تفسير يحيى بن سلّام

التيمي البصري القيرواني

تفسير يحيى بن سلّام

المؤلف:

التيمي البصري القيرواني


المحقق: الدكتورة هند الشلبي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 978-2-7451-4440-5
الصفحات: ٤١٩
الجزء ١ الجزء ٢

الْعالَمِينَ)(١) كقوله : (وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ)(٢) واشباه ذلك.

قوله [عزوجل](٣) : (هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ) (٣٩) خلفا بعد خلف

(فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ) (٣٩) يثاب عليه النار.

(وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتاً وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَساراً) (٣٩) قوله [عزوجل](٤) : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَرُونِي ما ذا / خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ) (٤٠) يعني في الأرض. وهو تفسير السدي.

(أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ) (٤٠) في خلق السماوات ، على الاستفهام. اي لم يخلقوا فيها مع الله شيئا.

[(أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً) (٤٠) (في ما) (٥) هم عليه من الشرك.

(فَهُمْ عَلى) (بينت) (٦) (مِنْهُ) (٤٠) اي لم يفعل كقوله](٧) : (أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ) (بما) (٨) هم عليه من الشرك ، (فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ)(٩).

قال : (بَلْ إِنْ يَعِدُ (الظَّالِمُونَ) (٤٠) (١٠) المشركون.

(بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلَّا غُرُوراً) (٤٠) يعني الشياطين التي دعتهم الى عبادة الاوثان والمشركين الذين دعا بعضهم بعضا الى ذلك.

قوله [عزوجل](١١) : (إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا) (٤١) يعني

__________________

(١) العنكبوت ، ١٠.

(٢) التغابن ، ٤.

(٣) إضافة من ح.

(٤) نفس الملاحظة.

(٥) في ٢٤٩ : بما.

(٦) في ٢٤٩ : بيان. كتبت اللفظة في ح بالالف هكذا : بينات. بينما رسمت في المصحف على هذا النحو : بينت بدون الف وبتاء. والقراءة بالالف هي قراءة نافع وابن عامر وابي بكر والكسائي ، وحجتهم انها مرسومة في المصاحف بالتاء فدل ذلك على الجمع. وقرأ الباقون بغير الف ... وانما كتبوها بالتاء كما كتبوا" بَقِيَّتُ اللهِ (هود ، ٨٦) بالتاء ... حجة القراءات ، ابو زرعة عبد الرحمن بن زنجلة ، ط. اولى ، ١٣٩٤ / ١٩٧٤ منشورات جامعة بنغازي.

(٧) إضافة من ح و ٢٤٩. بداية [١٧١] من ح.

(٨) في ح : في ما. يبدو انها اصلحت بالطرة لوضع الناسخ علامة : صح على العبارة لكن بالطرة تمزيقا ذهب بالاصلاح.

(٩) الزخرف ، ٢١.

(١٠) في ٢٤٩ : الضالمون.

(١١) إضافة من ح.

٣٠١

لئلا تزولا. [وهو تفسير السدي]. (١)

(وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ) (٤١) وهذه صفة.

يقول : ان (زالتا) (٢) ولن تزولا.

قال (يحيى): (٣) اخبرني صاحب لي عن الأعمش عمن حدثه عن عبد الله بن مسعود ان رجلا جاء اليه فرأى عبد الله بن مسعود عليه اثر السفر فقال : من اين قدمت؟ قال : من الشام. قال : فمن لقيت؟ قال : لقيت فلانا وفلانا ، [قال](٤) : ولقيت كعب الاحبار. قال : فما حدثك؟ قال : حدثني ان السماوات تدور على منكبي ملك. قال : ليتك افتديت من لقيك اياه براحلتك ورحلك. كذب كعب. ان الله يقول : (إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً) (٤١)

وقوله : (غَفُوراً)(٥) لمن آمن.

قوله [عزوجل](٦) : (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِيرٌ (لَيَكُونُنَّ) (٧) أَهْدى مِنْ (إِحْدَى (٨) الْأُمَمِ) (٤٢) كقوله : (وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ (١٦٧) لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٦٨) لَكُنَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) (١٦٩) (٩).

قال الله : (فَلَمَّا جاءَهُمْ نَذِيرٌ) (٤٢) محمد [صلى‌الله‌عليه‌وسلم]. (١٠)

(ما زادَهُمْ) (٤٢) ذلك.

(إِلَّا نُفُوراً) (٤٢) عن الايمان.

(اسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ) (٤٣) عن عبادة الله.

(وَمَكْرَ السَّيِّئِ) (٤٣) الشرك وما يمكرون برسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](١١).

وبدينه. وقال في اية اخرى : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا)(١٢).

قال : (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) (٤٣) وهذا وعيد لهم.

__________________

(١) إضافة من ح و ٢٤٩.

(٢) في ح : زالت.

(٣) ساقطة في ح و ٢٤٩.

(٤) إضافة من ٢٤٩.

(٥) في ٢٤٩ : غفور.

(٦) إضافة من ح.

(٧) في ٢٤٩ : ليكوبن.

(٨) في ٢٤٩ : احدا.

(٩) الصّافّات ، ١٦٧. ١٦٩.

(١٠) إضافة من ح.

(١١) إضافة من ح. في ٢٤٩ : عليه‌السلام.

(١٢) الأنفال ، ٣٠.

٣٠٢

قال : (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ) (٤٣) سنة الله في الاولين كقوله : (سُنَّتَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ)(١) المشركين انهم [كانوا](٢) اذا كذبوا (رسولهم) (٣) اهلكهم (الله) (٤) (فيؤمنون) (٥) عند نزول العذاب ، فلا يقبل ذلك منهم.

قال : (فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلاً) (٤٣) لا (تبدال) (٦) بها غيرها.

(وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً) (٤٣) (٧) لا تحول. وأخّر عذاب كفار آخر هذه الأمة الى النفخة الاولى بالاستئصال ، بها يكون هلاكهم. وقد عذب اوائل مشركي هذه الامة بالسيف يوم بدر. (٨)

(قال) (٩) [عزوجل](١٠) : (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ (فَيَنْظُرُوا (١١) كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) (٤٤) اي بلى قد ساروا ، فلو تفكّروا فيما اهلك الله به الامم فيحذروا ان ينزل بهم [ما نزل بهم](١٢) وكان عاقبة الذين من قبلهم ان (دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ)(١٣) ثم صيرهم الى النار.

(وَكانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَما كانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ) (٤٤) ليسبقه.

(مِنْ شَيْءٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ) (٤٤) حتى لا يقدر عليه.

(إِنَّهُ كانَ عَلِيماً قَدِيراً) (٤٤) قادرا.

(قال) (١٤) [عزوجل](١٥) : (وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا) (٤٥) بما عملوا.

(ما تَرَكَ عَلى (ظَهْرِها (١٦) مِنْ دَابَّةٍ) (٤٥) لحبس عنهم القطر فهلك ما في الأرض من دابة.

(وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ) (٤٥) يعني المشركين.

__________________

(١) غافر ، ٨٥.

(٢) إضافة من ح.

(٣) في ح و ٢٤٩ : رسلهم.

(٤) ساقطة في ح و ٢٤٩.

(٥) في ٢٤٩ : فيومنوا.

(٦) هكذا في ع ، ولم اقف عليها في معجم لسان العرب. في ح و ٢٤٩ : يبدل.

(٧) بداية [١٧٢] من ح.

(٨) بداية [١٢] من ٢٤٩ ورقمها : ٧١٩.

(٩) في ح : قوله.

(١٠) إضافة من ح.

(١١) في ٢٤٩ : فينضروا.

(١٢) إضافة من ح و ٢٤٩.

(١٣) محمد ، ١٠.

(١٤) في ح : قوله.

(١٥) إضافة من ح.

(١٦) في ٢٤٩ : ضهرها.

٣٠٣

(إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) (٤٥) الساعة بها يكون هلاك كفار آخر هذه الأمة.

(فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ) (٤٥) الساعة.

(فَإِنَّ اللهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً)(١) (٤٥).

__________________

(١) جاء في ختام تفسير هذه السورة في ع ما يلي : تم الجزء التاسع عشر بحمد الله وعونه وصلّى الله على محمد النبي المبارك المهدى وسلم تسليما.

٣٠٤

سورة يس

تفسير سورة يس (*) وهي مكّيّة كلّها

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله (عزوجل) (١) : (يس) (١)

(حدثنا) (٢) عثمان عن قتادة قال : يا انسان. والسين حرف من (اسم) (٣) الانسان. يقول النبي (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (٤) : يا انسان. (٥)

(وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ) (٢) (المحكم). (٦)

(إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (٣))

(عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٤) اقسم للنبي عليه‌السلام ب (وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (٢) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (٣) عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٤) على دين مستقيم.

والصراط ، الطريق المستقيم الى الجنة.

(تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) (٥) يعني القرآن ، هو تنزيل العزيز الرحيم ، نزل مع جبريل على محمد (صلى‌الله‌عليه‌وسلم). (٧)

(قوله عزوجل) (٨) : (لِتُنْذِرَ قَوْماً) (٦) [يعني](٩) قريشا.

(ما أُنْذِرَ (آباؤُهُمْ)(١٠) (٦)

(ا) (١١) سعيد عن قتادة قال : قال (بعضهم) (١٢) : لتنذر قوما لم ينذر

__________________

(*) القطع المعتمدة في تحقيق سورة يس : الأم : ح. قطعة المقارنة : القيروان ، ٢٤٩.

(١) ساقطة في ٢٤٩.

(٢) نفس الملاحظة.

(٣) في ٢٤٩ : اسما ا.

(٤) في ٢٤٩ : عليه‌السلام.

(٥) في الطبري ، ٢٢ / ١٤٨ سعيد عن قتادة : كل هجاء في القرآن اسم من اسماء القرآن.

(٦) ساقطة في ٢٤٩.

(٧) نفس الملاحظة.

(٨) في ٢٤٩ : قال.

(٩) إضافة من ٢٤٩.

(١٠) في ٢٤٩ : ابباهم.

(١١) ساقطة في ٢٤٩.

(١٢) في ٢٤٩ : بعظهم.

٣٠٥

(اباؤهم) (١). وقال بعضهم : (بالذي) (٢) انذر آباؤهم. (٣)

قال يحيى [من قال](٤) : لم ينذر آباؤهم يعني مثل قوله : (ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ)(٥) يعني قريشا. ومن قال : (مثل) (٦) الذي انذر اباؤهم فيأخذها من هذه الاية :

(أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جاءَهُمْ ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الْأَوَّلِينَ)(٧) / يعني من كانوا قبل قريش.

وتفسير السدي : (لِتُنْذِرَ قَوْماً) [يعني](٨) لتحذر قوما ما في القران من الوعيد ((ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ)) (٩) كما انذر اباؤهم ، يعني كما حذر آباؤهم.

قال : (فَهُمْ غافِلُونَ) (٦) عما جاءهم به النبي (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (١٠) في غفلة من البعث.

(لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ) (٧) [لقد سبق القول]. (١١)

(عَلى أَكْثَرِهِمْ) (٧) يعني من لا يؤمن.

قال : (فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٧) إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ) (٨) فهم فيما (يدعوهم) (١٢) اليه من الهدى بمنزلة الذي في عنقه الغل فهو لا يستطيع ان يبسط يده. لا يقبلون الهدى.

و (التّقمّح) (١٣) فيما حدثني نصر بن طريف عن ايوب عن عكرمة عن ابن عباس قال : (فَهُمْ مُقْمَحُونَ) يداه الى عنقه.

__________________

(١) في ٢٤٩ : ابباوهم.

(٢) في ٢٤٩ : الذي.

(٣) في الطبري ، ٢٢ / ١٥٠ : سعيد عن قتادة ... قال بعضهم : (لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ) من انذار الناس قبلهم. وقال بعضهم : (لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ) اي هذه الامة لم يأتهم نذير حتى جاءهم محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٤) إضافة من ٢٤٩.

(٥) القصص ، ٤٦ ؛ السجدة ، ٣.

(٦) ساقطة في ٢٤٩.

(٧) المؤمنون ، ٦٨. بداية [١٧٣] من ح. سوف نعتبر في الترقيم المسجل بالطرة في تحقيق النص ترقيم القطعة : ح باعتبارها هي القطعة الأم بداية من الورقة : [١٧٣] الى اخر ورقة في القطعة وهي الورقة : [٢٠٧].

(٨) إضافة من ٢٤٩.

(٩) ساقطة في ٢٤٩.

(١٠) في ٢٤٩ : عليه‌السلام.

(١١) إضافة من ٢٤٩.

(١٢) في ٢٤٩ : تدعوهم.

(١٣) في ٢٤٩ : المقمح.

٣٠٦

والأذقان فيما ذكره سعيد عن قتادة ، الوجوه (١) اي قد غلت يده فهي عند وجهه.

وتفسير الحسن : المقمح الطامح ببصره ، (الذي) (٢) لا يبصر موطىء قدمه ، اي حيث يطأ ، (أي) (٣) لا (يبصر) (٤) الهدى.

عثمان عن عمرو عن الحسن قال : (فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ) مغلولة عن الخير.

وقال ابن مجاهد عن ابيه : رافعوا (٥) رؤوسهم ، وايديهم (موضوعة) (٦) على أفواههم. (٧)

قال : (وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا) (٩)

(ا) (٨) نصر بن طريف عن ايوب عن عكرمة قال : (مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا) قال : ما صنع الله فهو سدّ ، وما صنع (ابن آدم) (٩) فهو سدّ.

وقد قالوا : (وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ)(١٠) فلا نبصر ما تقول.

قال : (فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) (٩) الهدى وهذا كله كقوله : (وَأَضَلَّهُ (١١) اللهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً)(١٢). [و](١٣) قوله : (وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ) فلا يسمع الهدى وعلى (قَلْبِهِ) فلا يقبل الهدى ، (وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً) فلا يبصر الهدى (فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ)(١٤) اي لا احد.

وبعضهم يقول : (وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا) ما كان عليه اباؤهم من امر الجاهلية (وَمِنْ خَلْفِهِمْ) من خلف ابائهم (سَدًّا) يعنيهم ، وهو تكذيبهم (بالبعث). (١٥)

__________________

(١) في الطبري ، ٢٢ / ١٥١ : عن سعيد عن قتادة إِنَّا جَعَلْنا .. مُقْمَحُونَ اي فهم مغلولون عن كل خير.

(٢) ساقطة في ٢٤٩.

(٣) نفس الملاحظة.

(٤) في ٢٤٩ : يبصرون.

(٥) بداية [٧٢٠] من ٢٤٩.

(٦) في ٢٤٩ : موظوعة.

(٧) تفسير مجاهد ، ٢ / ٥٣٣ مع إضافة : يعني اغلالهم في الاخر.

(٨) ساقطة في ٢٤٩.

(٩) في ٢٤٩ : الناس.

(١٠) فصلت ، ٥.

(١١) في ٢٤٩ : اظله.

(١٢) الجاثية ، ٢٣.

(١٣) إضافة من ٢٤٩.

(١٤) الجاثية ، ٢٣.

(١٥) في ٢٤٩ : بالغيب.

٣٠٧

(فَأَغْشَيْناهُمْ) (٩) يعني ظلمة الكفر.

(فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) (٩) الهدى.

[١٧٤] (قوله عزوجل) (١) : (وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ / أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (١٠)

قال السدي : يعني ان انذرت الكفار ام لم تنذرهم فهو عليهم سواء يعني الذين لا يؤمنون.

(إِنَّما تُنْذِرُ) (١١) انّما يقبل نذارتك (فينتذر) (٢) (كقوله فيتعظ). (٣)

(مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ) (١١) يعني القرآن ، كقوله : (إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ)(٤).

قال : (وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ) (١١) في السر ، قلبه مخلص بالايمان.

قال : (فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ) (١١) لذنبه.

(وَأَجْرٍ كَرِيمٍ) (١١) اي وثواب كريم ، الجنة.

قوله (عزوجل) (٥) : (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى) (١٢) يعني البعث.

(وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ) (١٢) كقوله : (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ)(٦).

(ما قَدَّمُوا) ما عملوا من خير وشر. (وَآثارَهُمْ) ما اخروا من سنة حسنة فعمل بها بعدهم فلهم مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من اجورهم شيء ، او سنة سيئة فعمل بها بعدهم فإن عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من اوزارهم شيء.

(ا) (٧) ابو الاشهب عن الحسن قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم): (٨)

«ايما داع دعا الى هدى فاتبع فله مثل اجر من اتبعه ولا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، وايما داع دعا الى ضلالة (فاتبع) (٩) فعليه مثل وزر من اتبعه [و](١٠) لا ينقص ذلك من اوزارهم شيئا».

__________________

(١) في ٢٤٩ : قال.

(٢) في ٢٤٩ : فتنذر.

(٣) في ٢٤٩ : كقولك فيتعض.

(٤) فاطر ، ١٨.

(٥) ساقطة في ٢٤٩.

(٦) الانفطار ، ٥.

(٧) ساقطة في ٢٤٩.

(٨) في ٢٤٩ : عليه‌السلام.

(٩) ساقطة في ٢٤٩.

(١٠) إضافة من ٢٤٩.

٣٠٨

سعيد عن قتادة عن عمر بن عبد العزيز قال : (وَآثارَهُمْ) (خطوهم). (١)

قال قتادة : لو كان الله مغفلا شيئا ، اي تاركا شيئا من شأنك يا ابن آدم لا يحصيه لأغفل هذه الاثار التي تعفوها الرياح (٢).

سفيان بن سعيد الثوري عن الأعمش عن ابي الضحى عن مسروق قال : ما خطا عبد خطوة الا (كتب) (٣) له حسنة او سيئة.

قال : (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) (١٢) اي في كتاب.

(مُبِينٍ) (١٢) بيّن ، يعني اللوح (٤) المحفوظ ، وهو تفسير السدي.

نعيم بن يحيى عن الأعمش عن ابي ظبيان عن ابن عباس قال : اول ما خلق الله القلم ، فقال : اكتب قال : (رب) (٥) ما اكتب؟ قال ما هو كائن ، فجرى القلم بما هو كائن) (٦) الى يوم القيامة. فاعمال العباد تعرض في كل يوم اثنين وخميس فيجدونه على ما في الكتاب.

قوله / (عزوجل) (٧) : (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ) (١٣) وهي [١٧٥] انطاكية (٨).

(إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (١٣) إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ) (١٤)

تفسير ابن مجاهد عن ابيه : فشددنا بثالث. (٩)

وتفسير السدي : يعني فشددنا ، يعني فقويناهما بثالث. انه ارسل اليهما نبيان فقتلوهما ، ثم ارسل الله اليهم الثالث.

قال : (فَقالُوا)(١٠) (١٤) يعني الأولين قبل الثالث والثالث بعدهما.

(إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (١٤) قالُوا ما أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا) (١٥) وجحدوا انهم

__________________

(١) في ٢٤٩ : حضهم.

(٢) في الطبري ، ٢٢ / ١٥٥ : سعيد عن قتادة (وءاثارهم) قال : قال الحسن : وَآثارَهُمْ قال : خطاهم. وقال قتادة : لو كان مغفلا شيئا من شأنك يا ابن ادم اغفل ما تعفي الرياح من هذه الاثار.

(٣) في ٢٤٩ : كتبت.

(٤) بداية [٧٢١] من ٢٤٩.

(٥) في ٢٤٩ : ربي.

(٦) في ٢٤٩ : لكاين.

(٧) ساقطة في ٢٤٩.

(٨) انطاكية : قصبة العواصم من الثغور الشامية. معجم البلدان ، مادة انطاكية.

(٩) تفسير مجاهد ، ٢ / ٥٣٤.

(١٠) في ح : فقال. تمزيق في ٢٤٩.

٣٠٩

رسل. (وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (١٥) قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (١٦) وَما عَلَيْنا إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (١٧) قالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ) (١٨) تشاء منا بكم.

سعيد عن قتادة قال : قالوا ان أصابنا سوء فهو من قبلكم. (١)

(لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ) (١٨) لنقتلنكم في تفسير الحسن وغيره ، غير ان الحسن قال : لنرجمنكم بالحجارة حتى (نقتلكم) (٢) بها.

وقال السدي : (لَنَرْجُمَنَّكُمْ) يعني (لنقتلنكم). (٣)

(وَ (لَيَمَسَّنَّكُمْ (٤) مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ) (١٨) موجع قبل ان نقتلكم.

(قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ) (١٩) اي عملكم معكم فيما حدثني المبارك عن الحسن وسعيد عن قتادة. (٥)

(أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ) (١٩) يعني وعظتم. تفسير السدي.

(ا) (٦) سعيد عن قتادة قال : قالت لهم الرسل : [(أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ) اي](٧) (ائن) (٨) ذكّرناكم بالله (تطيرتم) (٩) بنا (١٠). على الاستفهام.

ومقرأ قتادة فيها بالتشديد : (ذُكِّرْتُمْ)(١١).

(بَلْ (١٢) أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ) (١٩) مشركون.

قال : (وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ) (٢٠) انطاكية.

(رَجُلٌ يَسْعى) (٢٠) يعني يسرع ، وهو حبيب النجار.

(قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (٢٠) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (٢١) وَما لِيَ (لا أَعْبُدُ (١٣) الَّذِي فَطَرَنِي) (٢٢) (خلقني) (١٤).

__________________

(١) في الطبري ، ٢٢ / ١٥٧ : سعيد عن قتادة ... قالوا إن أصابنا شر فانما هو من اجلكم.

(٢) في ٢٤٩ : نقتلوكم.

(٣) في ٢٤٩ : لنقتلكم.

(٤) في ٢٤٩ : لا يمسنكم.

(٥) في الطبري ، ٢٢ / ١٥٧ : سعيد عن قتادة اي اعمالكم معكم.

(٦) ساقطة في ٢٤٩.

(٧) إضافة من ٢٤٩.

(٨) في ٢٤٩ : ان.

(٩) في ٢٤٩ : تطايرتم.

(١٠) الطبري ، ٢٢ / ١٥٨.

(١١) جاء في البحر المحيط ، ٧ / ٣٢٨ : قرأ الجمهور : ذُكِّرْتُمْ بتشديد الكاف. وأبو جعفر ... وقتادة بتخفيفها.

(١٢) في ٢٤٩ : بلا.

(١٣) في ٢٤٩ : لا عبد.

(١٤) ساقطة في ٢٤٩.

٣١٠

(وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (٢٢) يوم القيامة.

(أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً) (٢٣) على الاستفهام.

(إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ (بِضُرٍّ) (١) لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ) (٢٣) يعني الالهة.

(شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ) (٢٣) من (ضري). (٢)

(إِنِّي إِذاً لَفِي (ضَلالٍ (٣) مُبِينٍ) (٢٤) يعني في خسران بيّن في تفسير السدي.

(قوله عزوجل) (٤) : (إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ) (٢٥)

[١٧٦] المعلى عن ابي يحيى عن مجاهد (٥) قال : كان رجلا من قوم يونس وكان (به) (٦) / جذام وكان يطيف بالهتهم يدعوها ، اذ مرّ على قوم مجتمعين ، فاتاهم فاذا هم قد قتلوا نبيّين ، فبعث الله اليهم الثالث ، فلما سمع قوله : قال : يا عبد الله ان معي ذهبا فهل انت آخذه مني واتبعك وتدعو الله لي؟ قال : لا اريد ذهبك ، ولكن اتّبعني. فلما راى الذي به دعا الله له فبرأ (٧) ، فلما رأى ما صنع به (قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (٢٠) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً) (٢١) لما كان عرض عليه من الذهب فلم يقبله منه (وَهُمْ مُهْتَدُونَ (٢١) وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي) (٢٢) خلقني (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٢) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً) (٢٣) لما كان يدعو آلهتهم لما به من الجذام فلم يغن عنه شيئا (وَلا يُنْقِذُونِ) من ضري يعني الجذام الذي كان به.

(إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٤) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ) (٢٥) اي فاستمعوا قولي فاقبلوه. فدعاهم الى الايمان. وليس هذا الحرف من تفسير مجاهد.

قال مجاهد : فلما سمعوه قتلوه.

__________________

(١) في ٢٤٩ : بظر.

(٢) في ٢٤٩ : ظرى.

(٣) في ٢٤٩ : ظلال.

(٤) ساقطة في ٢٤٩.

(٥) نهاية المقارنة مع ٢٤٩. جاء في اخر القطعة ٢٤٩ ما يلي : يتلوه : (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ). تم الجزء الحادي والثلاثون من التفسير بحمد الله ونعمته وصلّى الله على محمد. كتاب ابي العرب محمد بن احمد بن تميم الفقيه وصح عليه والحمد لله رب العالمين. قرأت؟ جميعه من ابي حفص عمرون بن محمد الفقيه سنة خمس واربعين وثلثمائة ...

(٦) تمزيق ب : ح ذهب بالحرف الثاني من : به. التكملة من ابن أبي زمنين ، ورقة : ٢٨٣.

(٧) برأ : اهل الحجاز يقولون برأت من المرض برءا بالفتح ، وسائر العرب يقولون برئت من المرض. لسان العرب ، مادة : برأ.

٣١١

ف (قِيلَ) (٢٦) له.

(ادْخُلِ الْجَنَّةَ)(١) (٢٦)

عاصم بن حكيم ان مجاهدا قال : وجبت لك الجنة. (٢)

ف (قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (٢٦))

(بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ) (٢٧) فنصحهم حيا وميتا.

قال الله : (وَما أَنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ) (٢٨) رسالة في تفسير مجاهد. (٣)

(وَما كُنَّا مُنْزِلِينَ) (٢٨)

والجند في تفسير الحسن الملائكة الذين يجيئون بالوحي الى الانبياء ، فانقطع عنهم الوحي واستوجبوا العذاب ، فجاءهم العذاب.

قال الله : (إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) (٢٩) الصيحة عند الحسن العذاب.

وقال السدي : صيحة اسرافيل.

(فَإِذا هُمْ خامِدُونَ) (٢٩) قد هلكوا.

قوله عزوجل : (يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) (٣٠)

سعيد عن قتادة قال : (يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ) في انفسهم. (٤)

(ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) فيا لك حسرة عليهم.

__________________

(١) في ابن ابي زمنين ، ورقة : ٢٨٣ : تفسير مجاهد قال : كان رجل من قوم يونس ، وكان به جذام فكان يطيف بآلهتهم يدعوها ، فلم يغن ذلك عنه شيئا. فبينما هو يوما اذ هو بجماعة فدنا؟ منهم؟ فاذا نبيء يدعوهم الى الله ، وقد قتلوا قبله اثنين. فدنا منه. فلما سمع كلام النبي قال : يا عبد الله ان معي ذهبا فهل انت اخذه مني واتبعك وتدعو الله لي؟ قال : لا اريد ذهبك ولكن اتبعني. فلما رأى الذي به دعا الله فبرأ ، فلما رأى ما صنع به (قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (٢٠) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً) لما كان عرض عليه من الذهب فلم يقبل منه (وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي) الى قوله : (فَاسْمَعُونِ) اي فاسمعوا مني قولي ، دعاهم الى الايمان. فلما سمعوه قتلوه فقيل له : (ادْخُلِ الْجَنَّةَ).

(٢) في الطبري ، ٢٢ / ١٦٢ : قيل قد وجبت له الجنة. قال ذاك حين رأى الثواب.

(٣) تفسير مجاهد ، ٢ / ٥٣٤.

(٤) في الطبري ، ٢٣ / ٢ : اي يا حسرة العباد على انفسها ، على ما ضيعت من امر الله وفرطت في جنب الله. قال : وفي بعض القراءات : يا حسرة العباد على انفسها.

٣١٢

قال يحيى مثل قوله : (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ)(١)

اذا كان القول من العباد قال العبد / يا حسرتا ، وقال القوم : يا حسرتنا.

(نما) (٢) اخبر الله ان تكذيبهم الرسل حسرة عليهم. وهذا من الصراخ بالنكرة / الموصوفة.

قوله عزوجل : (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ) (٣١) اي لا يرجعون الى الدنيا ، يعني من أهلك من الامم السالفة حين كذبوا رسلهم. يقول هذا لمشركي العرب. يقول : (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ) يحذرهم ان ينزل بهم ما نزل بهم.

قال : (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا) (٣٢) عندنا.

(مُحْضَرُونَ) (٣٢) يوم القيامة ، يعني الماضين والباقين.

وقال السدي : (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ) يعني الا جميع (لَدَيْنا مُحْضَرُونَ).

ومن خففها جعل اللام توكيدا للفعل.

قوله عزوجل : (وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ) (٣٣) يعني المجدبة. تفسير السدي.

(أَحْيَيْناها) (٣٣) بالنبات.

وقال يحيى : يعني بالميتة الأرض التي ليس فيها نبات.

وقال السدي : المجدبة ، اي الذي احياها بعد موتها قادر على ان يحيي الموتى.

قال : (وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (٣٣) وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ (٣٤) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ) (٣٥) أي لم تكن تعمله ايديهم ونحن انبتنا ما فيها.

وقال السدي : (وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ) لم يكن ذلك من فعلهم. وهو نحوه.

قال : (وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ (٣٤) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ) (٣٥) اي فليشكروا.

قوله عزوجل : (سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها) (٣٦) اي الالوان كلها.

__________________

(١) الزمر ، ٥٦.

(٢) كلمة بها تلف في اولها بقدر حرفين لتمزيق في ح. في ابن محكّم ، ٣ / ٤٣٠ : وانّما.

٣١٣

وقال السدي : الاصناف كلها.

(مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ) (٣٦) الذكر والانثى ، ومما خلق في البر والبحر من صغير وكبير.

(وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ) (٣٦) وهو كقوله : (وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ)(١).

قال : (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ) (٣٧) نذهب منه النهار.

(فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ (٣٧) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها) (٣٧) لا تجاوزه.

وهذا أبعد مسيرها ، ثم ترجع الى ادنى منازلها في تفسير الحسن الى يوم القيامة حيث تكوّر فيذهب ضوءها.

وقال السدي : (تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها) يعني لمنتهاها ، وهو نحوه.

اشعث عن مالك بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس انه كان يقرؤها : (والشمس تجرى لا مستقر لها) (٢).

[١٧٨] قال يحيى : هذا مثل قوله : (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ)(٣) (...) (٤).

[١٧٨] / قال : (ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٣٨) وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ) (٣٩)

يزيد وينقص في تفسير الكلبي ، يجري على منازله.

وقال الحسن : لا يطلع ولا يغيب الا في زيادة او نقصان.

(حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) (٣٩)

المعلى عن ابي يحيى عن مجاهد قال : كعنق النخلة (اليابس) (٥) يعني اذا كان هلالا.

__________________

(١) النحل ، ٨.

(٢) قرأ عبد الله وابن عباس وعكرمة وعطاء بن رباح ... : لا مستقر لها نفيا مبنيا على الفتح فيقتضي انتفاء كل مستقر وذلك في الدنيا ، اي هي تجري دائما فيها ، لا تستقر. البحر المحيط ٧ / ٣٣٦. وفي المصاحف ، السجستاني ، ٧٨ : لا مستقر : ذلك مستقر لها :

daer eh yas emos tub, srehto dna amirkI, sabbA nbI yb daer sa. ١٥٩, dibI. gnidaer s\'iabu osla eeS

(٣) إبراهيم ، ٣٣.

(٤) تمزيق في ح ذهب بقدر كلمة. في ابن محكّم ، ٣ / ٤٣٢ : دائبين. إبراهيم : ٣٣.

(٥) بداية الكلمة غير واضحة في ح. الجبر من ابن ابي زمنين ، ورقة : ٢٨٤ ، تفسير الطبري ٢٣ / ٧.

٣١٤

قوله عزوجل : (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ) (٤٠) لا يجتمع ضوءهما ضوء الشمس بالنهار ، وضوء القمر بالليل. لا ينبغي لهما ان يجتمع ضوءهما.

لا ينبغي للشمس ان تطلع بالليل فتكون مع القمر في سلطانه في تفسير الكلبي.

وقال مجاهد : (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ) (لا يشبه ضوء ... الاخر.

لا ينبغي ذلك لهما). (١)

وقال («شّمس ينبغي لهآ أن تدرك القمر» ـ) (٢) ليلة الهلال خاصة لا يجتمعان في السماء. وقد يريان جميعا ويجتمعان في غير ليلة الهلال ، وهو كقوله : (وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها)(٣) اذا تبعها ليلة الهلال.

سعيد عن قتادة قال : (وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها)(٤) يتلوها صبيحة الهلال. (٥)

وبعضهم يقول : (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ) صبيحة ليلة البدر ، يبادر فيغيب قبل طلوعها.

قال : (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (٤٠) والشمس والقمر بالليل والنهار يسبحون. يدورون في تفسير مجاهد كما يدور فلك المغزل. (٦)

وقال الحسن : الفلك طاحونة مستديرة كفلكة المغزل بين السماء والأرض وتجري فيها الشمس والقمر والنجوم وليست بملتصقة بالسماء ، ولو كانت ملتصقة ماجرت.

وقال الكلبي : (يَسْبَحُونَ) يجرون.

الصلت بن دينار عن ابي صالح عن نوف البكالي قال : ان السماء خلقت مثل القبة ، وان الشمس والقمر والنجوم ليس منها شيء لاصق بالسماء ، وانها تجري

__________________

(١) في تفسير مجاهد ، ٢ / ٥٣٥ : لا يسبق واحدهما ضوء الاخر ولا ينبغي لهما ذلك. وفي الطبري ، ٢٣ / ٧ لا يشبه ضوء احدهما ضوء الاخر ولا ينبغي ذلك لهما.

(٢) تمزيق في ح ذهب ببعض الكلمات.

(٣) الشمس ، ٢.

(٤) نفس الملاحظة.

(٥) في الطبري ، ٣٠ / ٢٠٨ : عن سعيد عن قتادة يتلوها صبيحة الهلال فاذا سقطت الشمس رؤي الهلال. وعن معمر عن قتادة ... اذا تلاها ليلة الهلال.

(٦) في تفسير مجاهد ، ٢ / ٥٣٥ : يجرون.

٣١٥

في فلك دون السماء.

قال : (وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ) (٤٠) ياتي عليه النهار فيذهبه كقوله : (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً)(١).

عبد الوهاب عن مجاهد ان اناسا من اليهود قالوا لعمر بن الخطاب : تقولون : جنة عرضها السماوات والأرض (٢) فاين تكون النار؟ فقال : أرأيت اذا جاء النهار اين يكون الليل واذا جاء الليل اين يكون النهار؟ يفعل الله ما يشاء. (٣)

قوله عزوجل : (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (٤٠) / قد فسرناه في اول الاية.

(وَآيَةٌ لَهُمْ) (٤١) يعني وعلامة لهم. تفسير السدي.

(أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ (٤) فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) (٤١) يعني نوحا وبنيه الثلاثة سام ، وحام ويافث منهم ذري الخلق بعد ما غرق قوم نوح.

و (الْمَشْحُونِ) في حديث الحسن بن دينار عن الحسن : الموقر بحمله ، يقول : مما حمل نوح معه في السفينة.

قال : (وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ) (٤٢) من مثل الفلك.

(ما يَرْكَبُونَ) (٤٢) يعني الابل. ويقال هي سفن البر. وقال في اية اخرى : (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ)(٥).

قال : (وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ) (٤٣) فلا مغيث لهم.

(وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ) (٤٣) من العذاب.

(إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتاعاً إِلى حِينٍ) (٤٤) فبرحمته يمتعهم الى يوم القيامة ولم

__________________

(١) الأعراف ، ٥٤.

(٢) انظر الاية ١٣٣ ، آل عمران (وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ).

(٣) انظر الرواية عن عمر في الطبري ، ٤ / ٩٢ ، في تفسير الاية : ١٣٣ ، آل عمران ، من طريق قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب. وانظر هذا الخبر مرفوعا الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في نفس المرجع ، ٤ / ٩٢.

(٤) في ح : (ذرياتهم) جماعا وهي قراءة نافع وابن عامر. وقرأ ابن كثير وعاصم وابو عمرو وحمزة والكسائي : (ذُرِّيَّتَهُمْ) واحدة. ابن مجاهد ، ٥٤٠ ـ ٥٤١.

(٥) الزخرف ، ١٢.

٣١٦

يهلكهم بعذاب الاستئصال ، وسيهلك كفار اخر هذه الامة بالنفخة الاولى.

قوله عزوجل : (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ) (٤٥) (ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ) من وقائع الله بالكفار ، اي لا ينزل بكم ما نزل بهم ، (وَما خَلْفَكُمْ) عذاب الاخرة بعد عذاب الدنيا. يقوله النبي عليه‌السلام للمشركين. وهذا تفسير الحسن.

وقال الكلبي : (ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ) من امر الاخرة ، اتقوها واعملوا لها ، (وَما خَلْفَكُمْ) الدنيا اذا كنتم في الاخرة ، فلا تغتروا بالدنيا فانكم تأتون الاخرة.

وقال مجاهد : (اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ) ن الذنوب. (١)

وقال السدي : (اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ) عذاب الدنيا وعذاب الاخرة.

(لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (٤٥) لكي ترحموا.

قوله عزوجل : (وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ) (٤٦) تفسير الحسن : ما يأتيهم من رسول.

قوله عزوجل : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ (٢) أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ) (٤٧) وهذا تطوع.

(قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ أَطْعَمَهُ) (٤٧)

فاذا لم يشأ الله ان يطعمه لم تطعمه.

(إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (٤٧) يقوله المشركون للمؤمنين.

قال : (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ) (٤٨) اي هذا العذاب.

(إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٤٨) يكذبون به.

قال الله : (ما يَنْظُرُونَ) (٤٩) ما ينظر كفار اخر هذه الامة الدائنين بدين ابي جهل واصحابه.

(إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) (٤٩) يعني النفخة الاولى / من اسرافيل. وهو تفسير [١٨٠] السدي بها يكون هلاكهم.

(تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ) (٤٩) في اسواقهم ، يتبايعون ، يذرعون (٣) الثياب ويخفض احدهم ميزانه ويرفعه ، ويحلبون اللقاح (٤) وغير ذلك من حوائجهم.

__________________

(١) تفسير مجاهد ، ٢ / ٥٣٥.

(٢) مكررة في ح.

(٣) ذرع الثوب وغيره يذرعه ذرعا قدّره بالذراع. لسان العرب ، مادة : ذرع.

(٤) اللقاح : جمع ، المفرد لقوح : الابل باعيانها وهي الحلوب. لسان العرب ، مادة : لقح.

٣١٧

عثمان عن نعيم بن عبد الله عن ابي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تقوم الساعة والرجلان قد نشرا ثوبهما يتبايعان به ، فما يطويانه حتى تقوم الساعة ، وتقوم الساعة والرجل يخفض ميزانه ، وتقوم الساعة والرجل قد رفع اكلته الى فيه فما تصل الى فيه حتى تقوم الساعة ، وتقوم الساعة والرجل يلطّ حوضه ليسقي ماشيته فما يسقيها حتى تقوم الساعة».

خداش عن عوف عن ابي المغيرة عن عبد الله بن عمرو قال : لينفخن في الصور وان الناس لفي طرقهم واسواقهم ومجالسهم ، وحتى ان الرجل ليساوم الرجل بالثوب والثوب بينهما في يد هذا وهذا فلا يدعانه حتى يصعق بهما ، وحتى ان الرجل ليغدو من بيته وما يرجع حتى يصعق به ، وتلا هذه الاية : (فَلا (١) يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ) (٥٠).

رجل عن الأعمش عن رجل عن عبد الله بن عمرو نحوه. وزاد فيه : يذرعون الثياب ، ويحلبون اللقاح.

حماد عن ابي المهزّم (٢) عن ابي هريرة قال : تقوم الساعة والرجلان في السوق وميزانهما في ايديهما.

سعيد عن قتادة قال : قضى الله الا تأتيكم الساعة الا بغتة يعني قوله : (لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً)(٣).

قوله عزوجل : (فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً) (٥٠) ان يوصوا.

(وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ) (٥٠) من اسواقهم وحيث كانوا.

قوله عزوجل : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ) (٥١) وهذه النفخة الاخرة. والصور قرن.

عاصم بن حكيم عن سليمان التيمي عن اسلم العجلي عن بشر بن شغاف عن عبد الله بن عمرو قال : جاء اعرابي الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسأله عن الصور فقال : قرن ينفخ فيه.

__________________

(١) في ح : فما.

(٢) ابو المهزّم : التميمي البصري اسمه يزيد ، وقيل عبد الرحمن بن سفيان. في هامش تهذيب التهذيب : ابو المهزم بتشديد الراء (هكذا) المكسورة. تهذيب التهذيب ، ١٢ / ٢٤٩ ـ ٢٥٠.

(٣) الأعراف ، ١٨٧. انظر الطبري ، ٩ / ١٤٠ : سعيد عن قتادة في تفسير الاية : ١٨٧ ، الأعراف بإضافة : قال : وذكر لنا ان نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقول : ان الساعة تهيج بالناس والرجل يصلح حوضه ، والرجل يسقي ماشيته ، والرجل يقيم سلعته في السوق ، والرجل يخفض ميزانه ويرفعه.

٣١٨

سعيد عن قتادة قال : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ) في الخلق.

قال يحيى : وبلغني عن محمد بن كعب القرظي عن ابي هريرة قال : تجعل الارواح في الصور / ثم ينفخ فيه صاحب الصور فيذهب كل روح الى جسده مثل النحل ، فتدخل الارواح في اجسادها.

قال : (فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ) (٥١)

سعيد عن قتادة قال : فاذا هم من القبور الى ربهم يخرجون يعني جميع الخلق. (١)

(قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا) (٥٢)

سعيد عن قتادة قال : تكلم بأول هذه الاية اهل الضلالة وبآخرها اهل الايمان.

قال اهل الضلالة : (يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا) ، قال المؤمنون :

(هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ)(٢) (٥٢)

اخبرني صاحب لي عن الأعمش عن خيثمة بن عبد الرحمن عن الحسن عن أبيّ بن كعب مثل ذلك.

عثمان عن زيد بن اسلم قال : قال الكفار : (يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا) ، قالت الملائكة : (هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ).

وبعضهم يقول : هم الملائكة الذين كانوا يكتبون اعمالهم. وقولهم : (مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا) وهو ما بين النفختين ، لا يعذبون في قبورهم بين النفختين. ويقال انها اربعون سنة ، فلذلك قالوا : (يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا). وذلك انه اذا نفخ النفخة الاولى قيل له : اخمد ، فيخمد الى النفخة الاخرة.

المبارك بن فضالة عن الحسن قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «بين النفختين اربعون ، الاولى يميت الله بها كل حي ، والاخرة يحيي بها كل ميت».

ابو سهل عن الحسن بن دينار عن الجريري عن عكرمة قال : النفخة الاولى من الدنيا والنفخة الثانية من الاخرة.

__________________

(١) في الطبري ، ٢٣ / ١٥ : اي من القبور.

(٢) الطبري ، ٢٣ / ١٦. ١٧ ، وفيه : قال اهل الهدى ، بدل قال المؤمنون.

٣١٩

وقال الحسن : القيامة اسم جامع يجمع النفختين جميعا.

قوله عزوجل : (إِنْ كانَتْ) (٥٣) (يعني) (١) ما كانت.

(إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) (٥٣) تفسير السدي قال : وكذلك كل (إِنْ) خفيفة تستقبلها إلّا.

وقوله : (إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) من اسرافيل يعني النفخة الثانية ، يعني القيامة.

(فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ) (٥٣) المؤمنون والكافرون (لَدَيْنا) عندنا (مُحْضَرُونَ).

قال : (فَالْيَوْمَ) (٥٤) يعني في الاخرة. وهو تفسير السدي ، يقوله يومئذ.

(لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٥٤) فاخبر بمصير اهل الايمان واهل الكفر فقال :

(إِنَّ أَصْحابَ / الْجَنَّةِ الْيَوْمَ) (٥٥) يعني في الاخرة.

(فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ) (٥٥)

سعيد عن قتادة قال : في افتضاض العذارى.

قال : (هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ) (٥٦) في حجال. (٢)

(عَلَى الْأَرائِكِ) (٥٦) على السرر في الحجال.

(مُتَّكِؤُنَ) (٥٦)

وقوله : (فاكِهُونَ) مسرورون في تفسير الحسن.

وبعضهم يقول : معجبون.

قال يحيى : بلغني ان احدهم يعطي قوة مائة شاب في الشهوة والجماع ، وانه يفتض في مقدار ليلة من ليالي الدنيا مائة عذراء بذكر لا يمل ولا ينثني وفرج لا يحفى ولا يمنى في شهوة اربعين عاما.

ابو امية عن قتادة عن انس بن مالك ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم

__________________

(١) اضيفت في طرة ح ، لكن بالطرة تمزيقا ذهب باغلب الحروف. التكملة من ابن ابي زمنين ، ورقة : ٢٨٤.

(٢) الحجال جمع حجلة ، مثل القبة. وحجلة العروس بيت يزين بالثياب والاسرّة والستور. لسان العرب ، مادة : حجل.

٣٢٠