تفسير يحيى بن سلّام - ج ١

التيمي البصري القيرواني

تفسير يحيى بن سلّام - ج ١

المؤلف:

التيمي البصري القيرواني


المحقق: الدكتورة هند الشلبي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 978-2-7451-4440-5
الصفحات: ٤٩٦
الجزء ١ الجزء ٢

سورة الإسراء

(تفسير سورة سبحان (*) وهي مكية) (١)

بسم الله الرّحمن الرّحيم (٢)

قوله : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً)(٣) (١) يعني نفسه. أسرى بعبده محمد صلّى الله عليه (وسلم) (٤).

(لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) (١) يعني / بيت المقدس.

(الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا) (١) ما أراه الله ليلة أسري به.

[يحيى قال](٥) سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك (عن مالك) (٦) بن صعصعة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «بينما أنا عند البيت بين النائم واليقظان إذ سمعت قائلا يقول : أحد الثلاثة بين الرجلين. قال فأتيت فانطلق بي ، (فاتيت) (٧) (بطست) (٨) من ذهب فيها من ماء زمزم فشرح صدري إلى مكان كذا وكذا».

قال قتادة : فقلت للّذي معي : ما يعني؟ (قال): (٩) إلى أسفل بطني ،

__________________

(*) القطع المعتمدة في تحقيق سورة سبحان : الأم : ع. قطع المقارنة : القيروان ١٧٩ ، ١٧٥ ١٦٥.

(١) في ١٧٩ : و ١٦٥ ذكر العنوان بعد البسملة في طرة ع : حزب.

(٢) في ١٧٩ : بعد البسملة : الجزء الحادي عشرين (هكذا) من تفسير محمد بن يحيى.

(٣) إضافة من ١٦٥. ا : اختصار ل : حدثنا.

(٤) ساقطة في ١٩٧.

(٥) إضافة من ١٦٥. نا : اختصار ل : حدثنا.

(٦) ساقطة في ١٦٥.

(٧) في ١٧٩ و ١٧٥ و ١٦٥ : ثم أتيت.

(٨) في ١٧٩ : بطسط.

(٩) في ١٧٩ و ١٧٥ : و ١٦٥ : فقال.

١٠١

فاستخرج قلبي فغسل بماء زمزم ثم كنز (١) (أو) (٢) قال حشي إيمانا وحكمة. ثم أتيت بدابة أبيض يقال له البراق فوق الحمار ودون البغل ، (يضع) (٣) (خطوه) (٤) عند أقصى طرفه. فحملت عليه ثم انطلقنا (٥) حتى أتينا السماء الدنيا ، فاستفتح جبريل فقيل [له](٦) : من هذا؟ قال : جبريل ، [قال](٧) : ومن معك؟ قال : محمد ، قيل : أوقد بعث إليه؟ قال : نعم ، ففتح (له) (٨) (وقالوا) (٩) : مرحبا به ولنعم المجيء جاء. قال : فأتيت على آدم [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](١٠) فقلت : من هذا (يا جبريل)؟ (١١) (فقال) (١٢) : هذا أبوك آدم فسلمت عليه فقال : مرحبا بالابن الصالح والنّبيّ الصالح. (١٣)

ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الثانية ، فاستفتح جبريل فقيل له : من هذا؟

(قال) (١٤) : جبريل ، قيل : ومن معك؟ قال : محمد. قيل : أوقد بعث إليه؟ قال : نعم قال : ففتح لنا وقالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء. فأتيت على يحيى وعيسى فقلت : [يا جبريل](١٥) من هذان؟ (قال) (١٦) : (هذان) (١٧) يحيى وعيسى. (قال) (١٨) : وأحسبه (أنه) (١٩) قال : ابنا الخالة ، فسلّمت (عليهما) (٢٠) فقالا : مرحبا بالأخ الصالح والنّبيّ الصالح.

__________________

(١) يقال : كنزت السّقاء إذا ملأته. لسان العرب ، مادة : كنز.

(٢) في ١٦٥ : و.

(٣) في ١٧٧ و ١٧٥ : يقع. وفي ١٦٥ : تقع.

(٤) في ١٦٥ : خطوته.

(٥) انظر هذه الرواية في الطبري ، ١٥ / ٣. لم يأت الطبري ، بالحديث كله وختمه بقوله : فذكر الحديث.

(٦) إضافة من ١٦٥.

(٧) في ١٧٩ و ١٧٥ : قيل.

(٨) في ١٧٥ و ١٦٥ : لنا.

(٩) في ١٧٩ : فقالوا.

(١٠) إضافة من ١٧٥.

(١١) ساقطة في ١٧٩.

(١٢) في ١٧٩ : فقيل.

(١٣) في ١٧٩ : ، إضافة : قال. ويبدو انها مشطبة.

(١٤) في ١٦٥ : فقال.

(١٥) إضافة من ١٧٩ و ١٦٥. في ١٧٥ : لجبريل.

(١٦) في ١٧٥ و ١٦٥ : فقال.

(١٧) في طرة ع : هذان.

(١٨) ساقطة في ١٧٩ و ١٧٥ و ١٦٥.

(١٩) ساقطة في ١٧٩ و ١٧٥ و ١٦٥.

(٢٠) في ١٧٩ : عليهم.

١٠٢

ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الثالثة ، فكان نحو هذا من كلام جبريل وكلامهم. فأتيت على يوسف [عليه‌السلام](١) ، فقلت : من هذا يا جبريل؟ فقال : هذا أخوك يوسف ، فسلّمت (٢) عليه فقال : مرحبا بالأخ الصالح والنّبيّ الصالح.

ثم انطلقنا حتى أتينا السّماء الرابعة ، فأتيت على إدريس ، فقلت من هذا يا جبريل؟ فقال : هذا أخوك إدريس ، فسلّمت عليه فقال : مرحبا بالأخ الصالح والنّبيّ الصالح. وكان قتادة يقول عندها قال الله : (وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا)(٣).

[قال](٤) : فانطلقنا حتى أتينا السماء الخامسة ، فأتيت أو أتينا على هارون ، فقلت : من هذا يا جبريل؟ (قال) (٥) : هذا أخوك هارون ، فسلّمت عليه فقال : مرحبا بالأخ الصالح والنّبيّ الصالح.

ثم انطلقنا حتى أتينا السماء السادسة ، فأتيت على موسى فقلت : من هذا يا جبريل؟ (قال) (٦) هذا أخوك موسى ، فسلّمت عليه فقال : مرحبا بالأخ الصالح والنّبيّ الصالح. فلما جاوزته بكى فقيل له : وما يبكيك؟

قال : ربّ ، هذا غلام بعثته بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخل من أمتي.

ثم انطلقنا حتى أتينا السماء السابعة ، فأتيت على إبراهيم ، فقلت : من هذا يا جبريل؟ (قال) (٧) : هذا أبوك (إبراهيم) (٨) [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٩) ، فسلّمت عليه فقال : مرحبا بالابن الصالح والنّبيّ الصالح.

ثم رفع لنا البيت المعمور بحيال الكعبة. فقلت : يا جبريل ما هذا؟ (قال): (١٠) هذا البيت المعمور يدخله كل يوم (١١) سبعون ألف ملك ، إذا خرجوا (منه) (١٢) لم يعودوا ، آخر ما عليهم. (١٣)

__________________

(١) إضافة من ١٦٥. (٢) بداية [٢] من ١٧٥.

(٣) مريم ، ٥٧. انظر التفسير. (٤) إضافة من ١٦٥.

(٥) في ١٧٥ : فقال. (٦) في ١٧٩ و ١٧٥ و ١٦٥ : فقال.

(٧) في ١٧٩ و ١٧٥ : فقال.

(٨) في ١٧٩ : ابن هيم.

(٩) إضافة من ١٧٥.

(١٠) في ١٦٥ : فقال.

(١١) بداية [٣] من ١٧٩ ورقمها : ٣٦٨.

(١٢) ساقطة في ١٦٥.

(١٣) في شرح النّووي لصحيح مسلم ، ٢ / ٢٢٥ ، مطبعة حجازي ، القاهرة ، قوله : آخر ما عليهم برفع الراء ونصبها ، فالنصب على الظرف ، والرفع على تقدير : ذلك آخر ما عليهم من دخوله. قال : والرفع أوجه.

١٠٣

ثم رفعت لنا (سدرة) (١) المنتهى. فحدّث نبيّ الله أن ورقها مثل (آذان) (٢) الفيلة ، وان (نبقها) (٣) مثل قلال (هجر). (٤)

وحدث نبي الله أنه رأى أربعة أنها (يخرخر) (٥) من تحتها نهران باطنان ونهران ظاهران. فقلت : يا جبريل ما هذه الأنهار؟ فقال : أما النهران الباطنان فنهران في الجنّة ، وأما الظاهران فالنيل والفرات.

(و) (٦) أتيت (بإناءين) (٧) : أحدهما لبن والآخر خمر ، فعرضا عليّ ، فاخترت اللّبن. فقيل لي : أصبت أصاب الله بك أمتك على الفطرة.

وفرضت عليّ خمسون صلاة أو [قال](٨) : أمرت بخمسين صلاة كل يوم ، فجئت بهن حتى أتيت على موسى ، فقال لي : (بما) (٩) أمرت؟ فقلت أمرت بخمسين صلاة كل يوم. فقال : إن أمتك لا يطيقون ذلك. إني قد بلوت الناس قبلك ، وعالجت بني إسرائيل أشدّ (المعالجة) (١٠) ، ارجع إلى ربك (فسله) (١١) التخفيف (١٢) لأمتك ؛ قال : فما زلت أختلف فيما بين موسى وبين ربّي ، كلّما أتيت عليه (١٣) (قال) (١٤) لي مثل (مقالتي) (١٥) هذه حتّى رجعت بخمس صلوات كل يوم. فلما أتيت عليه قال لي : (بما) (١٦) أمرت؟ (فقلت) (١٧) : أمرت بخمس صلوات كل

__________________

(١) في ع : السدرة.

(٢) في ١٧٩ : ايدان. وآذان جمع أذن وأذن ولا يكسّر على غير ذلك. لسان العرب ، مادة : إذن.

(٣) النّبق ثمر السّدر ، لسان العرب ، مادة : نبق.

(٤) هجر : مدينة وهي قاعدة البحرين وقيل ناحية البحرين كلها هجر وهو الصواب كانت تجلب منها القلال الى المدينة. معجم البلدان ، ياقوت الحموي ، بيروت ١٩٥٧. مادة : هجر.

(٥) في ١٦٥ : تخرج.

(٦) في ١٧٩ و ١٧٥ : ثم.

(٧) في ١٧٩ و ١٧٥ : بانايين.

(٨) إضافة من ١٧٩ و ١٧٥ و ١٦٥.

(٩) في ١٧٩ : بم. وهي في صحيح البخاري : بما. انظر فتح الباري لابن حجر ، بيروت ، كتاب مناقب الأنصار ، باب المعراج ، ٧ / ٢٠٢. وذكر القسطلاني الروايتين : بما وبم. إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري ، باب المعراج ، ط. ٦ ، ١٣٠٤ ه‍. ومعلوم أنّه يجب حذف ألف ما الاستفهامية اذا جرّت إلّا في النادر. انظر مغني اللبيب عن كتب الاعاريب لابن هشام ، ط. ٢ ١٩٦٩ ، ١ / ٣٣٠ ـ ٣٣٥.

(١٠) في ١٧٩ : المالجة. (١١) في ١٧٥ : فساله.

(١٢) بداية [٣] من ١٧٥. (١٣) نهاية المقارنة مع ١٦٥.

(١٤) في ع : فقال. (١٥) في ١٧٩ و ١٧٥ : مقالة.

(١٦) انظر الملاحظة السابقة هامش رقم : ٩ من هذه الصفحة في ١٧٩ : بم.

(١٧) في ١٧٩ : قلت.

١٠٤

يوم ، (فقال) (١) : إنّ أمّتك لا يطيقون ذلك ، إني قد بلوت الناس قبلك ، وعالجت بني إسرائيل أشدّ المعالجة ارجع إلى ربك (فسله) (٢) التخفيف لأمتك.

فقال نبيّ الله : لقد رجعت إلى ربّي حتى لقد استحييت (ولكني) (٣) أرضى وأسلّم. قال : فنوديت أو نادى (مناد) (٤) : إنّي قد أمضيت فريضتي ، وخففت عن عبادي وجعلت الحسنة بعشر أمثالها».

فانتهى حديث أنس إلى هذا.

حماد عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (٥) قال : بينما أنا عند البيت إذ أتيت فشقّ النحر ، فاستخرج القلب فغسل بماء زمزم ثم أعيد مكانه ، ثم أتيت بدابة أبيض يقال له البراق فوق الحمار ودون البغل ، مضطرب الأذنين يقع خطوه عند منتهى طرفه ، فحملت عليه فسار بي نحو بيت المقدس ، فإذا (بمناد) (٦) ينادي عن يمين الطريق : يا محمد على رسلك أسألك ، يا محمد على رسلك أسألك ، يا محمد على رسلك أسألك. فمضيت ولم أعرج / عليه ثم إذا أنا (بمنادي) (٧) [ينادي](٨) عن يسار الطريق : يا محمد على رسلك أسألك ، يا محمد على رسلك أسألك ، يا محمد على رسلك أسألك. فمضيت ولم أعرج عليه. ثم إذا أنا بامرأة على قارعة الطريق ـ أحسبه قال : حسناء (جملاء) (٩) عليها من كل الحليّ والزّينة ، ناشرة شعرها ، رافعة يدها تقول : يا محمد على رسلك أسألك ، يا محمد على رسلك أسألك ، يا محمد على رسلك أسألك ، فمضيت ولم أعرج عليها ؛ حتى (أتينا) (١٠) إلى بيت المقدس فأوثقت الدابة (بالحلقة) (١١) التي يوثق بها الأنبياء [صلّى الله عليهم](١٢) ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ، ثم خرجت فأتاني

__________________

(١) في ١٧٩ : قال.

(٢) في ١٧٥ : فاسله.

(٣) في ١٧٩ : ولا كن وفي ١٧٥ : ولكن.

(٤) في ع و ١٧٩ و ١٧٥ : منادي.

(٥) ساقطة في ١٧٩.

(٦) في في ع و ١٧٩ و ١٧٥ : منادي. وفي ابن أبي زمنين ورقة : ١٧٩ مناد.

(٧) هكذا في ع و ١٧٩ و ١٧٥ : بمنادي.

(٨) إضافة من ١٧٩ و ١٧٥ وابن أبي زمنين ، ورقة : ١٧٩.

(٩) في ١٧٩ : جميلة. وجملاء مثل جميلة مؤنث أفعل. لسان العرب ، مادة : جمل.

(١٠) في ١٧٩ و ١٧٥ : انتهيت.

(١١) في ١٧٩ : إلى الحلقة.

(١٢) إضافة من ١٧٥.

١٠٥

جبريل (بإناءين) (١) : إناء من لبن وإناء من خمر فتناولت اللّبن فقال : أصبت الفطرة ، ثم قال (لي) (٢) جبريل : يا محمّد ما رأيت في (وجهك) (٣) هذا؟ (قلت) (٤) : سمعت (مناديا) (٥) ينادي عن يمين الطريق : يا محمد على رسلك أسألك ، يا محمد على رسلك أسألك ، يا محمد على رسلك أسألك (٦). قال : فما صنعت؟ قلت : مضيت ولم أعرّج عليه. قال : ذاك داعية اليهود أمّا إنك لو عرّجت (٧) عليه لتهوّدت أمّتك.

قلت : ثم إذا أنا (بمنادي) (٨) ينادي عن يسار الطريق : يا محمد على رسلك أسألك ، يا محمد على رسلك أسألك ، يا محمد على رسلك أسألك. قال : فما صنعت؟ (قال) (٩) : مضيت ولم أعرج عليه ، قال : ذلك داعية النصارى ، أما إنك لو عرجت عليه لتنصّرت أمّتك.

قلت : ثم إذا أنا بامرأة [قال](١٠) : أحسبه قال : حسناء (جملاء) (١١) عليها من كل الحليّ والزينة ، ناشرة شعرها ، رافعة يديها تقول : يا محمد على رسلك أسألك ، يا محمد على رسلك أسألك ، يا محمد على رسلك أسألك ، قال فما صنعت؟ قلت : مضيت ولم أعرّج عليها. قال : تلك الدّنيا ، أما إنك لو عرجت عليها لملت إلى الدنيا.

ثم أتينا بالمعراج فإذا أحسن ما خلق الله. ألم تر إلى الميت (حيث) (١٢) يشق بصره فإنما يتبعه المعراج عجبا به. ثم تلا هذه الآية : (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) (٤) (١٣) فقعدنا فيه ، فعرج بنا حتى انتهينا إلى باب (السماء الدنيا) (١٤) ، وعليها ملك يقال له إسماعيل ، جنده سبعون ألف ملك ، جند

__________________

(١) في ١٧٩ و ١٧٥ : بإنايين.

(٢) ساقطة من ١٧٩ و ١٧٥.

(٣) في ابن أبي زمنين ورقة : ١٧٩ وجهتك وكذلك في ابن محكّم ، ٢ / ٤٠١. وفي الطبري ١٥ / ١٢ : وجهك.

(٤) في ١٧٩ و ١٧٥ : فقلت.

(٥) في ١٧٩ : منادي.

(٦) بداية [٤] من ١٧٥.

(٧) بداية [٤] من ١٧٩ ورقمها : ٣٦٩.

(٨) هكذا في ع و ١٧٩ و ١٧٥.

(٩) في ١٧٩ و ١٧٥ : قلت.

(١٠) إضافة من ١٧٥.

(١١) في ١٧٩ : جميلة وفي ١٧٥ : وجمالا.

(١٢) في ١٧٩ : حين.

(١٣) المعارج : ٤.

(١٤) في ابن أبي زمنين ، ورقة : ١٨٠ : سماء الدنيا. وفي ١٧٩ و ١٧٥ : الحطفة ، وفي الطبري ، ١٥ / ١٤ : الحفظة.

١٠٦

كل ملك سبعون ألف. ثم تلا هذه الآية : (وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ)(١). فاستفتح جبريل (فقيل) (٢) : [و](٣) من هذا؟ قال : جبريل ، قيل ومن معك؟ قال : محمد ، (قيل) (٤) : أوقد بعث إليه؟ قال : نعم. قالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، ففتح (لنا) (٥). فأتيت على آدم. فقلت : يا جبريل من هذا؟ (قال) (٦) هذا أبوك آدم ، فرحّب بي ودعا لي بخير ، قال : وإذا الأرواح تعرض عليه ، فإذا مرّ به روح مؤمن قال : روح طيب وريح طيبة ، وإذا مر بّه روح كافر قال : روح خبيث وريح خبيثة.

قال : ثم مضيت فاذا [أنا](٧) بأخاوين عليها لحوم نتنة وأخاوين عليها لحوم طيبة ، وإذا رجال (ينهشون) (٨) اللحوم المنتنة ويدعون اللحوم الطيبة ، فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ (٩) قال (١٠) : هؤلاء الزّناة يدعون الحلال ويتبعون الحرام.

قال : ثم مضيت فإذا أنا برجال تفكّ (ألحيهم) (١١) وآخرون يجيئون بالصخور من النار فيقذفونها في أفواههم فتخرج من أدبارهم. قال : فقلت : من هؤلاء يا جبريل؟ (قال): (١٢) هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلم. ثم تلا هذه الآية : (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً) (١٠) (١٣).

ثم مضيت فإذا أنا بقوم يقطع من لحومهم بدمائهم فيضفزونها (١٤) ولهم (جؤار) (١٥). فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء الهمّازون اللّمازون.

__________________

(١) المدّثّر ، ٣١. (٢) في ١٧٩ : قيل.

(٣) إضافة من ١٧٩. (٤) في ١٧٥ : قال.

(٥) ساقطة في ١٧٥.

(٦) في ١٧٩ : فقال.

(٧) اضافة من ١٧٩ و ١٧٥.

(٨) في ١٧٩ : ينتهشون.

(٩) بداية [٥] من ١٧٥.

(١٠) في ١٧٥ : فقال.

(١١) في ابن أبي زمنين : ورقة : ١٨٠ ، ألحيتهم. ألحيهم : مفرد لحية ، معروفة ، وتجمع جمع كثرة على لحيّ ولحيّ ، وهي المقصود هنا. أمّا : ألحية فهي جمع لحاء وهو قشر الشجر. لسان العرب ، مادة : لحا.

(١٢) في ١٧٥ : فقال.

(١٣) النساء ، ١٠.

(١٤) في طرة ع : فيضفزونها أي : يلقمونها كانها تدفع في أفواههم. وأصل الضفز الدّفع ، ومنه قيل : ضفز الرجل المرأة إذا وطئها. ضفز يضفز اللقمة لقاما كبارا. لسان العرب ، مادة : ضفز.

(١٥) في ١٧٩ : ضوار. والجؤار والتّضوّر الصياح. لم ترد كلمة ضوار في القواميس. لسان العرب ، مادتا : جأر وضور.

١٠٧

ثم تلا هذه الآية : (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ)(١).

قال وإذا أنا بنسوة معلقات بئديّهنّ ، وأحسبه قال : وإذا حيّات وعقارب (ينهشنهنّ) (٢). فقلت : من هؤلاء يا جبريل؟ قال : هولاء (الظؤرة) (٣) (اللاتي) (٤) يقتلن أولادهنّ.

قال : ثم أتيت على (سابلة) (٥) آل فرعون حيث ينطلق (بهم) (٦) إلى النار يعرضون عليها غدوّا وعشيّا ، فإذا رأوها قالوا : ربنا (لا تقومنّ) (٧) الساعة ، لما يرون من عذاب الله. وإذا أنا برجال بطونهم كالبيوت يقومون فيقعون لظهورهم ولبطونهم ، فيأتي عليهم آل فرعون فيثردونهم بأرجلهم ثردا. فقلت (٨) : من هؤلاء يا جبريل؟ (قال) (٩) : هؤلاء أكلة الربا. ثم تلا هذه الآية : (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ)(١٠) (إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ)(١١). ثم عرج بنا حتى انتهينا إلى السماء الثانية ، فاستفتح جبريل فقيل : من هذا؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك؟ قال : محمّد ، قيل : أوقد بعث إليه؟ قال : نعم ، قالوا مرحبا به ولنعم المجيء جاء. قال : ففتح لنا فإذا (أنا) (١٢) بابني الخالة يحيى وعيسى ، فرحبا بي ودعوا لي بخير.

ثم عرج بنا حتى انتهينا إلى السماء الثالثة ، فاستفتح جبريل فقيل : من هذا؟

قال : جبريل ، قيل : ومن معك؟ قال محمد ، قيل : أوقد بعث إليه؟ قال : نعم ، قالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء. ففتح لنا. [قال](١٣) : فإذا أنا بيوسف وإذا هو قد أعطي شطر الحسن. قال : فرحب بي ودعا لي بخير.

ثم عرج بنا حتى انتهينا (١٤) إلى السماء الرابعة ، فاستفتح جبريل فقيل : من هذا؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك؟ قال محمد / قيل أوقد بعث إليه؟ قال :

__________________

(١) الحجرات ، ١٢. (٢) في ١٧٩ و ١٧٥ : تنهشهن.

(٣) في ١٧٩ : الضورة. والظورة اسم جمع للظئر وهي : المرضعة لغير ولدها من الناس والإبل. لسان العرب ، مادة : ظأر.

(٤) في ١٧٩ : التي ، وفي ١٧٥ : الاتي. (٥) في ع : سايلة.

(٦) في ١٧٩ : بهن.

(٧) في ١٧٥ : تقوم.

(٨) في ١٧٥ : قلت.

(٩) في ١٧٥ : فقال.

(١٠) بداية [٥] من ١٧٩ ورقمها : ٣٧٠.

(١١) البقرة ، ٢٧٥.

(١٢) ساقطة في ١٩٧.

(١٣) إضافة من ١٧٩.

(١٤) بداية [٦] من ١٧٥.

١٠٨

نعم. قالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء. فتح لنا فإذا أنا بإدريس ، فرحّب بي ودعا لي بخير.

ثم عرج بنا حتى انتهينا إلى السماء الخامسة ، فاستفتح جبريل فقيل : من هذا؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك؟ قال : محمّد ، (قال) (١) : أوقد بعث إليه؟ قال : نعم ، قالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء. ففتح لنا فإذا أنا بهارون ، وإذا لحيته شطران : شطر أبيض وشطر أسود. فقلت : من هذا يا جبريل؟ قال هذا المحبب في قومه وأكثر من رأيت تبعا ، قال : فرحّب بي ودعا لي بخير.

قال : ثم عرج بنا حتى انتهينا إلى السماء السادسة ، فاستفتح جبريل فقيل : من هذا؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك؟ قال : محمّد ، قيل : أوقد بعث إليه؟ قال : نعم. قالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء. ففتح لنا فإذا بموسى ، وإذا هو رجل أشعر لو لبس قميصين لنفدهما الشعر (٢). فقلت : من هذا يا جبريل؟ قال : هذا أخوك موسى. [قال] : (٣) فرحّب بي ودعا لي بخير.

قال : (ثم مضيت) (٤) فسمعت موسى يقول : يزعم (بنو) (٥) إسرائيل (أنّي) (٦) أكرم الخلق على الله ، وهذا أكرم على الله منّي ، فلو كان إليه وحده لهان عليّ ولكن النّبيّ ومن تبعه من أمته.

ثم عرج بنا حتى انتهينا إلى السّماء السّابعة ، فاستفتح جبريل. فقيل : من هذا؟ قال : جبريل. قيل : ومن معك؟ قال : محمّد (قال): (٧) أوقد بعث إليه؟ قال : نعم. قالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء. ففتح لنا فأتيت على إبراهيم ، (وإذا) (٨) هو مستند إلى البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى أن تقوم الساعة. فقلت : من هذا يا جبريل؟ قال : هذا (٩) أبوك إبراهيم. فسلّمت عليه فرحّب بي ودعا لي بخير. وإذا أمّتي عنده شطران : شطر عليهم ثياب بيض ، وشطر عليهم ثياب رمد (١٠) ، فدخل أصحاب الثياب البيض ، واحتبس الآخرون. فقلت : من هؤلاء يا جبريل؟ (فقال) (١١) : هؤلاء الذين خلطوا عملا صالحا وآخر

__________________

(١) في ١٧٩ و ١٧٥ : قيل.

(٢) في طرة ع : رجل الشعر.

(٣) إضافة من ١٧٩ و ١٧٥.

(٤) في ١٧٩ و ١٧٥ : فمضيت.

(٥) في ١٧٩ : بني.

(٦) في ١٧٩ : انني.

(٧) في ١٧٩ : و ١٧٥ قيل.

(٨) في ١٧٩ : فاذا.

(٩) بداية [٧] من ١٧٥.

(١٠) في طرة ١٧٥ : رمد سود.

(١١) في ١٧٩ و ١٧٥ : قال.

١٠٩

سيئا و (كلّ) (١) إلى خير.

ثم قيل لي : هذه منزلتك ومنزلة أمتك. ثم تلا هذه الآية : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (٦٨))(٢).

قال : ثم انتهينا إلى سدرة المنتهى ، فإذا (هي) (٣) أحسن ما خلق الله ، وإذا الورقة (٤) من ورقها لو غطّيت بها هذه الأمّة لغطتهم. ثم انفجر من تحتها السلسبيل ، ثم انفجر من السلسبيل نهران : نهر الرحمة ونهر الكوثر ، فاغتسلت من الرحمة فغفر لي ما تقدّم من ذنبي وما تأخّر.

ثم أعطيت الكوثر فسلكته حتى انفجر [بي](٥) في الجنّة ، فإذا طيرها كالبخت (٦) وإذا الرّمانة من رمّانها كجلد البعير المقبّب.

قال : و (نظرت) (٧) إلى جارية فقلت : لمن أنت يا جارية؟ قالت : لزيد بن حارثة. (قال) (٨) : فبشّرت بها زيدا.

قال : ثم (نظرت) (٩) إلى النار فإذا : إنّ عذاب ربّي لشديد ، لا تقوم له الحجارة ولا الحديد.

قال : ثم رجعت إلى سدرة المنتهى ، (فغشّاها) (١٠) من أمر الله ما (غشّى) (١١) ، ووقع على كل ورقة ، ملك وأيّدها الله بأيده ، وأوحى (إلى عبده) (١٢) ما أوحى ، وفرض عليّ في كل يوم وليلة خمسين صلاة. فرجعت إلى موسى فقال : ما فرض عليك ربك؟

فقلت (١٣) : فرض عليّ في كل يوم وليلة خمسين صلاة فقال : ارجع إلى ربك (فسله) (١٤) التخفيف فان أمتك لا (يطيقون) (١٥) ذلك ، فإنّي قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم.

__________________

(١) في ١٧٥ : كلا. (٢) آل عمران ، ٦٨.

(٣) ساقطة في ١٧٩ و ١٧٥. (٤) بداية [٦] من ١٧٩ ورقمها : ٣٧١.

(٥) إضافة من ١٧٩ و ١٧٥.

(٦) البخت : جمع بختي ، جمال طوال الأعناق. لسان العرب ، مادة : بخت.

(٧) في ١٧٩ : نضرت.

(٨) ساقطة في ١٩٧.

(٩) في ١٧٩ : نضرت.

(١٠) في ١٧٩ : فغشاها.

(١١) في ١٧٩ : غشا.

(١٢) في ١٧٩ و ١٧٥ : إليّ.

(١٣) في ١٧٥ : قلت.

(١٤) في ١٧٩ : فاسله.

(١٥) في ١٧٩ : تطيق.

١١٠

فرجعت إلى ربّي فقلت : أي ربّ حطّ عن أمتي فإن أمّتي لا تطيق ذلك. (فحطّ) (١) عني خمسا.

قال : فرجعت إلى موسى (فقال) (٢) : ما فرض عليك ربّك؟ (قال): (٣) قلت : حطّ عني خمسا. فقال : ارجع إلى ربك (فسله) (٤) التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك.

قال : فرجعت إلى ربّي فحطّ عنّي خمسا. قال فلم أزل أختلف بين ربي وبين موسى حتى قال : يا محمد لا تبديل ، إنه لا يبدّل القول لديّ ، (هي) (٥) خمس صلوات في كل يوم وليلة ، لكل صلاة عشر ، فتلك خمسون صلاة ، (فمن) (٦) همّ بحسنة (فلم) (٧) يعملها كتبت له حسنة ، ومن عملها كتبت له عشرا. ومن همّ بسيئة ولم يعملها لم تكتب عليه ، ومن عملها كتبت عليه سيئة واحدة.

قال : فرجعت إلى موسى فأخبرته (فقال) (٨) : ارجع إلى ربك فسله التخفيف. فقلت : قد راجعته حتى استحييت. (٩)

سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك أن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (١٠) قال (١١) : لما أتى بالبراق ليركبه استصعب [عليه](١٢) فقال له جبريل : اسكن ، فو الذي نفسي بيده ما ركبك مخلوق أكرم على الله منه. قال : فارفضّ عرقا وقرّ. (١٣)

حماد عن علي بن زيد عن أنس بن مالك أن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (١٤) قال : مررت ليلة أسري بي على رجال تقرض شفاههم بمقاريض من نار ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل؟ (قال): (١٥) هؤلاء خطباء من أمتك يأمرون الناس بالبرّ وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون.

عثمان عن قتادة عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه

__________________

(١) في ١٧٩ : فخط. (٢) في ١٧٥ : قال. بداية [٨] من ١٧٥.

(٣) ساقطة في ١٧٩ و ١٧٥. (٤) في ١٧٩ : فاسله.

(٥) في ١٧٩ و ١٧٥ : انهن. (٦) في ١٧٩ و ١٧٥ : ومن.

(٧) في ١٧٩ و ١٧٥ : ولم.

(٨) في ١٧٥ : قال.

(٩) انظر الطبري ، ١٥ / ١١ ـ ١٤.

(١٠) ساقطة في ١٧٩.

(١١) نفس الملاحظة.

(١٢) إضافة في ١٧٩.

(١٣) الطبري ، ١٥ / ١٥.

(١٤) ساقطة في ١٧٩.

(١٥) في ١٧٩ و ١٧٥ : فقال.

١١١

وسلّم) (١) : بينما أنا في الجنة إذا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوّف ، فضربت بيدي (في) (٢) مجرى الماء فإذا (مسك) (٣) أذفر (٤) ، فقلت : ما هذا يا جبريل؟ فقال) (٥) : هذا الكوثر الذي أعطاك الله.

المعلّى بن هلال أن رسول الله [عليه‌السلام](٦) قال : مررت ليلة أسري بي على ملك قائم / على سرير بيده حربة فقلت : من هذا يا جبريل؟ فقال : إن نبيّا أسري به قبلك ، فمرّ على هذا وهو قاعد فظن أنه ربّه ، فأهوى ليسجد له ، فأقامه الله من (يومه) (٧) ليعلم أنّه عبد.

قوله : (لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا) (١).

سعيد عن قتادة (٨) قال : ما أراه الله من الآيات والعبر في طريق بيت المقدس.

قوله : (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (١) يعني نفسه. لا أسمع منه ولا أبصر منه.

[و](٩) قال الكلبي : لما أخبر النّبيّ [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](١٠) بذلك (المشركين) (١١) قال المشركون : تحدثنا (١٢) أنك صليت الليلة في بيت المقدس ورجعت من ليلتك وهو مسيرة شهر للذاهب وشهر للمقبل؟

وقال بعضهم : (رويدك) (١٣) يا محمد نسألك عن عيرنا هل رأيتها في الطريق؟ قال : نعم : قال أين؟ قال مررت على عير بني فلان (بالرّوحاء) (١٤) وقد أضلوا ناقة [لهم](١٥) وهم في طلبها ، فمررت على رحالهم و (١٦) ليس بها منهم أحد. فوجدت في إناء من آنيتهم ماء فشربته ، فسلوهم إذا رجعوا هل وجدوا الماء في الإناء. قالوا هذه والله آية.

__________________

(١) ساقطة في ١٧٩. (٢) في ١٧٩ و ١٧٥ : الى.

(٣) في ١٧٩ : بمسك. (٤) أذفر يعني طيب الريح. لسان العرب مادة : ذفر.

(٥) في ١٧٥ : قال. (٦) اضافة من ١٧٥. في ١٧٩ : صلّى الله.

(٧) في ١٧٩ : يومئذ.

(٨) بداية [٩] من ١٧٥.

(٩) إضافة من ١٧٩.

(١٠) إضافة من ١٧٥.

(١١) في ١٧٥ : المشركون.

(١٢) بداية [٧] من ١٧٩ ورقمها : ٣٧٢.

(١٣) في ١٧٩ : رويد.

(١٤) قرية من قرى بغداد على نهر عيسى. معجم البلدان ، مادة : الروحاء.

(١٥) إضافة من ١٧٩ و ١٧٥.

(١٦) ساقطة في ١٧٩ و ١٧٥.

١١٢

قال : ومررت على عير بني فلان فنفرت مني الإبل ساعة كذا وكذا. ووصف جملا منها قال : جمل أحمر ، كان عليه أجير بني فلان ، عليه (جولق) (١) أسود مخطط (ببياض) (٢). قالوا : هذه والله آية وقد عرفنا (الجولق). (٣)

قال : ثم مررت على عير بني فلان بالتنعيم ، قالوا : (فإن) (٤) كنت صادقا فإنها تقدم الآن. قال : أجل. قالوا : فأخبرنا بعدتها و (أجمالها) (٥) ومن فيها. قال : كنت مشغولا عن ذلك. فبينما هو يحدثهم إذ مثل له عدتها و (أجمالها في الخدور) (٦) يقدمها جمل (أورق) (٧). فقال رسول الله [صلّى الله عليه](٨) : (هي) (٩) هذه منحدرة من ثنية كذا مع طلوع الشمس ، يقدمها جمل أورق (و) (١٠) عدّتها كذا وكذا وأحمالها كذا وكذا ، وفيها فلان وفلان (وفلان) (١١) ، وسمّى الرهط الذين فيها بأسمائهم لم يغادر منهم أحدا.

فخرج رهط من قريش يسعون قبل الثنيّة ، فإذا هم بها حين انحدرت من الثنية يقدمها جمل أورق كما قال ، وفيها الرّهط الذين سمّى مع طلوع الشمس. فرموه بالسّحر وقالوا : صدق الوليد بن المغيرة فيما قال إنّه ساحر.

وجاء أبو بكر فقال : بأبي أنت وأمّي يا رسول الله ، حدّثني ما رأيت عن يمينك حين دخلت بيت المقدس وما رأيت عن يسارك. فحدثه رسول الله (١٢) ، فصدّقه أبو بكر وقال : أشهد أنّك صادق. فيومئذ سمّي الصدّيق ، فقال رسول الله

__________________

(١) في ١٧٩ و ١٧٥ : جوالق. وجوالق بكسر اللام وفتحها : وعاء. جمع جوالق وجواليق. وفي فتح الباري ، كتاب مناقب الأنصار ، باب القسامة في الجاهلية ٧ / ١٥٧ ، الجوالق : الوعاء من جلود وثياب وغيرها ، فارسي معرب والظاهر ان لفظة جولق لا تصح. في ١٧٩ : جوالق.

(٢) في ١٧٥ : ا ص.

(٣) في ١٧٩ : الجوالق.

(٤) في ١٧٥ : ان.

(٥) في ١٧٩ : احمالها بالحاء. وهي بالجيم جمع جمل.

(٦) في ١٧٩ : احمالها في الحدور ، مع وضع حرف حاء صغيرة تحت كل حرف حاء من الكلمتين. انظر ابن محكّم ، ٢ / ٤٠٦ هامش (٣).

(٧) أورق : هو البعير الأسود الذي يخالط سواده بياض. لسان العرب ، مادة : ورق.

(٨) إضافة من ١٧٥ بها تلف ناتج عن تمزيق بالقطعة.

(٩) ساقطة في ١٧٩ و ١٧٥.

(١٠) ساقطة في ١٧٩.

(١١) ساقطة في ١٧٩ و ١٧٥.

(١٢) بداية [١٠] من ١٧٥.

١١٣

[صلى‌الله‌عليه‌وسلم](١) : وأنت الصّدّيق يا أبا بكر.

سعيد عن قتادة قال : أسري بنبي الله [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٢) من (٣) مكة إلى بيت المقدس ، فصلى فيه (وأراد الله أن يريه آياته) (٤) ، وأمره (بما) (٥) شاء ليلة أسري به ، ثم أصبح بمكة. وذكر لنا أن نبيّ الله [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٦) حدّث أنه حمل على دابة يقال (لها) (٧) البراق ، فوق الحمار ودون البغل يقع خطوه عند أقصى طرفه ، فحدّث (نبيّ الله بذلك) (٨) أهل مكة ، فكذّبه المشركون وأنكروه. (فصدقه) (٩) أبو بكر ، فسمي الصديق من أجل ذلك. (١٠)

قوله : (وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ ،) (٢) التوراة [في تفسير الحسن]. (١١)

(وَجَعَلْناهُ) (٢) تفسير الحسن ، موسى). (١٢)

[وقال السدي : التوراة]. (١٣)

(هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ) (٢) لمن آمن به.

(أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً (٢))

عاصم بن حكيم أن مجاهدا قال : شريكا. (١٤)

وقال (بعضهم) (١٥) : رياء.

(ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ) (٣) في السفينة أي : يا ذرية من حملنا مع نوح ، لذلك انتصبت.

سعيد عن قتادة قال : (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ) (فالناس) (١٦) كلّهم ذرية من أنجى في [تلك](١٧) السفينة. وذكر لنا أنه نجا فيها نوح و (ثلاثة) (١٨) بنين (له) (١٩) وامرأته و (نساؤهم) (٢٠). وبنوه سام ، وحام ، ويافث. [فسام أبو العرب ، وحام أبو

__________________

(١) إضافة من ١٧٥.

(٣) في ١٧٩ و ١٧٥ : عام.

(٥) في ١٧٩ و ١٧٥ : ما.

(٧) في ١٧٩ و ١٧٥ : له.

(٩) في ١٧٩ و ١٧٥ : وصدقه.

(١١) إضافة من ١٧٩.

(١٣) اضافة من ١٧٩ و ١٧٥.

(١٥) في ١٧٩ : السدي.

(١٧) إضافة من ١٧٩.

(١٩) ساقطة في ١٧٩.

(٢) إضافة من ١٧٥.

(٤) في ١٧٩ و ١٧٥ : وأراه الله من آياته.

(٦) اضافة من ١٧٥.

(٨) في ١٧٥ : بذلك نبي الله.

(١٠) الطبري ، ١٥ / ١٥.

(١٢) ساقطة في ١٧٩.

(١٤) تفسير مجاهد ، ١ / ٣٥٧.

(١٦) في ١٧٥ : والناس.

(١٨) في ١٧٥ : ثلاث.

(٢٠) في ١٧٩ : ثلاث نسوة.

١١٤

الحبش ، ويافث أبو الروم](١). فجميعهم ثمانية.

قال : (إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً) (٣)

سعيد عن قتادة قال : ذكر لنا انه (كان إذا استجد ثوبا) (٢) حمد الله (٣).

قال يحيى : وعامة ما في القرآن في تفسير العامة أن الشكور المؤمن.

قوله : (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ) (٤)

[تفسير السدي (٤) : أخبرنا بني إسرائيل]. (٥)

(فِي الْكِتابِ) (٤) [يعني : في التوراة. وهو تفسير السدي]. (٦)

قال الحسن : يقول أعلمناهم ، كقوله : (وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ)(٧) (يقول) (٨) : أعلمناه.

عاصم بن حكيم أن مجاهدا قال : (وَقَضَيْنا) كتبنا. (٩)

(لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ) (٤) يعني : لتهلكنّ في الأرض مرتين. [وهو تفسير السدي](١٠).

(وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً) (٤) [يعني : لتقهرن قهرا شديدا. تفسير السدي]. (١١)

(فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما) (٥) : أولى العقوبتين. (١٢)

(بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) (٥)

(تفسير مجاهد) (١٣) : فارس. (١٤)

(فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ) (٥) (فقتلوهم) (١٥) في الديار وهدموا بيت المقدس وألقوا فيه الجيف والعذرة.

__________________

(١) إضافة من ١٧٩ و ١٧٥. انظر رواية قتادة في الطبري ، ١٥ / ١٩.

(٢) في ١٧٩ و ١٧٥ : لم يستجد ثوبا قط الا.

(٣) الطبري ، ١٥ / ٢٠.

(٤) بداية [٨] من ١٧٩ ورقمها : ٣٧٣.

(٥) إيضافة من ١٧٩ و ١٧٥.

(٦) نفس الملاحظة.

(٧) الحجر ، ٦٦.

(٨) في ١٧٩ : يعني.

(٩) في الطبري ، ١٥ / ٢١ عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ، : أخبرنا بني إسرائيل.

(١٠) إضافة من ١٧٩ و ١٧٥.

(١١) نفس الملاحظة.

(١٢) بداية [١١] من ١٧٥.

(١٣) ساقطة من ١٧٩ و ١٧٥.

(١٤) تفسير مجاهد ، ١ / ٣٥٨.

(١٥) في ١٧٩ : فقتلوكم ، وفي ١٧٥ : فقتلوا.

١١٥

(وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً) (٥) أي انه كائن.

[وقال ابن مجاهد عن أبيه] : (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ) كتبنا عليهم. (لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ [مَرَّتَيْنِ])(١) إلى قوله : (أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) قال : ذلك بيان من جاءهم من فارس يتحسسون أخبارهم ويسمعون حديثهم ومعهم بختنصر ، فوعى أحاديثهم من بين أصحابه ثم رجعت فارس ، فلم (يكن) (٢) قتال ونصرت عليهم بنو إسرائيل. فهذا وعد الأولى.

(فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ) (٧) بعث ملك فارس ببابل جيشا وأمّر عليهم بختنصر ، فأتوا (بني) (٣) اسرائيل فدمروهم. فكانت هذه الآخرة ووعدها. (٤)

[وقال السدي : (فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ) يعني : الموت الأخبر من العذاب الذي وعدهم]. (٥)

سعيد عن قتادة قال : عوقب القوم على (غلوّهم) (٦) وفسادهم ، فبعث [الله](٧) عليهم في الأولى جالوت (الخزري) (٨) فسبى وقتل وجاسوا خلال الديار كما قال الله ، ثم (روجع) (٩) القوم على دخن (١٠) فيهم كثير.

فقال (١١) : (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ) (٦)

[يقول : وأعطيناكم. تفسير السدي]. (١٢)

(وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً) (٦) أي أكثر عددا في زمان داود.

[(و) (١٣) قوله](١٤) : (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ) ففعل ذلك بهم في زمان داود يوم طالوت.

قال : (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها) (٧) أي فلأنفسكم.

__________________

(١) ساقطة في ع.

(٢) في تفسير مجاهد ، ١ / ٣٥٨ يكثر.

(٣) في ١٧٥ : بنو.

(٤) تفسير مجاهد ، ١ / ٣٥٨.

(٥) اضافة من ١٧٩ و ١٧٥.

(٦) في ١٧٩ : عتوهم.

(٧) إضافة من ١٧٩.

(٨) في ١٧٩ : الجزري.

(٩) في ١٧٥ : رجع.

(١٠) الدخن. الدخان وكذلك كدورة الى السواد. لسان العرب ، مادة : دخن.

(١١) في ١٧٥ : قال.

(١٢) إضافة من ١٧٩ و ١٧٥.

(١٣) ساقطة في ١٧٥.

(١٤) إضافة من ١٧٩.

١١٦

(فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ) (٧)

قال قتادة : آخر (العقوبتين). (١)

(لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ) (٧) وهي تقرأ على وجهين : ليسوء الله وجوهكم خفيفة.

والوجه الآخر ليسئوا ، مثقلة ، يعني القوم وجوهكم. (٢)

(وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ) (٧) يعني بيت المقدس.

(كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ) (٧)

سعيد عن قتادة قال : اي كما دخله عدوهم قبل ذلك. قال :

(وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا) (٧) [أي غلبوا عليه.

(تَتْبِيراً]) (٧) (٣)] اي وليفسدوا ما غلبوا عليه فسادا ، فبعث الله عليهم في الآخرة بختنصر (البابلي) (٤) المجوسي فسبى وقتل وخرّب بيت المقدس / وقذف فيه الجيف والعذرة.

يقال إن فسادهم الثاني قتل يحيى بن زكرياء ، فبعث الله بختنصر عقوبة عليهم بقتلهم يحيى (٥) فقتل (٦) منهم سبعين ألفا. (٧)

أبو سهل عن أبي هلال الراسبي عن قتادة أن مريم لما حملت قالوا : ضيّع الله بنت سيدنا ، يعنون زكرياء ، حتى زنت. فلما طلبوا زكرياء ليقتلوه انطلق هاربا. فعرضت له شجرة فقال : افرجي لي (حتى) (٨) أختبىء فيك ، ففرجت له فدخل فيها وانضمت عليه وبقي بعض هدب (ثيابه) (٩) خارجا. [فطلبوه فلم يقدروا عليه]. (١٠) فجاء إبليس فقال : هو في هذه الشجرة وهذا هدب ثوبه ، فجيء بالمنشار فوضع عليه حتى قتل.

__________________

(١) في ١٧٩ : العفوسين وفي ابن أبي زمنين ورقة : ١٨٢ العقوبتين.

(٢) قرأ ابن كثير ونافع وابو عمرو وحفص عن عاصم : ليسئوا بالياء وضمير الجمع. وقرأ عاصم في رواية ابي بكر وابن عامر وحمزة : ليسوء بالياء على الإفراد. وقرأ الكسائي : لنسوء بالنون. ابن مجاهد ، ٣٧٨. انظر مزيدا من التفصيل في قراءة هذا الحرف في البحر المحيط ، ٦ / ١١.

(٣) إضافة من ١٧٩ و ١٧٥.

(٤) في ١٧٩ : اليابلي.

(٥) في ١٧٩ : ببحى

(٦) بداية [١٢] من ١٧٥.

(٧) الطبري ، ١٥ / ٣٦.

(٨) ساقطة في ١٧٥.

(٩) في ١٧٩ : ثوبه.

(١٠) إضافة من ١٧٩.

١١٧

(وان يحيى بن زكريا) (١) كان في زمان لم يكن للرجل منهم أن يتزوج امرأة أخيه بعده ، وإذا كذب متعمدا (٢) لم (يولّ) (٣) الملك. فمات الملك (وولي أخوه) (٤). فأراد [الملك](٥) أن (يتزوج (٦) امرأة (أخيه) (٧) الملك الذي مات (٨) ، فسألهم فرخصوا له. فسأل يحيى بن زكرياء فأبى أن يرخص له. فحقدت عليه امرأة أخيه وجاءت (بابنة) (٩) أخي الملك الأول إليه فقال لها : سليني اليوم حكمك. فقالت : حتى أنطلق إلى أمي. (فلقيت) (١٠) أمها فقالت : قولي له إن أردت أن تفي لنا بشيء فأعطني رأس (يحيى) (١١) بن زكرياء. فقال : قولي لها غير هذا خير لك [منه](١٢). قال : فأبت ، وتكرّه أن يخلفها فلا يولّى الملك ، فدفع إليها يحيى بن زكرياء. فلما وضعت الشفرة على حلقه قال : قولي : بسم الله. هذا ما بايع عليه يحيى بن زكرياء عيسى ابن مريم على ألّا يزني ، ولا يسرق ، ولا يلبس إيمانه بسوء. فلما أمرّت الشفرة على أوداجه فذبحته (ناداها) (١٣) (مناد) (١٤) من فوقها فقال : يا ربة البيت الخاطئة الغاوية ، قالت إنها كذلك ، فما تريد (منها) (١٥)؟ قال : لتبشر فانها أول ما (تدخل) (١٦) النار. قال : وخسف بابنتها فجاءوا بالمعاول فجعلوا يحفرون عنها وتدخل في الأرض حتى ذهبت.

قال : (عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ) (٨)

سعيد عن قتادة قال : فعاد الله (عليهم) (١٧) بعائدته.

قال : (وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا) (٨) عليكم بالعقوبة (١٨). كان أعلمهم ان هذا كائن كله.

قوله : (وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا) (٨) تفسير الحسن ان الله عاد لهم بمحمد فأذلّهم بالجزية.

__________________

(١) ساقطة في ١٧٩ : و ١٧٥.

(٣) في ١٧٩ : يوك.

(٥) إضافة من ١٧٩ و ١٧٥.

(٧) ساقطة في ١٧٩ و ١٧٥.

(٩) في ١٧٩ و ١٧٥ : ببنت.

(١١) ساقطة في ١٧٥.

(١٣) في ١٧٩ و ١٧٥ : فناداها.

(١٥) في ١٧٩ : من ذلك.

(١٧) ساقطة في ١٧٩ و ١٧٥.

(٢) بداية [٩] من ١٧٩ ورقمها : ٣٧٣.

(٤) ساقطة في ١٧٩ و ١٧٥.

(٦) في ١٧٥ : يزوج.

(٨) في ١٧٩ و ١٧٥ إضافة : وكان أخاه.

(١٠) في ١٧٩ و ١٧٥ : فأتت

(١٢) إضافة من ١٧٩ و ١٧٥.

(١٤) في ع : منادي ، وفي ١٧٥ : مناديا.

(١٦) في ١٧٩ : يدخل.

(١٨) الطبري ، ١٥ / ٤٤.

١١٨

قال يحيى : [يعني](١) قوله : (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ)(٢) (يعني) (٣) قال ربك في تفسير قتادة.

وقال الحسن : أشعر ربّك ، قال ربك ، (لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ)(٤).

وقال [سعيد (٥) عن](٦) قتادة : ثم عاد القوم (لشر ما بحضرتهم) (٧) ، فبعث الله عليهم ما شاء من نقمته. ثم كان عذاب الله أن بعث عليهم العرب فهم منهم في عذاب إلى يوم القيامة. (٨)

قوله : (وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً) (٨)

سعيد عن قتادة قال : سجنا [أي](٩) يحصرهم فيها). (١٠)

[وقال ابن مجاهد عن أبيه (يحصرون فيها]. (١١)

قوله : (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي) (٩) يعني يدعو. [وهو تفسير السدي]. (١٢)

(لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) (٩). وقال في المزّمّل : (وَأَقْوَمُ قِيلاً)(١٣) أصوب.

(وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) (٩) الجنة.

(وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) (١٠) موجعا.

قوله : (وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ) (١١) يدعو بالشر على نفسه وعلى ولده وماله كما يدعو بالخير. وقال في آية أخرى : (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ)(١٤) (أَجَلُهُمْ)(١٥) لأمات الذي يدعو عليه.

(وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً) (١١) وقد فسرناه قبل هذا الموضع.

سعيد عن قتادة قال : يدعو على ماله فيلعن ماله وولده ، ولو استجاب الله له

__________________

(١) إضافة من ١٧٩ و ١٧٥.

(٢) الاعراف ، ١٦٧.

(٣) ساقطة في ١٧٩ و ١٧٥.

(٤) الاعراف ، ١٦٧.

(٥) بداية [١٣] من ١٧٥.

(٦) اضافة من ١٧٩ و ١٧٥.

(٧) في الطبري ، ١٥ / ٤٤ بشر ما يحضرهم.

(٨) الطبري ، ١٥ / ٤٤.

(٩) إضافة من ١٧٩ و ١٧٥.

(١٠) في ١٧٩ : نحصرهم بالنون. انظر رواية قتادة في الطبري ، ١٥ / ٤٥.

(١١) اضافة من ١٧٩ و ١٧٥. تفسير مجاهد ، ١ / ٣٥٩.

(١٢) إضافة من ١٧٩ و ١٧٥.

(١٣) المزّمّل : ٦. في ١٧٩ : قليلا.

(١٤) بداية [١٠] من ١٧٩ ورقمها : ٣٧٥.

(١٥) يونس ، ١١.

١١٩

لأهلكه.

الحسن بن دينار عن (حميد بن هلال) (١) قال : (ألا) (٢) تعجب من الناس كيف يغبنون عن جلال الله. يقول أحدهم (لدابته) (٣) (او) (٤) (لشاته) (٥) : غضب الله عليك. ولو (قيل له) (٦) : اغضب على شاتك او [اغضب](٧) على دابتك لغضب من ذلك.

قوله : (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ) (١٢).

ابن مجاهد عن أبيه قال : آيتين ليلا ونهارا كذلك (خلقهما) (٨) الله.

قال : (فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ) (١٢).

(قال قتادة : وهو السواد الذي في القمر). (٩)

قال يحيى : ويقال محي من ضوء القمر من مائة جزء تسعة وتسعون جزءا وبقي جزء واحد.

قال : (وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً) (١٢).

قال قتادة : أي منيرة يعني به ضوء النهار.

(لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ) (١٢) يعني بالنهار.

(وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ) (١٢) بالليل والنهار.

[وقال السدي يعني عدد الأيام والشهور والسنين قال :](١٠)

(وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلاً) (١٢) بيّنّاه (تبيينا) (١١) في تفسير قتادة [والسدي](١٢).

__________________

(١) في ١٧٩ و ١٧٥ : إسحاق بن سويد العدوي عن مطرف بن عبد الله.

(٢) في ١٧٩ : لا.

(٣) في ١٧٩ و ١٧٥ : للدابة.

(٤) في ١٧٩ : و.

(٥) في ١٧٩ : للشيء ، وفي ١٧٥ : الشيء.

(٦) في ١٧٩ : و ١٧٥ : قال رجل لرجل.

(٧) إضافة من ١٧٩ و ١٧٥.

(٨) في ١٧٥ : خلقهم.

(٩) في ١٧٩ و ١٧٥ : سعيد عن قتادة قال : كنا نحدث أنّ محو آية الليل سواد القمر الذي فيه. في الطبري ، ١٥ / ٥٠. عن سعيد عن قتادة : اي منيرة وخلق الشمس أنور من القمر وأعظم.

(١٠) اضافة من ١٧٩ و ١٧٥.

(١١) في ١٧٩ : تبينا. وفي ١٧٥ : تبيانا.

(١٢) إضافة من ١٧٩ و ١٧٥.

١٢٠