جامع الأخبار

الشيخ محمّد بن محمّد السبزواري

جامع الأخبار

المؤلف:

الشيخ محمّد بن محمّد السبزواري


المحقق: علاء آل جعفر
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
ISBN: 964-5503-33-7
الصفحات: ٦٣٢

ابن إدريس في مستطرفاته ، قال : مما استطرفته من كتاب معارج اليقين ، قال تعالى : ( إن الذكرى تنفع المؤمنين ) ، وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يكفيكم من الفطنة ذكر الموت ، ويكفيكم من التفكر ذكر الاخرة ... أقول : إن الشيخ ابن إدريس توفي ( ) فالتاريخ الذي ذكره الخياباني لعله تاريخ كتابة نسخته. انتهى ما ذكره الشيخ الطهراني رحمه‌الله.

أقول : تعضيداً لما ذكره العلامة الطهراني رحمه‌الله من اعتراضه على ماورد في الوقائع من الاختلاف بين التاريخين ، أضيف بأني لم أجد في ما استطرفه ابن إدريس ما يسمى بمعارج اليقين ...

وفي الأنوار الساطعة للعلامة الطهراني رحمه‌الله ص ١٧٣ قال : محمد بن محمد بن محمد السبزواري : هو مؤلف معارج اليقين ...

وذكر المولى علي الخياباني أن نسخته موجودة عنده ، وقال إن مؤلفه محمد بن محمد بن محمد فرغ من تاليفه عام (٦٧٩) انتهى.

إذن فمعارج اليقين المذكور هو لمحمد بن محمد السبزواري ، وقد انتهى من تاليفه عام (٦٧٩ هـ) وبالتحديد في ٦ صفر من العام المذكور.

وهكذا من خلال هذين المقطعين المذكورين أعلاه وما ذكرناه سابقاً نستشف هذا التوافق الغريب بين ما ذكرناه عن كتابنا وبين هذا الكتاب.

وهذا الأمر أثار في نفسي أكثر من تساؤل ، فبدأت أبحث عن نسخ هذا الكتاب الجديد ، ووفقني الله تعالى إلى ذلك ، فحصلت على أول نسخة منه في مكتبة استانة قم ، وعندما تصفحتها وجدتها هي عين كتابنا جامع الأخبار من المقدمة إلى الخاتمة دون زيادة فيها ، اللهم الا الاختلاف في ترتيب فصوله ، ونقصان بعض رواياته ، مع تغيير في نهاية مقدمته ، حيث وجدته أثبت بدل قول المؤلف رحمه‌الله : وسميته بجامع الأخبار ... ذكر في المعارج ما نصه : وسميته بمعارج اليقين في أصول الدين لمن أراد كمال التقوى.

والنسخة مقابلة على نسخة أخرى ، وعلى جوانبها تحليقات كثيرة ، ومستنسخة على نظام التعليق ، وفي آخرها : قد بلغ مقابلة في الجملة ، وتاريخ

٢١

نسخ المخطوطة عام ( ١٥٩٨ هـ ) وكما أني وبفضل الله تعالى حصلت على نسخة أخرى في الاستانة المقدسة بمشهد ، ووجدتها أيضاً هي نفس كتابنا هذا ، بالإضافة إلى نسخة أخرى في مكتبة السيد المصطفوي ، حالها كحال النسختين السابقتين.

إذن فما هو تعليل هذا التشابه العجيب بين هذين الكتابين ـ إن افترضنا أنهما كتابان ـ بل ولماذا خفي أوكاد اسم معارج اليقين في حين يذهب البعض عند ذكره إلى إضافة عبارة يشابه جامع الأخبار؟ ولعل من أضاف هذه العبارة كان يشعر بالحيرة من هذا التوافق العجيب فأضاف هذه العبارة ، إلا أني توقفت طويلاً أمامها ، وحاولت جاهداً أن أتثبت من هذا الأمر لعلي أجد خيطاً وإن كان رفيعاً يدلني على حقيقة هذا الأمر ، فما الذي يتبين من هذا الأمر؟

أولاًَ : أن نسبة معارج اليقين إلى مؤلفه ثابتة وليست هي موضع شك أو شبهة ، وهي كون أن مؤلفه هو محمد بن محمد السبزواري ، وفي هذا مايتوافق مع ما ذهبنا إليه من أن الظاهر في أن مؤلف كتابنا الموسوم بجامع الأخبار ، هو محمد بن محمد ، أومحمد بن محمد السبزواري كما في بعض النسخ.

ثانياً : إن النسخ التي تحققت منها من معارج اليقين مرتبة على أساس الفصول ، وفي هذا ما يتوافق أيضاً مع ما ذهبنا إليه من كون الأصل في كتابنا هو ما كان مرتباً على الفصول لا الأبواب.

ثالثاً : إن هذه النسخ المذكورة تتفق على أنه تم الانتهاء من هذا الكتاب في ٦ صفر ٦٧٩ ، وهي بذلك تتوافق مع ما ذهبنا إليه من الاحتمال القوي بكون الكتاب انتهى من تأليفه أبان تلك الفترة.

رابعاً : أن نسخ معارج اليقين تبدو أقرب للاتفاق فيما بينها من نسخ جامع الأخبار ، سواء في ترتيبها أوفي متونها.

وهكذا فهناك أمر يطرح نفسه بقوة وتأكيد ، وهولعل أن الكتابين واحد وأساء النساخ أو غيرهم إلى الكتاب بشكل أو بآخر كأن أغفلوا اسمه ، أو أراد أحد أن يصادر الجهد الأول فحذف ما حذف وأضاف ما أضاف ، أو أن أحد المؤلفين جمع هذه الأحاديث في كتاب مناظر للأول ثم وقع النساخ أو غيرهم في الحيرة أزاء هذا

٢٢

التوافق فحدث هذا الخلط بين الكتابين ، وازداد بتقادم الزِمن حتى وصل إلينا الثاني دون الأول ، أو الأول دون الثاني غريباً مشوهاَ ، مجهول النسخة والمؤلف ، مضطرب المتن والترتيب ، وإن كان الأصحِ من الكتابين هو الثاني أيمعارج اليقين ، المعروف مؤلفاً ، وتاريخاً ، واستنساخاَ على أغلب الأحوال.

وأما ما ذهب إليه من نسبة الكتاب إلى جملة من الفضلاء ـ رحمهم الله تعالى ـ فالكثير منها ما يسقط تلقائياً بتعارضه مع الحقائق الناصعة البادية للعيان ، ومنها ما هو لا يقوى على الوقوف بثبات قياساً بما تبين لنا من التشخيص السابق منأن مؤلفه هو محمد بن محمد ومن أعلام أواخر القرن السادس أو القرن السابعالهجري على احتمال قوي.

وأخيراً فإن ما يقوى في نظري القاصر أن معارج اليقين هو عين جامع الأخباروأن مؤلفه هو محمد بن محمد السبزواري رحمه‌الله ، وأنه انتهى من تأليفه في ٦صفر ٦٧٩ هـ ، وأن الأصل هو الأول.

واسأل الله العفو والمغفرة إن اسأت الفهم ، أو أوقعت نفسي في اشتباهقادني إلى ما وصلت إليه ، وكذا استميح سادتي العلماء والمحققين العذر منذلك ، فما همي إلاّ احياء أثر من آثار العترة الطاهرة سلام الله عليهم أوشك أنيعفو عليه الزمن وأن يضيع في متاهات الغفلة والاهمال.

والله من وراء القصد.

النسخ التي اعتمدت عليها في عملي :

١ ـ النسخة الحجرية للسيد المصطفوي ... ولعل أهمية هذه النسخة تكمن في عدد النسخ الخطية والمطبوعة التي لم اعتمد عليها في تصحيح نسختهوالتي تجاوزت في عددها (٢٧) نسخة وهذا مما يدل على حجم الجهد الذيبذله في عمله تقبله الله منه وأجزل له الثواب ، ورمزنا للنسخة بالحرف (م).

٢ ـ النسخة الخطية الموسومة بمعارج اليقين من محفوظات الاستانة المقدسة في مشهد على ساكنها السلام وتاريخ نسخها في ١٠٩٠ هجرية برقم ١١٦٥٧ ، ورمزنا لها بالحرف (ث).

٢٣

٣ ـ النسخة الخطية المحفوظة في مكتبة السيد الكلبايكاني باسم جامع الأخبار وهي بتسلسل ١ : ١٠ ذكر ناسخها أنه نقلها من نسخة الأصل ، ورمزنا لها بالحرف (ن).

٤ ـ نسخة جامع الأخبار المحفوظة في مكتبة السيد المرعشي رحمه‌الله برقم ٢٢٣٦ وتاريخ نسخها في ١٠٨٨ هجرية. ورمزنا لها بالحرف (ع).

اسماء النسخ المخطوطة التي حصلت عليها والتي نسبت الكتاب إلى محمد بن محمد السبزواري :

التسمية

تاريخ التأليف

مكان الحفظ

رقمها أو تسلسلها

* معارج اليقين

٦ صفر ٦٧٩

الاستانة المقدسة ـ مشهد

١١٦٥٧

* معارج اليقين

٦صفر ٦٧٩

مكتبة السيد المصطفوي

* جامع الأخبار

٦ صفر ٦٧٩

مكتبة السيد الكلبايكاني

١٠ : ١

* جامع الأخبار

وزيري يزد

١٧٧٧

* جامع الأخبار

وزيري يزد

٢٤٩٠

* جامع الأخبار

كلية الالهيات

٦٠٤

* جامع الأخبار

مدرسة آخوند همدان

٨٢ / ٣٨٨

* جامع الأخبار

مدرسة آخوند همدان

٣٧٢ / ٤٦٨٣

* جامع الأخبار

٦ صفر ٦٧٩

كوهرشاد مشهد

٢٤٩

* جامع الأخبار

ملي تبريز

٣٢٣١

* جامع الأخبار

مكتبة ملي

١٣٦٢ / ٤

* جامع الأخبار

٦ صفر ٦٧٩

جامعة لوس انجلس

* جامع الأخبار

جامعة طهران

٦٤٤٥

* جامع الأخبار

٦صفر ٦٧٩

جامعة طهران

٥ : ٣٥٥

* معارج اليقين

٦ صفر ٦٧٩

استانة قم

٥٨٩٢ / ١

* جامع الأخبار

٦ صفر ٦٧٩

مكتبة ملي بارس

١٢ / ٢٩٧

٢٤

الكلمة الأخيرة ...

أجد لزاماً علي في نهاية هذا المطاف أن أتقدم بالشكر والامتنان لمن كانلهم الأثر الكبير في إتمام هذا العمل وإظهاره بهذا الشكل ...

ولعل لهذه المؤسسة الطيبة التي أتشرف بالانتساب إليها أو العمل فيها مع ثلة من الأخوة المؤمنين. الفضل الأكبر في ذلك. وأخص بذلك عميدها سماحة السيد جواد الشهرستاني والسيد علي الخراساني والأخ الفاضل كاظم الجواهري ، جزاهم الله عني خير الجزاء ، وتقبل منهم صالح أعمالهم أنه سميع مجيب ...

علاء آل جعفر

الثاني من شوال المكرم

١٤١١ هجرية

٢٥

٢٦

٢٧

٢٨

٢٩

٣٠

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الأول بلا أولٍ كان قبله ، والاخر بلا آخرٍ يكون بعده ، الذي قصرت عن رؤيته أبصار الناظرين ، وعجزت عن نعته أوهام الواصفين ، تحيرت العقول في كنه معرفته ، ونضبت البحور في بحر هويته ، الذي خلق الخلائق بقدرته ، وجعلهم آية لربوبيته ونصب لهم الأدلة الواضحة ، والحجج اللائحة ، وبعث إليهم أنبياء ، وجعلهم سفراء بينه وبينهم ، يرغبونهم في جزيل ثوابه ، ويرهبونهم من شديد عقابه ( لِئَلا يكونَ للنَّاس على الله حًجَةٌ بَعْدَ الرُّسُلَ ) (١).

والصلاة على خاتم أنبيائهِ ، وسيد أصفيائه ، محمّد النبّي وآله الطاهرين ، النجوم الزاهرة والحجج اللامعة ، الذين جعلهم الله تعالى معصومين من الخطأ ، مأمونين عليهم عن السهو في السراء والضراء ، ليأمن بذلك من يفزع إليهم من التغيير في الدِّين ، ويحصل لهم فيما سألهم العلم اليقين.

أما بعد :

فاني مذ كنت ابن عشرين ، حتى ذرف سني إلى خمسين ، متشوق إلى جمع كتاب يشتمل فصولاً جامعة للزهد والموعظة ، والترغيب والترهيب ، من الأخبار المنقولة عن الأئمة الأطهار ، والاثار المأثورة عن الرواة الأخيار ، محجوجة بالقرآن ، متأيدة بالبرهان ، مضبوطة بالإسناد ، مربوطة بالارشاد ،

__________________

(١) النساء ٤ : ١٦٥.

٣١

كاشفة للقلوب ، زائلة (١) للكروب ، وأنا مجتهد لإستجماع ذلك ، تائق إلى ترتيبه ، ولكن تقطعني عن ذلك القواطع ، وتشغلني الشواغلِ ، وتضعف نيتيوعلمي بأن همم أهل العصر تقاصرت عن بلوغ أدناهِا ، فضلاً عن الترقي إلى أعلاها ، فلذا لو أرغب فيه أحياناً ، أعرض عنه أزماناَ ، حتى مضت على ترددعزمي أيام وقرنت بها أعوام ، ثم اهتز خاطري ، وتذكرت (٢) طويتي ، على أنَللزواجر منازل رفيعة ، وفي التذكرة منافع كثيرة ، لقوله عزَّ وجلّ : ( وَذَكِر فَإنَّ الذِّكرى تَنْفَعُ المؤمِنينَ ) (٣) ، وقال عزَّ شأنه : ( وَأن لَيسَ للإنسَانٍ الاّ مَاسَعى ) (٤).

وقال علي عليه‌السلام : « المرشد بنيته ما جرى بالخير ، لا لما عمل بهغيره أو ذكر أنه منه ، بل بحسن طويته وإخلاص دواعيه ».

فلما تيقنت حقيقة ذلك ، وأردت أنْ أسعى فيه سعياً جميلاً ، وأسلك فيه وإن كان قليلاًَ ، لم التفت إلى قلة رغبات أهل الزمان ، وترك عنايتهم في طلب الأديان ، واستخرت الله سبحانه في جميع ذلك ، فرتبت هذا الكتاب على أحسنترتيب ، وأتقن تهذيب ، وسلكت فيه طريق الايجاز والاختصار ، وتجنبت التطنيب والاكثار.

وابتدأت أولاً بذكر معرفة الله تعالى والتوحيد والعدل ، وثانياً بذكر النبوة والإمامة ، وبعد ذلك أوردت أشياء كما يذكر في فهرسته ، وستقف على ذلك إنشاء الله تعالى ، وسميته بـ ( معارج اليقين في أصول الدين ) (٥) ، ثم تضرعت إلى الله سبحانه وتعالى ليجعل ذلك خالصاً لرضاه ، ويجعلني ممن يتقيه ويخشاه ، إنّه خير مأمول ، وأكرم مسؤول ، وهوحسبي ونعم الوكيل.

__________________

(١) كذا في جميع ما توفر لدينا من النسخ ، والصواب : مزيلة ..

(٢) في م و ن : تذكر ، وأثبتنا ما في نسخة : ع.

(٣) الذاريات ٥١ : ٥٥.

(٤) النجم ٥٣ : ٣٩.

(٥) وردت تسمية الكتاب في العديد من النسخ التي حصلت عليها بـ (جامع الأخبار) بدلاً من معارج اليقين. ارجع إلى مقدمة التحقيق.

٣٢

الفصل الأول

في معرفة الله تعالى

)١ / ١) قال الله تعالى فى سورة البقرة :

( إنًّ فِي خَلق السَماوات وَالارض واختلاف الليلِ والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لأيات لقوم يعقلون (١٦٤) )

(٢ / ٢) وقال فىِ هذه السورة :

( يأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتّقون الذي جعل لكم الارض فراشاً والسمآء بنآءً وأنزل من السمآء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون (٢٢) )

(٣ / ٣) وقال في سورة آل عمران :

( إنّ في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لأيات لأُولىِ الألبات (١٩٠) الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكّرون فيخلق السمآوات والأرضِ ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار (١٩١) )

__________________

١ ـ البقرة ٢ : ١٦٤.

٢ ـ البقرة ٢ : ٢١ ـ ٢٢.

٣ ـ آل عمران ٣ : ١٩٠ ـ ١٩١.

٣٣

(٤ / ٤) وقال في سورة الأعراف :

( انّ ربكم الله الذي خَلَقَ السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشى الليل النهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنّجوم مسخراتبأمرهِ ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين (٥٤) )

(٥ / ٥) وقال في سورة الأعراف :

( أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شىءٍ وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم )

(٦ / ٦) وقال في سورة الروم :

( أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق )

(٧ / ٧) وقال في سورة ق :

( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيّنّاها ومالها من فروج (٦) والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وانبتنا فيها من كل زوج بهيج (٧) تبصرة وذكرى لكل عبد منيب (٨) ونزلنا من السماء ماء مباركاً فانبتنا به جنات وحب الحصيد (٩) والنخل باسقات لها طلع نضيد (١٠) )

(٨ / ٨) وقال في سورة الذاريات :

( وفي الأرض أيات للموقنين (٢٠) وفي أنفسكم أفلا تبصرون (٢١) وفي السماء رزقكموما توعدون (٢٢) فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون (٢٣) )

__________________

٤ ـ الأعراف ٧ : ٥٤.

٥ ـ الأعراف ٧ : ١٨٥.

٦ ـ الروم ٣٠ : ٨.

٧ ـ ق ٥٠ : ٦ ـ ١٠.

٨ ـ الذاريات ٥١ : ٢٠ ـ ٢٣.

٣٤

(٩ / ٩) وقال في سورة عبس :

( فلينظر الإنسان إلى طعامه (٢٤) أنا صببنا الماء صباً (٢٥) ثم شققنا الأرض شقاً (٢٦) فأنبتنافيها حباً (٢٧) وعنبا وقضباً (٢٨) وزيتوناً ونخلاً (٢٩) وحدائق غلباً (٣٠) وفاكهة وأباً (٣١) متاعاً لكم ولأنعامكم (٣٢) )

(١٠ / ١٠) وقال في سورة الطارق :

( فلينظر الإنسان مم خلق (٥) خلق من ماء دافق (٦) يخرج من بين الصلب والترآئِب (٧) )

(١١ / ١١) وقال في سورة الغاشية :

( أفلا ينظرون إلى الأبل كيف خلقت (١٧) وإلى السماء كيف رفعت (١٨) وإلى الجبال كيف نصبت (١٩) وإلى الأرض كيف سطحت (٢٠) فذكر إنما أنت مذكر (٢١) )

(١٢ / ١٢) وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « أعرفكم بنفسهأعرفكم بربه ».

(١٣ / ١٣) سُئل أمير المؤمنين عليه‌السلام عن إثبات الصانع ، فقال : « البعرة تدل على البعير ، والروثة تدل على الحمير ، وآثار القدم تدل على المسير ، فهيكل علوي بهذه اللطافة ، ومركز سفلى بهذهِ الكثافة ، كيف لا يدلانعلى اللطيف الخبير »؟

(١٤ / ١٤) قال عليه‌السلام « بصنع الله يُستدل عليهِ ، وبالعقول تُعتقدمعرفته ، وبالتفكر تثبت حجته ، معروف بالدلالات ، مشهود بالبينات ».

(١٥ / ١٥) وسُئل جعفر الصّادق عليه‌السلام : ما الدليل على صانع العالم؟ قال : « رأيت (١) حصناً (٢) مزلقاً أملس لا فرجة فيه ولا خلل ، ظاهره من

__________________

٩ ـ عبس ٨٠ : ٢٤ ـ ٣٢.

١٠ ـ الطارق ٨٦ : ٥ ـ ٧.

١١ ـ الغاشية ٨٨ : ١٧ ـ ٢١.

١٢ ـ روضة الواعظين ١ : ٢٠.

١٣ ـ روضة الواعظين : ٣١ ، المحجة البيضاء ١ : ٢٠٩ ، وفيهما : أعرابي ، بدل أمير المؤمنين عليه‌السلام.

١٤ ـ تحف العقول : ٤٣ ، روضة الواعظين ١ : ٢٠.

١٥ ـ روضة الواعظين : ٣١ ، وفيه بم عرفت ربك.

(١) في نسخة « م » : لقيت.

(٢) لعل المراد به بيضة الطائر كما يدل عليه ذيل الحديث.

٣٥

فضة مائعة ، وباطنه من ذهب مائع ، انفلق منه طاووس وغراب ونسر وعصفور ، فعلمت أن للخلق صانعاً ».

(١٦ / ١٦) علي بن موسى الرّضا عليه‌السلام قال : « حدثني أبي ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي عليه‌السلام أنه قال : سأل يهودي أمير المؤمنين عليه‌السلام أخبرني عما ليس للهّ ، وعما ليس عند الله ، وعما لايعلمه الله؟. فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : أما ما لا يعلمه الله لا يعلم أنله ولداً (١) ، وأما ما ليس عند الله فليس عند الله ظلم ، وأما ما ليس لله فليس للهشريك ، فقال اليهودي. وأنا أشهد أنَّ لا إله إلا الله ، وأنَّ محمداً رسول الله ».

(١٧ / ١٧) وقال : جاء رجل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : ما رأس العلم؟ قال : « معرفة الله حق معرفته » قال : وما حق معرفته؟ قال : « أن تعرفه بلا مثال ولا شبيه ، وتعرفه الهاً واحداً خالقاً قادراً ، أولاً وآخراً ، ظاهراً وباطناً ، لا كفو له ، ولا مثل له ، وذلك معرفة الله حق معرفته ».

(١٨ / ١٨) وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « أفضلكم إيماناً أفضلكم معرفة ».

(١٩ / ١٩) وسئل علي أمير المؤمنين عليه‌السلام : بما عرفتَ ربك؟ قال : « بما عرَّفني نفسه ، ولا يشبّه (١) بصورة ، ولا يُقاس بالناس ، قريب فيبُعده ، وبعيد في قربهِ ، قوي فوق كل شيء ، ولا يقال : شيء تحته ، وتحت كلشيء ولايقال : شيء فوقه ، أمام كل شيء ولايقال ، شيء خلفه ، وخلف كلشيء ولايقال : شيء أمامه ، داخل في الأشياء لا كشيء في شيء ، سبحان منه وهكذا لا هكذا غيره ».

__________________

١٦ ـ عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ١٤١ / ٤٠ ، التوحيد : ٣٣٧ / ٢٣ ، أمالي الطوسي ١ : ٢٨٢.

(١) في نسخة « ع » وهامش « م » : نداً ، وفي نسخة « ث » : نداً أو ولداً.

١٧ ـ التوحيد : ٢٨٤ / ذح ٥.

١٨ ـ نحوه في صفات الشيعة : ١٥ / ذح ٢٨ ، وروضة الواعظين : ٢٠.

١٩ ـ الهداية : ٤.

(١) في نسخة « م » و « ن » و « ث » : ولا يشبهه صوره.

٣٦

الفصل ثاني

في التوحيد

(٢٠ / ١) قال الله تعالى في سورة البقرة :

( وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمان الرحيم (١٢٣) إن في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب من ماء آلْمسَخّرِ بين السماء والارض لايات لقوم يعقلون (١٢٤) )

(٢١ / ٢) وقال الله تعالى في سورة إبراهيم :

( ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء (٢٤) تؤتى أُكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون (٢٥) )

(٢٢ / ٣) عن علي بن موسى الرّضا عليه‌السلام : بإسناده ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : التوحيد نصف الدين ».

(٢٣ / ٤) وقال : جاء رجل يهودي إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام

__________________

١ ـ البقرة ٢ : ١٦٣ ـ ١٦٤.

٢ ـ إبراهيم ١٤ : ٢٤ ـ ٢٥.

٣ ـ عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٣٥ / ٧٥ ، التوحيد : ٦٨ / ٢٤.

٤ ـ باختلاف يسيرفي : التوحيد ٧٧ / ٣٣ ، أمالي الصدوق : ٥٣٤ / ١ ، المحاسن : ٢٤٠ / ٢١٨.

٣٧

[ و ] قال له : متى كان ربنا؟ فقال عليه‌السلام : « إنما يقال متى كان لشيء لم يكن فكان ، هوكائن بلا كينونة ، كائن بلا كيف يكون ، كائن بلا كيف كان ، كان لم يزل بلا كيف يكون ، لا يزال بلا كيف ، كان قبل القبل بلا قبل ، قد أجمع الغاية عنده فهوغاية كل غاية ».

(٢٤ / ٥) وسُئل جعفرِبن محمّد بن علي عليه‌السلام عن قولهِ تعالى : ( الرحمان على العرش أستوى ) (١) قال : « استوى من كل شي ، فليس شيء أقرب إليه من شيء ».

(٢٥ / ٦) وسُئل محمّد بن الحنفية عن الصمد ، فقال : قال علي عليه‌السلام : « تأويل الصمد : لا اسم ولا جسم ، ولا مِثل ولا شِبه ، ولاصورة ولا تمثال ، ولا حدّ ولا محدود ، ولا موضع ولا مكان ، ولا كيف ولا أين ، ولاهنا ولاثمة ، ولاعلى ولاخلاء ولا ملاء ، ولا قيام ولا قعود ، ولا سكون ولاحركات ، ولا ظلماني ولا نوراني ، ولا روحاني ولا نفساني ، ولا يخلومنه موضعولا يسعه موضع ، ولا على لون ، ولاخطرعلى قلب ، ولا على شم رائحة ، منفي من هذه الأشياء ».

(٢٦ / ٧) عن علي بن موسى الرّضا عليه‌السلام يقول : « من شَبَّه الله بخلقه فهومشرك ، ومن وصفه بالمكان فهوكافر ، ومن نسب إليه ما نفى عنه فهوكاذب » ، ثم تلا هذه الاية ( إِنَّما يَفترِي الكَذبَ الذينَ لا يُؤمنونَ بآياتِ الله وأولئكَ هُمُ الكاذبونَ ) (١).

(٢٧ / ٨) قال : دخل علي بن الحسين عليه‌السلام في مسجد المدينةِ فرأى قومآَ يختصمون ، قال لهم : « فيم تختصمون؟ » قالوا : في التوحيد ،

__________________

٥ ـ التوحيد : ٣١٥ / ٢ ، الهداية : ٤ ، معاني الأخبار : ٢٩ / ١ ، روضة الواعظين ١ : ٣٧.

(١) طه ٢٠ : ٥.

٦ ـ نقله المجلسي في البحار ٣ : ٢٣٥.

٧ ـ عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ١١٤ / ١ ، التوحيد : ٦٨ / ٢٥ ، نثر الدر (للآبط) ١ : ٣٦٣نزهة الناظر : ٩٢٧ روضة الواعظين : ٣٦.

(١) النحل ١٦ : ١٠٥.

٨ ـ نقله المجلسي في البحار ٤ : ٣٠٤ / ٣٣.

٣٨

قال : « اعرضوا عليَّ مقالتكم » قال بعض القوم : إن الله يعرف بخلق (١) سماواته وأرضه ، وهو في كل مكان. قال علي بن الحسين عليه‌السلام « قولوا : نور لاظلام فيه ، وحياة لا موت فيه ، وصمد لا مدخل فيه » ثم قال : « من كان ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، وكان نعته لايشبه نعت شيء فهوذاك ».

(٢٨ / ٩) وسُئل أمير المؤمنين عليه‌السلام ما الدليل على إثبات الصانع؟ قال : « ثلاثة أشياء : تحويل الحال ، وضعف الأركان ، ونقض الهمة».

(٢٩ / ١٠) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « إن الله تبارك وتعالى وعدني وأهل بيتي خاصة من أقرمنهم بالتوحيد فله الجنة ».

(٣٠ / ١١) وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « ما جزاء من أنعم الله عليه بالتوحيد إلا الجنة ».

(٣١ / ١٢) وكان جعفر بن محمّد عليه‌السلام يقول : « من زعم أن الله في شيء أومن شيء أوعلى شيء فقد أشرك » قال : « لأنه لوكان على شيء لكان محمولاَ ، ولوكان في شيء لكان محصوراً ، ولو كان من شيء لكان محدثاً ».

__________________

(١) في نسخة « ع » و « ن » و « ث » : بخلقه.

٩ ـ النوادر في جمع الأحاديث : ٤٠.

١٠ ـ ذخائر العقبى للطبري : ٢٠ باختلاف يسير.

١١ ـ الأشعثيات : ١٧٦ ، التوحيد : ٢٢ / ١٧ ، أمالي ألصدوق : ٧١٦ / ٣ ، الاختصاص : ٢٢٥ ، أمالي الطوسي ٢ : ٤٤ ، روضة الواعظين : ٤٣ ، مشكاة الأنوار : ٨.

١٢ ـ الهداية : ٥ ، التوحيد : ١٧٦ / ٩.

٣٩
٤٠