تفسير يحيى بن سلّام - ج ١

التيمي البصري القيرواني

تفسير يحيى بن سلّام - ج ١

المؤلف:

التيمي البصري القيرواني


المحقق: الدكتورة هند الشلبي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 978-2-7451-4440-5
الصفحات: ٤٩٦
الجزء ١ الجزء ٢

بلغني أنهما لم (يفترقا) (١) حتى بعث الله طيرا فطار إلى المشرق ، ثم طار إلى المغرب ، ثم طار نحو السماء ، ثم هبط إلى البحر فتناول من ماء البحر بمنقاره وهما ينظران. فقال الخضر لموسى : أتعلم ما يقول هذا الطير؟ يقول : ورب المشرق ، ورب المغرب ، ورب السماء السابعة ، ورب الأرض السابعة ما علمك يا خضر وعلم موسى في علم الله إلا قدر هذا الماء الذي تناولته من البحر في البحر.

قوله : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ) (٨٣)

سعيد عن قتادة قال : سألت اليهود نبي الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (٢) عن ذي القرنين فأنزل الله :

(قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً) (٨٣) يعني خبرا. وهو تفسير السدي.

(إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً) (٨٤) بلاغا بحاجته في تفسير الحسن.

وقال السدي : علما.

وفي تفسير قتادة : علما (٣) يعني علمه الذي أعطي.

بلغنا انه ملك مشارق الأرض ومغاربها.

(فَأَتْبَعَ سَبَباً) (٨٥) طرق الأرض ومعالمها بحاجته في تفسير الحسن.

وقال المعلى بن هلال عن أبي يحيى عن مجاهد : طرق الأرض ومنازلها. (٤)

[وقال السدي : علما يعني علم منازل الأرض والطرق]. (٥)

وقال قتادة : منازل الأرض ومعالمها. (٦)

(حَتَّى إِذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) (٨٦)

وهي تقرأ على وجهين : حمئة وحامية.

__________________

(١) في ٢٥٣ : يتفرقا.

(٢) ساقطة في ٢٥٣.

(٣) الطبري ، ١٦ / ٩.

(٤) في تفسير مجاهد ، ١ / ٣٨٠ : يعني منزلا وطرقا بين المشرق والمغرب.

(٥) إضافة من ٢٥٣.

(٦) الطبري ، ١٦ / ١٠.

٢٠١

حدثني المعلى عن محمد بن عبيد الله عن ابن ابي مليكة قال : مارى ابن عباس عمرو بن العاصي في (عَيْنٍ حَمِئَةٍ) فقال ابن عباس : (حَمِئَةٍ) وقال عمرو : «عين حامية» فجعلا بينهما كعب الحبر فقال كعب : نجدها في التوراة : تغرب في ماء وطين كما قال ابن عباس.

قال (١) يحيى : يعني بالحمأة الطين المنتن.

ومن قرأها حامية يقول : حارة. (٢) /

قال : (وَوَجَدَ عِنْدَها قَوْماً قُلْنا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ) (٨٦)

قال الحسن يعني القتل. وذلك حكم الله فيمن أظهر الشرك إلا من حكم عليه بالجزية من اهل الكتاب إذا لم يسلم وأقر بالجزية ، ومن تقبل منه الجزية اليوم.

(وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً) (٨٦) [يعني العفو. تفسير السدي]. (٣)

قال : فحكموه فحكم بينهم ، فوافق حكمه حكم الله.

(قالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ) (٨٧) يعني من الشرك.

(فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ) (٨٧) يعني القتل. (٤)

(ثُمَّ يُرَدُّ إِلى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذاباً نُكْراً) (٨٧) عظيما في الآخرة.

(وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى) (٨٨)

سفيان عن ابن ابي نجيح عن مجاهد قال : (فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى) قال : هي لا إله إلا الله ، اي الحسنى هي لا إله إلا الله.

سفيان عن ابي هاشم صاحب الرمان عن مجاهد قال : الجنّة.

[وقال السدي : (فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى) يعني العفو]. (٥)

(وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنا) (٨٨) ما صحبناه في الدنيا وصحبنا.

__________________

(١) بداية [٢] من ٢٣٥ ورقمها : ٥٢١.

(٢) قرأ ابن كثير ونافع وابو عمرو وعاصم في رواية حفص : حمئة. وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم في رواية ابي بكر : حامية. ابن مجاهد ، ٣٩٨.

(٣) إضافة من ٢٥٣. ابن ابي زمنين ، ورقة : ١٩٩.

(٤) في الطبري ، ١٦ / ١٢ جاء هذا المعنى عن معمر عن قتادة.

(٥) إضافة من ٢٥٣. ابن ابي زمنين ، ورقة : ١٩٩.

٢٠٢

(يُسْراً) (٨٨) (يعني العارف). (١)

وقال ابن مجاهد عن أبيه : (مِنْ أَمْرِنا يُسْراً) معروفا (٢) وهو واحد.

قال : (ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً) (٨٩) طرق الأرض ومعالمها لحاجته على ما وصفت من تفسيرهم فيها.

(حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِها سِتْراً) (٩٠)

سعيد عن قتادة قال : ذكر لنا انهم كانوا في مكان لا يستقر عليهم البناء وانهم يكونون في أسراب لهم حتى إذا زالت عنهم الشمس خرجوا في معائشهم وحروثهم. (٣)

وقال الحسن : إذا طلعت الشمس انسربوا في البحر فكانوا (فيه) (٤) حتى تغيب الشمس ، فإذا غابت الشمس خرجوا فتسوقوا وتبايعوا في أسواقهم وقضوا حوائجهم بالليل. (٥)

قال : (كَذلِكَ وَقَدْ أَحَطْنا بِما لَدَيْهِ خُبْراً) (٩١) اي هكذا كان ما (قص) (٦) من أمر ذي القرنين.

(ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً) (٩٢) طرق الأرض ومعالمها لحاجته في تفسير الحسن.

(حَتَّى إِذا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ) (٩٣)

سعيد عن قتادة قال : جبلان ، (٧) [يعني بين الجبلين]. (٨)

قال : (وَجَدَ مِنْ دُونِهِما قَوْماً لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً) (٩٣) كلام غيرهم.

وهي تقرأ على وجه آخر : لا يكادون يفقهون (٩) قولا لا يفقه أحد كلامهم.

__________________

(١) في ابن ابي زمنين ، ورقة : ١٩٩ : اي معروفا. وفي ابن محكّم ، ٢ / ٤٧٦ : يعني المعارف.

(٢) تفسير مجاهد ، ١ / ٣٨١.

(٣) الطبري ، ١٦ / ١٤.

(٤) في ع : فيها.

(٥) في الطبري ، ١٦ / ١٤ : عن الحسن قال : كانت أرضا لا تحتمل البناء ، وكانوا اذا طلعت عليهم الشمس تغوروا في الماء ، فإذا غربت خرجوا يتراعون كما ترعى البهائم. قال : ثم قال الحسن : هذا حديث سمرة.

(٦) في ٢٥٣ : اقص. وفي ابن ابي زمنين ، ورقة : ١٩٩ : قص.

(٧) الطبري ، ١٦ / ١٦.

(٨) إضافة من ٢٥٣.

(٩) قرأ ابن كثير ونافع وابو عمرو وعاصم وابن عامر : يَفْقَهُونَ بفتح الياء. وقرأ حمزة والكسائي : يفقهون بضم الياء.

٢٠٣

(قالُوا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ) (٩٤) يعني قاتلين الناس في الأرض. تفسير السدي. يعني أرض العرب ، أرض الإسلام.

(فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً) (٩٤)

قال قتادة : جعلا. (١)

(عَلى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا) (٩٤)

(قالَ ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ) (٩٥) من جعلكم. (٢)

(فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ) [يعني عددا من الرجال في تفسير السدي]. (٣)

(أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً (٩٥) آتونى) (٩٦) أعطوني.

(زُبَرَ الْحَدِيدِ) (٩٦) قطع الحديد.

المعلى عن ابي يحيى عن مجاهد قال : قطع الحديد. (٤)

(حَتَّى إِذا جَعَلَهُ ناراً) (٩٦) يعني أحماه بالنار.

قال (آتُونِي) (٩٦) أعطوني.

(أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً) (٩٦) فيها تقديم. أعطوني قطرا أفرغ عليه. والقطر : النحاس. فجعل أساسه الحديد وجعل ملاطه (٥) النحاس ليلزمه. تفسير قتادة. (٦)

سعيد عن قتادة قال : ذكر لنا ان رجلا قال : يا رسول الله قد رأيت سد يأجوج وماجوج قال : انعته لي. (فقال) (٧) : هو كالبرد المحبر ، طريقة سوداء وطريقة حمراء. قال : قد رأيته. (٨)

قال : (فَمَا (اسْطاعُوا (٩) أَنْ يَظْهَرُوهُ) (٩٧) (من فوقه (او) (١٠) يظهروا عليه). (١١)

__________________

(١) في الطبري ، ١٦ / ٢٢ عن معمر عن قتادة : اجرا.

(٢) بداية [٣] من ٢٥٣ ورقمها : ٥٢٢.

(٣) إضافة من ٢٥٣.

(٤) الطبري ، ١٦ / ٢٤.

(٥) في طرة ع : الملاط هو الطين الذي يجعل بين آسف البناء. والساف في البناء كل صف من اللبن. واهل الحجاز يسمونه المدكاك. انظر لسان العرب ، مادة : ملط.

(٦) الطبري ، ١٦ / ٢٦.

(٧) في ٢٥٣ : قال.

(٨) الطبري ، ١٦ / ٢٣.

(٩) في ٢٥٣ : استطاعوا.

(١٠) في ٢٥٣ : ان.

(١١) في ابن ابي زمنين ، ورقة : ١٩٩ : أي يظهروا عليه من فوقه.

٢٠٤

(وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ (نَقْباً) (٩٧) (١) من أسفله وهذا تفسير قتادة. (٢)

[وقال السدي : (أَنْ يَظْهَرُوهُ) يعني يرتقوه فيعلوه]. (٣)

سعيد عن قتادة عن ابي رافع عن أبي هريرة انّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (٤) قال : «ان ياجوج ومأجوج (يخرقونه) (٥) كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم : ارجعوا فستحفرونه غدا. فيعيده الله كأشد ما كان. حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس حفروا ، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم : ارجعوا فستحفرونه إن شاء الله غدا ، فيعودون اليه وهو كهيئته حين تركوه ، فيخرقونه ، فيخرجون على الناس فينشفون المياه ويتحصن الناس منهم في حصونهم ، فيرمون سهامهم إلى السماء فترجع فيها كهيئة الدماء فيقولون : قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء ، فيبعث الله عليهم نغفا (٦) في أقفائهم فيقتلهم بها. فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (٧) : «والذي نفسي بيده إن دواب الأرض لتسمن و (تشكر) (٨) من لحومهم (شكرا)».

(قالَ هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي) (٩٨) يعني خروجهم.

(جَعَلَهُ دَكًّا) (٩٨)

سعيد عن قتادة قال : يعني الجبلين (٩) اي (يعفر) (١٠) بعضه على بعض.

قال يحيى : يعني السد. وهي تقرأ على وجه آخر : دكّاء ممدودة (١١) اي أرض مستوية.

__________________

(١) في ٢٥٣ نفبا ، بالفاء.

(٢) الطبري ، ١٦ / ٢٦ والخبر عن سعيد عن قتادة.

(٣) إضافة من ٢٥٣.

(٤) ساقطة في ٢٥٣.

(٥) في الطبري ، ١٦ / ٢١ : يحفرون.

(٦) النغف : الدود الذي يكون في أنوف الإبل والغنم. لسان العرب ، مادة : نغف.

(٧) ساقطة في ٢٥٣.

(٨) في ٢٥٣ : تسكر ... سكرا بالسين. في طرة ع. قوله : تشكر من لحومهم اي تمتلىء ومنه قيل شاة شكراء اذا امتلأ ضرعها لبنا وشكرت ، تشكر شكرا. وبعضهم يتوهم : ان تسكر سكرا. والرواية بالشين معجمة. انظر لسان العرب ، مادة : شكر. الطبري ، ١٦ / ٢١.

(٩) في الطبري ، ١٦ / ٢٧ : قال : لا ادري الجبلين يعني به او ما بينهما.

(١٠) في ٢٥٣ : نعفر.

(١١) قرأ بن كثير ونافع وابو عمرو وابن عامر : دكّا منونا غير مهموز ولا ممدود ، وقرأ حمزة والكسائي : دكّاء ممدودا مهموزا بلا تنوين ، وهبيرة عن حفص عن عاصم : دكا منونا غير ممدود. وقال غير هبيرة عن حفص عن عاصم دكاء ممدودا. ابن مجاهد ، ٤٠٢.

٢٠٥

(وَكانَ وَعْدُ (١) رَبِّي حَقًّا) (٩٨)

ابن لهيعة عن عبد الرحمن بن زياد عن سعد بن مسعود عن رجلين حدثا ان عقبة ابن عامر الجهني حدثهما قال : كان يومي الذي كنت أخدم فيه النبي ، فخرجت من عنده فإذا أنا برجال من أهل الكتاب معهم مصاحف أو كتب فقالوا : استأذن لنا على رسول الله. فانصرفت إليه فأخبرته بمكانهم ، فقال : مالي ولهم (يسألونني) (٢) عما لا أدري؟ إنما أنا عبد لا أعلم إلا ما علّمني الله. ثم قال. أبلغني وضوءا فأتيته بوضوء فتوضأ ثم قام إلى المسجد في بيته / فركع ركعتين فما انصرف حتى بدا لي السرور في وجهه ثم انصرف فقال : أدخلهم ومن وجدت بالباب من أصحابي. فأدخلتهم ، فلما وقفوا عليه قال : إن شئتم أخبرتكم بما أردتم أن تسألوني عنه قبل ان تتكلموا ، وإن شئتم سألتم وأخبرتكم. قالوا : بل أخبرنا بما جئنا له قبل أن نتكلم. قال : جئتم تسألوني (هكذا) عن ذي القرنين ، وسوف أخبركم كما تجدونه في كتبكم مكتوبا. ان أول أمره أنه كان غلاما من الروم وأعطي ملكا ، فسار حتى أتى أرض مصر فبنى عندها مدينة يقال لها : الاسكندرية ، فلما فرغ من (بنيانها) (٣) أتاه ملك فعرج به حتى استقله فرفعه ثم قال : انظر ما تحتك. قال : أرى مدينتي وأرى مدائن معها. ثم عرج به فقال : انظر. فقال قد اختلطت مدينتي مع المدائن. ثم زاد فقال : انظر. فقال : أرى مدينتي وحدها لا أرى غيرها. فقال (الملك : إنما تلك أرض كلها ، وهذا (السواد) (٤) البحر ، وإنما أراد الله أن يريك الأرض وقد جعل لك سلطانا فيها فسر في الأرض فعلّم الجاهل وثبّت العالم. فسار حتى بلغ مغرب الشمس ، ثم سار حتى بلغ مطلع الشمس ، ثم أتى السّدين وهما جبلان ليّنان يزلق عنهما كل شيء ، فبنى السد فوجد يأجوج ومأجوج يقاتلون قوما وجوههم كوجوه الكلاب ، ثم قطعهم فوجد أمة قصارا يقاتلون الذين وجوههم كوجوه الكلاب ، ثم مضى فوجد أمة من الغرانيق يقاتلون القوم القصار ، ثم مضى فوجد أمة من الحيّات تلتقم الحية منها الصخرة العظيمة ، ثم أفضى إلى البحر المدير بالأرض. فقالوا : نحن نشهد أن أمره كان هكذا وإنا نجده في كتابنا هكذا.

__________________

(١) بداية [٤] من ٢٥٣ ورقمها : ٥٢٣.

(٢) في ع : يسألوني.

(٣) في ٢٥٣ : بنائها.

(٤) في ع : السواذ.

٢٠٦

عاصم بن حكيم عن شعبة عن أبي إسحاق عن وهب بن جابر عن عبد الله بن عمرو قال : إن من بعد ياجوج وماجوج لثلاث أمم لا يعلم عدّتهم إلا الله تأويل وتارس ، وميسك. (١)

سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل أن عليّا سئل عن ذي القرنين فقال : لم يكن (٢) ملكا ولا نبيا ولكنه كان عبدا صالحا ناصح الله فنصحه ، دعا قومه إلى الإيمان فلم يجيبوه فضربوه على قرنه فقتلوه. فأحياه الله ، ثم دعا قومه ايضا فضربوه على قرنه فقتلوه فأحياه الله فسمي ذا القرنين.

الحسن بن دينار عن عبد الله بن محمد بن عروة عن ابن مسعود الثقفي قال : حدثني ابن أخي أو ابن عمي قال : قلت لعبد الله بن عمرو : يأجوج ومأجوج الأذرع هم أم الأشبار؟ قال : يا ابن أخي ما أجد من ولد آدم بأعظم منهم ولا أطول ، ولا يموت الميت منهم حتى يولد له ألف فصاعدا. قال : فقلت ما طعامهم؟ قال : هم في ماء ما شربوا ، وفي شجر ما هضموا ، وفي نساء ما نكحوا.

يونس بن أبي إسحاق عن أبيه قال : بلغني أن هؤلاء التّرك مما سقط من دون الروم من ولد يأجوج ومأجوج.

صاحب له عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عن عبد الله بن مسعود قال : يخرج يأجوج ومأجوج يموجون في الأرض فيفسدون فيها ثم قرأ عبد الله : (وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ)(٣). ثم يبعث الله عليهم دابة مثل النّغف فتلج في أسماعهم ومناخرهم فيموتون منها. قال : فتنتن الأرض منهم فتجأر الى الله فيرسل الله ماء فيطهر الأرض منهم.

أبو أمية عن حميد بن هلال عن أبي الضيف عن كعب قال : إن يأجوج ومأجوج ينقرون كل يوم بمناقيرهم في السد (فيشرعون) (٤) فيه فإذا أمسوا قالوا : نرجع غدا فنفرغ منه ، فيصبحون وقد عاد كما كان ، فإذا أراد الله خروجهم قذف على ألسن بعضهم الاستثناء فقال : نرجع غدا إن شاء الله فنفرغ منه ، فيصبحون

__________________

(١) في الدر المنثور ، ٤ / ٢٥٢ : عن عبد الله بن عمرو قال : يأجوج ومأجوج يمر أولهم بنهر مثل دجلة ويمر آخرهم فيقول : قد كان في هذا النهر مرة ماء. ولا يموت رجل الا ترك ألفا من ذريته فصاعدا ومن بعدهم ثلاثة أمم ما يعلم عدتهم إلا الله : تاريس وتأويل وناسك او منسك.

(٢) بداية [٥] من ٢٥٣ ورقمها : ٥٢٤.

(٣) الأنبياء ، ٩٦.

(٤) في ٢٥٣ : فيسرعون.

٢٠٧

وهو كما تركوه ، فينقبونه ويخرجون على الناس ، فلا يأتون على شيء إلا أفسدوه. فيمرّ أولهم على البحيرة فيشربون ماءها ، ويمرّ أوسطهم فيلحسون طينها ، ويمر آخرهم فيقول : قد كان هاهنا مرة ماء ، فيقهرون الناس ويفرّ الناس منهم في البرية والجبال فيقولون : قد قهرنا أهل الأرض فهلموا إلى (أهل) (١) السماء. فيرمون (نبالهم) (٢) إلى السماء فترجع تقطر دما فيقولون : قد فرغنا من أهل الأرض وأهل السماء ، فيبعث الله عليهم أضعف خلقه : النّغف ، دودة تأخذهم في رقابهم فتقتلهم حتى تنتن (٣) الأرض من جيفهم ، ويرسل الله الطير فتنقل جيفهم إلى البحر. ثم يرسل الله السماء فيطهر الأرض ، وتخرج الأرض زهرتها وبركتها ويتراجع الناس حتى إن الرمانة لتشبع السكن. (٤) قيل : وما السكن؟ قال : أهل البيت. وتكون سلوة من عيش. فبينما الناس كذلك إذ جاءهم خبر أن ذا السويقتين صاحب الجيش قد غزا البيت. فيبعث الله (٥) جيشا فلا يصلون إليهم ولا يرجعون إلى أصحابهم حتى يبعث الله ريحا طيبة يمانية من تحت العرش. فتكفت روح كل مؤمن ، ثم لا أجد مثل الساعة إلا كرجل أنتج مهرا له فهو ينتظر متى يركبه. فمن تكلّف من أمر الساعة ما وراء هذا فهو متكلّف.

عاصم بن حكيم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن عطاء بن يزيد عن بعض من أدرك ، أن عيسى ابن مريم يقتل الدجال بباب لدّ أو عندها ، فبينما الناس كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى أني قد أخرجت عبادا لي (لا يدين) (٦) لأحد بقتالهم (فاحرز) (٧) عبادي إلى الطور. ويبعث الله يأجوج / ومأجوج وهم كما (قص) (٨) (وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ)(٩). فيمر أوّلهم على بحيرة طبريّة فيشربون ما فيها ويمرّ آخرهم فيقولون : قد كان بهذه ماء مرة ، ويسيرون حتى ينتهوا إلى جبل (الخمر) (١٠) لا يعدونه فيقول بعضهم لبعض : قد قتلنا من في الأرض إلا من دان لنا ، فهلموا فلنقتل من في السماء. فيرمون بنشابهم (١١) نحو السماء فيردها الله مخضوبة دماء ، ويحصرون نبي الله عيسى وأصحابه. فبينما هم كذلك إذ رغبوا

__________________

(١) ساقطة في ٢٥٣.

(٢) في ٢٥٣ : بنبالهم.

(٣) بداية [٦] من ٢٥٣ ورقمها : ٥٢٥.

(٤) انظر الدّر المنثور ، ٤ / ٢٥٢.

(٥) في ٢٥٣ : كلمة غير مفهومة.

(٦) في ٢٥٣ : لا يدي.

(٧) جاء داخل النص في ع : فحرز ، وفي الطرة و ٢٥٣ : فاحرز.

(٨) في ٢٥٣ : قضي.

(٩) الأنبياء ، ٩٦.

(١٠) في طرة ٢٥٣ : الخمر ، العنب.

(١١) في طرة ع : ابو داود فرشا.

٢٠٨

إلى الله فأرسل عليهم النّغف في رقابهم فيصبحون (فرسى) (١) كموت نفس واحدة. ويهبط نبي الله وأصحابه فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم ودماؤهم. فيرغب عيسى ومن معه إلى الله ، فيرسل عليهم (طيرا) (٢) كأعناق البخت فتلقيهم في المهيل. قلت : يا أبا زيد وأين المهيل؟ قال : مطلع الشمس.

سعيد عن قتادة أن أبا سعيد الخدري قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (٣) : «ليحجّنّ البيت (وليعمرنّ)» (٤) بعد خروج يأجوج ومأجوج.

قوله : (وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ) (٩٩) يوم يخرجون من السد.

قال : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً) (٩٩)

عاصم بن حكيم عن سليمان التيمي عن أسلم العجلي عن بشر بن شعاف عن عبد الله بن عمرو قال : جاء أعرابي إلى رسول الله فسأله عن الصور فقال : «قرن ينفخ فيه».

قوله : (٥) : (وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضاً) (١٠٠)

حدثني صاحب لي عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عن عبد الله ابن مسعود أنه ذكر حديثا في البعث قال : ثم يتمثل الله للخلق فيلقاهم (وليس) (٦) أحد من الخلق كان يعبد شيئا من دون الله إلا وهو مرفوع له يتبعه. فيلقى اليهود فيقول : من تعبدون؟ فيقولون : نعبد عزيرا. فيقول : هل يسركم الماء؟ فيقولون : نعم ، فيريهم جهنم وهي كهيئة السراب. ثم يقرأ ابن مسعود : وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا. ثم يلقى النصارى فيقول : من تعبدون؟ فيقولون : المسيح. فيقول : هل يسركم الماء؟ فيقولون : نعم ، فيريهم جهنّم وهي كهيئة السراب. قال ثم كذلك بمن كان يعبد من دون الله شيئا. ثم قرأ عبد الله : وقفوهم إنهم مسؤلون (٧).

قوله : (الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي) (١٠١) كانت على أعينهم غشاوة الكفر كقوله : (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ) [غطاء الكفر](٨)

__________________

(١) في طرة ٢٥٣ : مفروسي ملويي العنق.

(٢) في ٢٥٣ : طايرا.

(٣) ساقطة في ٢٥٣.

(٤) في ٢٥٣ : ليعتمرن.

(٥) بداية [٧] من ٢٥٣ ورقمها : ٥٢٦.

(٦) في ٢٥٣ : فليس.

(٧) الصّافّات ، ٢٤.

(٨) إضافة من ٢٥٣.

٢٠٩

(فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ)(١) أبصر حين لم ينفعه البصر.

قوله : (وَكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً) (١٠١) [يعني سمع الإيمان ، لا يسمعون الهدى بقلوبهم. وهو تفسير السدي.

و](٢) قال ابن مجاهد عن أبيه : لا يعقلون. (٣)

قوله : (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ (يَتَّخِذُوا (٤) عِبادِي مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ) (١٠٢) يعني من عبد الملائكة ، أفحسبوا أن تتولاهم الملائكة على ذلك. أي لا يتولونهم وليس بهذا أمرتهم ، إنما أمرتهم أن يعبدوني ولا يشركوا بي شيئا.

وقرأه مجاهد : (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا) خفيفة (٥) ، (أَنْ (يَتَّخِذُوا (٦) عِبادِي مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ) أي فحسبهم ذلك.

قال : (إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً) (١٠٢)

قوله : [(٧) (] قُلْ هَلْ (نُنَبِّئُكُمْ)(٨) (١٠٣) يقول : ألا أنبئكم.

(بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً) (١٠٣)

(الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ) (١٠٤) [يعني (يضل) (٩) سعيهم. وهو تفسير السدي]. (١٠)

(فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) (١٠٤) هم أهل الكتاب.

وحدثني المعلى عن عمار الدّهني عن أبي الطفيل أن ابن الكواء سأل عليّا عنها قال : ويلك منهم أهل حروراء.

قوله : (أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً) (١٠٥). وهي مثل قوله : (وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ) (١٠٣) (١١).

قال : (ذلِكَ جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آياتِي وَرُسُلِي هُزُواً) (١٠٦)

قوله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ (١٢) كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً) (١٠٧)

__________________

(١) ق ، ٢٢.

(٣) تفسير مجاهد ، ١ / ٣٨١.

(٥) الطبري ، ١٦ / ٣٢ ؛ البحر المحيط ، ٦ / ١٦٦.

(٦) في ع : تتخذوا.

(٨) في ع : أنبئكم.

(١٠) إضافة من ٢٥٣.

(١٢) بداية [٨] من ٢٥٣ ورقمها : ٥٢٧.

(٢) إضافة من ٢٥٣.

(٤) في ع : تتخذوا.

(٧) إضافة من ٢٥٣.

(٩) في ٢٥٣ : يظل.

(١١) المؤمنون ، ١٠٣.

٢١٠

إبراهيم بن محمد عن صالح مولى التوامة عن ابي هريرة قال : الفردوس جبل في الجنة (يفجر) (١) منه أنهار الجنة.

(خالِدِينَ فِيها) (١٠٨) لا يموتون ولا يخرجون منها.

(لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً) (١٠٨) متحولا في تفسير مجاهد (٢).

قوله : (قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي) (١٠٩)

قال مجاهد : للقلم (٣) يستمد منه للكتاب.

(لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً) (١٠٩)

آخر مثله من باب (المد) (٤).

وهي تقرأ على وجه آخر : ولو جئنا بمثله مدادا (٥) يستمد منه للقلم.

(لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي) (١٠٩) علمه الذي خلق الاشياء كلّها.

[وقال السّدّي : (لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي) يعني لعلم ربي وعجائبه (لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي) يعني علم ربي وعجائبه.](٦)

قوله : (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَ) (١١٠) وذلك أن المشركين قالوا له :

ما أنت إلا بشر مثلنا. فقال الله : (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) ولكن (يُوحى إِلَيَ) وأنتم لا يوحى إليكم.

(يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ) (١١٠)

[تفسير السدي يعني فمن كان يخشى البعث]. (٧)

(فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) (١١٠)

يقول : لا يريد بذلك غير الله. تفسير السدي.

قال يحيى : يخلص له العمل فانه لا يقبل إلا ما أخلص له.

حدثني الفرات عن سلمان عن عبد الكريم الجزري عن طاوس أن رجلا قال :

__________________

(١) في ٢٥٣ : تفجر.

(٢) تفسير مجاهد ، ١ / ٣٨٢.

(٣) تفسير مجاهد ، ١ / ٣٨٢.

(٤) في ٢٥٣ : المدد.

(٥) قرأ ابن مسعود وابن عباس ومجاهد والأعمش بخلاف والتميمي وابن محيصن وحميد والحسن في رواية وأبو عمرو في رواية وحفص في رواية : «بمثله مدادا» ، البحر المحيط ، ٦ / ١٦٩.

(٦) إضافة من ٢٥٣.

(٧) نفس الملاحظة.

٢١١

يا رسول الله إني رجل اقف المواقف أريد وجه الله وأحب أن يرى مكاني. فلم يردّ عليه رسول الله شيئا فنزلت هذه الآية : (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً).

همام وهشام عن قتادة عن سالم بن ابي الجعد عن معدان بن ابي طلحة عن ابي الدرداء قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجّال».

همام عن قتادة قال : حدثنا رجل من فقهاء أهل الشام قال : من حفظ خاتمة سورة الكهف كانت له نورا يوم القيامة من لدن قرنه إلى قدمه.

٢١٢

سورة مريم (*)

[تفسير](١) سورة مريم [وهي](٢) مكّيّة [كلّها](٣)

(وهي تسعون وثمان آيات) (٤) /

بسم الله الرّحمن الرّحيم

قوله : (كهيعص) (١).

كان الكلبي يقول : كاف ، هاد ، عالم ، صادق. ويقول : (٥) كاف لخلقه ، هاد لعباده ، عالم بأمره ، صادق في قوله.

وكان الحسن يقول : لا أدري ما تفسيره غير أن قوما من أصحاب النبي (عليه‌السلام) (٦) كانوا يقولون : أسماء السور ومفاتيحها.

قال : ثم ابتدأ الكلام فقال :

(ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) (٢) يقول : ذكره لزكريا رحمة من الله له.

(إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا) (٣) دعاء لا رياء فيه في تفسير الحسن.

وقال قتادة : خفيّا ، سرا. (٧)

[حماد بن ثابت البناني عن عقبة بن عبد الغافر قال : دعوة السر أفضل من سبعين في العلانية]. (٨)

__________________

(*) القطع المعتمدة في تحقيق سورة مريم : الأم : ع. قطع المقارنة : القيروان : ٢٥٣ ، ١٦٥ ، ٢٥١.

(١) إضافة من ٢٥٣.

(٢) نفس الملاحظة.

(٣) نفس الملاحظة.

(٤) ساقطة في ٢٥٣.

(٥) بداية [٢] من ٢٥٣ ورقمها : ٥٢٨.

(٦) ساقطة في ٢٥٣.

(٧) الطبري ، ١٦ / ٤٥.

(٨) إضافة من ٢٥٣.

٢١٣

(قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي) (٤) ضعفت العظام مني في تفسير قتادة. (١)

وقال الحسن : ضعف.

(وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي) (٤) قال يحيى : رقّ.

قال : (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ) (٤) أي بدعائي إيّاك.

(رَبِّ شَقِيًّا) (٤) يقول لم أزل بدعائك سعيدا لم تردده عليّ.

وقال الكلبي : لم يكن دعائي مما يخيب عندك.

قوله : (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي) (٥) (اي) (٢) الورثة من بعدي ، يعني العصبة. وهو تفسير السدي (٣) ، الذين يرثون ماله. فأراد أن يكون من صلبه من يرث ماله.

في تفسير قتادة : (و) (٤) يرث ماله.

وتفسير الحسن : يرث (علمه ونبوته). (٥) [قال](٦) سعيد : قال قتادة [عند ذلك](٧) (قال) (٨) : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (٩) : «رحم الله زكرياء ما كان عليه من ورثه» (١٠).

وحدثنا المبارك بن فضالة والحسن بن دينار عن الحسن قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم): (١١) «رحم الله زكرياء ما كان عليه من ورثه».

قوله : (وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً) (٥) أي لا تلد.

(فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ) (٥) من عندك.

(وَلِيًّا) (٥) [يعني الولد. تفسير السدي]. (١٢)

(يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) (٦) ملكهم وسلطانهم. كانت امرأة زكرياء من ولد يعقوب ليس يعني يعقوب الأكبر ، يعقوب دونه.

__________________

(١) الطبري ، ١٦ / ٤٦.

(٢) ساقطة في ٢٥٣.

(٣) الطبري ، ١٦ / ٤٧.

(٤) ساقطة في ٢٥٣.

(٥) في ٢٥٣ : نبوته وعلمه.

(٦) إضافة من ٢٥٣.

(٧) نفس الملاحظة.

(٨) ساقطة في ٢٥٣.

(٩) نفس الملاحظة.

(١٠) في الطبري ، ١٦ / ٤٨ : رحم الله زكرياء ما كان عليه من ورثته.

(١١) ساقطة في ٢٥٣.

(١٢) إضافة من ٢٥٣.

٢١٤

(وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا) (٦) فأوحى الله إليه.

(يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى) (٧)

قوله : (لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا) (٧)

سعيد عن قتادة قال : لم يسم به أحدا قبله (١) يعني يحيى.

وبلغني عن ابن عباس قال : لم تلد العواقر قبله يقول : (سَمِيًّا) ، يساميه ، نظيرا له في ذلك.

قوله : (قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ) (٨) يقول من أين يكون لي غلام؟

(وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً) (٨) لا تلد.

(وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا) (٨)

قال الحسن : أراد زكرياء ان يعلم كيف (ذلك). (٢)

قوله : (وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا) (٨)

قال مجاهد : (قحول) (٣) العظم.

وقال الكلبي : العتيّ : اليبس. وهي في قراءة عبد الله بن مسعود : وقد بلغت من الكبر (عِتِيًّا)(٤).

وقال بعضهم : يبس جلدي على عظمي.

(قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ) (٩) قال له الملك : (قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ) (٩). (٥)

(هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ) (٩) الله يقوله ، وهو كلام موصول أخبر به الملك عن الله :

__________________

(١) في الطبري ، ١٦ / ٤٩ : كان قتادة يقول : انما سماه الله يحيى لإحيائه اياه بالإيمان. وفيه أيضا : سعيد عن قتادة ... عبد أحياه الله للإيمان.

(٢) الطبري ، ١٦ / ٥٠.

(٣) في ٢٥٣ : ذاك.

(٤) في ٢٥٣ : نحول كالذي في تفسير مجاهد ، ١ / ٣٨٤ : نحول العظام. وقد كتب في طرة ع تعريف أتلف جانب منه يظهر انه يتعلق بنحول وقحول. في ابن محكّم ، ٣ / ٧ : قحول.

(٥) في طرة ع يقال عسا الشيء يعسو عسوا وعسيا إذا كبر. انظر لسان العرب مادة : : عسا.

(٦) بداية [٣] من ٢٥٣ ورقمها : ٥٢٩.

٢١٥

أعطيك هذا الولد.

(وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً) (٩)

(قالَ) (١٠) زكرياء.

(رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا) (١٠)

[يعني صحيحا من غير خرس ولا داء. تفسير السدي]. (١)

عاصم بن حكيم ان مجاهدا قال : صحيحا لا يمنعك الكلام لمرض. (٢)

سعيد عن قتادة [قال](٣) : إنما عوقب لأنه سأل الآية بعد ما شافهته الملائكة مشافهة وبشرته بيحيى ، فأخذ عليه بلسانه ، فجعل لا يفيض الكلام ، اي لا يبين الكلام إلا ما أومأ إيماء (٤) وهو قوله : (ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً)(٥) ، إيماء.

قوله : (فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ) (١١)

قال الحسن : (من) (٦) المسجد.

(فَأَوْحى إِلَيْهِمْ) (١١) أي أومأ إليهم.

وقال مجاهد : أشار اليهم. (٧) وهو واحد.

وقال السدي : (فَأَوْحى إِلَيْهِمْ) يقول : كتب لهم.

(أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا) (١١) يعني به الصلاة ، صلاة الغداة وصلاة العصر.

وقال الحسن : (أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا) (١١) أي أن صلّوا لله بالغداة والعشيّ.

قوله : (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ) (١٢)

قال مجاهد وغيره : بجد. (٨)

وقال السدي : يعني بالجد والمواظبة.

__________________

(١) إضافة من ٢٥٣.

(٢) في ابن ابي زمنين ، ورقة : ٢٠١ : صحيحا لا يمنعك الكلام مرض. في تفسير مجاهد ، ١ / ٣٨٤ : صحيحا لا يمنعك من الكلام مرض.

(٣) إضافة من ٢٥٣.

(٤) الطبري ، ١٦ / ٥٢.

(٥) آل عمران ، ٤١.

(٦) ساقطة في ٢٥٣.

(٧) تفسير مجاهد ، ١ / ٣٨٤.

(٨) في تفسير مجاهد ، ١ / ٣٨٤ : ويعني في طاعة الله عزوجل.

٢١٦

(وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) (١٢) [يعني الفهم والعقل وهو تفسير السدي]. (١)

(قال): (٢) وبلغنا أنه كان في صغره يقول له الصبيان : يا يحيى تعال نلعب فيقول : ليس للّعب خلقنا.

قوله : (وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا) (١٣) أي من عندنا ، أي وأعطيناه حنانا من لدنّا.

(و) (٣) قال مجاهد : تعطفا من ربه عليه. (٤)

[و](٥) قال الحسن وقتادة : أي رحمة من عندنا. (٦)

وقال الكلبي : الحنان ، الرحمة. وهو نحو واحد. (٧)

قوله : (وَزَكاةً) (١٣)

سعيد عن قتادة قال : الزكاة ، العمل الصالح. (٨)

قال يحيى : رويت أنه أخذه من هذه الآية في سورة طه : (وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى (٧٥) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ مَنْ تَزَكَّى) (٧٦) (٩).

وقال الحسن : زكاة لمن قبل عنه حتى يكونوا أزكياء.

وقال الكلبي : الزكاة ، الصدقة.

قوله : (وَكانَ تَقِيًّا) (١٣)

المبارك بن فضالة والربيع بن صبيح عن الحسن قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (١٠) : «ما من آدميّ» وقال الربيع : «ما من أحد [من ولد آدم](١١) إلا (و) (١٢) قد أصاب ذنبا أو همّ به غير يحيى بن زكرياء لم يصب ذنبا ولم يهمّ به».

[و](١٣) قال المبارك : ما من آدمي إلا قد عمل خطيئة أو همّ بها إلا يحيى بن زكرياء.

__________________

(١) إضافة من ٢٥٣.

(٢) ساقطة في ٢٥٣.

(٣) ساقطة في ٢٥٣.

(٤) تفسير مجاهد ، ١ / ٣٨٥.

(٥) إضافة من ٢٥٣.

(٦) الطبري ، ١٦ / ٥٥.

(٧) في طرة ٢٥٣ : بلع.

(٨) الطبري ، ١٦ / ٥٧.

(٩) طه : ٧٥. ٧٦.

(١٠) ساقطة في ٢٥٣.

(١١) إضافة من ٢٥٣.

(١٢) ساقطة في ٢٥٣.

(١٣) إضافة من ٢٥٣.

٢١٧

قوله : (وَبَرًّا بِوالِدَيْهِ) (١٤) يعني مطيعا لوالديه. تفسير السدي.

(وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيًّا) (١٤) مستكبرا عن عبادة الله. وهو تفسير السدي.

(وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ) (١٥) يعني حين ولد.

(وَيَوْمَ يَمُوتُ) (١٥) (يعني) (١) [و](٢) حين يموت.

(وَيَوْمَ يُبْعَثُ (٣) حَيًّا) (١٥) يوم القيامة. وهو تفسير السدي.

سعيد عن قتادة عن الحسن أن يحيى وعيسى التقيا ، فقال له عيسى : استغفر لي أنت خير مني. (وقال) (٤) له الآخر : استغفر لي ، أنت خير مني. فقال (له) (٥) عيسى : أنت خير مني. [قال عيسى : إني](٦) سلّمت على / نفسي وسلّم الله عليك. قال الحسن : عرف والله فضلها. (٧)

قال يحيى : يعني قول الله (تبارك وتعالى) (٨) في يحيى : (وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا)(٩).

وقال عيسى : (قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (٣٠) وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ). إلى قوله : (وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (٣٣))(١٠)

قوله : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ) (١٦) يقول للنبي : [أي](١١) اقرأه عليهم يعني أمر مريم.

[وقال السدي : يقول : اذكر لأهل مكة أمر مريم]. (١٢)

قال : (إِذِ انْتَبَذَتْ) (١٦)

سعيد عن قتادة [قال](١٣) إذ انفردت. (١٤)

(مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا) (١٦)

(فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا) (١٧) يعني جبريل.

__________________

(١) ساقطة في ٢٥٣.

(٢) إضافة من ٢٥٣.

(٣) بداية [٤] من ٢٥٣ ورقمها : ٥٣٠.

(٤) في ٢٥٣ : فقال.

(٥) ساقطة في ٢٥٣.

(٦) إضافة من ٢٥٣.

(٧) الطبري ، ١٦ / ٥٩.

(٨) ساقطة في ٢٥٣.

(٩) مريم ، ١٥.

(١٠) مريم ، ٣٠ ـ ٣٣.

(١١) إضافة من ٢٥٣.

(١٢) نفس الملاحظة.

(١٣) نفس الملاحظة.

(١٤) الطبري ، ١٦ / ٥٩.

٢١٨

(فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا) (١٧) [يعني سويّ الخلق ، بشرا في صورة البشر وخلقهم. تفسير السدي]. (١)

سعيد عن قتادة قال : أرسل إليها فيما يذكر جبريل (٢) في صورة (آدم). (٣)

وقال الكلبي : (٤) كان زكرياء كفل مريم وكانت أختها تحته ، وكانت تكون في المحراب ، فلما أدركت كانت إذا حاضت أخرجها إلى منزله إلى أختها ، فإذا طهرت رجعت إلى المحراب. فطهرت مرة ، فلما فرغت من غسلها قعدت في (مشرقة) (٥) في ناحية الدار وعلّقت عليها ثوبا سترة. فجاء جبريل اليها في ذلك الموضع ، فلمّا رأته.

(قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا) (١٨)

قال الحسن : أي إن كنت تقيا (له) (٦) فاجتنبني.

(قالَ إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا) (١٩) أي صالحا.

(قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ) (٢٠) من أين يكون لي غلام.

(وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ) (٢٠) [ولم يجامعني زوج في تفسير السدي]. (٧)

(وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا) (٢٠) [اي](٨) ولم أك زانية.

(قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ) (٢٠) أن أخلقه.

(وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا) (٢١) [لمن قبل عنه دينه. وهو تفسير السدي](٩).

قال : (وَكانَ أَمْراً مَقْضِيًّا) (٢١) كائنا.

[و](١٠) قال السدي : يعني كان عيسى أمرا من الله مكتوبا في اللوح المحفوظ انه يكون. فأخذ جبريل جيبها بأصبعه فنفخ فيه (فصار) (١١) إلى بطنها فحملت.

__________________

(١) إضافة من ٢٥٣.

(٢) الطبري ، ١٦ / ٦٠.

(٣) في ٢٥٣ : آدمي.

(٤) في طرة ٢٥٣ : بلع

(٥) المشرقة بفتح الراء وضمّها : موضع القعود للشمس. لسان العرب ، مادة : شرق.

(٦) في ٢٥٣ : لله.

(٧) إضافة من ٢٥٣.

(٨) نفس الملاحظة.

(٩) نفس الملاحظة. وفي ابن ابي زمنين ، ورقة : ٢٠٢ : لمن قبل دينه.

(١٠) إضافة من ٢٥٣.

(١١) في ٢٥٣ فسار : وفي ابن ابي زمنين ، ورقة : ٢٠٢ : فصال.

٢١٩

قال : (فَحَمَلَتْهُ) (٢٢)

قال الحسن : تسعة أشهر في بطنها.

قوله : (فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا) (٢٢)

سعيد عن قتادة قال : أي فانفردت به مكانا شاسعا منتحيا.

(فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ) (٢٣)

عاصم بن حكيم ان مجاهدا قال : ألجأها المخاض. (١)

(إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا) (٢٣)

قال الحسن : مما خشيت من الفضيحة.

(وَكُنْتُ نَسْياً) (٢٣) لا أذكر.

(مَنْسِيًّا) (٢٣) لم أذكر.

سعيد عن قتادة : (قالت): (٢) أي شيء لا يعرف ولا يذكر. (٣)

وحدثني حماد بن سلمة عن ابي عمران الجوني عن نوف البكالي قال :

وكنت حيضة نسيتها. وذكر حماد المرأة النّسوء. وقال حماد : (النّسوء التي يظن بها حمل فلا يكون كذلك). (٤)

وقال الكلبي : (وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا) قال : القوم ينزلون المنزل ثم يرتحلون وينسون الشيء فيسمى ذلك الشيء : (النّسا). (٥)

قوله : (فَناداها مِنْ تَحْتِها) (٢٤)

سعيد عن قتادة قال : كنّا نحدّث أنه الملك يعني جبريل. (٦)

وقوله : (تَحْتِها) (٢٤)

__________________

(١) تفسير مجاهد ، ١ / ٣٨٥. بداية [٥] من ٢٥٣ ورقمها : ٥٣١.

(٢) في ٢٥٣ : قال.

(٣) الطبري ، ١٦ / ٦٦.

(٤) ساقطة في ٢٥٣.

(٥) في لسان العرب ، مادة : نسا ، تقول العرب اذا ارتحلوا من المنزل : انظروا أنساءكم ، تريد الأشياء الحقيرة التي ليست عندهم ببال مثل العصا والقدح ... اي اعتبروها لئلا تنسوها في المنزل. ومفرد أنساء : نسي. ولم ترد كلمة النسا في لسان العرب بالمعنى المذكور عن الكلبي.

(٦) في الطبري ، ١٦ / ٦٨ : عن معمر عن قتادة ... قال الملك.

٢٢٠