تفسير يحيى بن سلّام

التيمي البصري القيرواني

تفسير يحيى بن سلّام

المؤلف:

التيمي البصري القيرواني


المحقق: الدكتورة هند الشلبي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 978-2-7451-4440-5
الصفحات: ٤١٩
الجزء ١ الجزء ٢

سورة الشّعراء

تفسير سورة طسم الشّعراء (*) وهي مكّيّة كلّها

بسم الله الرّحمن الرّحيم

قوله : (طسم) (١)

حدثنا ابو داود قال حدثنا يحيى عن عثمان عن قتادة قال : هو اسم من أسماء الكتاب ، يعني القرآن. (١)

وقال الحسن : لا ادري ما تفسيرها غير ان قوما من السلف كانوا يقولون فيها وأشباهها : أسماء السور ومفاتحها.

وتفسير سعيد عن قتادة قال : اسم من اسماء القرآن أقسم به ربك.

قوله : (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ) (٢) هذه آيات الكتاب ، القرآن.

(الْمُبِينِ) (٢) البيّن.

قوله : (لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (٣)

المعلى عن ابي يحيى عن مجاهد قال : لعلك قاتل نفسك ان لم يؤمنوا بهذا القرآن اي فلا تفعل.

قوله : (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ) (٤) يعني فصارت أعناقهم.

(لَها) (٤) للآية.

__________________

(*) القطع المعتمدة في تحقيق سورة الشّعراء. الأم : ع. قطع المقارنة : ح. ح. عبد الوهاب ؛ القيروان : ١٧٧ ، ١٦٩.

(١) في الطبري ، ١٩ / ٥٨ : عن معمر عن قتادة ، اسم من اسماء القرآن.

١

(خاضِعِينَ) (٤) أي فظلّوا خاضعين لها اعناقهم. وهذا تفسير مجاهد. (١)

وذلك أنّهم كانوا يسألون النبي ان يأتيهم بآية ، فهذا جواب لقولهم.

قوله : (وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ) (٥) يعني القرآن.

(مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ) (٥)

قال قتادة : اي كلما نزل من القرآن شيء جحدوا به.

قال : (فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ) (٦) في الآخرة.

(أَنْبؤُا ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) (٦) في الدّنيا ، وهو عذاب النار ، فسيأتيهم تحقيق ذلك الخبر بدخولهم النار.

قوله : (أَوَلَمْ (٢) يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) (٧)

قال مجاهد : نبات ما يأكل الناس والأنعام. وكل ما ينبت في الأرض فالواحد منه زوج. وهذا على الاستفهام. اي قد (رأوا) (٣) كم انبتنا في الأرض من كل زوج كريم مما (رأوا) (٤).

قال : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً) (٨) لمعرفة بأن الذي أنبت هذه الأزواج في الأرض قادر على أن يحيي الموتى.

قال : (وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ)(٥) (٨) يعني من مضى من الامم.

قوله [عزوجل](٦) : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ) (٩) في نقمته.

(الرَّحِيمُ) (٩) بخلقه. فأما المؤمن فتتم عليه الرحمة في الآخرة ، واما الكافر فهو ما اعطاه في الدنيا ، فليس له الا رحمة الدنيا وهي زائلة عنه ، وليس له في الاخرة نصيب.

قوله [عزوجل](٧) : (وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ) (١١) أي فليتقوا الله.

__________________

(١) في الطبري ، ١٩ / ٥٩ ، فظلوا خاضعة اعناقهم لها.

(٢) في ع : الم.

(٣) في ع : راو.

(٤) ساقطة في كل النّسخ.

(٥) في ع : راو.

(٦) بداية المقارنة مع : ح. الورقة : [١]. إضافة من ح.

(٧) إضافة من ح.

٢

(قالَ) (١٢) موسى.

(رَبِ (١) إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (١٢) وَيَضِيقُ صَدْرِي) (١٣) فلا ينشرح بتبليغ الرسالة فشجعني حتى أبلّغ الرسالة.

(وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي) (١٣) للعقدة التي كانت في لسانه.

(فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ) (١٣) كقوله : (رَبِ (٢) اشْرَحْ لِي صَدْرِي (٢٥) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (٢٦) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي (٢٧) يَفْقَهُوا قَوْلِي (٢٨) وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي (٢٩) هارُونَ أَخِي (٣٠) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (٣١) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) (٣٢) (٣) ففعل الله ذلك به وأشركه معه في الرسالة.

[وقال السدي : (فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ) يعني (مع) (٤) هارون](٥). وهي تقرأ على وجهين :

(وَيَضِيقُ صَدْرِي) بالرفع ولا ينطلق لسانى ، والحرف الاخر (بالنصب) (٦) :

(وَيَضِيقُ صَدْرِي / وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي) [اي اني أخاف ان يكذبون ، وأخاف ان [٦٣ أ] (وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي)](٧).

قوله [عزوجل] : (٨) (وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ) (١٤)

[عاصم بن حكيم ان مجاهدا قال : قتل موسى النفس. (٩)

وقال قتادة : يعني النفس التي قتل](١٠) يعني القبطي الذي قتله خطأ حيث وكزه فمات.

(فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ) (١٤)

__________________

(١) ساقطة في ع.

(٢) ساقطة في ح.

(٣) طه ، ٢٥ ـ ٣٢.

(٤) هكذا في : ح ، ولعلها : معي ، حتّى يستقيم المعنى.

(٥) إضافة من ح.

(٦) في ح : النصب.

(٧) إضافة من ح. قرأ يعقوب بنصب القاف في ويضيق ولا ينطلق. انظر النشر ، ٢ / ٣٣٥ ، البحر المحيط ، ٧ / ٧.

(٨) إضافة من ح.

(٩) في تفسير مجاهد ، ٢ / ٤٥٩ : من قتل النفس التي قتل فيهم.

(١٠) إضافة من ح. في الطبري ، ١٩ / ٦٥ : عن معمر عن قتادة : قتل النفس.

٣

(قالَ) : (١٥) الله.

(كَلَّا) (١٥) ليسوا بالذين يصلون الى قتلك حتى تبلّغ عنّي الرسالة.

ثم استأنف الكلام فقال : (فَاذْهَبا بِآياتِنا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ) (١٥) كقوله : (إِنَّنِي (١) مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى)(٢).

(فَأْتِيا فِرْعَوْنَ فَقُولا) (١٦) يقول لموسى وهارون.

(إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ) (١٦) وهي كلمة من كلام العرب. يقول الرجل للرجل : من كان رسولك الى فلان؟ فيقول : فلان وفلان وفلان.

قوله : [عزوجل](٣) : (أَنْ أَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ) (١٧) ولا تمنعهم من الايمان ولا (تأخذ) (٤) منهم الجزية. وكان بنو إسرائيل في القبط بمنزلة اهل الجزية فينا (٥). وهو كقوله : (أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللهِ)(٦) يعني بني إسرائيل.

[قوله ...](٧) : (قالَ (٨) أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً) (١٨) [يعني (عبدا) (٩) وهو تفسير السدي. (وَلِيداً)](١٠) يقول : صغيرا.

قال يحيى : (بلغني) (١١) عن ابن عباس ان موسى لما دخل على فرعون عرفه عدو الله فقال : (أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ) (١٨) لم تدّع هذه النبوة التي تدّعيها اليوم.

قال يحيى : (بلغني) عن ابن عباس ان موسى لما دخل على فرعون قال له (فرعون): (١٢) من أنت؟ قال : انا رسول الله. قال ليس عن هذا أسألك ، ولكن

__________________

(١) في ع : اني. تمزيق في ح. (٢) طه ، ٤٦.

(٣) إضافة من ح. (٤) في ح : يأخذ.

(٥) بداية [٢] من ح. (٦) الدخان ، ١٨.

(٧) إضافة من ح بها تمزيق بقدر كلمتين هما على ما يبدو : عزوجل. بداية المقارنة مع مصورة من قطع القيروان لم اعثر عليها بين قطع القيروان بها ورقتان وهي تابعة ل : ١٧٧ تبدأ ب : بسم الله الرحمن الرحيم وصلّى الله على خاتم النبيين محمد. رقمها : ٨٠٨.

(٨) ساقطة في مصورة القيروان.

(٩) في مصورة القيروان : عندنا. ويبدو انها الصيغة الصحيحة. في ابن ابي زمنين ، ورقة : ٢٤٢ ، اي عندنا. وكذلك هي ف ياب محكّم ، ٣ / ٢٢٣.

(١٠) إضافة من ح.

(١١) في ح : ومصورة القيروان : بلغنا

(١٢) ساقطة في مصورة القيروان.

٤

من أنت ، وابن من انت؟ قال : انا موسى بن عمران. (فقال) (١) : (أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً) الى آخر الآية.

قوله [عزوجل](٢) : (وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ) (١٩) (يعني النفس التي قتل). (٣)

قال : (وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ) (١٩) لنعمتنا. اي إنّا ربّيناك.

وقال السدي : (مِنَ الْكافِرِينَ) [يعني الكافرين](٤) لنعمتي اذ ربيتك صغيرا واحسنت اليك.

وقال الحسن : (وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ) بأني إله.

(قالَ) (٢٠) موسى.

(فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) (٢٠)

[قال قتادة وهو تفسير السدي اي](٥) من الجاهلين (٦).

قال قتادة وهي كذلك في بعض القراءة (٧). وانما كان جهلا به ولم يعتمده ، اي لم يعتمد قتله.

(فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ) (٢١) [تفسير السدي يعني فهربت منكم]. (٨)

(لَمَّا خِفْتُكُمْ) (٢١) يعني حيث توجه تلقاء مدين.

(فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً) (٢١) النبوة.

(وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ) (٢١)

ثم قال : (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَ) (٢٢) لقول فرعون له : (وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ) لنعمتنا.

(أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ) (٢٢) موسى يقوله لفرعون. أراد الا يسوّغ عدو الله ما

__________________

(١) في مصورة القيروان : قال.

(٢) إضافة من ح.

(٣) في ح : ومصورة القيروان : قال قتادة : وقتلت النفس التي قتلت.

(٤) إضافة من ح ومصورة القيروان.

(٥) إضافة من ح ومصورة القيروان.

(٦) في الطبري ، ١٩ / ٦٧ : عن معمر عن قتادة.

(٧) في الطبري ، ١٩ / ٦٧ : عن ابن جريج انها قراءة ابن مسعود.

(٨) إضافة من ح ومصورة القيروان.

٥

امتن به عليه فقال : (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ) فاتخذت قومي عبيدا وكانوا احرارا ، واخذت اموالهم فأنفقت علي من اموالهم وربيتني (بها) (١) فأنا أحق بأموال قومي منك.

وتفسير مجاهد : (أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ) قهرت ، وعذّبت ، واستعملت بني إسرائيل. (٢)

وقال قتادة : قال موسى لفرعون : أتمنّ عليّ يا فرعون بأن اتخذت قومي عبيدا وكانوا احرارا فقهرتهم. (٣)

[وقال ابن مجاهد عن ابيه : قهرتهم]. (٤)

(قالَ فِرْعَوْنُ (٥) وَما رَبُّ الْعالَمِينَ (٢٣))

(قالَ) (٢٤) موسى.

(رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ) (٢٤) قالَ) (٢٥) فرعون.

(لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ) (٢٥) اي الى ما يقول.

(قالَ) (٢٦) موسى.

(رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) (٢٦) جوابا لقوله في اول الكلام : (وَما رَبُّ الْعالَمِينَ).

(قالَ) : (٢٧) فرعون.

(إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ) (٢٧) في ما يدعي.

(لَمَجْنُونٌ (٢٧) قالَ) (٢٨) موسى.

(رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) (٢٨) وهذا تبع للكلام الاول :

(وَما رَبُّ الْعالَمِينَ).

(قالَ) (٢٩) فرعون.

(لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ) (٢٩) لأخلدنك في السجن.

(قالَ) (٣٠) له موسى.

__________________

(١) في ح : منها.

(٢) في تفسير مجاهد ، ١٩ / ٤٦٠ ، قهرتهم واستعبدتهم واستعملتهم.

(٣) في الطبري ، ١٩ / ٦٩ : عن عمر عن قتادة : أتمنّ علي ان اتخذت انت بني اسرائيل عبيدا.

(٤) إضافة من ح.

(٥) بداية [٣] من ح.

٦

(أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ) (٣٠) بيّن.

(قالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (٣١)

[قال](١) : (فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ) (٣٢) حية اشعر ، ذكر ، (يكاد يسرط) (٢) فرعون ، غرزت ذنبها في الأرض ورفعت صدرها ورأسها ، وأهوت الى عدو الله لتأخذه ، فجعل يميل ويقول : يا موسى خذها ، يا موسى خذها. فأخذها موسى.

قال : (وَنَزَعَ يَدَهُ) (٣٣) أدخل يده في جيب قميصه (ثم اخرجها. فهو) (٣) قوله : (وَنَزَعَ يَدَهُ) (أي اخرج يده). (٤)

(فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ) (٣٣) (يغشى البصر من بياضها). (٥)

[حدثني](٦) قرة بن خالد عن الحسن قال : اخرجها والله كأنها مصباح.

(قالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ) (٣٤) فرعون يقوله.

(إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ) (٣٤) بالسحر.

(يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَما ذا تَأْمُرُونَ) (٣٥) (فأراد) (٧) قتله. فقال له صاحبه : لا تقتله فانما هو ساحر ، ومتى ما تقتله ادخلت على الناس في امره شبهة ولكن (أَرْجِهْ وَأَخاهُ) (٣٦) أخّره وأخاه [فانما هو ساحر ، ومتى ما تقتله](٨) ، في تفسير الحسن.

وقال قتادة : احبسه وأخاه.

(وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ) (٣٦) يحشرون عليك السحرة.

(يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ) (٣٧) بالسحر.

قال الله : (فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) (٣٨) وهو قوله : (مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ

__________________

(١) إضافة من ح.

(٢) في ح : تكاد تسترط.

(٣) في ح : فاخرجها وهو.

(٤) ساقطة في ح.

(٥) في ح : يعشي البصر بياضها.

(٦) إضافة من ح.

(٧) في ح : وأراد.

(٨) إضافة من ح وهي عبارة مرّت قريبا.

٧

الزِّينَةِ (١) يَوْمُ الزِّينَةِ)(٢) يوم عيد لهم كان يجتمع فيه اهل القرى والناس ، فأراد موسى ان يفضحه على رؤوس الناس.

قال : (وَقِيلَ لِلنَّاسِ) (٣٩) قاله بعضهم لبعض.

(هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (٣٩) لَعَلَّنا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كانُوا هُمُ الْغالِبِينَ (٤٠) فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ قالُوا لِفِرْعَوْنَ أَإِنَ (٣) لَنا لَأَجْراً) (٤١) على الاستفهام.

(إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ)(٤)(٤١)

(قالَ) (٤٢) [فرعون]. (٥)

(نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) (٤٢) في العطية والقربة في المنزلة في تفسير الحسن.

[٦٣ ب] وقال قتادة : في / العطية والفضيلة.

(قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ (٤٣))

(فَأَلْقَوْا حِبالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ) (٤٤) [بعظمة فرعون في تفسير السدي]. (٦)

(إِنَّا لَنَحْنُ الْغالِبُونَ (٤٤) فَأَلْقى مُوسى عَصاهُ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ) (٤٥) (تسرط) (٧) حبالهم وعصيهم. لما القوا حبالهم وعصيهم خيّل الى موسى ان حبالهم وعصيهم حيات كما كانت عصا موسى. فألقى موسى عصاه فاذا هي أعظم من حياتهم. ثم رقوا فازدادت (حياتهم) (٨) وعصيهم (عظما في اعين الناس) (٩) وجعلت عصا موسى تعظم وهم يرقون حتى أنفذوا سحرهم ، فلم يبق منه شيء. وعظمت عصا موسى حتى سدّت الافق. ثم فتحت فاها فابتلعت ما ألقوا. ثم اخذ موسى عصاه بيده ، فاذا حبالهم وعصيّهم قد ذهبت. فهو قوله : (فَأَلْقى مُوسى عَصاهُ فَإِذا هِيَ (تَلْقَفُ (١٠) ما يَأْفِكُونَ).

__________________

(١) طه ، ٥٩.

(٢) ساقطة في ح.

(٣) بداية [٤] من ح.

(٤) في ح : إضافة : فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ قالُوا ويبدو انه خطأ من الناسخ.

(٥) إضافة من ح.

(٦) نفس الملاحظة.

(٧) في ح : تسترط.

(٨) في ح : حبالهم.

(٩) في ح : في اعين الناس عظما.

(١٠) في ح : تلق.

٨

(فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ (٤٦) قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ (٤٧) رَبِّ مُوسى وَهارُونَ (٤٨) قالَ آمَنْتُمْ لَهُ) (٤٩) أصدقتموه.

(قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ) (٤٩) (أي) (١) [لعالمكم في علم السحر ، ولم يكن اكبرهم في السن. وهذا تفسير السدي.

قال](٢) : (الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ) (٤٩) اليد اليمنى والرجل اليسرى.

(وَ (لَأُصَلِّبَنَّكُمْ (٣) أَجْمَعِينَ (٤٩) قالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ (٥٠) إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا أَنْ كُنَّا) (٥١) (يعني بان كنا). (٤)

(أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ) (٥١) من السحرة.

[وقال السدي : (أَنْ كُنَّا) بان كنا (أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ) اول المصدقين من بني إسرائيل لما جاء به موسى]. (٥)

سعيد عن قتادة قال : كانوا أوّل النهار سحرة وآخره شهداء.

قوله : [عزوجل](٦) (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي) (٥٢) اي ليلا.

وقد قال في آية أخرى : (فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلاً)(٧).

تفسير ابن مجاهد عن ابيه ان موسى وبني إسرائيل لما خرجوا تلك الليلة (٨) كسف (بالقمر) (٩) وأظلمت الأرض. (١٠)

قال : (إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ) (٥٢) اي يتبعكم فرعون وقومه.

(فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ (٥٣) إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ) (٥٤)

__________________

(١) في ح : يعني.

(٢) إضافة من ح.

(٣) في ع : لاصلبتكم.

(٤) ساقطة في ح.

(٥) إضافة من ح.

(٦) إضافة من ح.

(٧) الدخان ، ٢٣.

(٨) بداية [٥] من ح.

(٩) في ح : القمر.

(١٠) إضافة من ح. جاء في تفسير مجاهد ٢ / ٤٦١ في تفسير الآية : ٦٠ من السورة ما يلي : خرج اصحاب موسى ليلا وكسف القمر تلك الليلة واظلمت الأرض ...

٩

[يعني هم قليل (١) في (كثير) (٢). وكان اصحاب موسى ستمائة ألف ، وفرعون وأصحابه ستة آلاف الف. هذا تفسير السدي]. (٣)

[وعن](٤) سعيد عن قتادة قال : ذكر لنا ان بني إسرائيل (الذين) (٥) قطع بهم موسى البحر كانوا ست مائة الف مقاتل ، بني عشرين سنة فصاعدا.

وقال الحسن : سوى الحشم.

قال قتادة : (كان مقدمة فرعون) (٦) ألف ألف حصان ومائتي الف [الف](٧) حصان.

قال يحيى : (و) (٨) بلغني ان جميع جنوده كانوا أربعين الف ألف.

قال : (وَإِنَّهُمْ (٩) لَنا لَغائِظُونَ (٥٥) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ) (٥٦) متسلحون.

[عن ابيه قال](١٠) : [و](١١) حدثني (١٢) يونس بن اسحاق عن ابيه قال : سمعت الاسود بن يزيد يقرأ هذا الحرف : وإنا لجميع حذرون (١٣).

وفي حديث نعيم بن يحيى عن زكرياء عن ابي اسحاق عن الاسود بن يزيد حذرون [يقول] : (١٤) (مقوون). (١٥)

قال يحيى : وسمعت بعضهم يقول : حذرون في القوة والسلاح.

__________________

(١) بداية المقارنة مع ١٧٧ ، ورقة : [١].

(٢) في ١٧٧ : كرل.

(٣) إضافة من ح و ١٧٧.

(٤) إضافة من ١٧٧.

(٥) في ح : الذى.

(٦) في ح : و ١٧٧ فاتبعهم فرعون على.

(٧) إضافة من ح.

(٨) ساقطة في ح.

(٩) في ح : فانهم.

(١٠) إضافة من ١٧٧.

(١١) إضافة من ح.

(١٢) إضافة من ح و ١٧٧.

(١٣) قرأ ابن كثير ونافع وابو عمرو : حذرون بغير ألف. وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي : حاذِرُونَ بألف. ابن مجاهد ، ٤٧١.

(١٤) إضافة من ح و ١٧٧.

(١٥) في ١٧٧ : مقرون. في ابن محكّم ، ٣ / ٢٢٧ : معدّون. انظر نفس الإحالة ، هامش : (٢).

١٠

(فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٥٧) وَكُنُوزٍ) (٥٨) اي واموال.

(وَمَقامٍ كَرِيمٍ) (٥٨) اي منزل حسن.

وقال قتادة : (وَمَقامٍ كَرِيمٍ) أي في الدنيا.

[وقال السدي : (وَمَقامٍ كَرِيمٍ) يعني مسكنا حسنا]. (١)

قال : (كَذلِكَ) (٥٩) أي كذلك كان الخبر ، في تفسير الحسن.

وقال بعضهم : (كَذلِكَ) اي هكذا. ثم انقطع الكلام. ثم قال :

((وَأَوْرَثْناها (٢) بَنِي إِسْرائِيلَ) (٥٩) رجعوا الى مصر بعدما اهلك الله فرعون وقومه في تفسير الحسن.

(قال): (٣) (فَأَتْبَعُوهُمْ (٤) مُشْرِقِينَ) (٦٠)

قال قتادة : اتبع فرعون وجنوده موسى حين أشرقت الشمس.

رجع الى أوّل القصة (فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) (حيث) (٥) اتّبعوا بني إسرائيل صبيحة الليلة التي سروا فيها حين اشرقت الشمس.

(فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ) (٦١) جمع موسى وجمع فرعون.

(قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (٦١))

(قالَ) (٦٢) موسى.

(كَلَّا (٦) إِنَّ مَعِي رَبِّي (سَيَهْدِينِ)(٧) (٦٢) الطريق.

[عن ابيه عن](٨) سعيد عن قتادة قال : ذكر لنا ان مؤمن آل فرعون كان بين يدي نبي الله موسى يومئذ يسير ويقول : أين أمرت يا نبيّ الله؟ فيقول (له موسى) (٩) : أمامك ، فيقول له (المؤمن) (١٠) : وهل أمامي الا البحر؟ والله ما

__________________

(١) إضافة من ح و ١٧٧.

(٢) في ١٧٧ : فأورثناها بالفاء.

(٣) ساقطة في ح.

(٤) في ع : واتبعوهم بالواو.

(٥) في ١٧٧ : حين.

(٦) بداية [٦] من ح.

(٧) في ع : سيهديني.

(٨) إضافة من ١٧٧.

(٩) ساقطة في ١٧٧.

(١٠) نفس الملاحظة.

١١

كذبت ولا كذبت. ثم يسير ساعة ثم يلتفت فيقول : (١) اين أمرت يا نبي الله؟ فيقول : أمامك ، فيقول : وهل امامي الا البحر؟ [فقال](٢) : والله ما كذبت ولا كذبت. ثم يسير ساعة ثم يلتفت [فيقول] : (٣) اين أمرت يا نبي الله؟ فيقول : امامك. (يقول) (٤) وهل امامي الا البحر؟ والله ما كذبت ولا كذبت ، حتى دخلوا البحر.

قوله [عزوجل](٥) : (فَأَوْحَيْنا (٦) إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ) (٦٣)

جاءه جبريل على فرس فامره (ان) (٧) يضرب البحر بعصاه ، فضربه ، [موسى](٨) بعصاه.

(فَانْفَلَقَ) (٦٣) البحر.

(فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ) (٦٣)

قال قتادة : [و](٩) الطود الجبل ، اي كالجبل العظيم ، صار اثني عشر طريقا لكل سبط طريق ، وصار ما بين كل طريقين منه مثل (القناطر) (١٠) ينظر بعضهم الى بعض.

قال : (وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ) (٦٤)

قال قتادة : يقول : (ادنينا) (١١) فرعون وجنوده الى البحر.

(قال) (١٢) : (وَأَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (٦٥) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ) (٦٦)

[عن ابيه عن](١٣) سعيد عن قتادة قال : ذكر لنا انه لما خرج آخر اصحاب موسى ودخل آخر اصحاب فرعون (تغطمط) (١٤) البحر عليهم (فاغرقهم). (١٥)

__________________

(١) بداية [٢] من ١٧٧.

(٢) إضافة من ح.

(٣) إضافة من ح و ١٧٧.

(٤) في ح ١٧٧ : فيقول.

(٥) إضافة من ح.

(٦) في ع : وأوحينا.

(٧) في ١٧٧ : بان.

(٨) إضافة من ح و ١٧٧.

(٩) نفس الملاحظة.

(١٠) في ح : القناطير.

(١١) في ع : اذنينا.

(١٢) في ١٧٧ : قوله.

(١٣) إضافة من ١٧٧.

(١٤) تغطمط : الغطمطة : اضطراب الامواج. لسان العرب ، مادة : غطمط.

(١٥) في ح : و ١٧٧ ففرقهم.

١٢

قال : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً) (٦٧) لعبرة لمن اعتبر ، وحذر ان ينزل به ما نزل بهم.

قال : (وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (٦٧) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (٦٨) وهي مثل الاولى.

قوله [عزوجل](١) : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ) (٦٩) واقرأ عليهم.

(نَبَأَ إِبْراهِيمَ) (٦٩) خبر إبراهيم.

(إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ (٧٠) قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها) (٧١) فنصير [٦٤ أ] لها.

[وقال السدي : (فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ) (٧١) أي فنقيم لها عابدين.

وقال قتادة](٢) : (عاكِفِينَ) اي عابدين.

(قالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ) (٧٢)

[قال قتادة : أي هل تجيبكم آلهتكم اذا دعوتموهم]. (٣)

(أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ) (٧٣) [اي](٤) (هل) (٥) يسمعون دعاءكم اذا دعوتموهم لرغبة يعطونكموها ، او لضرّاء (٦) يكشفونها عنكم. اي انها لا تسمع ولا تنفع ولا تضر.

(قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ) (٧٤) فلم تكن لهم حجة فقالوا هذا القول وليس لهم (حجة). (٧)

(قالَ) (٧٥) إبراهيم.

(أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (٧٥) أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (٧٦) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ) (٧٧)

__________________

(١) إضافة من ح.

(٢) إضافة من ح و ١٧٧.

(٣) نفس الملاحظة.

(٤) نفس الملاحظة.

(٥) في ١٧٧ : فهل.

(٦) بداية [٧] من ح.

(٧) في ح و ١٧٧ : بحجة.

١٣

يقول : انتم وآباؤكم عدوّ لي الا من عبد رب العالمين من آبائكم الاولين ، فانه ليس لي بعدوّ. وهذا تفسير (١) الحسن.

وقال الكلبي : [يعني](٢) ما خلطوا بعبادتهم رب العالمين ، فانهم عدوّ لي.

قال : (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ) (٧٨) الذي خلقني وهداني.

(وَالَّذِي هُوَ (يُطْعِمُنِي (٣) وَيَسْقِينِ (٧٩) وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (٨٠) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ) (٨١) يعني البعث.

(وَالَّذِي أَطْمَعُ) (٨٢) (وهو) (٤) طمع اليقين.

(أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) (٨٢) يوم يدين الله الناس فيه بأعمالهم في تفسير قتادة.

وقال مجاهد : يوم الحساب وهو واحد.

وقوله : (خَطِيئَتِي) [تفسير مجاهد](٥) يعني (قوله) (٦) (انه) (٧) (سَقِيمٌ)(٨).

وقوله : (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا)(٩) ، وقوله لسارة : إن سألوك فقولي انك اختي.

(قال يحيى): (١٠) وحدثنيه همام عن قتادة عن انس بن مالك عن النبي [صلى‌الله‌عليه‌وسلم]. (١١)

قوله [عزوجل](١٢) : (رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً) (٨٣) ثبتني على النبوة.

(وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) (٨٣) اهل الجنة.

(وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) (٨٤) [في الاخرة](١٣). فليس من اهل دين

__________________

(١) بداية [٣] من ١٧٧.

(٢) إضافة من ح و ١٧٧.

(٣) في ح : يطعموني.

(٤) في ح و ١٧٧ : وهذا.

(٥) إضافة من ح و ١٧٧.

(٦) في ١٧٧ : بقوله.

(٧) في ح و ١٧٧ : اني.

(٨) انظر الصّافّات ، الاية ، ٨٩.

(٩) الأنبياء ، ٦٣.

(١٠) ساقطة في ح. في ١٧٧ : قال.

(١١) إضافة من ح.

(١٢) إضافة من ح.

(١٣) نفس الملاحظة.

١٤

الا وهم يتولونه ويحبونه. (وهي) (١) مثل قوله : (وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ)(٢) اي ابقينا عليه في الاخرين الثّناء الحسن.

قوله [عزوجل](٣) : (وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ) (٨٥) وهو اسم من اسماء الجنة.

(وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ) (٨٦) قال إبراهيم هذا في حياة أبيه ، وكان في طمع من ان يؤمن ، فلما مات تبين له انه من اهل النّار فلم يدع له.

قوله [عزوجل](٤) : (وَلا تُخْزِنِي (يَوْمَ يُبْعَثُونَ)(٥) (٨٧) [يعني ولا تعذبني. تفسير السدي ، (يَوْمَ يُبْعَثُونَ)]. (٦)

[عن ابيه قال](٧) : [حدثني](٨) ابو الاشهب عن الحسن قال : ان ابا إبراهيم يأخذ بحجزة إبراهيم يوم القيامة (فيقول) (٩) إبراهيم : يا رب وعدتني (١٠) الّا تخزني. فبينما (هو) (١١) كذلك افلتت يده منه فلم يره الا وهو يهوي في النار كانه ضبعان (١٢) أمدر (١٣) ، فأعرض بوجهه وامسك بأنفه وقال : يا رب ليس بأبي ، ليس بأبي.

[وعن](١٤) الحسن بن دينار عن حميد بن هلال عن قيس بن عباد قال : بينما الناس على ذبابة الجسر ، يعني جسر جهنم ، اذ جاء رجل هو احد عباد الله الصالحين قال الحسن بن دينار : و (حدثنا) (١٥) الحسن ان رسول الله (عليه‌السلام) (١٦) قال : هو إبراهيم. (و) (١٧) قال قيس بن عباد (وهو) (١٨) آخذ بيد ابيه فقال : ربّ ، أبي وقضيت الّا (تخزيني) (١٩). فما (يزال) (٢٠) متعلقا به (٢١) حتى

__________________

(١) في ح : وهو. (٢) الصّافّات ، ١٠٨.

(٣) إضافة من ح. (٤) نفس الملاحظة.

(٥) ساقطة في ح. (٦) إضافة من ح و ١٧٧.

(٧) إضافة من ١٧٧. (٨) إضافة من ح و ١٧٧.

(٩) في ١٧٧ : ويقول. (١٠) بداية [٨] من ح.

(١١) في ح ١٧٧ : هما.

(١٢) الضّبعان : ذكر الضباع. لسان العرب ، مادة : ضبع.

(١٣) امدر : على بطنه لمع من سلحه. لسان العرب ، مادة : مدر.

(١٤) إضافة من ١٧٧. (١٥) في ح : ا.

(١٦) في ح و ١٧٧ : صلى‌الله‌عليه‌وسلم. (١٧) ساقطة في ١٧٧.

(١٨) في ح : هو. (١٩) في ع و ١٧٧ : تحزني.

(٢٠) في ١٧٧ : زال. (٢١) بداية [٤] من ١٧٧.

١٥

يحوله الله في صورة ضبعان أمدر فيرسله ويقول : لست بأبي.

قوله [عزوجل](١) : (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ (٨٨) إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (٨٩)

[قال قتادة : اي](٢) من الشرك (في تفسير سعيد عن قتادة). (٣)

قوله [عزوجل](٤) : (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ) (٩٠) أي وأدنيت الجنة للمتقين (في تفسير سعيد عن قتادة). (٥)

(وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ) (٩١) اي ونحيت ، أظهرت الجحيم ، النار.

(لِلْغاوِينَ) (٩١) [اي](٦) للضالين ، المشركين.

(وَقِيلَ لَهُمْ) (٩٢) (اي) (٧) للضالين.

(أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (٩٢) مِنْ دُونِ اللهِ) (٩٣) يعني الشياطين (٨) الذين دعوهم الى عبادة من عبدوا [من](٩) دون الله.

(هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ) (٩٣) يعني هل يمنعونكم من عذاب الله.

(أَوْ يَنْتَصِرُونَ) (٩٣) او يمتنعون من عذاب الله.

قال : (فَكُبْكِبُوا فِيها)(١٠) (٩٤) فقذفوا فيها يعني المشركين.

(هُمْ وَالْغاوُونَ) (٩٤)

قال قتادة : (وَالْغاوُونَ) الشياطين. (١١)

قال : (وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (٩٥) قالُوا) (٩٦) قال المشركون للشياطين.

__________________

(١) إضافة من ح.

(٢) إضافة من ح و ١٧٧.

(٣) ساقطة في ح و ١٧٧. في الطبري ، ١٩ / ٨٧ عن معمر عن قتادة.

(٤) إضافة من ح.

(٥) ساقطة في ١٧٧.

(٦) إضافة من ح ١٧٧

(٧) ساقطة في ح و ١٧٧.

(٨) في ١٧٧ : الشيطان.

(٩) إضافة من ح و ١٧٧.

(١٠) ساقطة في : ع و ١٧٧.

(١١) في الطبري ، ١٩ / ٨٨ عن معمر عن قتادة.

١٦

(وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ) (٩٦) (وهو تبرؤ) (١) بعضهم من بعض ولعن بعضهم (بعضا). (٢)

(تَاللهِ) (٩٧) قسم ، يقسمون بالله.

(إِنْ كُنَّا) (٩٧) في الدنيا.

(لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (٩٧) بيّن.

[وقال السدي : (تَاللهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) [يقول](٣) : (والله) (٤) لقد كنا ((لَفِي (٥) ضَلالٍ مُبِينٍ)](٦).

(إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ) (٩٨) اي نتخذكم آلهة.

(وَما أَضَلَّنا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ) (٩٩) اي الشياطين هم اضلونا لما دعوهم اليه من عبادة الاوثان.

(فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ) (١٠٠) يشفع لنا اليوم عند الله حتى لا يعذبنا.

(وَلا (٧) صَدِيقٍ حَمِيمٍ) (١٠١) اي شفيق في تفسير مجاهد (٨) ، يحمل عنا من ذنوبنا كما كان يحمل الحميم عن حميمه في الدنيا.

وهي في تفسير الحسن : القرابة ، كما يحمل ذو القرابة عن قرابته ، والصديق عن صديقه.

[وقال السدي : (وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) يعني قريب القرابة](٩). قالوا هذا حين شفع للمذنبين من المؤمنين فأخرجوا منها كقوله : (فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ)(١٠).

(فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً) (١٠٢) رجعة الى الدنيا.

__________________

(١) في ع و ١٧٧ : تبري.

(٢) في ١٧٧ : بعض.

(٣) إضافة من ١٧٧.

(٤) في ١٧٧ : تالله.

(٥) في ١٧٧ : في.

(٦) إضافة من ح و ١٧٧.

(٧) بداية [٩] من ح.

(٨) الطبري ، ١٩ / ٨٩.

(٩) إضافة من ح و ١٧٧.

(١٠) المدّثّر ، ٤٨.

١٧

(فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (١٠٢)

قال الله : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٠٣) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (١٠٤) وهي مثل الأولى.

قوله [عزوجل](١) (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) (١٠٥) يعني نوحا.

(إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ) (١٠٦) اخوهم في النسب وليس بأخيهم في الدين.

(أَلا تَتَّقُونَ) (١٠٦) [يقول : الا تخشون الله. وهو تفسير السدي]. (٢) يأمرهم ان يتقوا الله.

(إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) (١٠٧) على ما جئتكم به.

(فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٠٨))

(وَما أَسْئَلُكُمْ (عَلَيْهِ)(٣) (١٠٩) على ما جئتكم به من الهدى.

(مِنْ أَجْرٍ (٤) إِنْ أَجْرِيَ) (١٠٩) ان ثوابي.

(إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (١٠٩) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١١٠))

(قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ) (١١١) انصدقك.

(وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) (١١١)

قال قتادة : سفلة الناس وأراذلهم اي وسقطهم.

قال (وَما عِلْمِي بِما كانُوا / يَعْمَلُونَ) (١١٢) اي بما يعملون ، انما أقبل منهم الظّاهر وليس لي بباطن أمرهم علم.

(إِنْ حِسابُهُمْ) (١١٣) يعني ما جزاؤهم. وهو تفسير السدي.

(إِلَّا عَلى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (١١٣) وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ) (١١٤) يعنيهم.

(إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (١١٥) قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ) (١١٦) عما تدعونا اليه وعن ذم آلهتنا وشتمها.

(لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) (١١٦)

قال قتادة : بالحجارة ، فلنقتلنك بها.

__________________

(١) إضافة من ح.

(٢) إضافة من ح و ١٧٧.

(٣) ساقطة في : ع.

(٤) في ع : وح و ١٧٧ اجرا.

١٨

(قالَ) (١١٧) نوح.

(رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (١١٧) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً) (١١٨)

[قال قتادة : اقض بيني وبينهم قضاء]. (١)

(وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (١١٨) والفتح القضاء. واذا قضى الله بين النبي وقومه هلكوا. وهذا حيث أمر بالدعاء عليهم ، فاستجيب له ، فأهلكهم الله ونجاه ومن معه من المؤمنين.

قال : (فَأَنْجَيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ (٢) فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) (١١٩) والمشحون الموقر بحمله مما حمل نوح في السفينة من كل زوجين اثنين ومن معه من المؤمنين. كان معه امرأته وثلاثة بنين له : سام ، وحام ، ويافث ، ونساؤهم ، فجميعهم ثمانية.

قال : (ثُمَّ أَغْرَقْنا بَعْدُ) (١٢٠) من انجينا في السفينة.

(الْباقِينَ) (١٢٠) وهم قوم نوح. وفيها تقديم ثم اغرقنا الباقين بعد.

(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٢١))

(وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (١٢٢) وهي مثل الاولى.

قوله [عزوجل](٣) : (كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ) (١٢٣) يعني هودا [اخوهم]. (٤)

(إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ) (١٢٤) اخوهم (في النسب) (٥) وليس بأخيهم في الدين.

(أَلا تَتَّقُونَ) (١٢٤) (الله) (٦) [يقول : الا تخشون الله. تفسير السدي]. (٧)

يأمرهم (ان يتقوا) (٨) الله.

(إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) (١٢٥) على ما جئتكم به.

(فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٢٦) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ) (١٢٧) اي على ما جئتكم به.

__________________

(١) إضافة من ح و ١٧٧.

(٢) بداية [١٠] من ح.

(٣) إضافة من ح.

(٤) إضافة من ١٧٧.

(٥) مكررة في ١٧٧.

(٦) ساقطة في ح و ١٧٧.

(٧) إضافة من ح و ١٧٧.

(٨) مكررة في ح.

١٩

(مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ) (١٢٧) (و) (١) ثوابي.

(إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (١٢٧) أَتَبْنُونَ) (١٢٨) على الاستفهام ، اي قد فعلتم.

(بِكُلِّ رِيعٍ) (١٢٨) اي بكل (٢) طريق في تفسير قتادة. (٣)

وقال ابن مجاهد عن ابيه : بكل فج (٤) بين جبلين.

(آيَةً) (١٢٨) اي علما.

(تَعْبَثُونَ) (١٢٨) تلعبون.

وقال ابن مجاهد عن ابيه (انه) (٥) بنيان.

قال : (وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ) (١٢٩)

قال الحسن : البناء.

وقال الكلبي : القصور.

قال يحيى : ويقال مصانع للماء.

(لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ) (١٢٩) في الدنيا ، اي لا تخلدون فيها.

[عن ابيه قال](٦) : (حدثني) (٧) إسرائيل بن يونس والخليل بن مرة عن قتادة قال : كانت في الحرف الاول : وتتخذون مصانع كأنكم تخلدون (٨) [فيها]. (٩)

وتفسير سعيد عن قتادة قال : في بعض القراءة : كأنكم خالدون (في الدنيا). (١٠)

قوله [عزوجل](١١) : (وَإِذا بَطَشْتُمْ) (١٣٠) بالمؤمنين.

__________________

(١) في ح و ١٧٧ : ان.

(٢) بداية [٦] من ١٧٧.

(٣) في الطبري ، ١٩ / ٩٤ : عن معمر عن قتادة.

(٤) في تفسير مجاهد ، ٢ / ٤٦٣ : بكل فج. وفي الطبري ، ١٩ / ٩٤ ، عن مجاهد : الثنية الصغيرة. شرف ومنظر بين جبلين.

(٥) في ح : آية. غير معجمة في ١٧٧.

(٦) إضافة من ١٧٧.

(٧) في ١٧٧ : حدثنا.

(٨) في الطبري ، ١٩ / ٩٦ عن معمر عن قتادة.

(٩) إضافة من ح.

(١٠) ساقطة في ح و ١٧٧.

(١١) إضافة من ح.

٢٠