جامع الأخبار

الشيخ محمّد بن محمّد السبزواري

جامع الأخبار

المؤلف:

الشيخ محمّد بن محمّد السبزواري


المحقق: علاء آل جعفر
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
ISBN: 964-5503-33-7
الصفحات: ٦٣٢

الفصل الثالث

فى العدل

(٣٢ / ١) قال الله تعالى في سورة يونس :

( إن الله لا يظلم الناس شيئاً ولاكن الناس أنفسهم يظلمون (٤١) )

(٣٣ / ٢) وقال في سورة آل عمران :

( وما الله يريد ظلماً للعالمين (١٠٨) )

(٣٤ / ٣) وقال في سورة غافر :

( وما الله يريد ظلماً للعباد (٣١) )

(٣٥ / ٤) وقال في سورة الزمر :

( ولا يرضى لعباده الكفر )

(٣٦ / ٥) وقال فيَ سورة البقرة :

( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )

__________________

١ ـ يونس ١٠ : ٤٤.

٢ ـ آل عمران ٣ : ١٥٨.

٣ ـ غافر ٤٠ : ٣١.

٤ ـ الزمر ٣٩ : ٧.

٥ ـ البقرة ٢ : ١٨٥.

٤١

(٣٧ / ٦) وقال في سورة النحل :

( إن الله يأمر بالعدل الإحسان وإيتآئِ ذي آلقربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى )

(٣٨ / ٧) روى حريز بن عبد الله ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « الناس في القدر على ثلاثة أوجه : رجل يزعم أنّ الله أجبرخلقه على المعاصي فهذا قد ظلم الله تعالى في حكمه فهوكافر ، ورجل يزعم أنّ الأمر مفوض إليهمفهذا قد وهَّن سلطان الله فهو كافر ، ورجل يزعم أنَّ الله تعالى كلَّف العباد مايطيقون ولم يكلفهم ما لا يطيقون ، فإذا أحسن حمد الله وإذا أساء استغفر الله فهومسلم بالغ ».

(٣٩ / ٨) روى عبّاد بن صهيب : أنّ أبا حنيفة سأل موسى بن جعفر بن محمّد ، الكاظم عليه‌السلام وهو شاب حدث فقال له : ممن المعاصي يافتى؟ فقال : « يا كهل ، لا تخلومن إحدى ثلاث : امّا أن تكون من الله ، اومن العباد ، أو منهما جميعأ ، فإن كانت من الله فالعباد منها براء ، وإن كانت منهماجميعاً فهما شريكان أحدهما أقوى من الاخر ، وليس للشريك القوي أنْ يظلم الشريك الضعيف فيشاركه في المعصية ويفرده في العقوبة ، فما بقي إلاّ أن تكون من العباد » فقام أبوحنيفة وقبل بين عينيه وقال : أنت ابن رسول الله حقأ.

__________________

٦ ـ النحل ٩٠ : ١٦.

٧ ـ الخصال ١ : ١٩٥ / ٢٧١.

٨ ـ مناقب ابن شهر آشوب ٤ : ٣١٤ ، أعلام الورى : ٣٤٨ ، روضة الواعظين ١ : ٣٩.

٤٢

الفصل الرابع

فى فضائل النبي محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله

(٤٠ / ١) قال الله تعالى في سورة آل عمران :

( الم (١) الله لا إله إلا هو الحي القيوم (٢) نزل عليك الكتاب بالحق مصدقاً لمابين يديه وأنزل التوراة والانجيل (٣) من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروابأيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو أنتقام (٤) )

(٤١ / ٢) وقال في سورة آل عمران :

( لقد مَنَّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم أياتهويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين (١٦٤) )

(٤٢ / ٣) وقال في سورة الأنعام :

( وأوحى إلى القرءان لأنذركم به ومن بلغ )

(٤٣ / ٤) وقال في سورة الأعراف :

( يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السماوات

__________________

١ ـ آل عمران ٣ : ١ ـ ٤.

٢ ـ آل عمران ٣ : ١٦٤.

٣ ـ الأنعام ٦ : ١٩.

٤ ـ الإعراف ٧ : ١٥٨.

٤٣

والارض لا إله إلا هو يحى ويميت فأمنوا بالله ورسوله النبي الاُمي الذي يؤمنب الله وكلماته )

(٤٤ / ٥) وقال في سورة الأنفال :

( يأيها الذين أمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون )

(٤٥ / ٦) وقال في سورة الأنفال :

( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون (٣٣) )

(٤٦ / ٧) وقال في سورة الأحزاب :

( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين )

(٤٧ / ٨) وقال في سورة النجم :

( والنجم إذا هوى (١) ما ضل صاحبكم وما غوى (٢) وما ينطق عن الهوى (٣) إنهو إلا وحى يوحى (٥) )

(٤٨ / ٩) حدثنا محمّد بن علي ماجيلويه رحمه‌الله قال : حدثني عميمحمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن هلال ، عن الفضل بن ذكين ، عن معمَر بنراشد قال : سمعت أبا عبد الله الصّادق عليه‌السلام يقول : « أتى يهودي إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقام بين يديه يحد النظر إليه ، فقال : يا يهودي ماحاجتك؟ فقال : أنت أفضل أم موسى بن عمران النبي الذي كلمه الله تعالى وأنزل عليه التوراة والعصا وفلق له البحر واظله بالغمام؟ فقال له النبي : أنه يكره

__________________

٥ ـ الأنفال ٨ : ٢٠.

٦ ـ الأنفال ٨ : ٣٣.

٧ ـ الأحزاب ٣٣ : ٤٠.

٨ ـ النجم ٥٣ : ١ ـ ٤.

٩ ـ أمالي الصدوق : ١٨١ / ٤ ، الاحتجاج ١ : ٤٧.

٤٤

للعبد أن يزكي نفسه ، ولكن أقول : إنَّ آدم عليه‌السلام لما أصاب (١) الخطيئة كانت توبته أن قال : اللهم إِني أسالك بحق محمّد وآل محمّد لمّا غفرتَ لي ، فغفر الله له.

وأنَّ نوحاً لما ركب في السفينة وخاف الغرق قال : اللّهم إني أسالك بحق محمّد وآل محمد (لمّا أنجيتني) (٢) من الغرق ، فنجاه الله عنها.

وأنّ إبراهيم عليه‌السلام لما ألقي في النار قال : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمّد لمّا أنجيتني منها ، فجعلها الله عليه برداً وسلاماً.

وأنّ موسى لمّا ألقى عصاة فأوجس في نفسه خيفة قال : اللهم إني أسألك بحق محمّد وآل محمّد (لما آمنتني) (٣) منها ، فقال الله جل جلاله : ( لا تخف إنكَ أنتَ الأعلَى ) (٤).

يا يهودي : إنَّ موسى عليه‌السلام لو أَدركني ثم لم يؤمن بي وبنبوتي مانفعه إيمانه شيئاً ولا نفعته النبوة.

يا يهودي : ومن ذريتي المهدي إذا خرج نزل عيسى بن مريم لنصرته فقدمه وصلى خلفه.

(٤٩ / ١٠) وقال الشيخ الفقيه أَبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي رحمه‌الله : حدثنا الحسين بن أحمد بن إِدريس رضي‌الله‌عنه قال : حدثنا أَحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمّد بن الضحّاك قال : أخبرنا عزيز (١) بن عبد الحميد ، عن إسماعيل بن طلحة ، عن

__________________

(١) في نسخة « م » : إصابته خ ل.

(٢) في نسخة « ن » : إن تنجيني.

(٣) في نسخة « ن » : إن تؤمنني خ ل.

(٤) طه ٢٠ : ٦٨.

١٠ ـ نقله المجلسي في بحار الأنوار ٢٥ : ١٧ عن كتاب رياض الجنان ، وعن منهج التحقيق إلى سواء الطريق من كتاب الآل لابن خالويه في ٢٧ : ١٣١ / ١٢٢.

(١) في نسخة « ن » و « ث » : جرير ، وفي هامشي « ن » و « م » : عزيز.

٤٥

كثيربن عمير (١) ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « إنَّ الله خلقني وخلق علياً وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من نور (٢) ، فعصر ذلك النور عصرة فخرج منه شيعتنا ، فسبّحنا فسبّحوا وقدسنا فقدسوا وهللنا فهللوا ومجَّدنا فمجّدوا ووحّدنا فوحّدوا ، ثم خلق الله السماوات والأرضينِ ، وخلق الملائكة ، فمكثت الملائكة مائة عام لا تعرف تسبيحاً ولا تقديساَ ولا تمجيداً ، فسبّحنا فسبّحت شيعتنا فسبّحت الملائكة لتسبيحنا ، وقدَّسنا فقدست شيعتنا فقدست الملائكة لتقديسنا ، ومجّدنا فمجد تشيعتنا ومجدت الملائكة لتمجيدنا ، ووحدنا فوحدت شيعتنا فوحدت الملائكة لتوحيدنا ، وكانت الملائكة لا تعرف تسبيحاً ولا تقديساً من قبل تسبيحنا وتسبيح شيعتنا ، فنحن الموحدون حين لا موحد غيرنا ، وحقيق على الله تعالى كما اختصنا واختص شيعتنا أن ينزلنا في أعلى عليين.

إن الله سبحانه وتعالى اصطفانا واصطفى شيعتنا من قبل أن نكون أجساماً ، فدعانا وأجبنا ، فغفر لنا ولشيعتنا من قبل أن نسبق أن نستغفر الله ».

(٥٠ / ١١) حدثنا محمّد بن إبراهيم الطالقاني قال : حدثنا عبد العزيز بنيحيى الجلودي بالبصرة قال : حدثنا أبو عوانة قال : حدثنا محمّد بن زكريا ، عن عبد الواحد بن غياث ، عن عثمان بن المغيرة ، عن أبي صادق ، عن ربيعة بن ناجذ ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : « سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يقول : إنّ الله تبارك وتعالى خلقني وخلق علياً وفاطمة والحسن والحسين من نور ».

__________________

(١) في نسخة « م » : عمر خ ل.

(٢) في نسخة « م » : نور واحد خ ل.

١١ ـ علل الشرائع : ٢٠٨ / ١١١ ما يدل عليه ، نقله المجلمي في البحار ٢٧ / ١٣١ ح ١٢٢ عن كتاب منهج التحقيق إلى سواء الطريق رواه من كتاب الآل لابن خالويه.

٤٦

الفصل الخامس

في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام

(٥١ / ١) قال الله تعالى في سورة المائدة :

( إنما وليكم الله ورسوله والذين أمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )

(٥٢ / ٢) حدثنا الحاكم الرئيس الإمام مجد الحكام أبو منصور علي بن عبد الله الزيادي (أدام الله جماله) إملاء في داره يوم الأحد الثاني من شهر الله الأعظم رمضان سنة ثمان وخمسمائة قال : حدثنيِ الشيخ الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمّد الدرويستي إِملاءاً ورد القصبة مجتازاً في أواخر ذي الحجة سنة أربع وسبعين وأربعمائة قال : حدثني أبومحمّد بن أحمد رضي‌الله‌عنه قال : حدثني الشيخ أبوجعفر محمّد بن علي بن الحسين رضي‌الله‌عنه قال : حدثني أبي قال : حدثني سعد بن عبد الله قال : حدثني محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن زرارة بن أعين الشيباني قال : سمعت الصّادق جعفر بن محمّد عليه‌السلام قال : « لما خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى مكة في حجة الوداع فلما انصرف منها ـ وفي خبرِ آخر : وقد شيعه من مكة اثنا عشر ألف رجل من اليمين ، وخمسة آلاف رجل من المدينة ـ جاءه جبرائيل عليه‌السلام فقال له : يا رسول الله إِنّ الله تعالى

__________________

١ ـ المائدة : ٥ : ٥٥

٢ ـ انظر : مجمع البيان في تفسير القرآن ٥ : ٣٥٢ أعلام الورى : ١٦٣ ، الكشف والبيان (للنيسابوري) عن الغدير ١ : ٢٤٠ ، المناقب للمغازلي : ٢٩٦ / ٣٣٩ ، وفيها بتفاوت.

٤٧

يقرؤك السّلام ، وقرأ هذه الآية ( يا أيُّها الرسولُ بَلِّغ مآ أنزِلَ إِليكَ مِن ً ربكَ ) فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا جبرائيل إنّ الناس حديثوا عهدٍ بالإسلام فأخشى أن يضطربوا ولا يطيعوا ، فعرج جبرائيل إلى مكانه ونزل عليه في اليوم الثاني ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نازلاً بغدير فقال له : يامحمّد قال الله تعالى : ( يا أيُّها الرَّسولُ بَلّغ مآ أنزِلَ إِليكَ مِن ربك وإِن لَم تَفعَل مَا بَلَّغتَ رِسالَتَهُ ) فقال له : يا جبرائيل أخشى من أصحابي مِن أن يخالفوني ، فعرج جبرائيل ونزل عليه في اليوم الثالث ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بموضع يقال له : غدير خم وقال له : يا رسول الله قال الله تعالى : ( يا أيًّها الرَّسول بَلّغ مآ أنزِلَ إِليكَ مِن رَبِكَ وإِن لَم تَفعل فَمَا بَلَّغتَ رِسالَتَهُ والله يَعصِمُكَ مِن الناسِ ) (١) فلما سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هذه المقالة قال للناس : أنيخوا ناقتي ، فو الله ما أبرح من هذا المكان حتى أبلغ رسالة ربي.

وأمر أن ينصب له منبرِ من أقتاب (٢) الإِبل ، وصعدها وأخرج معهعلياً عليه‌السلام وقام قائماً ، وخطب خطبة بليغة ووعظ فيها وزجر ، ثم قال في آخركلامه : يا أيها الناس ألستُ أولى بكم من أنفسكم؟ فقالوا : بلى يارسول الله ، ثم قال : قم يا علي ، فقام علي ، وأخذ بيده فرفعها حتى رؤي بياض ابطيه ، ثم قال : ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.

ثم نزل من المنبر وجاء أصحابه إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام وهنّوه بالولاية ، وأول من قال له عمربن الخطاب فقال له : يا علي أصبحتَ مولاي ومولن كل مؤمنِ ومؤمنة ، ونزل جبرئيل بهذه الأية ( اليَومَ أكملتُ لَكُمدِينَكم وأتممتُ عَليكُمَ نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دِيناً ) » (٣).

(٥٣ / ٣) سُئل الصّادق عليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلّ

__________________

(١) المائدة ٥ : ٦٧.

(٢) القَتَب (بالتحريك) : رحل صغير على قدر السنام.

(٣) المائدة ٥ : ٣.

٣ ـ المناقب لابن شهر آشوب ٣ : ٩٩ (باختلاف فيه).

٤٨

( يَعرفونَ نِعمَةَ الله ثُمَّ يُنكِرونها ) (١) قال : « ( يعرفونها ) يوم الغدير ، و ( ينكرونها ) يوم السقيفة » (٢).

فاستاذن حسان بن ثابت أن يقول أبياتاً في ذلك إليوم ، فأذن له ، فأنشا يقول :

ينادِيهم يوم الغدير نبيهم

بخم وأسْمِعْ بالرسول مناديا

وقال فمن مولاكم ووليكم؟

فقالوا ولم يبدوا هناك التعاديا

الهك مولانا وأنت ولينا

وما لك منافي المقالةِ عاصيا

فقال له قم يا علي فانني

نصبتك من بعدي إِماماً وهاديا

هناك دعا اللهم والِ وليه

وكن للذي عادى علياً معاديا

فخص بها دون البرية كلها

علياً وسماه الوزير المواخيا

فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تزال يا حسان مؤيداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك.

فلما كان بعد ثلاثة جلس النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مجلسه ، فاتاه رجلمن بني مخزوم ويسمى عمر بن عتبة ـ وفي خبر آخر : حارث بن نعمان الفهري. فقال : يا محمّد اسألك عن ثلاث مسائل فقال : سل عما بدا لك.

فقال : أخبرني عن شهادة أن لا إله إلآ الله وأنّ محمداً رسول الله أمنك أم من ربك؟

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : الوحي اليّ من الله ، والسفير جبرائيل ، والمؤذن أنا وما أذنتُ إِلاّ من أمر ربي.

قال : وأخبرني عن الصّلاة والزكاة والحج والجهاد أمنك أم من ربك؟ قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مثل ذلك.

قال : فأخبرني عن هذا الرجل ـ يعني علي بن أبي طالب عليه‌السلام ـ

__________________

(١) النحل ١٦ : ٨٣.

(٢) الرواية معترضة ، وكذا هي في جميع نسخنا ، وقد أوجدت اضطراباً في سياق الحديث ، حيث تنتهي عند « يوم السقيفة » ، وما بعدها مرتبط بما قبل في حديث رقم (٢).

٤٩

وقولك فيه : من كنت مولاه فهذا علي مولاه إلى آخره ، أمنك أم من ربك؟

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الوحي من الله ، والسفير جبرائيل ، والمؤذن أنا ، وما أذنت الاّ ما أمرِني ربي ، فرفع المخزومي رأسه إلى السماء فقال؟ اللهم إِن كان محمد صادقاً فيما يقول فارسل عليّ شواظاً من نار ـ وفي خبرآخر في التفسير إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطرعلينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ـ وولى ، فو الله ما سار غير بعيد حتى أظلته سحابة سوداء فارعدت وأبرقت فأصعقت فأصابته الصاعقة فاحرقته النار ، فهبط جبرائيل وهو يقول : اقرأيا محمد ( سَألَ سائِلٌ بِعذاب واقِعٍ للكافِرينَ ليس له دافِعٌ مِنّ الله ذِي المعارج ) (١).

فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لأصحابه : « رأيتم؟ قالوا : نعم ، قال : وسمعتم؟ قالوا : نعم قال : طوبى لمن والاه والويل لمن عاداه ، كاني أنظرلعلي وشيعته يوم القيامة يزفون على نوق بين رياض الجنة ، شباب جرد مرد ، متوجون مكحلون ، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، قد أيدوا برضوان من الله الأكبر ذلك هو الفوز العظيم ، حتى سكنوا حضيرة القدس من جوار ربالعالمين ، لهم فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون ، وتقول لهم الملائكة سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ».

(٥٤ / ٤) روي عن سعيد بن جبير بإسناد صحيح ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « ولاية علي بن أبي طالب ولاية الله ، وحبه عبادة الله ، واتباعه فريضة الله ، وأولياؤه أولياء الله ، وأعداؤه أعداء الله وحربه حرب الله ، وسلمه سلم الله عزَّوجلّ ».

(٥٥ / ٥) روي عن الصّادق عليه‌السلام عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام قال : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أتاني جبرائيل من قِبَل ربي جل جلاله فقال : يا محمّد إِنّ الله عزَّ وجلّ يقرؤك السلام ويقول

__________________

(١) المعارج ٧٠ : ١ ـ ٣.

٤ ـ كنز العمال ١١ : ٦١١ / ٣٢٩٥٨ ، وفيه باختصار.

٥ ـ أمائي الصدوق : ٤٢ / ٨ ، روضة الواعظين : ١٥٩ ، بشارة المصطفى : ١٥٤.

٥٠

لك : بشر أخاك علياً بأني لا أعذب من تولاه ولا أرحم من عاداه ».

(٥٦ / ٦) روي بإسناد صحيح إلى جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال : لقد سمعتَ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « إن في علي خصالاً لو كانت واحدة منها في جميع الناس لاكتفوا بها فضلاً.

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من كنت مولاه فعلي مولاه.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : علي مني كهارون من موسى.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : علي مني وأنا منه.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : علي مني كنفسي ، طاعته طاعتي ، ومعصيته معصيتي.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حرب علي حرب الله ، وسلم علي سلم الله.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ولي علي ولي الله ، وعدوعلي عدو الله.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : علي حجة الله ، وخليفته على عباده.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حب علي إِيمان ، وبغضه كفر.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حزب علي حزب الله ، وحزب أعدائه حزب الشيطان.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : علي مع الحق ، والحق معه ، لا يفترقان حتى يردا عليَّ الحوض.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : علي قسيم الجنة والنار.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من فارق علياً فقد فارقني ، ومن فارقني فقد فارق الله عزَّ وجلّ.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة ».

(٥٧ / ٧) حدثنا أحمد بن محمّد الصائغ قال : حدثنا عيسى بن محمّد

__________________

٦ ـ أمالي الصدوق : ٨١ ، كفاية الطالب : ٢٥٢ ، فوائد السمطين ١ : ١٩.

٧ ـ أمالي الصدوق : ١٦٥ / ٢.

٥١

العلوي قال : حدثنا أبو عوانة قال : حدثنا محمّد بن سليمان بن بزيع الخزّاز قال : حدثنا إسماعيل بن أبان ، عن سلام بن أبي عمر الخراساني ، عن معروف بن خربوز المكي ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا حذيفة إن حجة الله عليكم بعدي علي بن أبي طالب ، الكفر به كفر بالله ، والشرك به شرك بالله ، والشك به شك في الله ، والالحاد فيه الحاد في الله ، والانكار له إنكار للهّ ، والإيمان به إيمان بالله ، لأنه أخو رسول الله ووصيه وإمام أمته ومولاهم ، وهوحبل الله المتين وعروته الوثقى التي لا انفصام لها ، وسيهلك فيه اثنان ولا ذنب له : محب غالٍ ومبغضٍ قالٍ.

يا حذيفة لا تفارقن علياً فتفارقني ، ولا تخالفن علياً فتخالفني ، ان علياً مني وأنا منه من أسخطه فقد أسخطني ، ومن أرضاه فقد أرضاني ».

(٥٨ / ٨) حدثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدثنا عبد الرحمن بن محمّد الحسيني قال : حدثني محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن الفزاري قال : حدثني عبد الله بن يحيى الأهوازي قال : حدثني أبو الحسن بن علي بن عمر وقال : حدثنا الحسن بن محمّد بن جمهور قال : حدثني علي بن بلال ، عن علي بن موسى ، عن موسى بن جعفر ، عن جعفربن محمّد ، عن محمّد بن علي ، عن علي بن الحسين ، عن الحسن بن علي ، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن جبرائيل ، عن ميكائيل ، عن إسرافيل عليهم‌السلام ، عن اللوح ، عن القلم قال : « يقول الله تبارك وتعالى : ولاية علي بن أبي طالب حصني ، فمن دخل حصني أمِن من ناري ».

(٥٩ / ٩) حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله

__________________

٨ ـ أمالي الصدوق : ١٩٥ / ٩ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ١٣٦ ، أمالي الطوسي ١ : ٣٦٣.

٩ ـ أمالي ألصدوق : ٢٢٢ / ١٨ ، كمال الدين ١ : ٢٤١ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٦٦ / ٢٩٨ ، بشارة المصطفى : ٣٢ ، مائة منقبة (لابن شاذان) : ٦٦ / ١٨ ، ترجمة الإمام علي عليه‌السلام من تأريخ دمشق ٢ : ٤٦٤ ، فرائد السمطين ٢ : ٢٤٣ ، المناقب

٥٢

البرقي ، عن أبيه ، عن جده أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن محمّد بن خالد ، عن غياث بن إبراهيم ، عن ثابت بن دينار ، عن سعد بن طريف ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام : « يا علي أنا مدينة العلم وأنت بابها ، ولن تؤتى المدينة إلاّ من قِبَل الباب ، وكذب من زعم أنَّه يُحبني ويبغضك ، لأنك مني وأنا منك ، لحمك من لحمي ، ودمك من دمي ، وروحك من روحي ، وسريرتك سريرتي ، وعلانيتك علانيتي وأنت إِمام أمتي وخليفتي عليها بعدي ، سَعُد من أطاعك وشقي من عصاك ، وربح من تولاك وخسر من عاداك ، وفاز من لزمك وهلك من فارقك ، مَثَلُك وَمثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ، ومثلكم مثل النجوم ، كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة ».

(٦٠ / ١٠) وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « حق علي بن أبي طالب على المسلمين كحق الوالد على ولده ».

(٦١ / ١١) وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « لو وزن إيمان علي بإيمان أهل الأرض لرجح ».

(٦٢ / ١٢) وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « مبارزة علي لعمرو بن عبدود يوم الخندق أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة ».

(٦٣ / ١٣) وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أحب علياً وتولاه أكرمه الله وأدناه ، ومن أبغض علياً وعاداه مقته الله وأخزاه ».

__________________

(للمغازلي) : ٨٠ ، كفاية الطالب : ٣٣١ ، شواهد التنزيل ١ : ٨١ ، تاريخ بغداد ٤ : ٣٤٨ ، أسد الغابة ٤ : ٢٢.

١٠ ـ أمالي الطوسي ١ : ٢٧٧ ، المناقب (للخوارزمي) : ٢١٩ ، المناقب (للمغازلي) : ٤٧ ، ترجمة الإمام علي عليه‌السلام من تاريخ دمشق ٢ : ٢٧١ ، الرياض النضرة ٣ : ١٣٠ ، الفردوس٢ : ١٣٢ / ٢٦٧٤.

١١ ـ كفاية الطالب : ٢٥٨.

١٢ ـ المستدرك (للحاكم) ٣ : ٣٢ ، فرائد السمطين ١ : ٢٥٦ ، الفردوس ٣ : ٤٥٥ / ٥٤٠٦.

١٣ ـ مذكرة الخواص : ٣٥ (ما يدل عليه).

٥٣

(٦٤ / ١٤) وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أحب علياً كان طاهر الأصل ، ومن أبغضه ندِم يوم الفصل ».

(٦٥ / ١٥) وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أحب علياً فقد اهتدى ، ومن أبغضه فقد اعتدى ».

(٦٦ / ١٦) وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أحب علياً كان رشيداً مصيباً ، ومن أبغضه لم ينل من الخيرنصيباً ».

(٦٧ / ١٧) وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا علي من أحبك فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ، ومن أبغض الله فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ».

(٦٨ / ١٨) وقال : « من ظلم علياً متعمداً (١) هذا بعد وفاتي فكأنما جحد نبوتي ونبوة الأنبياء قبلي ».

(٦٩ / ١٩) وقال الصّادق عليه‌السلام : « إن الله جعل علياً علماً بينه وبين خلقه ، فمن عرفه كان مؤمنا ، ومن أنكره كان كافراً ، ومن جهله كان ظالماً ، ومن عدل بينه وبين غيره كان مشركاً ، ومن جاء بولايته دخل الجنة ، ومن جاء بعداوته دخل النار ».

(٧٠ / ٢٠) حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه‌الله قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيى البصري ، عن يحيى البصري قال : حدثنا محمّد بن زكريا

__________________

١٤ ـ نحوه في ينابيع المودة (للقندوزي) ، عن إحقاق الحق ٤ : ١٧٠.

١٥ ـ مائة منقبة (لابن شاذان : ١٦٥ / ٩٤ ، وباختلاف فيه.

١٦ ـ نحوه في ينابيع المودة ، عن إحقاق الحق ٤ : ٢٣١.

١٧ ـ بشارة المصطفى : ١٢٠ ، وكذا : ٢٠٨ ، كنز العمال ١١ : ٦١٠ / ٣٢٩٥٣.

١٨ ـ الطرائف : ٣٥ ، شواهد التنزيل ١ : ٢٠٦ / ٢٦٩.

(١) كذا في نسخنا ، وفي المصادر : مقعدي.

١٩ ـ أمالي الطوسي ٢ : ١٠١.

٢٠ ـ أمالي الصدوق : ١١٩ / ٩ ، روضة الواعظين : ١١٤ ، مائة منقبة : ١٦٣ / ١٠٠ ، كفاية الطالب : ٢٥٢ ، المناقب (للخوارزمي) : ٢.

٥٤

الجوهري عن محمّد بن عمارة ، عن أبيه ، عن الصّادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علي ، عن آبائه الصّادقين عليهم‌السلام قال : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله تبارك وتعالى جعل لأخي علي بن أبي طالب فضائل لا يُحصى عددها غيره ، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقراً بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولو وافى القيامة بذنوب الثقلين ».

ومن كتب فضيلة من فضائل علي بن أبي طالب لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم.

ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع.

ومن نظر إلى كتابة في فضيلة غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر.

ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « النظر إلى علي بن أبي طالب عبادة ، وذكره عبادة ، ولا يقبل إِيمان عبد إلاّ بولايته والبراءة من أعدائه ».

٥٥
٥٦

الفصل السادس

في فضائل أصلاب وأرحام النبي وعليّ عليهم‌السلام

(٧١ / ١) روي بإسناد صحيح عن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال : وحدثني أبو عبد الله جعفر النِّجار الدرويستي قال : وحدثني أبي محمّد بن أحمد قال : حدثني الشّيخ أبوجعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، وحدثني يحيى بن أحمد بن يحيى قال : حدثني عبد العزيز بن عبد الصمد قال : حدثني مسلم بن خالد المكي قال : حدثني جابربن عبد الله قال : سالت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن ميلاد أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « لقد سألتني عن خيرمولود ولد بعدي على سُنة المسيح عليه‌السلام ، إن الله خلقني وعلياً من نور واحد ، كنت في جنب آدم الأيمن وعلي في جنبه الأيسر نسبح الله ونقدسه ، إلى أن نقلنا من صلبه إلى الأصلاب الطاهرة والأرحام الطيبة ، إلى أن أودعني فيصلب عبد الله بن عبد المطلب وخير رحم وهي آمنة بنت وهب ، وأودع علياً فيصلب أبي طالب ورحم فاطمة بنت أسد.

قال أبوطالب : لما مض من الليل الثلث أخذ فاطمة ما ياخذ النساء عند الولادة فقلت لها : ما بالك يا سيدة النساء؟ قالت : إني أجد وهجاً (١) ، فقرأتُ عليها الذي فيه النجاة فسكنت ، ثم دعوتُ النساء تعينها على أمرها ، فلما ولدت

__________________

١ ـ روضة الواعظين ١ : ٧٧ (بتفصيل أكثر) ، الفضائل (لابن شاذان) : ٥٤ ، اليقين (لابن طاوس) : ١٨٧.

(١) في نسخة « ع » : وجعاً خ ل.

٥٧

اذا هو كالشمس الطالعة سجد وهو يقول : أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أنَّ محمّداً رسول الله ، بمحمّد يختم الله النبوة وبي يتم الوصية. ثم لما وضعته في حجرها ناداها : السّلام عليك يا أماه ما خبر والدي؟ فقالت : في نِعم الله يتقلب وفي محبته يتنعم ».

قال جابر : قلت : يا رسول الله إنّ النّاس يقولون : إن أبا طالب مات كافراً!

قال : « يا جابر ربك أعلم بالغيب ، إنه لما كانت الليلة التي أُسري بي إلى السماء انتهيتُ إلى العرش ، فرأيت أربعة أنوار ، فقيل لي : هذا عبد المطلب ، وهذا عمك أبو طالب ، وهذا أبوك عبد الله ، وهذا ابن عمك طالب ، فقلت : الهي بِمَ نالوا هذه الدرجة؟ قال : بكتمانهم الإيمان واظهارهم الكفر حتى ماتوا على ذلك ».

(٧٢ / ٢) روينا أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعلي عليه‌السلام : « ياعلي خلق الله نوراً فجزأه ، فخلق العرش وخلق الكرسي من جزء ، والجنة منجزء ، والكواكب من جزء ، والملائكة من جزء ، وسدرة المنتهى من جزء ، وأمسك جزء منه تحت بطنان العرش حتى خلق آدم عليه‌السلام فاودعه الله في صلبه ، فكان ينتقل ذلك من أب إلى أب ، إلى عبد المطلب ، ثم صار نصفين ، فنقل جزء إلى عبد الله ـ والد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ ونصف إلى أبي طالب ، فخلقتُ أنا من جزء وأنت من جزء فالأنواركلها من نوري ونورك يا علي ».

(٧٣ / ٣) وفي خبر آخر : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في وقت الوصية عند الوفاة : « ادعوا اليّ بقريني » قالت حفصة : فدعوت أبي فلما جاءه قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « ادعوا إليّ قريني » قالت ام سلمة : والله ما عنى إلاّ علياً ، فلما جاءه قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « هذا قريني في

__________________

٢ ـ أمالي الشيخ الطوسي ١ : ٣٠١.

٣ ـ نحوه في بصائر الدرجات : ٣٣٣ / ١.

٥٨

الدنيا والاخرة ، كان قريني في ظهر آدم وآدم في الجنة ، وكان قريني في ظهر نوح ونوح في السفينة ، وكان قريني في ظهرإبراهيم حين أُلقي في النار ، وهذا قريني في ظهر إسماعيل حين أضجع للذبح ، ثم لم نزل ننتقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات إلى ان صرنا إلى ظهر عبد المطلب فقسَّم الله تعالى ذلك النور والنطفة فجعل نصفه في عبد الله فجئت منه ، وجعل نصفه في أبي طالب فجاء منه علي ».

٥٩
٦٠