قائمة الکتاب
قبض الزكاة واعطاؤها المستحق
أمور تتبع الإخراج
كتاب الخمس
كتاب الحج
وجوب الحج
أنواع الحج وأفعاله وأحكامه
أشياء من أحكام الحج وتوابعة
كتاب الجهاد
في وجوب الجهاد
شرائط وجوب الجهاد
في احكام متعددة
قتال اهل البغى
كتاب الأمر والنهي
معنى الاصرار على الذلب
٣٨٩
إعدادات
مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام [ ج ٢ ]
مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام [ ج ٢ ]
تحمیل
والحياء منه ، أو ذكروه بالثناء والتعظيم ، فانّ من دأب المسئلة والدّعاء تقديم التعظيم.
(فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ) فتابوا عنها بأن ندموا على ما وقع منهم من القبيح ، وعزموا على أن لا يعودوا إليه ، فأمّا الاستغفار بمجرّد اللّسان فلا أثر له في إزالة الذنب ، وإنّما يجب إظهار هذا الاستغفار لازالة التهمة ، ولإظهار كونه منقطعا إلى الله تعالى.
(وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ) استفهام بمعنى النفي ، بيّن فيه وصف ذاته بسعة الرّحمة ، وعموم المغفرة ، وأنّه لا مفزع للمذنبين سواه ، وترغيب للعاصين في التوبة وطلب المغفرة.
وإسقاط العقاب بالتوبة عندنا تفضّل منه سبحانه وتعالى ، لا أنّه واجب عقليّ كما هو الظاهر من الكشاف ، حيث استدلّ عليه بأنّ العبد إذا جاء في الاعتذار والتفضّل بأقصى ما يقدر عليه وجب العفو والتجاوز ، فانّ ذلك في محلّ المنع ، إذ العقل لا يقبّح الانتقام والانتصاف بل ذلك محض العدل كما أشار إليه المحقّق الطوسيّ في التجريد.
وقد أجمع أصحابنا الإماميّة على عدم وجوب سقوطه عقلا ، نعم هو ساقط نقلا بمقتضى وعده ، وقد نقله الطبرسيّ في مواضع من مجمع البيان ، نعم استحقاق الثواب بالتوبة واجب عقلا ، لأنّه لو لم يكن مستحقّا بالتوبة لقبح تكليفه بها ، لما فيها من المشقّة ، وقد بسطنا الكلام في مواضع من كتابنا هذا.
والجملة وقعت معترضة بين المعطوف عليه والمعطوف وهو قوله (وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا) ولم يقيموا على ذنوبهم وهو من تتمّة التوبة ، فإنّ مجرّد الاستغفار مع الإصرار لا يكفى فيها ، وإنّما يؤثر عند ترك الإصرار.
وقد روى (١) عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار
__________________
(١) المجمع ج ١ ص ٥٠٦ وعنه نور الثقلين ج ١ ص ٣٢٧ بالرقم ٤٧٢ ومثله الحديث عن أبى عبد الله رواه في أصول الكافي باب الإصرار على الذنوب الحديث ١ وهو في المرآة ج ٢ ص ٢٦٦ وللمجلسي قدسسره عليه شرح مبسوط فراجع. ـ