تفسير يحيى بن سلّام - ج ١

التيمي البصري القيرواني

تفسير يحيى بن سلّام - ج ١

المؤلف:

التيمي البصري القيرواني


المحقق: الدكتورة هند الشلبي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 978-2-7451-4440-5
الصفحات: ٤٩٦
الجزء ١ الجزء ٢

[المعلى بن هلال عن العلاء بن عبد الكريم عن عبد الرحمن بن سابط قال : لما أسري بالنبي لقي إبراهيم النبي فقال له : يا محمد (اقر) (١) أمتك السّلام وأخبرهم أنّ الجنّة طيبة تربتها ، طيّب ماؤها ، وأنها (قيعان) (٢) ، وأن غرسها سبحان الله والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر]. (٣)

وحدثني أبو الأسحم (عقبة بن مرثد) (٤) عن ابي إسحاق الهمداني قال : سمعت علي بن أبي طالب يقول : الباقيات الصالحات : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر.

[و](٥) حدثني الخليل بن مرة عن محمد بن عجلان أن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (٦) قال لأصحابه (٧) يوما : خذوا جنتكم. قالوا يا رسول الله أمن (عدوّ) (٨) حضر؟ قال : خذوا جنّتكم من النار. قالوا : يا رسول الله وما جنّتنا؟ قال : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات ، ومجنبات ، ومعقبات ، وهنّ الباقيات الصالحات.

قوله : (خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً) (٧٦) جزاء في الآخرة.

(وَخَيْرٌ مَرَدًّا) (٧٦) خير عاقبة من أعمال الكفار.

قوله : (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً) (٧٧) أي في الآخرة.

__________________

(١) هكذا في ٢٥٣ : والمرويّ : أقرىء. انظر هذا الحديث في جامع الترمذي مع شرحه تحفة الأحوذي ، دار الكتاب العربي ، بيروت. باب ما جاء في فضل التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد ، ٤ / ٢٤٩. وهو مروي فيه عن ابن مسعود ولفظه قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال يا محمد أقرىء امتك مني السّلام واخبرهم ان الجنة طيبة التربة ، عذبة الماء ، وانها قيعان ، وان غراسها سبحان الله ، والحمد لله ولا اله إلّا الله والله اكبر».

(٢) القيعان جمع : قاع وهي الأرض الواسعة السهلة المطمئنة تمسك الماء وتنبت العشب.

انظر لسان العرب ، مادة : قوع.

(٣) إضافة من ٢٥٣.

(٤) ساقطة في ٢٥٣.

(٥) إضافة من ٢٥٣.

(٦) ساقطة في ٢٥٣.

(٧) بداية [١٦] من ٢٥٣ ورقمها : ٥٤٢.

(٨) في ع : عذو.

٢٤١

قال الله : (أَطَّلَعَ الْغَيْبَ) (٧٨) على الاستفهام ، فعلم ما فيه ، أي لم يطّلع على الغيب.

قال : (أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) (٧٨) أي لم يفعل ، وتفسيره في آخر هذه الآية.

أخبرني صاحب لي عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن خباب (ابن) (١) الأرتّ قال كنت (قينا) (٢) في الجاهلية فعملت (للعاصي) (٣) بن وائل حتى اجتمعت لي عنده دراهم ، فأتيته أتقاضاه فقال : والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد. فقلت : [والله](٤) لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث. قال : وإني لمبعوث؟ قلت : نعم ، قال : فسيكون لي ثمّ مال وولد فأقضيك. فأتيت النبي (عليه‌السلام) (٥) فأخبرته ، فأنزل الله (تبارك وتعالى) (٦) هذه الآية إلى قوله : (وَيَأْتِينا فَرْداً)(٧).

سعيد عن قتادة قال : ذكر لنا أن رجلا من أصحاب (النبي) (٨) (عليه‌السلام) (٩) أتى رجلا من المشركين يتقاضاه دينا له فقال : أليس يزعم صاحبكم أن في الجنة حريرا وذهبا؟ قال : بلى ، قال : فميعادكم الجنة. فو الله لا أؤمن بكتابكم الذي جئتم به (لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً.) قال الله : (أَطَّلَعَ الْغَيْبَ) فعلم ماله فيه. (١٠)

(أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) (٧٨) بعمل صالح.

(و) (١١) قوله (أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً).

حدثني أبو بكر بن عياش عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حيان عن عبد الله بن محيريز عن عبادة بن الصامت قال : سمعت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (١٢) يقول : «خمس صلوات كتبهن الله على عباده من جاء بهن تامّات

__________________

(١) ساقطة في ٢٥٣.

(٢) في طرة ٢٥٣ : قنا (هكذا) خديما.

(٣) في ٢٥٣ : للعاص.

(٤) إضافة من ٢٥٣.

(٥) ساقطة في ٢٥٣.

(٦) ساقطة في ٢٥٣.

(٧) الطبري ، ١٦ / ١٢١. اتفاق في السند بين ابن سلام والطبري. والذي روى عن الأعمش في الطبري هو الثوري فلعله المقصود عند ابن سلام ايضا.

(٨) في ٢٥٣ : نبي الله.

(٩) ساقطة في ٢٥٣.

(١٠) الطبري ، ١٦ / ١٢١.

(١١) ساقطة في ٢٥٣.

(١٢) نفس الملاحظة.

٢٤٢

فان له عند الله عهدا (أن) (١) يدخله الجنة ، ومن لم يأت بهن تامّات فليس له عند الله عهد ، إن شاء عذبه ، وإن شاء غفر له».

وقد قال سعيد عن قتادة قال : (أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) بعمل صالح.

وقال بعضهم : العهد التوحيد.

قوله : (كَلَّا سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا) (٧٩)

[يعني لا انقطاع له. تفسير السدي]. (٢)

قال يحيى : وهو كقوله : (فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذاباً)(٣).

قوله : (وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ) (٨٠)

سعيد عن قتادة قال : نرثه ما عنده. (٤)

وقال مجاهد : (وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ) (٨٠) ماله وولده. وكذلك (٥) الذي قال العاصي بن وائل. (٦)

(وَيَأْتِينا فَرْداً) (٨٠)

قوله : (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا) (٨١) كقوله : (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ)(٧) وإنما يرجون منفعة أوثانهم في الدنيا ، لا يقرّون بالآخرة.

قال الله : (كَلَّا (٨) سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ) (٨٢) في الآخرة (و) (٩) في الدنيا.

(وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا) (٨٢) في النار.

سعيد عن قتادة [قال] : (١٠) قرناء في النار يلعن بعضهم بعضا ويبرأ بعضهم من بعض (١١).

__________________

(١) في ٢٥٣ : و.

(٢) إضافة من ٢٥٣.

(٣) النبأ ، ٣٠.

(٤) في الطبري ، ١٦ / ١٢٣ ، ورد هذا التفسير عن معمر عن قتادة.

(٥) بداية [١٧] من ٢٥٣ ورقمها : ٥٤٣.

(٦) في تفسير مجاهد ، ١ / ٣٩٠ : يعني ماله وولده وهو العاصي بن وائل.

(٧) يس ، ٧٤.

(٨) ساقطة في ٢٥٣.

(٩) ساقطة في ٢٥٣.

(١٠) إضافة من ٢٥٣.

(١١) الطبري ، ١٦ / ١٢٤.

٢٤٣

قال يحيى : بلغني أنه يقرن هو وشيطانه في سلسلة واحدة.

قوله : (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) (٨٣)

سعيد عن قتادة [قال](١) : تزعجهم إزعاجا في معصية الله. (٢)

قوله : (فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ) (٨٤) وهذا وعيد.

(إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا) (٨٤) الأنفاس ، يعني الأجل.

حدثني حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير قال : كتب في أول الصحيفة ، اجله ثم يكتب أسفل من ذلك : ذهب يوم كذا ، وذهب يوم كذا حتى يأتي / على أجله.

قوله : (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً) (٨٥)

حدثني عاصم بن حكيم عن إسماعيل بن ابي خالد عن من سمع أبا هريرة يقول : على الإبل.

وبلغني (ثم) (٣) عن جويبر عن الضحاك بن مزاحم عن الحارث عن علي أنه سأل رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (٤) عن قوله : (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً ،) يا رسول الله هل يكون الوافد إلا الراكب؟ فقال : «والذي نفسي بيده إنهم إذا خرجوا من قبورهم استقبلوا بنوق بيض لها أجنحة عليها رحائل الذهب ، كل خطوة منها مدّ البصر».

عاصم بن حكيم وخداش عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال : قلت يا رسول الله (جز) (٥) لي. قال : «هاهنا ، وأومأ بيده إلى الشام ، إنكم محشورون رجالا وركبانا ، وتجرون على وجوهكم».

سعيد عن قتادة قال : قيل : يا رسول الله ، كيف يمشي على وجهه؟ قال : «ان الذي أمشاه على رجليه قادر أن يمشيه على وجهه».

ابراهيم بن محمد عن ابي رشدين عن (حميد (بن) (٦) مالك بن الخثّم) (٧) أنه

__________________

(١) إضافة من ٢٥٣.

(٢) الطبري ، ١٦ / ١٢٥.

(٣) ساقطة من ٢٥٣.

(٤) نفس الملاحظة.

(٥) في ٢٥٣ : حز.

(٦) في ع : عن ، والصواب ما جاء في ٢٥٣ : بن.

(٧) حميد بن مالك بن الخثّم : ضبطه ابن ابي حاتم الرازي في الجرح والتعديل ، ١ / ٢ / ٢٢٨ هكذا : حميد بن مالك بن خثّم ، وضبطه البخاري في التاريخ الكبير ، ١ / ٢ / ٣٤٧ هكذا :

٢٤٤

سمع أبا هريرة يقول : إذا بنيت (الجبانة) (١) فأخرج إلى أرض المحشر والمنشر ، فان الناس يحشرون ثلاث أمم : امّة على وجوههم ، وأمّة على أقدامهم ، وأمّة على الإبل.

قوله (وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ) (٨٦) (يعني (٢) المشركين).

(إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً) (٨٦).

حدثني عاصم بن حكيم عن إسماعيل بن أبي خالد عمن سمع ابا هريرة يقول : عطاشا.

وحدثني إسرائيل بن يونس عن الحسن (٣) قال : عطاشا والله.

سعيد عن قتادة قال : (سيقوا) (٤) إليها وهم ظماء قد تقطعت أعناقهم. [اي](٥) من العطش (٦).

قوله : (لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) (٨٧) قد فسرنا العهد في الآية الأولى.

وأما الشفاعة فحدثني أبو امية بن يعلى الثقفي عن سعيد المقبري عن ابي هريرة قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (٧) : «اذا كان يوم القيامة شفع النبي لأمته ، و (شفع) (٨) الشهيد لأهل بيته ، والمؤمن لأهل بيته ، وتبقى شفاعة الرحمن. يخرج الله أقواما من النار قد احترقوا فيها فصاروا (حمما) (٩) ، (فتبثثهم) (١٠) بالعراء بين الجنة والنار ، ثم يرسل الله عليهم نهرا من الجنة يقال له الحياء فينبتون كما ينبت (الغثاء) (١١) في بطن المسيل ، ألا ترون أنه يبدأ فيكون

__________________

ـ حميد بن مالك بن خثيم. وكذلك جاء في تهذيب التهذيب ، ٣ / ٤٧ ، وذكر في هامش التاريخ الكبير أنّ الصواب هو خثّم وهو ممن رووا عن ابي هريرة ، وكان ثقة.

(١) في ٢٥٣ : الجيّانة.

(٢) ساقطة في ٢٥٣.

(٣) بداية [١٨] من ٢٥٣ ورقمها : ٥٤٤.

(٤) في ٢٥٣ : سعوا.

(٥) إضافة من ٢٥٣.

(٦) في الطبري ، ١٦ / ١٢٨ : سوقوا إليها وهم ظمء ، عطاش.

(٧) ساقطة في ٢٥٣.

(٨) نفس الملاحظة.

(٩) في ٢٥٣ : فحما.

(١٠) في ٢٥٣ : فينبنهم. وقد جاءت مضبوطة في ع بالشكل.

(١١) الغثاء : ما يجيء فوق السيل مما يحمله من الزبد والوسخ وغيره. انظر لسان العرب مادة : غثا.

٢٤٥

أبيض ، ثم يكون أصفر ، ثم يكون أخضر؟ قالوا : يا رسول الله كأنك قد رأيته ، قال : ثم يقومون فيدخلون الجنة ، فإذا رآهم أهل الجنة قالوا : هؤلاء عتقاء الرحمن ، فهم آخر [أهل](١) الجنة دخولا ، وأدناهم منزلة».

وحدثني درست عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم): (٢) «لا أزال أشفّع حتى أقول ربّ شفعني فيمن قال لا إله إلا الله ، فيقول يا محمد ، إنها ليست لك ولكنها لي».

[وحدثني عبد الرحمن بن يزيد عن سليم بن عامر الكلاعي عن عوف بن مالك الاشجعي قال : نزلنا مع رسول الله (...) (٣) قال : فرفعت رأسي من الليل فاذا أنا لا أرى في العسكر شيئا أطول من (موخره رحل)؟ (٤) قد لصق كل إنسان وبعير بالأرض. فقمت أتخلل الناس حتى دفعت إلى مضجع رسول الله ، فإذا هو ليس فيه ، فوضعت يدي على الفراش فإذا هو بارد. فخرجت أتخلل الناس وأقول : إنّا لله وإنّا اليه راجعون ، ذهب برسول الله ، حتى خرجت من العسكر ، فاذا أنا بسواد. فمضيت إليه فاذا معاذ بن جبل ورجل او رجلان وإذا بين أيدينا صوت كدوي الرحا وكصوت (القصباء) (٥) حين تصيبها الريح. فقال بعضنا لبعض : يا قوم اثبتوا حتى تصبحوا أو يأتيكم رسول الله. فلبثنا ما شاء الله ثم نادى (...) (٦) معاذ بن جبل ، وابو عبيدة بن الجراح ، وفلان ، وعوف بن مالك ، قلنا : نعم ، فاقبل إلينا فجئنا نمشي معه لا نسأله عن شيء ولا يخبرنا حتى قعد على فراشه فقال : أتدرون ما خيرني ربي الليلة؟ قلنا : الله ورسوله أعلم. قال : إنه خيّرني بين أن يدخل لي نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة ، فاخترت الشفاعة. قلنا يا رسول الله فادع الله أن يجعلنا من أهلها قال : إنها لكل مسلم ، إنها لكل مسلم]. (٧)

ابن لهيعة عن ابي الزبير عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) : «إن (٨) لكل نبي دعوة يدعو بها في أمته واستخبأت دعوتي شفاعة

__________________

(١) إضافة من ٢٥٣.

(٢) ساقطة في ٢٥٣.

(٣) كلمة غير مفهومة.

(٤) القصباء : جمع قصبة وقصباءة. وهو القصب النابت الكثير ، او هو منبت القصب. انظر لسان العرب ، مادة : قصب.

(٥) كلمة غير مفهومة.

(٦) إضافة من ٢٥٣.

(٧) ساقطة في ٢٥٣.

٢٤٦

لأمتي يوم (١) القيامة».

ابن لهيعة عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي نحوه.

همام عن قتادة عن أنس بن مالك عن النبي نحوه.

الربيع بن صبيح والحسن بن دينار عن الحسن عن النبي نحو ذلك.

وحدثني ابو الأشهب والحسن بن دينار عن الحسن قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (٢) : «خيّرت بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة ، فاخترت الشفاعة».

قوله : (وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً (٨٨) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا)(٣) (٨٩) لقد أتيتم شيئا إدّا.

عاصم بن حكيم ان مجاهدا قال : عظيما. (٤)

(قوله) (٥) : (تَكادُ (٦) السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ) (٩٠) [ينشققن منه]. (٧)

(وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا (٩٠) أَنْ دَعَوْا) (٩١) [بان دعوا]. (٨) (لِلرَّحْمنِ وَلَداً) (٩١)

سعيد عن قتادة قال : بلغنا ان كعبا قال : غضبت الملائكة وأسعرت جهنم حين قالوا ما قالوا. (٩)

قال : (وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً (٩٢) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي (١٠) الرَّحْمنِ عَبْداً) (٩٣).

ثم قال : (لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (٩٤) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً) (٩٥)

__________________

(١) بداية [١٩] من ٢٥٣ ورقمها : ٥٤٥.

(٢) ساقطة في ٢٥٣.

(٣) نفس الملاحظة.

(٤) تفسير مجاهد ، ١ / ٣٩١.

(٥) في ٢٥٣ : قال.

(٦) في ع : يكاد بالياء ، ولا وجه لها مع قوله بعدها : ينفطرن بالياء والنون. انظر ابن مجاهد ٤١٢ ـ ٤١٣. وفي ٢٥٣ : تكاد بالتاء ينفطرن بالياء والنون وهي قراءة عاصم في رواية ابي بكر وقراءة ابي عمرو. ابن مجاهد ، ٤١٢.

(٧) إضافة من ٢٥٣.

(٨) نفس الملاحظة.

(٩) أورد الطبري هذا الخبر لكعب عن ابن جريج عن مجاهد ، ١٦ / ١٣٠.

(١٠) في ٢٥٣ : آت.

٢٤٧

كقوله : (وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ)(١).

قوله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) (٩٦).

سعيد عن قتادة قال : في قلوب اهل الإيمان. (٢)

(و) (٣) قال قتادة : ذكر لنا أن كعبا كان يقول : إنما تأتي المحبة من السماء. قال : إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدا قذف حبه في قلوب الملائكة وقذفته الملائكة في قلوب الناس ، وإذا أبغض عبدا فمثل ذلك ، لا يملكه بعضهم لبعض. (٤).

حدثني خداش (عن) (٥) (ميمون بن عجلان) (٦) عن محمد بن عباد عن ثوبان مولى رسول الله قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (٧) : «إن العبد ليلتمس مرضاة الله ولا يزال بذلك فيقول الله لجبريل إن عبدي فلانا يلتمس أن يرضيني ، وإن رحمتي عليه ، قال فيقول جبريل رحمة الله على فلان ، (ويقوله) (٨) حملة العرش ، ويقوله (الذين حولهم حتى يقوله) (٩) أهل السماوات السبع ، ثم (يهبط) (١٠) [له](١١) إلى الأرض ، قال : فقال رسول الله (١٢) عند ذلك وهي الآية التي أنزل الله (تبارك وتعالى) (١٣) عليكم (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا).

وإن العبد ليلتمس سخط الله ولا يزال بذلك / حتى يقول الله لجبريل : إن عبدي فلانا يلتمس أن يسخطني ، وإن غضبي عليه. قال : فيقول جبريل : غضب الله على فلان. و (يقوله) (١٤) حملة العرش ، ويقوله الذين حولهم ، ويقوله أهل

__________________

(١) الأنعام ، ٩٤.

(٢) الطبري ، ١٦ / ١٣٣ مع إضافة : ذكر لنا ان هرم بن حيان كان يقول : ما أقبل عبد بقلبه الى الله الا أقبل الله بقلوب المؤمنين اليه حتى يرزقه مودتهم ورحمتهم.

(٣) ساقطة في ٢٥٣.

(٤) في طرة ع : ذكر اذا احب الله عبدا واذا ابغضه.

(٥) في ع : بن. والصحيح ما جاء في ٢٥٣.

(٦) ميمون بن عجلان : ذكره البخاري بإيجاز في التاريخ الكبير ، ٤ / ١ / ٣٤٣.

(٧) ساقطة في ٢٥٣.

(٨) في ٢٥٣ : تقوله.

(٩) ساقطة في ٢٥٣.

(١٠) في ٢٥٣ : تهبط.

(١١) إضافة من ٢٥٣.

(١٢) ساقطة في ٢٥٣.

(١٣) نفس الملاحظة.

(١٤) في ٢٥٣ : تقوله.

٢٤٨

السموات السبع حتى (يهبط به) (١) إلى الأرض.

وحدثني مندل بن علي (٢) عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم): (٣) «إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال إني أحب فلانا فأحبه ، قال فينادي جبريل في أهل السّماء إن الله يحب فلانا فأحبوه ، قال ثم يضع له القبول في الأرض». يقول : المودة. قال سهيل : و (احسبه) (٤) ذكر البغض مثل ذلك.

وقال السدي : (سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) يعني محبّة ، يحبهم ويحببهم إلى أوليائه.

قوله : (فَإِنَّما يَسَّرْناهُ) (٩٧) [يعني القرآن.

(بِلِسانِكَ) (٩٧) يا محمد. وهو تفسير السدي وغيره]. (٥)

قال الحسن : لولا أن الله يسره بلسان محمد ما كانوا ليقرءوه ولا ليفهموه.

قوله : (لِتُبَشِّرَ بِهِ) (٩٧) بالقرآن.

(الْمُتَّقِينَ) (٩٧) بالجنة.

(وَتُنْذِرَ بِهِ) (٩٧) بالقرآن النار.

(قَوْماً لُدًّا) (٩٧)

سعيد عن قتادة قال : [اي](٦) جدلاء بالباطل (و) (٧) ذوي لدد وخصومة.

قال يحيى : يعني قريشا (و) (٨) كقوله : (إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) الى قوله : (بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ)(٩).

__________________

(١) في ٢٥٣ : تهبط له.

(٢) بداية [٢٠] من ٢٥٣ ورقمها : ٥٤٦.

(٣) ساقطة في ٢٥٣.

(٤) في ٢٥٣ : حسبته.

(٥) إضافة من ٢٥٣. جاء في الطبري ، ١٦ / ١٣٣ : يقول تعالى ذكره : فانما يسرنا يا محمد هذا القرآن بلسانك تقرؤه.

(٦) إضافة من ٢٥٣.

(٧) ساقطة في ٢٥٣.

(٨) نفس الملاحظة.

(٩) الزخرف ، ٥٧ ـ ٥٨.

٢٤٩

وقال مجاهد : (لُدًّا ،) لا يستقيمون. (١)

قوله : (وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ) (٩٨) قبل قومك يا محمد.

(مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ) (٩٨)

قال قتادة والسدي : هل ترى من عين. (٢)

(أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً) (٩٨)

قال قتادة : اي هل تسمع لهم من صوت وهو على الاستفهام. أي أنك لا ترى منهم أحدا ولا تسمع لهم صوتا.

__________________

(١) تفسير مجاهد ، ١ / ٣٠١.

(٢) في الطبري ، ١٦ / ١٣٥ : هل تسمع من صوت او ترى من عين.

٢٥٠

سورة طه

تفسير سورة طه وهي مكّيّة كلّها

بسم الله الرّحمن الرّحيم

قوله : (طه)(*) (١)

حدثنا الحسن بن دينار عن الحسن قال : (طه (١)) : يا رجل.

[سعيد عن قتادة قال : (طه) : يا رجل]. (١)

قرة بن خالد عن الضحاك بن مزاحم قل : (طه) يا رجل. قال : وهي بالنبطية (٢) ثم قال الضحاك : ايطه ايطه.

قوله : (ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى) (٢) (يقول : يا رجل (ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى (٢))) (٣).

اخبرني عاصم بن حكيم أن مجاهدا قال : لتشقى في الصلاة كقوله : (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ)(٤) ، وكانوا يعلّقون الحبال بصدورهم في الصلاة. (٥)

[و](٦) حدثني خداش عن حميد الطويل عن أنس بن مالك أن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (٧) رأى حبلا ممدودا بين ساريتين في المسجد فقال : «ما هذا الحبل فقالوا فلانة (ابنة فلان) (٨) تصلّي فاذا غلبت تعلقت به فقال لتصل ما

__________________

(*) القطع المعتمدة في تحقيق سورة طه ، الام : ع. قطع المقارنة : القيروان : ٢٥٣ ، ١٦٩ ، ١٦٧ ، ١٥٣.

(١) الطبري ، ١٦ / ١٣٦ مع إضافة : وهي بالسريانية.

(٢) الطبري ، ١٦ / ١٣٦.

(٣) ساقطة في ٢٥٣.

(٤) المزّمّل ، ٢٠.

(٥) تفسير مجاهد ، ١ / ٣٩٣.

(٦) إضافة من ٢٥٣.

(٧) ساقطة في ٢٥٣.

(٨) ساقطة في ٢٥٣.

٢٥١

عقلت فاذا غلبت فلتنم».

[الحسن بن دينار عن الحسن قال : قال رسول الله : «ليصلّ أحدكم من الليل ما عقل صلاته ، فاذا استعجم عليه القرآن فلينم»]. (١)

وكان الحسن يقول : إن المشركين قالوا للنبي إنه شقي ، فأنزل الله (تبارك وتعالى) (٢) هذه الآية.

قوله : (إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى) (٣) يقول : وإنما أنزله الله (تبارك وتعالى) (٣) تذكرة لمن يخشى الله ، وأما الكافر فلم يقبل التذكرة.

قوله : (تَنْزِيلاً) (٤) أنزله الله [تنزيلا]. (٤)

قال : (مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى) (٤) يعني نفسه.

(الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) (٥)

حدثني أبو أمية عن الحسن قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (٥) : «بين هذه السماء وبين التي فوقها مسيرة خمس مائة سنة ، وغلظها مسيرة خمس مائة سنة ، وبين السماء الثانية وبين السماء الثالثة مسيرة خمس مائة سنة ، وغلظها مسيرة خمس مائة سنة ، حتى عدّ سبع سماوات هكذا ، قال وبين السماء السابعة وبين العرش كما بين (سماءين) (٦) ، وغلظ هذه الأرض مسيرة خمس مائة سنة وبينها وبين [الأرض](٧) الّتي تحتها مسيرة خمس مائة سنة ، وغلظها مسيرة خمس مائة سنة ، حتى عد سبع أرضين هكذا».

وحدثني إبراهيم بن محمد عن محمد بن المنكدر قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (٨) : «أذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش ، رجلاه في الأرض السّفلى ، وعلى قرنه (العرش) (٩) ، وبين شحمة أذنه إلى عاتقه خفقان الطير

__________________

(١) إضافة من ٢٥٣.

(٢) ساقطة في ٢٥٣.

(٣) نفس الملاحظة.

(٤) إضافة من ٢٥٣. بداية [١] من ٢٥٣ ورقمها : ٥٤٧.

(٥) ساقطة في ٢٥٣.

(٦) في ٢٥٣ : سمايين.

(٧) إضافة من ٢٥٣.

(٨) ساقطة في ٢٥٣.

(٩) في ابن محكّم ، ٣ / ٣٣ : الأرض.

٢٥٢

مسيرة سبع مائة سنة يقول سبحانك حيث كنت».

قال يحيى : بلغني ان اسمه زروفيل.

قوله : (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما (١) وَما تَحْتَ الثَّرى) (٦)

الحسن بن دينار عن أبي رجاء العطاردي قال : (الثرى ، الذي تحت الماء ، الذي يستقر عليه الماء) (٢) فهو يعلم ما تحت ذلك الثرى الذي مستقر الماء عليه.

سعيد عن قتادة قال : الثرى كل شيء مبتل. (٣)

قوله : (وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى) (٧)

سعيد عن قتادة قال : السّرّ ما حدّثت به نفسك ، وأخفى منه ما هو كائن مما لم تحدّث به نفسك. (٤)

الحسن بن دينار عن قتادة قال : السّرّ ما أخفيت في نفسك ، وأخفى منه ما علم الله (تبارك وتعالى) (٥) أنك عامل.

قوله : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) (٨)

الحسن بن دينار عن محمد بن سيرين عن ابي هريرة قال : إن لله تسعة وتسعين اسما ، مائة غير واحد ، من أحصاها دخل الجنة.

خداش عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي مثل ذلك.

قوله : (وَهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى) (٩) أي قد أتاك (حديث موسى). (٦) وقال السدي : / يقول : قد أتاك حديث موسى.

(إِذْ رَأى ناراً) (١٠) [اي](٧) عند نفسه ، وإنما كانت نورا.

(فَقالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً) (١٠) يعني أنّي رأيت نورا. وهو تفسير السدي.

__________________

(١) ساقطة في ٢٥٣.

(٢) في ابن محكّم ، ٣ / ٣٤ : إن الماء الذي تحت الأرض مستقر على الثرى.

(٣) الطبري ، ١٦ / ١٣٩.

(٤) الطبري ، ١٦ / ١٤٠.

(٥) ساقطة في ٢٥٣.

(٦) ساقطة في ٢٥٣.

(٧) إضافة من ٢٥٣.

٢٥٣

(لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ) (١٠) وقال في آية أخرى : (سَآتِيكُمْ (١) مِنْها بِخَبَرٍ)(٢) أو (آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) لكي تصطلوا ، وكان شاتيا. وقال في هذه : (لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً) (١٠) هداية يهدونه الطريق في تفسير سعيد عن قتادة.

وقال السدي (٣) : مرشدا للطريق.

[و](٤) قال الحسن : وكان على غير (الطريق) (٥) ، كان يمشي متوكلا على ربّه متوجها بغير علم.

قوله : (فَلَمَّا أَتاها) (١١) (يعني) (٦) : أتى النار التي ظنّ أنها نار.

(نُودِيَ يا مُوسى (١١) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ) (١٢)

سعيد عن قتادة قال : كانتا من جلد حمار ميت. فخلعهما ثم أتى. (٧)

قوله : (إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً) (١٢) والمقدس : المبارك.

سعيد عن قتادة قال : قدس مرتين ، اي بورك مرتين ، واسمه طوى. (٨)

[الفرات بن سلمان عن عبد الكريم الجزري عن عكرمة قال : (طُوىً) يعني إيطأ الوادي]. (٩)

وقال الحسن : طوي بالبركة مرتين. (١٠)

قوله : (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ) (١٣) أي لرسالتي ولكلامي.

(فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى) (١٣) اليك.

__________________

(١) في ع : لَعَلِّي آتِيكُمْ وهي من الاية ٢٩ ، القصص. والاية المقصودة هنا هي الاية : ٧ من سورة النّمل. انظر بقيتها فيما سيأتي من النص.

(٢) النّمل ، ٧.

(٣) هنا توقفت المقارنة مع ٢٥٣ وبدأت مع ١٦٩ ، [١] ورقمها : ٥٤٨.

(٤) إضافة من ١٦٩.

(٥) ساقطة في ١٦٩.

(٦) ساقطة في ١٦٩.

(٧) الطبري ، ١٦ / ١٤٤ ، وليس فيه عبارة : ميت.

(٨) الطبري ، ١٦ / ١٤٥ ، وليس فيه : اي بورك مرّتين.

(٩) إضافة من ١٦٩. ذكره الطبري ، ١٦ / ١٤٦ عن عكرمة برواية جعفر بن برقان ورواية يزيد عنه. وهو تفسير مروي عن ابن عباس.

(١٠) الطبري ، ١٦ / ١٤٦.

٢٥٤

(إِنَّنِي (١) أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) (١٤)

همام عن قتادة عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) : (٢)

«من نسي صلاة (فليصلّها) (٣) إذا ذكرها لا كفارة لها إلّا ذلك».

قال : (سمعت) (٤) قتادة بعد ذلك يقول : لان الله يقول : [(وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي)]. (٥)

سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم): (٦) «من نسي صلاة أو نام عنها (فليصلّها) (٧) إذا ذكرها».

قال قتادة : لان الله يقول : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي).

سعيد عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (٨) : «من نسي (الصلاة) (٩) أو نام عنها (فليصلّها) (١٠) إذا ذكرها» (١١).

قال قتادة : لأن الله يقول : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي).

وتفسير ابن مجاهد عن أبيه : إذا صلى العبد ذكر الله. (١٢)

قوله : (إِنَّ السَّاعَةَ) (١٥) يعني القيامة.

(آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها) (١٥)

حدثني أشعث عن عطاء بن السائب عن عكرمة عن ابن عباس قال : (أَكادُ أُخْفِيها) من نفسي. (١٣)

__________________

(١) في ع : اني.

(٢) ساقطة في ١٦٩.

(٣) في ع : فليصليها.

(٤) في ١٦٩ : فسمعت.

(٥) إضافة من ١٦٩. طه ، ١٤.

(٦) ساقطة في ١٦٩.

(٧) في ع : فليصليها.

(٨) ساقطة في ١٦٩.

(٩) في ١٦٩ : صلاة.

(١٠) في ع : فليصليها.

(١١) الطبري ، ١٦ / ١٤٨ والحديث عن أبي هريرة مرفوعا.

(١٢) تفسير مجاهد ، ١ / ٣٩٤.

(١٣) السند في الطبري ، ١٦ / ١٤٩ : جرير عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.

٢٥٥

سعيد عن قتادة قال : هي في قراءة أبيّ بن كعب : [أكاد](١) أخفيها من نفسي (٢).

وحدثنا سعيد عن قتادة قال : قضى الله (تبارك وتعالى) (٣) ألّا تأتيكم الساعة إلّا بغتة.

قوله : (لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى) (١٥) إنما تجيء الساعة (لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى) بما تعمل.

قوله : (فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها) (١٦) عن الإيمان [بها](٤) ، بالساعة.

(مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها وَاتَّبَعَ هَواهُ) (١٦) يعني شهوته. تفسير السدي.

(فَتَرْدى) (١٦) في النار. والتردي التباعد من الله.

وقال السّدّي : (فَتَرْدى) يقول : فتهلك.

قوله : (وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى) (١٧) يسأله عن العصا التي في يده اليمنى وهو أعلم بها.

(قالَ) (١٨) موسى.

(هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي) (١٨)

قال قتادة : كان يهش بها على غنمه ورق الشجر ، أي يخبط بها ورق الشجر (لغنمه). (٥)

(وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى) (١٨)

سعيد عن قتادة قال : المآرب ، الحوائج. (٦)

قال يحيى : بلغني أن من تلك الحوائج الأخرى أنه كان يستظل بها. (٧)

قال : (أَلْقِها يا مُوسى (١٩) فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى) (٢٠) أي تزحف على بطنها بسرعة.

__________________

(١) إضافة من ١٦٩.

(٢) في الطبري ، ١٦ / ١٤٩ : وهي في بعض القراءة : اخفيها من نفسي.

(٣) ساقطة في ١٦٩.

(٤) إضافة من ١٦٩.

(٥) في ١٦٩ : على غنمه. في الطبري ، ١٦ / ١٥٤ : أخبط ، وفيه ايضا : كان نبي الله موسى صلى‌الله‌عليه‌وسلم يهش على غنمه ورق الشجر.

(٦) الطبري ، ١٦ / ١٥٥.

(٧) بداية [٢] من ١٦٩ ورقمها : ٥٤٩.

٢٥٦

سعيد عن قتادة قال : فإذا هي حية أشعر ذكر.

قوله : (قالَ خُذْها وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى) (٢١)

سعيد عن قتادة وابن مجاهد عن أبيه (قالا) (١) [اي](٢) (على) (٣) هيئتها الأولى : (٤) عصا.

قوله : (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ) (٢٢)

عاصم بن حكيم أنّ مجاهدا قال : أمره أن يدخل (يده) (٥) تحت عضده.

قوله : (تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) (٢٢)

سعيد عن قتادة ، وهو تفسير السدي ، قالا : من غير برص. (٦)

قرة بن خالد عن الحسن قال : أخرجها والله كأنها مصباح ، فعلم موسى أن قد لقي ربه. (٧)

قوله : (آيَةً أُخْرى) (٢٢) اليد بعد العصا.

قوله : (لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى) (٢٣) العصا واليد. وهو قوله :

(فَأَراهُ الْآيَةَ الْكُبْرى) (٢٠) (٨) (اليد والعصا) (٩) وهو قوله : (وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها)(١٠) كانت اليد أكبر من العصا.

قوله : (اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى) (٢٤) (يعني) (١١) [انه](١٢) كفر.

وقال السدي : [إنه](١٣) عصى الله. وهو واحد.

(قالَ) (٢٥) موسى.

(رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي) (٢٥) [اي وسّع لي صدري. وهو تفسير السدي](١٤). دعا ان يشرح (له) (١٥) صدره بالإيمان.

__________________

(١) في ع : قال.

(٢) إضافة من ١٦٩.

(٣) ساقطة في ١٦٩.

(٤) الطبري ، ١٦ / ١٥٧ ؛ تفسير مجاهد ، ١ / ٣٩٥.

(٥) في ١٦٩ : كفه.

(٦) الطبري ، ١٦ / ١٥٨.

(٧) في الطبري ، ١٦ / ١٥٨ : أخرجها الله من غير سوء ، من غير برص ، فعلم موسى انه لقي ربه.

(٨) النازعات ، ٢٠.

(٩) في ١٦٩ : العصا واليد.

(١٠) الزخرف ، ٤٨.

(١١) ساقطة في ١٦٩.

(١٢) إضافة من ١٦٩.

(١٣) نفس الملاحظة.

(١٤) نفس الملاحظة.

(١٥) ساقطة في ١٦٩.

٢٥٧

(وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (٢٦) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي (٢٧) يَفْقَهُوا قَوْلِي (٢٨)) ففعل الله (تبارك وتعالى) (١) ذلك به. وكانت العقدة التي (كانت) (٢) في لسانه أنه تناول لحية فرعون وهو صغير ، فهمّ (فرعون) (٣) بقتله وقال : هذا عدوّ لي. فقالت له امرأته : إن هذا صغير لا يعقل ، فإن أردت أن تعلم ذلك فادع بتمرة وجمرة فاعرضهما عليه. فأتى بتمرة وجمرة فعرضهما عليه فتناول الجمرة فألقاها في فيه ، فمنها كانت العقدة التي في لسانه.

عاصم بن حكيم أن مجاهدا قال : لما تناول لحية فرعون ، قال فرعون : هذا عدوّ لي. وإنما قالت له ذلك تردّ عن موسى عقوبته. (٤) /

قوله : (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي) (٢٩) أي عوينا. وهو تفسير السّدّي.

(هارُونَ أَخِي) (٣٠)

(اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي) (٣١) يعني عوني. تفسير السدي.

وقال الحسن : قوّتي.

وقال بعضهم : ظهري. (٥)

(وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) (٣٢)

وكان الحسن يقرأها بالرفع.

وهي تقرأ أيضا بالنصب. (٦)

(وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) (٣٢) دعاء من موسى لربه أن يشركه في أمره.

قوله : (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً) (٣٣)

قال الحسن : يعني الصلاة ، أي نصلّي لك كثيرا.

__________________

(١) نفس الملاحظة.

(٢) نفس الملاحظة.

(٣) نفس الملاحظة.

(٤) في تفسير مجاهد ، ١ / ٣٩٦ (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي) قال عجمة لجمرة نار أدخلها في فيه عن أمر امرأة فرعون تدرأ عنه عقوبة فرعون ، حين أخذ موسى بلحية فرعون وهو صغير لا يعقل. فقال فرعون : هذا عدوّ لي ، فقالت امرأته : انه لا يعقل.

(٥) ذكر الطبري ، ١٦ / ١٦٠ هذا المعنى عن ابن عباس.

(٦) قرأ ابن عامر : وأشركه بضمّ الالف وفتّح الباقون. ابن مجاهد ، ٤١٨.

٢٥٨

(وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً (٣٤) إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً (٣٥) قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى) (٣٦) (١) فاستجاب الله تبارك وتعالى (٢) له.

قوله : (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرى) (٣٧) فذكّره النعمة الأولى يعني قوله :

(إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى) (٣٨) ، شيء قذف في قلبها ، ألهمته ، وليس بوحي نبوة.

(أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ) (٣٩) أي اجعليه في التّابوت.

(فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِ) (٣٩) أي فألقيه في البحر ، فألقي التابوت في البحر.

(فَلْيُلْقِهِ الْيَمُ) ٣٩) (٣) البحر.

(بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ) (٣٩) يعني فرعون.

قوله : (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي) (٣٩)

سعيد عن قتادة قال : ألقى الله عليه محبة منه فأحبّوه حين رأوه.

قوله : (وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي) (٣٩)

سعيد عن قتادة قال : يقول : ولتغذّى على عيني (٤) ، أي بعيني.

قوله : (إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ) (٤٠) على من يضمّه.

قال الكلبي : فقالوا : نعم. فجاءت بأمّه ، فقبل ثديها. وقال في سورة طسم القصص :

(وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ)(٥) فكان كلّما جيء به إلى امرأة لم يقبل ثديها.

(فَقالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ (١٢) فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ)(٦).

[و](٧) قال في هذه الآية :

(فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ) (٤٠) (عينها. ولا تحزن) (٨).

(وَقَتَلْتَ نَفْساً) (٤٠) يعني القبطي الذي كان قتله خطأ ، ولم يكن يحل له

__________________

(١) هنا توقفت المقارنة مع ١٦٩.

(٢) بداية المقارنة مع ورقة مصورة مفقودة في قطع القيروان ، وهي تابعة ل : ١٦٩ ، بها تمزيقات بالجانب الأيمن.

(٣) في ع : فألقاه.

(٤) في الطبري ، ١٦ / ١٦٢ : معمر عن قتادة ... قال : هو غذاؤه ، ولتغذى على عيني.

(٥) القصص ، ١٢. ١٣.

(٦) إضافة من المصورة.

(٧) هكذا جاء في النسخ جميعا والعبارة ساقطة في المصورة.

٢٥٩

ضربه ولا قتله.

(فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِ) (٤٠)

قال الحسن وقتادة : من النفس التي قتلت. (١)

(و) (٢) قال الحسن : من الخوف ، فلم يصل إليك القوم ، وغفرنا لك ذلك الذنب.

(وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً) (٤٠)

سعيد عن قتادة قال : ابتليناك ابتلاء.

وقال الكلبي : هو البلاء في أثر البلاء.

وقال السدي : (وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً) يعني ابتليناك ابتلاء على أثر (ابتلاء). (٣)

قوله : (فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ) (٤٠) عشرين سنة ، أقام عشرا ثم آخر الأجلين ، ثم أقام بعد ذلك عشرا.

(ثُمَّ جِئْتَ عَلى قَدَرٍ يا مُوسى) (٤٠) يعني : على موعد يا موسى في تفسير مجاهد (٤).

قوله : (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي) (٤١) قال : (و) (٥) اخترتك لنفسي ولرسالتي. والاختيار و (الاجتباء) (٦) والاصطفاء واحد.

قوله : (اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآياتِي وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي) (٤٢)

المعلى عن ابي يحيى عن مجاهد قال : ولا تضعفا في ذكري. (٧)

قال الحسن : في الدعاء إليّ والتبليغ عني رسالتي.

قال : (اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى) (٤٣) [إنه](٨) كفر.

(فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً) (٤٤)

سمعت بعض الكوفيين يقول : كنّياه. (٩)

__________________

(١) في الطبري ، ١٦ / ١٦٤ : سعيد عن قتادة.

(٢) ساقطة في المصورة.

(٣) في ع : البلا.

(٤) تفسير مجاهد ، ١ / ٣٩٦.

(٥) ساقطة في المصورة.

(٦) في ع : الاختبار ، وهو لا يناسب السياق.

(٧) تفسير مجاهد ، ١ / ٣٩٧.

(٨) إضافة من المصورة.

(٩) روى الطبري ، ١٦ / ١٦٩ هذا المعنى عن السدي.

٢٦٠