تفسير يحيى بن سلّام - ج ١

التيمي البصري القيرواني

تفسير يحيى بن سلّام - ج ١

المؤلف:

التيمي البصري القيرواني


المحقق: الدكتورة هند الشلبي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 978-2-7451-4440-5
الصفحات: ٤٩٦
الجزء ١ الجزء ٢

عاصم بن حكيم. (١)

وقال قتادة : احسن (تفصيلا) (٢).

قوله : (الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إِلى جَهَنَّمَ أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكاناً) (٣٤) من اهل الجنة.

(وَأَضَلُّ سَبِيلاً) (٣٤) طريقا في الدنيا ، لأن طريقهم الى النار ، وطريق المؤمنين الى الجنة.

سعيد عن قتادة ان رجلا قال : يا رسول الله كيف يحشر الله الكفار على وجوههم يوم القيامة؟ قال : ان الذي امشاه على رجليه قادر ان يمشيه على وجهه. (٣)

قوله : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ) (٣٥) التوراة.

(وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً) (٣٥) اي عوينا وعضدا في تفسير قتادة.

وتفسير الحسن : شريكا في الرسالة. وهو واحد ، وذلك قبل ان تنزل عليهما التوراة ثم نزلت عليهما بعد فقال : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ)(٤) التوراة.

وفرقانها حلالها وحرامها.

قال : (فَقُلْنَا اذْهَبا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) (٣٦) يعني فرعون وقومه.

(فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً) (٣٦) اي فكذبوهما (فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً) يعني الغرق الذي اهلكهم به كقوله : (فَكَذَّبُوهُما فَكانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ)(٥) ، من المعذبين بالغرق في الدنيا ولهم النار في الاخرة.

(وَقَوْمَ نُوحٍ) (٣٧) اي واهلكنا قوم نوح ايضا بالغرق.

(لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ) (٣٧) يعني نوحا.

قال : (أَغْرَقْناهُمْ وَجَعَلْناهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً) (٣٧) لمن بعدهم.

(وَأَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ) (٣٧) المشركين ، يعنيهم.

__________________

(١) في الطبري ، ١٩ / ١٢ : عن ابن جريج عن مجاهد ، بيانا.

(٢) في ع : نفضيلا.

(٣) انظر الطبري ، ١٩ / ١٢. والرواية فيه عن شيبان عن قتادة.

(٤) الأنبياء ، ٤٨.

(٥) المؤمنون ، ٤٨.

٤٨١

(عَذاباً أَلِيماً) (٣٧) موجعا في الاخرة.

(وَعاداً وَثَمُودَ) (٣٨) اي وأهلكنا عاد وثمودا تبعا للكلام الاول.

(وَأَصْحابَ الرَّسِ) (٣٨) اي واهلكنا أصحاب الرّسّ ، والرّسّ بئر (١) في قول كعب.

المعلى عن ابي يحيى عن مجاهد قال : الرس بئر كان عليها أناس.

وقال الحسن : واد.

وقال قتادة : اهل فلج (٢) باليمامة وآبار كانوا عليها. (٣)

قال يحيى : وبلغني ان الذي ارسل اليهم شعيب ، وانه ارسل الى اهل مدين والى اهل الرس جميعا. ولم يبعث نبي الى أمتين غيره فيما مضى ، وبعث النبي الى الجن والانس كلهم.

قال : (وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً) (٣٨) اي واهلكنا قرونا ، امما ، أمّة بعد أمّة (بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً).

سعيد عن قتادة قال : القرن سبعون سنة.

قال : (وَكُلًّا) (٣٩) يعني من ذكر ممّن مضى.

(ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ) (٣٩) اي خوفناهم.

(وَكُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً) (٣٩) افسدنا فسادا ، يعني إهلاكه الامم السالفة بتكذيبها رسلها.

قوله : (وَلَقَدْ أَتَوْا) (٤٠) يعني مشركي العرب.

(عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ) (٤٠)

قال قتادة : يعني قرية لوط. ومطر السوء الحجارة التي رموا بها من السماء.

رمي بها من كان خارجا من المدينة واهل السفر منهم.

قال : (أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها) (٤٠) فيتفكروا ويحذروا ان ينزل بهم ما نزل

__________________

(١) انظر لسان العرب ، مادة : رسس.

(٢) في طرة ع : الفلج ، الموضع الذي يسمع فيه الماء. في لسان العرب ، مادة : فلج ، الفلج النهر ، الماء الجاري. والمقصود بالكلمة : «فلج» في النص اسم بلد. انظر معجم البلدان ، مادة : فلج.

(٣) الطبري ، ١٩ / ١٤.

٤٨٢

بهم اي بلى ، قد أتوا عليها ورأوها ، مثل قوله : (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (١٣٧) وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (١٣٨) (١).

قال : (بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً) (٤٠)

وقال قتادة : بعثا ولا حسابا.

قال : (وَإِذا رَأَوْكَ) (٤١) يعني الذين كفروا.

(إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً) (٤١) فيما يزعم. يقوله بعضهم لبعض.

(إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا) (٤٢) يعنون اوثانهم.

(لَوْ لا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها) (٤٢) على عبادتها.

قال الله : (وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذابَ) (٤٢) في الاخرة.

(مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً) (٤٢) اي من كان اضل سبيلا في الدنيا. اي فسوف يعلمون انهم كانوا أضلّ سبيلا من محمد.

قوله : (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ) (٤٣)

حدثني المبارك بن فضالة عن الحسن قال : هو المنافق يصيب هواه ، كلما هوى شيئا فعله.

قوله : (اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ)(٢) يعني المشرك.

(أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ) (٤٣) على الذي اتّخذ إلهه هواه.

(وَكِيلاً) (٤٣) حفيظا تحفظ عليه عمله حتى تجازيه به. أي انك لست برب ، انما انت نذير.

وقال السدي : (وَكِيلاً) يعني مسيطرا.

قوله : (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ) (٤٤)

يعني جماعة المشركين.

(إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ) (٤٤) / مما تعبّدوا به.

(بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) (٤٤)

__________________

(١) الصّافّات ، ١٣٧ ـ ١٣٨.

(٢) في ع : اتّخذ هواه إلها.

٤٨٣

قوله : (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ) (٤٥) اي ألم تر كيف مدّ ربك الظلّ.

(وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً) (٤٥)

وحدثنا الحسن بن دينار عن الحسن قال : (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ) قال : مده الله من حين يطلع الفجر الى ان تطلع الشمس. (وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً) اي لا يزول.

قال : (ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ) (٤٥) اي على الظل.

(دَلِيلاً) (٤٥) فظلّلت الشمس كل شيء.

(ثُمَّ قَبَضْناهُ) (٤٦) ثم قبضنا ذلك الظل.

(إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً) (٤٦) علينا ، كقوله : (إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ)(١).

وقال السدي : (قَبْضاً يَسِيراً) يعني خفيا.

وقال ابن مجاهد عن ابيه : ساكنا ، لا تصيبه الشمس ولا يزول. (٢)

(ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً) (٤٥) تحويه.

(ثُمَّ قَبَضْناهُ) (٤٦) حوى الشمس اياه.

قال يحيى : وذلك حين يقوم العمود نصف النهار حين لا يكون ظل ، فاذا زالت الشمس رجع الظل فازداد حتى تغيب الشمس.

قوله : (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً) (٤٧) يعني سكنا يسكن فيه الخلق.

وهو تفسير السدي.

(وَالنَّوْمَ سُباتاً) (٤٧) يسبت النائم حتى لا يعقل.

(وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً) (٤٧)

تفسير مجاهد : ينتشر فيه الخلق لمعائشهم. (٣)

وقال قتادة : لمعائشهم ، ولحوائجهم ، ولتصرفهم.

وقال السدي : (نُشُوراً) يتفرقون فيه يبتغون الرزق.

قوله : (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً) (٤٨) تلقح السحاب.

__________________

(١) الحجّ ، ٧٠ ؛ العنكبوت ، ١٩ ، فاطر ، ١١ ؛ الحديد ، ٢٢.

(٢) في الطبري ، ١٩ / ٢٠ : خفيا.

(٣) في تفسير مجاهد ، ٢ / ٤٥٤ : ينتشرون فيه.

٤٨٤

وتفسير السدي : (أَرْسَلَ الرِّياحَ) بسط الرياح والسحاب.

من (بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) (٤٨) بين يدي المطر.

قال : (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً) (٤٨) يعني المطر.

(طَهُوراً) (٤٨) للمؤمنين يتطهرون به من الاحداث والجنابة. وهو تفسير السدي.

قال : (لِنُحْيِيَ بِهِ) (٤٩) بالمطر.

(بَلْدَةً مَيْتاً) (٤٩) اليابسة التي ليس فيها نبات.

(وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَأَناسِيَّ كَثِيراً (٤٩))

(وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا) (٥٠) يعني المطر.

حدثني عاصم بن حكيم عن سليمان التيمي عن الحسن بن مسلم عن ابن عباس قال : ما عام باكثر مطرا من عام ، او قال : ماء ، ولكن الله يصرفه حيث يشاء. وقرأ هذه الاية : (وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا) (٥٠).

قال الحسن : فيكونوا متذكرين بهذا المطر فيعلمون ان الذي انزل هذا المطر الذي يعيش به الخلق ، وينبت به النبات في الأرض اليابسة قادر على ان يحيي الموتى.

سعيد عن قتادة ان ابن عباس قال : ما كان عام قط اقل مطرا من عام ، ولكنّ الله يصرفه بين عباده.

قوله : (فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً) (٥٠)

قال يحيى : سمعت سفيان الثوري يقول : يقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا ، ومطرنا بنوء كذا.

وحدثنا حماد عن عمرو بن دينار عن (عباب) (١) بن ابي سعيد الخدري قال : قال رسول الله : «لو حبس المطر عن امتي عشر سنين ثم صبه عليهم لأصبح طائفة من امتي كافرين يقولون : مطرنا بنوء محدج».

وحدثني ابو الاشهب عن الحسن قال : قال رسول الله : «ثلاث من امر الجاهلية لا يدعهن الناس : الفخر في الأحساب ، والطعن في الأنساب ،

__________________

(١) هكذا وردت غير معجمة ، ولعلّها : عتاب. لم اعثر على ابن لابي سعيد الخدري بهذا الاسم.

٤٨٥

والاستسقاء بالأنواء».

قوله : (وَلَوْ شِئْنا لَبَعَثْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً) (٥١) رسولا.

(فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ) (٥٢) فيما ينهونك عنه من طاعة الله.

(وَجاهِدْهُمْ بِهِ) (٥٢) بالقرآن.

وقال السدي : بالقول.

(جِهاداً كَبِيراً) (٥٢) شديدا.

قال يحيى : هذا الجهاد باللسان يومئذ بمكة قبل ان يؤمر بقتالهم.

قوله : (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ) (٥٣) افاض احدهما في الآخر في تفسير مجاهد (١) ، يعني العذب والمالح.

(هذا عَذْبٌ فُراتٌ) (٥٣) أي حلو.

(وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ) (٥٣)

قال قتادة : مرّ. (٢)

(وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً) (٥٣) حاجزا ، لا يغلب المالح على العذب ، ولا العذب على المالح فيما حدثني فطر عن مجاهد. (٣)

قوله : (وَحِجْراً مَحْجُوراً) (٥٣) حراما محرما ان يغلب احدهما على الاخر.

وقال الحسن : فصلا مفصلا.

وقال ابن مجاهد عن ابيه : برزخا لا يرى ، وحجرا محجورا لا يراه احد ولا يختلط العذب بالبحر. (٤)

قوله : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً) (٥٤) خلق آدم من طين ، والطين كان من الماء.

(فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً) (٥٤)

سعيد عن قتادة قال : ذكر الله الصهر مع النسب وحرم اربع عشرة امرأة.

__________________

(١) في تفسير مجاهد ، ٢ / ٤٥٤.

(٢) الطبري ، ١٩ / ٢٥ : عن معمر عن قتادة.

(٣) في تفسير مجاهد ، ٢ / ٤٥٤ : انهما يلتقيان فلا يختلطان.

(٤) في تفسير مجاهد ، ٢ / ٤٥٥ : لا يختلط المر بالعذب. وفي الطبري ، ١٩ / ٢٤ : لا يختلط البحر بالعذب.

٤٨٦

قال يحيى : حرم الله من النسب سبع نسوة ، وحرم من الصهر سبع نسوة قال : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ)(١) فلا يتزوج الرجل امه ولا ام امرأته ولا يجمع بينهما ولا يتزوجها بعدها ، ولا ابنته ، ولا ابنة امرأته ، إلّا ألّا يكون دخل بأمها فانه يتزوجها بعدها ، ولا يجمع بينهما. قال : (وَأَخَواتُكُمْ)(٢) فلا يتزوج أخته ، ولا اخت امرأته لا يجمع بين الاختين. قال : (وَعَمَّاتُكُمْ)(٣) فلا يتزوج عمته ، ولا عمة امرأته ، ولا يجمع بين امرأته وعمتها. قال : (وَخالاتُكُمْ)(٤) فلا يتزوج خالته ولا خالة امراته ولا يجمع بين امراته وخالتها. قال : (وَبَناتُ الْأَخِ)(٥) فلا يتزوج ابنة اخيه ، ولا ابنة اخي امرأته / لا يجمع بين امراته ولا ابنة اخيها. قال : (وَبَناتُ الْأُخْتِ)(٦) فلا يتزوج ابنة اخته ، ولا ابنة اخت امرأته ، لا يجمع بين امرأته وبين ابنة اختها. فهذه اربع عشرة نسوة حرمهن الله ، سبع من النسب وسبع من الصهر.

قال : (وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً) (٥٤) قادرا على كل شيء.

قوله : (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ) (٥٥) يعني الأوثان.

(وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً) (٥٥) عوينا ، ظاهر الشيطان على امر ربه في تفسير الحسن.

وقال بعضهم : هو ابو جهل اعان الشيطان على النبي.

قوله : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً) (٥٦)

قال قتادة : بالجنة.

(وَنَذِيراً) (٥٦) من النار ، ونذيرا من عذاب الله في الدنيا إن لم يؤمنوا.

قوله : (قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ) (٥٧) على القرآن.

(مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً) (٥٧) انما جئتكم بالقرآن ليتخذ به من آمن الى ربه سبيلا يتقرب به الى الله.

قوله : (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ) (٥٨)

قال الحسن : بمعرفته.

(وَكَفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً (٥٨) الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ

__________________

(١) النساء ، ٢٣.

(٢) النساء ، ٢٣.

(٣) النساء ، ٢٣.

(٤) النساء ، ٢٣.

(٥) النساء ، ٢٣.

(٦) النساء ، ٢٣.

٤٨٧

أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً) (٥٩)

هو الحي الذي لا يموت و (الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ).

(وَإِذا قِيلَ لَهُمُ) (٦٠) يعني المشركين.

(اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ قالُوا وَمَا الرَّحْمنُ أَنَسْجُدُ لِما تَأْمُرُنا) (٦٠) على الاستفهام اي لا نفعل. وهي تقرأ بالتاء والياء. (١) فمن قرأها بالتاء فهم يقولونه للنبي. ومن قرأها بالياء فيقول : يقوله بعضهم لبعض : أنسجد لما يأمرنا محمد.

(وَزادَهُمْ) (٦٠) قوله لهم : (اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ ... نُفُوراً) (٦٠) عن القرآن.

قوله : (تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ) (٦١) يعني نفسه.

(فِي السَّماءِ بُرُوجاً) (٦١)

وقال قتادة : نجوما. (٢)

(وَجَعَلَ فِيها سِراجاً) (٦١) الشمس.

(وَقَمَراً مُنِيراً) (٦١) يعني مضيئا. وهي تجري في فلك دون السماء.

وقد قال : (الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً). والسماء ما ارتفع. وقال في آية أخرى : (أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّراتٍ فِي جَوِّ السَّماءِ)(٣) اي مرتفعات ، متحلقات.

قوله : (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُوراً) (٦٢)

حدثني ابو الاشهب عن الحسن قال : من عجز في الليل كان له في النهار مستعتب ، ومن عجز في النهار كان له في الليل مستعتب.

(وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً) (٦٣)

حدثني المبارك بن فضالة عن الحسن قال : الهون في كلام العرب اللين والسكينة.

__________________

(١) قرأ ابن كثير ونافع وابو عمرو وابن عامر وعاصم : (لِما تَأْمُرُنا) بالتاء ، وقرأ حمزة والكسائي : (يأمرنا) بالياء. ابن مجاهد ، ٤٦٦.

(٢) في الطبري ، ١٩ / ٢٩ : عن معمر عن قتادة.

(٣) النحل ، ٧٩.

٤٨٨

سفيان عن ابن ابي نجيح عن مجاهد قال : بالوقار والسكينة. (١)

وتفسير عمرو عن الحسن قال : ان الله مدح المؤمنين وذم المشركين فقال :

(وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً) حلماء ، وانتم أيها المشركون لستم بحلماء.

قوله : (وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ) (٦٣) المشركون.

(قالُوا سَلاماً) (٦٣)

حدثني ابو الاشهب عن الحسن قال : حلماء ان جهل عليهم لم يجهلوا.

قوله : (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً) (٦٤) يصلون ، اي وانتم ايها المشركون لا تصلون.

وحدثني همام عن قتادة ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : صلوا من الليل ولو ركعتين ، ولو أربعا.

قال يحيى : بلغني انه من صلى من الليل ركعتين فهو من الذين يبيتون لربهم سجدا وقياما.

قال : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً) (٦٥)

حدثني ابو الاشهب عن الحسن قال : قد علموا ان كل غريم مفارق غريمه غير غريم جهنم.

وبعضهم يقول : (إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً) لزاما. وهو مثل قول الحسن الا انه شبهه بالغريم يلزم غريمه. وبعضهم يقول انتقاما.

قوله : (إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا) (٦٦) اي بئس المستقر هي في تفسير الحسن. ان اهلها لا يستقرون فيها. يعني كقوله : (عامِلَةٌ ناصِبَةٌ)(٢) اعملها الله وانصبها في النار.

وقال : (يَطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ)(٣) فهم في ترداد وعناء في تفسير قتادة.

وأمّا قوله : (وَمُقاماً) منزلا.

__________________

(١) في تفسير مجاهد ، ٢ / ٤٥٦ : يعني بالسكينة والوقار.

(٢) الغاشية ، ٣.

(٣) الرحمن ، ٤٤.

٤٨٩

قوله : (وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا) (٦٧)

قال قتادة : الإسراف النفقة في معصية الله ، والاقتار الإمساك عن حق الله.

قوله : (وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً) (٦٧) وهذه نفقة الرجل على اهله.

وحدثني ابن لهيعة عن يزيد بن ابي حبيب قال : بلغني انهم اصحاب رسول الله كانوا لا يأكلون طعاما يريدون به نعيما ، ولا يلبسون ثوبا يريدون به جمالا وكانت قلوبهم على قلب واحد.

قوله : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) (٦٨) وانتم ايها المشركون تدعون معه الآلهة. تفسير الحسن.

قال : (وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ) (٦٨)

حدثني الحسن بن دينار عن الحسن قال : لما نزل في قاتل المؤمن قوله : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها) الى آخر الاية (١) ، اشتد ذلك عليهم فأتوا رسول الله وذكروا / الفواحش وقالوا : قد (قبلنا) (٢) وفعلنا وفعلنا فانزل الله : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) بعد اسلامهم ، (وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِ) بعد اسلامهم (وَلا يَزْنُونَ) بعد اسلامهم.

(وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً (٦٨) يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً) (٦٩)

ثم قال : (إِلَّا مَنْ تابَ) (٧٠) إلّا من كان اصاب ذلك في شرك فتاب.

(فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ) (٧٠) التي اصابوها في الشرك.

(حَسَناتٍ) (٧٠)

قال : وسيئاتهم ، الشرك. (حَسَناتٍ). وقال : (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ) بالشرك (لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً)(٣) التي كانت في الجاهلية.

وحدثني حماد بن سلمة عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن مسعود

__________________

(١) النساء ، ٩٣.

(٢) هكذا في ع. لعلّها : قتلنا.

(٣) الزمر ، ٥٣.

٤٩٠

قال : قلت : يا رسول الله اي العمل اكبر؟ قال : «ان تجعل لخالقك ندّا ، وان تقتل ولدك مخافة ان ياكل معك ، وأن تزني بحليلة جارك».

ثم نزل القرآن : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ) حتى اتم الاية.

وفي تفسير الكلبي ان وحشيا بعد ما قتل حمزة كتب الى النبي يسأله هل له توبة وكتب اليه فيما كتب : ان الله انزل آيتين بمكة ايستاني من كل خير : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً (٦٨) يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً) (٦٩) وانّ وحشيا قد فعل هذا كله ، قد زنى ، واشرك ، وقتل النفس التي حرم الله. فأنزل الله

(إِلَّا مَنْ تابَ) اي من الزنا (وَآمَنَ) بعد الشرك (وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً) بعد السيئات (فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ) بالشرك الايمان ، وبالفجور العفاف (وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً). فكتب بها رسول الله اليه ، فقال وحشي : هذا شرط شديد فلعلي الا ابقى بعد التوبة حتى اعمل صالحا. فكتب الى رسول الله : هل من شيء اوسع من هذا؟ فأنزل الله (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ)(١). فكتب بها رسول الله الى وحشي ، فارسل وحشي الى رسول الله : اني اخاف الا اكون من مشيئة الله. فانزل الله في وحشي واصحابه : (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)(٢).

فكتب بها رسول الله الى وحشي فاقبل وحشي ، الى رسول الله واسلم.

قوله : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً) (٦٨)

سعيد عن قتادة قال : اي نكالا. قال وكنا نحدث انه واد في جهنم قعير غمر. (٣)

قوله : (يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً (٦٩) إِلَّا مَنْ تابَ) (٧٠) استثنى من تاب.

__________________

(١) النساء ، ٤٨.

(٢) الزمر ، ٥٣.

(٣) في الطبري ، ١٩ / ٤٥ عن معمر عن قتادة.

٤٩١

(وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً) (٧٠)

الحسن بن دينار عن الحسن في قوله في سورة طه (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ)(١) من الشرك و (وَآمَنَ) واخلص الايمان لله (وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً) في ايمانه.

سعيد عن قتادة قال : الا من تاب من ذنبه ، وآمن بربه ، وعمل صالحا فيما بينه وبين الله.

(فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ) (٧٠) فأمّا التبديل في الدنيا فطاعة الله بعد عصيانه ، وذكر الله بعد نسيانه ، والخير يعمله بعد الشر.

(وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (٧٠)

قوله : (وَمَنْ تابَ وَعَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ (مَتاباً)(٢) (٧١)

تقبل توبته اذا تاب قبل الموت كقوله في سورة النساء : (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ)(٣). ويقال تقبل التوبة من العبد ما لم يغرغر.

قوله : (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) (٧٢) الشرك.

وقال السدي : لا يحضرون الزور ، يعني مجالس الكذب والباطل.

(وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ) (٧٢) الباطل ، وهو ما فيه المشركون من الباطل.

وقال بعضهم : اللغو هاهنا الشتم والاذى.

قال : (مَرُّوا كِراماً) (٧٢) ليسوا من اهله.

سعيد عن قتادة قال : (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً) (٧٢) لا يشهدون اهل الباطل على باطلهم ولا يمالئونهم فيه.

قال : (وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ) (٧٣) القرآن.

(لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً) (٧٣) لم يصموا عنها ولم يعموا عنها.

وقال قتادة : لم يصموا عن الحق ولم يعموا عنه.

(وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) (٧٤)

__________________

(١) طه ، ٨٢. في ع : إلّا من تاب وهو خطأ.

(٢) في ع : متانا.

(٣) النساء ، ١٨.

٤٩٢

تفسير ابن عباس : اعوانا على طاعة الله.

وتفسير الحسن اي يرونهم مطيعين لله.

قال : (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) (٧٤)

قال قتادة : قادة في الخير ودعاة هدى يؤتم بهم.

قال : (أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ) (٧٥) كقوله : (وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ)(١).

قوله : (بِما صَبَرُوا) (٧٥) على طاعة الله وعن معصية الله.

(وَيُلَقَّوْنَ فِيها) (٧٥) الجنة.

(تَحِيَّةً وَسَلاماً) (٧٥) التحية السلم ، والسلم الخير الكثير. كقوله : (مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلامٌ هِيَ)(٢).

حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد عن ابيه قال : (مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلامٌ هِيَ)(٣) ، خير كلّها (حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (٥) (٤) يعني ليلة القدر /.

قوله : (خالِدِينَ فِيها) (٧٦) لا يموتون ولا يخرجون منها.

(حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا) (٧٦) قرارهم فيها.

قوله : (وَمُقاماً) (٧٦) منزلا.

قوله : (قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي) (٧٧) ما يفعل بكم ربي.

(لَوْ لا دُعاؤُكُمْ) (٧٧) لولا توحيدكم واخلاصكم كقوله : (فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)(٥).

قال : (فَقَدْ كَذَّبْتُمْ) (٧٧) يعني المشركين.

(فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً) (٧٧) اخذا بالعذاب. يعدهم بيوم بدر.

سعيد عن قتادة قال : كنا نحدث أنه يوم بدر. فالزمهم الله يوم بدر عقوبة كفرهم وجحودهم ، فعذبهم بالسيف يوم بدر.

__________________

(١) سبأ ، ٣٧.

(٢) القدر ، ٤ ـ ٥.

(٣) القدر ، ٤ ـ ٥.

(٤) القدر ، ٥

(٥) غافر ، ١٤.

٤٩٣

وبلغني عن عبد الله بن مسعود انه كان يقول : قد مضت البطشة الكبرى يوم بدر.

واللزام والدخان ، الجوع الذي كان اصابهم بمكة ، والروم ، والقمر.

قال يحيى : يعني قوله : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ)(١). واما الروم فإنهم غلبوا فارسا ، وغلب المسلمون المشركين في يوم واحد. وقوله : (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ)(٢) يوم بدر. وقوله : (حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ)(٣) يوم بدر. وقوله : (الْعَذابِ الْأَدْنى)(٤) يوم بدر. وقوله : (وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذاباً دُونَ ذلِكَ)(٥) يوم بدر. وقوله : (قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ)(٦) يوم بدر في قول بعضهم.

وقول الحسن : النفخة الاولى بها يهلك آخر كفار هذه الأمة.

عثمان عن داود بن ابي هند عن علي بن ابي طلحة عن ابن عباس قال : ثلاث آيات قد مضين ، اثنتان منهم يوم بدر : يوم ذو عذاب شديد ، (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ (٧) وَانْشَقَّ الْقَمَرُ)(٨). عثمان عن الأعمش ان ابن عباس كان يقول ذلك.

تم الجزء الأول

ويليه الجزء الثاني ، وأوله :

«تفسير سورة الشعراء»

__________________

(١) القمر ، ١.

(٢) القمر ، ٤٥.

(٣) المؤمنون ، ٧٧.

(٤) السجدة ، ٢١.

(٥) الطور ، ٤٧.

(٦) السجدة ، ٢٩.

(٧) القمر ، ٤٥.

(٨) القمر ، ١.

٤٩٤

فهرس محتويات الجزء الأول

الإهداء......................................................................... ٣

قائمة الرموز..................................................................... ٥

المقدمة.......................................................................... ٧

التأليف في التفسير في المرحلة الأولى................................................ ٧

التعريف بيحيى بن سلّام......................................................... ١١

مغادرة يحيى بن سلّام القيروان.................................................... ١٢

مؤلفات يحيى بن سلّام.......................................................... ١٣

شهادة العلماء في يحيى بن سلام.................................................. ١٣

رواية محمد بن يحيى بن سلّام عن أبيه يحيى بن سلّام................................. ١٨

رواية أبي داود أحمد بن موسى بن جرير العطّار...................................... ١٨

نسخ تفسير يحيى بن سلّام....................................................... ٢١

نسخة مكتبة العبدلية........................................................... ٢١

نسخة مكتبة حسن حسني عبد الوهاب........................................... ٢٢

نسخ مكتبة جامع القيروان....................................................... ٢٣

الخطوط في قطع القيروان......................................................... ٢٤

تاريخ نسخ قطع القيروان......................................................... ٢٤

الترقيم في قطع القيروان.......................................................... ٢٤

تسمية التفسير ونسبة إلى مؤلّفه.................................................. ٣٢

عملي في هذا الكتاب........................................................... ٣٢

سورة النّحل.................................................................... ٤٩

سورة الإسراء................................................................. ١٠١

سورة الكهف................................................................. ١٧١

٤٩٥

سورة مريم.................................................................... ٢١٣

سورة طه..................................................................... ٢٥١

سورة الأنبياء................................................................. ٢٩٧

سورة الحجّ................................................................... ٣٥٣

سورة المؤمنون................................................................. ٣٩٢

سورة النّور................................................................... ٤٢٢

سورة الفرقان................................................................. ٤٦٨

فهرس محتويات الجزء الأول..................................................... ٤٩٥

٤٩٦