محمود بن أبي الحسن بن الحسين النيسابوري الغزنوي [ بيان الحق النيسابوري ]
المحقق: صفوان عدنان داوودي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار القلم ـ دمشق
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٨
(مَنْضُودٍ).
أي : نضّد وجمع بعضه فوق بعض.
(مُسَوَّمَةً). (٨٣)
معلّمة باسم من ترمي به.
(عِنْدَ رَبِّكَ).
في خزانته التي لا يملكها غيره ، ولا يتصرف فيها سواه.
وإنما رجم بهذه الحجارة من قوم لوط من كان غائبا عن المؤتفكات مدائنهم.
(وَلَوْ لا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ). (٩١)
لرميناك بالحجارة. وقيل : لشتمناك (١).
(وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا). (٩٢)
أي : منسيا. من قوله : (وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً)(٢). أي : ذليلا هيّنا بمنزلة الشيء المنسي.
ـ وقيل : نبذتم أمره وراء ظهوركم.
وقيل : إنّه من قولهم : ظهرت به. أي : أعرضت عنه ووليته ظهري.
قال :
٥٢٧ ـ تقول بنتي وقد قرّبت مرتحلا : |
|
يا أبتا إنّك والأنصاب مقتول (٣) |
__________________
(١) ومنه قول النابغة الجعدي :
تراجمنا بمرّ القول حتى |
|
نصير كأننا فرسا رهان |
(٢) سورة الفرقان : آية ٥٥.
(٣) البيتان في مجالس ثعلب ص ١٨٠ ، وقال : أنشدني السدري وأبو العالية ، وذكرهما. والثاني في اللسان مادة ظهر ٤ / ٥٢٣.
٥٢٨ ـ خلّفتنا بين قوم يظهرون بنا |
|
أموالهم عازب عنّا ومشغول |
وقيل : إنه من قولهم : جعلت حاجته بظهر. قال :
٥٢٩ ـ تميم بن قيس لا تكوننّ حاجتي |
|
بظهر ولا يعيى عليّ جوابها (١) |
(يَقْدُمُ قَوْمَهُ). (٩٨)
يتقدمهم.
وقيل : يمشي على قدمه.
(بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ). (٩٩)
أي : بئس العطية النار بعد الغرق بالماء (٢).
وقال أبو عبيدة : معناه : بئس العون المعان (٣).
وعن الأصمعي : الرّفد : ما في القدح من الشراب ، والرّفد بالفتح : القدح.
(مِنْها قائِمٌ وَحَصِيدٌ). (١٠٠)
أي : عامر وخراب.
وقيل : قائم الرسم دارس العين.
(وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ).
__________________
(١) البيت للفرزدق يخاطب تميم بن زيد لا ابن قيس كما ذكره المؤلف. وهو في الأغاني ١٩ / ٣٦ ؛ والأضداد ص ٢٢٣ ؛ وتفسير القرطبي ٢ / ٤٠ ؛ واللسان مادة ظهر.
(٢) أخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء عن ابن عبّاس أنّ نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عزوجل : (بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ)؟ قال : بئس اللعنة بعد اللعنة. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم ، أما سمعت نابغة بني ذبيان وهو يقول :
لا تقذفنّي بركن لا كفاء له |
|
وإن تأثّفك الأعداء بالرّفد |
(٣) انظر مجاز القرآن ١ / ٢٩٨.
التتبيب والتباب : الهلاك ، عن قتادة ، والخسران (١) ، عن مجاهد.
(لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ). (١٠٦)
الزفير : الصوت في الحلق ، والشهيق : في الصدر. قال الراجز :
٥٣٠ ـ حشرج في الجوف صهيلا أو شهق |
|
حتى يقال : ناهق وما نهق (٢) |
وقيل : إنّ الشهيق أخذ من شاهق الجبل ، والزفير أنكره. من الزفر وهو الحمل العظيم على الظهر.
(إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ). (١٠٧)
أي : من أهل التوحيد فيخرجهم من النار.
وقيل : إلا ما شاء ربك من أهل التوحيد ألا يدخلهم فيها ولا يخلدهم.
وقيل معناه : أنتم خالدون فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك من الزيادة عليها ، فيكون «إلا» بمعنى «سوى».
قال الفرّاء : هذا كقولك : عليك ألف درهم إلا ألفي القرض. فألفان زيادة بلا شك إذ الكثير لا يستثنى من القليل (٣).
وقيل : إلا ما شاء ربّك من مدّة كونهم في الدنيا وفي البرزخ الذي هو ما بين الحياة والموت ، ووقوفهم في العرصات.
__________________
(١) أخرج الطستي عن ابن عباس أنّ نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله تعالى : (وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ)؟ قال : غير تخسير ، قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :
هم جدعوا الأنوف فأرعبوها |
|
وهم تركوا بني سعد تبابا |
(٢) الرجز للعجاج ، وهو في تفسير القرطبي ٩ / ٩٨ ؛ والبحر المحيط ٥ / ٢٥١.
(٣) راجع معاني القرآن للفرّاء ٢ / ٢٨ ، والمؤلف قد تصرّف بالعبارة.
وتعليق الخلود بدوام السموات والأرض والمراد أبدا على عادة العرب في أمثاله.
قال زيد الخيل :
٥٣١ ـ لعمرك ما أخشى التّصعلك ما بقى |
|
على الأرض قيسيّ يسوق الأباعرا (١) |
وقال كثّير :
٥٣٢ ـ فأقسمت لا أنساك ما عشت ليلة |
|
وإن شحطت دار وشطّ مزارها |
٥٣٣ ـ وما استنّ رقراق السّراب وما جرى |
|
ببيض الرّبى إنسيّها ونوارها (٢) |
(غَيْرَ مَجْذُوذٍ). (١٠٨)
غير مقطوع.
(فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هؤُلاءِ). (١٠٩)
أي : لا تشكّ في قولهم.
(وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ).
لمّا بالتشديد بمعنى «إلا» (٣) كقوله تعالى : (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ)(٤).
ألا ترى أنه في القسم كذلك ، تقول : نشدتك الله لمّا فعلت. أي : إلا فعلت.
بيان ذلك أنّ «لم» و «لا» كلتاهما للنفي ، فضمّت إلى إحداهما «ما» وإلى الأخرى «إن» وهما أيضا للنفي ، فتقاربتا وتعاقبتا.
__________________
(١) البيت في نوادر أبي زيد ص ٢٧٩ ؛ وتفسير القرطبي ٨ / ٣٢٠ ولم ينسبه المصحح.
(٢) البيتان في ديوانه ص ٩١ ؛ والحيوان للجاحظ ٤ / ٤٨٠. واستنّ السراب : اضطرب. والنّوار : النافر الذي لا يستأنس من الحيوان ، والأول في معجم البلدان ٢ / ٣٦٤.
(٣) قرأ ابن عامر وحفص وحمزة وأبو جعفر بتشديد «إنّ» و «لمّا».
(٤) سورة الطارق : آية ٤.
والفرّاء يقول : إنه لمما فحذفت إحدى الميمات لكثرتها (١).
والزجّاج يقول : إنها من لممت الشيء : إذا جمعته (٢) ، إلا أنها لم تصرف نحو : تترى وشتّى.
كأنه : وإنّ كلّا جميعا ليوفينّهم.
وابن السّراج يقول : لمّا فيه معنى الظرف ، وقد دخل الكلام اختصارا. كأنه : وإنّ كلا لمّا بعثوا ليوفيّنهم ربّك أعمالهم.
ـ ومن إشكال هذا الموضع ما حكي عن الكسائي وحمده على ذلك أبو عليّ أنه قال : ليس بتشديدلماعلم ، وإنما نقرأ كما أقرئنا.
وأمّا «لما» بالتخفيف (٣) فعلى أنّ «ما» بمعنى «من» كما في قوله تعالى : (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ)(٤). أي : وإن كلا لمن ليوفينّهم.
وقيل : بل هو : «وإنّ كلّا لليوفينّهم» ، فاللام الأولى لام التأكيد دخل على خبر إنّ ، والثانية لام القسم ، فاحتيج إلى فاصل بينهما ، ففصل ب «ما» التي تدخل كثيرا في الكلام زيادة.
والفرق بين لام التأكيد والقسم : أنّ لام التأكيد تدخل على المستقبل.
(وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ).
زلف الليل : ساعاته. قال العجاج :
__________________
(١) راجع معاني القرآن ٢ / ٩.
(٢) وعبارة الزجاج : معناه : وإن كلا ليوفينهم جمعا ؛ لأنّ معنى اللمّ الجمع. يقال : لممت الشيء ألمّه لمّا : إذا جمعته. انظر معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٨٢.
(٣) قرأ نافع وابن كثير بتخفيف نون «إن» وميم «لما».
(٤) سورة النساء : آية ٣.
٥٣٤ ـ ناج طواه البين ممّا وجفا |
|
طيّ الليالي زلفا فزلفا |
سماوة الهلال حتى احقوقفا (١) |
(فَلَوْ لا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ). (١١٦)
أي : فهلّا كان.
أي : فلم يكن في القرون التي أهلكوا.
(أُولُوا بَقِيَّةٍ).
يتقون على أنفسهم وقومهم من عذاب الله.
(إِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنا مِنْهُمْ).
استثناء منقطع ؛ لأنه إيجاب لم يتقدمه نفي ، وإنما تقدّمه تهجين لهم وتوبيخ لمن يسلك مسلكهم.
(وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا ما أُتْرِفُوا فِيهِ).
أي : ما عوّدوا من نعيم الدنيا.
وموضعه رفع. أي : هلكوا وتبعتهم آثارهم وديارهم.
(وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ). (١١٧)
أي : ظلما منه تعالى.
(وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ). (١١٨)
أي : في الآراء والديانات (٢).
(إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ).
__________________
(١) الرجز في مجاز القرآن ١ / ٣٠٠ ؛ والبحر المحيط ٥ / ٢٦٥ ؛ والكامل للمبرد ١ / ٨٨ ؛ وتفسير الطبري ١٢ / ٧٢.
(٢) عن عطاء بن أبي رباح في الآية قال : أي : اليهود والنصارى والمجوس ، والحنيفية ، وهم الذين رحم ربك.
من أهل الحق.
وقيل : مختلفين في الأحوال من الغنى والفقر ، والعناء والدعة ؛ ليأتلفوا في المصالح بذلك الاختلاف ، «إلا من رحم ربّك» بالرضى والقناعة.
وقال ابن بحر : «مختلفين» يخلف بعضهم بعضا. من قولهم : ما اختلف الجديدان ، كما يقال : قتل واقتتل ، وشغل واشتغل.
(وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ). (١١٩)
قيل : الاختلاف. وقيل : للرحمة.
ولم يؤنث ذلك ؛ لأنّ الرحمة هنا بمعنى المصدر. أي : خلقهم ليرحمهم.
قالت الخنساء :
٥٣٥ ـ فذلك يا هند الرّزية فاعلمي |
|
ونيران حرب حين شبّ وقودها (١) |
* * *
__________________
(١) البيت في ديوانها ص ٤٤ ، وهو من أبيات لها تجيب هند بنت عتبة. وهو أيضا في الأغاني ٤ / ٣٤ ؛ وأمالي المرتضى ١ / ٧١.
سورة يوسف (١)
عليهالسلام
(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ). (٣)
نبيّن لك أحسن البيان.
(بِما أَوْحَيْنا).
أي : بإيحائنا.
(يا أَبَتِ). (٤)
أي : يا أبي. فحذفت ياء الإضافة ، وهذه التاء للمبالغة ، كالعلّامة والنّسابة.
أو : للتفخيم كيوم القيامة.
أو : منقلبة عن الواو المحذوفة التي هي لام الفعل ، مثل : كلتا ، فإنّ أصلها كلوا.
(رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ).
وإنما أعاد (رَأَيْتُهُمْ) لأنها رؤية سجودهم له ، والأولى رؤيته لهم.
والسجود : الخضوع ، كما مرّ في غير موضع.
ولمّا كان السجود من أفعال ذوي العقل جاء «ساجدين» فيمن يعقل
__________________
(١) عن ابن عباس قال : نزلت سورة يوسف بمكة.
اعتبارا لصيغة الفعل ، كقوله : (يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ)(١). قال الجعدي (٢) :
٥٣٦ ـ تورّدتها والديك يدعو صباحه |
|
إذا ما بنو نعش دنوا فتصوّبوا |
(وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ). (٦)
أي : هذه السبيل التي يصفها يجتبيك ويعلمك التأويل ، وهو عاقبة أمره وما يصير إليه من العزّ بعد العبودية والوحدة.
(فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ). (١٥)
جوابه : (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ). (١٨)
أي : زيّنت لكم ، وقيل : أمرت.
(غَيابَتِ الْجُبِّ). (١٥)
أسفل البئر حيث تغيّب عن الأبصار.
(فَأَدْلى دَلْوَهُ). (١٩)
أرسلها ليملأها ، ودلّاها : أخرجها. قال ابن هرمة :
٥٣٧ ـ ولم تريني إلا أخا ملك |
|
أدلي إليه دلوي فيملؤها |
٥٣٨ ـ سهل المحيّا تلفى مواعده |
|
مثل وحي السّلام يقرؤها (٣) |
__________________
(١) سورة النمل : آية ١٨.
(٢) واسمه قيس بن عبد الله ، الشاعر المشهور ، عاش في الجاهلية والإسلام دهرا ، وكان ممن أنكر الخمر والسكر وهجر الأزلام واجتنب الأوثان في الجاهلية وعاش إلى زمن ابن الزبير. والبيت في كتاب سيبويه ١ / ٢٤٠ ؛ وشرح الأبيات لابن السيرافي ١ / ٤٧٦ ؛ والمقتضب ٢ / ٢٢٦ ؛ واللسان : نعش. ويروى شطره الأول :
شربت بها والديك يدعو صباحه
(٣) البيتان تقدما برقم ١٧٢ ـ ١٧٣.
(يا بُشْرى).(١) (١٩)
أضاف البشرى إلى نفسه ، كقوله : يا فرحتي ، ويا دولتي.
وموضع الألف فتح ، لأنّ المنادى المضاف منصوب.
(وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً).
أي : الواردون أولا. أخفوه بضاعة ، لئلا يشاركهم فيه باقي الأصحاب.
وروي أنّ إخوته جاؤوا إلى البئر ليبحثوا عن حاله ، فإذا هم به قد أخرجه الواردون ، فقالوا : إنّه عبدنا وبضاعتنا ، ثم
(وَشَرَوْهُ). (٢٠)
منهم. أي : باعوه.
قال السنبسي :
٥٣٩ ـ فإن تبغضونا بغضة في صدوركم |
|
فإنّا جدعنا منكم وشرينا (٢) |
أي : سبيناكم فبعناكم.
(بِثَمَنٍ بَخْسٍ). (٢٠)
ظلم ، عن قتادة.
وقليل. عن مجاهد.
(وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ).
بعلمهم بظلمهم ، وحرمة ما أخذوا عليهم.
__________________
(١) قرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف «يا بشرى» بغير ياء إضافة ، وقرأ الباقون بياء الإضافة.
(٢) البيت لجابر بن رالان السنبسي ، وفي المخطوطة : [المتنبي] وهو تصحيف ، و [تبعثونا] بدل [تبغضونا]. والبيت في شرح الحماسة للتبريزي ١ / ١٢٦. وقوله شرينا : أي أسرناكم وبعناكم وجدعنا آذان بعضكم.
(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ). (٢٢)
وأول الأشدّ أوان الحلم ، وتمامه أربعون سنة ، وآخره خمسون.
كما قال سحيم الواثلي (١) :
٥٤٠ ـ وماذا يدّري الشعراء مني |
|
وقد جاوزت رأس الأربعين |
٥٤١ ـ أخو خمسين مجتمعا أشدّي |
|
ونجذّني مداورة الشؤون (٢) |
(وَراوَدَتْهُ). (٢٣)
طلبته بجدّ وميل. من الإرادة.
وإنّما جاءت على المفاعلة ، لأنها في موضع يكون من طماع صاحبه داعية إلى الإجابة ، كما قال ابن أحمر (٣) :
٥٤٢ ـ إذا أنت راودت البخيل رددته |
|
إلى البخل واستمطرت غير مطير |
٥٤٣ ـ متى تطلب المعروف في غير أهله |
|
تجد مطلب المعروف غير يسير |
وقال الهذلي (٤) :
٥٤٤ ـ أجارتنا هل ليل ذي البثّ راقد |
|
أم الليل مني مانع ما أرادوا |
__________________
(١) سحيم بن وثيل الرياحي ، شريف مشهور الأمر في الجاهلية والإسلام ، شاعر مجيد وكان الغالب عليه البداء والخشنة. والبيتان في الأصمعيات ص ١٩ ؛ وشرح ابن عقيل بتحقيق عبد الحميد ١ / ٦٨ ؛ وخزانة الأدب ١ / ١٢٣ ؛ والإصابة ٣ / ١٦٤ ؛ والأول في طبقات فحول الشعراء ٢ / ٨٠ ؛ والمخصص ١٤ / ٥.
(٢) البيتان في ديوانه ص ١١٥ ـ ١١٦ ، وبعدهما :
إذا أنت لم تجعل لعرضك جنّة |
|
من الذّم سار الذمّ كلّ مسير |
وهما في ربيع الأبرار ٢ / ٦٥٩.
(٣) البيتان في ديوانه ص ١١٥ ـ ١١٦ ، وبعدهما :
إذا أنت لم تجعل لعرضك جنّة |
|
من الذّم سار الذمّ كلّ مسير |
وهما في ربيع الأبرار ٢ / ٦٥٩.
(٤) البيت لأسامة بن الحارث الهذلي ، وهو في شرح ديوان الهذليين ٣ / ١٢٩٥.
(وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ).
هلمّ لك. أي : انزل إلى ما أريد. قال الشاعر (١) :
٥٤٥ ـ أبلغ أمير المؤمني |
|
ين أخا العراق إذا أتيتا |
٥٤٦ ـ أنّ العراق وأهله |
|
عنق إليك فهيت هيتا |
وهذه الكلمة وأمثالها نحو : هلا ، وحوب (٢) ، ودعدع (٣) ، وإيه ، وصه ، ومه كلها يجري مجرى الحروف والأصوات ، لا يغيّر بتثنية وجمع ، وأكثرها للزجر أو الحثّ كما قال أبو دهبل الجمحي (٤) :
٥٤٧ ـ عجب ما عجب أعجبني |
|
من غلام حكمي أصلا |
٥٤٨ ـ قلت خبّر عن النّاس نزلوا |
|
حضنا أو غيره قال : هلا |
٥٤٩ ـ قلت : بيّن ما هلا؟ هل نزلوا |
|
قال : حوبا ، ثم ولّى عجلا |
(وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ). (٢٤)
تقديره : ولو لا أن رأى برهان ربّه همّ بها ، بدلالة إخبار الله بصرف السوء والفحشاء عنه ، وبدلالة أنّ قوله : (لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ) شرط فلا يجعل الكلام مطلقا ، والشرط حاصل.
__________________
(١) البيتان في مجاز القرآن ١ / ٣٠٥ ولم ينسبهما المحقق ؛ وتفسير القرطبي ٩ / ١٦٤ ؛ وبصائر ذوي التمييز ٥ / ١٦٢. والثاني في الخصائص ١ / ٢٧٩ ؛ ومعاني القرآن للفراء ٢ / ٤٠ ؛ وتفسير الطبري ١٢ / ١٧٩ من غير نسبة ، وهما لزيد بن عليّ بن أبي طالب ، نسبهما له الفيروزآبادي ، ولم ينسبهما غيره.
(٢) قال ابن منظور : الحوب : الجمل ، ثم كثر حتى صار زجرا له. يقال للبعير إذا زجر حوب وحوب وحوب وحاب.
(٣) قال في اللسان : ودعدع : كلمة يدعى به للعاثر ، في معنى : قم وانتعش واسلم ، ودعدع بالمعز : زجرها.
(٤) اسمه وهب بن زمعة كان جميلا شاعرا عفيفا ، قال الشعر في آخر خلافة عليّ بن أبي طالب ، ولاه ابن الزبير بعض أعمال اليمن ، والأبيات في ديوانه ص ٦٤ ، والبيان والتبيين ١ / ١٦٤. حضن : جبل بنجد ، أصلا : صار ذا أصل ، حوب : زجر للبعير.
وكثيرا ما يتقدّم الجواب على الشرط ، كما قال الشاعر :
٥٥٠ ـ فلا يدعني قومي صريحا لحرّة |
|
لئن كنت مقتولا ويسلم عامر (١) |
وقال :
٥٥١ ـ فلا يدعني قومي صريحا لحرّة |
|
لئن لم أعجّل طعنة أو أعجّل (٢) |
وقيل : همّه بها من قبل الشهوة التي جبل الإنسان عليها إلا بعلة ، ومقدار الثواب على قمعها ، وفي وزن قوتها وغلبتها.
ومثل هذا الهمّ لا يكون من العزم والإثم في شيء.
وهو كما حكي في أخبار الأوائل :
أنّ بعض أصحاب الفراسة قال لبقراط الحكيم : أنا أتخيّل فيك الزنا.
فقال : صدقت مخيلتك ، أنا أشتهيه ولكني لا أفعله.
ـ وقيل لبعض الصوفية في الصبي ، فقال : ما عليّ لصّ لم يسرق.
ـ وعن سليمان بن يسار (٣) أنّ بعض نساء مدينة من صميم شرفها ،
__________________
(١) البيت لورقاء بن زهير بن جذيمة العبسي شاعر فارس جاهلي ، وبعضهم نسبه لقيس بن زهير بن جذيمة والأول أصح. والبيت من شواهد سيبويه ١ / ٤٢٧ ؛ وشرح الأبيات لابن السيرافي ٢ / ٢٠٣ ؛ والكامل لابن الأثير ١ / ٣٣٨ ؛ وتذكرة النحاة ص ٣٣ ؛ والردّ على النحاة ص ١٢٥ ؛ ومعاني الفراء ١ / ٦٧.
(٢) البيت لعبد الرحمن بن زيد العذري ، وقيل لابن أخيه المسور بن زيادة. وهو في الشعر والشعراء ص ٤٦١ ؛ وشرح ديوان الحماسة ١ / ١٣١ ؛ وتذكرة النحاة ص ٣٣ ؛ وقال المحقق الدكتور عفيف عبد الرحمن : لم أعثر على الشاهد. وهو في الأغاني ٤ / ١٦٨.
(٣) سليمان بن يسار مولى أمّ المؤمنين ميمونة ، ولد في خلافة عثمان ، وحدّث عن زيد بن ثابت وابن عباس وأبي هريرة وعائشة ، حدّث عنه الزهري ، وربيعة الرأي وعمرو بن دينار. ـ
وحسنات دهرها علقت لحسنه الباهر ، ودخلت عليه من كل مدخل ، ففرّ من المدينة ، ورأى يوسف في المنام فقال له : أنت الذي هممت. فقال له يوسف : وأنت الذي لم تهمّ فدلّ أن الهمّ كان من يوسف ، لكن على الوجه الذي ذكره.
(قَدْ شَغَفَها حُبًّا). (٣١)
بلغ حبّه شغاف قلبها ، كما يقال : رأسه ودمغه.
والشغاف : غلاف القلب ، جلدة بيضاء رقيقة تحتوي على القلب.
وقال أبو عمرو الشيباني (١) : الشغاف : داء تحت الشراسيف.
أي : أصابها من حبه ما يصيب الشغاف. قال النابغة :
٥٥٢ ـ ولكنّ همّا دون ذلك والج |
|
مكان الشّغاف تبتغيه الأصابع (٢) |
وقال امرؤ القيس ـ وهو على لفظ الآية :
__________________
ـ وهو أحد الفقهاء السبعة في المدينة ، مات سنة ١٠٧ ه. ـ وهذه القصة عن مصعب بن عثمان قال : كان سليمان بن يسار أحسن الناس وجها ، فدخلت عليه امرأة فسامته نفسه فامتنع عليها ، فقالت : إذا أفضحك ، فخرج إلى خارج وتركها في منزله وهرب منها. قال سليمان : فرأيت يوسف عليهالسلام وكأني أقول له : أنت يوسف؟ قال : نعم. أنا يوسف الذي هممت ، وأنت سليمان الذي لم تهم. قال الحافظ الذهبي : إسنادها منقطع. راجع حلية الأولياء ٢ / ١٩٠ ؛ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٤٤٦.
(١) اسمه إسحاق بن مرار ، كان راوية أهل بغداد ، واسع العلم باللغة والشعر ، ثقة في الحديث. لازمه الإمام أحمد بن حنبل وروى عنه توفي سنة ٢٠٥ ه له كتاب «الجيم» و «النوادر» وكلاهما مطبوع.
(٢) البيت للنابغة الذبياني وهو في ديوانه ص ٧٩ ؛ وأمالي القالي ١ / ٢٠٥ ولكن صدره فيه :
وقد حال همّ دون ذلك شاغل
ومجاز القرآن ١ / ٣٠٨ ؛ وتفسير الطبري ١٢ / ٢٠٠ ؛ وأمالي القالي ١ / ٢٠٥.
٥٥٣ ـ لتقتلني وقد شغفت فؤادها |
|
كما شغف المهنوءة الرجل الطالي (١) |
(وَأَعْتَدَتْ). (٣٠)
من العتاد ، كقوله : (وَأَعْتَدْنا)(٢).
والمتكأ : المجلس ، وقيل : الوسادة ، وقيل : الطعام ، إمّا حقيقة وإمّا استعارة لأنّ الضيف يكرم ويطعم على متّكأ ويطرح له.
(فَاسْتَعْصَمَ). (٣٢)
امتنع طالبا للعصمة.
(السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ). (٣٣)
أي : حبيب ؛ لأنّ الحب ما جمعهما ، ثمّ السجن أحبّ من الفحشاء ، كما قال حيان بن قرط (٣) اليربوعي :
٥٥٤ ـ خالي أبو أنس وخال سراتهم |
|
دوس فأيّهما أدقّ وألأم |
(أَصْبُ إِلَيْهِنَّ). (٣٣)
أمل إليهنّ ، قال الهذلي :
٥٥٥ ـ ديار التي قالت غداة لقيتها : |
|
صبوت أبا ذئب وأنت كبير |
٥٥٦ ـ تغيّرت بعدي أو أصابك حادث |
|
من الدهر أو مرّت عليك مرور (٤) |
__________________
(١) البيت في ديوانه ص ١٢٦ وسقطت كلمة [الرجل] من المخطوطة. المهنوءة : الناقة تطلى بالقطران فإنها في هذه الحالة قد يغشى عليها.
(٢) (وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً) سورة الفرقان : آية ١١.
(٣) وهو شاعر جاهلي ، والبيت في نوادر أبي زيد ص ١٩٤ ، والتبيان شرح الديوان ٣ / ٣٢٧ ، وقبله :
أبني سليط لا أبا لأبيكم |
|
أييّ وأيّ بنيّ صبير أكرم |
وفي المخطوطة : [بنو أوس] وهو تصحيف و [أرت] بدل [أدق] وهو تصحيف.
(٤) البيتان لأبي ذؤيب الهذلي. وهما في شرح ديوان الهذليين ١ / ٦٥ ـ ٦٦. وقوله مرور : أحوال.
(فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ). (٤٢)
أي : ذكر يوسف لملكه.
وقيل : أنسى الشيطان يوسف أن يذكر الله ، وسوّل له الاستعانة بغيره ، وزيّن الأسباب التي ينسى معها.
(بِضْعَ سِنِينَ).
والبضع : ما دون العشر. من ثلاث إلى عشر.
(أَضْغاثُ أَحْلامٍ). (٤٤)
أخلاطها وألوانها ، والضّغث : ملء الكف من الحشيش الذي فيه كلّ نبت.
(وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ). (٤٥)
أي : بعد انقضاء أمة من الناس ، وذلك يكون بعد حين.
(تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً). (٤٧)
نصب على المصدر. أي : تدأبون دأبا ؛ لأنّ يزرعون يدل على يدأبون.
وقيل : إنه في موضع الحال. أي : يزرعون دائبين ، كقوله تعالى : (وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً)(١). أي : راهيا.
وقيل : إنه جمع دائب ، مثل راكب وركب ، وصاحب وصحب.
(يَأْكُلْنَ). (٤٨)
يؤكل فيهن ، على مجاز : ليل نائم ، ونهار مبصر.
(فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ). (٤٩)
__________________
(١) سورة الدخان : آية ٢٤.
من الغيث. تقول العرب : غثنا ما شئنا (١). قال الهذلي :
٥٥٧ ـ فلمّا رآه قال : لله من رأى |
|
من العصم شاة قبله في العواقب |
٥٥٨ ـ لو أنّ كريمي صيد هذا أعاشه |
|
إلى أن يغيث الناس بعض الكواكب (٢) |
(وَفِيهِ يَعْصِرُونَ). (٤٩)
أي : العنب.
وقيل : ينجون (٣) ، فالعصرة : النجاة من الجوع والعطش. أنشد الأصمعي :
٥٥٩ ـ عصرته نطفة تضمّنها |
|
لصب تلقّى مواقع السّبل |
٥٦٠ ـ أو وجبة من جناة أشكلة |
|
إن لم يرغها بالقوس لم تنل (٤) |
__________________
(١) قال أبو عمرو بن العلاء : سمعت ذا الرّمة يقول : قاتل الله أمة بني فلان ما أفصحها! قلت لها : كيف كان المطر عندكم؟ فقالت : غثنا ما شئنا. غثنا : سقينا الغيث. راجع لسان العرب مادة غيث.
(٢) البيتان لصخر الغي الهذلي. والعصم : الأروى ، كريمي : شيخي. وهما في شرح أشعار الهذليين ٢ / ٢٤٩.
(٣) يعصرون من العصر وهو المنجاة. راجع اللسان مادة : عصر.
(٤) قال أبو حاتم : كنا في مجلس الأصمعي إذ أقبل أعرابي فقال : أين عميدكم؟ فأشرنا إلى الأصمعي فقال له : ما معنى قول الشاعر :
لا مال إلا العطاف تؤزّره |
|
أمّ ثلاثين وابنة الجبل |
لا يرتقي النزّ في ذلاذله |
|
ولا يعدّي نعليه من بلل |
فقال الأصمعي :
عصرته نطفة تضمّنها |
|
لصب تلقّى مواقع السبل |
أو وجبة من جناة أشكلة |
|
إن لم يرغها بالقوس لم تنل |
قال : فأدبر الأعرابي وهو يقول : لم أر كاليوم عضلة. قال ابن دريد : إنما وصف رجلا خائفا في رأس جبل ، يقول : لا مال له إلا العطاف ـ وهو السيف ـ تؤزره أم ثلاثين. يعني كنانة فيها ثلاثين سهما ، وابنة الجبل يعني القوس. وقوله : عصرته : الملجأ ، نطفة : الماء المجتمع في صخر ، اللصب : الشق في الجبل ، الأشكلة : السدر الجبلي ، والسبل : المطر. راجع أمالي المرتضى ١ / ٣٤٥ ، وأمالي القالي ٢ / ٢٦٥.
(حاشَ لِلَّهِ). (٥١)
معناه الاستثناء. وقيل : التبرئة.
وفسّره مجاهد بمعاذ الله.
وقيل : إنه من قولهم : كنت من حشا فلان (١). أي : ناحيته من كل شيء.
(الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ). (٥١)
ظهر وتبيّن من جميع وجوهه.
من : حصّ رأسه : إذا صلع. قال أبو قيس بن الأسلت :
٥٦١ ـ قد حصّت البيضة رأسي فما |
|
أطعم النوم غير تهجاع |
٥٦٢ ـ أسعى على جلّ بني مالك |
|
كلّ امرىء في شأنه ساعي (٢) |
ـ الجزء الثّالث عشر ـ
(وَجَدُوا بِضاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ). (٦٥)
وكانت ورقا ، وإنما ردّها إليهم ليتوسع. بها أبوه وقومه ، وليظهر أنه خير المنزلين.
(نَكْتَلْ). (٦٣)
وزنه : نفتل ، محذوف العين.
سأل المازني عنها ابن السكيت عند الواثق فقال : نفعل ، قال : فماضيه إذن «كتل» (٣).
__________________
(١) يقال : جاء في حاشيته ، أي : في قومه الذين من حشاه ، وهؤلاء حاشيته. أي : أهله وخاصته.
(٢) البيتان في المفضليات ص ٢٨٤ ؛ والأغاني ١٥ / ١٥٣ ؛ وخزانة الأدب ٢ / ٤٧.
(٣) قال المازني : حضرت يوما مجلس المتوكل ، وحضر يعقوب بن السكّيت ، فقال المتوكل : ـ
(فَاللهُ خَيْرٌ حافِظاً). (٦٤)
نصب على الحال. أي : فالله خير الأرباب حافظا (١).
وقيل : إنّ (حافِظاً) مصدر ، فهو كقراءة من قرأ «فالله خير حفظا» (٢).
ومثله : (أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ)(٣). أي : دعاء الله.
(ما نَبْغِي). (٦٥)
ما الذي نطلب بعد هذا الإحسان.
(وَنَمِيرُ أَهْلَنا).
نحمل لهم الميرة ، وهي ما يقوت الإنسان ، قال :
٥٦٣ ـ لنا إبل ما تستفيق تميرنا |
|
لجماعها ولنا سهل |
|
||
٥٦٤ ـ ولكن قليل ما بقا وطابنا |
|
ولا سيّما إن ساق أضيافنا المحل (٤) |
(وَنَزْدادُ كَيْلَ بَعِيرٍ).
وكان يعطي كلّ واحد منهم حمل بعير.
(ذلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ).
أي : كيل لا تعاسر علينا فيه.
__________________
ـ تكلما في مسألة نحوية. فقلت له : اسأل ، فقال : اسأل أنت ، فقلت له : ما وزن «نكتل»؟ قال : فتسرّع وقال : وزنها «نفعل» فقلت له : اتئد وانظر ، قال : فأفكر ثم قال : وزنها نفتعل ، قال : فقلت له : «نكتل» أربعة أحرف ، و «نفتعل» خمسة أحرف ، فكيف تقدر الرباعي بالخماسي! قال : فبهت ولم يحر جوابا. راجع إنباه الرواة ١ / ٢٨٦.
(١) قال النحاس : و «حافظا» منصوب على الحال ، وقال أبو إسحق : يجوز أن يكون منصوبا على البيان. أي : التمييز. راجع إعراب القرآن ٢ / ١٤٧.
(٢) قرأ حفص وحمزة والكسائي وخلف «حافِظاً» والباقون : «حفظا». راجع إتحاف فضلاء البشر ص ٢٦٦.
(٣) سورة الأحقاف : آية ٣١.
(٤) البيتان لم أجدهما.