معترك الأقران في إعجاز القرآن - ج ١

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

معترك الأقران في إعجاز القرآن - ج ١

المؤلف:

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي


المحقق: علي محمّد البجاوي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر العربي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٤٣

((١) الْأَتْقَى) ؛ هو أبو بكر الصديق.

((٢) الَّذِي يَنْهى عَبْداً) ؛ هو أبو جهل. والعبد هو النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

((٣) إِنَّ شانِئَكَ) ؛ هو العاصى بن وائل. وقيل أبو جهل. وقيل عقبة ابن أبى معيط. وقيل أبو لهب. وقيل كعب بن الأشرف.

((٤) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) ؛ أم جميل العوراء بنت حرب بن أمية.

ذكر المجموع من المبهمات الذين عرف أسماء بعضهم

((٥) قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللهُ) ؛ سمّى منهم رافع ابن حريملة (٦).

((٧) سَيَقُولُ السُّفَهاءُ) ؛ سمى منهم رفاعة بن قيس ، وقردم بن عمرو ، وكعب بن الأشرف ، ورافع بن حريملة (٦) ، والحجاج بن عمرو ، والربيع ابن أبى الحقيق.

((٨) وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا) ؛ سمى منهم مالك بن عوف ، ورافع.

((٩) يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ) ؛ سمى منهم معاذ بن جبل ، وثعلبة بن غنم.

((١٠) يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ) ؛ سمى منهم عمرو بن الجموح.

__________________

(١) الليل : ١٧

(٢) العلق : ٩ ، ١٠

(٣) الكوثر : ٣

(٤) المسد : ٤

(٥) البقرة : ١١٨

(٦) فى الإتقان : حرملة.

(٧) البقرة : ١٤٢

(٨) البقرة : ١٧٠

(٩) البقرة : ١٨٩

(١٠) البقرة : ٢١٥

٥٠١

((١) يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ) ؛ سمى منهم عمر ، ومعاذ ، وحمزة.

((٢) وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى) ؛ سمى منهم عبد الله بن رواحة.

((٣) وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ) ؛ سمى منهم ثابت بن الدحداح ، وعباد ابن بشر ، وأسيد بن الحضير.

((٤) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً) ؛ سمى منهم النعمان بن عمرو ، والحارث ابن يزيد.

((٥) الْحَوارِيُّونَ) ؛ سمى منهم فطرس ، ويعقوبس ، ويحنّس ، والورايلس (٦) ، وفيلس ، وابن تيما ، ومنتا ، وتوماس ، ويعقوب بن خلفيا ، وجداوسميس ، وماديواس ، ودرما يوطا ، وسرجس ؛ وهو الذى ألقى عليه شبهه.

((٧) وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) ؛ هم اثنا عشر من اليهود. سمى منهم عبد الله بن الضّيف ، وعدى بن زيد ، والحارث بن عمرو.

((٨) كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ) ؛ قال عكرمة : نزلت فى اثنى عشر رجلا ، منهم : أبو عامر الراهب ، والحارث بن سويد بن الصامت ، ووحوح بن أسلم (٩). زاد ابن عسكر : وطعيمة بن أبيرق.

__________________

(١) البقرة : ٢١٩

(٢) البقرة : ٢٢٠

(٣) البقرة : ٢٢٢

(٤) آل عمران : ٢٣

(٥) آل عمران : ٥٢

(٦) فى الإتقان : انداريس. وفى المحبر : أندريوس. وفى المحبر أسماء هؤلاء الحواريين ، وفيها خلاف كثير ، فارجع إليه إن شئت.

(٧) آل عمران : ٧٢

(٨) آل عمران : ٨٦

(٩) فى الاتقان : ابن الأسلت.

٥٠٢

((١) يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ) ؛ سمى من القائلين عبد الله ابن أبىّ بن سلول ، ومعتّب بن قشير.

((٢) وَقِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا قاتِلُوا) : القائل ذلك عبد الله ، والد جابر بن عبد الله الأنصارى. والمقول لهم عبد الله بن أبىّ وأصحابه.

((٣) الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ) : هم سبعون ، منهم : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلى ، الزبير ، وسعد ، وطلحة ، وابن عوف ، وابن مسعود الأشجعى.

((٤) الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ) ؛ قال ذلك فنحاص. وقيل حيىّ بن أخطب. وقيل كعب بن الأشرف.

((٥) وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ) ؛ نزلت فى النجاشى. وقيل فى عبد الله بن سلام وأصحابه.

((٦) وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً) ؛ قال ابن إسحاق : أولاد آدم لصلبه أربع وعشرون بطنا ، كلّ بطن ذكر وأنثى ؛ وسمى من بنيه قابيل ، وهابيل ، وإيماد ، وشبونة ، وهند ، وضرابيس (٧) ، ومخور ، وسند ، وبارق ، وشيث ، وعبد المغيث ، وعبد الحارث ، وودّ وسواع ، ويغوث ، ويعوق ، ونسرا. ومن بناته : أقليمة ، وأشوف ، وجزوزة ، ويمن ، وعز ، ورا ، وأمة المغيث [٨١ ب].

__________________

(١) آل عمران : ١٦٧

(٢) آل عمران : ١٧٢

(٣) آل عمران : ١٨١

(٤) آل عمران : ١٩٩

(٥) النساء : ١

(٦) فى الإتقان : أربعون فى عشرين بطنا.

(٧) بالصاد فى الاتقان.

٥٠٣

((١) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ) ؛ قال عكرمة : نزلت فى رفاعة بن يزيد بن التابوت ، وكردم بن زيد ، وأسامة ابن حبيب ، ورافع بن أبى رافع ، وحيىّ بن أخطب.

((٢) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ) ؛ سمى منهم عبد الرحمن ابن عوف.

((٣) إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ) ؛ قال ابن عباس : نزلت فى هلال ابن عويم الأسلمى ، وسراقة بن مالك المدلجى ، وفى بنى خزيمة بن عامر ابن عبد مناف.

((٤) سَتَجِدُونَ آخَرِينَ) ؛ قال السدى : نزلت فى جماعة منهم نعيم ابن مسعود الأشجعى.

((٥) إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ) ؛ سمّى منهم عكرمة : على بن أمية بن خلف ، والحارث بن زمعة ، وأبا قيس بن الوليد بن المغيرة ، وأبا العاص بن المنبه (٦) بن الحجاج ، وأبا قيس بن الفاكه.

((٧) إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ) ؛ سمى منهم ابن عباس ، وأمه أمّ الفضل ، وعيّاش ابن أبى ربيعة ، وسلمة بن هشام.

((٨) الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ) ؛ بنو أبيرق : بشر ، وبشير ، ومبشّر.

((٩) لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ) : أسيد بن عروة وأصحابه.

__________________

(١) النساء : ٤٤

(٢) النساء : ٧٧

(٣) النساء : ٩٠

(٤) النساء : ٩٠

(٥) النساء : ٩٦

(٦) فى الاتقان : بن منبه.

(٧) النساء : ٩٨

(٨) النساء : ١٠٧

(٩) النساء : ١١٣

٥٠٤

((١) وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ) ؛ سمى من المستفتين خولة بنت حكيم.

((٢) يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ) ؛ سمى منهم ابن عسكر : كعب بن الأشرف ، وفنحاصا.

((٣) لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) ؛ قال ابن عباس : هم عبد الله بن سلام.

((٤) وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ) ؛ سمى منهم الحطم (٥) بن هند البكرى.

((٦) يَسْئَلُونَكَ ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ) ؛ سمى منهم عدى بن حاتم ، وزيد ابن مهلهل الطائيان ، وعاصم بن عدى ، وسعد بن خيثمة ، وعدى (٧) بن ساعدة.

((٨) إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا) : سمى منهم كعب بن الأشرف ، وحيىّ ابن أخطب :

((٩) وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً ...) الآيات ؛ نزلت فى الوفد الذين جاءوا من عند النجاشى ، وهم اثنا عشر. وقيل ثلاثون. وقيل سبعون. وسمى منهم : إدريس ، وإبراهيم ، والأشرف ، وتميم ، ودريد.

((١٠) وَقالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ) : سمى منهم زمعة بن الأسود ، والنضر ابن الحارث بن كلدة ، وأبىّ بن خلف ، والعاصى بن وائل.

((١١) وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) ؛ سمى منهم : صهيب ، وعمّار ، وخبّاب ، وسعد بن أبى وقاص ، وابن مسعود ، وسلمان الفارسى.

__________________

(١) النساء : ١٢٧

(٢) النساء : ١٥٣

(٣) النساء : ١٦٢

(٤) المائدة : ٢

(٥) فى القرطبى (٦ ـ ٤٣) : قيل كان هذا الأمر شريح بن ضبيعة البكرى ، ويلقب بالحطم. وفى أسباب النزول للواحدى : نزلت فى الخطيم ، واسمه شريح بن ضبيع الكندى.

(٦) المائدة : ٤

(٧) فى الاتقان : عويمر بن ساعدة.

(٨) المائدة : ١١

(٩) المائدة : ٨٢

(١٠) الأنعام : ٨

(١١) الأنعام : ٥٢

٥٠٥

((١) إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ) ؛ سمى منهم فنحاص ، ومالك بن الضّيف.

((٢) قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللهِ) ؛ سمى منهم أبو جهل ، والوليد بن المغيرة.

((٣) يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ) ؛ سمى منهم حمل بن قشير ، وشمويل ابن زيد.

((٤) يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ) ؛ سمى منهم سعد بن أبى وقاص.

((٥) وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ) ؛ سمى منهم أبو أيوب الأنصارى. ومن الذين لم يكرهوا المقداد.

((٦) إِنْ تَسْتَفْتِحُوا) ؛ سمى منهم أبو جهل.

((٧) وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا) ؛ هم أهل دار الندوة ؛ سمى منهم عتبة وشيبة ابنا ربيعة ، وأبو سفيان ، وأبو جهل ، وجبير بن مطعم ، وطعيمة بن عدى ، والحارث بن عامر ، والنضر بن الحارث ، وزمعة بن الأسود ، وحكيم بن حزام ، وأمية بن خلف.

((٨) وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ ...) الآية ؛ سمى منهم أبو جهل ، والنضر بن الحارث.

((٩) إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هؤُلاءِ دِينُهُمْ) ؛

__________________

(١) الأنعام : ٩١

(٢) الأنعام : ١٢٤

(٣) الأعراف : ١٨٧

(٤) الأنفال : ١

(٥) الأنفال : ٥

(٦) الأنفال : ١٩

(٧) الأنفال : ٣٠

(٨) الأنفال : ٣٢

(٩) الأنفال : ٤٩

٥٠٦

سمى منهم عتبة بن ربيعة ، وقيس بن الوليد ، وأبو قيس بن الفاكه ، والحارث ابن زمعة ، والعاصى بن منبّه.

((١) قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى) ؛ كانوا سبعين ، منهم : العباس ، وعقيل ، ونوفل ، والحارث ، وسهل (٢) ابن بيضاء.

((٣) وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ) ؛ سمى منهم سلام بن مشكم ، ونعمان ابن أوفى ، ومحمد بن دحية ، وشأس بن قيس ، ومالك بن الضّيف.

((٤) الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ) سمى من المطّوّعين عبد الرحمن بن عوف ، وعاصم بن عدى.

((٤) وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ) ؛ أبو عقيل ، ورفاعة بن سعد.

((٥) وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ) ؛ سمى منهم العرباض ابن سارية ، وعبد الله بن مغفّل المزنى ، وعمرو المزنى ، وعبد الله بن الأزرق الأنصارى ، وأبو ليلى الأنصارى.

((٦) فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا) ؛ سمى منهم عويم بن ساعدة.

((٧) إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ) ؛ نزلت فى جماعة ، منهم : [٨٢ ا] عمّار بن ياسر ، وعباس بن أبى ربيعة.

((٨) بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا) ؛ هم جالوت (٩) وأصحابه.

__________________

(١) الأنفال : ٧٠

(٢) فى الإتقان : ونوفل بن الحارث ، وسهيل بن بيضاء. والمثبت فى الاصابة أيضا.

(٣) التوبة : ٣٠

(٤) التوبة : ٧٩

(٥) التوبة : ٩٢

(٦) التوبة : ١٠٨

(٧) النحل : ١٠٦

(٨) الاسراء : ٥

(٩) فى الاتقان : طالوت.

٥٠٧

((١) وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ) ؛ قال ابن عباس : نزلت فى رجال من قريش ، منهم : أبو جهل ، وأميّة بن خلف.

((٢) وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا) ؛ سمى ابن عباس من قائلى ذلك : عبد الله بن أمية (٣) ، وذريته. وسمى من أولاد إبليس : ثور (٤) ، والأعور ، وزنبور ، ومسوط ، وداسر (٥).

((٦) وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ) ؛ سمى منهم الحارث بن عامر ابن نوفل.

((٧) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا) ؛ هم المؤذون على الإسلام ؛ سمى منهم عمار بن ياسر.

((٨) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا) ؛ سمى منهم الوليد ابن المغيرة.

((٩) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ) ؛ سمى منهم النضر ابن الحارث.

((١٠) فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) ؛ أنس بن النضر.

((١١) قالُوا الْحَقَّ) ؛ أول من يقوله جبريل ، فيتبعونه.

__________________

(١) الاسراء : ٧٣

(٢) الاسراء : ٩٠

(٣) فى الإتقان : ابن أبى أمية.

(٤) فى المحبر : الثبر.

(٥) فى المحبر : داسم. وانظر هذه الأسماء فيه صفحة ٣٩٥ ، وليس فيه زنبور.

(٦) القصص : ٥٧

(٧) العنكبوت : ١

(٨) العنكبوت : ١٢

(٩) لقمان : ٦

(١٠) الأحزاب : ٢٣

(١١) سبأ : ٢٣

٥٠٨

((١) وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ) ؛ سمى منهم عقبة بن أبى معيط ، وأبو جهل ، والعاصى بن وائل ، والأسود بن عبد المطلب ، والأسود بن عبد يغوث.

((٢) وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً) ؛ سمى من القائلين أبو جهل. ومن الرجال : عمار ، وبلال.

((٣) نَفَراً مِنَ الْجِنِّ) ؛ سمى منهم زوبعة ، وحسى ، ومسى ، وشاصو ، وماصو ، والأزد ، وانيان ، والأحقم ، وسرّق.

((٤) إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ) ؛ سمى منهم الأقرع ابن حابس ، والزّبرقان بن بدر ، وعيينة بن حصن ، وعمرو بن الأهتم.

((٥) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً) ؛ نزلت فى عبد الله بن نبتل (٦) من المنافقين.

((٧) لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ) ؛ نزلت فى قتيلة أم أسماء بنت أبى بكر.

((٨) إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ) ؛ سمى منهن أم كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط ، وآسية (٩) بنت بشر.

((١٠) يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا). ((١١) يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا) ؛ سمى منهم عبد الله بن أبىّ.

__________________

(١) ص : ٦

(٢) ص : ٦٢

(٣) الأحقاف : ٢٩

(٤) الحجرات : ٤

(٥) المجادلة : ١٤

(٦) والقرطبى : ١٧ ـ ٣٠٤

(٧) الممتحنة : ٨

(٨) الممتحنة : ١٠

(٩) فى القرطبى : أميمة بنت بشر ، وكانت عند ثابت بن الشمراخ (١٨ ـ ٦١).

(١٠) المنافقون : ٧

(١١) المنافقون : ٨

٥٠٩

((١) وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ ...) الآية ؛ سمى من حملة العرش إسرافيل ، ولونان (٢) وروفيل.

((٣) أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) ؛ ذو نواس : زرعة (٤) بن أسعد الحميرى وأصحابه.

((٥) أصحاب الْفِيلِ) ؛ هم الحبشة ، قائدهم أبرهة الأشرم ، ودليلهم أبو رغال.

((٦) قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) ؛ نزلت فى الوليد بن المغيرة ، والعاصى بن وائل ، والأسود بن المطلب ، وأمية بن خلف.

((٧) النَّفَّاثاتِ) ؛ بنات لبيد بن الأعصم.

[مبهمات الأقوام والحيوانات وغيرها]

وأما مبهمات الأقوام والحيوانات والأمكنة والأزمنة ، ونحو ذلك فقد استوفيت الكلام عليها فى تأليفنا المشار إليه.

__________________

(١) الحاقة : ١٧

(٢) فى الإتقان : ولبنان.

(٣) البروج : ٤

(٤) فى القرطبى (١٩ ـ ٢٩٢) : قال ابن إسحاق : وذو نواس هذا اسمه زرعة ابن تبان بن أسعد الحميرى.

(٥) الفيل : ١

(٦) الكافرون : ١

(٧) الفلق : ٣

٥١٠

تنبيه

[فى أسماء من نزل فيهم القرآن]

قال قيس عن الأعمش ، عن المنهال ، عن عباد بن عبد الله ، قال : قال على : ما فى قريش أحد إلا وقد نزلت فيه آية. قيل له : فما نزل فيك؟ قال (١) : (وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ).

وأخرج الإمام أحمد ، والبخارى فى الأدب ، عن سعد بن أبى وقاص ، قال : نزلت فىّ أربع آيات (٢) : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ). ((٣) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً). وآية تحريم الخمر ، وآية الميراث.

وأخرج ابن أبى حاتم ، عن رفاعة القرظىّ ، قال : نزلت (٤) : (وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ) فى عشرة ، أنا أحدهم.

وأخرج الطبرانى ، عن أبى جمعة جنيد بن سبع ، وقيل حبيب بن سباع ، قال : فينا نزلت (٥) : (وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ) ، وكنا تسعة نفر ؛ سبعة رجال وامرأتين.

__________________

(١) هود : ١٧

(٢) الأنفال : ١

(٣) العنكبوت : ٨

(٤) القصص : ٥١

(٥) الفتح : ٢٥

٥١١

الوجه الرابع والثلاثون من وجوه إعجازه

احتواؤه على أسماء الأشياء والملائكة والكنى والألقاب

وأسماء القبائل والبلاد والجبال والكواكب

أما أسماء الأنبياء فسيأتى ذكرهم إن شاء الله على حروف المعجم فى أول كل حرف ما يناسبه ، وذلك خمس وعشرون ، هم مشاهيرهم.

وأما الكنى فليس منها فيه غير أبى لهب ، واسمه عبد العزّى ؛ ولذلك لم يذكر باسمه لأنه حرام شرعا. وقيل للإشارة إلى أنه جهنّمى.

والألقاب تأتى فى حروف المعجم.

وأما أسماء القبائل فيأجوج ومأجوج ، وعاد ، وثمود ، وقريش ، ومدين ، والروم.

وأسماء البلاد يأتى ذكرها مع أسماء الجبال.

وأما أسماء الكواكب فالشمس والقمر ، والطارق ، والشعرى.

وفيه من أسماء الأماكن الأخروية : الفردوس ؛ وهو أعلى [٨٢ ب] مكان فى الجنة. وعلّيّون : قيل هو أعلى مكان فى الجنة. وقيل اسم لما دوّن فيه أعمال صالحى الثّقلين. والكوثر هو نهر فى الجنّة ، كما فى الأحاديث المتواترة. وسلسبيل ، وتسنيم : عينان فى الجنة. وسجّين : اسم لمكان أرواح الكفار. وصعود : جبل فى جهنم ، كما أخرجه الترمذى من حديث أبى سعيد مرفوعا.

وموبق ، وغىّ ، وأثام ، وويل ، والسّعير ، وسائل ، وسحق : أودية فى جهنم ، وستأتى كلها فى الحروف.

٥١٢

قال بعضهم : سمّى الله فى القرآن عشرة أجناس من الطير : السلوى ، والبعوض. والذباب ، والنحل ، والعنكبوت ، والجراد ، والهدهد ، والغراب ، وأبابيل ، والنمل ، والطير ؛ لقوله فى سليمان (١) : (عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ) ، وقد فهم من كلامها.

وأخرج ابن أبى حاتم عن الشعبى ، قال : النملة التى (٢) فقه سليمان كلامها كانت ذات جناحين ، ولإفراط إدراكها قالت هذا القول.

وروى أن سليمان عليه‌السلام سمعه ، وكان بينه وبينها ثلاثة أميال ؛ وذلك أنها لا يسمعها البشر إلا من خصّه الله بذلك.

وروى أنه قال لها : لم قلت للنمل : (ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ)؟ أخفت عليها منى ظلما؟ قالت : لا ، يا نبى الله ، ولكن خشيت أن يفتنوا بما يرون من جمالك وزينتك ، فيشغلهم ذلك عن طاعة ربهم.

وقيل : إنها قالت : خفت عليهم من كثرة رؤية النعم ، فيكفرون بنعمة الله عليهم.

فتأمل إحساس البهائم وما لنا حسّ ؛ ملأنا بطوننا من الحرام ، فغلبت علينا سكرة المنام ، وتراكمت على قلوبنا سحائب المخالفة ، فادعينا الدعاوى الباطلة ؛ وعن قريب ينكشف السحاب ، فتهب علينا نسائم الأسف والحزن ، ونقول : يا حسرتنا على ما فرّطنا.

فبالله أيّها الأخ ، قم على قدم الاعتذار ، واكشف رأس الاستغفار ، وناد بلسان الاضطرار : ((٣) رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ).

__________________

(١) النمل : ١٦

(٢) فى ا : النطق الذى ...

(٣) الأعراف : ٢٣

٥١٣

قال بعضهم : بتّ ليلة ألوم نفسى ، وأعدّد عليها ، ثم نمت ، فرأيت كأن القيامة قد قامت ، والناس جمع جمع ، فجئت إلى قوم عليهم ثياب حسنة ، ورائحة طيبة ، فأردت الجلوس معهم ، فأخذ بيدى شخص فأزالنى ، وقال : أين أنت؟ وما أنت منهم؟ أين حالك من حالهم؟ أين نورك من نورهم؟ فلم أزل أصرف من جمع إلى جمع حتى انتهيت إلى قوم عليهم أطمار رثّة ، ووجوههم مغبرة ، فلما رأونى قالوا : تقدم إلينا ؛ فأنت من أصحابنا ، فعلمت ذلّى ومقامى ؛ فلزمت الحزن إلى يوم ألقاه.

اللهم إنك أنعمت على هذا العبد بإلزام الحزن قلبه ، اخلع علينا برد حزن ، حتى أقوم على ساق سبق توبة تكابد الحزن إلى يوم ألقاك بجاه من أنزلت عليه هذا الكتاب الشافع المشفّع ، الماحل المصدق ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

* * *

الوجه الخامس والثلاثون من وجوه

إعجازه ألفاظه المشتركة

وهذا الوجه من أعظم إعجازه ، حيث كانت الكلمة الواحدة تتصرف إلى عشرين وجها ، وأكثر وأقل ، ولا يوجد ذلك فى كلام البشر.

وقد صنّف فى هذا النوع وفى عكسه ـ وهو ما اختلف لفظه واتحد معناه ـ كثير من المتقدمين والمتأخرين ؛ منهم ابن الجوزى ، وابن أبى المعافى ، وأبو الحسين محمد بن عبد الصمد المصرى ، وابن فارس ، وآخرون.

٥١٤

قال مقاتل بن سليمان فى صدر كتابه المصنف فى هذا المعنى حديثا مرفوعا : لا يكون الرجل فقيها كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة.

قلت : هذا أخرجه ابن سعد وغيره عن أبى الدرداء موقوفا ، ولفظه : لا يفقه الرجل كل الفقه. وقد فسره بعضهم بأن المراد أن يرى اللفظ الواحد يحتمل معانى متعددة فيحمله عليها إذا كانت غير متضادة ، ولا يقتصر به على معنى واحد.

وأشار آخرون إلى أن المراد به استعمال الإشارات الباطنة ، وعدم الاقتصار على التفسير الظاهر.

وقد أخرجه ابن عساكر من طريق حماد بن زيد عن أيوب ، عن أبى قلابة ، عن أبى الدرداء ، قال : إنك لن تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوها. قال حماد : فقلت لأيوب : أرأيت قوله حتى ترى للقرآن وجوها ؛ أهو أن يرى وجوها فيها بالإقدام عليه؟ قال : نعم ، هو هذا.

وأخرج ابن سعد من طريق عكرمة ، عن ابن عباس ، عن على بن أبى طالب ، أنه أرسله إلى الخوارج ، قال : اذهب إليهم وخاصمهم ، ولا تخاصمهم بالقرآن ؛ فإنه ذو وجوه ، ولكن خاصمهم بالسنة.

وفى وجه آخر قال له : يا أمير المؤمنين ؛ فأنا أعلم بكتاب الله فى بيوتنا نزل. قال : صدقت ؛ ولكن القرآن حالّ فى وجوه : تقول ويقولون ، ولكن حاجّهم بالسّنن ، فإنهم لن يجدوا عنها محيصا ؛ فاخرج إليهم فحاجهم بالسنن ، فلم تبق بأيديهم حجة.

وقد منّ الله علينا فى جلب بعض ألفاظ فى هذا المعنى ، وكان هو السبب فى هذا المبنى ، فاشدد بكلتا يديك على هذا الكتاب المسمى إعجاز القرآن

٥١٥

ومعترك الأقران ، مع أنى ـ علم الله ـ لست من فرسان هذا الميدان ، ولا ممن يحول فى هذا الشأن ، لكنى تطفّلت على المتقدمين ، رجاء أن يضمنى جميل الاحتمال معهم ، ويسعنى من حسن التجاوز ما وسعهم ؛ وأنا أرغب ممن وقع بيده هذا الكتاب أن يدعو للساعى له فيه ؛ لأنه يجد فيه ما لا يجده فى كثير من المطولين الصعاب ، وكيف لا يذكره عند ربه وقد استخرجته له منهم سهل المرام ، فحفّ عليه حمله وثمنه ، وقرّبت عليه الفهم باختصار الكلام ، وايم الله لو أراد الاستغناء به عن النظر فى غيره لكفاه ، مع أنى زدت مع اللفظ المشترك تفسير مفردات لا بد له منها ، ليتم له معناه. وأعقبت كل حرف بحروف تشاكلها منها من الأسماء والظروف ، لأن معرفة ذلك من المهمات المطلوبة ، لاختلاف مواقعها ؛ ولهذا يختلف الكلام والاستنباط بحسبها ، كما فى قوله تعالى (١) : (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ). فاستعملت «على» فى جانب الحق و «فى» فى جانب الضلال ؛ لأن جانب الحق كأنه مستعل يصرّف نظره كيف شاء ، وصاحب الباطل كأنه فى ظلام منخفض لا يدرى أين يتوجه.

وقوله تعالى (٢) : (فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ). عطف الجمل الأولى بالفاء ، والأخيرة بالواو لما انقطع نظام الرّتب ؛ لأن التلطّف غير مرتّب على الإتيان بالطعام ، كما كان الإتيان به مرتبا على النظر فيه ، والنظر فيه مرتبا على التوجه فى طلبه ، والتوجه فى طلبه مرتبا على قطع الجدال فى المسألة عن مدة اللبث وتسليم العلم له تعالى.

وقوله (٣) : (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ ...) الآية. عدل (٤)

__________________

(١) سبأ : ٢٤

(٢) الكهف : ١٩

(٣) التوبة : ٦٠

(٤) الكشاف (١ ـ ٣٩٨)

٥١٦

عن اللام. إلى «فى» فى الأربعة الأخيرة ، إيذانا بأنهم أكثر استحقاقا للتّصدّق عليهم ممن سبق ذكره باللام ؛ لأن ؛ «فى» للوعاء ؛ فنبّه ، باستعمالها ، على أنهم أحقّ بأن يجعلوا مظنّة لوضع الصدقات بهم ، كما يوضع الشيء فى وعائه مستقرّا فيه.

وقال الفارسى : إنما قال : (وَفِي الرِّقابِ) ولم يقل للرقاب ؛ ليدل على أن العبد لا يملك.

وعن ابن عباس قال : الحمد لله الذى قال (١) : (عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ) ، ولم يقل فى صلاتهم.

فقد علمت من هذا أنه لا بد من ذكر معانى هذه الأدوات وتوجيهها.

وقد أفردها بالتصنيف خلائق من المتقدمين والمتأخرين ، كالهروى ، وابن أم قاسم ، وابن هشام ، وأنفعها (٢) هذا الكتاب البديع المثال ، المنيع المقال ؛ بنيت لك مصاعد ترتقى عليها إلى مقاصد ، وتطّلع فيه على فهم الكتاب المنزل ؛ وفتحت لك من كنوزه كل باب مقفل. فخذه كقرصة نقى منقى من كل خلط رديء ، وكلّ إن كنت آكلا ، وإلا فلا تمنعه من الناقل إن لم تكن ناقلا.

على أنى ليس لى فيه مزيّة ، وإنما الفضل لمتقدمى علماء الأمة المحمدية ، ملأ الله قبورهم نورا ، وزاد قلوبهم حبورا ، وأفاض من بركاتهم يوم نلقى كتابنا منشورا ، فنظرنا إليه لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، ولا خفيّة محرفة عندنا إلا عدّها واستقصاها ؛ وأسمعنا تعالى عظيم كلامه ، وخاطبنا بعتابه وملامه. وقال : عبدى ؛ ادن منى ؛ فدنوت منه بقلب خافق وجل ؛ فقول : عبدى ظالما

__________________

(١) الماعون : ٥

(٢) فى ب : وأشرنا فى هذا الكتاب ...

٥١٧

أمرتك فعصيتنى ، وأمهلتك فما راعيتنى ، وخوّفتك عقابى فما خفتنى ، وتسترت بالقبيح عن عبادى ، وبه بارزتنى. ألم أكن على قلبك وجوارحك رقيبا. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا.

فهناك يخرس اللسان ، وتطيش العقول والأذهان ؛ ولا تطيق من الهيبة البيان ؛ بل تشهد جوارح الإنسان. اللهم إنك تعلم أنه ليس لى من ينقذنى من والد علم ولا ولد علم فى ذلك الموقف العظيم غير الاشتغال بخدمة كتابك ، واستخراج زبده ودرره ، واقتطاف ثمره وأزهاره. فاجعله لنا شافعا مشفّعا ، وخصوصا هذا الكتاب ؛ فإنى أودعت فيه فنون العلوم على تنوّعها ، ومررت على رياض التفاسير على كثرة عددها ، وختمته بأقوال كلية ؛ فخلصت سبائكها ؛ وفوائد مهمة سبكت تبرها ، وأقوال محمدية على بعض آياتك رجاء بركتها ؛ لأن بركة الكتاب ختمه. فختمته بما صحّ من التفسير عن نبيك البشير النذير. السراج المنير ، راجيا منك حسن الخاتمة على دينك المستقيم ؛ فلا تزع قلوبنا بعد إذ هديتنا ، وثبتنا على صراطك القويم ، بجاه سيدنا ومولانا الفاتح الخاتم منقذنا من العذاب الأليم. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وأمته أفضل صلاة وأزكى تسليم.

٥١٨

حرف الهمزة

(آدم) أبو البشر (١) ، ذكر أنه أفعل مشتق من الأدمة (٢) ؛ لذا منع صرفه.

قال الجواليقى (٣) : أسماء الأنبياء كلها أعجمية ، إلا أربعة : آدم ، وصالح ، وشعيب ، ومحمد. وأخرج ابن أبى حاتم من طريق أبى الضحى عن ابن عباس ، قال : إنما سمّى آدم ، لأنه خلق من أديم الأرض.

وقال قوم : هو اسم سريانى أصله آدام ، بوزن خاتام ، عرّب بحذف الألف الثانية.

وقال الثعلبى : التراب بالعبرانية آدام (٤) فسمى آدم به.

قال ابن أبى خيثمة : عاش تسعمائة وستين سنة (٥).

وقال النووى فى تهذيبه : اشتهر فى كتب التاريخ أنه عاش ألف سنة.

(إدريس) قيل إنه قبل نوح. قال ابن إسحاق : إدريس أوّل بنى آدم ، أعطى النبوءة ؛ وهو أخنوخ (٦) بن يرد بن مهلائيل (٧) بن أنوش بن قينان ابن شيث بن آدم.

__________________

(١) الإتقان : ٤ ـ ٥٨ ، والمحبر : ٢ ، ٣ ، والطبرى : ١ ـ ٨٩

(٢) من أدمة الأرض : لونها (اللسان ـ أدم).

(٣) المعرب : ١٣

(٤) اللسان ـ أدم.

(٥) فى المحبر (٢) : تسعمائة وثلاثون سنة

(٦) المحبر : ٣ ، وفيه : أحنوخ ـ بالحاء المهملة بعد الهمزة

(٧) ارجع إلى نسب قريش (٤) ، وفيه مهليل.

٥١٩

وقال وهب بن منبه : إدريس جدّ نوح الذى يقال له خنوخ ، وهو اسم سريانى ، وقيل عربى مشتق من الدراسة لكثرة درسه الصحف.

وفى المستدرك بسند رواه الحسن عن سمرة ، قال : كان نبىّ الله إدريس أبيض طويلا ضخم البطن ، عريض الصدر ، قليل شعر الجسد ، كثير شعر الرأس ، وكان إحدى عينيه أعظم من الأخرى ، وفى صدره نكتة بياض من غير برص ، فلما رأى الله من جور أهل الارض واعتدائهم رفعه إلى السماء السادسة ، وهو حيث يقول (١) : (وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا).

وذكر ابن قتيبة أنه رفع وهو ابن ثلاثمائة وخمسين سنة ، وفى صحيح ابن حبان : كان نبيّا رسولا ، وأنه أول من خطّ بالقلم.

وفى المستدرك عن ابن عباس ، قال : كان فيما بين نوح وإدريس ألف.

(إبراهيم) قال الجواليقى (٢) : هو اسم قديم ليس بعربىّ ، وقد تكلمت به العرب على وجوه ؛ أشهرها إبراهيم ، وقالوا إبراهام ، وقرئ به فى السبع ، وإبراهم (٣) بحذف الياء ، وإبرهم ، وهو اسم سريانى ، معناه أب رحيم ، وقيل مشتقّ من البرهمة وهى شدة النظر ، حكاه الكرمانى فى عجائبه ؛ وهو ابن (٤) آزر واسمه تارح ـ بمثناة وراء مفتوحة وآخره حاء مهملة ـ ابن ناحور ـ بنون ومهملة مضمومة ـ ابن شاروخ (٥) ـ بمعجمة وراء مضمومة وآخره خاء معجمة ـ ابن راغو (٦)

__________________

(١) مريم : ٥٧

(٢) المعرب : ١٣

(٣) الهاء مثلثة الحركات ـ كما فى القاموس.

(٤) نسب قريش : ٤ ، والإتقان : ٦٠ ، والمحبر : ٣ ، ٤

(٥) فى نسب قريش (٤) : ابن أسرع ، وفى المحبر : أشرع. وفى الطبرى : ١ ـ ٢٣٣ : ساروغ.

(٦) فى نسب قريش (٦) ، والمحبر (٤) : بن أرغو.

٥٢٠