وضح البرهان في مشكلات القرآن - ج ١

محمود بن أبي الحسن بن الحسين النيسابوري الغزنوي [ بيان الحق النيسابوري ]

وضح البرهان في مشكلات القرآن - ج ١

المؤلف:

محمود بن أبي الحسن بن الحسين النيسابوري الغزنوي [ بيان الحق النيسابوري ]


المحقق: صفوان عدنان داوودي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار القلم ـ دمشق
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٨
الجزء ١ الجزء ٢

(مَنْضُودٍ).

أي : نضّد وجمع بعضه فوق بعض.

(مُسَوَّمَةً). (٨٣)

معلّمة باسم من ترمي به.

(عِنْدَ رَبِّكَ).

في خزانته التي لا يملكها غيره ، ولا يتصرف فيها سواه.

وإنما رجم بهذه الحجارة من قوم لوط من كان غائبا عن المؤتفكات مدائنهم.

(وَلَوْ لا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ). (٩١)

لرميناك بالحجارة. وقيل : لشتمناك (١).

(وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا). (٩٢)

أي : منسيا. من قوله : (وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً)(٢). أي : ذليلا هيّنا بمنزلة الشيء المنسي.

ـ وقيل : نبذتم أمره وراء ظهوركم.

وقيل : إنّه من قولهم : ظهرت به. أي : أعرضت عنه ووليته ظهري.

قال :

٥٢٧ ـ تقول بنتي وقد قرّبت مرتحلا :

يا أبتا إنّك والأنصاب مقتول (٣)

__________________

(١) ومنه قول النابغة الجعدي :

تراجمنا بمرّ القول حتى

نصير كأننا فرسا رهان

(٢) سورة الفرقان : آية ٥٥.

(٣) البيتان في مجالس ثعلب ص ١٨٠ ، وقال : أنشدني السدري وأبو العالية ، وذكرهما. والثاني في اللسان مادة ظهر ٤ / ٥٢٣.

٤٤١

٥٢٨ ـ خلّفتنا بين قوم يظهرون بنا

أموالهم عازب عنّا ومشغول

وقيل : إنه من قولهم : جعلت حاجته بظهر. قال :

٥٢٩ ـ تميم بن قيس لا تكوننّ حاجتي

بظهر ولا يعيى عليّ جوابها (١)

(يَقْدُمُ قَوْمَهُ). (٩٨)

يتقدمهم.

وقيل : يمشي على قدمه.

(بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ). (٩٩)

أي : بئس العطية النار بعد الغرق بالماء (٢).

وقال أبو عبيدة : معناه : بئس العون المعان (٣).

وعن الأصمعي : الرّفد : ما في القدح من الشراب ، والرّفد بالفتح : القدح.

(مِنْها قائِمٌ وَحَصِيدٌ). (١٠٠)

أي : عامر وخراب.

وقيل : قائم الرسم دارس العين.

(وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ).

__________________

(١) البيت للفرزدق يخاطب تميم بن زيد لا ابن قيس كما ذكره المؤلف. وهو في الأغاني ١٩ / ٣٦ ؛ والأضداد ص ٢٢٣ ؛ وتفسير القرطبي ٢ / ٤٠ ؛ واللسان مادة ظهر.

(٢) أخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء عن ابن عبّاس أنّ نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عزوجل : (بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ)؟ قال : بئس اللعنة بعد اللعنة. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم ، أما سمعت نابغة بني ذبيان وهو يقول :

لا تقذفنّي بركن لا كفاء له

وإن تأثّفك الأعداء بالرّفد

(٣) انظر مجاز القرآن ١ / ٢٩٨.

٤٤٢

التتبيب والتباب : الهلاك ، عن قتادة ، والخسران (١) ، عن مجاهد.

(لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ). (١٠٦)

الزفير : الصوت في الحلق ، والشهيق : في الصدر. قال الراجز :

٥٣٠ ـ حشرج في الجوف صهيلا أو شهق

حتى يقال : ناهق وما نهق (٢)

وقيل : إنّ الشهيق أخذ من شاهق الجبل ، والزفير أنكره. من الزفر وهو الحمل العظيم على الظهر.

(إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ). (١٠٧)

أي : من أهل التوحيد فيخرجهم من النار.

وقيل : إلا ما شاء ربك من أهل التوحيد ألا يدخلهم فيها ولا يخلدهم.

وقيل معناه : أنتم خالدون فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك من الزيادة عليها ، فيكون «إلا» بمعنى «سوى».

قال الفرّاء : هذا كقولك : عليك ألف درهم إلا ألفي القرض. فألفان زيادة بلا شك إذ الكثير لا يستثنى من القليل (٣).

وقيل : إلا ما شاء ربّك من مدّة كونهم في الدنيا وفي البرزخ الذي هو ما بين الحياة والموت ، ووقوفهم في العرصات.

__________________

(١) أخرج الطستي عن ابن عباس أنّ نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله تعالى : (وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ)؟ قال : غير تخسير ، قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :

هم جدعوا الأنوف فأرعبوها

وهم تركوا بني سعد تبابا

(٢) الرجز للعجاج ، وهو في تفسير القرطبي ٩ / ٩٨ ؛ والبحر المحيط ٥ / ٢٥١.

(٣) راجع معاني القرآن للفرّاء ٢ / ٢٨ ، والمؤلف قد تصرّف بالعبارة.

٤٤٣

وتعليق الخلود بدوام السموات والأرض والمراد أبدا على عادة العرب في أمثاله.

قال زيد الخيل :

٥٣١ ـ لعمرك ما أخشى التّصعلك ما بقى

على الأرض قيسيّ يسوق الأباعرا (١)

وقال كثّير :

٥٣٢ ـ فأقسمت لا أنساك ما عشت ليلة

وإن شحطت دار وشطّ مزارها

٥٣٣ ـ وما استنّ رقراق السّراب وما جرى

ببيض الرّبى إنسيّها ونوارها (٢)

(غَيْرَ مَجْذُوذٍ). (١٠٨)

غير مقطوع.

(فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هؤُلاءِ). (١٠٩)

أي : لا تشكّ في قولهم.

(وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ).

لمّا بالتشديد بمعنى «إلا» (٣) كقوله تعالى : (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ)(٤).

ألا ترى أنه في القسم كذلك ، تقول : نشدتك الله لمّا فعلت. أي : إلا فعلت.

بيان ذلك أنّ «لم» و «لا» كلتاهما للنفي ، فضمّت إلى إحداهما «ما» وإلى الأخرى «إن» وهما أيضا للنفي ، فتقاربتا وتعاقبتا.

__________________

(١) البيت في نوادر أبي زيد ص ٢٧٩ ؛ وتفسير القرطبي ٨ / ٣٢٠ ولم ينسبه المصحح.

(٢) البيتان في ديوانه ص ٩١ ؛ والحيوان للجاحظ ٤ / ٤٨٠. واستنّ السراب : اضطرب. والنّوار : النافر الذي لا يستأنس من الحيوان ، والأول في معجم البلدان ٢ / ٣٦٤.

(٣) قرأ ابن عامر وحفص وحمزة وأبو جعفر بتشديد «إنّ» و «لمّا».

(٤) سورة الطارق : آية ٤.

٤٤٤

والفرّاء يقول : إنه لمما فحذفت إحدى الميمات لكثرتها (١).

والزجّاج يقول : إنها من لممت الشيء : إذا جمعته (٢) ، إلا أنها لم تصرف نحو : تترى وشتّى.

كأنه : وإنّ كلّا جميعا ليوفينّهم.

وابن السّراج يقول : لمّا فيه معنى الظرف ، وقد دخل الكلام اختصارا. كأنه : وإنّ كلا لمّا بعثوا ليوفيّنهم ربّك أعمالهم.

ـ ومن إشكال هذا الموضع ما حكي عن الكسائي وحمده على ذلك أبو عليّ أنه قال : ليس بتشديدلماعلم ، وإنما نقرأ كما أقرئنا.

وأمّا «لما» بالتخفيف (٣) فعلى أنّ «ما» بمعنى «من» كما في قوله تعالى : (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ)(٤). أي : وإن كلا لمن ليوفينّهم.

وقيل : بل هو : «وإنّ كلّا لليوفينّهم» ، فاللام الأولى لام التأكيد دخل على خبر إنّ ، والثانية لام القسم ، فاحتيج إلى فاصل بينهما ، ففصل ب «ما» التي تدخل كثيرا في الكلام زيادة.

والفرق بين لام التأكيد والقسم : أنّ لام التأكيد تدخل على المستقبل.

(وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ).

زلف الليل : ساعاته. قال العجاج :

__________________

(١) راجع معاني القرآن ٢ / ٩.

(٢) وعبارة الزجاج : معناه : وإن كلا ليوفينهم جمعا ؛ لأنّ معنى اللمّ الجمع. يقال : لممت الشيء ألمّه لمّا : إذا جمعته. انظر معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٨٢.

(٣) قرأ نافع وابن كثير بتخفيف نون «إن» وميم «لما».

(٤) سورة النساء : آية ٣.

٤٤٥

٥٣٤ ـ ناج طواه البين ممّا وجفا

طيّ الليالي زلفا فزلفا

سماوة الهلال حتى احقوقفا (١)

(فَلَوْ لا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ). (١١٦)

أي : فهلّا كان.

أي : فلم يكن في القرون التي أهلكوا.

(أُولُوا بَقِيَّةٍ).

يتقون على أنفسهم وقومهم من عذاب الله.

(إِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنا مِنْهُمْ).

استثناء منقطع ؛ لأنه إيجاب لم يتقدمه نفي ، وإنما تقدّمه تهجين لهم وتوبيخ لمن يسلك مسلكهم.

(وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا ما أُتْرِفُوا فِيهِ).

أي : ما عوّدوا من نعيم الدنيا.

وموضعه رفع. أي : هلكوا وتبعتهم آثارهم وديارهم.

(وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ). (١١٧)

أي : ظلما منه تعالى.

(وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ). (١١٨)

أي : في الآراء والديانات (٢).

(إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ).

__________________

(١) الرجز في مجاز القرآن ١ / ٣٠٠ ؛ والبحر المحيط ٥ / ٢٦٥ ؛ والكامل للمبرد ١ / ٨٨ ؛ وتفسير الطبري ١٢ / ٧٢.

(٢) عن عطاء بن أبي رباح في الآية قال : أي : اليهود والنصارى والمجوس ، والحنيفية ، وهم الذين رحم ربك.

٤٤٦

من أهل الحق.

وقيل : مختلفين في الأحوال من الغنى والفقر ، والعناء والدعة ؛ ليأتلفوا في المصالح بذلك الاختلاف ، «إلا من رحم ربّك» بالرضى والقناعة.

وقال ابن بحر : «مختلفين» يخلف بعضهم بعضا. من قولهم : ما اختلف الجديدان ، كما يقال : قتل واقتتل ، وشغل واشتغل.

(وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ). (١١٩)

قيل : الاختلاف. وقيل : للرحمة.

ولم يؤنث ذلك ؛ لأنّ الرحمة هنا بمعنى المصدر. أي : خلقهم ليرحمهم.

قالت الخنساء :

٥٣٥ ـ فذلك يا هند الرّزية فاعلمي

ونيران حرب حين شبّ وقودها (١)

* * *

__________________

(١) البيت في ديوانها ص ٤٤ ، وهو من أبيات لها تجيب هند بنت عتبة. وهو أيضا في الأغاني ٤ / ٣٤ ؛ وأمالي المرتضى ١ / ٧١.

٤٤٧
٤٤٨

سورة يوسف (١)

عليه‌السلام

(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ). (٣)

نبيّن لك أحسن البيان.

(بِما أَوْحَيْنا).

أي : بإيحائنا.

(يا أَبَتِ). (٤)

أي : يا أبي. فحذفت ياء الإضافة ، وهذه التاء للمبالغة ، كالعلّامة والنّسابة.

أو : للتفخيم كيوم القيامة.

أو : منقلبة عن الواو المحذوفة التي هي لام الفعل ، مثل : كلتا ، فإنّ أصلها كلوا.

(رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ).

وإنما أعاد (رَأَيْتُهُمْ) لأنها رؤية سجودهم له ، والأولى رؤيته لهم.

والسجود : الخضوع ، كما مرّ في غير موضع.

ولمّا كان السجود من أفعال ذوي العقل جاء «ساجدين» فيمن يعقل

__________________

(١) عن ابن عباس قال : نزلت سورة يوسف بمكة.

٤٤٩

اعتبارا لصيغة الفعل ، كقوله : (يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ)(١). قال الجعدي (٢) :

٥٣٦ ـ تورّدتها والديك يدعو صباحه

إذا ما بنو نعش دنوا فتصوّبوا

(وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ). (٦)

أي : هذه السبيل التي يصفها يجتبيك ويعلمك التأويل ، وهو عاقبة أمره وما يصير إليه من العزّ بعد العبودية والوحدة.

(فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ). (١٥)

جوابه : (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ). (١٨)

أي : زيّنت لكم ، وقيل : أمرت.

(غَيابَتِ الْجُبِّ). (١٥)

أسفل البئر حيث تغيّب عن الأبصار.

(فَأَدْلى دَلْوَهُ). (١٩)

أرسلها ليملأها ، ودلّاها : أخرجها. قال ابن هرمة :

٥٣٧ ـ ولم تريني إلا أخا ملك

أدلي إليه دلوي فيملؤها

٥٣٨ ـ سهل المحيّا تلفى مواعده

مثل وحي السّلام يقرؤها (٣)

__________________

(١) سورة النمل : آية ١٨.

(٢) واسمه قيس بن عبد الله ، الشاعر المشهور ، عاش في الجاهلية والإسلام دهرا ، وكان ممن أنكر الخمر والسكر وهجر الأزلام واجتنب الأوثان في الجاهلية وعاش إلى زمن ابن الزبير. والبيت في كتاب سيبويه ١ / ٢٤٠ ؛ وشرح الأبيات لابن السيرافي ١ / ٤٧٦ ؛ والمقتضب ٢ / ٢٢٦ ؛ واللسان : نعش. ويروى شطره الأول :

شربت بها والديك يدعو صباحه

(٣) البيتان تقدما برقم ١٧٢ ـ ١٧٣.

٤٥٠

(يا بُشْرى).(١) (١٩)

أضاف البشرى إلى نفسه ، كقوله : يا فرحتي ، ويا دولتي.

وموضع الألف فتح ، لأنّ المنادى المضاف منصوب.

(وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً).

أي : الواردون أولا. أخفوه بضاعة ، لئلا يشاركهم فيه باقي الأصحاب.

وروي أنّ إخوته جاؤوا إلى البئر ليبحثوا عن حاله ، فإذا هم به قد أخرجه الواردون ، فقالوا : إنّه عبدنا وبضاعتنا ، ثم

(وَشَرَوْهُ). (٢٠)

منهم. أي : باعوه.

قال السنبسي :

٥٣٩ ـ فإن تبغضونا بغضة في صدوركم

فإنّا جدعنا منكم وشرينا (٢)

أي : سبيناكم فبعناكم.

(بِثَمَنٍ بَخْسٍ). (٢٠)

ظلم ، عن قتادة.

وقليل. عن مجاهد.

(وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ).

بعلمهم بظلمهم ، وحرمة ما أخذوا عليهم.

__________________

(١) قرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف «يا بشرى» بغير ياء إضافة ، وقرأ الباقون بياء الإضافة.

(٢) البيت لجابر بن رالان السنبسي ، وفي المخطوطة : [المتنبي] وهو تصحيف ، و [تبعثونا] بدل [تبغضونا]. والبيت في شرح الحماسة للتبريزي ١ / ١٢٦. وقوله شرينا : أي أسرناكم وبعناكم وجدعنا آذان بعضكم.

٤٥١

(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ). (٢٢)

وأول الأشدّ أوان الحلم ، وتمامه أربعون سنة ، وآخره خمسون.

كما قال سحيم الواثلي (١) :

٥٤٠ ـ وماذا يدّري الشعراء مني

وقد جاوزت رأس الأربعين

٥٤١ ـ أخو خمسين مجتمعا أشدّي

ونجذّني مداورة الشؤون (٢)

(وَراوَدَتْهُ). (٢٣)

طلبته بجدّ وميل. من الإرادة.

وإنّما جاءت على المفاعلة ، لأنها في موضع يكون من طماع صاحبه داعية إلى الإجابة ، كما قال ابن أحمر (٣) :

٥٤٢ ـ إذا أنت راودت البخيل رددته

إلى البخل واستمطرت غير مطير

٥٤٣ ـ متى تطلب المعروف في غير أهله

تجد مطلب المعروف غير يسير

وقال الهذلي (٤) :

٥٤٤ ـ أجارتنا هل ليل ذي البثّ راقد

أم الليل مني مانع ما أرادوا

__________________

(١) سحيم بن وثيل الرياحي ، شريف مشهور الأمر في الجاهلية والإسلام ، شاعر مجيد وكان الغالب عليه البداء والخشنة. والبيتان في الأصمعيات ص ١٩ ؛ وشرح ابن عقيل بتحقيق عبد الحميد ١ / ٦٨ ؛ وخزانة الأدب ١ / ١٢٣ ؛ والإصابة ٣ / ١٦٤ ؛ والأول في طبقات فحول الشعراء ٢ / ٨٠ ؛ والمخصص ١٤ / ٥.

(٢) البيتان في ديوانه ص ١١٥ ـ ١١٦ ، وبعدهما :

إذا أنت لم تجعل لعرضك جنّة

من الذّم سار الذمّ كلّ مسير

وهما في ربيع الأبرار ٢ / ٦٥٩.

(٣) البيتان في ديوانه ص ١١٥ ـ ١١٦ ، وبعدهما :

إذا أنت لم تجعل لعرضك جنّة

من الذّم سار الذمّ كلّ مسير

وهما في ربيع الأبرار ٢ / ٦٥٩.

(٤) البيت لأسامة بن الحارث الهذلي ، وهو في شرح ديوان الهذليين ٣ / ١٢٩٥.

٤٥٢

(وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ).

هلمّ لك. أي : انزل إلى ما أريد. قال الشاعر (١) :

٥٤٥ ـ أبلغ أمير المؤمني

ين أخا العراق إذا أتيتا

٥٤٦ ـ أنّ العراق وأهله

عنق إليك فهيت هيتا

وهذه الكلمة وأمثالها نحو : هلا ، وحوب (٢) ، ودعدع (٣) ، وإيه ، وصه ، ومه كلها يجري مجرى الحروف والأصوات ، لا يغيّر بتثنية وجمع ، وأكثرها للزجر أو الحثّ كما قال أبو دهبل الجمحي (٤) :

٥٤٧ ـ عجب ما عجب أعجبني

من غلام حكمي أصلا

٥٤٨ ـ قلت خبّر عن النّاس نزلوا

حضنا أو غيره قال : هلا

٥٤٩ ـ قلت : بيّن ما هلا؟ هل نزلوا

قال : حوبا ، ثم ولّى عجلا

(وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ). (٢٤)

تقديره : ولو لا أن رأى برهان ربّه همّ بها ، بدلالة إخبار الله بصرف السوء والفحشاء عنه ، وبدلالة أنّ قوله : (لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ) شرط فلا يجعل الكلام مطلقا ، والشرط حاصل.

__________________

(١) البيتان في مجاز القرآن ١ / ٣٠٥ ولم ينسبهما المحقق ؛ وتفسير القرطبي ٩ / ١٦٤ ؛ وبصائر ذوي التمييز ٥ / ١٦٢. والثاني في الخصائص ١ / ٢٧٩ ؛ ومعاني القرآن للفراء ٢ / ٤٠ ؛ وتفسير الطبري ١٢ / ١٧٩ من غير نسبة ، وهما لزيد بن عليّ بن أبي طالب ، نسبهما له الفيروزآبادي ، ولم ينسبهما غيره.

(٢) قال ابن منظور : الحوب : الجمل ، ثم كثر حتى صار زجرا له. يقال للبعير إذا زجر حوب وحوب وحوب وحاب.

(٣) قال في اللسان : ودعدع : كلمة يدعى به للعاثر ، في معنى : قم وانتعش واسلم ، ودعدع بالمعز : زجرها.

(٤) اسمه وهب بن زمعة كان جميلا شاعرا عفيفا ، قال الشعر في آخر خلافة عليّ بن أبي طالب ، ولاه ابن الزبير بعض أعمال اليمن ، والأبيات في ديوانه ص ٦٤ ، والبيان والتبيين ١ / ١٦٤. حضن : جبل بنجد ، أصلا : صار ذا أصل ، حوب : زجر للبعير.

٤٥٣

وكثيرا ما يتقدّم الجواب على الشرط ، كما قال الشاعر :

٥٥٠ ـ فلا يدعني قومي صريحا لحرّة

لئن كنت مقتولا ويسلم عامر (١)

وقال :

٥٥١ ـ فلا يدعني قومي صريحا لحرّة

لئن لم أعجّل طعنة أو أعجّل (٢)

وقيل : همّه بها من قبل الشهوة التي جبل الإنسان عليها إلا بعلة ، ومقدار الثواب على قمعها ، وفي وزن قوتها وغلبتها.

ومثل هذا الهمّ لا يكون من العزم والإثم في شيء.

وهو كما حكي في أخبار الأوائل :

أنّ بعض أصحاب الفراسة قال لبقراط الحكيم : أنا أتخيّل فيك الزنا.

فقال : صدقت مخيلتك ، أنا أشتهيه ولكني لا أفعله.

ـ وقيل لبعض الصوفية في الصبي ، فقال : ما عليّ لصّ لم يسرق.

ـ وعن سليمان بن يسار (٣) أنّ بعض نساء مدينة من صميم شرفها ،

__________________

(١) البيت لورقاء بن زهير بن جذيمة العبسي شاعر فارس جاهلي ، وبعضهم نسبه لقيس بن زهير بن جذيمة والأول أصح. والبيت من شواهد سيبويه ١ / ٤٢٧ ؛ وشرح الأبيات لابن السيرافي ٢ / ٢٠٣ ؛ والكامل لابن الأثير ١ / ٣٣٨ ؛ وتذكرة النحاة ص ٣٣ ؛ والردّ على النحاة ص ١٢٥ ؛ ومعاني الفراء ١ / ٦٧.

(٢) البيت لعبد الرحمن بن زيد العذري ، وقيل لابن أخيه المسور بن زيادة. وهو في الشعر والشعراء ص ٤٦١ ؛ وشرح ديوان الحماسة ١ / ١٣١ ؛ وتذكرة النحاة ص ٣٣ ؛ وقال المحقق الدكتور عفيف عبد الرحمن : لم أعثر على الشاهد. وهو في الأغاني ٤ / ١٦٨.

(٣) سليمان بن يسار مولى أمّ المؤمنين ميمونة ، ولد في خلافة عثمان ، وحدّث عن زيد بن ثابت وابن عباس وأبي هريرة وعائشة ، حدّث عنه الزهري ، وربيعة الرأي وعمرو بن دينار. ـ

٤٥٤

وحسنات دهرها علقت لحسنه الباهر ، ودخلت عليه من كل مدخل ، ففرّ من المدينة ، ورأى يوسف في المنام فقال له : أنت الذي هممت. فقال له يوسف : وأنت الذي لم تهمّ فدلّ أن الهمّ كان من يوسف ، لكن على الوجه الذي ذكره.

(قَدْ شَغَفَها حُبًّا). (٣١)

بلغ حبّه شغاف قلبها ، كما يقال : رأسه ودمغه.

والشغاف : غلاف القلب ، جلدة بيضاء رقيقة تحتوي على القلب.

وقال أبو عمرو الشيباني (١) : الشغاف : داء تحت الشراسيف.

أي : أصابها من حبه ما يصيب الشغاف. قال النابغة :

٥٥٢ ـ ولكنّ همّا دون ذلك والج

مكان الشّغاف تبتغيه الأصابع (٢)

وقال امرؤ القيس ـ وهو على لفظ الآية :

__________________

ـ وهو أحد الفقهاء السبعة في المدينة ، مات سنة ١٠٧ ه‍. ـ وهذه القصة عن مصعب بن عثمان قال : كان سليمان بن يسار أحسن الناس وجها ، فدخلت عليه امرأة فسامته نفسه فامتنع عليها ، فقالت : إذا أفضحك ، فخرج إلى خارج وتركها في منزله وهرب منها. قال سليمان : فرأيت يوسف عليه‌السلام وكأني أقول له : أنت يوسف؟ قال : نعم. أنا يوسف الذي هممت ، وأنت سليمان الذي لم تهم. قال الحافظ الذهبي : إسنادها منقطع. راجع حلية الأولياء ٢ / ١٩٠ ؛ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٤٤٦.

(١) اسمه إسحاق بن مرار ، كان راوية أهل بغداد ، واسع العلم باللغة والشعر ، ثقة في الحديث. لازمه الإمام أحمد بن حنبل وروى عنه توفي سنة ٢٠٥ ه‍ له كتاب «الجيم» و «النوادر» وكلاهما مطبوع.

(٢) البيت للنابغة الذبياني وهو في ديوانه ص ٧٩ ؛ وأمالي القالي ١ / ٢٠٥ ولكن صدره فيه :

وقد حال همّ دون ذلك شاغل

ومجاز القرآن ١ / ٣٠٨ ؛ وتفسير الطبري ١٢ / ٢٠٠ ؛ وأمالي القالي ١ / ٢٠٥.

٤٥٥

٥٥٣ ـ لتقتلني وقد شغفت فؤادها

كما شغف المهنوءة الرجل الطالي (١)

(وَأَعْتَدَتْ). (٣٠)

من العتاد ، كقوله : (وَأَعْتَدْنا)(٢).

والمتكأ : المجلس ، وقيل : الوسادة ، وقيل : الطعام ، إمّا حقيقة وإمّا استعارة لأنّ الضيف يكرم ويطعم على متّكأ ويطرح له.

(فَاسْتَعْصَمَ). (٣٢)

امتنع طالبا للعصمة.

(السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ). (٣٣)

أي : حبيب ؛ لأنّ الحب ما جمعهما ، ثمّ السجن أحبّ من الفحشاء ، كما قال حيان بن قرط (٣) اليربوعي :

٥٥٤ ـ خالي أبو أنس وخال سراتهم

دوس فأيّهما أدقّ وألأم

(أَصْبُ إِلَيْهِنَّ). (٣٣)

أمل إليهنّ ، قال الهذلي :

٥٥٥ ـ ديار التي قالت غداة لقيتها :

صبوت أبا ذئب وأنت كبير

٥٥٦ ـ تغيّرت بعدي أو أصابك حادث

من الدهر أو مرّت عليك مرور (٤)

__________________

(١) البيت في ديوانه ص ١٢٦ وسقطت كلمة [الرجل] من المخطوطة. المهنوءة : الناقة تطلى بالقطران فإنها في هذه الحالة قد يغشى عليها.

(٢) (وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً) سورة الفرقان : آية ١١.

(٣) وهو شاعر جاهلي ، والبيت في نوادر أبي زيد ص ١٩٤ ، والتبيان شرح الديوان ٣ / ٣٢٧ ، وقبله :

أبني سليط لا أبا لأبيكم

أييّ وأيّ بنيّ صبير أكرم

وفي المخطوطة : [بنو أوس] وهو تصحيف و [أرت] بدل [أدق] وهو تصحيف.

(٤) البيتان لأبي ذؤيب الهذلي. وهما في شرح ديوان الهذليين ١ / ٦٥ ـ ٦٦. وقوله مرور : أحوال.

٤٥٦

(فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ). (٤٢)

أي : ذكر يوسف لملكه.

وقيل : أنسى الشيطان يوسف أن يذكر الله ، وسوّل له الاستعانة بغيره ، وزيّن الأسباب التي ينسى معها.

(بِضْعَ سِنِينَ).

والبضع : ما دون العشر. من ثلاث إلى عشر.

(أَضْغاثُ أَحْلامٍ). (٤٤)

أخلاطها وألوانها ، والضّغث : ملء الكف من الحشيش الذي فيه كلّ نبت.

(وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ). (٤٥)

أي : بعد انقضاء أمة من الناس ، وذلك يكون بعد حين.

(تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً). (٤٧)

نصب على المصدر. أي : تدأبون دأبا ؛ لأنّ يزرعون يدل على يدأبون.

وقيل : إنه في موضع الحال. أي : يزرعون دائبين ، كقوله تعالى : (وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً)(١). أي : راهيا.

وقيل : إنه جمع دائب ، مثل راكب وركب ، وصاحب وصحب.

(يَأْكُلْنَ). (٤٨)

يؤكل فيهن ، على مجاز : ليل نائم ، ونهار مبصر.

(فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ). (٤٩)

__________________

(١) سورة الدخان : آية ٢٤.

٤٥٧

من الغيث. تقول العرب : غثنا ما شئنا (١). قال الهذلي :

٥٥٧ ـ فلمّا رآه قال : لله من رأى

من العصم شاة قبله في العواقب

٥٥٨ ـ لو أنّ كريمي صيد هذا أعاشه

إلى أن يغيث الناس بعض الكواكب (٢)

(وَفِيهِ يَعْصِرُونَ). (٤٩)

أي : العنب.

وقيل : ينجون (٣) ، فالعصرة : النجاة من الجوع والعطش. أنشد الأصمعي :

٥٥٩ ـ عصرته نطفة تضمّنها

لصب تلقّى مواقع السّبل

٥٦٠ ـ أو وجبة من جناة أشكلة

إن لم يرغها بالقوس لم تنل (٤)

__________________

(١) قال أبو عمرو بن العلاء : سمعت ذا الرّمة يقول : قاتل الله أمة بني فلان ما أفصحها! قلت لها : كيف كان المطر عندكم؟ فقالت : غثنا ما شئنا. غثنا : سقينا الغيث. راجع لسان العرب مادة غيث.

(٢) البيتان لصخر الغي الهذلي. والعصم : الأروى ، كريمي : شيخي. وهما في شرح أشعار الهذليين ٢ / ٢٤٩.

(٣) يعصرون من العصر وهو المنجاة. راجع اللسان مادة : عصر.

(٤) قال أبو حاتم : كنا في مجلس الأصمعي إذ أقبل أعرابي فقال : أين عميدكم؟ فأشرنا إلى الأصمعي فقال له : ما معنى قول الشاعر :

لا مال إلا العطاف تؤزّره

أمّ ثلاثين وابنة الجبل

لا يرتقي النزّ في ذلاذله

ولا يعدّي نعليه من بلل

فقال الأصمعي :

عصرته نطفة تضمّنها

لصب تلقّى مواقع السبل

أو وجبة من جناة أشكلة

إن لم يرغها بالقوس لم تنل

قال : فأدبر الأعرابي وهو يقول : لم أر كاليوم عضلة. قال ابن دريد : إنما وصف رجلا خائفا في رأس جبل ، يقول : لا مال له إلا العطاف ـ وهو السيف ـ تؤزره أم ثلاثين. يعني كنانة فيها ثلاثين سهما ، وابنة الجبل يعني القوس. وقوله : عصرته : الملجأ ، نطفة : الماء المجتمع في صخر ، اللصب : الشق في الجبل ، الأشكلة : السدر الجبلي ، والسبل : المطر. راجع أمالي المرتضى ١ / ٣٤٥ ، وأمالي القالي ٢ / ٢٦٥.

٤٥٨

(حاشَ لِلَّهِ). (٥١)

معناه الاستثناء. وقيل : التبرئة.

وفسّره مجاهد بمعاذ الله.

وقيل : إنه من قولهم : كنت من حشا فلان (١). أي : ناحيته من كل شيء.

(الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ). (٥١)

ظهر وتبيّن من جميع وجوهه.

من : حصّ رأسه : إذا صلع. قال أبو قيس بن الأسلت :

٥٦١ ـ قد حصّت البيضة رأسي فما

أطعم النوم غير تهجاع

٥٦٢ ـ أسعى على جلّ بني مالك

كلّ امرىء في شأنه ساعي (٢)

 ـ الجزء الثّالث عشر ـ

(وَجَدُوا بِضاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ). (٦٥)

وكانت ورقا ، وإنما ردّها إليهم ليتوسع. بها أبوه وقومه ، وليظهر أنه خير المنزلين.

(نَكْتَلْ). (٦٣)

وزنه : نفتل ، محذوف العين.

سأل المازني عنها ابن السكيت عند الواثق فقال : نفعل ، قال : فماضيه إذن «كتل» (٣).

__________________

(١) يقال : جاء في حاشيته ، أي : في قومه الذين من حشاه ، وهؤلاء حاشيته. أي : أهله وخاصته.

(٢) البيتان في المفضليات ص ٢٨٤ ؛ والأغاني ١٥ / ١٥٣ ؛ وخزانة الأدب ٢ / ٤٧.

(٣) قال المازني : حضرت يوما مجلس المتوكل ، وحضر يعقوب بن السكّيت ، فقال المتوكل : ـ

٤٥٩

(فَاللهُ خَيْرٌ حافِظاً). (٦٤)

نصب على الحال. أي : فالله خير الأرباب حافظا (١).

وقيل : إنّ (حافِظاً) مصدر ، فهو كقراءة من قرأ «فالله خير حفظا» (٢).

ومثله : (أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ)(٣). أي : دعاء الله.

(ما نَبْغِي). (٦٥)

ما الذي نطلب بعد هذا الإحسان.

(وَنَمِيرُ أَهْلَنا).

نحمل لهم الميرة ، وهي ما يقوت الإنسان ، قال :

٥٦٣ ـ لنا إبل ما تستفيق تميرنا

لجماعها ولنا سهل

٥٦٤ ـ ولكن قليل ما بقا وطابنا

ولا سيّما إن ساق أضيافنا المحل (٤)

(وَنَزْدادُ كَيْلَ بَعِيرٍ).

وكان يعطي كلّ واحد منهم حمل بعير.

(ذلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ).

أي : كيل لا تعاسر علينا فيه.

__________________

ـ تكلما في مسألة نحوية. فقلت له : اسأل ، فقال : اسأل أنت ، فقلت له : ما وزن «نكتل»؟ قال : فتسرّع وقال : وزنها «نفعل» فقلت له : اتئد وانظر ، قال : فأفكر ثم قال : وزنها نفتعل ، قال : فقلت له : «نكتل» أربعة أحرف ، و «نفتعل» خمسة أحرف ، فكيف تقدر الرباعي بالخماسي! قال : فبهت ولم يحر جوابا. راجع إنباه الرواة ١ / ٢٨٦.

(١) قال النحاس : و «حافظا» منصوب على الحال ، وقال أبو إسحق : يجوز أن يكون منصوبا على البيان. أي : التمييز. راجع إعراب القرآن ٢ / ١٤٧.

(٢) قرأ حفص وحمزة والكسائي وخلف «حافِظاً» والباقون : «حفظا». راجع إتحاف فضلاء البشر ص ٢٦٦.

(٣) سورة الأحقاف : آية ٣١.

(٤) البيتان لم أجدهما.

٤٦٠