تفسير يحيى بن سلّام

التيمي البصري القيرواني

تفسير يحيى بن سلّام

المؤلف:

التيمي البصري القيرواني


المحقق: الدكتورة هند الشلبي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 978-2-7451-4440-5
الصفحات: ٤١٩
الجزء ١ الجزء ٢

قال : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا فِيهِمْ) (٧٢) في الذين قبلهم.

(مُنْذِرِينَ) (٧٢) يعني الرسل ، اي فكذبوهم.

(فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ) (٧٣) الذين انذرهم الرسل فكذبوهم.

(كان) (١) عاقبتهم ان دمر الله عليهم ثم صيرهم الى النار.

قوله عزوجل : (إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) (٧٤) استثنى من آمن وصدّق الرّسل.

قوله عزوجل : (وَلَقَدْ نادانا نُوحٌ) (٧٤) يعني حيث دعا على قومه.

(فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ) (٧٥) له ، اجبناه فأهلكناهم.

(وَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) (٧٦) من الغرق.

(وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ) (٧٧) فالناس كلهم ولد سام ، وحام ، ويافث.

قال : (وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ) (٧٨) ألقينا عليه في الاخرين الثناء الحسن.

(سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ) (٧٩) يعني ما كان بعد نوح الثناء الحسن يقال (لنوح) (٢) من بعده في الناس. وهذا تفسير السدي.

قال : (إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي / الْمُحْسِنِينَ (٨٠))

(إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) (٨١) [١٩٦]

قال : (ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ) (٨٢) يعني من سوى الذين كانوا معه في السفينة.

قال : (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ) (٨٣) يقول ان من اهل ملة نوح لإبراهيم.

هذا تفسير السدي.

وقال مجاهد : (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ) على منهاجه وسنته. (٣)

(إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (٨٤)

حدثنا سعيد عن قتادة قال : من الشرك. (٤)

(إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما ذا تَعْبُدُونَ (٨٥) أَإِفْكاً) (٨٦) اي كذبا.

(آلِهَةً دُونَ اللهِ تُرِيدُونَ) (٨٦) على الاستفهام. اي قد فعلتم فعبدتموهم دونه.

__________________

(١) تمزيق ب : ح ذهب بالحرف الاول من الكلمة. التكملة من ابن ابي زمنين ، ورقة : ٢٨٨.

(٢) تمزيق ب : ح ذهب بالحرف الاول من الكلمة. التكملة من المحققة.

(٣) تفسير مجاهد ، ٢ / ٥٤٢.

(٤) الطبري ، ٢٣ / ٧٠ بإضافة : والله.

٣٤١

(فَما ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ) (٨٧) اي انه معذبكم.

قال : (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ) (٨٨) يعني في الكواكب. تفسير السدي.

(فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ) (٨٩)

تفسير الكلبي : انهم كانوا بقرية بين البصرة والكوفة يقال لها : هرمزخرّد ، وكانوا ينظرون في النّجوم قال : (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (٨٨) فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ) (٨٩) اي مطعون. (١)

(فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ) (٩٠) الى عيدهم ، وذلك أنّهم استتبعوه لعيدهم فعصب رأسه وقال : اني رأيت الليلة في النجوم اني سأطعن غدا ، كراهية الذّهاب معهم ، ولما أراد ان يفعل بآلهتهم ، كادهم بذلك ، وهي احدى الخطايا الثلاث قال : (وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ)(٢) قوله : (إِنِّي سَقِيمٌ)(٣) وقوله : (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا)(٤) ، وقوله لسارة : «إن سألوك فقولي إنّك أختي».

قال : (فَراغَ عَلَيْهِمْ) (٩٣)

ا سعيد عن قتادة قال : اي فمال عليهم ، على آلهتهم.

(ضَرْباً بِالْيَمِينِ) (٩٣) فكسرها الا كبيرهم ، وقد فسرناه في سورة الانبياء. (٥)

قال : (فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ) (٩٤) إلى إبراهيم.

(يَزِفُّونَ) (٩٤) تفسير الحسن : يبتدرونه.

وقال بعضهم : (يَزِفُّونَ) يرعدون غضبا.

وقال ابن مجاهد عن ابيه : الخيلاء. (٦)

(قالَ) (٩٥) لهم إبراهيم.

(أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ) (٩٥) يعني اصنامهم.

(وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ) (٩٦) بأيديكم ، اي خلقكم وخلق ذلك الذي

__________________

(١) مطعون : اصابه الطاعون وهو داء معروف. لسان العرب ، مادة : طعن.

(٢) الشعراء ، ٨٢.

(٣) الصّافّات ، ٨٩.

(٤) الأنبياء ، ٦٣.

(٥) الأنبياء ، ٥٨. انظر التفسير ص : ٣٢٢.

(٦) في تفسير مجاهد ، ٢ / ٥٤٣ : النسلان في المشي وهو الاسراع. لسان العرب ، مادة : نسل. والقراءة على هذا المعنى يزفون بتخفيف الفاء. من وزف يزف بمعنى اسرع في المشي. الطبري ، ٢٣ / ٧٤ ؛ لسان العرب ، مادة : وزف.

٣٤٢

تنحتون.

(حدثناه) (١) سعيد عن قتادة.

قال : (ابْنُوا لَهُ بُنْياناً) (٩٧) يقوله بعضهم لبعض.

(فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ) (٩٧) / اي في النار. [١٩٧]

قال الحسن : (فجمعوا الحطب زمانا) (٢) حتى إن الشيخ الكبير الذي لم يخرج من بيته قبل ذلك زمانا كان يجيء بالحطب فيلقيه يتقرب به الى الهتهم فيما يزعم. ثم جاءوا بإبراهيم فألقوه في تلك النار.

قال يحيى : بلغني أنهم رموا به في المنجنيق ، فكان ذلك أول ما صنع المنجنيق.

(فقال الله) : (يا نارُ كُونِي بَرْداً)(٣).

سفيان عن الأعمش عن شيخ عن علي قال : فكادت تقتله من البرد ، فقيل : (وَسَلاماً)(٤) لا تضرّه.

سعيد عن قتادة ان كعبا قال : ما انتفع بها يومئذ أحد من النّاس ، وما أحرقت منه يومئذ إلّا وثاقه (٥).

عمار عن ابي هلال عن بكر بن عبد الله المزني ان إبراهيم لما أرادوا أن يلقوه في النار جاءت عامة الخليقة إلى ربّها فقالت : يا رب ، خليلك يلقى في النار ، فأذن لنا نطفىء عنه. فقال : هو خليلي ليس لي في الأرض خليل غيره ، وأنا إلهه ليس له إله غيري ، فإن استغاثكم فأغيثوه وإلا فدعوه.

قال فجاء ملك القطر فقال : يا ربّ خليلك يلقى في النار ، فاذن لي أطفىء عنه بالقطر. قال : هو خليلي ليس لي في الأرض خليل غيره ، وأنا إلهه ، ليس له إله غيري ، فان استغاثك فاغثه وإلّا فدعه. قال : فألقى في النار فقال الله : (يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ). قال : فبردت على أهل المشرق والمغرب ، فما

__________________

(١) تمزيق ب : ح ذهب بالحرف الاخير من الكلمة. التكملة من المحققة.

(٢) تمزيق ب ح ذهب ببعض الا حرف. التكملة من ابن ابي زمنين ، ورقة : ٢٨٨.

(٣) الأنبياء ، ٦٩.

(٤) نفس الملاحظة.

(٥) الاية : ٦٩ ، الأنبياء. انظر التفسير ، ص : ٣٩٠.

٣٤٣

أنضج بها يومئذ كراع. (١)

سعيد عن ايوب عن نافع عن ام سيابة الانصارية عن عائشة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حدثنا أن إبراهيم لما ألقي في النّار كانت الدواب كلّها تطفىء عنه النار غير الوزغة فانها كانت تنفخ عليه ، فأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (بقتلها). (٢)

قال : (فَأَرادُوا (٣) بِهِ كَيْداً) (٩٨) تحريقهم اياه.

(فَجَعَلْناهُمُ الْأَسْفَلِينَ) (٩٨) في النار.

(وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ) (٩٩) الطريق ، يعني الهجرة ، هاجر من ارض العراق الى ارض الشام.

قال قتادة : وكان يقال ان الشام عماد دار الهجرة.

هشام عن قتادة عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن عمرو قال : سمعت [١٩٨] رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم / يقول : «ستكون هجرة بعد هجرة ، فخيار اهل الأرض إلى مهاجر إبراهيم حتى لا يبقى على ظهرها إلّا شرار اهلها ، تلفظهم ارضوهم وتقذرهم نفس الله ، وتحشرهم النار مع القردة والخنازير».

قال : (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ) (١٠٠)

قال الله : (فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ (١٠١))

(فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ) (١٠٢)

تفسير مجاهد : ادرك سعيه سعي إبراهيم في الشد وشب. (٤)

وتفسير الحسن : بلغ معه سعي العمل ، يعني قيام الحجة.

وقال السدي : يعني المشي.

(قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) (١٠٢)

قال : (فَلَمَّا أَسْلَما) (١٠٣) اسلم إبراهيم نفسه ليذبح ابنه ، واسلم ابنه وجهه لله ليذبحه ابوه.

__________________

(١) الاية : ٦٩ ، الأنبياء. انظر التفسير ، ص : ٣٩٠.

(٢) في ح : يقتلها.

(٣) في ح : وارادوا. في ابن ابي زمنين. ورقة : ٢٨٨ : فارادوا.

(٤) في تفسير مجاهد ، ٢ / ٥٤٤ : يعني العمل ، قال : لما عمل لمثل عمل إبراهيم.

٣٤٤

(وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) (١٠٣)

سعيد عن قتادة قال : وكبه (للقبلة) (١) ليذبحه.

وتفسير الحسن : اضجعه ليذبحه واخذ الشفرة.

وقال قتادة : وذلك عند جمرة الوسطى.

قال يحيى : حدثني حماد بن سلمة عن ابي عاصم الغنوي عن ابي الطفيل عن ابن عباس قال : عند الجمرة الوسطى تله للجبين ، وعلى إسماعيل قميص ابيض ، قال : يا ابت انه ليس لي ثوب تكفنني فيه غير هذا فاخلعه حتى تكفنني فيه. (٢)

قال : (وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ (١٠٤) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا) (١٠٥) وهذا وحي مشافهة من الملك ، ناداه به الملك من عند الله.

(أَنْ يا إِبْراهِيمُ (١٠٤) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٠٥) إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ) (١٠٦) النعمة البينة عليك من الله اذ لم تذبح ابنك.

قوله عزوجل : (وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) (١٠٧)

سفيان عن ابن ابي نجيح عن مجاهد قال : متقبل. وهو إسماعيل. (٣)

حماد بن سلمة عن ابي عاصم الغنوي عن ابي الطفيل عن ابن عباس قال : فالتفت إبراهيم فاذا هو بكبش ابيض ، اعين ، اقرن ، فذبحه.

حماد عن المبارك عن الحسن عن الاحنف بن قيس قال : ا العباس بن عبد المطلب ان الذي فدي اسحاق.

(ا؟) حماد عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن / جبير عن ابن [١٩٩] عباس قال : ابن إبراهيم الذي اراد ذبحه هو إسحاق.

الخليل بن مرة قال : قال رسول الله : صلى‌الله‌عليه‌وسلم : هو اسحاق.

وقال الحسن : بشر إبراهيم باسحاق مرتين : مرة حيث ولد ، وبشر انه سيكون نبيا. ذكر كيف رأى في المنام ان يذبحه ، وكيف كان اراد ذبحه ، وكيف فدي ، فقص قصته ثم قال : (وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا)(٤) ، اي وبشرناه به نبيا ، اي بأنه نبي.

__________________

(١) كانت في ح : لفيه. ثم اصلحت في الطرة الى : للقبلة. في الطبري ، ٢٣ / ٨٠ اي وكبه لفيه.

(٢) هذا جزء من الحديث الوارد عن ابن عباس بنفس السند في الطبري ، ٢٣ / ٨٠.

(٣) في تفسير مجاهد ، ٢ / ٥٤٥ : بكبش متقبل. وفي الطبري ، ٢٣ / ٨٣. ٨٤ : هو اسماعيل.

(٤) الصّافّات ، ١١٢.

٣٤٥

قوله عزوجل : (وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ) (١٠٨) اي وابقينا عليه في الاخرين الثناء الحسن.

وقال الحسن : وسنة يفتدى بها الى يوم القيامة.

(سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ (١٠٩) كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١١٠) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (١١١) (وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ)(١)(١١٢)

(وَبارَكْنا عَلَيْهِ وَعَلى إِسْحاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِما مُحْسِنٌ) (١١٣) مؤمن.

(وَظالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ) (١١٣) مشرك.

قوله عزوجل : (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلى مُوسى وَهارُونَ) (١١٤) بالنبوة.

(وَنَجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) (١١٥) من فرعون وقومه.

(وَنَصَرْناهُمْ) (١١٦) على آل فرعون.

(فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ) (١١٦) وكانا شريكين في الرسالة ، وكان موسى افضلهما.

(وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ) (١١٧) التوراة.

(وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) (١١٨) الإسلام ، الطريق الى الجنة.

(وَتَرَكْنا عَلَيْهِما) (١١٩) اي وابقينا عليهما.

(فِي الْآخِرِينَ) (١١٩) الثناء الحسن.

(سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ (١٢٠) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (١٢١)

(إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) (١٢٢)

قوله عزوجل : (وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٢٣) إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ (١٢٤))

(أَتَدْعُونَ بَعْلاً) (١٢٥)

سعيد عن قتادة قال : اتدعون ربا غير الله. (٢)

وقال السدي : اتدعون (أَتَدْعُونَ بَعْلاً) يعني ربّا.

وتفسير الحسن : كان اسم صنمهم بعلا.

(وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ) (١٢٥) من قرأها بالنصب (اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ).

__________________

(١) ساقطة في ح.

(٢) في الطبري ، ٢٣ / ٩٢ بإضافة : هذه لغة باليمانية.

٣٤٦

يقول : (أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ (١٢٥) اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) (١٢٦) فلا تعبدونه.

ومن قرأها بالرفع فهو كلام مستقبل يقول : الله ربكم ورب آبائكم الأولين (١).

قال : (فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ) (١٢٧) في النار.

(إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) (١٢٨) استثنى الله من آمن منهم.

قال : (وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ) (١٢٩) اي وابقينا / على إل ياسين فى [٢٠٠] الأخرين الثناء الحسن.

(سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) (١٣٠) (من قرأها موصولة يقول هو اسمه الياسين والياس) (٢). ومقرأ الحسن : سلم على آل ياسين قال : يعنيه ، اي ومن آمن من امته (٣).

(إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٣١) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) (١٣٢)

قوله عزوجل : (وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٣) إِذْ نَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (١٣٤))

(إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ) (١٣٥) غبرت ، اي بقيت في عذاب الله. وقد فسرنا كيف كان هلاكهم في غير هذا الموضع.

(وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ) (١٣٧) على منازلهم.

(مُصْبِحِينَ) (١٣٧) اي نهارا.

(وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (١٣٨) يقوله للمشركين يحذرهم ان ينزل بهم ما نزل بهم.

قال : (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٩) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) (١٤٠)

الموقر باهله. فرّ من قومه ، الى الفلك. وكان فيما عهد يونس الى قومه انهم ان لم يؤمنوا اتاهم العذاب ، وجعل العلم بينه وبين قومه ان يخرج من بين

__________________

(١) قرأ حمزة و" الكسائي وحفص عن عاصم (اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ) نصبا. وقرأ ابن كثير ونافع وابو عمرو وابن عامر وابو بكر عن عاصم : (اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ) رفعا.

(٢) جاءت العبارة في طرة ح ، وبالطرة تمزيق ذهب ببعض الاحرف. التكملة من ابن ابي زمنين ، ورقة : ٢٨٩.

(٣) انظر القراءات في : (إِلْ ياسِينَ) في البحر المحيط ، ٧ / ٣٧٣ حيث جاء ان قراءة الحسن هي : (على آل ياسين).

٣٤٧

أظهرهم وان يفقدوه. فخرج مغاضبا لقومه ، مكايدا لدين ربه ، ولم يجز ذلك له عند الله في تفسير الحسن. وقال : فخرج حتى ركب السفينة ، فلما ركبها قامت فلم تسر. قال اهل السفينة ان فيكم لمذنبا. قال : فتساهموا ، فقرع يونس وهو قوله :

(فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ) (١٤١) من المقروعين.

وقال مجاهد : المسهومين. (١)

فأوحى الله إلى الحوت (فَالْتَقَمَهُ) (١٤٢). هذا تفسير الحسن.

قال يحيى : بلغنا والله اعلم ان يونس دعا قومه زمانا الى الله ، فلما طال ذلك وأبوا اوحى الله اليه ان العذاب ياتيهم يوم كذا وكذا ، فلما دنا الوقت تنحى عنهم فلما كان قبل الوقت بيوم جاء فجعل يطوف بالمدينة وهو يبكي ويقول : غدا يأتيكم العذاب. فسمعه رجل منهم ، فانطلق الى الملك ، فاخبره انه سمع يونس يبكي ويقول غدا ياتيكم العذاب. فلما سمع ذلك الملك دعا قومه فأخبرهم بذلك وقال : ان كان هذا حقا فسيأتيكم العذاب غدا ، (فاجتمعوا) (٢) حتى ننظر في امرنا. فاجتمعوا.

فخرجوا من المدينة من الغد فنظروا فاذا / بظلمة وريح شديدة وقد (اقبلت نحوهم. فعلموا انه الحق ، ففرّقوا) (٣) بين الصبيان وبين امهاتهم ، وبين البهائم وبين امهاتها ، ولبسوا الشّعر ، وجعلوا التّراب والرّماد على رؤوسهم تواضعا لله وتضرّعوا إليه ، وبكوا ، وآمنوا. فصرف الله عنهم العذاب. واشترط بعضهم على بعض ألّا يكذب أحد كذبة إلّا قطعوا لسانه. وجاء يونس من الغد ، فنظر فإذا المدينة على حالها ، وإذا الناس داخلون وخارجون. فقال : أمرني ربّي أن أخبر قومي أن العذاب يأتيهم فلم يأتهم ، فكيف ألقاهم؟ فانطلق حتى انتهى إلى ساحل البحر ، فإذا بسفينة في البحر. فأشار إليهم ، فأتوه ، فحملوه ولا يعرفونه. فانطلق إلى ناحية من السّفينة ، فتقنّع ورقد. فما مضوا إلّا قليلا حتى جاءتهم ريح كادت السفينة تغرق. فاجتمع أهل السّفينة ودعوا الله ثم قالوا : أيقظوا الرّجل يدعو الله معنا ، ففعلوا. فرفع الله عنهم تلك الرّيح. ثم انطلق إلى مكانه فرقد. فجاءت ريح كادت السّفينة تغرق. فأيقظوه ودعوا الله ، فارتفعت. فتفكر العبد الصالح فقال :

__________________

(١) تفسير مجاهد ، ٢ / ٥٤٥.

(٢) تمزيق في ح ذهب بحرف التاء من الكلمة. التكملة من ابن زمنين ورقة : ٢٨٩.

(٣) تمزيق في ح ذهب ببعض الاحرف. التكملة من ابن زمنين ، ورقة : ٢٨٩.

٣٤٨

هذا من خطيئتي او قال : من ذنبي او كما قال.

فقال لأهل السفينة شدّوني وثاقا وألقوني في البحر فقالوا : ما كنّا لنفعل وحالك حالك ، ولكنا نقترع فمن أصابته القرعة ألقيناه في البحر. وقال بعضهم : لما ركدت السفينة فلم تسر ، لفّ نفسه في كسائه واراد أن يطرح نفسه في البحر فقالوا : لا ، ولكنا نقترع ، فمن اصابته القرعة القيناه في البحر. فاقترعوا ، فأصابته القرعة فقال : قد أخبرتكم. فقالوا : ما كنا لنفعل ، ولكن اقترعوا ، فاقترعوا الثّانية فأصابته القرعة. ثم اقترعوا الثّالثة ، فاصابته القرعة وهو قول الله : (فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ) أي من المقروعين.

وقال مجاهد : من المسهومين اي وقع السهم عليه.

فانطلق إلى صدر السّفينة ليلقي / نفسه في البحر ، فإذا هو بحوت فاتح فاه [٢٠٢] فانطلق إلى ذنب السّفينة فإذا هو بالحوت فاتحا فاه ، ثم جاء إلى جنب السفينة فإذا هو بالحوت فاتحا فاه ، ثم جاء إلى الجنب الآخر فإذا هو بالحوت فاتحا فاه. فلما رأى ذلك ألقى نفسه فالتقمه الحوت. فأوحى الله إلى الحوت : لا تأكل عليه ولا تشرب. وقال : إنّي لم أجعله لك رزقا ولكنّي جعلت بطنك له سجنا. فمكث في بطن الحوت أربعين ليلة. (فَنادى فِي الظُّلُماتِ) كما قال الله : (أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)(١)

قال الله : (فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِ)(٢). والظّلمات : ظلمة الليل ، وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت.

قال : (وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)(٣).

فأوحى الله إلى الحوت أن يلقيه إلى البر.

قال الله : (فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ) (١٤٥) وهو ضعيف مثل الصبيّ ، فأصابته حرارة الشّمس ، فأنبت الله عليه (شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ) (١٤٦) ، وهي القرع ، فأظلّته فنام فاستيقظ وقد يبست فحزن عليها ، فأوحى الله إليه : أحزنت على هذه الشّجرة وأردت أن أهلك مائة ألف من خلقي أو يزيدون ، اي بل يزيدون.

قال يحيى : بلغنا انهم كانوا عشرين ومائة الف. فعلم عند ذلك انه قد ابتلي. فانطلق ، فإذا هو بذود من غنم. فقال للرّاعي : اسقني لبنا. فقال : ما هاهنا شاة لها

__________________

(١) الأنبياء ، ٨٧ ، ٨٨.

(٢) الأنبياء ، ٨٧ ، ٨٨.

(٣) الأنبياء ، ٨٧ ، ٨٨.

٣٤٩

لبن. فأخذ شاة منها فمسح بيده على (ظهرها) (١) فدرّت ، فشرب من لبنها. فقال له الراعي : من أنت يا عبد الله لتخبرنّي. قال : أنا يونس. فانطلق الراعي إلى قومه فبشرهم به. فأخذوه وجاءوا معه إلى موضع الغنم ، فلم يجدوا يونس ، فقالوا : إنا قد شرطنا لربنا ألّا يكذب منّا أحد إلّا قطعنا لسانه. فتكلّمت الشّاة بإذن الله فقالت : قد شرب من لبني. وقالت شجرة كان استظل تحتها : قد استظل بظلي. فطلبوه ، فأصابوه ،

فرجع إليهم. فكان فيهم حتى قبضه الله. وكانوا / بمدينة يقال لها : (نينوى) (٢) من أرض الموصل ، وهي على دجلة.

حدثنا عثمان ان ابن عباس قال : في دجلة ركب السفينة ، وفيها التقمه الحوت ثم أفضى به إلى البحر ، فدار في البحر ثم رجع إلى دجلة ، ثمّ نبذه بالعراء ، فارسل اليهم بعد ذلك.

قال : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) (١٤٧) بل يزيدون. وهو تفسير السدي.

قال الحسن : فاعاد الله له الرسالة ، فآمنوا عن اخرهم ، لم يشذّ منهم احد.

وقال ابن مجاهد عن ابيه : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) قبل ان يلتقمه الحوت. (٣)

قوله عزوجل : (وَهُوَ مُلِيمٌ) (١٤٢) مذنب في تفسير مجاهد. (٤)

قال : (فَلَوْ لا) (١٤٣) يعني فلوما.

(أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ) (١٤٣) يقول من المصلين. وهو تفسير السدي.

قال : (لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (١٤٤)

حدثنا سعيد عن قتادة قال : فلو لا انه كان من المصلين في الرخاء قبل ذلك.

قال : ويقال : ان العمل الصالح يقي الرجل مصارع السوء. (٥)

__________________

(١) في ابن ابي زمنين ، ورقة : ٢٩٠ : ضرعها.

(٢) جاءت في ح بكسر النون الثانية ، والصواب فتحها. انظر معجم البلدان ، مادة : نينوى.

(٣) في تفسير مجاهد ، ٢ / ٥٤٦ يعني قوم يونس الذين ارسل اليهم قبل ان يلتقمه الحوت.

(٤) تفسير مجاهد ، ٢ / ٥٤٥.

(٥) الطبري ، ٢٣ / ٩٩ كان كثير الصلاة في الرخاء فنجاه الله بذلك. قال : وقد كان يقال في الحكمة : ان العمل الصالح يرفع صاحبه اذا ما عثر ، فاذا صرع وجد متكئا.

٣٥٠

حدثنا نعيم بن يحيى عن عاصم الاحول عن ابي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال : من سرّه ان يستجاب له في الضراء فليكثر الدعاء ، التسبيح ، في السراء.

ابو امية عن الحسن قال : (فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ) قال اما والله ما هو بالمسبح قبل ذلك. ولكنه لما التقمه الحوت انشأ يقول : سبحان الله ، سبحان الله ويدعو الله.

وقوله : (لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) لكان بطن الحوت له قبرا الى يوم القيامة.

قوله عزوجل : (فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ) (١٤٥) قد فسرناه قبل هذا.

(وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (١٤٦) وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) (١٤٧) بل يزيدون. وهو تفسير السدي ، وقد فسرناه قبل هذا.

قال : (فَآمَنُوا) (١٤٨) وقد فسرنا كيف كان ايمانهم في اول / حديثهم. [٢٠٤]

قوله عزوجل : (فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ) (١٤٨) الى (الموت) (١) ، الى آجالهم ولم يهلكهم بالعذاب.

قوله عزوجل : (فَاسْتَفْتِهِمْ) (١٤٩) فاسألهم ، يعني المشركين.

(أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ) (١٤٩) وذلك لقولهم ان الملائكة بنات الله.

قال : (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ) البنات (وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى) الغلمان (لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ)(٢).

قال : (أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ) (١٥٠) لخلقهم ، اي لم نفعل ولم يشهدوا خلقهم.

وهو كقوله : (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ)(٣)

__________________

(١) تمزيق في ح ذهب بحرف الميم من الكلمة. التكملة من المحققة استنادا الى ما جاء في الطبري ، ٢٣ / ١٠٥.

(٢) النحل ، ٦٢. انظر التفسير ص : ٧٦.

(٣) الزخرف ، ١٩. قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر : (عند الرحمن) وباقي السبعة : (عِبادُ الرَّحْمنِ). ابن مجاهد ، ٥٨٥ ..

٣٥١

اي لم يشهدوا خلقهم. وهو كقوله : (أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ) (١٥١) من كذبهم.

(لَيَقُولُونَ (١٥١) وَلَدَ اللهُ) اي ولد البنات يعنون الملائكة.

قال : (وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١٥٢))

(أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ) (١٥٣) اختار البنات (على) (١) البنين. اي لم يفعل.

(ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (١٥٤) أَفَلا تَذَكَّرُونَ (١٥٥) أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ) (١٥٦) حجة بيّنة على الاستفهام.

(فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ) (١٥٧) الذي فيه حجتكم.

(إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (١٥٧). ان الملائكة بنات الله ، اي ليس لهم بذلك حجة.

وقال السدي : (أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ) يعني ام لكم حجة بينة بان مع الله شريكا فانه ليس لكم حجة.

قوله عزوجل : (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً) (١٥٨)

سعيد عن قتادة قال : قالت اليهود ان الله صاهر الجن فكانت من بينهم الملائكة. (٢)

قال الله : (وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ) (١٥٨) الجن.

(إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ) (١٥٨) مدخلون في النار.

(سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ) (١٥٩) ينزه نفسه ، (عَمَّا يَصِفُونَ) يكذبون.

وقال بعضهم : قال مشركو العرب : انه صاهر الجن. وقال : الجن صنف من الملائكة ، فكانت له منهم بنات.

قوله عزوجل : (إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) (١٦٠) المؤمنين.

وهذا من مقاديم الكلام.

[٢٠٥] قال : (وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ) الحساب في تفسير / مجاهد. (٣)

__________________

(١) مكررة في ح.

(٢) في الطبري ، ٢٣ / ١٠٨ قالت اليهود ان الله تبارك وتعالى تزوج الى الجن فخرج منهما الملائكة قال : سبحانه سبح نفسه.

(٣) تفسير مجاهد ، ٢ / ٥٤٦ : انها ستحضر الحساب. والجنّة هي الملائكة.

٣٥٢

قال : (إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ)(١) ، يعني الذين جعلوا بينه وبين الجنة نسبا.

قوله عزوجل : (فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ (١٦١) ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ (١٦٢) إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ (٢) الْجَحِيمِ) (١٦٣).

ابو الاشهب عن الحسن : (ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ) قال : يا بني ابليس انه ليس عليكم سلطان الا على من هو صالي الجحيم.

قال يحيى : وسمعت من يقول : (ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ) ما انتم بمضلي أحد على ابليس الا من هو صالي الجحيم. قدّر له انه صالي الجحيم.

وقال السدي : (فَإِنَّكُمْ) يعني المشركين (وَما تَعْبُدُونَ) يعني ما عبدوا.

(ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ) على ما تعبدونه بمضلين الا من هو صالي الجحيم ، من قدر له ان يصلى الجحيم.

قوله عزوجل : (وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ (١٦٤) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (١٦٥) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) (١٦٦)

سعيد عن قتادة قال : هذا قول الملائكة ينزهون الله عما قالت اليهود حيث جعلوا بينه وبين الجنّة نسبا ، ويخبرون بمكانهم في السماوات في صفوفهم وتسبيحهم وهو قوله في اول السورة : (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا)(٣) ليس في السماوات موضع شبر الا وعليه ملك قائم ، او راكع ، او ساجد. (٤)

وقال السدي : (إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ) يعني مكان معلوم يعبد الله فيه ، وهم الملائكة.

قوله عزوجل : (وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ) (١٦٧) (يعني) (٥) قريشا.

(لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ) (١٦٨) تفسير السدي يعني خبرا من الاولين.

__________________

(١) آيتان غير مرتبتين والترتيب فيهما كالآتي : (سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ ١٥٩ إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) ١٦٠.

(٢) في ح : صالي.

(٣) الصّافّات ، ١.

(٤) في الطبري ، ٢٣ / ١١٣ : صفوف في السماء (وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) اي المصلون. هذا قول الملائكة يثنون بمكانهم من العبادة.

(٥) في ح : يغني.

٣٥٣

قال يحيى : مثل كتاب موسى وعيسى.

(لَكُنَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) (١٦٩) المؤمنين.

قال الله : (فَكَفَرُوا بِهِ) (١٧٠) بالقرآن.

(فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (١٧٠)

قوله عزوجل : (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ (١٧١) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ) [٢٠٦] (١٧٢) / في الدنيا وبالحجة في الاخرة.

(وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ) (١٧٣) تفسير الحسن : لم يقتل من الرسل اصحاب الشرائع احد قط.

قوله عزوجل : (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ) (١٧٤)

سعيد عن قتادة قال : نسخها القتال في سورة براءة : (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ)(١).

قال : (وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) (١٧٥) اي فسوف يرون العذاب.

قال : (وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) (١٧٧)

تفسير الحسن انه يعني النفخة الاولى بها يهلك كفار اخر هذه الامة الدائنين بدين ابي جهل واصحابه.

حدثنا سعيد عن قتادة عن انس بن مالك قال : اني لرديف أبي طلحة يوم فتحنا خيبر ، ان ساقي لتصيب ساق النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وفخذي فخذه ، فلما اشرفنا على خيبر قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الله اكبر خربت خيبر. انا اذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين. فاخذناها عنوة».

قال يحيى : كان سعيد يذكر هذا الحديث في هذا الموضع من السورة. اظنه رجع الى قصة اليهود في قوله : (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً)(٢).

حدثنا اشعث عن عبد العزيز بن صهيب عن انس بن مالك قال : صلى بنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلاة الفجر بغلس ، فقرأ بأقصر سورتين في القرآن ثم ركب وركبنا معه وانا رديف ابي طلحة ، والريح تكشف عن ساق النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فتصيب ساقي ساقه ، وفخذي فخذه. فلما اتينا خيبر قالت

__________________

(١) براءة ، ٥. في الطبري ، ٢٣ / ١١٥ : اي الى الموت.

(٢) الصّافّات ، ١٥٨.

٣٥٤

اليهود : محمد والله والخميس ، والخميس الجيش ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الله اكبر خربت خيبر ، انا اذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين» [٢٠٧] قال : فأصبناها / عنوة.

قوله عزوجل : (وَتَوَلَّ (١) عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ) (١٧٨) يعني الى حين اجالهم. تفسير السدي.

قال قتادة : نسخها القتال ، هي مثل الاولى.

(وَأَبْصِرْ) (١٧٩) انتظر.

(فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) (١٧٩) فسوف يرون العذاب.

(سُبْحانَ رَبِّكَ) (١٨٠) ينزه نفسه.

(رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ) (١٨٠) عما يكذبون.

(وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ) (١٨١) يعني الثناء الحسن. وهو تفسير السدي.

(وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (١٨٢)

حدثنا الحسن بن دينار عن ابي هارون العبدى قال : سألت ابا سعيد الخدري : بم كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يختم صلاته؟ قال : بهذه الاية : (سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (١٨٠) وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (١٨١) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (١٨٢).

وذكره سفيان الثوري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

حدثنا ابو الجارود الكوفي عن الاصبغ بن نباته عن علي قال : من اراد ان يكتال بالمكيال الأوفى فليقل في دبر صلاته : (سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (١٨٠) وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (١٨١) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (١٨٢) (٢).

__________________

(١) في ح : فتول.

(٢) انتهت المخطوطة ح. جاء بعد آخر كلمة عبارة : صح.

٣٥٥
٣٥٦

الفهارس العامة

١ ـ فهرس القراءات القرآنية

٢ ـ فهرس الأحاديث النبوية

٣ ـ فهرس الأعلام

٤ ـ فهرس القبائل والجماعات

٥ ـ فهرس الأماكن والبلدان

٦ ـ فهرس المصادر والمراجع

٧ ـ فهرس محتويات الجزء الثاني

٣٥٧
٣٥٨

فهرس القراءات القرآنية

الآية

رقمها

الصفحة

سورة النحل

(ومنكم جائر)

٩

٥٣

(لا يهدى من يضلّ)

٣٧

٦٤

(وأنّهم مّفرّطون)

٦٢

٧١

(اسلكي سبل ربّك ذللا)

٦٩

٧٤

(لعلكم تسلمون)

٨١

٨٠

سورة الإسراء

(ليسوء الله وجوهكم)

٧

١١٧

(أمّرنا)

١٦

١٢٣

(أمرنا)

١٦

١٢٣

(كل ذلك كان سيّئة)

٣٨

١٣٦

(كما تقولون)

٤٢

١٣٧

(إن يتّبعون إلا رجلا مسحورا)

٤٧

١٣٩

(ورجالك)

٦٤

١٤٨

(فرّقناه)

١٠٦

١٦٧

سورة الكهف

(كلمة)

٥

١٧٢

(ولا تشرك)

٢٦

١٨٠

٣٥٩

الآية

رقمها

الصفحة

(ولا يشرك الله في حكمه أحدا)

٢٦

١٨٠

(ثمر)

٣٣

١٨٥

(لأجدنّ خيرا مّنهما منقلبا)

٣٦

١٨٦

(هناك الولاية الحقّ لله)

٤٤

١٨٨

(قال أقتلت نفسا زاكية)

٧٤

١٩٨

(وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا)

٧٩

١٩٩

(وكان أبواه مؤمنين وكان كافرا)

٨٠

١٩٩

(فخاف ربك أن يرهقهما طغيانا وكفرا)

٨٠

٢٠٠

(عين حامية)

٨٦

٢٠٢

(لا يكاد يفقهون قولا)

٩٣

٢٠٣

(دكّاء)

٩٨

٢٠٥

(ولو جئنا بمثله مدادا)

١٠٩

٢١١

سورة مريم

(وقد بلغت من الكبر عسيّا)

٨

٢١٥

(ألجأها المخاض)

٢٣

٢٢٠

(يسّقط عليك)

٢٥

٢٢١

(إذ قال لأبيه يأبه)

٤٢

٢٢٦

(يا أبه إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك)

٤٣

٢٢٦

(يا أبه لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيّا)

٤٤

٢٢٧

(أحسن أثاثا وريّا)

٧٤

٢٤٠

سورة طه

(وأشركه في أمري)

٣٢

٢٥٨

(وأشركه في أمري)

٣٢

٢٥٨

٣٦٠