معترك الأقران في إعجاز القرآن - ج ٢

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

معترك الأقران في إعجاز القرآن - ج ٢

المؤلف:

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي


المحقق: علي محمّد البجاوي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر العربي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٨٨

١
٢

حرف التّاء المثناة

(تلقى (١) آدَمُ) ؛ أى أخذ ، وقبل ؛ على قراءة الجماعة. وقرأ ابن كثير بنصب آدم ورفع الكلمات ؛ فتلقى على هذه من اللقاء.

(تَوَّابٌ) : من أسماء الله. والتوّاب من العبد : كثير التوبة.

(تابَ) ، إذا رجع. وتاب الله على العبد : ألهمه التوبة ، أو قبل توبته.

(تَجْزِي) : تقضى وتغنى. ومنه (٢) : (لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً). يقال جزاه فلان دينه إذا قضاه. وتجازى فلان دين فلان : أى تقاضاه. والمتجازى : المتقاضى.

(تَتْلُونَ) : تقرءون.

(تَنْسَوْنَ) : تتركون.

(تَلْبِسُونَ (٣)) : تخلطون.

(تَعْثَوْا) : تفسدوا.

(تَعْقِلُونَ) العاقل الذي يحبس نفسه ويردها عن هواها. ومن هذا قولهم : اعتقل لسان فلان ؛ إذا حبس ومنع من الكلام.

(تَسْفِكُونَ) : تصبّون.

__________________

(١) الأنعام : ٣٧

(٢) البقرة : ٤٨

(٣) آل عمران : ٧١

٣

(تَظاهَرُونَ (١)) : تتعاونون.

(تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ) في هذا وفيما بعدها جاء مضارعا مبالغة ؛ لأنه أريد استحضاره في النفوس ، أو لأنهم حاولوا قتل محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لو لا أن الله عصمه. وضمير هذه الآية لقريظة ؛ لأنهم كانوا حلفاء الأوس ، والنّضير حلفاء الخزرج ، وكان كلّ فريق يقاتل الآخر مع حلفائه ، وينفيه من موضعه إذا ظفر به.

(تَهْوى أَنْفُسُكُمُ (٢)) ، أى تميل. ومنه (٣) : (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ) ، أى ما تميل إليه نفسه.

(تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ (٤)) الضمير للذين لا يعلمون والذين من قبلهم ، وتشابه قلوبهم فى الكفر ، وفى طلب ما لا يصح أن يطلب ؛ وهو قولهم يكلّمنا الله.

(تَصْرِيفِ الرِّياحِ (٥)) : تحويلها من حال إلى حال جنوبا وشمالا من كل (ما انصب من الرمال) وما بينها بصفات مختلفة ، فمنها ملقحة للشجر ، وعقيم وصر ، وللنصر وللهلاك ، كأنه تعالى يقول : «خلقت الخفاش من الريح ، وحفظت ملك سليمان فوق الريح وأهلكت قوم عاد بالريح ، ولقحت الشجر بالريح ، ونحت ورقها بالريح».

ونظيره : أخرجت ناقة صالح من الحجر ، وأدخلت ولدها فى الحجر ، وأهلكت قوم لوط بالحجر.

ونظيره : خلقت إبليس من النار ، وحفظت إبراهيم فى النار ، وعذّبت الكفار فى النار.

__________________

(١) البقرة : ٨٥

(٢) البقرة : ٨٧

(٣) الجاثية : ٢٣

(٤) البقرة : ١٨

(٥) البقرة : ١٦٤

٤

ونظيره : خلقت آدم من التراب ، وحفظت أصحاب الكهف فى التراب ، وأهلكت قوم عاد بالتّراب ، كلّ ذلك إشارة لكم أنه ملك قادر وصابر قاهر.

(تهلكة) (١) : هلاك. قال أبو أيوب الأنصارى : المعنى لا تشتغلوا بأموالكم عن الجهاد. وقيل : لا تتركوا النفقة فى الجهاد خوف العيلة (٢) ، وقيل : لا تقنطوا من الغربة. وقيل : لا تقتحموا المهالك.

(تَرَبُّصُ (٣) أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ) ؛ أى تمكث. والآية في الإيلاء ، إلا أنّ مالكا جعل مدة العبد شهرين ، خلافا للشافعى. ويدخل فى إطلاق الإيلاء اليمين بكل ما يلزم عنه حكم ، خلافا للشافعى فى قصره الإيلاء على الحلف بالله ؛ ووجهه أنها اليمين الشرعية. ولا يكون موليا عند مالك والشافعى إلا إذا حلف على مدة أكثر من أربعة أشهر. وعند أبى حنيفة أربعة أشهر فصاعدا. فإذا انقضت الأربعة الأشهر وقع الطلاق دون توقيف. ولفظ الآية يحتمل القولين.

(تَخْتانُونَ (٤) أَنْفُسَكُمْ) ؛ أى تأكلون وتجامعون بعد النوم فى رمضان.

(تَعْضُلُوهُنَّ) : تمنعوهن من التزويج. وأصله من عضلت المرأة إذا نشب ولدها فى بطنها وعند خروجه.

(تَيَمَّمُوا) ؛ أى تقصدوا الردىء للنفقة.

(تَسْئَمُوا) : تملّوا من الكتابة إذا ترددت وكثرت ، سواء كان الحق صغيرا أو كبيرا.

(تَرْتابُوا) : تشكّوا.

__________________

(١) فى سورة البقرة : ١٩٤ : ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة.

(٢) العيلة : الفقر.

(٣) البقرة : ٢٢٦

(٤) البقرة : ١٨٧

٥

(توراة) معناه الضياء والنّور.

(تَأْوِيلِ) : مصير ومرجع وعاقبة. يقال فلان تأوّل الآية ؛ أى نظر إلى ما يؤول معناها إليه.

وقد قدمنا (١) الأخبار عن انفراد الله بعلم تأويل المتشابه من القرآن وذمّه لمن طلب علم ذلك من الناس ؛ وإنما يقولون آمنا به على وجه التسليم والانقياد والاعتراف بالعجز عن معرفته.

(تَخْلُقُ (٢) مِنَ الطِّينِ) ؛ أى تقدّر ؛ يقال لمن قدر شيئا فأصلحه قد خلقه ، فأما الخلق الذى هو الإحداث فهو لله وحده. قيل إن عيسى لم يخلق غير الخفاش.

(تَقْوى) : مصدر مشتقّ من الوقاية ، فالتاء بدل من واو ، ومعناه الخوف ، والتزام طاعة الله ، وترك معاصيه ؛ فهو جماع كلّ خير.

(تَهِنُوا) : تضعفوا ، وفيه تقوية للمؤمنين.

(تَفَرَّقُوا) ، من الفرقة ، وهى القطيعة ، فنهى المؤمنين عن التقاطع إذ كان الأوس والخزرج يقتتلان لما رأى اليهود إيقاع الشر بينهم.

(تَمَنَّوْنَ (٣) الْمَوْتَ) ، من التمنّى. وخوطب به قوم فاتتهم غزوة بدر فتمنّوا حضور قتال الكفار مع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليستدركوا ما فاتهم من الجهاد ؛ فعلى هذا إنما تمنوا الجهاد ، وهو سبب الموت.

فإن قلت : قد صح النهى عن تمنّى لقاء العدو.

__________________

(١) صفحة ٨٥

(٢) المائدة : ١١٣

(٣) آل عمران : ١٤٣

٦

فالجواب : إنما نهى عن تمنّى لقائهم مع العدد القليل ؛ ولذلك قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : وسلوا الله العافية ، فإذا لقيتموهم فاصبروا للقائهم ، وتمنّوا الشهادة فى سبيل الله لنصرة دينه.

(تَحُسُّونَهُمْ (١)) : تقتلونهم قتلا ذريعا ، يعنى في أوّل الأمر.

(تَنازَعْتُمْ) ، يعنى وقع التنازع بين الرّماة ؛ فثبت بعضهم كما أمروا ، ولم يثبت بعضهم ، فعفا الله عنهم بفضله ورحمته.

(تَعُولُوا) : تميلوا. وفى الآية (٢) إشارة إلى الاقتصار على الواحدة. والمعنى أن ذلك أقرب إلى أن تعولوا. وقيل : يكثر عيالكم ؛ وهذا غير معروف فى اللغة.

(تَغْلُوا (٣) فِي دِينِكُمْ) : تجاوزوا الحدّ ، وترتفعوا عن الحق ؛ وهذا الخطاب للنصارى ؛ لأنهم غلوا فى عيسى حتى قالوا ابن الله.

(تَسْتَقْسِمُوا (٤)) : تستفعلوا ، وهو طلب ما قسم له ، وذلك أنهم كانوا يكتبون على الأزلام ـ وهى السّهام ـ على أحدها : افعل ، وعلى الآخر : لا تفعل ، والثالث مهمل ؛ فإذا أراد الإنسان أن يفعل أمرا جعلها فى خريطة ، وأدخل يده وأخرج أحدها ؛ فإن خرج الذى فيه «افعل» فعل ، وإن خرج الذى فيه «لا تفعل» تركه ، وإن خرج المهمل أعاد الضرب. ومن هذا المعنى أخذ الفأل فى المصحف والقرعة وزجر الطير ، ونحوهما مما لا يجوز فعله. وقد شدّد ابن العربى (٥) فى النظر فى شىء منها حتى جعلها من الكفر والعياذ بالله ، مستدلا بالآية (٦) : (ذلِكُمْ فِسْقٌ). وإنما حرّمه الله وجعله فسقا لأنه دخول فى علم

__________________

(١) آل عمران : ١٥٢

(٢) النساء : ٣

(٣) النساء : ١٧١

(٤) المائدة : ٣

(٥) أحكام القرآن : ٢ ـ ٥٤٣

(٦) المائدة : ٣

٧

الغيب الذى انفرد الله به ، فهو كالكهانة وغيرها لما يرام به من الاطلاع على الغيوب.

(تَنْقِمُونَ (١) مِنَّا) : أى تنكرون منّا إلا إيماننا بالله ، وبجميع كتبه ورسله ؛ وذلك أمر لا ينكر ولا يعاب. ونزلت الآية بسبب أبى ياسر (٢) ابن أخطب ، ونافع بن أبى نافع ، وجماعة من اليهود سألوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الرسل الذين يؤمن بهم ، فتلا آمنا بالله وما أنزل إلينا ... إلى آخر الآية. فلما ذكر عيسى قالوا لا نؤمن بعيسى ولا بمن آمن به.

(تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ (٣)) ، أى تنصرف بإثمى إذ قتلتنى ، وإثمك الذى من أجله لم يتقبل قربانك. أو بإثم قتلى لك لو قتلتك ، وبإثم قتلك لى. وإنما تحمّل القاتل الإثمين لأنه ظالم ، فذلك مثل قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : المستبان ما قالا فهو على البادى. وقيل بإثمى ؛ أى تحمل عنّى سائر ذنوبى ؛ لأن الظالم تجعل عليه فى يوم القيامة ذنوب المظلوم.

(تصغى) : تميل. ومنه (٤) : (قد صَغَتْ قُلُوبُكُما).

(تَلْقَفُ (٥)) ، وتلقم وتلهم بمعنى تبتلع. ويقال : تلقّفه والتقفه ، إذا أخذه أخذا سريعا. وروى أن الثعبان أكل ما صوّروا من كذبهم ، ملء الوادى ، من حبالهم وعصيّهم ، ومدّ موسى يده إليه فصار عصا كما كان ، فعلم السحرة أن ذلك ليس من السّحر ، وليس فى قدرة البشر ؛ فآمنوا بالله وبموسى عليه‌السلام.

__________________

(١) المائدة : ٥٩

(٢) فى القرطبى : أبو ياسر أخطب.

(٣) المائدة : ٢٩

(٤) التحريم : ٤

(٥) الأعراف : ١١٧ ، طه : ٦٩ ، الشعراء : ٤٥

٨

(تَجَلَّى) ، أى ظهر وبان ، أما تجلّى الرب للجبل فإنما كان ذلك لأجل موسى ؛ لأنه سأل رؤيته ، فقال له : لا تطيق ذلك ، ولكن سأتجلّى للجبل الذى هو أقوى منك وأشد ، فإن استقر وأطاق الصّبر لرؤيتى ولهيبتى أمكن أن ترى أنت ، وإن لم يطق فأحرى ألّا ترى أنت ، فعلى هذا إنما جعل الله الجبل مثالا لموسى. وقال قوم : المعنى سأتجلى لك على الجبل ؛ وهو ضعيف ، يبطله قوله (١) : (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ).

وروى أن طائرين ذكرا وأنثى كانا فى الجبل ، فلما سمعا طلب موسى الرؤية قال لها الذّكر : نفرّ من هذا الجبل ، لأنّا لا نقدر على رؤية الحق. فقالت له : تستقر فيه لنفوز بحظ الرؤية فيكون لنا فخر على سائر الطيور. فقال لها الذكر : إذا فيكون ذلك لك. فلما تجلى الحقّ للجبل تفتّت حتى صار غبارا انخسف فى الأرض ، وأفضى إلى البحر ؛ ولهذا كان رأى الأنثى فاسدا ؛ لقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : شاوروهنّ وخالفوهن.

(تَأَذَّنَ (٢) رَبُّكَ) : أعلم. وتفعّل يأتى بمعنى أفعل ؛ كقولهم أو عدنى وتوعّدنى.

(تَغَشَّاها) : علاها بالنكاح. فسبحان من خاطب العرب بلغاتهم ؛ إذ كانوا يتصرّفون بالتسمية لمسمى واحد ، كالجماع ؛ فتارة كنى عنه سبحانه بالسر والقرب والنكاح.

وكانوا يوسعون فى التسمية لاختلاف أحواله بأسماء ، كتسمية طفل بنى آدم ولدا ، ومن الخيل فلوّا (٣) ومهرا ، ومن الإبل ولد الناقة وفصلا ، ومن البقر عجلا

__________________

(١) الأعراف : ١٤٢

(٢) الأعراف : ١٦٦

(٣) كعدو.

٩

ومن الغنم سخلة ، ومن الأرنب خرنقا ، ومن الغزال خشفا ، ومن الكلب جروا (١) ؛ إلى غير ذلك.

ويدا تلوّثت بلحم غمرة ، وبطين لثقة ، وبطيب عبقة ، وبوسخ وضرة ، إلى غير ذلك.

وكطعنته بالرمح ، وضربته بالسيف ، ورميته بالسهم ، ووكزته بالعصا وباليد ، وركلته بالرّجل ؛ إلى غير ذلك.

ويدل على اتّساع اللغة وكثرة فنونها (٢) أنهم قد جعلوا بألفاظها شبها بمعنى ، فقالوا : حلا ، ولما كثرت حلاوته احلولى ، وللخشن إذا زادت خشونته اخشوشن. ولثوب خلق إذا زاد رثاثة اخلولق. ولحائط ميل (٣) ـ بإسكان وسطه ليكون ميله ثابتا ، وحرّكوه فيما يتحرك كشجرة ميل ، وكالنّزوان وكالرّملان والغليان ليشبه لفظه معناه.

وبدائع اللغة كثيرة ، وحكمها وإعجازها فى القرآن ، ولا يحيط بجميعها إلا نبينا ومولانا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(تَصْدِيَةً (٤)) : تصفيق بإحدى يديه على الأخرى ، فيخرج بينهما صوت ؛ وكانوا يفعلونها عند البيت إذا صلّى المسلمون ليخلطوا عليهم صلاتهم.

(تفشلوا (٥) وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) : تجبنوا وتذهب دولتكم ؛ وهو استعارة.

__________________

(١) مثلثة ـ صغير كل شىء.

(٢) فى ا : فنونه وقد.

(٣) فى القاموس : والميل ـ محركة : ما كان خلقة ، وقد يكون فى البناء.

(٤) الأنفال : ٣٥

(٥) الأنفال : ٤٧

١٠

(تَثْقَفَنَّهُمْ (١) فِي الْحَرْبِ) : تظفر بهم ؛ والضمير عائد على بنى قريظة لأنهم نقضوا العهد.

(تَفْتِنِّي (٢)) ؛ أى تؤثمنى. وقائل هذه المقالة الجدّ بن قيس ؛ وكان من المنافقين لما دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى غزوة تبوك ؛ فقال : ائذن لى فى القعود ولا تفتنّى برؤية بنى الأصفر ؛ فإنى لا أصبر على النساء.

(تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ (٣)) ؛ أى تهلك ؛ وهذا إخبار بأنهم يموتون على الكفر.

(تزيغ (٤) قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ) ؛ أى تميل عن الحقّ. وهذا الضمير راجع إلى من اتّبعه صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى غزوة العسرة لما رأوا من الضّيق والمشقّة ، فتاب الله عليهم عما كانوا يفعلون فيه.

(تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ (٥)) ؛ أى تبكى وتسيل أعينهم بالدموع حين قال لهم صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا أجد ما أحملكم عليه فى غزوة تبوك. وفى هذا مدح لبنى مقرن. وقيل سبعة نفر من بطون شتى ، ويكفيك وصفهم بالإحسان ونصحهم لله ولرسوله.

(تَبْلُوا) : تختبر ما قدمت من الأعمال. وقرئ تتلو ـ بتاءين ، بمعنى تتبع ؛ أو تقرؤه فى المصاحف.

(تَغْنَ بِالْأَمْسِ (٦)) : تعمر. والمغانى : المنازل التى يعمرها الناس بالنزول.

(تَرْهَقُهُمْ) : تغشاهم. والضمير للذين كسبوا السيئات فلا يعصمهم أحد من عذاب الله. ومنه قولهم : غلام مراهق (٧) ؛ أى غشى الاحتلام.

__________________

(١) الأنفال : ٥٨

(٢) التوبة : ٤٩

(٣) التوبة : ٥٥

(٤) التوبة : ١١٧

(٥) التوبة : ٩٣

(٦) يونس : ٢٤

(٧) فى أساس البلاغة : غلام مراهق : مدان للحلم.

١١

(تَبْدِيلَ (١)) : تغيير الشيء عن حاله ، والإبدال جعل الشيء بمكان شىء. وقد استدل ابن عمر بهذه الآية على أن القرآن لا يقدر أحد أن يبدّله.

(تَخْرُصُونَ (٢)) : تحدسون وتحزرون.

(تلفتنا) ، أى تصرفنا وتردّنا عن دين آبائنا.

(تَزْدَرِي (٣) أَعْيُنُكُمْ) ، أى تحتقر. والمراد من قولك زريت على الرجل عبته. والضمير فى (لَكُمْ) (٤) عائد على ضعفاء المؤمنين.

(تَتْبِيبٍ (٥)) : تخسير ؛ أى كلما دعوتكم إلى هذا ازددتم تكذيبا ، فزادت خسارتكم.

وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير فى قوله (٦) : (وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً). قال : تبره بالنبطية.

(تَرْكَنُوا) ؛ أى تركنوا إليهم وتسكنوا إلى كلامهم. ومنه قوله (٧) : (لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً). وفى الحديث : يجاء بالظلمة ومن برى لهم قلما أو لاق لهم دواة فيلقون فى توابيت من نار فيلقى بهم فى النار.

وانظر كيف عطف عدم نصرتهم بثم لبعد النصرة ؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون على عدم نصرتنا لدين الله وشرهنا لموالاة الظلمة ، وجمعنا لجيفهم كالكلب الشره لها ، ولم تعلموا أنه كالنفط فى جوف خشبة الجسم ، فإذا هبّت عواصف المنون التهب وفات التدارك ، اللهم إنا عاجزون عن إصلاح أنفسنا ، فمنّ علينا

__________________

(١) يونس : ٦٤

(٢) الأنعام : ١٤٨

(٣) هود : ٣١

(٤) فى الآية نفسها : وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ ...

(٥) هود : ١٠١

(٦) الإسراء : ٧

(٧) الإسراء : ٧٤

١٢

بهداية تجبر بها حالنا المظلمة ، لأنك لا تحب الظالمين ، ورحمتك قريب من المحسنين.

(تَعْبُرُونَ (١)) ؛ أى تعرفون تأويل الرؤيا ، يقال عبرت الرؤيا ـ بتخفيف الباء. وأنكر بعضهم التشديد ، وهو مسموع من العرب.

(تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ) : تفسير الرؤيا.

(تَرَكْتُ (٢) مِلَّةَ قَوْمٍ) ؛ أى رغبت عنها. والترك على ضربين : أحدهما ـ مفارقة ما يكون الإنسان عليه. والآخر ـ ترك الشيء رغبة عنه من غير دخول كان فيه. ويحتمل أن يكون هذا الكلام تعليلا لما قبله من قوله : علمنى ربى. أو يكون استئنافا.

(تَبْتَئِسْ) : تحزن ؛ وهو من البؤس.

(تَفْتَؤُا) : أى لا تفتأ (٣) ؛ والمعنى لا تزال. وحذف حرف النفى ؛ لأنه تلبس بالإثبات ، لأنه لو كان إثباتا لكان مؤكدا باللام والنون.

(تَثْرِيبَ) ؛ أى تعيير وتوبيخ. والمراد عفو جميل. وقوله (الْيَوْمَ) راجع إلى ما قبله ، فيوقف عليه ؛ وهو يتعلق بالتثريب ، أو بالمقدّر فى (عَلَيْكُمُ) من معنى الاستقرار. وقيل : إنه بتعلق بيغفر ؛ وذلك بعيد ؛ لأنه تحكّم على الله ، وإنما يغفر دعاء ؛ فكأنه أسقط حق نفسه بقوله (٤) : (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ) ، ثم دعا إلى الله أن يغفر لهم حقّه.

(تحسسوا) ـ بالمهملة والمعجمة : طلب الشيء بالحواس السمع والبصر ؛

__________________

(١) يوسف : ٤٣

(٢) يوسف ٣٧

(٣) يوسف : ٨٥

(٤) يوسف : ٩٢

١٣

أى تعرفوا خبر يوسف وأخيه ، وإنما لم يذكر الولد الثالث لأنه بقى هناك اختيارا منه ؛ لأن يوسف وأخاه كانا أحبّ إليه.

(تَيْأَسُوا) : تقنطوا.

(تَغِيضُ (١) الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ) ؛ أى تنقص. وتزداد من الزيادة ، فقيل : إن الإشارة إلى دم الحيض ، فإنه يقل ويكثر. وقيل للولد ؛ فالغيض السقط أو الولادة لأقل من تسعة أشهر. والزيادة البقاء أكثر من تسعة أشهر. ويحتمل أن تكون (ما) فى قوله ما تحمل وما تغيض وما تزداد موصولة أو مصدرية.

(تَهْوِي (٢) إِلَيْهِمْ) : تقصدهم بجد وإسراع ؛ ولهذه الدعوة حبّب الله حجّ البيت إلى الناس ، على أنه قال : (مِنَ النَّاسِ) بالتبعيض. قال بعضهم : لو قال أفئدة الناس لحجّته فارس والروم.

(تَسْرَحُونَ) ؛ أى حين تردّونها بالغداة إلى الرعى.

(وتُرِيحُونَ) حين تردّونها بالعشىّ إلى المنازل ؛ وإنما قدم (٣) تريحون لأن جمال الأنعام بالعشى أكثر ؛ لأنها ترجع وبطونها ملأى وضروعها حافلة.

(تَمِيدَ (٤)) : تتحرك ، وهو فى موضع مفعول من أجله. والمعنى أنه ألقى الجبال فى الأرض لئلا تميد الأرض. وروى أن الله لما خلق الأرض جعلت تمور ، فقالت الملائكة : لا يستقر على ظهرها أحد ، فأصبحت وقد أرسيت بالجبال.

(تَخَوُّفٍ (٥)) فيه وجهان :

أحدهما ـ أنّ معناه على تنقّص ، أى ينتقص أموالهم وأنفسهم شيئا بعد شىء

__________________

(١) الرعد : ٩

(٢) إبراهيم : ٣٧

(٣) النحل : ٦

(٤) النحل : ١٥

(٥) النحل : ٤٦

١٤

حتى يهلكوا من غير أن يهلكهم جملة واحدة ؛ ولهذا أشار بقوله (١) : (فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) ؛ لأن الأخذ هكذا أخفّ من غيره. وقد كان عمر ابن الخطاب رضى الله عنه أشكل عليه معنى التخوف فى الآية حتى قال له رجل من هذيل : التخوف التنقص فى لغتنا.

الوجه الثانى ـ أنه من الخوف ؛ أى يهلك قوما قبلهم فيتخوّفوا هم ذلك فيأخذهم بعد أن توقّعوا العذاب وخافوه ؛ وذلك خلاف قوله : وهم لا يشعرون.

(تَقْفُ (٢)) المعنى : لا تقل ما لم تعلم من ذمّ الناس ، وشبه ذلك. واللفظ مشتقّ من قفوته إذا تبعته.

(تَبْذِيراً) : تفريقا. ومنه قولهم : بذرت الأرض ، أى فرّقت البذر فيها ، أى الحب. والتبذير فى النفقة الإسراف فيها ، وتفريقها فى غير ما أحل الله. والإخوة فى قوله (٣) : (إِخْوانَ الشَّياطِينِ) للمشاكلة والاجتماع فى الفعل ؛ كقولك : هذا الثوب أخو هذا ؛ أى يشبهه. ومنه قوله تعالى (٤) : (وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها) ؛ أى من التى تشبهها وتواخيها (٥).

(تَخْرِقَ (٦) الْأَرْضَ) : تقطعها وتبلغ آخرها. وقيل معناه : لا تقدر أن تشقّ فى جميعها بالمشى. والمراد بذلك تعليل النهى عن الكبر والخيلاء ؛ أى إذا كنت أيها الإنسان لا تقدر على خرق الأرض ولا على مطاولة الجبال ، فكيف تتكبّر وتختال فى مشيك ، وإنما الواجب عليك التواضع.

(تَبِيعاً (٧)) ، أى طالبا مطالبا.

__________________

(١) النحل : ٤٧

(٢) الإسراء : ٣٦

(٣) الإسراء : ٢٦

(٤) الزخرف : ٤٨

(٥) تطابقها

(٦) الإسراء : ٣٢

(٧) الاسراء : ٦٩

١٥

(تزاور) (١) : أى تميل وتمور ؛ ولهذا قيل للكذب لأنه أميل عن الحق.

(تَقْرِضُهُمْ) : تخلّفهم وتجاوزهم ، وهو من القرض بمعنى القطع ، ومعنى هذا أن الشمس لا تصيبهم عند طلوعها ولا عند غروبها لئلا يحترقوا بحرّها ؛ فقيل : إن ذلك كرامة الله لهم ، وخرق عادة. وقيل : كان باب الكهف شماليا يستقبل بنات نعش ، فلذلك لا تصيبهم الشمس. والأول أظهر ؛ لقوله : ذلك من آيات الله. والإشارة إلى حجب الشمس عنهم إن كان خرق عادة ؛ وإن كان لكون بابهم إلى الشمال فالإشارة إلى أمرهم بالجملة.

(تَحْسَبُهُمْ) ؛ أى يظنهم من يراهم أيقاظا.

(تَعْدُ عَيْناكَ (٢)) ؛ أى تتجاوز عنهم إلى أبناء الدنيا. قال الزمخشرى (٣) : عداه إذا جاوزه ، فهذا الفعل يتعدى بنفسه ، وإنما تعدى هنا بعن لأنه تضمّن معنى [نبت (٤)] عينه عن الرجل إذا احتقره.

(تَذْرُوهُ الرِّياحُ (٥)) ؛ أى تفرقه. ومعنى المثل تشبيه الدنيا فى سرعة فنائها بالزرع فى فنائه بعد خضرته.

(تخذت) : بمعنى اتخذت ، أى أخذت طعاما تأكله.

(تَنْفَدَ) : تفنى (٦). وفى الآية إخبار عن اتساع علم الله تعالى. والكلمات هى المعانى القائمة بالنفس ، وهى المعلومات ؛ فمعنى الآية : لو كتب علم الله بمداد البحر لنفد البحر ولم ينفد علم الله ؛ وكذلك لو جىء ببحر مثله ، وذلك أن البحر متناه (٧) وعلم الله غير متناه.

__________________

(١) الكهف : ١٧

(٢) الكهف : ٢٨

(٣) الكشاف : ١ ـ ٥٦٧

(٤) بياض بالأصل ، أكملناه من الكشاف.

(٥) الكهف : ٤٥

(٦) الكهف : ١١٠

(٧) له نهاية.

١٦

(تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (١)) : أى تزعجهم إلى الكفر والمعاصى. والإشارة إلى الكفار ، وفيه تسلية له صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(تَجْهَرْ) : تعلن. ومنه (٢) : (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ). وأما قوله تعالى (٣) : (وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ) ؛ فطابق الشرط جوابه ، كأنه يقول : إن جهرت أو أخفيت فإنه يعلم ذلك ؛ لأنه يعلم السر وأخفى.

(تَذْكِرَةً (٤)) نصب على الاستثناء المنقطع. وأجاز ابن عطية أن يكون بدلا من موضع (لِتَشْقى) ؛ إذ هو فى موضع مفعول من أجله ، ومنع ذلك الزمخشري ؛ لاختلاف الجنسين. ويصح أن ينصب بفعل مضمر تقديره أنزلناه تذكرة.

(تَنْزِيلاً) نصب على المصدرية ، والعامل فيه مضمر. وأما أنزلنا فى لفظ السورة بلفظ المتكلم فى قوله : ما أنزلنا ، ثم رجع إلى الغيبة فى قوله تنزيلا ممّن خلق الأرض ... الآية ؛ فذلك هو الالتفات.

(تَسْعى) : تعمل. ومنه (٥) : (لِسَعْيِها راضِيَةٌ).

(تَزِرُ (٦) وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) : أى لا يؤخذ أحد بذنب أحد.

(تَعْلُوا) من العلو ، وهو الكبر والتجبّر.

(تردى) (٧) : تهلك ، وهذا الفعل منصوب فى جواب (لا يَصُدُّنَّكَ).

(تَنِيا) : أى تضعفا أو تقصرا. والونى هو الضعف عن الأمور والتقصير فيها.

__________________

(١) مريم : ٨٣

(٢) الإسراء : ١١٠

(٣) طه : ٧

(٤) طه : ٣

(٥) الغاشية : ٩

(٦) الأنعام : ١٦٤ ، والزمر : ٧

(٧) طه : ١٦

١٧

(تَظْمَؤُا) : تعطش.

(تَضْحى) : تبرز للشمس.

(تشقى) : تتعب. وخص آدم بهذا الخطاب ؛ لأنه كان المخاطب به أولا ، والمقصود بالكلام. وقيل : إن الشقاء فى معيشة الدنيا مختصّ بالرجال.

(تبهتهم) (١) ، أى تفجئهم. وهذا الخطاب لمن استعجل القيامة أو نزول العذاب. وفى هذا تسلية لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(تَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ (٢)) : أى اختلفوا فيه ، وهو استعارة من جعل الشيء قطعا. والضمير لجميع الناس ، أو المعاصرين له صلى‌الله‌عليه‌وسلم. والمعنى إنما بعثت الأنبياء المذكورين بما أمرت به من الدين ؛ لأن جميع الرسل متفقين فى العقائد فلم تقطعتم.

(تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ (٣)) ، يعنى الزيت. وقرئ تنبت (٤) ـ بفتح التاء ، فالمجرور على هذا فى موضع الحال ؛ كقولك جاء زيد بسلاحه. وقرئ بضم التاء وكسر الباء ، وفيه ثلاثة أوجه :

أحدها أن أنبت بمعنى نبت. والثانى حذف المفعول ، تقديره تنبت ثمرتها بالدهن. والثالث زيادة الباء.

(تَتْرا (٥)) وزنه فعلى ، ومعناه التواتر والتتابع ، وهو موضوع موضع الحال ؛ أى متواترين واحدا بعد واحد ، فمن قرأه بالتنوين فألفه للالحاق. ومن قرأه بغير تنوين فألفه للتأنيث ولم ينصرف ، [١٠٥ ب] وتأنيثه لأن الرسل جماعة. والتاء

__________________

(١) الأنبياء : ٤٠

(٢) الأنبياء : ٩٣

(٣) المؤمنون : ٢٠

(٤) وهى قراءة حفص.

(٥) المؤمنون : ٤٤

١٨

الأولى فيها بدل من واو ، وهى فاء الكلمة. ويجوز فى قول الفراء أن نقول فى الرفع تترا ، وفى الخفض تترا ، وفى النصب تترا ، الألف بدل من التنوين.

(تَجْئَرُونَ (١)) : ترفعون أصواتكم بالدعاء. ويحتمل أن يكون هذا القول حقيقة أو يكون بلسان الحال.

(تَنْكِصُونَ (٢)) ؛ أى ترجعون إلى وراء ؛ وذلك عبارة عن إعراضهم عن الآيات وهى القرآن.

(تَهْجُرُونَ) : من قرأ بضم التاء وكسر الجيم فمعناه تقولون «الهجر» بضم الهاء ، وهو الفحشاء من الكلام. ومن قرأ بفتح التاء وضم الجيم فهو من الهجر بفتح الهاء ؛ أى تهجرون الإسلام والنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم والمؤمنين. أو من قولك : هجر المريض إذا هذى (٣) ؛ أو يقولون اللغو من القول.

(تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ (٤)) ؛ أى يأخذه بعضكم من بعض. وخاطب بهذا الكلام معاتبا لمن خاض فى الإفك ، وإن كانوا لم يصدّقوه ؛ فإن الواجب كان الإغضاء عن ذكره والترك له بالكلّيّة ، فعاتبهم على ثلاثة أشياء ؛ وهى تلقّيه بالألسنة ، أى السؤال عنه وأخذه من المسئول. والثانى قولهم ذلك. والثالث أنهم حسبوه هيّنا وهو عند الله عظيم.

وفائدة قوله بألسنتكم وبأفواهكم الإشارة إلى أن ذلك الحديث كان باللسان دون القلب ؛ إذ كانوا لم يعلموا ذلك حقيقة بقلوبهم. وقرئ تلقونه من الإلقاء ، وهو استمرار اللسان بالكذب.

(تَبارَكَ) ، تفاعل ، من البركة ، وهى الزيادة والنّماء والكثرة والاتساع ؛

__________________

(١) النحل : ٥٣

(٢) المؤمنون : ٦٦

(٣) يتفوه بكلام لا معنى له

(٤) النور : ١٥

١٩

أى البركة تكتسب وتنال بذكره. ويقال تبارك تقدّس ، أى تطهّر. ويقال تبارك تعاظم ، وهو فعل مختص بالله تعالى لم ينطق له بمضارع.

(تَشَقَّقُ السَّماءُ) : تتفطّر.

(تَغَيُّظاً (١)) التغيظ : الصوت الذى يهمهم به المتغايظ ، والتغيظ لا يسمع ؛ وإنما يسمع أصوات تدل عليه ، ففي لفظه تجوّز.

(تبسم) التبسم : أول الضحك الذى لا صوت له ؛ وتبسّمه كان لأحد أمرين : إما سروره لما أعطاه الله ، أو لثناء الله عليه وعلى جنوده ، فإن قولها : (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) وصف لهم بالتقوى والتحفظ من مضرّة الجنون.

(تَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (٢)) : معطوف على ضمير المفعول فى قوله (يَراكَ). والمعنى أنه يراك حين تقوم وحين تسجد. وقيل معناه : يرى صلاتك مع المصلين. وفى ذلك إشارة إلى الصلاة فى الجماعة. وقيل : يرى تقلّب بصرك فى المصلين خلفك ؛ لأنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يرى من وراء ظهره.

(تَحْتَكِ) : أى تحت رجليك. وأما قوله (٣) : (فَناداها مِنْ تَحْتِها) ـ بفتح الميم وكسرها ـ فقد اختلف على القراءتين هل هو جبريل أو عيسى؟ وعلى أنه جبريل قيل : إنه كان تحتها كالقابلة لها. وقيل : كان فى مكان أسفل من مكانها. قال أبو القاسم فى لغات القرآن : فناداها من تحتها ؛ أى بطنها بالنبطية. ونقل الكرمانى فى العجائب مثله عن مؤرّج.

(تَقاسَمُوا بِاللهِ (٤)) : أى حلفوا به. وقيل : إنه فعل ماض ؛ وذلك ضعيف.

__________________

(١) الفرقان : ١٢

(٢) الشعراء : ٢١٩

(٣) مريم : ٢٤

(٤) النمل : ٤٩

٢٠