تفسير يحيى بن سلّام - ج ١

التيمي البصري القيرواني

تفسير يحيى بن سلّام - ج ١

المؤلف:

التيمي البصري القيرواني


المحقق: الدكتورة هند الشلبي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 978-2-7451-4440-5
الصفحات: ٤٩٦
الجزء ١ الجزء ٢

١
٢

بسم الله الرحمن الرحيم

إهداء

إلى روح أبي وأمّي

أهدي هذا العمل

٣
٤

قائمة الرموز

أ

ب

ت

ص

ج

م

ن. م

ه

()

[]

()

/

وجه ورقة المخطوطة.

ظهر ورقة المخطوطة.

الوفاة.

الصفحة.

الجزء.

التاريخ الميلادي.

نفس المصدر / المرجع.

التاريخ الهجري.

الهلالان العزيزيان لحصر الآية / الآيات داخلها.

المعقفان لحصر الإضافات من نسخ المقارنة.

القوسان : لحصر ما سقط في نسخ المقارنة.

لكتابة أرقام الآيات بينهما داخل النص.

الخط المائل للفصل بين التاريخين الهجري والميلادي.

بين الجزء والصفحة.

٥
٦

المقدمة

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ، وأودعه صدور المؤمنين يتلونه آناء الليل وأطراف النهار ، يتدبّرون حكيم معانيه بقرائح نافذة وفهوم صافية ، مبلّغين بإخلاص ما وقفوا عليه من الروايات الشارحة له ممّا أخذوه عن الأئمّة الأعلام الّذين تقصّوا الأخبار واحتفظوا بأسانيدها إلى قائليها مميّزين بذلك بين صحيحها وسقيمها.

والصلاة والسّلام على النّبيّ المختار ، أصدق مبلّغ ، من قال فيه منزّل القرآن : (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ).

التأليف في التفسير في المرحلة الأولى

اهتمّ الباحثون بالتّأريخ لعلم التفسير ، فبيّنوا المراحل التي مرّ بها انطلاقا من العصر النبوي ، فعصر الصحابة ، فعصر التابعين فمن جاء بعدهم. وتتيسّر هذه العملية عند توفّر أسبابها ، ومن أهمّها المدوّنات في التفسير. وإذا كانت هذه المدوّنات متوفّرة غالبا بنسب متفاوتة فإنّها ليست كذلك بالنسبة إلى القرون الثلاثة الأولى للهجرة ، فإنّ العلم بمدوّنات التفسير التي ظهرت فيها كان عن طريق الإخبار عنها أو بما نقل منها في تفاسير اللاحقين. ومن هنا بقيت عملية التّأريخ للتّفسير في مراحله الأولى شبه نظريّة لا تنطلق من واقعها الذّاتي ، وذلك ما يفسّر وجود الاختلاف بين العلماء في عدّة مسائل ، كاختلافهم في نسبة بعض الأقوال إلى أصحابها ، أو نسبة أقوال متضاربة إلى قائل واحد ، فكان من العسير الجزم بأمر دون آخر لعدم توفّر الدليل القاطع.

وقد تمكّن بعض الباحثين ، في العقود القليلة الماضية من اكتشاف مؤلّفات في التفسير تعود إلى القرون الأولى. والاكتشاف الهامّ كان لتفسير الإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري. فقد كان مفقودا إلى أن ظهرت أوّل طبعة له في أوائل هذا

٧

القرن. يقول الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور في كتابه : التّفسير ورجاله ما يلي : «إنّ تفسير الطّبري كان منذ قرون مفقودا أو في حكم المفقود ... إلى أن طلعت على النّاس منذ نحو من ستّين سنة طبعته الأولى» (١).

وتعود أهمية هذا التّفسير إزاء ما نحن بصدده إلى كونه قائما على المأثور من الأقوال ، ممّا روي عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أو عن الصحابة والتابعين رضي الله عنهم. فأصبح بذلك وثيقة هامّة ضمّت عددا كبير من التّفاسير كنّا علمنا بوجودها ولم يتيسّر الوقوف عليها إلّا من خلال نقول متناثرة ، من أمثال تفاسير إسماعيل بن عبد الرحمن السّدّي (ت ١٢٧ ه‍ / ٧٤٥ م) والحسن البصري (ت ١١٠ ه‍ / ٧٣٠ م) وعبد الملك بن جريج (ت ١٥٠ ه‍ / ٧٦٨ م) وسفيان الثّوري (ت ١٦١ ه‍ / ٧٧٨ م) وغيرهم.

غير أنّ إيراد الطبري لأقوال هؤلاء وغيرهم لا يعطي فكرة واضحة شاملة عن كلّ ما جاء عنهم ، وبقي الوقوف على آثارهم ذاتها أمرا متأكّدا.

بدأنا بذكر الاكتشافات في التفسير بتفسير الطبري ، وذلك لشدّة أهمّيته. ونستعرض فيما يلي بعض ما تمّ اكتشافه من تفاسير هذه الفترة ، ممّا سبق ظهوره تفسير الطبري ، محاولين بذلك ترسّم خطوات التأليف في التفسير في انطلاقته الأولى ، مع محاولة استخلاص الخصائص المميّزة للتّأليف في هذه الفترة.

بعض ما تمّ اكتشافه من التفاسير القديمة

من التّفاسير التي بلغتنا من القرون الثلاثة الأولى يمكن أن نذكر النماذج الآتية :

١ ـ تفسير مجاهد (ت ١٠٤ ه‍ / ٧٢٣ م).

٢ ـ تفسير سفيان الثوري (ت ١٦١ ه‍ / ٧٧٨ م).

٣ ـ مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنّى (ت ٢١٠ ه‍ / ٨٢٦ م).

٤ ـ معاني القرآن لأبي الحسن سعيد بن مسعدة البصري المعروف بالأخفش الأوسط (ت ٢١٥ ه‍ / ٨٣١ م).

إنّ هذه العينة من التفاسير التي تمّ العثور عليها ، وإن كانت قليلة العدد فإنها تمكّن من ملاحظة أمرين هامين :

__________________

(١) التفسير ورجاله ، دار الكتب الشرقية ١٩٦٦ ، تونس ، ٣٦.

٨

١ ـ التأكّد من مدى أمانة الطبري في نقله عن أصحابها.

٢ ـ ملاحظة الفروق الموجودة بينها أوّلا ، وبينها وبين تفسير الطبري ثانيا.

نقط الاتفاق والتباين بين التفاسير المذكورة

إن المتأمّل في هذه التفاسير يلاحظ أنّها تتّفق في بعض الخصائص وتختلف في البعض الآخر.

تتّفق هذه التفاسير في الخصائص الآتية :

١ ـ تناول السور بالتّفسير وفق ترتيبها في المصحف.

٢ ـ عدم تناول جميع آيات السور القرآنية بالتفسير.

٣ ـ عدم الإطالة في تفسير الآيات.

أما نقاط الاختلاف بينها فإنّها تظهر في :

١ ـ اعتماد بعضها ذكر الأسانيد بين يدي الرواية اعتمادا مطلقا إلّا ما ندر. وممّن اتبع هذا الأسلوب مجاهد. وقد يتخلّف الإسناد عند الثوري.

ومن بين الذين تخلّوا عن ذكر الإسناد مطلقا نذكر أبا عبيدة والأخفش.

٢ ـ اعتماد الرّواية ، وعلوم اللّغة ، وعلوم القرآن أساسا في بعض التفاسير كتفسيري مجاهد والثوري ، والاقتصار على علوم اللّغة والاستشهاد بالشعر العربي في البعض الآخر كما في تفسير أبي عبيدة والأخفش.

إن هذه الخصائص المشتركة والمختلفة بين التفاسير الأولى لا يمكن التسليم بها مطلقا ولا تتأكّد إلّا بالوقوف على عدد أكبر من تفاسير تلك الفترة وحينئذ يمكن الخروج بالقواعد وتعميم النتائج.

بين الطبري والتفاسير السابقة

لاحظنا فيما سبق وجود فروق بين التفاسير السابقة على الطبري ، فإذا قارنّا بينها وبين تفسير الطبري فإننا نلاحظ ما يلي :

١ ـ اتفق الطبري مع التفاسير السابقة على تناول السور وفق ترتيبها في المصحف.

٢ ـ تناول الطبري جميع الآيات بالتفسير بينما اهتمّ من قبله بما هو محلّ إشكال منها فحسب.

٣ ـ التزم الطبري بذكر الإسناد كاملا كما هو الشأن في تفسير مجاهد غالبا.

٩

٤ ـ جاءت الروايات في تفسير الطبري طويلة مفصّلة بينما نراها تتّسم بالاختصار الشديد في التفاسير السابقة.

٥ ـ رأينا أنّه من التفاسير القديمة ما اختصّ بالجانب الروائي ، فكان الاهتمام فيها يتمثّل في تحديد المعنى اللغوي للألفاظ ، وذكر القراءات ، أو ما جاء في الآية من سبب نزول ، أو نسخ أو بيان مبهم ...

أما التفاسير ذات الطابع اللغوي البلاغي فإن الاهتمام فيها كان باللغة مع بيان مجازات العرب في استخدامها ، وتدعيم ذلك بالاستشهاد بالشعر العربي خاصّة. وبالمقارنة مع تفسير الطبري في هذا المجال نرى الطبري قد تبنّى هذين المنهاجين ووظفهما معا في تفسيره.

٦ ـ أضاف الطبري عنصرا يكاد يكون مفقودا لدى الجميع وهو عنصر النّقد الذي يميّز به بين الأقوال المختلفة ، فيجيز ما يراه الأقرب إلى الصّواب معلّلا اختياره بحجج نصّية ، أو علمية ، أو منطقية.

يحيى بن سلام الحلقة الممهّدة لظهور تفسير الطبري

إنّ هذه المقارنة بين تفسير الطبري والتفاسير السابقة تبرز فجوة كبرى بينها وبينه ، وتجعل التواصل الزمني بينهما أمرا مستبعدا ، فلا بّد من ظهور مرحلة انتقالية تكون مواصلة لما تقدّمها ، ممهّدة لظهور تفسير تكامل فيه المنهج وتعمّقت فيه المباحث مثل تفسير الطبري.

وكان الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور أوّل من نبّه إلى هذا بقوله : " إن الحلقة التي يتمّ بها اتّصال السلسلة وضاعت على الكاتبين المحدثين في تاريخ التفسير ... هي حلقة إفريقية تونسية بالوقوف عليها يتّضح كيف تطوّر فهم التفسير عمّا كان عليه في عهد ابن جريج إلى ما أصبح عليه في تفسير الطبري ويتّضح لمن كان الطّبري مدينا بذلك المنهج الأثري النظري الذي درج عليه في تفسيره العظيم" (١).

إن التّفسير الذي قصده الشيخ ابن عاشور في هذه العبارة هو تفسير يحيى بن سلّام" مؤسس طريقة التّفسير النّقدي أو الأثري النظري التي سار عليها من بعده ابن جرير الطبري" (٢) ، وهو الذي نضع اليوم قطعة منه بين أيدي القرّاء الكرام ،

__________________

(١) التفسير ورجاله ، دار الكتب الشرقية ، تونس ، ١٩٦٦ م ، ٢٧.

(٢) ن. م ، ٢٧.

١٠

بعد غياب استمرّ قرونا فصار نكرة وقد كان معروفا لدى القاصي والدّاني.

وفي البداية نعرّف بمؤلف هذا التّفسير وبالمنهج الذي سار عليه فيه ، ثم نعمد إلى ضبط رواياته ونسخه والمقدار المتبقّي منه.

التعريف بيحيى بن سلّام (١)

هو يحيى بن سلّام (السّلام) بن أبي ثعلبة التّيمي البصري ، المغربي. ولد بالكوفة سنة ١٢٤ ه‍ / ٧٤١ ثم تحوّل مع أبيه إلى البصرة حيث اشتغل بتلقّي العلوم ، فأخذ عن الحسن بن دينار ، والربيع بن صبيح (١٦٠ ه‍ / ٧٧٧ م) والمبارك ابن فضالة ، وقرّة بن خالد (١٥٦ ه‍ / ٧٧٣ م) وهم من تلامذة الحسن البصري. وجلس إلى سعيد بن أبي عروبة (١٥٦ ه‍ / ٧٧٣ م) والخليل بن مرّة (١٦٠ ه‍ / ٧٧٧ م) وحمّاد بن سلمة (١٦٧ ه‍ / ٧٨٤ م) وهم من تلاميذ قتادة (١١٨ ه‍ / ٧٣٦ م).

ثم رحل في طلب العلم فحضر دروس سفيان الثوري (١٦١ ه‍ / ٧٧٨ م) بالكوفة ، وجلس بالمدينة إلى الإمام مالك (١٧٩ ه‍ / ٧٩٦ م). ثم انتقل إلى مصر ، وبها روى عن عبد الله بن لهيعة (١٧٤ ه‍ / ٧٩١ م) والليث بن سعد (١٧٥ ه‍ / ٧٩٢ م) وغيرهم.

ونقلت المصادر عن ابن سلّام أنه أخذ عن عدد من التابعين (٢). وقد وقفت في آخر تفسير سورة التوبة من تفسير ابن سلّام (٣) على جدول عنوانه : تسمية التابعين الذين لقيهم يحيى بن سلّام وكتب عنهم. وممّا يؤسف له أنّ حالة هذه الورقة غير جيّدة ، فهي مقطوعة على اليمين ، والكتابة فيها باهتة لم تتيسّر معها قراءة أغلب الأسماء. وممّا أمكن قراءته ما يلي :

ـ النّضر بن معبد (٤).

__________________

(١) انظر مصادر ترجمته في كتاب التصاريف ليحيى بن سلام ، تحقيق : هند شلبي ، الشركة التونسية للتوزيع ، تونس ، ١٩٧٩ م ، ٦٧ ، هامش : ٢ ، ٣ ؛ القراءات بإفريقية من الفتح إلى منتصف القرن الخامس الهجري ، هند شلبي ، الدار العربية للكتاب ، ١٩٨٣ ؛ مدرسة الحديث في القيروان ، الحسين بن محمد شواط ، الدار العالمية للكتاب الإسلامي ، الرياض ، الطبعة الأولى ، ١٤١١ ه‍ ، ٢ / ٧٧١.

(٢) معالم الإيمان للدبّاغ ، مكتبة الخانجي بمصر ، ١٩٦٨ م ، ١ / ٣٢٢.

(٣) مخطوط قطعة القيروان ، رتبي : ١٥٢.

(٤) لسان الميزان ، ابن حجر ، بيروت. طبعة ثانية ١٩٧١ م / ١٣٩٠ ه‍ ، ٦ / ١٦٥.

١١

ـ أبو طالوت. ولا ندري أيّهما المقصود : أبو طالوت البصري (١) أو أبو طالوت الشامي (٢) أو غيرهما.

ـ الصلت بن دينار (٣).

ـ عكرمة بن عمار (٤).

ـ داود بن قيس (٥).

ـ فطر بن خليفة (٦).

وذكر د. الحسين بن محمد شواط (٧) قمير بنت عمرو الكوفية (٨).

ولبعض هؤلاء روايات في تفسير ابن سلام كما سيتبيّن ذلك في تحقيق النص.

ولأسباب لم يقع التصريح بها وبقيت افتراضات محتملة (٩) ، انتقل يحيى بن سلام إلى إفريقية ، يعني القيروان ، ليمكث بها دهرّا (حوالي عشرين سنة) (١٠) كما قال ابن الجزري ، (١١) ، وبها ألقى تفسيره. وكانت له بين أهلها والحاكمين مكانة مرموقة لما تميّز به من تفوّق علمي ، وأخلاق عالية لم يؤثّر فيها تهمته بالإرجاء.

بثّ يحيى بن سلّام العلم ، وتلقّى عنه جماعة من المشرق والمغرب (١٢) ، ومنهم من روى عنه التفسير وغيره من تآليفه.

مغادرة يحيى بن سلّام القيروان

ذكرت المصادر أنّ عمران بن مجالد الربعيّ ثار على إبراهيم بن الأغلب ، وكان يحيى بن سلّام قد طلب له الأمان من أبي العبّاس عبد الله بن إبراهيم بن الأغلب ، فأمّنه ثمّ قتله بعد ذلك (١٣) ، فقرّر ابن سلام مغادرة القيروان بعد ما أخفر

__________________

(١) تهذيب التهذيب ، ابن حجر ، حيدر أباد الدكن ، ط. أولى ، ١٣٢٥ ه‍ ٦ / ٣١٦.

(٢) ن. م ، ١٢ / ١٣٦. (٣) ن. م ، ٤ / ٤٣٤.

(٤) ن. م ، ٧ / ٢٦١. (٥) ن. م ، ٣ / ١٩٨.

(٦) ن. م ، ٨ / ٣٠٠.

(٧) مدرسة الحديث ، ٢ / ٧٧٤.

(٨) تهذيب التهذيب ، ١٢ / ٤٤٦.

(٩) التصاريف ، ٧٢.

(١٠) ن. م ، ٧٠.

(١١) غاية النهاية ، ٢ / ٣٧٣.

(١٢) مدرسة الحديث ، ٢ / ٧٧٧.

(١٣) الحلّة السّيراء ، ابن الأبّار ، تحقيق د. حسين مؤنس ، الطبعة الأولى ، ١٩٦٣.

١٢

فيها العهد على يديه. فخرج إلى مصر مع ابنه محمّد ، ومنها قصد إلى الحجّ وبعد عودته إلى مصر توفي ودفن بالمقطّم وذلك سنة ٢٠٠ ه‍ / ٨١٥ م (١).

مؤلفات يحيى بن سلّام

نكتفي باستعراض العناوين التي نسبت إلى يحيى بن سلّام أو بدا أنّها من تأليفه ، ونحيل في الهامش على من فصّل الكلام في ذلك.

١ ـ التفسير وهو موضوع هذا الكتاب (٢).

٢ ـ كتاب التصاريف : تفسير القرآن ممّا اشتبهت أسماؤه وتصرّفت معانيه (٣).

٣ ـ كتاب الجامع. وقد بدا للأستاذ حسن حسني عبد الوهاب أنه كتاب على نمط كتاب الموطأ (٤).

٤ ـ كتاب الأشربة (٥).

٥ ـ اختيارات في الفقه (٦).

شهادة العلماء في يحيى بن سلام

ليحيى بن سلام مكانة مرموقة في نظر العلماء. فممّن زكّاه من المغاربة أبو العرب في طبقاته (٧) ، والدبّاغ في معالمه (٨). ومن بين من اعترف له بالفضل من المشارقة ابن أبي حاتم في كتابه الجرح والتعديل (٩).

غير أنّ بعضهم ضعّف روايته مثل ابن عديّ (١٠) ، ولكن الأمر لم يصل إلى عدم كتابة حديثه (١١). وكان في نظر الجميع" ذا علم بالكتاب والسّنّة ومعرفة

__________________

(١) طبقات أبي العرب ، ١١١.

(٢) معالم الإيمان ، ١ / ٣٢٦ ؛ غاية النهاية لابن الجزري ، ٢ / ٣٧٣.

(٣) طبع بتحقيق هند شلبي ، الشركة التونسية للتوزيع ، ١٩٧٩.

(٤) كتاب العمر ، بيت الحكمة ، قرطاج ، ١٩٩٠ ، ١ / ١٠٢. بمكتبة القيروان رقم : ١٥٨ ورقتان من الكتاب الثالث من البيوع جزم ح. ح. عبد الوهاب أنها من كتاب الجامع المذكور. ن. م.

(٥) ن. م ، ١ / ١٠٢ ؛ التصاريف ، ٨٤.

(٦) ن. م. ١ / ١٠٢ ؛ التصاريف ، ٨٣.

(٧) طبقات أبي العرب ، ١١١.

(٨) معالم الإيمان ، ١ / ٣٢٦.

(٩) الجرح والتعديل ٩ / ١٥٥.

(١٠) ميزان الاعتدال للذهبي ، ٧ / ١٨٣.

(١١) لسان الميزان ، ابن حجر ، ٦ / ٢٦٠.

١٣

اللّغة العربية" (١).

تفسير يحيى بن سلّام

جاء في كتاب : «التفسير والمفسّرون» للذّهبي قوله : " إنّ تفسير ابن جرير هو التفسير الذي له الأوليّة بين كتب التفسير ، أولية زمنية وأوّلية من ناحية الفنّ والصّناعة" (٢).

ويعني بالأولية الزمنية أنه" أقدم كتاب في التفسير وصل إلينا" (٣). لكنّ الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور (١٣٩٠ ه‍ / ١٩٧٠ م) ذكر أن أقدم التفاسير الموجودة اليوم على الإطلاق هو تفسير يحيى بن سلام (٤).

والمقصود بكلام الشيخ أن هذه الأقدمية إنما هي باعتبار تناول المفسّر جميع السور القرآنية بجميع آياتها بالبيان ، وفق منهج جديد هو المنهج الأثري النظري الذي كنا أشرنا إليه قريبا. وهذا أمر واقع بالفعل ، فإنه لم يذكر أحد أنه يوجد اليوم بين أيدي النّاس تفسير أقدم من تفسير ابن سلام ألّف على هذا المنهج. وبهذا ندفع الاعتراض الذي تقدّم به د. الحسين بن محمد شواط على كلام الشيخ ابن عاشور ، حيث أكّد وجود تفاسير للتابعين مطبوعة كاملة مثّل لها بتفسير مجاهد ، وهو تفسير يتعلّق بجميع سور القرآن الكريم من سورة البقرة إلى سورة النّاس. أما سورة الفاتحة فقد نقل المحقق ما ورد فيها عن مجاهد في تفسير الطبري (٥).

إنّ تناول الآيات في تفسير مجاهد لم يكن شاملا. فإنّه لم يفسر من سورة الكهف مثلا ، وعدد آيها ١١٠ آيات ، إلّا ٣٨ آية ، ولم يفسّر من سورة المؤمنون ، وعدد آيها ١١٨ آية ، إلّا ٢١ آية.

كذلك الشأن في تفسير سفيان الثوري ، فإن القطعة التي وصلتنا من هذا التفسير ، وإن كانت مبتورة الأوّل والآخر ، فإنّ تناول آيات السورة الواحدة فيه لم يكن مستوفى ، وكان عدد الآيات المفسرة فيه دون ما هو حاصل في تفسير مجاهد. فإنّه لم يفسّر من سورة الكهف سوى تسع آيات ، ومن سورة المؤمنون سوى ١٤ آية.

__________________

(١) طبقات القراء لابن الجزري ، ٢ / ٣٧٣.

(٢) التفسير والمفسرون ، ١ / ٢٠٩.

(٣) ن. م ، ١ / ٢٠٩.

(٤) التفسير ورجاله ، ٢٧.

(٥) مدرسة الحديث ، ٢ / ٩١٣.

١٤

ويظهر أن الثوري كان قاصدا لذلك ، فإنّه لم يكن يعجبه أن تفسّر السورة من أوّلها إلى آخرها (١).

ينتج عن هذا أنّ تناول يحيى بن سلّام لجميع آيات السورة بالتفسير يعتبر أمرا جديدا ، قد يكون ابن سلّام أوّل من قام به أو يكون من الأوائل الذين سنّوا هذه الطريقة في التّفسير.

أما المنهج ، فإن ابن سلّام وإن لم يكن يختلف فيه عن السابقين ، فهو يعتمد مثلهم الرواية بأسانيدها ، واللغة ، وعلوم القرآن ، لكنه أدخل عناصر جديدة لم نرها معتبرة لديهم يمكن أن نبرز منها ما يلي :

١ ـ تعديد الروايات في شرح الآية الواحدة. فهو في تفسير قوله تعالى : (أَهْلَ الذِّكْرِ)(٢) مثلا يستعرض تفسير الحسن ، وتفسير قتادة ، وتفسير السّدّي.

وفي تفسير قوله تعالى : (أَضْغاثُ أَحْلامٍ)(٣) ذكر تفسيره ثم تفسيرا لمجهول ، ثم تفسير قتادة ثم تفسير ابن مجاهد عن أبيه.

٢ ـ التوسّع في التفسير بذكر حكم شرعيّ ، أو رفع إبهام ، أو سرد أحداث قصّة ، أو استعراض أحداث موقف يزيد الآية بيانا.

٣ ـ الاهتمام بالإعراب وتعليله وكذلك بالتعليل في القراءات المختلفة.

٤ ـ الاهتمام ببيان نظم الآية وأثر ذلك في المعنى.

٥ ـ النقد والترجيح بين الأخبار التي تقدمها الرواية باستعمال عبارات دالة على ذلك كقوله : وبه يأخذ يحيى ، أو قوله : وهو أعجب إليّ ، أو قوله : لا يأخذ به يحيى.

إنّ المنهج الذي اتبعه ابن سلّام في تفسيره يبيّن النّقلة النوعية التي حصلت في التفسير عموما لذلك لا يمكن تصنيف كتابه بين التفاسير التي ظهرت قبله ، فهو يمثّل مرحلة تلت تلك التي توفّرت في مثل تفسير مجاهد ، ومهّدت لظهور مرحلة ثالثة تجسّمت بتميّز في تفسير الطبري.

والذي يمكن تأكيده هو أن الطبري قد اطّلع على تفسير ابن سلّام ، وقد يكون

__________________

(١) تفسير سفيان الثوري ، دار الكتب العلمية ، لبنان. الطبعة الأولى ١٤٠٣ ه‍ / ١٩٨٣ م ، ١٤ ، ه : ٣.

(٢) النحل ، ٤٣.

(٣) الأنبياء ، ٥.

١٥

ذلك قد تمّ عند قدومه إلى مصر فأخذه عن بعض مشائخها ، أو يكون قد حمل منه نسخة معه فتملّى منها بعد رجوعه من رحلته.

ومن المفيد أن أذكر أني قد وقفت في تفسير الطبري على رواية لمحمّد بن عبد الله بن عبد الحكم (ت ٢٦٨ ه‍ / ٨٨٢ م) فقيه أهل مصر وتلميذ يحيى بن سلّام (١) يرويها مباشرة عن يحيى بن سلّام ويرويها الطبري مباشرة عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. يقول الطبري : " هذا مع شهادة الخبر الذي حدثني به محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال حدثنا يحيى بن سلّام ..." (٢)

والمقارنة بين تفسيري الطبري وابن سلّام تبرز الشبه واضحا بينهما في المنهج ، والروايات ، وكثيرا ما يتفق الإسناد بينهما. كما يتفق كلاهما في اختيار القراءة التي يتبنّاها (٣). وسيظهر ذلك جليا للقارئ الكريم أثناء تحقيق نصّ التفسير حيث تكثر الإحالة على تفسير الطبري.

وهنا ينشأ سؤال عن الأسباب التي دعت إلى هذا التطور في كتابة التفسير. والإجابة التي يمكن تقديمها من خلال التفسير الذي نحن بصدده أنّ الذي دفع يحيى بن سلّام إلى هذا التوسّع حجما وكيفا قد يعود إلى أمرين اثنين :

الأمر الأول : كثرة الشيوخ الذين روى عنهم يحيى بن سلّام (٤). وهذا الأمر ، وإن لم ينفرد به ابن سلّام ، فإنّ الابتعاد عن عصر نشأة التفسير قد يكون سببا في رغبة تسجيل مرويات السابقين خوفا عليها من التلاشي.

الأمر الثاني : وهو الأهمّ ، إلقاء التفسير بالقيروان ، وهي منطقة نائية ، أهلها بحاجة إلى المزيد من المعرفة بأسرار العربية عموما وبمعاني القرآن والتعمّق بمعرفة أساليبه على وجه الخصوص ، كما أنّهم كانوا بحاجة إلى الاطلاع على المرويات الحديثية لأن العصر بالقيروان كان عصر تأسيس للثقافة الإسلامية ،

__________________

(١) كتاب الجرح والتعديل ، ابن أبي حاتم ، طبعة أولى ، حيدر أباد الدكن ، الهند ، ١٣٧٣ ه‍ / ١٩٥٣ م ، ٩ / ١٥٥.

(٢) تفسير الطبري ، الطبعة الثانية ، مصطفى البابي الحلبي ، ١٣٧٣ ه‍ / ١٩٥٤ م ، ٢ / ٢٥٠.

(٣) القراءات بإفريقية من الفتح إلى منتصف القرن الخامس الهجري ، هند شلبي ، الدار العربية للكتاب ، ١٩٨٣ ، ٨١ ، ٨٣.

(٤) ذكر الدباغ في معالمه أن يحيى لقي من العلماء ثلاثمائة وثلاثة وستين عالما سوى التابعين وهم أربعة وعشرون وامرأة تحدّث عن عائشة. ١ / ٣٢٢.

١٦

وعدد المحدّثين بها زمن قدوم يحيى بن سلّام إليها ، لم يكن كبيرا (١) ، فعبد الله ابن فرّوخ (١٧٦ ه‍ / ٧٩٣ م) ، معاصر ابن سلّام كان من أوائل من رحلوا إلى المشرق في طلب العلم (٢) وكان مع يحيى بن سلّام في عداد رجال الطبقة الثانية من فقهاء مدينة القيروان ، بعد الطبقة الأولى التي كان منها التابعون العشرة الذين أرسلهم عمر بن عبد العزيز ليفقهوا أهل القيروان سنة ٩٩ ـ ١٠٠ ه‍ / ٧١٨ ـ ٧١٩ م (٣). ومما يشهد ليحيى بن سلّام بشدّة اهتمامه بالحديث الإكثار من الروايات في التفسير ، وذلك ما دفع ابن أبي زمنين (٤) إلى اختصار ذلك التفسير فهو يقول :

" فإنّي قرأت كتاب يحيى بن سلّام في تفسير القرآن ، فوجدت تكرارا كثيرا وأحاديث ذكرها يقوم علم التفسير دونها ... فاختصرت فيه مكرّره وبعض أحاديثه" (٥).

هذا الذي ذكرناه يؤكّد مقاله الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور ويوضّح عملية التّطوّر المنطقي التي حصلت في كتابة التفسير ، فعلمنا بذلك أنّ ظهور تفسير الطبري لم يكن طفرة بل كان مرحلة تالية لأخرى مهّدت لها ومثّلها تفسير يحيى بن سلّام. فقد انتقل التفسير معه من مجرّد عملية النّقل إلى عملية الفهم والاستنباط مّما جعل بعضهم يقول :

يا ربّ معنى قد استنبطتّه فهما

فقيل يحفظ تفسير ابن سلّام (٦)

[البسيط]

الاهتمام بتفسير ابن سلّام

أ ـ رواة التفسير

اشتدّ الاهتمام بتفسير ابن سلّام منذ البداية ، واستمرّ ذلك قرونا متعاقبة. وممّا يشهد لذلك أسماء رواته والسماعات الكثيرة المسجّلة على نسخه الخطية المتعدّدة. ويظهر من النسخ المتبقية من تفسير ابن سلّام ، وكذلك ممّا ذكره ابن خير في

__________________

(١) مدرسة الحديث ، ٢ / ٥٤٣ وما بعدها.

(٢) ن. م ، ٢ / ٧٤٤.

(٣) معالم الإيمان ، ١ / ٢٠٣.

(٤) انظره لاحقا.

(٥) مختصر تفسير يحيى بن سلّام لابن أبي زمنين. مكتبة القرويين رقم : ٣٤ ، ورقة : ٢.

(٦) كتاب : أبو الحسن الحصري القيرواني ، محمد المرزوقي والجيلاني ابن الحاج يحيى ، مطبعة المنار ، ١٩٦٣ م ، ٣٦٩.

١٧

فهرسة شيوخه (١) أن بقاء هذا التفسير يعود الفضل فيه إلى راويين اثنين تلقياه مباشرة عن يحيى بن سلّام هما : محمد بن يحيى بن سلّام (٢) (ت ٢٦٢ ه‍ / ٨٧٦ م) وأبو داود أحمد بن موسى العطار (٣) (ت ٢٧٤ ه‍ / ٨٨٨ م) تلميذ يحيى بن سلّام.

رواية محمد بن يحيى بن سلّام عن أبيه يحيى بن سلّام

استمرّت هذه الرواية على يد العديد من الرّواة وقفنا على هؤلاء منهم :

١ ـ يحيى بن محمد بن يحيى بن سلّام (٤) (ت ٢٨٠ ه‍ / ٨٩٤ م).

٢ ـ الحسن بن علي؟ (٥).

٣ ـ أبو جعفر أحمد بن زياد (٦) (ت ٣١٩ ه‍ / ٩٣٢ م).

٤ ـ سعدون بن أحمد الخولاني (ت ٣٢٤ ه‍ / ٩٣٦ م).

٥ ـ موسى بن عبد الرحمن (٧). فهل هو أبو الأسود القطان (ت ٣٠٦ ه‍ / ٩١٩ م) الفقيه القيرواني (٨)؟ لا نملك ما يجعلنا نجزم بذلك.

وقد تسلسلت هذه الرواية حتى بلغت القرن السادس كما نرى ذلك في فهرسة ابن خير (٩).

رواية أبي داود أحمد بن موسى بن جرير العطّار

بلغنا من هذه الرواية ثلاث نسخ ، عرف اسم الشيخ المتلقّي في إحداها عن أبي داود وهو : أبو الحسن علي بن الحسن المرّي البجاني (١٠) (ت ٣٣٤ ه‍ / ٩٤٦ م) ، وهي ذاتها الرواية المذكورة في فهرسة ابن خير (١١). أما النسختان

__________________

(١) فهرسة ابن خير طبعة ثانية منقحة على الأصل المطبوع في مطبعة قومش بسرقسطة ١٨٩٣ م ، ١٣٨٢ ه‍ / ١٩٦٣ م ، ٥٦ ، ٥٧.

(٢) معالم الإيمان ، ٢ / ١٤٥.

(٣) ن. م ، ٢ / ١٥٨.

(٤) معالم الإيمان ، ٢ / ١٩٥. انظر مثلا قطعة منه في مكتبة القيروان ، رتبي ، ١٥٦.

(٥) فهرسة ابن خير ، ٥٦.

(٦) شجرة النور الزكية ، محمد مخلوف ، طبعة مصورة عن الطبعة الأولى ١٣٤٩ ه‍ ، بيروت ، ٨١ ؛ فهرسة ابن خير ، ٥٧.

(٧) شجرة النور ، ٨٢. فهرسة ابن خير ، ٥٧.

(٨) معالم الإيمان ، ٢ / ٣٣٥.

(٩) فهرسة ابن خير ، ٥٦. ٥٧.

(١٠) تاريخ رواة العلم بالأندلس ، ابن الفرضي ، طبعة مدريد ، ١ / ٢٥٨. انظر قطعة القيروان ، رتبي ١٧١ مثلا.

(١١) فهرسة ابن خير ، ٥٧.

١٨

الأخريان (١) فلا نعرف فيهما الشيخ الذي تلقى عن أبي داود ، إلّا أن النسخة القيروانية كتب في بعض قطعها عبارة : لإبراهيم بن محمد نفعه الله به (٢). وهذا التعبير يدلّ في القطع القيروانية غالبا على ناسخ القطعة.

وذكر ابن الفرضي شيخين رويا التفسير عن أبي داود وهما :

ـ محمد بن وضاح الصدفي (٣).

ـ ياسين بن محمد بن عبد الرحيم الأنصاري (٤) (ت حوالي ٣٢٠ ه‍ / ٩٣٢ م).

ومن الشيوخ الذين ألقوا تفسير ابن سلّام وذكرت أسماؤهم في السماعات المرسومة بقطع القيروان نذكر :

ـ الشيخ أبا حفص عمرون ، والشيخ أبا محمد قاسم ، والشيخ أبا الحسن علي بن عيوس الأنصاري ، والشيخة فاطمة ابنة أبي عبد الله محمد البحوري الخطيب. ولم نظفر بترجمة أي واحد من هؤلاء.

ب ـ مختصرات التفسير

من وجوه الاهتمام بهذا التفسير اشتغال العلماء باختصاره. وقد بلغنا من ذلك مختصران :

ـ مختصر ابن أبي زمنين (٥) (ت ٣٩٩ ه‍ / ١٠٠٩ م).

ـ مختصر هود بن محكّم الهوّاري من علماء القرن الثالث الهجري (٦).

أما مختصر أبي المطرّف عبد الرحمن بن مروان القنازعي (٧) (ت ٤١٣ ه‍ / ١٠٢٣ م) فإنّه لم يبلغنا.

__________________

(١) وهما : قطعة المكتبة العبدلية ومثل قطعة القيروان ، رتبي : ١٦١.

(٢) انظر مثلا القيروان ، رتبي : ١٦١.

(٣) ابن الفرضي ، ٢ / ٣٢.

(٤) ن. م ، ٢ / ٢١٠.

(٥) مكتبة القرويين ، ٣٤. انظر ترجمة ابن أبي زمنين في طبقات المفسرين للداودي. طبعة أولى ١٣٩٢ ه‍ / ١٩٧٢ م مطبعة الاستقلال الكبرى ، القاهرة ، ٢ / ١٦١.

(٦) طبع بتحقيق الأستاذ الفاضل بالحاج بن سعيد شريفي ، دار الغرب الإسلامي ، طبعة أولى ، ١٩٩٠ م ، ٤ أجزاء.

(٧) طبقات المفسرين ، ١ / ٢٨٧.

١٩

ج ـ اعتماد العلماء هذا التفسير

إنّ هذا الاهتمام الشديد بتفسير ابن سلّام بلغ ببعضهم إلى أن حفظه كما يحفظ القرآن (١). وقد اعتمده عدد من العلماء كأبي عبد الله القرطبي ، وأبي الفرج ابن الجوزي ، وابن حجر ، ومكي بن أبي طالب ، والسيوطي وغيرهم (٢).

لكن ذكر تفسير ابن سلّام خفت من بعد ردح من الزمن إلّا من بعض الشهادات التي تشهد للمفسّر ولكتابه بالتميّز (٣). ولعلّ السبب في ذلك يعود إلى تلاشي هذا التفسير وفقدان نسخه أيّام المحن التي عرفها العالم الإسلامي شرقا وغربا.

د. تحقيق تفسير ابن سلّام

اشتغل عدد من طلبة كلية الآداب بالجامعة التونسية بتحقيق أجزاء من تفسير ابن سلّام. وقد وقفت من ذلك على تحقيق الأساتذة الكرام :

ـ البشير المخينيني الذي حقق الجزءين ١٣ و ١٧.

ـ حمادي صمود الذي حقق الجزءين ١٦ و ١٨ (٤).

ـ الرشيد الغزي الذي حقق الجزءين ١٤ و ١٥.

ـ محسن ساسي الذي حقق الجزء ١٩ وأضاف إلى ذلك تحقيق سورتي يس والصّافّات من قطعة حسن حسني عبد الوهاب وسورة المجادلة من قطع القيروان.

وقد تقاسم أربعتهم تحقيق قطعة العبدلية (٥) بأجزائها السبعة المذكورة وبذلوا الجهد في تحقيق النص ، لكنّ تحقيقهم تعوزه المقارنة الشاملة بالرجوع إلى جميع نسخ هذا التفسير ، كما أنّه لم يعمد أحد منهم إلى نشر عمله فبقي التفسير على

__________________

(١) معالم الإيمان ، ٢ / ٢٤٨.

(٢) مختصر هود ، ١ / ٢٨ ؛ مكي بن أبي طالب وتفسير القرآن ، د. أحمد حسن فرحات ، دار الفرقان ، طبعة أولى ١٤٠٤ ه‍ / ١٩٨٣ م ، ١٨٦ ، ١٨٩. الإتقان السيوطي ، دار المعرفة ، بيروت ، ١ / ١٢. المكتفي في الوقف والابتداء ، أبو عمرو الدّاني ، تحقيق جابر زيدان مخلف ، مطبعة وزارة الأوقاف.

(٣) غاية النهاية ، ابن الجزري ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، الطبعة الثانية ١٤٠٠ ه‍ / ١٩٨٠ م ، ٢ / ٣٧٣.

(٤) ذكر د. الحسين بن محمد شواط ان الحواشي على هذا التحقيق كانت باللغة الفرنسية ، ومستنده في ذلك ما جاء في تحقيق كتاب التصاريف ، ص : ٧٠ ، ه ٤. ونقول ان الذي في ونشرت بمجلّةALBI عدد : ١٢٦ ، ٢ / ١٩٧٠ م ، ص ٢٢٧. ٢٤٢.

(٥) انظر تفصيل القول عن قطع تفسير ابن سلّام لاحقا.

٢٠