تفسير يحيى بن سلّام - ج ١

التيمي البصري القيرواني

تفسير يحيى بن سلّام - ج ١

المؤلف:

التيمي البصري القيرواني


المحقق: الدكتورة هند الشلبي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 978-2-7451-4440-5
الصفحات: ٤٩٦
الجزء ١ الجزء ٢

قال : (فَأَنْجَيْناهُمْ وَمَنْ نَشاءُ) (٩) يعني النبي والمؤمنين.

(وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ) (٩)

قال [قتادة](١) : (المشركين). (٢)

قوله : (لَقَدْ (٣) أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً) (١٠) [القرءان]. (٤)

(فِيهِ ذِكْرُكُمْ) (١٠) [فيه شرفكم](٥) ، يعني : قريشا ، أي لمن آمن به.

(أَفَلا تَعْقِلُونَ) (١٠) يقوله للمشركين.

قوله : (وَكَمْ قَصَمْنا) (١١) أي أهلكنا.

(مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً) (١١) (يعني) (٦) مشركة ، يعني أهلها.

(وَأَنْشَأْنا) (١١) أي و (خلقنا). (٧)

(بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ) (١١)

قال : (فَلَمَّا أَحَسُّوا) (١٢) [رأوا]. (٨)

(بَأْسَنا) (١٢) يعني عذابنا ، [يعني](٩) قبل أن يهلكوا. رجع إلى قصّة من (هلك). (١٠)

(إِذا هُمْ مِنْها) (١٢) من القرية.

(يَرْكُضُونَ) (١٢) يفرّون من العذاب حين جاءهم.

يقول الله : (لا تَرْكُضُوا) (١٣) [قال مجاهد :](١١) لا تفرّوا /.

(وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ) (١٣) يعني نعيمهم الذي كانوا فيه.

[[ا](١٢) سعيد عن قتادة قال : يقول : ارجعوا إلى دنياكم الّتي أترفتم فيها]. (١٣)

(وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ) (١٣) من دنياكم شيئا ، استهزاء بهم. أي : لا

__________________

(١) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(٢) في ١٥٣ و ١٦٧ : وهم المشركون. الطبري ، ١٧ / ٦.

(٣) في ١٥٣ : ولقد.

(٤) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(٥) نفس الملاحظة.

(٦) ساقطة في ١٥٣ و ١٦٧.

(٧) في ١٥٣ : خلفنا.

(٨) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(٩) نفس الملاحظة.

(١٠) في ١٥٣ و ١٦٧ : أهلك.

(١١) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧. تفسير مجاهد ، ١ / ٤٠٨.

(١٢) إضافة من ١٥٣.

(١٣) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

٣٠١

(تقدرون) (١) على ذلك ، ولا يكون ذلك.

(قالُوا يا وَيْلَنا) (١٤) وهذا حين جاءهم العذاب.

(إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ) (١٤)

قال الله (تبارك وتعالى) (٢) : (فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ) (١٥) (يعني) (٣) قولهم : (يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ) [يعني فما زال ذلك قولهم]. (٤)

(حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ) (١٥)

[[ا](٥) سعيد عن قتادة قال : يقول : لمّا رأوا العذاب لم يكن لهم (هجّيرى) (٦) إلّا قولهم : (يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ)(٧) ، (يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ) حتى (أهلكوا). (٨)

[و](٩) قوله : (حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ)](١٠) حتى أهلكوا.

قوله : (وَما خَلَقْنَا (السَّماءَ (١١) وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ) (١٦)

[تفسير مجاهد : ما خلقنا من جنّة ، ولا نار ، ولا موت ، ولا بعث ، ولا حساب لاعبين.

وقال السدي : أي إنا لم نخلقهما وما بينهما باطلا.

قال يحيى] : (١٢) أي إنّما خلقناهما للبعث والحساب ، والجنّة والنّار.

(قوله) (١٣) : (لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً) (١٧) واللهو : المرأة [بلسان اليمن] ، (١٤) فيما (حدثنا) (١٥) الحسن [بن دينار](١٦) عن الحسن. (١٧)

__________________

(١) في ع : تقدروا.

(٢) ساقطة في ١٥٣ و ١٦٧.

(٣) نفس الملاحظة.

(٤) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(٥) إضافة من ١٥٣.

(٦) في ١٦٧ : هجير ، والهجّيرى : كثرة الكلام ، والقول السيىء. لسان العرب ، مادة : هجر.

(٧) جاء في ١٦٧ : بين قوسين وهو كما يبدو كلام زائد : (يعني فما زال ذلك قولهم).

(٨) في ١٦٧ : هلكوا.

(٩) إضافة من ١٥٣.

(١٠) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(١١) في ١٥٣ : السموات.

(١٢) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(١٣) في ١٥٣ و ١٦٧ : قال.

(١٤) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(١٥) في ١٥٣ و ١٦٧ : حدثني.

(١٦) إضافة من ١٥٣. تمزيق في ١٦٧.

(١٧) في الطبري ، ١٧ / ١٠ : عقبة بن ابي حمزة عن الحسن : اللهو ، المرأة.

٣٠٢

[قال السدي : لهوا يعني صاحبة وولدا]. (١)

قال : (لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا) (١٧)

[قال مجاهد (٢) والسدي] : (٣) من عندنا.

(إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ) (١٧)

[قال قتادة والسدي](٤) : اي (٥) ما كنا فاعلين (٦) وذلك أنّ المشركين قالوا :

إنّ الملائكة بنات الله. وقد قال في آية أخرى : (أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ)(٧).

قال : (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِ) (١٨) بالقرآن.

(عَلَى الْباطِلِ) (١٨) [على باطلهم](٨) يعني شركهم. (٩)

[[ا](١٠) سعيد عن قتادة قال : (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِ) وهو كتاب الله ، (١١) قذفه الله على باطلهم.

قال] : (١٢) (فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ) (١٨) [داحض](١٣) ، أي : ذاهب.

قال : (وَلَكُمُ الْوَيْلُ) (١٨) [العذاب]. (١٤)

(مِمَّا تَصِفُونَ) (١٨)

[قال قتادة] : مما تكذبون (١٥) لقولهم : إن الملائكة بنات الله.

(قوله) (١٦) : (وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ) (١٩) يعني الملائكة.

(لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ) (١٩)

__________________

(١) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(٢) تفسير مجاهد ، ١ / ٤٠٨.

(٣) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(٤) نفس الملاحظة.

(٥) ساقطة في ١٦٧.

(٦) في الطبري ، ١٧ / ١٠ : عن معمر عن قتادة : ما كنا فاعلين.

(٧) الأنعام ، ١٠١.

(٨) إضافة من ١٦٧ ، تمزيق في ١٥٣.

(٩) بداية [٣] من ١٥٣.

(١٠) إضافة من ١٥٣.

(١١) الطبري ، ١٧ / ١١.

(١٢) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(١٣) إضافة من ١٥٣. تمزيق في ١٦٧.

(١٤) إضافة من ١٦٧. تمزيق في ١٥٣.

(١٥) الطبري ، ١٧ / ١١.

(١٦) في ١٦٧ : وقال. تمزيق في ١٥٣.

٣٠٣

[قال مجاهد : ولا يحسرون أي لا يعيون. (١)

وقال قتادة] : (٢) (اي) (٣) ولا يعيون.

(يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ) (٢٠) (٤)

[حدثني](٥) حماد بن سلمة عن حميد الطويل عن رجل عن ابن عباس في تفسيرها قال : انظر إلى بصرك هل (يؤودك) (٦) أي : هل يثقل عليك؟ وانظر إلى سمعك هل (يؤودك) (٧)؟ وانظر إلى نفسك هل (يؤودك) (٨)؟ فكذلك الملائكة.

[[ا](٩) الفرات بن سلمان عن عبد الكريم الجزري عن من حدثه عن جابر بن عبد الله وابي سعيد الخدري أنهما قالا : إنّ أهل الجنة يلهمون الحمد والتسبيح كما (تلهمون) (١٠) النفس.

[ا](١١) ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله مثل ذلك.

[ا](١٢) الحسن عن الحسن قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ أهل الجنة يلهمون الحمد والتسبيح كما (تلهمون) (١٣) النفس».

وحدثني](١٤) إبراهيم بن محمد عن محمد بن المنكدر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أطّت السماء وحقّ لها أن تئطّ ، ليس فيها موضع شبر الا وعليه ملك ساجد أو راكع» (١٥).

وفي حديث سعيد عن قتادة ان النبي [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](١٦) قال : [«اني أسمع أطيط السماء وليس فيها موضع](١٧) الا (وعليه) (١٨) ملك (قائم ، او راكع او ساجد) (١٩)».

__________________

(١) تفسير مجاهد ، ١ / ٤٠٨. ٤٠٩. (٢) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(٣) ساقطة في ١٥٣ و ١٦٧. (٤) بداية [٣] من ١٦٧.

(٥) إضافة من ١٥٣. تمزيق في ١٦٧. (٦) في ١٥٣ : يودك. تمزيق في ١٦٧.

(٧) في ١٥٣ : يودك.

(٨) في ع : تؤودك بالتاء والصحيح انها بالياء. انظر الطبري ، ١٧ / ١٢. في ١٥٣ : يودك.

(٩) إضافة من ١٥٣.

(١٠) في ١٦٧ : يلهمون بالياء.

(١١) إضافة من ١٥٣.

(١٢) نفس الملاحظة.

(١٣) في ١٦٧ : يلهمون.

(١٤) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(١٥) في ١٥٣ و ١٦٧ : راكع او ساجد.

(١٦) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(١٧) نفس الملاحظة.

(١٨) في ١٥٣ و ١٦٧ : فيه.

(١٩) في ١٥٣ و ١٦٧ : ساجد أو قائم. وفي الطبري ، ١٧ / ١٣ : وذكر لنا ان نبي الله صلّى الله

٣٠٤

[و](١) [حدثني](٢) الفرات بن (سلمان) (٣) عن عبد الكريم [الجزري](٤) عن عطاء قال : ليس في السماوات [السبع](٥) موضع شبر الا (و) (٦) عليه ملك قائم او راكع او ساجد.

قوله : (أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ) (٢١)

[تفسير مجاهد](٧) : هم يحيون (الموتى) (٨) ، على الاستفهام. اي قد اتخذوا الهة لا ينشرون [و](٩) لا يحيون الموتى. (١٠)

[وقال قتادة : (هُمْ يُنْشِرُونَ) الموتى أي انّهم لا يبعثون الأموات.

وقال السدي : (هُمْ يُنْشِرُونَ) يعني هم يبعثون ، أي يبعثون الأموات]. (١١)

قال : (لَوْ (١٢)كانَ فِيهِما) (٢٢) [يعني](١٣) في السموات و (في) (١٤) الأرض.

(آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ) (٢٢) غير الله. [وهو تفسير السدي]. (١٥)

(لَفَسَدَتا) (٢٢) لهلكتا. (تفسير السدي). (١٦)

(فَسُبْحانَ اللهِ [رَبِّ الْعَرْشِ])(١٧)] (٢٢) ينزّه نفسه عما يقولون.

(عَمَّا يَصِفُونَ) (٢٢) أي عمّا يكذبون.

قوله : (لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ) (٢٣)

__________________

ـ عليه وسلم بينما هو جالس مع أصحابه إذ قال : تسمعون ما أسمع؟ قالوا : ما نسمع من شيء يا نبيّ الله. قال : إنّي لأسمع أطيط السّماء وما تلام أن تئطّ وليس فيها موضع راحة إلّا وفيه ملك ساجد أو قائم.

(١) إضافة من ١٦٧.

(٢) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(٣) في ع : سليمان. وفي الطرة : هكذا وقع سليمن وأظنّه وهم. هو سلمان. انظر فرات بن سلمان في ميزان الاعتدال ، الذهبي ، دار إحياء الكتب العربية ، عيسى البابي الحلبي ، ط. أولى ، ١٣٨٢ / ١٩٦٣ ، ٣ / ٣٤٢.

(٤) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(٥) نفس الملاحظة.

(٦) ساقطة في ١٥٣ و ١٦٧.

(٧) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(٨) ساقطة في ١٥٣ و ١٦٧.

(٩) إضافة من ١٥٣.

(١٠) الطبري ، ١٧ / ١٣.

(١١) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(١٢) في ع : ولو.

(١٣) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(١٤) ساقطة في ١٥٣.

(١٥) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(١٦) ساقطة في ١٥٣ و ١٦٧.

(١٧) ساقطة في ع.

٣٠٥

[قال قتادة] : (١) أي لا يسأل عما يفعل بعباده ، والعباد (يسألون) (٢) عن أعمالهم. (٣)

قوله : (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً) (٢٤) على الاستفهام ، أي : قد اتخذوا من دونه آلهة. وهذا (٤) الاستفهام و (ما) (٥) أشباهه استفهام على معرفة.

قال : (قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ) (٢٤) (يعني): (٦) بيّنتكم في تفسير قتادة (٧).

وقال الحسن : حجّتكم على ما تقولون إنّ الله أمركم أن تتخذوا (من) (٨) دونه آلهة.

قال قتادة : أي ليست عندهم بذلك بيّنة ولا حجّة.

[وقال السدي يعني : حجّتكم بأنّ معه آلهة]. (٩)

قوله : (هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ) (٢٤)

[قال قتادة] : (١٠) (يعني) (١١) القرآن [فيه ذكر من معي]. (١٢)

(يعني ما فيه) (١٣) من الحلال والحرام.

(وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي) (٢٤)

[يقول](١٤) (من) (١٥) أخبار الأمم السالفة وأعمالهم ، يعني من أهلك الله من الأمم ومن نجّى من المؤمنين ، ليس فيه اتخاذ آلهة دون الله. (١٦)

[وقال السدي : (هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي) يقول : خبر من معي وخبر من كان قبلي.

__________________

(١) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(٢) في ١٥٣ و ١٦٧ : يسألهم الله.

(٣) الطبري ، ١٧ / ١٤.

(٤) في ١٦٧ : إضافة : على.

(٥) ساقطة في ١٥٣ و ١٦٧.

(٦) نفس الملاحظة.

(٧) في الطبري ، ١٧ / ١٤ : هاتوا بيّنتكم على ما تقولون.

(٨) ساقطة في ١٥٣ و ١٦٧.

(٩) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(١٠) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(١١) في ١٥٣ و ١٦٧ : أي.

(١٢) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(١٣) ساقطة في ١٥٣ و ١٦٧.

(١٤) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(١٥) ساقطة من ١٥٣ و ١٦٧.

(١٦) في الطبري ، ١٧ / ١٥ : هذا القرآن فيه ذكر الحلال والحرام (وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي) يقول : ذكر اعمال الأمم السالفة وما صنع الله بهم وإلام صاروا.

٣٠٦

قال] : (١) (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ) (٢٤) يعني بقوله : أكثرهم جماعتهم.

وقوله : (فَهُمْ مُعْرِضُونَ) يعني : عن القرآن.

[وقال قتادة : عن كتاب (٢) الله وهو واحد]. (٣)

(قوله) (٤) : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (٢٥)

أي لا تعبدوا غيري ، بذلك أرسل الرّسل [جميعا]. (٥)

[[ابن لهيعة](٦) [... يزيد بن ابي حبيب](٧) ان عبد الله بن عمرو قال : إن إدريس كان قبل نوح ، بعثه الله إلى قومه ، يأمرهم أن يقولوا : لا إله إلا الله ، ويعملوا ما شاءوا ، فأبوا ، فأهلكهم الله]. (٨)

قوله : (وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً) (٢٦)

سعيد عن قتادة قال : قالت اليهود : إنّ الله تبارك وتعالى صاهر الجنّ فكانت من بينهم الملائكة.

قال الله : (سُبْحانَهُ) (٢٦) ينزه نفسه عما قالوا.

(بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ) (٢٦) يعني الملائكة هم كرام على الله. (٩)

(لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ) (٢٧) فيقولون شيئا لم يقبلوه عن الله.

قال : (وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (٢٧) يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) (٢٨) من أمر الآخرة.

__________________

(١) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(٢) الطبري ، ١٧ / ١٥.

(٣) إضافة من ١٦٧. تمزيق في ١٥٣.

(٤) في ١٦٧ : قال. تمزيق في ١٥٣.

(٥) إضافة من ١٦٧. تمزيق في ١٥٣. بداية [٤] من ١٥٣.

(٦) إضافة من ١٥٣. تمزيق في ١٦٧ : بقدر كلمتين.

(٧) إضافة من ١٥٣. تمزيق في ١٦٧ : بقدر هذه الإضافة.

(٨) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(٩) في الطبري ، ١٧ / ١٦ قالت اليهود : ان الله تبارك وتعالى صاهر الجن فكانت منهم الملائكة. قال الله تبارك وتعالى تكذيبا لهم وردا عليهم : (بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ) وان الملائكة ليس كما قالوا. انما هم عباد أكرمهم الله بعبادته.

٣٠٧

(وَما خَلْفَهُمْ) (٢٨) من أمر الدنيا إذا كانت الاخرة.

[وتفسير السدي : (يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ) يعني : [يعلم](١) ما كان [من](٢) قبل خلق الملائكة ، وما كان بعد خلقهم.](٣)

قال : (وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى) (٢٨) [لمن](٤) رضي عنه. [تفسير مجاهد]. (٥)

(وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) (٢٨) أي خائفون (في تفسير مجاهد). (٦)

(وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ) (٢٩)

(و) (٧) قال قتادة وغيره : (هذه) (٨) في إبليس خاصة [لما قال ما قال](٩) دعا إلى عبادة نفسه. (١٠)

وقال الحسن : ومن يقل ذلك منهم ، إن (قالوه) (١١) ولا يقوله أحد منهم.

وكان يقول : إن إبليس لم يكن منهم.

(أَوَلَمْ (يَرَ (١٢) الَّذِينَ كَفَرُوا) (٣٠) هذا على الخبر في تفسير الحسن.

[وقال السدي : (أَوَلَمْ يَرَ) يعني أو لم يعلم الذين كفروا]. (١٣)

(أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) (٣٠) كانتا ملتزقتين إحداهما على الأخرى في تفسير الحسن ، (فَفَتَقْناهُما)(١٤) فوضع الأرض ، ورفع السماء.

وقال الكلبي : إن السّماء (كانت) (١٥) رتقا لا ينزل منها ماء ، ففتقها الله

__________________

(١) إضافة من ١٦٧.

(٢) إضافة من ١٥٣.

(٣) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(٤) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(٥) نفس الملاحظة. تفسير مجاهد ، ١ / ٤٠٩.

(٦) ساقطة من ١٥٣ و ١٦٧.

(٧) نفس الملاحظة. بداية [٤] من ١٦٧.

(٨) في ١٦٧ : هذا.

(٩) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(١٠) الطبري ، ١٧ / ١٧.

(١١) في ١٥٣ و ١٦٧ : قاله.

(١٢) في ١٦٧ : يرا.

(١٣) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(١٤) في ١٥٣ و ١٦٧ : ففتقهما.

(١٥) في ١٥٣ : كانتا.

٣٠٨

بالماء ، وفتق الأرض بالنبات.

وتفسير قتادة : كانتا جميعا ، ففصل الله بينهما بهذا الهواء / فجعله بينهنّ. (١)

(وتفسير مجاهد : كنّ مطبقات ففتقهنّ ، أحسبه قال : بالمطر. وقاله غيره.

قال مجاهد : ولم تكن السماء والأرض متماسّتين). (٢)

[وفي حديث المعلى عن ابي يحيى عن مجاهد قال : كن منطبقات ففتقهنّ]. (٣)

قوله : (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) (٣٠) يعني المشركين. وكلّ شيء حيّ فإنما خلق من الماء.

[حدثني](٤) همام عن قتادة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة [انه](٥) قال : أتيت رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٦) فقلت : يا رسول الله ، إنّي إذا رأيتك طابت نفسي ، وقرّت عيني ، فأنبئني عن كلّ شيء. فقال : «كل شيء خلق من الماء». قلت : أنبئني بعمل إذا أخذت به دخلت الجنّة. (قال) (٧) : «(أفش) (٨) السّلام ، وأطب الكلام وصل الأرحام ، وقم بالليل والناس نيام ، وادخل الجنة بسلام».

قوله : (وَجَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ) (٣١) يعني الجبال.

(أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ) (٣١) لأن لا تحرك بهم.

(وَجَعَلْنا فِيها فِجاجاً سُبُلاً) (٣١)

[قال قتادة](٩) (طرقا أعلاما) (١٠).

(لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) (٣١) (١١) لكي يهتدوا الطرق.

__________________

(١) الطبري ، ١٧ / ١٨.

(٢) في ١٥٣ و ١٦٧ : [ا]. (إضافة من ١٥٣) عاصم بن حكيم ان مجاهدا قال : ففتقناهما من الأرض ستة ارضين معها ، فتلك سبع سماوات. ولم تكن السماء والأرض متماستين. وفي تفسير مجاهد ، ١ / ٤٠٩ : من الأرض ست أرضين فتلك السابعة معها ، ومن السموات ست سموات ، فتلك السابعة معها. ولم تكن الأرض والسماء متماستين.

(٣) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(٤) نفس الملاحظة.

(٥) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(٦) نفس الملاحظة.

(٧) في ١٥٣ و ١٦٧ : فقال. وفي طرة ١٦٧ : اعرفه.

(٨) في ع : أفشي.

(٩) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(١٠) في ١٥٣ و ١٦٧ : أعلاما طرقا. الطبري ، ١٧ / ٢١.

(١١) مكررة في ١٦٧.

٣٠٩

[وقال السدي : لعلهم يعرفون الطرق]. (١)

قوله : (وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً (مَحْفُوظاً)(٢) (٣٢) على من تحتها ، محفوظا من كلّ شيطان رجيم كقوله : (وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ)(٣). وإنما كانت هاهنا محفوظا لأنه قال : (سَقْفاً مَحْفُوظاً ،) فوقع الحفظ فيها على السقف ، وفي الآية الأخرى على السماء.

[ا](٤) سعيد عن قتادة قال : هي سقف محفوظ ، وموج مكفوف (٥).

قوله : (وَهُمْ عَنْ آياتِها) (٣٢)

[تفسير ابن مجاهد عن ابيه](٦) (يعني) (٧) الشمس ، والقمر ، والنجوم (٨).

(مُعْرِضُونَ) (٣٢) لا يتفكرون فيما يرون (فيها) ، (٩) فيعرفون انّ لهم معادا فيؤمنوا.

وقال في آية أخرى : (قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ)(١٠).

قوله : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (٣٣)

[قال قتادة : في فلك السماء]. (١١)

[حدثني](١٢) الصلت بن دينار عن أبي صالح عن عوف البكالي قال : إنّ السماء خلقت مثل القبّة ، وإنّ الشمس والقمر والنجوم ليس منها شيء لازق ، و (إنها) (١٣) تجري في فلك دون السماء ، وإن أقرب الأرض إلى السماء بيت المقدس باثني عشر ميلا ، وإن أبعد (الأرض) (١٤) من السماء الأبلّة. (١٥)

همام عن قتادة عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن عمرو قال : [ان](١٦)

__________________

(١) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧. (٢) ساقطة في ١٥٣ و ١٦٧.

(٣) الحجر ، ١٧. (٤) إضافة من ١٥٣.

(٥) في الطبري ، ١٧ / ٢٢ سقفا مرفوعا وموجا مكفوفا.

(٦) إضافة من ١٥٣ و ١٦٧.

(٧) ساقطة في ١٦٧. تمزيق في ١٥٣.

(٨) تفسير مجاهد ، ١ / ٤١٠.

(٩) في ١٥٣ و ١٦٧ : فيهما.

(١٠) يونس ، ١٠١.

(١١) إضافة من ١٦٧. تمزيق في ١٥٣.

(١٢) إضافة من ١٥٣. تمزيق في ١٦٧. بداية [١] من ١٧١ وهي تابعة لقطعة : ١٥٣.

(١٣) في ١٦٧ : انما. تمزيق في ١٧١.

(١٤) في ١٦٧ : الأرضين. تمزيق في ١٧١.

(١٥) الأبلّة : بلدة على شاطىء دجلة البصرة. انظر : معجم البلدان ، مادة : الأبلة.

(١٦) إضافة من ١٦٧. تمزيق في ١٧١.

٣١٠

الشمس والقمر وجوههما إلى السماء ، وأقفاؤهما إلى الأرض يضيئان في السّماء كما يضيئان في الأرض ثم تلا هذه الآية : (أَلَمْ تَرَوْا (١) كَيْفَ خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً (١٥) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً)(٢).

[وحدثني](٣) ابن لهيعة عن أبي قبيل عن يزيد بن (أبي) (٤) جحض قال : قلت لعبد الله بن عمرو : ما بال الشمس تصلانا (أحيانا) (٥) وتبرد (أحيانا) (٦)؟

قال : أما في (الشتاء فهي في السّماء الخامسة ، وأما في الصيّف فهي في السماء السابعة فقلت : انما) (٧) كنا نراها في هذه السماء الدنيا. قال : لو كانت في هذه السماء الدنيا لم يقم لها شيء.

(الحسن عن صاحب له) (٨) عن الأعمش ذكره بإسناده قال : ان الشمس أدنيت من اهل الأرض في الشتاء (٩) لينتفعوا بها ، ورفعت في الصيف لئلا يؤذيهم حرها.

قوله : (كُلٌّ (١٠) فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (٣٣)

[حدثني](١١) المعلى عن ابي يحيى عن مجاهد قال : (يَسْبَحُونَ) يدورون كما يدور فلك المغزل.

وتفسير ابن مجاهد عن أبيه : (يَسْبَحُونَ ،) يجرون كهيئة حديدة الرحى. (١٢)

و (في) (١٣) تفسير الحسن : إنّ الشّمس والقمر والنّجوم في طاحونة بين السماء والأرض كهيئة (فلك) (١٤) المغزل (يدورون) (١٥) فيها ، ولو كانت (ملتصقة في السماء) (١٦) لم تجر.

__________________

(١) في ع : يروا بالياء. تمزيق في ١٧١ و ١٦٧. لم أقف على من قرأ هذا الحرف بالياء.

(٢) نوح ، ١٥ ـ ١٦.

(٣) إضافة من ١٦٧. تمزيق في ١٧١.

(٤) ساقطة في ١٦٧. لم أقف على هذا الراوي في كتب الجرح والتعديل.

(٥) في ١٦٧ : حينا. تمزيق في ١٧١.

(٦) في ١٦٧ : حينا. تمزيق في ١٧١.

(٧) في ١٦٧ : اما في الصيف ... في الشتاء فهي في السماء السابعة. فقلت والله ما. تمزيق في ١٧١.

(٨) في ١٦٧ : وأخبرني صاحب لي. تمزيق في ١٧١.

(٩) بداية [٥] من ١٦٧.

(١٠) ساقطة في ع.

(١١) نفس الملاحظة.

(١٢) تفسير مجاهد ، ١ / ٤١٠.

(١٣) ساقطة في ١٧١ و ١٦٧.

(١٤) في ١٧١ و ١٦٧ : فلكة.

(١٥) في ١٧١ و ١٦٧ : يدور.

(١٦) في ١٧١ و ١٦٧ ملتزقة بالسماء.

٣١١

وقال الكلبي : (يَسْبَحُونَ) يجرون.

[قال](١) : [واخبرني](٢) عاصم بن حكيم ان مجاهدا قال في قوله : (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ (٥))(٣) قال حسبان كحسبان الرحى.

قوله : (وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ) (٣٤)

على الاستفهام أي لا يخلدون.

قال : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ (فِتْنَةً)(٤) (٣٥)

[قال قتادة](٥) : بالشّدة والرّخاء.

(فِتْنَةً) (٣٥) أي : بلاء [اي](٦) اختبار.

(وَإِلَيْنا تُرْجَعُونَ) (٣٥) يوم القيامة.

قوله : (وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا) (٣٦) (يقوله) (٧) للنبي [صلى‌الله‌عليه‌وسلم]. (٨)

(إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ) (٣٦) يقوله بعضهم لبعض أي : يعيبها ويشتمها.

قال الله : (وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمنِ هُمْ كافِرُونَ) (٣٦)

قوله : (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ) (٣٧) (خلق آدم آخر ساعات النهار من يوم الجمعة بعد ما) (٩) خلق الخلق ، فلما أحيى الرّوح عينيه ورأسه ولم يبلغ أسفله قال : ربّ استعجل بخلقي ، قد غربت الشمس. هذا تفسير مجاهد. (١٠)

__________________

(١) إضافة من ١٧١.

(٢) إضافة من ١٧١ و ١٦٧.

(٣) الرحمن ، ٥. تفسير مجاهد ، ٢ / ٦٣٩.

(٤) ساقطة في ١٧١ و ١٦٧.

(٥) إضافة من ١٧١ و ١٦٧.

(٦) نفس الملاحظة.

(٧) في ١٧١ و ١٦٧ : يقول.

(٨) إضافة من ١٧١.

(٩) في ١٧١ و ١٦٧ : قول آدم حين خلق بعد كل شيء آخر النهار من يوم.

(١٠) في تفسير مجاهد ، ١ / ٤١٠ خلق ادم عليه‌السلام حين خلق بعد كل شيء في اخر النهار من يوم خلق الخلق. فلما أحيى الروح عينيه ولسانه ورأسه ولم يبلغ أسفله قال : يا رب استعجل بخلقي قبل غروب الشمس. جاء في طرة ١٦٧ : قال رب استعجل بخلقي. وليس هناك علامة تدل على مكانها داخل النص.

٣١٢

[[ا](١) خداش عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خير يوم طلعت فيه الشّمس يوم الجمعة ، فيه خلق آدم ، وفيه أدخل الجنّة ، وفيه هبط منها ، وفيه تقوم الساعة ، وفيه ساعة ، ثم قبض يده يقللها ، لا يوافقها مسلم يصلّي يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه». قال : فقال عبد الله بن سلام : قد علمت أيّ ساعة هي ، هي آخر ساعات النّهار من يوم الجمعة ، وهي الساعة التي خلق الله فيها آدم.

قال الله : (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ) (٣٧).

و](٢) قال قتادة : (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ) خلق عجولا. (٣)

قال الله : (سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ) (٣٧) وذلك لما كانوا يستعجلون به النبي [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٤) ، لما خوّفهم به من العذاب ، وذلك منهم استهزاء و (تكذيب). (٥)

قال الحسن : يعني الموعد الذي وعده الله في الدنيا : القتل لهم ، و (النصر) (٦) عليهم ، والعذاب لهم في الآخرة.

قوله : (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٣٨) هذا قول المشركين للنبي [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٧) : متى هذا الذي تعدنا به من أمر القيامة؟

قال الله (تبارك وتعالى) (٨) : (لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) (٣٩) وفيها تقديم. أي : ان الوعد الذي كانوا يستعجلون به في الدنيا هو يوم لا يكفّون عن وجوههم النار / [ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون](٩) لو يعلم الذين كفروا.

قوله : (بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً) (٤٠) يعني : القيامة.

(فَتَبْهَتُهُمْ) (٤٠) مباهتة.

(فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّها وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) (٤٠) أي (ولا هم يؤخّرون). (١٠)

__________________

(١) إضافة من ١٧١.

(٢) إضافة من ١٧١ و ١٦٧.

(٣) الطبري ، ١٧ / ٢٦.

(٤) إضافة من ١٧١ و ١٦٧.

(٥) في ع : تكذيبا.

(٦) في ١٦٧ : النصرة.

(٧) إضافة من ١٧١.

(٨) ساقطة في ١٧١ و ١٦٧.

(٩) إضافة من ١٧١ و ١٦٧.

(١٠) في ١٧١ : وهم لا يؤخرون.

٣١٣

قوله : (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ) (٤١) كذبوهم واستهزؤوا بهم ، فحاق بهم.

(ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) (٤١) العذاب (١) الذي كانوا يكذّبون به ، ويستهزئون بالرّسل إذا خوّفوهم به.

قوله : (قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ) (٤٢) [..... قال من](٢) يحفظكم [وهو قول قتادة]. (٣)

قال](٤) : (بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ) (٤٢) أي هم من الملائكة كقوله : (يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ)(٥) (أي) (٦) هم من أمر الله ، وهم ملائكة الله ، هم حفظة من الله لبني آدم ولأعمالهم ، (يتعاقبون) (٧) فيهم بالليل والنهار ، ملائكة باللّيل وملائكة بالنّهار ، فيجتمعون عند صلاة الصبح ، وعند صلاة العصر ، فيسألهم ربّهم وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي؟ فيقولون : أتيناهم وهم يصلّون وتركناهم وهم يصلون ، يحفظون العباد مما لم يقدّر لهم ، ويحفظون عليهم أعمالهم.

عبد القدوس بن مسلم عن ليث عن مجاهد قال : ما من آدميّ إلّا ومعه ملكان يحفظانه في ليله ، ونهاره ، ونومه ، ويقظته من الجنّ ، والإنس ، والدّواب ، والسباع والهوام ، وأحسبه قال : والطير ، كلما أراده شيء قال : إليك حتى يأتي القدر. (٨)

[حدثني](٩) حماد عن أبي غالب (١٠) بن (١١) أبي أمامة قال : ما من آدمي إلّا ومعه ملكان أحدهما يكتب عمله ، و (الآخر) (١٢) يقيه مما لم يقدر عليه.

وتفسير الحسن أنهم أربعة أملاك يتعاقبونهم بالليل والنهار ، (يعني) (١٣) يصعد هذان ، وينزل هذان.

__________________

(١) بداية [٢] من ١٧١.

(٢) إضافة من ١٦٧ بها تمزيق بقدر ثلاث كلمات [سفيان .....]. تمزيق في ١٧١.

(٣) الطبري ، ١٧ / ٣٠.

(٤) إضافة من ١٦٧. تمزيق في ١٧١.

(٥) الرعد ، ١١.

(٦) ساقطة في ١٦٧ : تمزيق في ١٧١.

(٧) في ع : فيعاقبون.

(٨) بداية [٦] من ١٦٧.

(٩) إضافة من ١٧١ و ١٦٧.

(١٠) في كتاب الجرح والتعديل ٤ / ٢ / ٤٢٢ : ابو غالب المكي [روى عن ...] روى عنه هشام ابن حسان.

(١١) في ١٧١ و ١٦٧ : عن.

(١٢) في ١٦٧ : ملك. تمزيق في ١٧١.

(١٣) في ١٦٧ : حا. تمزيق في ١٦٧.

٣١٤

قوله : (بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ) (٤٢) يعني المشركين ، (معرضون عن القرآن). (١)

قوله : (أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنا) (٤٣) أي قد اتخذوا آلهة لا تمنعهم من دوننا.

(لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ) (٤٣) لا تستطيع الآلهة لأنفسها نصرا.

(وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ) (٤٣) لا يصحبون من الله بخير في تفسير قتادة. (٢)

[وقال الكلبي : (وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ) ولا من عبدها منّا يجارون. اي ليس لهم من يجيرهم ، أي يمنعهم منا]. (٣)

وقال الحسن : لا تمنعهم من دون الله [إن أراد عذابهم](٤) (وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ) ولا من يعبدها منا يجأرون ، أي ليس لهم من يجيرهم ، أي يمنعهم منّا إن أراد الله عذابهم). (٥)

وكان يقول : إنّما (تعذّب) (٦) الشّياطين التّي دعتهم إلى عبادة الأصنام ، ولا تعذّب الأصنام.

(قوله): (٧) (لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ) (٤٣) لا (يستطيعون) (٨) تلك الأصنام نصر أنفسها إن أراد أن يعذّبها.

قوله : (بَلْ مَتَّعْنا هؤُلاءِ (وَآباءَهُمْ) (٤٤) يعني : قريشا. (٩)

(حَتَّى طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ) لم يأتهم رسول حتى جاءهم محمد.

(أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) (٤٤)

قال ابن عباس : موت علمائها وفقهائها.

__________________

(١) في ١٧١ : عن القرآن معرضون. تمزيق في ١٧١.

(٢) الطبري ، ١٧ / ٣٠.

(٣) إضافة من ١٧١ و ١٦٧.

(٤) نفس الملاحظة.

(٥) ساقطة في ١٧١ و ١٦٧ ، وقد ذكرت في القطعتين فيما سبق. وقع تقديم وتأخير بالنص.

(٦) في ١٧١ : يعذب.

(٧) في ١٧١ و ١٦٧ : قال.

(٨) في ١٧١ و ١٦٧ : تستطيع.

(٩) في ١٧١ و ١٦٧ : يعني قريشا وآباءهم.

٣١٥

(قال يحيى) (١) : وبلغني عن أبي جعفر محمد بن علي قال : موت عالم أحبّ إلى إبليس من موت ألف عابد.

[[ا](٢) عمار عن الحسن بن دينار عن الحسن قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدّها شيء أبدا]». (٣)

[[ا](٤) سفيان الثوري عن منصور عن مجاهد قال : ننقصها من أطرافها ، قال : الموت]. (٥)

وقال عكرمة وقتادة : ننقصها من أطرافها بالموت. (٦)

وقال الحسن في تفسير سعيد : [(أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ (٧) نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) بالفتوح على النّبي أرضا فأرضا أفلا تسمعه (٨) يقول :

(أَفَهُمُ الْغالِبُونَ) (٤٤) أي : ليسوا بالغالبين ولكن رسول الله هو الغالب.

(عمار عن الحسن بن دينار عن الحسن قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «موت عالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء أبدا»). (٩)

[وقال السدي : (نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) يعني : أرض مكة. وقوله : (نَنْقُصُها) يعني : إذا أسلم أحد من الكفار نقص منهم وزاد في المسلمين. وهو قوله : (أَفَهُمُ الْغالِبُونَ)]. (١٠)

وفي تفسير عمرو عن الحسن عن الأحنف بن قيس أن الله (تبارك وتعالى) (١١) يبعث (نارا قبل يوم القيامة) (١٢) تطرد الناس من أطراف الأرض إلى

__________________

(١) ساقطة في ١٦٧.

(٢) إضافة من ١٧١.

(٣) إضافة من ١٧١ و ١٦٧. سوف ترد في ع بعد قليل.

(٤) إضافة من ١٧١.

(٥) إضافة من ١٧١ و ١٦٧.

(٦) في الطبري ، ١٣ / ١٧٤ الآية : ٤١ من سورة الرعد ، عن معمر عن قتادة ... قال : كان عكرمة يقول هو قبض الناس.

(٧) إضافة من ١٧١ و ١٦٧.

(٨) في ١٧١ و ١٦٧ : اي (في ١٧١) افلا يرون ان رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وسلم] (إضافة من ١٧١) كلما بعث الى ارض ظهر عليها وغلب اهلها. يقول : ننقصها بالظهور عليها ارضا فأرضا.

(٩) مرّ ذكر هذه الرواية في ١٧١ و ١٦٧ قبل قليل.

(١٠) إضافة من ١٧١ و ١٦٧.

(١١) ساقطة في ١٧١ و ١٦٧.

(١٢) في ١٧١ و ١٦٧ : قبل القيامة نارا.

٣١٦

الشّام ، تنزل معهم إذا نزلوا ، وترتحل معهم إذا ارتحلوا ، فتقوم عليهم القيامة بالشام وهو قوله : (نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها).

قوله : (قُلْ إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ) (٤٥)

[قال قتادة] : (١) بالقرآن (٢) ، أنذركم به عذاب الدّنيا وعذاب الآخرة ، يعني المشركين.

قوله : (وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ) (٤٥) [يعني النداء ، تفسير السّدّي.

(إِذا ما يُنْذَرُونَ) (٤٥)](٣) والصّمّ ها هنا الكفار ، صمّوا عن الهدى.

[وقال السدي : عن الإيمان ، وهو واحد]. (٤)

(قال قتادة) (٥) : إن الكافر أصمّ عن كتاب الله ، لا يسمعه ولا يعقله. (٦)

قوله : (وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ) (٤٦)

قال قتادة : عقوبة (من عذاب ربّك). (٧)

قال يحيى : (وهي) (٨) النّفخة الأولى [التي](٩) (يهلك الله بها) (١٠) كفّار آخر هذه الأمّة بكفرهم وجحودهم.

(لَيَقُولُنَ) (٤٦) اذا جاءهم العذاب.

(يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ) (٤٦) (١١) وهي مثل الآية الأولى (في أول السورة) (١٢). (فَما كانَ دَعْواهُمْ إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا) عذابنا (قل أغير الله) (١٣) (إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ)(١٤).

__________________

(١) إضافة من ١٧١ و ١٦٧.

(٢) الطبري ، ١٧ / ٣٢.

(٣) إضافة من ١٧١ و ١٦٧.

(٤) نفس الملاحظة.

(٥) في ١٧١ : ا سعيد عن قتادة قال. وفي ١٦٧ : سعيد عن ... (تمزيق).

(٦) في الطبري ، ١٧ / ٣٢ : ان الكافر قد صم عن كتاب الله لا يسمعه ولا ينتفع به ولا يعقله كما يسمعه المؤمن وأهل الإيمان.

(٧) ساقطة في ١٧١ و ١٦٧. في الطبري ، ١٧ / ٣٣ : لئن أصابتهم عقوبة.

(٨) في ١٧١ و ١٦٧ : يعني.

(٩) إضافة من ١٧١ و ١٦٧.

(١٠) في ١٧١ : يهلك بها ... (تمزيق). تمزيق في ١٦٧.

(١١) نهاية المقارنة مع ١٧١. بداية المقارنة مع ١٦٩ [١] ، وهي تابعة لقطعة : ١٥٣.

(١٢) يعني الأنبياء ، ١٤. في ابن محكم ، ٣ / ٧٤ : التي في سورة الأعراف.

(١٣) في ١٦٧ إضافة : يا ويلنا وهو خطأ.

(١٤) الأعراف ، ٥.

٣١٧

قوله : (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ) (٤٧) (يعني) (١) العدل.

(لِيَوْمِ الْقِيامَةِ) (٤٧)

(حدثنا) (٢) حماد عن ثابت البناني عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال : يوضع الميزان يوم القيامة ، ولو وضع في كفة السماوات (٣) والأرض لوسعتهما. فتقول الملائكة : ربّنا ما هذا؟ فيقول : أزن به لمن شئت من خلقي. فتقول الملائكة : رّبنا ما عبدناك حق عبادتك.

[ا](٤) سعيد عن قتادة عن الحسن أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال له بعض أهله ، قال يحيى : أخبرني صاحب لي عن هشام عن الحسن أنها عائشة : يا رسول الله هل / يذكر الرجل يوم القيامة حميمه؟ فقال : «ثلاثة مواطن لا يذكر فيها أحد حميمه : عند الميزان حتى ينظر أيثقل ميزانه أم يخفّ ، وعند الصّراط حتى ينظر أيجوز (او) (٥) لا يجوز ، وعند (الصحف) (٦) حتى ينظر (أيعطى كتابه بيمينه أم بشماله)». (٧)

قوله : (فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً) (٤٧) يقول : فلا تنقص من ثواب عملها (شيئا) (٨). [وهو تفسير السدي]. (٩)

قال يحيى : لا ينقص المؤمن من حسناته [شيئا](١٠) ولا يزاد عليه من سيئات غيره ، ولا يزاد على الكافر من سيئات غيره ، ولا يجازى في الآخرة بحسنة قد استوفاها في الدّنيا.

قال : (وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ) (٤٧) أي وزن حبة من خردل.

(أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ) (٤٧) (يعني) (١١) عالمين.

__________________

(١) ساقطة في ١٦٩ : تمزيق في ١٦٧.

(٢) في ١٦٩ : ا.

(٣) بداية [٧] من ١٦٧.

(٤) إضافة من ١٦٩.

(٥) في ١٦٧ : أم.

(٦) في ١٦٧ : الصحيفة.

(٧) في ١٦٩ و ١٦٧ : أبيمينه يأخذ صحيفته أم بشماله.

(٨) ساقطة في ١٦٩.

(٩) إضافة من ١٦٩ و ١٦٧.

(١٠) إضافة من ١٦٧.

(١١) ساقطة في ١٦٩ و ١٦٧.

٣١٨

[و](١) قال الحسن : لا يعلم حساب مثاقيل الذّرّ والخردل إلّا الله ، ولا يحاسب العباد إلّا هو.

[و](٢) [حدثني](٣) النضر بن معبد أنّ محمد بن سيرين حدثه قال : بينما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يأكل (طعامه) (٤) ومعه أبو بكر إذ نزلت هذه السورة : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ (زِلْزالَها)(٥) (إلى آخرها) (٦) ، فأمسك أبو بكر (يده) (٧) وقال : يا رسول الله ما من خير عملت الا رأيت ولا (من شر) (٨) عملت الا رأيت ، فقال : «يا أبا بكر أما رأيت مما تكره في الدنيا [فهو](٩) مثاقيل الشّرّ ، وأمّا مثاقيل الخير فتلقاك يوم القيامة ، ولن يهتك الله ستر عبد فيه مثقال ذرة من خير» (١٠).

قال يحيى : وبلغني في الكافر أنه ما عمل في الدنيا من مثقال ذرّة خيرا يره في الدنيا ، وما عمل من مثقال ذرّة شرّا يره في الآخرة.

أبو أمية بن يعلى الثقفي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا أيها الناس لا تغتروا بالله فإنّ الله لو كان مغفلا شيئا لأغفل الذّرة والخردلة والبعوضة».

قوله : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ) (٤٨)

تفسير (ابن) (١١) مجاهد : الكتاب. (١٢)

و (تفسير) (١٣) قتادة : [يعني](١٤) التوراة. وفرقانها ، حلالها وحرامها ، [فرّق فيها حلالها وحرامها. (١٥)

__________________

(١) إضافة من ١٦٩ و ١٦٧.

(٢) إضافة من ١٦٩.

(٣) إضافة من ١٦٩ و ١٦٧.

(٤) في ١٦٩ و ١٦٧ : طعاما.

(٥) ساقطة في ١٦٩ و ١٦٧.

(٦) في ١٦٩ و ١٦٧ : الى قوله : (فَمَنْ (في ١٦٩ : ومن) يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) (٨) [الزلزلة : ٧ ـ ٨].

(٧) في ١٦٩ و ١٦٧ : بيده.

(٨) في ١٦٩ : شرا ، وفي ١٦٧ : شر.

(٩) إضافة من ١٦٩ و ١٦٧.

(١٠) في طرة ١٦٧ : اعرفه.

(١١) ساقطة في ١٦٩ و ١٦٧.

(١٢) تفسير مجاهد ، ١ / ٤١١.

(١٣) في ١٦٩ و ١٦٧ : قال.

(١٤) إضافة من ١٦٩ و ١٦٧.

(١٥) الطبري ، ١٧ / ٣٤.

٣١٩

وقال السدي : الفرقان يعني المخرج في الدين من الشبهة والضّلالة]. (١)

(وَضِياءً) (يعني) (٢) نورا.

(وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ) (٤٨) يذكرون به الآخرة.

[وقال السدي : (وَضِياءً) يعني ما في التوراة من البيان]. (٣)

قوله : (الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ) (٤٩)

[حدثني](٤) حماد عن يونس بن خباب عن مجاهد في قوله : (هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (٣٢) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ)(٥) قال : [الرّجل](٦) يذكر (ذنوبه) (٧) في الخلاء فيستغفر [الله](٨) (منها). (٩)

قوله : (وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ) (٤٩) خائفون [من](١٠) شرّ ذلك اليوم ، وهم المؤمنون.

قوله : (وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ)(١١) (٥٠)

[قال قتادة والسدي : يعني القرآن (وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ)](١٢) يعني (بذلك) (١٣) المشركين ، على الاستفهام ، أي قد أنكرتموه.

قوله : (وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ) (٥١)

[قال قتادة : هداه]. (١٤)

(هداه صغيرا في تفسير مجاهد). (١٥)

__________________

(١) إضافة من ١٦٩ و ١٦٧.

(٢) ساقطة في ١٦٩ و ١٦٧.

(٣) إضافة من ١٦٩ و ١٦٧ مع تمزيق في ١٦٧.

(٤) إضافة من ١٦٩ و ١٦٧.

(٥) ق ، ٣٢.

(٦) إضافة من ١٦٩ و ١٦٧.

(٧) في ١٦٩ و ١٦٧ : ذنبه.

(٨) إضافة من ١٦٩ و ١٦٧.

(٩) في ١٦٩ و ١٦٧ : منه.

(١٠) إضافة من ١٦٩ و ١٦٧.

(١١) ساقطة في ١٦٩. تمزيق في ١٦٧.

(١٢) إضافة من ١٦٩ و ١٦٧ مع بعض التمزيق في ١٦٧ ، في تفسير الطبري ، ١٧ / ٣٥ : اي هذا القرآن.

(١٣) ساقطة في ١٦٩. تمزيق في ١٦٧.

(١٤) إضافة من ١٦٩ ، تمزيق في ١٦٧.

(١٥) في ١٦٩ : وقال مجاهد : هداه صغيرا. تمزيق في ١٦٧. تفسير مجاهد ، ١ / ٤١١.

٣٢٠