تفسير يحيى بن سلّام

التيمي البصري القيرواني

تفسير يحيى بن سلّام

المؤلف:

التيمي البصري القيرواني


المحقق: الدكتورة هند الشلبي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 978-2-7451-4440-5
الصفحات: ٤١٩
الجزء ١ الجزء ٢

حدثني (يزيد) (١) بن عياض المدني عن الزهري عن نبهان مولى ام سلمة قال : كنت أساير أم سلمة بين مكة والمدينة اذ قالت لي : يا نبهان ، كم بقي [لي](٢) عليك من كتابتك؟ قلت : الفان. قالت : قط؟ قلت : قط ، قالت : اهما عندك؟ (قال) (٣) : قلت : نعم. قالت : ادفعهما الى محمد بن عبد الله فاني قد اعنته بهما في نكاحه. ثم ارخت الحجاب دوني ، فبكيت فقلت : والله لا ادفعهما اليه ابدا. فقالت : يا بني انك والله لن تراني [ابدا](٤). ان رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٥) عهد الينا ايما مكاتب احداكن كان عنده ما يؤدي فاضربن دونه الحجاب.

[بحر السقاء عن الزهري قال (٦) سافرت ام سلمة مع مكاتب لها فقالت : يا فلان عندك ما تؤدي لي؟ قال : نعم وزيادة ، فاحتجبت منه وقالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «اذا كان مع المكاتب ما يؤدي فاحتجبن منه».

قال : (وَاتَّقِينَ اللهَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً) (٥٥) شاهدا لكل شيء وشاهدا على كل شيء.

(٧) قوله [عزوجل](٨) : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ) (٥٦) يعني ان

__________________

(١) في ع : زيد ، وهو خطأ. انظر ترجمة يزيد في تهذيب التهذيب ، ١١ / ٣٥٢ ـ ٣٥٤.

(٢) إضافة من ح.

(٣) ساقطة في ح.

(٤) إضافة من ح.

(٥) نفس الملاحظة.

(٦) في طرة ع : ان امرأة سافرت مع مكاتب.

(٧) بداية المقارنة مع ٢٤٩ ورقة [١] ورقمها : ٦٩٢ وقد جاء في اولها : بسم الله الرحمن الرحيم. الجزء الحادي والثلاثين من التفسير. بقية سورة الاحزاب. حدثنا يحيى عن ابيه عن جده في قوله.

أما الورقة ٦٩١ فهي ورقة عنوان وقد جاء فيها : الجزء الحادي وثلاثين من التفسير فيه بقية سورة الاحزاب من قوله : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ) إلى آخرها ، وسورة سبأ كلها وسورة فاطر كلها ، وسورة يس الى قوله : (إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ).

عن محمد بن يحيى عن ابيه يحيى بن سلام البصري لعبد الله بن يحيى نفعه الله به.

حبس لله. بسم الله الرحمن الرحيم. صلّى الله على سيدنا محمد وآله وسلّم تسليما.

وجد هذا الدفتر بيد فاطمة ابنة ابي عبد الله محمد البجوري الخطيب فذكرت انها لا حقّ لها فيه ولا ملك وانما هو حبس على جامع عقبة بالقيروان. شهد عليها بذلك من سمعه منها وهي ... بتاريخ اواخر ذي قعدة عام اثنين وسبعمائة. امضاءات غير واضحة.

(٨) إضافة من ح.

٢٤١

الله يغفر للنبي [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](١) وتستغفر (٢) له الملائكة. هذا تفسير السدي.

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ) (٥٦) يعني استغفروا له.

(وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (٥٦)

حدثني سعيد والخليل بن مرة عن ابي هاشم صاحب (الرمان) (٣) عن عبد الرحمن بن ابي ليلى قال : جاءني كعب بن عجرة فقال (لي) (٤) : الا اهدي لك هدية؟ بينما نحن عند رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٥) اذ قال رجل : يا رسول الله عرفنا السّلام عليك ، فكيف الصلاة عليك؟ قال : قولوا : «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد (٦). [اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد]. (٧)

[ا](٨) الخليل بن مرة والنضر بن بلال عن ابان بن ابي عياش عن انس بن مالك عن ابي طلحة قال : [دفعت ذات يوم الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمي ، ما ادري متى رأيتك اطيب نفسا ، ولا اشرق وجها ، ولا أحسن بشرا منك الآن](٩) قال (رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (١٠) : [وما يمنعني يا ابا طلحة ، وانما صدر جبريل من عندي الآن فبشرني بما أعطيت أمّتي فقال : يا محمد](١١) (من صلى علي صلاة صلّى الله عليه عشرا أو) (١٢) رد عليه مثل الذي صلى به علي.

(وحدثني) (١٣) (حماد الكلبي عن) (١٤) حماد عن إبراهيم عن عبد الله بن مسعود ان ملكا موكل بالنبي [عليه‌السلام](١٥) اذا قال العبد : صلّى الله على

__________________

(١) نفس الملاحظة.

(٢) بداية [١٣٥] من ح.

(٣) في ٢٤٩ : الزمان.

(٤) ساقطة في ح.

(٥) إضافة من ح و ٢٤٩.

(٦) في طرة ع : فضل الصلاة على محمد.

(٧) إضافة من ح و ٢٤٩.

(٨) إضافة من ح.

(٩) إضافة من ح و ٢٤٩.

(١٠) ساقطة في ح و ٢٤٩.

(١١) إضافة من ح و ٢٤٩.

(١٢) في ح و ٢٤٩ : من صلى علي صلاة كتب الله له بها عشر حسنات ومحا عنه [بها] (إضافة من ٢٤٩) عشر سيئات ، و.

(١٣) في ح : ا.

(١٤) ساقطة في ح.

(١٥) إضافة من ح و ٢٤٩.

٢٤٢

محمد ، قال الملك : وأنت فصلّى الله عليك.

(وحدثني) (١) المبارك بن فضالة عن الحسن قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (٢) : اكثروا (الصلاة عليّ) (٣) يوم الجمعة.

وحدثني إبراهيم بن محمد عن عبد الله بن عبيدة [عن سعيد بن ابي هلال](٤) عن (عبادة بن نسي) (٥) عن ابي الدرداء [ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : اكثروا (الصلاة علي) (٦) يوم الجمعة فانه يوم مشهود تشهده الملائكة ، وان (احدا لا) (٧) يصلي علي الا بلغتني صلاته حيث كان](٨). (قلنا) (٩) : يا رسول الله كيف تبلغك صلاتنا اذا (تضمنتك) (١٠) الأرض؟ قال : «ان الله حرم على الأرض أن تأكل اجساد الانبياء» (١١).

اشعث عن عمرو بن دينار عن محمد بن علي ان رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (١٢) قال : «من نسي الصلاة علي فقد (خطىء) (١٣) طريق الجنة».

قوله [عزوجل](١٤) : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً) (٥٧) هؤلاء المنافقون كانوا يؤذون رسول الله [عليه‌السلام](١٥) ، ويستخفون بحقه ، ويرفعون اصواتهم عنده استخفافا بحقه ، ويكذبون عليه ويبهتونه.

قال : (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا) (٥٨) بغير ما جنوا. هم المنافقون.

(فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً) (٥٨) كذبا.

(وَإِثْماً مُبِيناً) (٥٨) بينا.

حدثني (النضر) (١٦) بن بلال عن ابان بن ابي عياش عن انس بن مالك ان

__________________

(١) في ح : ا. وفي ٢٤٩ : حدببى. (٢) في ٢٤٩ : عليه‌السلام.

(٣) في ح و ٢٤٩ : على الصلاة. (٤) إضافة من ح و ٢٤٩.

(٥) انظره في تهذيب التهذيب ، ٥ / ١١٣.

(٦) في ٢٤٩ : عليّ الصلاة.

(٧) في ٢٤٩ : احد يصلي.

(٨) إضافة من ح و ٢٤٩.

(٩) في ح : فقلنا.

(١٠) في ٢٤٩ : تظمنتك.

(١١) بداية [١٣٦] من ح.

(١٢) في ٢٤٩ : عليه‌السلام.

(١٣) اصلحت في طرة ح الى : أخطأ.

(١٤) إضافة من ح.

(١٥) إضافة من ٢٤٩.

(١٦) في ٢٤٩ : النظر.

٢٤٣

رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (١) خرج يوما فنادى بصوت اسمع العواتق في الخدور : «يا معشر من اسلم بلسانه ولم يسلم بقلبه ألا لا تؤذوا المؤمنين ولا (تغتبوهم) (٢) ، ولا تتبعوا عوراتهم ، فانه من (تتبع) (٣) عورة اخيه المسلم (تتبع) (٤) الله عورته ، ومن (يتبع) (٥) الله عورته (٦) فضحه في بيته».

(وحدثني) (٧) همام عن قتادة عن الحسن قال : بلغنا انه من استحمد الى الناس في الدنيا بشيء لم يستحمد فيه الى الله نادى (منادى) (٨) يوم القيامة : ألا إن فلانا استحمد الى الناس في الدنيا بشيء لم يستحمد فيه الى الله ، ومن ذمه الناس بشيء في الدنيا لم يستذم فيه الى الله نادى (منادي) (٩) يوم القيامة : ألا إن [٩٢ أ] فلانا ذمه الناس في الدنيا بشيء لم / يستذم فيه الى الله.

قوله [عزوجل](١٠) : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَ) (٥٩) والجلباب ، الرداء تقنع به ، وتغطي [به](١١) شق وجهها الايمن ، تغطي عينها اليمنى وأنفها.

(ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ) (٥٩) انهن حرائر ، مسلمات ، عفائف.

(فَلا يُؤْذَيْنَ) (٥٩) اي فلا يعرض لهنّ بالاذى. وكان المنافقون هم الذين [كانوا](١٢) يتعرضون (للنساء). (١٣)

وقال الكلبي : كانوا يلتمسون الإماء ولم تكن تعرف الحرة من (الامة) (١٤) بالليل فلقي نساء (المسلمين) (١٥) منهم اذى شديدا (١٦) ، فذكرن ذلك لازواجهن ، فرفع ذلك (الى النبي) (١٧) [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](١٨) ، فنزلت هذه الاية.

__________________

(١) في ٢٤٩ : عليه‌السلام.

(٢) هكذا في ع. ولعلها تغتابوهم. في ح ، و ٢٤٩ ، وابن محكّم ، ٣ / ٣٨١ : تعيبوهم.

(٣) في ح : يتبع ، وفي ٢٤٩ :

(٤) في ح و ٢٤٩ : يتبع.

(٥) في ح : يتبع. غير معجمة في ٢٤٩. ببع

(٦) بداية [٢] من ٢٤٩ ورقمها : ٦٩٣.

(٧) في ح : ا.

(٨) في ح : مناد.

(٩) في ح و ٢٤٩ : مناد.

(١٠) إضافة من ح.

(١١) نفس الملاحظة.

(١٢) إضافة من ح و ٢٤٩.

(١٣) في ح : النساء. وقد اصلحت بالطرة لكن بالطرة تمزيقا ذهب بالكتابة. في ٢٤٩ النساء.

(١٤) في ٢٤٩ : الاماء.

(١٥) في ح : المؤمنين.

(١٦) بداية [١٣٧] من ح.

(١٧) في ٢٤٩ : للنبي.

(١٨) إضافة من ح. في ٢٤٩ عليه‌السلام.

٢٤٤

وقال الحسن : كان اكثر من يصيب الحدود يومئذ المنافقون.

(وحدثنا) (١) سعيد عن قتادة عن انس بن مالك ان عمر بن الخطاب رأى امة عليها قناع فعلاها بالدرة وقال : اكشفي رأسك ولا تشبّهي بالحرائر.

(وحدثنا) (٢) حماد بن سلمة ونصر بن طريف عن (ثمامة بن انس) (٣) عن انس ابن مالك) (٤) قال : كن جواري عمر يخدمننا كاشفات الرؤوس تضطرب (ثديهن) (٥) بادية اخدامهن. (٦)

قال : (وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (٥٩)

ثم قال : (لَئِنْ لَمْ (يَنْتَهِ (٧) الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) (٦٠) يعني (الزناة). (٨)

وقال السدي : يعني (فجور) (٩). وليس في القرآن غير هذه والاولى.

قال : (وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ) (٦٠) يعني المنافقين يرجفون بالنبي [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](١٠) واصحابه يقولون : يهلك محمد واصحابه.

قال الكلبي : لئن لم ينتهوا عن اذى نساء المسلمين.

وقال الحسن : عما في قلوبهم من الشرك حتى يظهروه شركا.

(لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ) (٦٠) لنسلطنّك عليهم.

(ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها) (٦٠) في المدينة.

(إِلَّا قَلِيلاً (٦٠) مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً (٦١) سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ) (٦٢) أي من اظهر الشرك قتل. وهذا (اذا) (١١) امر النبيون بالجهاد.

__________________

(١) في ح : ا.

(٢) في ح : ا.

(٣) في ح و ٢٤٩ : ثمامة بن انس بن مالك. ويبدو ان الصحيح ما جاء في ع. ولعل المقصود هو ثمامة بن عبد الله بن انس الانصاري قاضي البصرة. سمع انسا ، سمع منه حماد بن سلمة. التاريخ الكبير ، ١ / ٢ / ١٧٧.

(٤) ساقطة في ح.

(٥) في ٢٤٩ : ثدييهن.

(٦) هكذا في ع ، وح ، و ٢٤٩. ولعل المقصود خدامهنّ ، جمع خدمة وهو الخلخال. وقد تسمى الساق بذلك لكونها موضعه. لسان العرب ، مادة : خدم.

(٧) في ٢٤٩ : ينتهي.

(٨) في ح و ٢٤٩ : الزنا.

(٩) في ٢٤٩ : فجورا.

(١٠) إضافة من ح.

(١١) في ٢٤٩ : اذ.

٢٤٥

قال : (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً) (٦٢)

قوله [عزوجل](١) : (يَسْئَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّما عِلْمُها) (٦٣) علم مجيئها.

(عِنْدَ اللهِ) (٦٣) لا يعلم متى مجيئها الا الله.

(وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً) (٦٣) أي انها قريب.

قوله [عزوجل](٢) : (إِنَّ اللهَ لَعَنَ الْكافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً (٦٤) خالِدِينَ فِيها أَبَداً) (٦٥) لا يموتون ولا يخرجون منها.

(و) (٣) (لا يَجِدُونَ وَلِيًّا) يمنعهم من العذاب.

(وَلا نَصِيراً) (٦٥) ينصرهم.

قوله [عزوجل](٤) : (يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ) (٦٦) يجرون على وجوههم تجرهم الملائكة.

(يَقُولُونَ) (٦٦) في النار.

(يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا) (٦٦) وانما صارت : الرسولا ، والسبيلا لانها (٥) مخاطبة. وهذا جائز في كلام العرب اذا كانت مخاطبة.

(وَقالُوا رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا (٦) سادَتَنا (٧) وَكُبَراءَنا)(٨) (٦٧) وهي تقرأ على وجه آخر : (ساداتنا) (٩). والسادة جماعة واحدة ، والسادات جماعة الجماعة.

(وَكُبَراءَنا) (٦٧) في الضلالة.

(فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (٦٧) رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً (كَبِيراً)(١٠) (٦٨)

وقد تقرأ : (كثيرا) (١٠). وكل شيء في القرآن يذكر فيه شيء من كلام اهل

__________________

(١) إضافة من ح.

(٢) إضافة من ح.

(٣) ساقطة في ح و ٢٤٩.

(٤) إضافة من ح.

(٥) بداية [١٣٨] من ح.

(٦) بداية [٣] من ٢٤٩ ورقمها : ٦٩٤

(٧) في ٢٤٩ : ساداتنا.

(٨) ساقطة في ع و ٢٤٩.

(٩) في ح : ساداتنا. كلهم قرأوا : سادَتَنا واحدة غير ابن عامر فانه قرأ : ساداتنا جماعة. ابن مجاهد ، ٥٢٣.

(١٠) في ٢٤٩ : كثيرا. قرأ ابن كثير وابو عمرو ونافع وحمزة والكسائي : (لعنا كثيرا) وقرأ عاصم وابن عامر : (لَعْناً كَبِيراً) بالباء. كما روي عن ابن عامر : (كثيرا) بالثاء. ابن مجاهد ، ٥٢٣ ـ ٥٢٤.

٢٤٦

النار فهو قبل أن يقول الله لهم : (اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ)(١) وقد فسرنا متى يقول ذلك لهم في غير هذا الموضع.

قوله [عزوجل](٢) : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً) (٦٩)

(حدثني) (٣) حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن انس [بن مالك](٤) (قال : كان موسى أراد أن يغتسل ، فدخل الماء يوما ووضع ثوبه على صخرة. وكانت بنو إسرائيل تقول : ان موسى آدر (٥). فلما اراد ان يخرج يتناول ثوبه تدهدهت (٦) الصخرة ، فتبعها وهو يقول : ثوبي ، ثوبي. فمر بملإ من بني إسرائيل) (٧) ، فرأوه (فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً).

قوله [عزوجل](٨) : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ) (٧٠) يعني وحدوا الله. وهو تفسير السدي.

قال : (وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) (٧٠) عدلا ، وهو لا إله الا الله.

(يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ) (٧١) لا يقبل العمل الا ممن قال : لا إله الا الله مخلصا من قلبه.

خالد عن الحسن قال : ان الله لا يقبل عمل عبد حتى يرضى قوله.

قوله [عزوجل](٩) : ((يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ (١٠) وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً) (٧١) وهي النجاة العظيمة من النار الى الجنة.

قوله [عزوجل](١١) : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها) (٧٢)

__________________

(١) المؤمنون ، ١٠٨.

(٢) إضافة من ح.

(٣) في ح : ا.

(٤) إضافة من ح و ٢٤٩.

(٥) الآدر : أدر يأدر إدارا فهو آدر والأدرة نفخة في الخصية. لسان العرب ، مادة : أدر.

(٦) تدهدهت : دهدهت الحجر فتدهده دحرجته فتدحرج. لسان العرب ، مادة : دهده.

(٧) في ح و ٢٤٩ ان اليهود كانوا يقولون ان موسى آدر ، قال : وكان اذا دخل الماء ليغتسل وضع ثوبه على صخرة قال : فدخل (يوما الماء فوضع) (في ٢٤٩ : الماء يوما ووضع) ثوبه على صخرة فتدهدهت فخرج يتبعها.

(٨) إضافة من ح.

(٩) إضافة من ح.

(١٠) ساقطة في ح و ٢٤٩.

(١١) إضافة من ح.

٢٤٧

حدثني الخليل بن مرة قال سمعت قتادة يقول ، وحدثني به إسرائيل عن قتادة قال : عرض عليهن (الثواب ، والعقاب ، والطاعة ، والمعصية). (١)

وتفسير الكلبي : عرض العبادة على السماوات ، والأرض ، والجبال (أيأخذنها) (٢) بما فيها؟ قلن : وما فيها؟ قيل : ان احسنتن جوزيتن ، وان أسأتنّ عوقبتن.

(فَأَبَيْنَ (٣) أَنْ يَحْمِلْنَها). وعرضها على الانسان ، والانسان آدم فقبلها.

(٤)) حدثني (إبراهيم) (٥) بن محمد عن صالح مولى التوءمة عن ابن عباس قال : الأمانة التي حملها الانسان : (الصلاة ، والصوم ، والغسل من الجنابة). (٦)

وحدثني ابو الاشهب والمبارك [والحسن بن دينار](٧) عن الحسن قال : قال رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٨) : «قال الله ثلاث من حفظهن فهو عبدي حقا ، ومن ضيّعهن فهو عدوّي حقا ائتمن الله ابن آدم على ثلاث على الصلاة ، ولو شاء قال قد صليت ، وعلى الصوم ولو شاء قال قد صمت ، وعلى الغسل من الجنابة ولو شاء قال قد اغتسلت». ثم تلا هذه الاية (٩) (يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ)(١٠).

قال : (إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً) (٧٢) لنفسه.

[٩٢ ب] (جَهُولاً) (٧٢) بربه (١١). وهذا المشرك /.

__________________

(١) في ح و ٢٤٩ : الطاعة ، والمعصية ، والجزاء ، والعقاب.

(٢) في ح : لتأخذها.

(٣) بداية [١٣٩] من ح.

(٤) ساقطة في ٢٤٩.

(٥) في ح : ابراهم.

(٦) في ح و ٢٤٩ : الجنابة ، والصلاة ، والصيام.

(٧) إضافة من ح و ٢٤٩.

(٨) إضافة من ح. في ٢٤٩ : عليه‌السلام.

(٩) في ح و ٢٤٩ : الصلاة والصوم والغسل من الجنابة ، غير ان المبارك قال : من حافظ عليهن. وحدثني خالد وعثمان عن زيد بن اسلم قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (في ٢٤٩ عليه‌السلام) : الامانة ثلاث : الصلاة والصوم والجنابة. استأمن الله ابن آدم على الصلاة فان شاء قال : قد صليت ولم يصل (و) (ساقطة في ٢٤٩) استامن الله ابن ادم على الصيام فان شاء قال : (قد) (ساقطة في ح) صمت ولم يصم (و) (ساقطة في ٢٤٩) استامن الله ابن ادم على الجنابة فان شاء قال : (قد) (ساقطة في ٢٤٩) اغتسلت ولم يغتسل. اقرؤا ان شئتم).

(١٠) الطارق ، ٩.

(١١) في طرة ع : وقال بعضهم جهولا بأمر ربه.

٢٤٨

قال (١) : (لِيُعَذِّبَ اللهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ) (٧٣)

(حدثني) (٢) ابو الاشهب عن الحسن انه قرأ هذه الآية : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)(٣) الى قوله : (وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (٧٢)

((لِيُعَذِّبَ اللهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ)) (٤) (فقال) (٥) : هما اللّذان ظلماها ، هما اللذان خاناها ، المنافق والمشرك. قال : (لِيُعَذِّبَ اللهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ (٦) وَيَتُوبَ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَكانَ اللهُ غَفُوراً) (٧٣) لمن تاب من شركه.

(رَحِيماً) (٧٣) للمؤمنين ، فبرحمته يدخلهم الجنة.

__________________

(١) إضافة من ح.

(٢) في ح : ا.

(٣) ساقطة في ع و ٢٤٩.

(٤) ساقطة في ع.

(٥) في ح : قال.

(٦) ساقطة في ح و ٢٤٩.

٢٤٩

سورة سبأ

(١) تفسير سورة سبإ (*) وهي مكّيّة كلّها

(بسم الله الرّحمن الرّحيم) (٢)

قوله [عزوجل](٣) : (الْحَمْدُ لِلَّهِ) (١) حمد نفسه وهو اهل الحمد.

(الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ) (١) في امره ، احكم كل شيء.

(الْخَبِيرُ) (١) بخلقه.

(يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ) (٢) من المطر.

(وَما يَخْرُجُ مِنْها) (٢) من النبات.

(وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ) (٢) من المطر وغير ذلك.

(وَما يَعْرُجُ فِيها) (٢) اي وما يصعد (٤) ، ما تصعد به الملائكة.

(وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ) (٢)

قوله [عزوجل](٥) : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ) (٣) القيامة.

(قُلْ (٦) بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالِمِ الْغَيْبِ) (٣) من قرأها بالرفع رجع الى قوله :

(الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) الى قوله : (وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (...) (٧) عالِمِ الْغَيْبِ) ومن قرأها بالجر : (عالِمِ الْغَيْبِ) يقول : (بَلى وَرَبِّي

__________________

(١) بداية [١] من ٢٤٩ ورقمها : ٦٩٥

(*) القطع المعتمدة في تحقيق سورة سبأ الأم : ع. قطع المقارنة : ح ؛ القيروان : ٢٤٩.

(٢) ساقطة في ح و ٢٤٩.

(٣) إضافة من ح.

(٤) بداية [١٤٠] من ح.

(٥) إضافة من ح.

(٦) في ع : قال.

(٧) النّقط من المحقّقة.

٢٥٠

(...) (عالِمِ الْغَيْبِ)(١). وفيها تقديم.

والغيب في تفسير الحسن في هذا الموضع : ما لم يكن.

قال : (لَتَأْتِيَنَّكُمْ) (٣) الساعة.

(لا يَعْزُبُ عَنْهُ) (٣) لا يغيب عنه.

(مِثْقالُ ذَرَّةٍ) (٣) (٢) وزن ذرة ، لا يغيب عنه علم ذلك. اي ليعلم ابن آدم ان عمله الذي عليه الثواب والعقاب لا يغيب عن الله منه مثقال ذرة.

(وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ) (٣)

قال : (إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) (٣) وقد فسرنا ذلك في حديث ابن عباس أن أوّل ما خلق الله القلم فقال : اكتب قال : ربّ ما أكتب قال : ما هو كائن. فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة. فأعمال العباد تعرض (في) (٣) كلّ يوم اثنين وخميس فيجدونه على ما في الكتاب.

قال : (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) (٤) يجزيهم الجنة.

(أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) (٤) لذنوبهم.

(وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) (٤) الجنة.

قال : (وَالَّذِينَ سَعَوْا) (٥) عملوا.

(فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ) (٥)

تفسير الحسن : (يظنون) (٤) انهم (سبقونا) (٥) حتى لا نقدر عليهم فنبعثهم (ونعذبهم) (٦) ، كقوله : (وَما كانُوا سابِقِينَ)(٧).

وتفسير الكلبي : (مُعاجِزِينَ) يثبطون الناس عن الايمان بآياتنا ولا يؤمنون بها.

[وقال (٨) السدي : (سَعَوْا) عملوا (فِي آياتِنا) ، في القرآن (مُعاجِزِينَ) مبطئين. يعني يثبطون الناس عن الايمان بالقرآن]. (٩)

__________________

(١) قرأ ابن كثير وابو عمرو وعاصم : عالِمِ الْغَيْبِ كسرا. وقرا نافع وابن عامر : (عالم الغيب) رفعا. وروى عن ابن عامر بالكسر كذلك. ابن مجاهد ، ٥٢٦.

(٢) ساقطة في ح و ٢٤٩.

(٣) ساقطة في ح.

(٤) في ٢٤٩ : يضنون.

(٥) في ح و ٢٤٩ : يسبقوننا.

(٦) في ح : فنعذبهم.

(٧) العنكبوت ، ٣٩.

(٨) بداية [٢] من ٢٤٩ ورقمها : ٦٩٦.

(٩) إضافة من ح و ٢٤٩.

٢٥١

قوله [عزوجل](١) : (أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ) (٥) والرجز ، العذاب.

(أَلِيمٌ)(٢) (٥) (موجع) (٣) [لهم عذاب من عذاب موجع]. (٤)

(قال) (٥) [عزوجل] : (٦) (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) (٦) [يعني (ويعلم) (٧) الذين اوتوا العلم. وهو تفسير السدي.

قال [يحيى](٨) : يعني المؤمنين.

(الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) (٦) القرآن.

(هُوَ الْحَقَ) (٦) يعلمون انه [هو](٩) الحق.

(وَيَهْدِي) (٦) ويعلمون ان القرآن يهدي.

(إِلى صِراطِ) (٦) الى طريق.

(الْعَزِيزِ) (٦) الذي ذلّ له كل شيء.

(الْحَمِيدِ) (٦) المستحمد (١٠) الى خلقه ، [الذي](١١) استوجب عليهم ان يحمدوه ، والطريق الى الجنة.

قوله [عزوجل](١٢) : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) (٧) قاله بعضهم لبعض.

(هَلْ نَدُلُّكُمْ) (٧) الا ندلّكم.

(عَلى رَجُلٍ) (٧) يعنون (محمدا) (١٣) [صلى‌الله‌عليه‌وسلم]. (١٤)

(يُنَبِّئُكُمْ) (٧) يخبركم.

(إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) (٧) اذا متّم وتفرقت (عظامكم) (١٥) وكانت رفاتا انكم لمبعوثون خلقا جديدا. (انكار) (١٦) للبعث.

(أَفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ) (٨) [اي](١٧) جنون.

__________________

(١) إضافة من ح. (٢) في ح : اليم ، وفي ٢٤٩ : الاليم.

(٣) في ح : موجع. (٤) إضافة من ح و ٢٤٩.

(٥) في ح : قوله. (٦) إضافة من ح.

(٧) في ٢٤٩ : فيعلم.

(٨) إضافة من ح و ٢٤٩.

(٩) إضافة من ح.

(١٠) بداية [١٤١] من ح.

(١١) إضافة من ح.

(١٢) نفس الملاحظة.

(١٣) في ٢٤٩ : محمد.

(١٤) إضافة من ح ، وفي ٢٤٩ : عليه‌السلام.

(١٥) في ٢٤٩ : عضامكم.

(١٦) في ح و ٢٤٩ : انكارا.

(١٧) إضافة من ح.

٢٥٢

قال الله : (بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذابِ) (٨) في الاخرة.

(وَالضَّلالِ (الْبَعِيدِ)(١) (٨) في الدنيا. (الْبَعِيدِ) الذي لا يصيبون به خيرا في الدنيا ولا في الاخرة.

وقال بعضهم : البعيد من الهدى.

وقال السدي : (فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ) يعني الشقاء الطويل.

قال : (أَفَلَمْ يَرَوْا) (٩) [ينظروا]. (٢)

(إِلى ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) (٩) يعني : (ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) امامهم ، (وَما خَلْفَهُمْ) وراءهم. وهو تفسير السدي.

قال يحيى : حيثما قام الانسان فان بين يديه من السماء والأرض مثل ما خلفه منها.

قال : (إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِنَ السَّماءِ) (٩)

والكسف (القطعة) (٣) ، والكسف مذكر ، والقطعة مؤنثة ، والمعنى على القطعة.

قال : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً) (٩) لعبرة.

(لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ) (٩) وهو المقبل الى الله بالاخلاص له.

قوله [عزوجل](٤) : (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلاً) (١٠) النبوة.

(يا جِبالُ) (١٠) قلنا يا جبال.

(أَوِّبِي مَعَهُ) (١٠)

المعلى عن ابي يحيى عن مجاهد قال : سبحي معه. (٥)

(وَالطَّيْرَ) (١٠) وهو قوله : (وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ)(٦).

قال : (وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) (١٠) ألانه الله له فكان يعمله بلا نار ولا مطرقة ، باصابعه الثلاث كهيئة (٧) الطين (بيده). (٨)

__________________

(١) ساقطة في ح و ٢٤٩.

(٢) إضافة من ح.

(٣) في ٢٤٩ : القطع.

(٤) إضافة من ح.

(٥) تفسير مجاهد ، ٢ / ٥٢٣.

(٦) الأنبياء ، ٧٩.

(٧) بداية [٣] من ٢٤٩ ورقمها : ٦٩٧.

(٨) في ٢٤٩ : باذنه.

٢٥٣

قال : (أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ) (١١) وهي الدروع.

(وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ) (١١)

[تفسير مجاهد] : لا تصغر المسمار و (تعظم) (١) الحلقة (فيسلس) (٢) ولا (يعظم) (٣) وتصغر الحلقة (فتنقسم) (٤) الحلقة. (٥)

[قال يحيى](٦) : وبلغنا ان لقمان حضر داود عند اول درع عملها ، فجعل يتفكر فيما (يريد بها) (٧) ولا يدري ما يريد بها (٨) ، فلم يسأله. حتى اذا فرغ منها [٩٣ أ] داود قام فلبسها فقال لقمان : الصّمت حكم وقليل / فاعله.

قال : (وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (١١) وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ) (١٢) اي وسخرنا لسليمان الريح.

(غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ) (١٢)

[ابو امية عن الحسن قال : كانت تحمل سليمان [الريح](٩) من اصطخر الى كابل ومن الشام الى اصطخر]. (١٠)

وحدثني قرة بن خالد عن الحسن قال : كان يغدو من بيت المقدس فيقيل (اصطخر) (١١) فيروح منها (فتكون) (١٢) روحته الى كابل.

وفي تفسير عمرو عن الحسن قال : كان سليمان اذا اراد ان يركب جاءت الريح فوضع سرير مملكته عليها ، ووضعت الكراسي والمجالس على الريح ، وجلس على سريره ، وجلس وجوه اصحابه على منازلهم في الدين عنده من الجن والانس. والجن يومئذ ظاهرة للإنس ، رجال امثال الانس ألا إنهم أدم ، يحجون جميعا (ويصلون جميعا ، ويعتمرون جميعا) (١٣) ، والطير ترفرف على رأسه ورءوسهم والشياطين (حرسه) (١٤) لا يتركون احدا يتقدم بين يديه وهو قوله :

__________________

(١) في ٢٤٩ : تعضم.

(٢) في ٢٤٩ : فتسلسل.

(٣) في ح : تعظم المسمار.

(٤) في ح : فتفصم ، وفي ٢٤٩ : فتنفصم.

(٥) في تفسير مجاهد ، ٢ / ٥٢٣ ، قدر المسمار والحق ، لا تدق المسامير فتسلسل ، ولا تجلها فتفصم.

(٦) إضافة من ح.

(٧) في ٢٤٩ : يريدها.

(٨) بداية [١٤٢] من ح.

(٩) إضافة من ح.

(١٠) إضافة من ح و ٢٤٩.

(١١) في ح : باصطخر.

(١٢) في ع وح : فيتكون.

(١٣) في ح : ويعتمرون جميعا ويصلون جميعا.

(١٤) في طرة ح : خدمه.

٢٥٤

(وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ)(١) فهم يدفعون (الا) (٢) يتقدمه منهم احد.

وقال قتادة : وزعة (يرد) (٣) أولاهم على أخراهم ، وهو واحد.

(وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ) (١٢)

المعلى عن ابي يحيى عن مجاهد قال : الصفر سالت له مثل الماء. (٤)

قال : (وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ) (١٢) له. تفسير ابن مجاهد عن ابيه.

(بِإِذْنِ رَبِّهِ) (١٢) بالسخرة التي سخرها الله له.

[قال](٥) : (وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا) (١٢) عن طاعة الله و [عن](٦) عبادته.

(نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ) (١٢) في الاخرة. ولم يكن يتسخّر منهم ، ويستعمل في هذه الاشياء ، ولا يصفّد في الاصفاد ، اي ولا يسلسل في السلاسل منهم الا الكافر. فاذا تابوا فآمنوا حلّهم من تلك الاصفاد.

وقال بعضهم : (نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ) جعل معه ملك بيده سوط من عذاب السعير ، فاذا خالف سليمان احد (٧) منهم ضربه الملك بذلك السوط.

قال : (يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ) (١٣) والمحاريب في تفسير الحسن : المساجد ، و (في) (٨) تفسير مجاهد : [دون](٩) القصور. (١٠) وفي تفسير الكلبي : المساجد والقصور.

(وَتَماثِيلَ) (١٣) الصور في تفسير الحسن. قال : ولم تكن يومئذ محرمة. وتفسير مجاهد انها تماثيل من نحاس. (١١)

قال : (وَجِفانٍ) (١٣) وصحاف في تفسير مجاهد.

(كَالْجَوابِ) (١٣)

__________________

(١) النمل ، ١٧.

(٢) في ٢٤٩ : لا.

(٣) في ح و ٢٤٩ : ترد. انظر ابن محكّم ، ٣ / ٢٤٩.

(٤) بداية [٤] من ٢٤٩ ورقمها : ٦٩٨.

(٥) إضافة من ح.

(٦) إضافة من ٢٤٩.

(٧) بداية [١٤٣] من ح.

(٨) ساقطة في ٢٤٩ :.

(٩) إضافة من ح و ٢٤٩.

(١٠) في تفسير مجاهد ، ٢ / ٥٢٤ ، المحاريب بنيان دون القصور.

(١١) تفسير مجاهد ، ٢ / ٥٢٤.

٢٥٥

المعلى عن ابي يحيى عن مجاهد قال : كالحياض (١). وهو تفسير الحسن.

(قال) (٢) : (وَقُدُورٍ راسِياتٍ) (١٣) (عظام) (٣). تفسير مجاهد. (٤)

وتفسير السدي (راسِياتٍ) يعني ثابتات في الأرض ، (عظام) (٥) [تنقر من الجبال بأثافيها](٦) (لا) (٧) تحول عن اماكنها.

حدثني قرة بن خالد عن عطية العوفي قال : امر سليمان ببناء بيت المقدس فقالوا له : زوبعة الشيطان له عين في جزيرة (من) (٨) البحر يردها كل سبعة ايام يوما. فاتوها فنزحوها ثم (صبوا) (٩) فيها خمرا ، فجاء لورده ، فلما ابصر الخمر قال في كلام له : [ما علمت](١٠) انك اذا شربك صاحبك لممّا (تظهرين) (١١) عليه (عدوه) (١٢) ، في اساجيع له ، لا اذوقك اليوم. فذهب ثم رجع لظمإ آخر ، فلما رآها قال كما قال (١٣) اول مرة. ثم ذهب فلم يشرب ، حتى جاء لظمئه (لاحدى) (١٤) وعشرين ليلة فقال : (ما) (١٥) علمت انك لتذهبين الهم في (سجع) (١٦) له. فشرب منها ، فسكر فجاءوا اليه فأروه خاتم السخرة ، فانطلق معهم الى سليمان ، فامرهم بالبناء. فقال زوبعة : دلوني على بيض الهدهد. فدلّ على عشه. فأكب عليه جمجمة (١٧) ، يعني زجاجة (١٨) ، فجاء الهدهد فجعل لا يصل اليه. فانطلق فجاء (بالماس الذي يثقب به) (١٩) الياقوت (فوضعه) (٢٠) عليها فقّط الزجاجة نصفين ، ثم ذهب ليأخذه ، فازعجوه. فجاء (بالماس) (٢١) الى سليمان ،

__________________

(١) في تفسير مجاهد ، ٢ / ٥٢٤ ، كحياض الابل.

(٢) ساقطة في ٢٤٩ :.

(٣) في ٢٤٩ : عضام.

(٤) تفسير مجاهد ، ٢ / ٥٢٤.

(٥) في ٢٤٩ : عضام.

(٦) إضافة من ح و ٢٤٩.

(٧) في ح و ٢٤٩ : فلا.

(٨) في ح و ٢٤٩ : في.

(٩) في ح : صيّروا.

(١٠) إضافة من ح و ٢٤٩.

(١١) في ع : يظهرين. وفي ٢٤٩ : تضهرين.

(١٢) في ح : غدوة.

(١٣) بداية [٥] من ٢٤٩ ورقمها : ٦٩٩.

(١٤) في ٢٤٩ : لاحد.

(١٥) في ٢٤٩ : اما.

(١٦) في ٢٤٩ : شجع.

(١٧) الجمجمة : القدح وتكون من الخشب او من الزجاج. لسان العرب ، مادة : جمم.

(١٨) الزجاجة مضمومة الاول او مكسورة او مفتوحة ، القدح. لسان العرب ، مادة : زجج.

(١٩) في ح : بالفاس التي ينقب بها.

(٢٠) في ح : فوضعها.

(٢١) في ح : بالفاس.

٢٥٦

فجعلوا (يستعرضون) (١) الجبال كانما يخطون اي) (٢) في نواحيها ، في نواحي (الجبل) (٣) ، في طين.

قال : (اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً) (١٣)

قال بعضهم : توحيدا.

وقال بعضهم : لما نزلت لم يزل انسان منهم قائما يصلي.

قال : (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ) (١٣) (٤) اي اقل الناس المؤمن.

قال : (فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ) (١٤)

تفسير السدي : [يعني](٥) فلما انزلنا عليه الموت.

[قال](٦) : (ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ) (١٤) وهي الأرضة في تفسير مجاهد. (٧)

(تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ) (١٤) والمنسأة (العصا) (٨) [في تفسير مجاهد (٩). ذكره عاصم بن حكيم والمعلى بن هلال](١٠). وهي بالحبشية.

مكث حولا وهو (متوكىء) (١١) على عصاه ، لا يرى الجن والانس الا انه [حي](١٢) على حاله (الاول ، لتعظم) (١٣) الاية. بمنزلة ما اذهب الله من (عملهم) (١٤) تلك الاربعين الليلة التي غاب عنها سليمان عن ملكه حيث (خلفه) (١٥) ذلك الشيطان في ملكه. (وكان) (١٦) موته (فجأة) (١٧) وهو (متوكىء) (١٨) على عصاه حولا لا يعلمون انه مات. وذلك ان الشياطين كانت

__________________

(١) في ح و ٢٤٩ : يستقرضون.

(٢) ساقطة في ح.

(٣) في ح و ٢٤٩ : الجبال.

(٤) بداية [١٤٤] من ح.

(٥) إضافة من ح و ٢٤٩.

(٦) نفس الملاحظة.

(٧) تفسير مجاهد ، ٢ / ٥٢٤.

(٨) في ٢٤٩ : العصاة. وهي لغة في العصا. لسان العرب ، مادة : عصا.

(٩) في تفسير مجاهد ، ٢ / ٥٢٤ : عصاه.

(١٠) إضافة من ح و ٢٤٩.

(١١) في ح : متكىء وفي ٢٤٩ : متوك. توكأ واتكأ يعني اعتمد. لسان العرب ، مادة : وكأ.

(١٢) إضافة من ح و ٢٤٩.

(١٣) في ح و ٢٤٩ : الاولى. وفي ٢٤٩ : لتعضم.

(١٤) في ح و ٢٤٩ : علمهم.

(١٥) في ٢٤٩ : خالفه.

(١٦) في ح : فكان.

(١٧) في ح : فجاءة.

(١٨) في ح : متكئ ، وفي ٢٤٩ : متوك.

٢٥٧

تزعم للانس انهم يعلمون الغيب ، فكانوا يعملون له حولا لا يعلمون انه مات.

(قال) (١) [عزوجل](٢) : (فَلَمَّا خَرَّ) (١٤) (سقط. (لما) (٣) اكلت الأرضة العصا خرّ سليمان (فقال) (٤) :

(فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ (٥) الْجِنُ) (١٤) للانس.

(أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ) (١٤)

في تلك السخرة ، في تلك الاعمال في السلاسل تبين للانس ان الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين.

قوله [عزوجل](٦) : (لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ) (١٥) كانوا باليمن ، وهي في تفسير الحسن وقتادة أرض.

وقال الحسن : لقد تبين لاهل سبأ كقوله : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ)(٧). اي اهل القرية.

وحدثني ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن علقمة بن وعلة انه سمع ابن عباس يقول : سئل رسول (الله) (٨) (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (٩) عن سبأ ارض ، ام [٩٣ ب] امرأة ، ام رجل؟ فقال : بل هو رجل / ولد عشرة ، فباليمن منهم ستة ، وبالشام اربعة ، فاما (اليمانيّون) (١٠) : فمذحج ، و (حمير) (١١) ، وكندة ، وانمار ، والازد و (الاشعريون) (١٢). واما الشاميون : فلخم ، وجذام ، وعاملة ، وغسان.

قال : (لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ) (١٥) ثم اخبر بتلك الاية فقال :

(جَنَّتانِ) (١٥)

(وتفسير) (١٣) الحسن : فيها تقديم : لقد كان لسبأ في مساكنهم جنتان (فوصفهما) (١٤) ثم قال : (آيَةٌ).

__________________

(١) في ح : قوله.

(٢) إضافة من ح.

(٣) في ٢٤٩ : لها.

(٤) في ٢٤٩ : قال.

(٥) ساقطة في ح.

(٦) إضافة من ح.

(٧) يوسف ، ٨٢.

(٨) ساقطة في ح و ٢٤٩.

(٩) في ٢٤٩ : عليه‌السلام.

(١٠) في ح : اليمانون.

(١١) في ٢٤٩ : خمير.

(١٢) في ح : الاشعرون.

(١٣) مكررة في ٢٤٩. بداية [٦] من ٢٤٩ ورقمها : ٧٠٠.

(١٤) في ٢٤٩ : فوضعهما.

٢٥٨

قوله [عزوجل](١) : (عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ)(٢) (١٥) جنة عن (٣) يمين وجنة عن شمال.

(كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ) (١٥) اي (هذه) (٤) بلدة طيبة.

(وَرَبٌّ غَفُورٌ) (١٥) لمن آمن.

(فَأَعْرَضُوا) (١٦) عما جاءت به الرسل.

(فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ) (١٦)

حدثني شريك عن ابي اسحاق الهمداني عن عمرو بن شرحبيل قال : [و](٥) العرم (٦) بلسان (العرب) (٧) : المسنّاة. (٨)

قال يحيى : هذا الذي (يسمونه) (٩) الجسر يحبس به الماء ، وكان سدا قد جعل في موضع الوادي (تجتمع) (١٠) فيه المياه.

وذكروا انه انما نقبه دابة يقال له الخلد ، ليس له عينان ، له نابان يحفر بهما الأرض.

وفي تفسير مجاهد أنّ ذلك السيل الذي ارسل عليهم من العرم كان ماء احمر اتى الله به من حيث شاء. هو (شقق) (١١) السد وهدمه ، وحفر بطن الوادي عن (الجنتين) (١٢) ، فارتفعتا وغار عنهما الماء فيبستا. (١٣)

وفي تفسير [عمار عن ابي هلال الراسبي عن](١٤) قتادة انه كان لهم واد

__________________

(١) إضافة من ح.

(٢) ساقطة في ع.

(٣) بداية [١٤٥] من ح.

(٤) في ٢٤٩ : وهذه.

(٥) إضافة من ٢٤٩.

(٦) العرم : السيل الذي لا يطاق. لسان العرب ، مادة عرم.

(٧) في ح : اليمن ، وفي ٢٤٩ : الحبشة.

(٨) المسنّاة : ضفيرة تبنى للسيل لترد الماء ، سميت مسناة لان فيها مفاتح للماء بقدر ما تحتاج اليه مما لا يغلب. مأخوذ من قولك سنيت الشيء والامر اذا فتحت وجهه. لسان العرب ، مادة : سنا. في ح : المسناة.

(٩) في ٢٤٩ : سمونه.

(١٠) غير معجمة في ع. في ٢٤٩ : يجتمع.

(١١) في ح و ٢٤٩ : شق.

(١٢) في ح : الجسر.

(١٣) في تفسير مجاهد ، ٢ / ٥٢٤. ٥٢٥ وهو السيل ، ماء احمر ارسله الله في السد فشقه وهدمه وحفر الوادي فارتفعتا عن الجنتين وغار عنهما الماء فيبستا. ولم يكن الماء الاحمر في السد ولكنه كان عذابا ارسله الله عليهم من حيث يشاء.

(١٤) إضافة من ح و ٢٤٩.

٢٥٩

يمتلىء كل عام (لسقي) (١) (لجناتهم) (٢) ، فلما اعرضوا ارسل الله عليهم دابة يقال لها (الجرذ) (٣) ، فحفر السد فسال الماء) (٤) ، فغرقت (جناتهم) (٥) واراضيهم.

(قال) (٦) [عزوجل](٧) : (وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ) (١٦) والاكل الثمرة.

(ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ) (١٦)

[المعلى عن ابي يحيى عن مجاهد قال](٨) : والخمط [هو](٩) الاراك (١٠) ، وأكله (البرير). (١١)

(قال) (١٢) : (وَأَثْلٍ (١٣) وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ) (١٦)

قال : (١٤) (ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي) (١٧) اي يعاقب.

(إِلَّا الْكَفُورَ) (١٧)

تفسير مجاهد انهم لما اعرضوا عما جاءت به الرسل ، ابتلاهم الله فغير ما بهم ثم اهلكهم [الله](١٥) بعد ذلك. (١٦)

قال : (وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى) (١٨) رجع الى قصة ما كانوا فيه من حسن عيشهم قبل ان يهلكهم فقال : (وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ) أي وكنا (وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها) (١٨) يعني ارض الشام.

(قُرىً ظاهِرَةً)(١٧) (١٨) اي متصلة ينظر بعضها إلى بعض.

(وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ) (١٨) يصبحون في منزل وقرية وماء ، ويمسون في

__________________

(١) ساقطة في ح و ٢٤٩.

(٢) في ح : بجناتهم ، وفي ٢٤٩ : لجنانهم.

(٣) في ٢٤٩ : الخزر.

(٤) في ح و ٢٤٩ : فنقبت ذلك الوادي.

(٥) في ٢٤٩ : جنانهم.

(٦) في ح : قوله.

(٧) إضافة من ح.

(٨) إضافة من ح و ٢٤٩.

(٩) نفس الملاحظة.

(١٠) تفسير ، الطبري ، ٢٢ / ٨١.

(١١) في ٢٤٩ : اليرير. والبرير ثمر الاراك عامة. لسان العرب ، مادة : برر.

(١٢) ساقطة في ح.

(١٣) الأثل : شجر يشبه الطّرفاء. لسان العرب ، مادّة : أثل. وهو شجر عظيم لا ثمر له.

الواحدة : أثلة. المصباح المنير ، الفيّومي. الطبعة السادسة ، ١٩٢٥ ، ٥.

(١٤) ساقطة في ٢٤٩.

(١٥) إضافة من ح.

(١٦) في تفسير مجاهد ، ٢ / ٥٢٥ هل نعاقب الا الكفور.

(١٧) في ٢٤٩ : ضاهرة.

٢٦٠