تفسير يحيى بن سلّام

التيمي البصري القيرواني

تفسير يحيى بن سلّام

المؤلف:

التيمي البصري القيرواني


المحقق: الدكتورة هند الشلبي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 978-2-7451-4440-5
الصفحات: ٤١٩
الجزء ١ الجزء ٢

قال : (يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ) (٢٦ (يعني) (١) يمرون (فيها) (٢) كقوله : (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ)(٣) نهارا و (ليلا يعني) (٤) في مساكنهم التي كانوا فيها ، منها ما يرى ومنها ما لا يرى ، كقوله : (مِنْها قائِمٌ) تراه (وَحَصِيدٌ)(٥) لا تراه.

[وقال السدي : يقول : قد مر اهل مكة على قراه ...](٦).

قال : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ) (٢٦) اي للمؤمنين.

(أَفَلا يَسْمَعُونَ) (٢٦) يعني المشركين.

(قوله) (٧) : (أَوَلَمْ يَرَوْا) (٢٧) يعني المشركين.

(أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ) (٢٧) (يعني) (٨) المطر ، تساق السحاب التي فيها الماء كقوله : (سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ)(٩).

(قال): (١٠) (إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ) (٢٧) اليابسة التي ليس فيها نبات.

(فَنُخْرِجُ (١١) بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ) (٢٧) يعني المشركين.

اي فالذي أحيى هذه الأرض بعد موتها قادر على ان يحييهم بعد موتهم.

قوله [عزوجل](١٢) : (وَيَقُولُونَ) (٢٨) يعني المشركين.

(مَتى هذَا الْفَتْحُ) (٢٨) متى هذا القضاء. [وهو تفسير السدي]. (١٣)

(إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٢٨) والفتح ، القضاء بعذابهم. قالوا ذلك استهزاء وتكذيبا بانه لا يكون.

وقال بعضهم : يعني يوم بدر.

وقال (عاصم بن حكيم ان مجاهدا قال): (١٤) يوم القيامة. (١٥)

__________________

(١) ساقطة في ح.

(٢) ساقطة في ح.

(٣) الصّافّات ، ١٣٧.

(٤) في ح : بالليل اي.

(٥) هود ، ١٠٠.

(٦) إضافة من ح بها تلف في الاخر بقدر حرف او حرفين.

(٧) في ح : قال.

(٨) ساقطة في ح.

(٩) الأعراف ، ٥٧.

(١٠) ساقطة في ح.

(١١) بداية [١٠٨] من ح.

(١٢) إضافة من ح.

(١٣) نفس الملاحظة.

(١٤) في ح : وقال ابن مجاهد ، عن ابيه.

(١٥) الطبري ، ٢١ / ١١٦.

٢٠١

وقال الحسن : لم يبعث الله نبيا الا وهو يحذر قومه عذاب الدنيا وعذاب الاخرة.

قال الله : (قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ) (٢٩) يعني يوم القضاء.

(لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ) (٢٩) ليس احد من المشركين يرى العذاب الا آمن فلا يقبل منهم عند ذلك.

قال : (وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) (٢٩) [فما](١) يؤخرون بالعذاب اذا جاء الوقت.

قال : (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ) (٣٠) بهم العذاب.

(إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ) (٣٠)

قال (٢) يحيى : سمعت سعيدا يذكر عن قتادة انها نزلت قبل ان يؤمر بقتالهم فنسخها القتال في سورة براءة في قوله : (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ)(٣).

__________________

(١) إضافة من ح.

(٢) ساقطة في ح.

(٣) التوبة ، ٥.

٢٠٢

سورة الأحزاب

تفسير سورة الأحزاب (*) وهي مدنيّة كلّها

(بسم الله الرّحمن الرّحيم) (١)

قوله [عزوجل](٢) : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ) (١) في الشرك بالله.

(وَالْمُنْفِقِينَ) (١) ولا تطع المنافقين حتى تكون وليجة في دين الله ، والوليجة ان يدخل في دين الله ما يقارب به المنافقين.

قال : (إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً (١))

(وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) (٢) يعني العامة.

(وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) (٣) متوكلا عليه. وقال ايضا : (وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)(٣) ونعم المتوكل عليه.

قوله [عزوجل](٤) : (ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) (٤)

تفسير مجاهد ان رجلا من المشركين من بني فهر قال : ان في جوفي لقلبين اعقل بكل واحد منهما افضل من عقل محمد ، وكذب. (٥)

وتفسير الكلبي ان رجلا من قريش يقال له جميل كان حافظا (لما) (٦)

__________________

(*) القطع المعتمدة في تحقيق سورة الأحزاب : الأم : ع. قطع المقارنة : ح ؛ القيروان ، ٢٤٩ ٢٦٣.

(١) ساقطة في ح.

(٢) إضافة من ح.

(٣) آل عمران ، ١٧٣.

(٤) إضافة من ح.

(٥) تفسير مجاهد ، ٢ / ٥١٣.

(٦) اصلحت في طرة ح ، لكن بالطرة تلفا ذهب بالاصلاح. ويبدو ان ما اصلحت اليه هي عبارة : لكل ما.

٢٠٣

(سمع). (١) فقالت قريش : ما يحفظ جميل ما يحفظ بقلب واحد ، ان له لقلبين /.

قوله [عزوجل](٢) : (وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللَّائِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ) (٤)

اذا قال الرجل لامرأته : انت عليّ كظهر امي ، لم تكن عليه مثل أمّه في التحريم فتحرم عليه ابدا ، ولكن عليه كفارة الظهار في اول سورة المجادلة : (فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٣) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ (...) (٣) فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً)(٤).

وكان الظهار عندهم في الجاهلية طلاقا فجعل الله فيه الكفارة.

قال : (وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ) (٤)

عاصم بن حكيم ان مجاهدا قال : هذا في زيد بن حارثة ، تبناه محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان الرجل في الجاهلية يكون ذليلا فيأتي الرجل ذا القوة والشرف فيقول : انا ابنك ، فيقول : نعم. فاذا قبله واتخذه ابنا اصبح اعز اهلها ، وكان زيد بن حارثة منهم ، كان رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٥) تبناه يومئذ على ما كان يصنع في الجاهلية ، وكان مولى رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٦) ، فلما جاء الإسلام امرهم الله ان يلحقوهم بآبائهم (٧) فقال :

(وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ) (٤) يعني (ادعاءهم) (٨) هؤلاء وقول الرجل لامرأته : انت عليّ كظهر أمّي.

قال : (وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ) (٤) يهدي الى الهدى. وقوله الحق في هذا الموضع انه امر هؤلاء المدعين ان يلحقوا هؤلاء المدّعين بآبائهم.

قال : (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ) (٥) اعدل عند الله.

(فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ) (٥) [يعني المولى الذي

__________________

(١) في ح : يسمع. بداية [١٠٩] من ح.

(٢) إضافة من ح.

(٣) سقط من سياق الاية في ع وح ، قوله تعلى : (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا).

(٤) المجادلة ، ٣ ـ ٤.

(٥) إضافة من ح.

(٦) نفس الملاحظة.

(٧) في تفسير مجاهد ، ٢ / ٥١٣ : نزلت في زيد بن حارثة ، وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم تبناه.

(٨) في ح : ادعياءهم.

٢٠٤

يعتقـ ...) (١) السدي]. (٢)

قال يحيى : (قولوا) (٣) ولينا فلان ، واخونا فلان.

(وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ) (٥) اثم.

(فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ) (٥) ان اخطأ الرجل بعد النهي فنسبه الى الذي تبناه ناسيا ، فليس عليه في ذلك (٤) اثم.

(وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ (وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً)(٥) (٥) ان تدعوهم الى غير آبائهم الذين الحقهم الله (بهم) (٦) متعمدين لذلك. وهذا تفسير الحسن.

وقال مجاهد : (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ) قبل النهي عن هذا وغيره (٧) ، (بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ) بعد النهي في هذا وغيره.

(وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (٥).

[ا](٨) نصر بن طريف عن عاصم الاحوال عن ابي عثمان النهدي عن سعد بن مالك قال : سمعت أذناي ووعى قلبي من محمد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (يقول): (٩)

«من ادّعى الى غير ابيه وهو يعلم انه غير ابيه فالجنة عليه حرام». قال : فلقيت ابا بكرة فأخبرته فقال : قد سمعته من النبي (عليه‌السلام). (١٠)

قوله [عزوجل](١١) : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) (٦)

تفسير مجاهد : هو ابوهم. (١٢)

(وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) (٦) في التحريم مثل امهاتهم.

__________________

(١) طمس في ح بقدر كلمة يبدو انها بقية الكلمة السابقة ، يعني حرف الدال وبعدها كلمة : تفسير.

(٢) إضافة من ح.

(٣) في ح : قوله ، ثم اصلحت في الطرة الى : يقول على ما يبدو ، لان بالمخطوطة طمسا.

(٤) بداية [١١٠] من ح.

(٥) ساقطة في ح.

(٦) في ح : به.

(٧) في تفسير مجاهد ، ٢ / ٥١٣ : في هذا ، بدل : عن هذا.

(٨) إضافة من ح.

(٩) في ح : انه قال.

(١٠) في ح : صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(١١) إضافة من ح.

(١٢) في تفسير مجاهد ، ٢ / ٥١٤ : هو اب لهم.

٢٠٥

سفيان الثوري عن فراس عن الشعبي عن مسروق عن عائشة ان امرأة قالت لها : يا امه ، فقالت لست لك بأم انما انا أم رجالكم.

قال : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ) (٦)

سعيد عن قتادة قال : كان نزل قبل هذه الاية في سورة الأنفال : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا)(١) ، فتوراث المسلمون بالهجرة (فكان) (٢) لا يرث (الاعرابي) (٣) المسلم من قريبه المهاجر المسلم شيئا (فنسختها هذه الاية) (٤) ، [فصارت المواريث بالملل]. (٥)

فقال : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ) فخلط الله المسلمين بعضهم ببعض فصارت المواريث بالملل.

وحدثني ابو سلمة البناني عن شهر بن حوشب عن ابي أمامة قال : لا يتوارث اهل ملتين (شيئا). (٦)

مالك بن انس عن الزهري عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان عن اسامة ابن زيد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يرث المسلم الكافر».

[ا](٧) نصر بن طريف عن حبيب المعلم وسعيد عن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يرث الكافر المسلم (٨) ولا المسلم الكافر».

وفي حديث سعيد : ولا يتوارث اهل ملتين (شيئا). (٩)

(وحدثني بحر بن كنيز) (١٠) عن الزهري ان ابا طالب مات (فترك طالبا ، وجعفرا وعقيلا ، وعليا) (١١) ، فورثه عقيل وطالب ولم يرثه علي ولا جعفر.

__________________

(١) الأنفال ، ٧٢.

(٢) في ح : وكان.

(٣) في ع : الا عن ابي ، ويبدو انه خطأ. في الطبري ، ٢١ / ١٢٣ لبث المسلمون زمانا يتوارثون بالهجرة ، والاعرابي المسلم لا يرث من المهاجرين شيئا ، فانزل الله هذه الاية ، فخلط المؤمنين بعضهم ببعض فصارت المواريث بالملل.

(٤) في ح : ثم نسخ ذلك في هذا السورة.

(٥) إضافة من ح.

(٦) في ح : شتى.

(٧) إضافة من ح.

(٨) بداية [١١١] من ح.

(٩) في ح : شتى.

(١٠) في ح : حدثنا بحر السقاء. وهو بحر بن كنيز الباهلي السّقاء. تهذيب التهذيب ، ١ / ٤١٨.

(١١) ساقطة في ح.

٢٠٦

قوله [عزوجل](١) : (إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ) (٦)

قال : الى قرابتكم من اهل الشرك.

[ا سعيد عن قتادة قال : يقول الله : (إِلى أَوْلِيائِكُمْ) من اهل الشرك وصية ولا ميراث لهم](٢) (يعني بالمعروف الوصية) (٣). (اجاز) (٤) لهم الوصية ولا ميراث لهم.

(ثم رجع الى قوله : ((وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ) فقال) (٥) :

(كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً) (٦) [يقول](٦) : مكتوبا (ألّا) (٧) يرث (كافر مسلما). (٨)

(وقد قال النبي : «لا يرث المسلم الكافر») (٩).

[ا حماد عن هشام بن عروة عن ابيه عن اسماء بنت ابي بكر قالت : قدمت علي أمّي وهي مشركة ، فسألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأصلها ، قال : صليها]. (١٠)

وقال عثمان عن قتادة : (إِلى أَوْلِيائِكُمْ) من اهل الكتاب.

وقال مجاهد : (إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً) قال : الذين والى بينهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من (المهاجرين والانصار) (١١) تمسكا بينهم بالمعروف.

قوله [عزوجل](١٢) : (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ) (٧)

قال مجاهد : في ظهر آدم. (١٣)

وقال الكلبي : في صلب آدم ان يبلغوا الرسالة.

__________________

(١) إضافة من ح.

(٢) نفس الملاحظة. تفسير الطبري ، ٢١ / ١٢٤.

(٣) ساقطة في ح.

(٤) في ح : فأجاز.

(٥) ساقطة في ح.

(٦) إضافة من ح.

(٧) في ح : لا.

(٨) في ح : مسلما كافر.

(٩) ساقطة في ح.

(١٠) إضافة من ح.

(١١) في ح : الانصار والمهاجرين. في تفسير مجاهد ، ٢ / ٥١٤ : يعني الى حلفائكم الذين والى الخ ...

(١٢) إضافة من ح.

(١٣) تفسير مجاهد ، ٢ / ٥١٤.

٢٠٧

قال : (وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى / ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً) (٧) بتبليغ الرسالة.

وبعضهم يقول : وان (يعلموا) (١) ان محمدا رسول الله. وتصديق ذلك عنده في قوله (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا)(٢). سل جبريل فانه (هو) (٣) كان يأتيهم بالرسالة ، هل ارسلنا من رسول الا بشهادة ان لا إله الا الله وان محمدا رسول الله.

وتفسير الحسن في هذه الاية في آل عمران مثل هذه الاية : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ)(٤).

قال : اخذ الله على النبيين ان يعلموا امر محمد ، ما خلا محمدا من النبيين فانه لا نبي بعده ، و (لكنه) (٥) قد اخذ عليه ان يصدق بالانبياء كلهم ، ففعل صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(وذكر يحيى عن بعض اصحابه) (٦) عن قتادة انه كان اذا تلا هذه الاية : (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ)(٧) قال : قال رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وسلم] : (٨) «كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث» (٩).

عمار عن أبي هلال عن داود بن ابي هند عن مطرف بن عبد الله (١٠) قال : قال رجل : يا نبي الله ، متى كتبت نبوتك؟ قال : بين الطين وبين الروح من خلق آدم.

قوله [عزوجل] : (١١) (لِيَسْئَلَ) (٨) اي ليسأل الله.

(الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ) (٨) تفسير الحسن : يعني النبيين كقوله : (وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ)(١٢).

وقال في آية اخرى : (يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ)(١٣).

__________________

(١) في ح : تعلموا.

(٢) الزخرف ، ٤٥.

(٣) ساقطة في ح.

(٤) آل عمران ، ٨١.

(٥) في ح : لكن.

(٦) في ح : عمار عن ابي هلال الراسبي.

(٧) بداية [١١٢] من ح.

(٨) إضافة من ح.

(٩) في الطبري ، ٢١ / ١٢٦ : الى قوله في الخلق.

(١٠) في طرة ع : في غير الأم : يحيى عن صاحب له عن داود

(١١) إضافة من ح.

(١٢) الأعراف ، ٦.

(١٣) المائدة ، ١٠٩.

٢٠٨

وقال مجاهد : (لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ) قال : المبلغين المؤدين ، هم الرسل في حديث عاصم بن حكيم.

[وقال ابن مجاهد عن ابيه : المبلغين المؤدين من الرسل]. (١)

وقال السدي : (لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ) يعني النبيين (عَنْ صِدْقِهِمْ) انهم بلغوا الرسالة الى قومهم من الله.

قال : (وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً أَلِيماً) (٨) موجعا.

قوله [عزوجل](٢) : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ) (٩) يعني ابا سفيان واصحابه ، وهم الاحزاب.

[المعلى عن ابي يحيى عن مجاهد قال : يوم الاحزاب](٣) تحازبوا على الله ورسوله. جاء عيينة بن حصن الفزاري وطليحة بن خويلد الاسدي من فوق الوادي ، وجاء ابو الاعور السلمي من اسفل الوادي ، ونصب ابو سفيان قبل الخندق الذي فيه رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وسلم]. (٤)

قال : (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً) (٩)

قال مجاهد : [وهي](٥) الصبا (تكبهم على وجوههم وتقطع فساطيطهم) (٦) [حتى أظعنتهم](٧). (وهذا تفسير مجاهد). (٨)

حدثني إبراهيم بن محمد عن صالح بن كيسان عن طاوس (قال يحيى): (٩) واخبرني صاحب لي عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نصرت بالصّبا وأهلكت عاد بالدبور».

__________________

(١) إضافة من ح. تفسير مجاهد ، ٢ / ٥١٤.

(٢) إضافة من ح.

(٣) نفس الملاحظة.

(٤) نفس الملاحظة. في الطبري ، ٢١ / ١٢٨ عن مجاهد : الاحزاب ، عيينة بن بدر ، وابو سفيان وقريظة.

(٥) إضافة من ح.

(٦) في ح : تكب القدور على افواهها وتنزع الفساطيط.

(٧) إضافة من ح.

(٨) ساقطة في ح. في تفسير مجاهد ، ٢ / ٥١٥ يعني ريح الصبا ارسلت على الاحزاب يوم الخندق حتى كفأت قدورهم على افواهها ونزعت فساطيطهم حتى اظعنتهم.

(٩) ساقطة في ح.

٢٠٩

قال : (وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها) (٩) الملائكة في تفسير مجاهد (١) وقتادة. (٢)

قال : (إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ) (١٠) (جاءوا من وجهين من اسفل المدينة ومن اعلاها في تفسير الحسن). (٣)

[ابو سفيان في تفسير مجاهد]. (٤)

(وقال الكلبي :) (٥) جاءوا من اعلى الوادي ومن اسفله. جاء من اعلاه عيينة ابن حصن ، ومن اسفله ابو الاعور السلمي ، ونصب (٦) ابو سفيان الى الخندق.

وقال السدي : (إِذْ جاؤُكُمْ) يعني الاحزاب ، ابا سفيان ومن معه.

(مِنْ فَوْقِكُمْ) يعني من فوق الوادي ، يعني من اعلاه ، من قبل المشرق ومن حيث يجيء الصبح ، يعني مالك بن عوف من بني نضر ، وعيينة بن (حصن) (٧) الفزاري ومعهما الف من غطفان ، ومعه طليحة بن خويلد (الثقفيين) (٨) من بني أسد ، وحيي بن أخطب اليهودي في يهود من بني (قريظة) (٩).

ثم قال : (وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ) يعني من أسفل من النبي [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](١٠) من بطن الوادي ومن قبل المغرب. [و](١١) جاء ابو سفيان على اهل مكة ومعه يزيد بن جحش على (فرقتين) (١٢) ، جاءوا من أسفل الوادي من قبل المغرب ، وجاء ابو الاعور السّلمي عمرو بن سفيان من قبل الخندق والذين معه.

(قال) (١٣) [عزوجل](١٤) : (وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ) (١٠) من شدة الخوف.

(وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا) (١٠) يعني التهمة. تفسير السدي. يعني المنافقين ظنوا

__________________

(١) تفسير مجاهد ، ٢ / ٥١٥.

(٢) الطبري ، ٢١ / ١٢٨.

(٣) ساقطة في ح.

(٤) إضافة من ح. في تفسير مجاهد ، ٢ / ٥١٥ (إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ) يعني عيينة بن بدر في اهل نجد (وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ) ابو سفيان بن حرب ، مواجهتكم قريظة.

(٥) ساقطة في ح.

(٦) بداية [١١٣] من ح.

(٧) في ح : نصر.

(٨) في ح : الثقفي.

(٩) في ح : قريضة.

(١٠) إضافة من ح.

(١١) نفس الملاحظة.

(١٢) في ح : قريش.

(١٣) في ح : قوله.

(١٤) إضافة من ح.

٢١٠

ان محمدا [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](١) سيقتل ، وانهم (سيهلكون). (٢)

قال الله : (هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ) (١١) محصوا في تفسير مجاهد. (٣)

قال : (وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً) (١١). كان الله انزل في سورة البقرة (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللهِ) : قال الله : (أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ)(٤). فلما نزلت هذه الاية قال اصحاب النبي [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٥) : ما اصابنا هذا بعد. فلما كان يوم الاحزاب انزل الله : (وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً وَتَسْلِيماً)(٦).

وانزل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً (٩) إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا (١٠) هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ) محّصوا (وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً) (١١) حركوا (٧) بالخوف (في تفسير مجاهد) (٨) ، واصابتهم الشدة.

(قال) : (٩) (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ / وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) (١٢) وهم المنافقون. [٨٨ أ] والمرض في تفسير قتادة ، النفاق.

وفي تفسير الحسن ، الشرك. وصفهم بالوجهين جميعا. والنفاق انهم نافقوا بقلوبهم (عن ما) (١٠) اظهروا بألسنتهم. والمرض (ما) (١١) في قلوبهم.

(ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ) (١٢) في ما يزعم انه رسوله.

(إِلَّا غُرُوراً) (١٢) وذلك انه لما انزل (الله) (١٢) في سورة البقرة : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ) الى قوله : (أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ)(١٣) فوعد الله المؤمنين ان ينصرهم كما نصر من قبلهم بعد ان يزلزلوا وهي الشدة ، [و](١٤) ان يحركوا بالخوف كما قال النبيون حيث يقول الله : (حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى

__________________

(١) نفس الملاحظة. (٢) في ع : سيهلكوا.

(٣) تفسير مجاهد ، ٢ / ٥١٦. (٤) البقرة ، ٢١٤.

(٥) إضافة من ح. (٦) الاحزاب ، ٢٢.

(٧) بداية [١١٤] من ح. (٨) ساقطة في ح.

(٩) نفس الملاحظة.

(١٠) في ح : على.

(١١) ساقطة في ح.

(١٢) ساقطة في ح.

(١٣) البقرة ، ٢١٤.

(١٤) إضافة من ح.

٢١١

نَصْرُ اللهِ) قال الله : (أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ) فقال المنافقون : وعدنا الله النصر فلا نرانا ننصر ، و (نرانا) (١) نقتل ونهزم. ولم يكن في ما وعدهم الله ألّا يقتل منهم احد ، و (ألّا) (٢) يهزموا في بعض الأحايين. و (قد) (٣) قال في اية اخرى : (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ)(٤) ، وانما وعدهم النصر في العاقبة.

(قال) (٥) [عزوجل](٦) : (وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا) (١٣) يقوله المنافقون بعضهم لبعض ، اتركوا دين محمد وارجعوا الى دين مشركي العرب في تفسير الحسن.

وقال الكلبي : لما رأى المنافقون الاحزاب جبنوا ، فقال بعضهم لبعض : لا والله ما لكم مقام مع هؤلاء فارجعوا الى قومكم ، يعنون المشركين فاستأمنوهم.

وقال السدي : (يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ) يعني لا مكث لكم مع الاحزاب ، لا تقومون لهم.

(قال) (٧) [عزوجل](٨) : (وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ) (١٣)

[قال مجاهد : يخشى عليها السّرق]. (٩)

وقال الكلبي : خالية (نخاف) (١٠) عليها السّرق.

وقال الحسن : ضائعة. وهو واحد ، يقولون : اذا خليناها ضاعت.

قال الله : (وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ) (١٣)

[يقول](١١) : (إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً (١٣) وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ) (١٣) لو دخل عليهم ابو سفيان ومن معه.

(مِنْ أَقْطارِها) (١٤) من نواحيها يعني (١٢) المدينة.

__________________

(١) في ح : أرانا.

(٢) في ح : لا.

(٣) ساقطة في ح.

(٤) آل عمران ، ١٤٠.

(٥) في ح : قوله.

(٦) إضافة من ح.

(٧) في ح : قوله.

(٨) إضافة من ح.

(٩) إضافة من ح. في تفسير مجاهد ، ٢ / ٥١٦ : نخشى ، بدل : يخشى.

(١٠) في ح : يخاف.

(١١) إضافة من ح.

(١٢) بداية [١١٥] من ح.

٢١٢

(ثُمَّ سُئِلُوا) (١٤) طلبت منهم.

(الْفِتْنَةَ) (١٤) الشرك.

(لَآتَوْها) (١٤) لجاءوها. رجع الى الفتنة وهي الشرك على تفسير من قراها خفيفة. ومن قرأها مثقلة : (لَآتَوْها) (١) لأعطوها ، يعني الفتنة وهي الشرك ، لأعطوهم إياها.

(وَما تَلَبَّثُوا بِها إِلَّا يَسِيراً) (١٤)

(قال) (٢) [عزوجل](٣) : (وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ) منهزمين. [وهو تفسير السدي]. (٤)

ابن لهيعة عن ابي الزبير (عن جابر بن عبد الله) (٥) قال : سئل جابر بن عبد الله كيف بايعتموه؟ قال : (بايعنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (٦) على ان لا نفر ولم نبايعه على الموت.

قال : (وَكانَ عَهْدُ اللهِ مَسْؤُلاً) (١٥) لا يسألهم الله عن ذلك العهد الذي لم يوفوا به ، يعني المنافقين.

قال : (قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ) (١٦) يعني الهرب.

(إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ) (١٦) يعني ان هربتم من الموت.

(أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلاً) (١٦) في الدنيا.

(إِلَّا قَلِيلاً) (١٦) الى آجالكم. [وهو تفسير السدي]. (٧)

قوله [عزوجل](٨) : (قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ (مِنَ اللهِ) (١٧) (٩) يمنعكم من الله.

(إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً) (١٧) عذابا.

__________________

(١) في ع : لآتّوها ، بتاء مضاعفة. قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر : لأتوها. قصيرة من أتيت.

وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وابو عمرو : لَآتَوْها ممدودة. وروى ابن فليح عن اصحابه عن ابن كثير : لآتوها ممدودة. ابن مجاهد : ٥٢٠.

(٢) في ح : قوله.

(٣) إضافة من ح.

(٤) نفس الملاحظة.

(٥) ساقطة في ح.

(٦) نفس الملاحظة.

(٧) إضافة من ح.

(٨) نفس الملاحظة.

(٩) ساقطة في ع.

٢١٣

وقال السدي : يعني القتل والهزيمة.

(أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً) (١٧) توبة يعني المنافقين ، كقوله : (وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ) يموتون على نفاقهم فيعذّبهم (أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ)(١) فيرجعون عن نفاقهم.

وقال السدي : يعني النصر والفتح.

قال : (وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (١٧))

(قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ) (١٨) يعوق (بعضكم) (٢) بعضا يأمر (بعضكم) (٣) بعضا بالفرار.

(وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ) (١٨) اي (قَدْ يَعْلَمُ (اللهُ) (٤) الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا) (١٨) يامر بعضهم بعضا بالفرار.

(وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ) (١٨) القتال.

(إِلَّا قَلِيلاً) (١٨) بغير حسبة ولا اخلاص.

[وقال السدي : (إِلَّا قَلِيلاً) يعني رياء وسمعة]. (٥)

(وقال يحيى) (٦) : حدثني ابو الاشهب عن الحسن في قوله : (وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلاً)(٧) قال : انما قلّ (أنّه كان) (٨) لغير الله.

قال : (أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ) (١٩) لا يتركون عليكم من حقوقهم من الغنيمة شيئا.

قال : (فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ) (١٩) (رجع الكلام الى اول القتال قبل ان تكون الغنيمة. قال : (فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ) (١٩) (٩) يعني القتال. [وهو تفسير السدي]. (١٠)

(رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ) (١٩) خوفا من القتال.

(فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ) (١٩) [يعني القتال (١١) يعني اذا ذهب القتال]. (١٢)

(سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ) (١٩) (فحشوا) (١٣) عليكم. السّلق ، الصياح.

(أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ) (١٩) على الغنيمة.

__________________

(١) الاحزاب ، ٢٤. (٢) في ح : بعضهم.

(٣) نفس الملاحظة. (٤) ساقطة في ح.

(٥) إضافة من ح. (٦) ساقطة في ح.

(٧) النساء ، ١٤٢.

(٨) في ح : لانه.

(٩) ساقطة في ح.

(١٠) إضافة من ح.

(١١) بداية [١١٦] من ح.

(١٢) إضافة من ح.

(١٣) في ح : فشحوا.

٢١٤

قال [الله](١) : (أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا) (١٩) كقوله : (مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ)(٢).

قال : (فَأَحْبَطَ اللهُ أَعْمالَهُمْ) (١٩) ابطل [الله](٣) حسناتهم (لانهم) (٤) ليس لهم فيها (حسبة). (٥)

(وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً) (١٩)

وقال بعضهم : (أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ) على القتال ، لا يقاتلون.

وتفسير الكلبي ان رجلا من اصحاب (رسول الله) (٦) [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٧) لما مسهم الحصر والبلاء في الخندق رجع الى اهله ليصيب طعاما او إداما ، فوجد اخاه يتغدّى تمرا ، فدعاه فقال اخوه المؤمن : قد بخلت عليّ وعلى رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٨) بنفسك فلا حاجة لي في طعامك.

قال : (يَحْسَبُونَ) (٢٠) يحسب المنافقون.

(الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا) (٢٠) يود المنافقون.

(لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ) (٢٠) يعني في البادية مع الاعراب ، يودّون من الخوف لو انهم في البدو.

(يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ) (٢٠) وهو كلام موصول ، وليس بهم / في ذلك الا [٨٨ ب] الخوف على انفسهم وعيالهم واموالهم ، لانهم مع المسلمين قد اظهروا انهم على الإسلام وهم يتمنون ان يظهر المشركون على المسلمين من غير ان يدخل [عليهم](٩) في ذلك مضرة.

قال : (وَلَوْ كانُوا فِيكُمْ ما قاتَلُوا إِلَّا قَلِيلاً) (٢٠)

قوله [عزوجل](١٠) : (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً) (٢١) وهذا الذكر تطوع ، ليس فيه وقت.

قال : (وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ) (٢٢)

__________________

(١) إضافة من ح.

(٢) المائدة ، ٤١.

(٣) إضافة من ح.

(٤) في ح : لانه.

(٥) في ح : حسنة.

(٦) في ح : النبي.

(٧) إضافة من ح.

(٨) نفس الملاحظة.

(٩) إضافة من ح.

(١٠) نفس الملاحظة.

٢١٥

يعنون الآية في سورة البقرة ، وقد فسرناه قبل هذا الموضع.

(وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ) (٢٢)

قال الله : (وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً) (٢٢) (و) (١) تصديقا.

(وَتَسْلِيماً) (٢٢) لأمر الله.

وتفسير الكلبي ان الاحزاب لما خرجوا من مكة امر رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٢) بالخندق ان يحفر ، فقالوا : [يا رسول الله](٣) ، وهل اتاك من خبر؟ قال : نعم. فلما حفر الخندق وفرغ منه اتاهم الاحزاب (٤) ، فلما رآهم المؤمنون (قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ) الى اخر الاية.

قوله [عزوجل](٥) : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ) (٢٣) حيث بايعوه على ان لا يفروا ، (و) (٦) صدقوا في لقائهم العدو ، وذلك يوم أحد.

(فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) (٢٣)

وتفسير مجاهد : (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) عهده فقتل او عاش.

(وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) (٢٣) يوما فيه قتال فيقضي نحبه ، عهده ، فيقتل او يصدق في لقائه (٧).

وبعضهم يقول : (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) اجله ، يعني من قتل يومئذ : حمزة واصحابه.

(وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) اجله.

وقال السدي : (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) [يعني](٨) أتم اجله.

قال : (وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (٢٣) كما بدل المنافقون.

قال : (لِيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ (بِصِدْقِهِمْ)(٩) (٢٤) يعني المؤمنين. تفسير السدي.

__________________

(١) ساقطة في ح. يبدو ان هذه الواو في غير محلّها.

(٢) إضافة من ح.

(٣) نفس الملاحظة.

(٤) بداية [١١٧] من ح.

(٥) إضافة من ح.

(٦) ساقطة في ح.

(٧) تفسير مجاهد ، ٢ / ٥١٧.

(٨) إضافة من ح.

(٩) ساقطة في ع.

٢١٦

(قال : (بِصِدْقِهِمْ)) (١) (٢٤) يجزيهم الجنة.

(وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ) (٢٤) فيموتوا على نفقاهم فيعذبهم.

(أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) (٢٤) فيرجعوا من نفاقهم.

(إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً) (٢٤)

قال : (وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً) (٢٥) لم ينالوا من المسلمين خيرا ، وظفرهم بالمسلمين لو ظفروا عندهم خير.

وقال (بعضهم) (٢) لم ينالوا خيرا يعني لم يصيبوا ظفرا ولا غنيمة.

(وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ (الْقِتالَ)(٣) (٢٥) بالريح والجنود التي ارسلها [الله](٤) عليهم.

(وَكانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزاً) (٢٥)

قال : (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ) (٢٦) عاونوهم.

(مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) (٢٦) (قريضة والنضير). (٥)

(مِنْ صَياصِيهِمْ) من حصونهم.

(وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً (٢٦) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ) (٢٧) لما حصر رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٦) (قريظة) (٧) نزلوا على حكم سعد بن معاذ في قول بعضهم.

وحدثني حماد بن سلمة عن محمد بن زياد عن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ عن ابيه ان سعدا لم يحكم فيهم ولكنهم نزلوا على حكم رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٨) ، فأرسل (رسول الله) (٩) الى سعد فجاء على حمار فقال : اشر علي فيهم. فقال : قد (علمت) (١٠) ان الله قد امرك فيهم بأمر (١١) ، انت

__________________

(١) ساقطة في ح.

(٢) في ح : السدي. في طرة ع : لمحمد. وقال السدي.

(٣) ساقطة في ع.

(٤) إضافة من ح.

(٥) في ح : قريضة والنظير.

(٦) إضافة من ح.

(٧) في ح : قريضة.

(٨) إضافة من ح.

(٩) ساقطة في ح.

(١٠) في ح : عرفت.

(١١) بداية [١١٨] من ح.

٢١٧

فاعل ما أمرك به (فقال) (١) : أشر علي فيهم (فقال) (٢) : لو وليت امرهم لقتلت مقاتلتهم ولسبيت ذراريهم ونساءهم ، ولقسمت اموالهم. فقال : والذي نفسي بيده لقد أشرت علي فيهم بالذي امرني الله به.

وحدثني حماد بن سلمة عن عبد الملك بن عمير (عن) (٣) عطية (القرظي) (٤)

(قال : كنت فيمن عرض) (٥) على النبي [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٦) يوم (قريظة) (٧) فمن [كان احتلم او](٨) نبتت عانته قتل ، (ومن لم تنبت عانته ترك) (٩). قال : فنظروا إليّ فلم تكن نبتت عانتي ، فتركت.

قال يحيى : واما النّضير فحدثني ابن لهيعة عن يزيد بن ابي حبيب ان (رسول الله) (١٠) صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما حصر وقطع نخلهم فرأوا انه قد ذهب بعيشهم صالحوه على ان يجليهم الى الشام.

حدثني عثمان عن نافع عن ابن عمر أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حرق نخل بني النضير وهي البويرة وترك العجوة ، وهي التي قال فيها الشاعر.

وهان على سراة بني لؤيّ

حريق بالبويرة مستطير

[الوافر](١١)

(قال يحيى :) (١٢) (وحدثني) (١٣) نصر بن طريف عن (ايوب) (١٤) عن عكرمة قال : مادون العجوة من النخل فهي لينة.

قوله [عزوجل](١٥) : (وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها) (٢٧) اي واورثكم ايضا (أَرْضاً لَمْ تَطَؤُها) وهي خيبر.

(أخبرنا) (١٦) سعيد عن قتادة عن انس بن مالك قال : كنت رديف ابي طلحة

__________________

(١) في ح : قال. (٢) نفس الملاحظة.

(٣) في ح : قال حدثني. (٤) في ح : القرضي.

(٥) في ح : انهم عرضوا.

(٦) إضافة من ح.

(٧) في ح : قريضة.

(٨) إضافة من ح.

(٩) ساقطة في ح.

(١٠) في ح : النبي.

(١١) انظر هذا البيت في سيرة ابن هشام ، مطبعة حجازي بالقاهرة ، ٣ / ٣١٠.

(١٢) ساقطة في ح.

(١٣) في ح : ا.

(١٤) في ح : داود بن ابي هند.

(١٥) إضافة من ح.

(١٦) في ح : ا ا.

٢١٨

يوم فتحنا خيبر ، ان ساقي لتصيب ساقي النبي [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](١) ، وفخذي فخذه فلما اشرفنا عليها قال النبي [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٢) : الله اكبر ، خربت خيبر إنا اذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين. فأخذناها عنوة.

(و) (٣) حدثني اشعث عن عبد العزيز بن صهيب عن انس بن مالك قال : صلى بنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم غداة صبحنا خيبر ، فقرأ بأقصر (سورتين) (٤) في القرآن ثم ركب. فلما اشرفنا عليها قالت اليهود : محمد والله والخميس. قال : والخميس ، الجيش. فاخذناها عنوة.

قال : (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً) (٢٧)

قوله [عزوجل](٥) : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ (٦) أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً (٢٨) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً) (٢٩) [الجنة](٧).

(قال و) (٨) حدثني مندل بن علي عن الأعمش عن ابي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت خيرنا / رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٩) فاخترناه. فلم (يكن [٨٩ أ] ذلك) (١٠) طلاقا.

(عمار) (١١) عن ابي هلال الراسبي عن داود بن ابي هند عن الشعبي قال :

خير رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](١٢) نساءه فلم يك ذلك طلاقا ، فذكرت ذلك لقتادة فقال : انما خيرهن بين الدنيا والاخرة ولم يخيرهن الطلاق. (١٣) وكان علي بن ابي طالب يجعل الخيار اذا اختارت المرأة نفسها اذا خيرها الرجل تطليقة بائنة.

قال يحيى : احسبه قال ذلك من هذه الاية في قوله : (أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً).

__________________

(١) إضافة من ح.

(٢) نفس الملاحظة.

(٣) ساقطة في ح.

(٤) في ع : صورتين.

(٥) إضافة من ح.

(٦) بداية [١١٩] من ح.

(٧) إضافة من ح.

(٨) ساقطة في ح.

(٩) إضافة من ح.

(١٠) في ح : يعده.

(١١) في ح : همام.

(١٢) إضافة من ح.

(١٣) في الطبري ، ٢١ / ١٥٦. ١٥٧ : عن سعيد عن قتادة خيّرهنّ بين الدنيا والاخرة والجنة والنار في شيء كن أردنه من الدنيا.

٢١٩

وقال في هذه السورة بعد هذا الموضع : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَ) يعني تجامعوهن. تفسير السدي. (فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَراحاً جَمِيلاً)(١).

فاذا طلقها قبل ان يدخل بها تطليقة فانها تبين بها ، وهي املك بنفسها ، وهو خاطب. ان تزوجها كانت عنده على تطليقتين.

وقال في سورة البقرة : (وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ)(٢). وهذا عند انقضاء العدة قبل ان (ينقضي) (٣) ما لم تغتسل من الحيضة الثالثة اذا كانت ممن يحيض. فان كانت ممن لا (تحيض) (٤) وليست بحامل فما لم (تنقض) (٥) ثلاثة اشهر. وان كانت حاملا (ما) (٦) لم تضع حملها. فان كان في بطنها اثنان او ثلاثة فما لم تضع الاخر فهو يراجعها قبل ذلك إن شاء. فان انقضت العدة ولم يراجعها فهي تطليقة بائنة. قال : (أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ)(٧) (فالتسريح) (٨) في كتاب الله واحدة بائنة. (وكان) (٩) زيد بن ثابت يقول : ان اختارت نفسها فثلاث. وكان [ابن](١٠) عمر وابن مسعود يقولان : واحدة وهو احق بها. وان اختارته (١١) فلا شيء [لها](١٢) كأنهما يقولان : انما (يكون) (١٣) في طلاق السنة على الواحدة. ولا ينبغي للرّجل ان يطلق ثلاثا جميعا فانما خيرها على وجه ما ينبغي له ان يطلقها. واما اذا قال : امرك بيدك ففي قولهما : اذا طلقت نفسها ثلاثا فهي واحدة على هذا الكلام الاول. وكان علي ورجال معه من اصحاب النبي (عليه‌السلام) (١٤) يقولون : القول ما قالت. غير ان ابن عمر قال : الا ان يقول : انما ملكتها في واحدة ، فيحلف على ذلك ويكون قضاؤها في واحدة. [وبه يأخذ يحيى ، ذكره عن مالك عن نافع عن ابن عمر]. (١٥)

قوله [عزوجل](١٦) : (يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ) (٣٠)

__________________

(١) الأحزاب ، ٤٩. (٢) البقرة ، ٢٣١.

(٣) في ح : تنقضي. (٤) في ح : يحيض.

(٥) في ع : تنقضي.

(٦) في ح : فما.

(٧) البقرة ، ٢٣١.

(٨) في ح : والتسريح.

(٩) في ح : فكان.

(١٠) إضافة من ح.

(١١) بداية [١٢٠] من ح.

(١٢) إضافة من ح.

(١٣) ساقطة في ح.

(١٤) في ح : صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(١٥) إضافة من ح.

(١٦) إضافة من ح.

٢٢٠