين : ١٩٣.

(٢) تلخيص مجمع الادآب : ترجمة رقم ١٧٧٤ ، ٢ / ١١٩٤ من الاجزاء المطبوعة.

٢٣

كما أشار الى ذلك بعض المحققين (١) وقال الحر العاملي بعد أن نقل عبارة ابن داود : وكان السيد المذكور شاعرا منشئا أديبا ورأيت له إجازة بخطه تاريخها سنة ٦٨٦ وكان من تلامذة عمه وأبيه والمحقق الحلي والمحقق الطوسي وغيرهم (٢).

ووصفه الشهيد الثاني رحمه‌الله تعالى في إجازته التي كتبها لوالد الشيخ البهائي بعد ذكر أنه يروي جميع مصنفات ومرويات السيد عبد الكريم بأنه صاحب المقامات والكرامات (٣).

وقال عنه المحقق الخبير المعروف عبد الله الأفندي :

الإمام العالم الفاضل العلامة الفقيه الكامل الجامع الفهامة صاحب كتاب ( فرحة الغري ) وغيره من المؤلفات وكان شاعرا منشئا أديبا بليغا. ( الى أن قال ) ثم ان له قدس‌سره ولدا اسمه السيد أبو الفضل محمد ولم أدر هل كان من العلماء أم لا. ورأيت بخط السيد عبد الكريم هذا ـ وخطه لا يخلو من جودة ـ على ظهر كتاب الفتن والملاحم تأليف السيد رضى الدين علي ابن طاووس الذي كان بخط مؤلفه المذكور هكذا : ولد الولد المبارك أبو الفضل محمد بن عبد الكريم بعد طلوع الشمس من يوم الاثنين سلخ محرم من سنة سبعين وستمائة ببغداد جعله الله مباركا وسماه بهذا الاسم جده أطال الله بقاءه وذلك بباب المراتب (٤). وقال بعد ذلك بقليل :

واعلم أن لهذا السيد ولد فاضل وهو السيد رضي الدين أبو القاسم علي

__________________

(١) تعليقة السيد محمد صادق بحر العلوم على لؤلؤة البحرين : ٢٥٩.

(٢) امل الآمل : ١٥٨.

(٣) بحار الانوار : ١٠٨ / ١٥٤.

(٤) رياض العلماء : ٣ / ١٦٤.

٢٤

ابن السيد غياث الدين عبد الكريم (١).

هذا وإن مترجميه قد ذكروا أنه كان شاعرا ولم أعثر على شعر له وقد جاء في ديوان صفي الدين الحلي : ٢٢٦ طبعة بيروت أن صفي الدين قال يرثى السيد النقيب غياث الدين عبد الكريم بن عبد الحميد وقد خرج عليه جماعة من العرب بشط ( سورا ) من الفرات فحملوا عليه وسلبوه فمانعهم عن سلب سرواله فضربه أحدهم فقتله ويحرض النقيب الطاهر شمس الدين الآوي على أخذ ثاره :

هو الدهر مغرى بالكريم وسلبه

فإن كنت في شك بذاك فسل به

أرانا المعالي كيف ينهد ركنها

وكيف يغور البدر من بين شهبه

أبعد غياث الدين يطمع صرفه

بصرف خطاب الناس عن ذم خطبه (٢)

أساتذته :

لقد تخرج المترجم له على جماعة من أساطين العلم وفطاحل المعرفة منهم :

١ ـ والده النقيب السيد جمال الدين أحمد.

٢ ـ عمه النقيب السيد رضي الدين علي.

٣ ـ المحقق الحلي صاحب كتاب شرائع الإسلام.

٤ ـ الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد ابن عم المحقق الحلي.

٥ ـ الفيلسوف العظيم خواجة نصير الدين الطوسي.

__________________

(١) المصدر السابق : ٣ / ١٦٥ وذكره ايضا ابن عنبة في عمدة الطالب : ١٩١.

(٢) كما اشار الى ذلك الدكتور مصطفى جواد في تعليقته على ترجمة المذكور في هامش تلخيص مجمع الاداب.

٢٥

٦ ـ القاضي عميد الدين زكريا بن محمود القزويني صاحب عجائب المخلوقات.

٧ ـ السيد النسابة عبد الحميد بن فخار الموسوي. وغيرهم.

تلامذته :

نذكر منهم :

١ ـ الحسن بن داود صاحب كتاب ( الرجال ) المعروف.

٢ ـ الشيخ عبد الصمد بن أحمد بن أبي الجيش الحنبلي.

٣ ـ الشيخ علي بن الحسين بن حماد الليثي الواسطي.

وقد ذكر ابن الفوطي في الحوادث الجامعة ص ٤٨٠ في ترجمة كمال الدين محمد بن المخرمي قال : سمعت عليه بقراءة شيخنا غياث الدين أبي المظفر ابن طاووس جزء البانياسي.

٧ ـ السيد رضي الدين أبو القاسم علي ابن السيد رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن جعفر ابن طاووس. المسمى باسم أبيه والمكنى بكنيته والملقب بلقبه وهو صاحب كتاب زوائد الفوائد. وكذلك شاركهما الاسم والكنية واللقب ابن عم المترجم له وهو السيد رضى الدين أبو القاسم علي بن جمال الدين أحمد قال عن المترجم له العلامة عبد الله الأفندي :

السيد رضى الدين أبو القاسم علي بن السيد رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى ... ( ثم ساق نسبه الشريف ثم قال ) المسمى باسم أبيه المكنى بكنيته والملقب بلقبه في حياته ، وهذا غريب عند العجم لكن عند العرب شائع سيما في الأزمنة السالفة ، وعلى المشهور هو صاحب كتاب زوائد الفوائد في الأدعية ألّفه تتميما لكتب والده كالإقبال ونحوه وأكثره مأخوذ من الإقبال لوالده وقد

٢٦

رأيت نسخا منه (١).

ولد المترجم له يوم الجمعة ثامن المحرم سنة ٦٤٧ ه‍ (٢) في النجف الأشرف حيث بقي والده فيها قرابة ثلاث سنين (٣) وهو أصغر من أخيه محمد بأربع سنين حيث كانت ولادة أخيه محمد سنة ٦٤٣ ه‍ (٤) ولا أعرف سنة وفاة المترجم له.

ووصف العلامة المجلسي قدس الله روحه المترجم له بالشريف المنيف الجليل (٥) عند ما عد له كتاب زوائد الفوائد.

وقال عنه صاحب روضات الجنات عند ذكر كتاب زوائد الفوائد :

ليس هو لصاحب هذه الترجمة ( يعني رضي الدين علي بن موسى ) بل هو لولده الصالح المحدث الذي جعله شريك نفسه في الاسم واللقب والكنية كما هو مذكور في كثير من كتب الإجازات (٦).

وقال السيد عبد الرزاق كمونة :

كان عالما فاضلا ورعا ولي نقابة الطالبيين وهو الذي شارك والده في الإسم والكنية واللقب وهو صاحب كتاب الزوائد الذي ينقل عنه المجلسي في البحار الحديث المشهور في فضل تاسع شهر ربيع الأول وذكر شمس الدين أبو علي محمد بن أحمد العميدي الحسيني في المشجر الكشاف : كان هذا الشريف مع رضي الدين ناصر الملك الأمجد أبي الفضل الحسن ابن الملك

__________________

(١) رياض العلماء : ٤ / ١٦١.

(٢) كشف المحجة : ٤.

(٣) المصدر السابق : ١١٨.

(٤) المصدر السابق : ٤ و ١٥١.

(٥) بحار الانوار : ١ / ١٣.

(٦) روضات الجنات : ٤ / ٣٣٨.

٢٧

الناصر داود بن عيسى بن صلاح الدين وبينهما مكاتبات حسنة وإشارات تدل على مقام الشريف وجلالة قدره في الرياسة (١).

وذكره أيضا ابن عنبة وقال أنه والد النقيب. قوام الدين احمد بن رضي الدين علي المذكور (٢).

٨ ـ السيد المصطفى محمد بن رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى ابن جعفر ابن طاووس.

وهو الذي ألّف لأجله والده الجليل كتاب ( كشف المحجة لثمرة المهجة ) وهناك له لقب آخر وهو جلال الدين (٣) وفي مصادر أخرى صفي الدين (٤) قال عنه ابن الطقطقي.

لقبه جلال الدين يلقب المصطفى كان سيدا زاهدا منقطعا بداره عن الناس ذا خبر ورأي وكبر وترفع ، كانت بيني وبينه معرفة تكاد أن تكون صداقة ، عرض عليه النقابة صاحب الديوان ابن الجويني فامتنع وكان يتولى نقابة بغداد والمشهد ( مشهد الكاظمية ) فكفت يده عن ذلك. مات ـ رحمه‌الله ـ سنة ثمان وستمائة (٥).

ولعلّ هنا قد وقع سهو من قلم الناسخ وذلك لأن أباه السيد رضي الدين عليا قد ذكر في كتابه كشف المحجة أنه قد ولد سنة ٦٤٣ ه‍ (٦) كما مرت الإشارة إليه فالظاهر أن وفاته سنة ثمان وسبعمائة فيكون عمره الشريف ٦٥ سنة

__________________

(١) موارد الاتحاف ١ / ١١٠.

(٢) عمدة الطالب : ١٩١.

(٣) امل الآمل : ٢ / ٢٨٦ ورياض العلماء : ٥ / ١٢٨.

(٤) غاية الاختصار : ٥٨ عنه موارد الاتحاف : ١ / ١١١ و ٢ / ١٦٥.

(٥) المصدر السابق.

(٦) كشف المحجة : ٤ و ١٥١.

٢٨

وقال الحر العاملي :

الشيخ ( !! ) جلال الدين محمد بن علي بن طاووس الحسني ، كان من الفضلاء الصلحاء الزهاد ، يروي عن المحقق (١).

وهي بعينها عبارة الأفندي وبعدها استظهر أنه ولد ابن طاووس صاحب الإقبال (٢).

قال عنه ابن عنبة : مات دارجا (٣).

٩ ـ السيد مجد الدين محمد بن الحسن بن موسى بن جعفر ابن طاووس.

قال عنه ابن عنبة :

السيد الجليل خرج الى السلطان هلاكو خان وصنف له كتاب ( البشارة ) وسلم الحلة والنيل والمشهدين الشريفين من القتل والنهب ورد إليه حكم النقابة بالبلاد الفراتية فحكم في ذلك قليلا ثم مات دارجا (٤).

وذكره السيد عبد الرزاق كمونة ووصفه بالسيد الجليل العالم الفاضل الزاهد ولي نقابة الطالبية بالبلاد الفراتية توفي سنة ٦٥٦ ه‍ (٥).

وقال ابن الفوطي بعد أن ذكر تسلط المغول على بغداد وقتلهم لسكانها ونهب أموالها قال :

وأما أهل الحلة والكوفة فإنهم انتزحوا الى البطائح بأولادهم وما قدروا

__________________

(١) امل الآمل : ٢ / ٢٨٦.

(٢) رياض العلماء : ٥ / ١٢٨.

(٣) عمدة الطالب : ١٩١.

(٤) المصدر السابق : ١٩١.

(٥) موارد الاتحاف : ١ / ١٩٠.

٢٩

عليه من أموالهم ، وحضر أكابرهم من العلويين والفقهاء مع مجد الدين ابن طاووس العلوي الى حضرة السلطان وسألوه حقن دمائهم فأجاب سؤالهم وعين لهم شحنة فعادوا الى بلادهم وأرسلوا الى من في البطائح من الناس يعرفونهم ذلك فحضروا بأهلهم وأموالهم وجمعوا مالا عظيما وحملوه الى السلطان فتصدق عليهم بنفوسهم وقد عد مجد الدين في عداد من ماتوا في سنة ٦٥٦ ه‍ (١).

كما وذكره عمر رضا كحالة في معجم المؤلفين (٢).

١٠ ـ السيد قوام الدين أبو طاهر أحمد بن الحسن بن موسى بن جعفر ابن طاووس ذكره ابن الفوطى وقال عنه :

كان من السادات الأكابر الأكارم ، الأعيان الأعاظم ، حج بالناس في أيام السلطان أرغون بن السلطان أباقا وأيام أخيه كيخاتو وحسنت سيرته وتسييره الحاج ذهابا ومجيئا ، وشكره أهل العراق والغرباء الذين حجوا معه وكان جميل السيرة كريما ، وله خيرات دارّة على الفقراء وكان دمث الأخلاق جميل السيرة رأيته وكتبت عنه بالحلة وكان قد رسم لي في كل عام خمسمائة رطل من القسب وكانت وفاته في سنة أربع وسبعمائة (٣). كما ذكره ابن عنبة فقال :

السيد قوام الدين أحمد بن عز الدين الحسن أمير الحاج درج أيضا وانقرض السيد عز الدين (٤).

وقال عنه ابن بطوطة :

__________________

(١) الحوادث الجامعة : ٣٣٠.

(٢) معجم المؤلفين : ٩ / ٢٢٤.

(٣) تلخيص مجمع الاداب : ٤ / ٧٥٧.

(٤) عمدة الطالب : ١٩١.

٣٠

السيد الشريف أبو طاهر أمير الحاج نقيب المشهد الشريف الغروي (١) كما ورد ذكره في موارد الأتحاف (٢).

١١ ـ السيد رضي الدين أبو القاسم علي ابن السيد غياث الدين أبي المظفر عبد الكريم بن أحمد بن موسى بن جعفر ابن طاووس.

وهو عالم فاضل جليل وهو ابن صاحب كتاب ( فرحة الغري ) السيد عبد الكريم. وقد شارك عمه السيد رضي الدين عليا وابن عمه في اسمهما وكنيتهما ولقبهما وقد مرت الإشارة الى ذلك.

ذكره عبد الله الأفندي فقال :

فاضل جليل إلى أن قال : قد رأيت على ظهر نسخة من كتاب المجدي في أنساب الطالبين تأليف الشريف أبي الحسن علي بن محمد بن علي العلوي العمري النسابة صورة إجازة من السيد عبد الحميد بن فخار الموسوي لوالد هذا السيد ـ أعني عبد الكريم ـ المذكور وله أيضا وكان في جملته بهذه العبارة ( واجزت له ولولده السيد المبارك المعظم رضي الدين أبي القاسم علي أمتعه الله بطول حياته ). وقال أيضا :

رأيت في مشهد الرضا بخط ابن داود رحمه‌الله على آخر نسخة من كتاب الفصيح المنظوم لثعلب في اللغة نظم ابن أبي الحديد المعتز لي بهذه العبارة : ( بلغت المعارضة بخط المصنف مع مولانا النقيب الطاهر العلامة مالك الرق رضي الملة والحق والدين جلال الإسلام والمسلمين أبي القاسم علي بن مولانا الطاهر السعيد الإمام غياث الحق والدين عبد الكريم ابن طاووس العلوي الحسني عز نصره وزيدت فضائله ، كتبه مملوكه حقا حسن

__________________

(١) رحلة ابن بطوطه : ١١١.

(٢) موارد الاتحاف : ٢ / ٤٧.

٣١

ابن علي بن داود غفر الله له في ثالث عشر من شهر رمضان المبارك من سنة إحدى وسبعمائة حامدا مصليا مستغفرا ) (١).

ووصفه الحر العاملي بالفاضل الصدوق وقال عنه إنه روى الشهيد عن ابن معية عنه ويروي عن أبيه (٢).

وقال السيد عبد الرزاق كمونة :

كان سيدا جليل القدر كثير العلم واسع الرواية ولي نقابة مقابر قريش بعد وفاة والده. وقد رأيت أنه حدث غرق في بغداد سنة ٧٢٥ وكان نقيبا في مقابر قريش وتوفي بالطاعون الجارف سنة ٧٤٩ ودفن في المشهد الكاظمي (٣).

وقال ابن عنبة : وولد غياث الدين عبد الكريم رضي الدين أبا القاسم عليا درج (٤).

١٢ ـ السيد قوام الدين أحمد بن رضي الدين أبي القاسم علي بن رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن جعفر ابن طاووس.

قال ابن عنبة : وأما أبو القاسم رضي الدين صاحب الكرامات فولد صفي الدين محمد الملقب بالمصطفى مات دارجا والنقيب رضي الدين عليا والد النقيب قوام الدين أحمد (٥).

قال عنه الأعلمي :

__________________

(١) رياض العلماء : ٤ / ١٢٣.

(٢) امل الآمل : ٢ / ١٩٣.

(٣) موارد الاتحاف : ٢ / ١٦٨.

(٤) عمدة الطالب : ١٩١.

(٥) عمدة الطالب : ١٩١.

٣٢

النقيب النسابة ولي النقابة بعد أبيه في أيام طفولته حضر عند السلطان السعيد أولجايتو طفلا فأجلسه على فخده وعظمه وولاه النقابة مكان رضي الدين (١).

وكذلك ذكره إبن بطوطة عند وروده مشهد علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٢) وكذلك ذكره صاحب موارد الأتحاف (٣) وتلخيص مجمع الأداب (٤).

١٣ ـ نجم الدين أبو بكر عبد الله بن قوام الدين أحمد بن رضي الدين علي بن رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن طاووس.

ذكره ابن عنبة فقال : وولد النقيب قوام الدين نجم الدين أبا بكر عبد الله النقيب الطاهر وأخاه عمر ودرج الأول فإن كان للآخر عقب وإلا فقد انقرض آل طاووس (٥).

ذكره الأعلمي فقال :

ولي النقابة ببغداد والحلة وسامراء بعد أبيه ولم يلي المشهدين وكان يدعى بنقيب النقباء ولكنه مات دارجا (٦).

١٤ ـ السيد محمد بن أبي بكر بن أحمد بن علي بن موسى بن جعفر ابن طاووس كذا جاء في موارد الأتحاف وزاد عليه : قال ابن مهنا العبيدلي في

__________________

(١) دائرة المعارف : ٣ / ٢٠١.

(٢) رحلة ابن بطوطه : ١١١.

(٣) موارد الاتحاف : ١ / ١١٢.

(٤) تلخيص مجمع الاداب : ٤ / ٧٦٢.

(٥) عمدة الطالب : ١٩١.

(٦) دائرة المعارف : ٣ / ٢٠١.

٣٣

التذكرة كان نقيب مشهد الكاظم عليه‌السلام (١).

وهو كما ترى لا يخلو من تأمل فإن علي بن موسى بن جعفر كما صرح بذلك ابن عنبة (٢) قد ولد ابنين محمدا الملقب بالمصطفى وأنه مات دارجا وعليا وأنه قد ولد قوام الدين أحمد وولد هذا الأخير نجم الدين أبا بكر عبد الله وأخاه عمر ودرج الأول فعليه لا بد أن يكون قد سقط من سلسلة النسب ( علي ) الذي هو ابن علي بن موسى بن جعفر ولكن هناك ابهام آخر وهو أنه على قول ابن عنبة فإن أبا بكر عبد الله بن أحمد قد مات دارجا لا عقب له فمن يكون السيد محمد هذا؟

١٥ ـ السيد عز الدين أو عز الشرف أبو المكارم حمزة بن سعد الشرف الحسن ابن الحسن بن علي ابن طاووس العلوي الحسني.

كذا ذكره ابن الفوطي ووصفه بالفقيه العابد وقال عنه : هو أخو كمال الدين علي وكان عز الشرف حمزة بن سعد الشرف كثير العبادة وكثير الوسوسة ، رأيته سنة إحدى وثمانين وستمائة بالحلة السيفية وكتبت عنه :

فلا تأمنن الناس إني بلوتهم

فلم يبد لي منهم سوى الشر فاعلم

فإن تلق ذئبا فاطلب الخير عنده

وإن تلق إنسانا فقل رب سلم

وتوفي فجأة سنة عشر وسبعمائة (٣).

أقول : والكلام السابق في السيد محمد يأتي هنا أيضا فإن من ترجم للسيد رضي الدين علي ابن طاووس لم يذكر له ابنا بإسم الحسن فتأمل وقد نقلت ما جاء عن ابن الفوطي ولم أتعرف على المترجم له بأكثر مما هو مسطور أعلاه.

__________________

(١) موارد الاتحاف : ٢ / ١٦٩.

(٢) عمدة الطالب : ١٩١.

(٣) تلخيص مجمع الادآب : ١ / ١٤٣ من المطبوع ترجمة رقم ١٦٥.

٣٤

مؤلف الكتاب

هو السيد الجليل والعالم الزاهد جمال الدين أبو الفضائل أحمد بن موسى بن جعفر ابن طاووس العلوي الحسني.

قد مرت الإشارة الى أن أباه هو السيد الجليل العابد موسى بن جعفر وقد أعقب أربعة بنين وهم : أبو الفضائل أحمد ورضي الدين علي وشرف الدين محمد وعز الدين الحسن وان امه هي بنت الشيخ ورام ابن أبي فراس.

كان المترجم له فقيها عالما فاضلا أديبا شاعرا متكلما مقدما جليلا وصفه ابن عنبة بالعالم الزاهد المصنف (١) وقال عنه تلميذه المعظم الحسن بن داود الحلي في كتابه المعروف برجال ابن داود : أحمد بن موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد الطاووس العلوي الحسني سيدنا الطاهر الإمام المعظم فقيه أهل البيت جمال الدين أبو الفضائل مات سنة ثلاث وسبعين وستمائة ، مصنف مجتهد كان أورع فضلاء زمانه ، قرأت عليه أكثر « البشرى » و « الملاذ » وغير ذلك من تصانيفه ، وأجاز لي جميع تصانيفه ورواياته ، وكان شاعرا مصقعا بليغا منشئا مجيدا. من تصانيفه

__________________

(١) عمدة الطالب : ١٩٠.

٣٥

كتاب « بشرى المحققين » في الفقه ست مجلدات ، كتاب « الملاذ » في الفقه أربع مجلدات ، كتاب « الكر » مجلد ، كتاب « السهم السريع » في تحليل المبايعة مع القرض مجلد ، كتاب « الفوائد العدة » في اصول الفقه مجلد كتاب « الثاقب المسخر على نقض المشجر » في اصول الدين ، كتاب « الروح » نقضا على ابن أبي الحديد ؛ كتاب « شواهد القرآن » مجلدان ، كتاب « بناء المقالة العلوية في نقض الرسالة العثمانية » مجلد ، كتاب « المسائل » في اصول الدين مجلد. كتاب « عين العبرة في غبن العترة » مجلد ، كتاب « زهرة الرياض » في المواعظ مجلد ، كتاب « الاختيار في أدعية الليل والنهار » مجلد ، كتاب « الأزهار » في شرح لامية مهيار مجلدان كتاب « عمل اليوم والليلة » مجلد وله غير ذلك تمام اثنين وثمانين مجلدا من أحسن التصانيف وأحقها ، وحقق الرجال والرواية والتفسير تحقيقا لا مزيد عليه ، رباني وعلمني وأحسن إلي وأكثر فوائد هذا الكتاب ونكته من إشاراته وتحقيقاته جزاه الله عني أفضل جزاء المحسنين (١).

وقال العلامة الحلي قدس الله روحه في إجازته لبني زهرة في ذكر ما اجيز له روايته عن مشايخه :

ومن ذلك جميع ما صنفه السيدان الكبيران السعيدان رضي الدين علي وجمال الدين أحمد ابنا موسى بن طاووس الحسنيان قدس الله روحهما وروياه وقرآه واجيز لهما روايته عني عنهما وهذان السيدان زاهدان عابدان ورعان (٢).

قال عنه الحر العاملي بعد أن ساق نسبه الشريف : كان عالما فاضلا صالحا زاهدا عابدا ورعا فقيها محدثا مدققا ثقة ثقة شاعرا جليل القدر عظيم الشأن من مشائخ العلامة وابن داود. ثم نقل عبارة الحسن بن داود

__________________

(١) رجال ابن داود : ٤٥.

(٢) بحار الانوار : ١٠٧ / ٦٣.

٣٦

المتقدمة (١).

ووصفه الشهيد الثاني قدس‌سره في إجازته لوالد الشيخ البهائي : بالسيد الإمام العلامة مصنف كتاب بشرى المحققين في الفقه ست مجلدات. وقال في ذكر كتبه الاخرى : وكتاب « ملاذ علماء الإمامية » في الفقه أربع مجلدات وكتاب « حل الإشكال في معرفة الرجال » وهذا الكتاب عندنا موجود بخطه المبارك وغيرها من الكتب تمام اثنين وثمانين مجلدا كلها من أحسن التصانيف وأحقها قدس الله روحه الزكية (٢).

ووصفه المحقق عبد الله الأفندي الأصبهاني بالسيد السند الجليل وقال بعد أن نقل عبارة تلميذه الحسن بن داود المتقدمة :

ومن جملة كتبه « حل الإشكال في معرفة الرجال » ألفه على منوال اختيار رجال الكشي للشيخ الطوسي وقد حرره الشيخ حسن بن شيخنا الشهيد الثاني وسماه « التحرير الطاووسي » وكان فراغ السيد من الكتاب المذكور يوم الثالث والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وستمائة بالحلة مجاورا للدار التي كانت لجده ورام ابن أبي فراس (٣).

وقال عنه صاحب روضات الجنات بعد أن وصفه بالسيد الجليل الفاضل الكامل وبعد أن نقل قسما من كلام الحسن بن داود :

ثم ان من جملة ما نسبه إليه الحسن بن داود المذكور هو كتاب « عين العبرة في غبن العترة » وبناؤه فيه على التكلم في الآيات الواردة في شأن أهل البيت عليهم‌السلام وتحقيق ذلك مع الآيات النازلة في بطلان طريقة مخالفيهم وحق الابانة عن جملة من مساويهم وهو نادر في بابه ، مشتمل على

__________________

(١) امل الآمل : ٢ / ٢٩.

(٢) بحار الانوار : ١٠٨ / ١٥٤.

(٣) رياض العلماء : ١ / ٧٤.

٣٧

فوائد جليلة لم توجد في غير حسابه وقد أسنده في الديباجة وغيرها مكررا الى مسمى بعبد الله بن إسماعيل مع أن رجلا بهذه النسبة لم يوجد في طبقة من علماء أصحابنا وكان وجه ذلك رعاية غاية التقية ووقاية مهجة البقية. وعندنا منه نسخة ظريفة كلها بخط شيخنا الشهيد الثاني أعلى الله تعالى مقامه ـ وعلى ظهرها بخطه الشريف أيضا ما هو بهذه الصورة : كتاب « عين العبرة في غبن العترة » تأليف عبد الله بن إسماعيل ـ سامحه الله ـ وجدت بخط شيخنا الشهيد ـ رحمه‌الله ـ على ظهر هذا الكتاب ما صورته : هذا الكتاب من تصانيف السيد السعيد العلامة جمال الدين أبي الفضائل أحمد بن موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الطاووس الحسني طاب ثراه وانتسابه الى « عبد الله بن إسماعيل » لأن كل العالم عباد الله ولأنه من ولد إسماعيل الذبيح عليه‌السلام. انتهى كلام الشهيد ، قلت : وقد ذكر هذا الكتاب منسوبا الى السيد المذكور تلميذه الشيخ تقي الدين الحسن بن داود الحلي رحمه‌الله في كتاب ( الرجال ) عند ذكر السيد وتعداد مصنفاته (١).

وقال العلامة السيد محسن الأمين :

كان مجتهدا واسع العلم إماما في الفقه والاصولين والأدب والرجال ومن أورع فضلاء أهل زمانه وأتقنهم وأثبتهم وأجلهم وهو أول من قسم الأخبار من الإمامية الى أقسامها الأربعة المشهورة : الصحيح والموثوق والحسن والضعيف. واقتفى أثره في ذلك تلميذه العلامة وسائر من تأخر عنه من المجتهدين الى اليوم وزيد عليها في زمن المجلسيين على ما قيل بقية أقسام الحديث المعروفة من المرسل والمضمر والمعضل والمسلسل والمضطرب

__________________

(١) روضات الجنات : ١ / ٦٦.

٣٨

والمدلس والمقطوع والموقوف والمقبول والشاذ والمعلق وغيرها (١).

وقال العلامة المحدث الجليل الشيخ النوري في مستدرك وسائل الشيعة بأنه أول من نظر في الرجال وتعرض لكلمات أربابها في الجرح والتعديل وما فيها من التعارض وكيفية الجمع في بعضها ورد بعضها (٢).

مشايخه :

يروى السيد جمال الدين أحمد عن جماعة نذكر منهم.

١ ـ الشيخ نجيب الدين ابن نما.

٢ ـ الشيخ يحيى بن محمد بن يحيى بن الفرج السوراوي.

٣ ـ السيد فخار بن معد الموسوي.

٤ ـ السيد أحمد بن يوسف بن أحمد العريضي العلوي الحسيني.

٥ ـ الشيخ سعيد الدين أبا علي الحسين بن خشرم الطائي.

وأما تلامذته فأبرزهم :

١ ـ العلامة الحلي الحسن بن يوسف.

٢ ـ الشيخ تقي الدين الحسن بن داود الحلي صاحب كتاب ( الرجال ).

٣ ـ ولده السيد غياث الدين عبد الكريم ابن طاووس. توفي المترجم له كما ذكر تلميذه الشيخ حسن سنة ٦٧٣ ه‍ بالحلة الفيحاء وقبره فيها قد ظهر في السنين الأخيرة برؤيا رآها بعض الصالحين (٣). وهو الآن عليه قبة بيضاء

__________________

(١) اعيان الشيعة : ٣ / ١٨٩ طبعة دار التعارف بيروت.

(٢) مستدرك وسائل الشيعة : ٣ / ٤٦٦.

(٣) لؤلؤة البحرين : ٢٤٢.

٣٩

في الشارع الواقع ظاهر المدينة الغربي على مقربة من باب كربلاء المعروف عند أهل الحلة بباب ( الحسين ) يتبرك الناس بزيارته خصوصا في كل يوم سبت من شهر رجب وكانت المحلة التي فيها قبره الآن تعرف قبل ثلاثة قرون بمحلة ( أبي الفضائل ) (١). ولكن ابن الفوطي المعاصر له قد ذكر في كتابه « الحوادث الجامعة » في حوادث سنة ٦٧٣ « أن فيها توفي جمال الدين أحمد ابن طاووس بالحلة ودفن عند جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام » فلا يعرف بناءا على هذا القول الأخير وجه تسمية القبر المنسوب الى المترجم له بالحلة. هذا وقد أعقب المترجم له العالم الجليل نادرة الدهر وأعجوبة الزمان السيد غياث الدين عبد الكريم ولم يذكر له ابن آخر.

وقد رثاه الشاعر عز الدين أبو علي الحسن بن محمد بن أبي الرضا ابن محمد العلوي الحلي بأبيات أولها :

رحلت جمال الدين فارتحل المجد

وغاض الندى والعلم والحلم والزهد (٢)

شعره :

جاء في آخر كتابه بناء المقالة الفاطمية عدة مقطوعات شعرية نذكر منها هذه الأبيات قالها عند توجهه الى مشهد أمير المؤمنين عليه‌السلام :

أتينا تباري الريح منا عزائم

الى ملك يستثمر الغوث آمله

كريم المحيا ما أظل سحابه

فاقشع حتى يعقب الخصب هاطله

إذا آمل أشفت على الموت روحه

أعادت عليه الروح فاتت شمائله

من الغرر الصيد الأماجد سنخه

نجوم إذا ما الجو غابت أوافله

إذا استنجدوا للحادث الضخم سددوا

سهامهم حتى تصاب مقاتله

وها نحن من ذاك الفريق يهزنا

رجاء تهز الأريحي وسائله

__________________

(١) البابليات : ١ / ٦٧.

(٢) تلخيص مجمع الاداب : ١ / ١٠٣.

٤٠