قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

المعجزة الكبرى القرآن

المعجزة الكبرى القرآن

المعجزة الكبرى القرآن

المؤلف :محمد أبو زهرة

الموضوع :القرآن وعلومه

الناشر :دار الفكر العربي

الصفحات :432

تحمیل

المعجزة الكبرى القرآن

178/432
*

فيذهب ، وللنفوس فتتقى الشح ، وهو عظة وهداية وتوجيه إلى العدل المطلق المنظم للأسرة فى سلامتها وبقائها ، وفى فصلها وانتهائها ، وسبحان الله العليم الخبير.

التشبيه فى القرآن

١٠٥ ـ انتهينا إلى أن التشبيه فى القرآن ليس هو مقياس البلاغة ، لأن البلاغة القرآنية العالية كما تكون فى حال التشبيه والاستعارة والمجاز ، تكون أيضا فى الكلام الخالى من كل هذا ، وأخص ما يكون ذلك فى آيات الأحكام ، وقد يكون فى القصص والاستدلال ، وغير ذلك مما نعرض له ، وقد تلونا آيات من آيات الأحكام ، وجدنا فيها النص الكريم فى حقائقه ، وفى بعده عن كل المحسنات البديعية أعلى من كل كلام ، وهو بديع فى ذاته من غير حاجة إلى البديع الصناعى ، أو الاصطلاحى ، فإنه فوق قدر البشر ، وفوق ما يصطنعه البشر ، وما يصطلح عليه العلماء ، وإنه يتعلم منه ، وإن كان لا يحاكى ، ويؤخذ منه ، وإن كان الوصول إلى مقامه غير ممكن.

ولنتكلم الآن فى تشبيه القرآن.

لقد ذكر الرمانى فى رسالته (النكت فى إعجاز القرآن) : «التشبيه : هو العقد على أن أحد الشيئين يسد مسد الآخر فى حس أو عقل ، وإن ذلك التعريف يضع المشبه والمشبه به فى مرتبة واحدة ، وإنى لا أرى ذلك ، ولا يراه علماء البلاغة الذين جاءوا بعد أبى الحسن الرمانى المتوفى سنة ٣٨٦ ه‍ ـ فإنهم يعرفونه بأنه جعل أحد الشيئين فى مقام الشيء الآخر لأمر مشترك بينهما. وهو فى ثانيهما أقوى مظهرا أو أبين مخبرا ، كما تقول علىّ كالأسد فى الشجاعة ، فهو فى الأسد أظهر ، ولا يمكن أن يقال : «إن أحدهما يسد مسد الآخر ، صورة ومعنى».

ولنترك التعريف مع رأينا فيه ، ولننظر فى قوله من بعد ، فهو يقول : «وهذا الباب يتفاضل فيه الشعراء ، وتظهر فيه بلاغة البلغاء ، وهو على طبقات فى الحسن ، فبلاغة التشبيه الجمع بين شيئين بمعنى يجمعهما ، والأظهر الذى يقع فيه البيان بالتشبيه على وجوه» ويذكر وجوه التشبيه وأنواعه فيقول فى ذلك :

«منها إخراج ما لا تقع عليه الحاسة إلى ما تقع عليه الحاسة ، ومنها إخراج ما لم تجر به عادة إلى ما جرت به عادة ، ومنها إخراج ما لا يعلم بالبديهة إلى ما يعلم بالبديهة ، ومنها إخراج ما لا قوة له فى الصفة إلى ما له قوة من الصفة ، فالأول نحو تشبيه المعدوم بالغائب ، والثانى تشبيه البعث بعد الموت بالاستيقاظ بعد النوم ، والثالث تشبيه إعادة الأجسام بإعادة الكتاب ، والرابع تشبيه ضياء النهار».

ولا شك أن هذه الوجوه لا تشمل كل أقسام المقسم ، فمن التشبيهات ما ليس بوجه من هذه الوجوه ، كتشبيه غير الواضح بالواضح ، كما ترى ذلك فى كثير من