الشيخ محمّد بن محمّد السبزواري
المحقق: علاء آل جعفر
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
ISBN: 964-5503-33-7
الصفحات: ٦٣٢
الفصل الثامن عشر والمائة
في رد المظلمة إلى صاحبها
(١٢٤٠ / ١) قال الله تعالى فىِ سورة النساء :
(إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعاً بصيراً (٥٨) )
(١٢٤١ / ٢) وقال عزَّ وجلّ :
( فإن أمن بعضكم بعضاً فليود الذي أؤتمن أمانته )
(١٢٤٢ / ٣) وقال في سورة الأنفال :
( يأيها الذي أمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون )
(١٢٤٣ / ٤) وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « درهم يردّه العبد إلى الخصماء خير له من عبادة ألف سنة ، وخير له من عتق ألف رقبة ، وخير له من ألف حجة وعمرة ».
(١٢٤٤ / ٥) وقال صلىاللهعليهوآله : « من رد درهماً إلى الخصماء اعتق الله رقبته من النار ، وأعطاه بكل دانق ثواب نبي ، وبكل درهم مدينة من درّة حمراء ».
__________________
١ ـ النساء ٤ : ٥٨.
٢ ـ البقرة ٢ : ٢٨٣.
٣ ـ الأنفال ٨ : ٢٧.
٤ ـ نقله النوري في مستدركه ١٢ : ١٠٤ / ١٣٦٣٩.
٥ ـ نقله النوري في مستدركه ٢ ١ : ١٠٤ / ١٣٦٣٩.
(١٢٤٥ / ٦) وقال صلىاللهعليهوآله : « من رد أدنى شيء إلى الخصماء جعل الله بينه وبين النار ستراً كما بين السماء والأرض ، ويكون في عداد الشهداء ».
(١٢٤٦ / ٧) وقال صلىاللهعليهوآله : « من أرضى الخصماء من نفسه وجبت له الجنة بغير حساب ، ويكون في الجنة رفيق إسماعيل بن إبراهيم عليهالسلام ».
(١٢٤٧ / ٨) قال صلىاللهعليهوآله : « إن في الجنة مدائن من نور ، وعلى المدائن أبواب من ذهب مكلل بالدرّ والياقوت ، وفي جوف المدائن قباب من مسك وزعفران ، من نظر إلى تلك المدائن يتمنى أن تكون له مدينة منها ».
قالوا : يا نبي الله لمن هذه المدائن؟
قال صلىاللهعليهوآله : « للتائبينِ النادمين المؤمنين ، المرضين الخصماء منِ أنفسهم ، فإن العبد إذا ردّ درهماَ إلى الخصماء أكرمه الله كرامة سبعين شهيداً ، فإن درهماً يردّه العبد إلى الخصماء خير له من صيام النهار وقيام الليل ، ومن ردّ ناداه ملك من تحت العرش : يا عبد الله ، استأنف العمل ، فقد غفر لك ما تقدم من ذنبك ».
(١٢٤٨ / ٩) وقال صلىاللهعليهوآله : « من مات غير تائب زفرتجهنم في وجهه ثلاث زفرات : فأولها ، لا تبقى دمعة إلاّ جرت من عينيه ، والزفرة الثانية ،؟ لا يبقى دم إلاّ خرج من منخريه ، والزفرة الثالثة : لا يبقى قيح إلاّ خرج من فمه ، فرحم الله من تاب ثم أرضى الخصماء ، فمن فعل فانا كفيله بالجنة ».
(١٢٤٩ / ١٠) وقال النبي صلىاللهعليهوآله : « لَرد دانق من حرام يعدل عند الله سبعين ألف حجة مبرورة ».
__________________
٦ ـ نقله النوري في مستدركه ١٢ : ١٠٤ / ١٣٦٣٩.
٧ ـ نقله النوري في مستدركه ١٢ : ١٠٤ / ١٣٦٣٩.
٨ ـ نقله النوري في مستدركه ١٢ : ١٠٤ / ١٣٦٣٩.
٩ ـ عنه النوري في مستدركه ١٢ : ١٠٥ / ١٣٦٣٩.
دعوات الراوندي : ٢٥ / ٣٦ ، ربيع الأبرار ٢ : ٨١٦.
الفصل التاسع عشر والمائة
في العين
(١٢٥٠ / ١) قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « إن العين لتدخل الرجل القبر ، وتدخل الجمل القدر ».
(١٢٥١ / ٢) وجاء في الخبر : « إن أسماء بنت عميس قالت : يارسول الله ، إِنّ بني جعفر تصيبهم العين ، أَفاسترقي لهم؟ » قال : « نعم ، فلو كان شيء يسبق القدر لسبقت العين ».
وقيل : إن الرجل منهم كان إذا أراد أن يصيب صاحبه بالعين تجوّع ثلاثة أيام ، ثم كان يصفه فيصرعه بذلك ، وذلك بأن يقول للذي يريد أَن يصيبه بالعين : لا أرى اليوم ابلاً أو شاة ، أو : ما أرى كإبل أراها اليوم ، فقالوا للنبي صلىاللهعليهوآله كما كانوا يقولون لما يريدون أن يصيبوه بالعين (١).
عن الفرّاء (٢) ، والزجّاج (٣) : قال الحسن (٤) : دواء اصابة العين أن يقرأ الإنسان هذه الأية : ( وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون وما هو إلاّ ذكر للعالمين ) (٥).
__________________
١ ـ شهاب الأخبار : ٣٦٥ / ٧٤٩ ، الفردوس بمأثور الخطاب ٣ : ٧٧ / ٤٢١٤.
٢ ـ مجمع البيان ٣ : ٢٤٩ ، وكذا ٥ : ٣٤١.
(١) معاني القرآن للزجاج ٥ : ٢١٢.
(٢) معاني القرآن للفراء ٣ : ١٧٩ ، روى مثله ولكنه لم يستدل يقول الحسن.
(٣) معاني القرآن للزجاج ٥ : ٢١١ ، روى مثله أيضاً إلا أنه لم يستدل بقول الحسن.
(٤) ذكر الطبرسي في مجمع البيان ٥ : ٣٤١ قول الحسن من دون أن يتعرض لقول الفراء والزجاج.
(٥) القلم ٦٨ : ٥١.
الفصل العشرون والمائة
في قذف النساء
(١٢٥٢ / ١) قال الله تعالى في سورة النور :
( والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فأجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادةً أبداً وأُوْلئك هم الفاسقون (٤) )
(١٢٥٣ / ٢) وقال :
( إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والأخرة ولهم عذاب عظيم (٢٣) )
(١٢٥٤ / ٣) وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « من قذف امرأته بالزنا خرج من حسناته كما تخرج الحية من جلدها ، وكتب له بكل شعرة على بدنه ألف خطيئة ».
(١٢٥٥ / ٤) وقال صلىاللهعليهوآله : « لا تقذفوا نساءكم بالزنا فانه شبيه بالطلاق ، وإياكم والغيبة فانها شبيهة بالكفر ، واعلموا أنَّ القذف والغيبة يهدمان عمل ألف سنة ».
(١٢٥٦ / ٥) وقال صلىاللهعليهوآله : « من قذف امرأته بالزنا نزلت
__________________
١ ـ النور ٢٤ : ٤.
٢ ـ النور ٢٤ : ٢٣.
٣ ـ عنه بحار الأنوار ١٠٣ : ٢٤٨ / ٣٤.
٤ ـ عنه بحار الأنوار ١٠٣ : ٢٤٩ / ٣٥.
٥ ـ عنه بحار الأنوار ١٠٣ : ٢٤٩ / ٣٦.
عليه اللعنة ، ولا يقبل منه صرف ولا عدل ».
(١٢٥٧ / ٦) وقال صلىاللهعليهوآله : « لا يقذف امرأته إلا ملعون ـ أوقال : منافق ـ فإن القذف من الكفر ، والكفر في النار ، لا تقذفوا نساءكم فإن في قذفهن ندامة طويلة وعقوبة شديدة ».
__________________
٦ ـ عنه بحار الأنوار ١٠٣ : ٢٤٩ / ٣٧.
الفصل الحادي والعشرون والمائة
في النساء
(١٢٥٨ / ١) قال الله تعالى في سورة النساء :
( والاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فَآسْتشهدواْ عليهن أربعة منكم فأن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لَهُنَّ سبيلا )
(١٢٥٩ / ٢) وقال النبي صلىاللهعليهوآله : « إني أتعجب ممن يضرب امرأته وهو بالضرب أولى منها! لا تضربوا نساءكم بالخشب ، فإن فيه القصاص ، ولكن اضربوهن بالجوع والعري حتى تربحوا فىِ الدنيا والاخرة ، وأيّما رجلٍ رضي بتزيّن امرأته وتخرج من باب دارها فهو ديّوث ، ولا يأثم من يسميه ديّوثا ، والمرأة إذا خرجت من باب دارها متزينة متعطرة والزوج بذاك راضٍ ، بني لزوجها بكل قدم بيت في النار ، فقصّروا أجنحة نساءكم ولا تطوّلوهَا ، فإن في تطويل أجنحتها ندامة ، وجزاؤها النار ، وفي قصر أجنحتها رضىً وسروراً ودخول الجنة بغير حساب.
احفظوا وصيتي في أمر نساءكم حتى تنجحوا من شدة الحساب ، ومن لم يحفظ وصيتي فما أسوأ حاله بين يدي الله تعالى ».
(١٢٦٠ / ٣) وقال عليهالسلام : « النساء حبائل الشيطان ».
__________________
١ ـ النساء ٤ : ١٥.
٢ ـ عنه المجلسي في البحار ١٠٣ : ٢٤٩ / ٣٨.
٣ ـ شهاب الأخبار : ١٨ / ٤٦.
الفصل الثاني والعشرون والمائة
في ضمان الوصية
(١٢٦١ / ١) قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « من ضمن وصية الميت في أمر الحج ثم فرّط في ذلك من غير عذرلا يقبل الله صلاته ولا صيامه ، ولا يستجاب دعاؤه ، وكتب عليه كل يوم وليلة مائة خطيئة أصغرها كمن زنى بأُمَّه أو بابنته.
فإن قام بها من عامه كتب الله له بكل درهم ثواب حجة وعمرة ، فإن مات ما بينه وبين القابل مات شهيداً ، وكتب له ما بينه وبين القابل كل يوم وليلة ثواب شهيد ، وقضى له حوائج الدنيا والأخرة ».
(١٢٦٢ / ٢) وقال صلىاللهعليهوآله : «من ضمن وصية الميت ، ثم عجز عنها بغير عذر ، لا يقبل منه صرف ولا عدل ، ولعنه كل ملك بين السماء والأرض ، ويصبح ويمسي في سخط الله ، وكلما قال : يا رب ، نزلت عليه اللعنة ، وكتب الله ثواب حسناته كلها لذلك الميت ، فإن مات على حاله دخل النار.
وإن قام بها ، كتب له كل يوم وليلة عتق رقبة ، وله عند الله تعالى بكل درهم مدينة وستون حوراء ، ويمسيِ ويصبح وله بابان مفتوحان إلى الجنة ، فإن مات مابينه وبين القابل مات مغفوراَ له ، ، وأعطاه الله يوم القيامة مثل ثواب من حج واعتمر ، ويكون في الجنة رفيق يحيى بن زكريا ».
__________________
١ ـ نقله المجلسي في البحار ١٠٣ : ١٩٥ / ١٠.
٢ ـ نقله المجلسي في البحار ١٠٣ : ١٩٦ / ١١.
(١٢٦٣ / ٣) وقال صلىاللهعليهوآله : « من ضمن وصية الميت من أمر الحج فلا يعجزنّ فيها ، فإن عقوبتها شديدة ، وندامتها طويلة ، لا يعجز عن وصية الميت إلاّ شقي ، ولا يقوم بها إلاّ سعيد.
فمن قام بها سريعاً ، حرّم الله جسده على النار ، وأدخله الجنة مع الصدّيقين والشهداء ، وأكرمه كرامة سبعين شهيداً ، وكتب له ما دام حيّاً كلّ يوم ألف حسنة ، ورفع له ألف درجة.
الويل لمن عجز عنها ، كُتب عليه كلَّ يوم ألف خطيئة ، ويبنى له بكل قدم بيت في النار ، ولا ينظر الله إليه حياً ولا ميتاً ، فإن مات على حاله قام من قبره مكتوب بين عينيه آيس من رحمته ».
__________________
٣ ـ نقله المجلسي في البحار ١٠٣ : ١٩٦ / ١٢.
الفصل الثالث والعشرون والمائة
في الحسد
(١٢٦٤ / ١) قال الله تعالى في سورة النساء :
( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن وسئلوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما (٣٢) )
(١٢٦٥ / ٢) وقال الله تعالى :
( أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله فقد أتينا أل إبراهيم الكتاب والحكمة وأتيناهم ملكاً عظيماً (٥٤) )
(١٢٦٦ / ٣) وقال النبي صلىاللهعليهوآله : « إيّاكم والحسد ، فإنّه ياكل الحسنات كما تاكل النار الحطب ».
(١٢٦٧ / ٤) وقال صلىاللهعليهوآله : « إنَّ لِنِعم الله أعداء » قيل : وما أعداء نِعَم الله يا رسول الله؟ قال : « الذين يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله ».
__________________
١ ـ النساء ٤ : ٣٢.
٢ ـ النساء ٤ : ٥٤.
٣ ـ كنز الفوائد : ٥٧ ، ورام ١ : ١٢٦ ، مشكاة الأنوار : ٣١٠ ، ربيع الأبرار ٣ : ٥٢ ، الدر المنثور ٦ : ٤١٩ ، الأداب : ١٠٧ / ١٥٠ ، إحياء علوم الدين ٣ : ١٨٧.
٤ ـ عنه بحار الأنوار ٧٣ : ٢٥٦ / ٢٦.
(١٢٦٨ / ٥) وقال صلىاللهعليهوآله : « عليكم بانجاح الحوائج بكتمانها ، فإن كل ذي نعمة محسود ».
(١٢٦٩ / ٦) قال أمير المؤمنين عليهالسلام لابنه في وصيته : « إن من أشر مفاضح المرء الحسد ».
(١٢٧٠ / ٧) وقال صلىاللهعليهوآله : « من حسد علياً فقد حسدني ، ومن حسدني دخل النار ».
والحاسد الذي يتمنى زوال النعمة عن صاحبها ، وإن لم يردها لنفسه ، فالحسد مذموم ، والغبطة محمودة ، وهو أن يريد من النعمة لنفسه مثل ما لصاحبها ولم يرد زوالها عنه (١).
(١٢٧١ / ٨) وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : « الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له » والله أعلم.
__________________
٥ ـ تحف العقول : ٣٤ ، شهاب الأخبار : ٣١٩ / ٥١١ ، نزهة الناظر : ١١ / ٧ ، ورام ١ : ١٢٧ ، ربيع الأبرار ٣ : ٥٠ ، فردوس الأخبار ١ : ١١٩ / ٢٦٨ ، الطبراني في الصغير ٢ : ١٤٩.
٦ ـ عنه المجلسي في البحار ٧٣ : ٢٥٥ / ٢٦.
٧ ـ أمالي الطوسي ٢ : ٢٣٦ ، مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٢١٣.
(١) القول منقول ، بنصه عن مجمع البيان ٥ : ٥٦٨.
٨ ـ كنز الفوائد : ٥٧.
الفصل الرابع والعشرون والمائة
في الغضب
(١٢٧٢ / ١) قال الله تعالى في سورة طه :
( ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى (٨١) )
(١٢٧٣ / ٢) قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « الغضب جمرة من الشيطان ».
(١٢٧٤ / ٣) وقال صلىاللهعليهوآله : « الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل ، وكما يفسد الخل العسل ».
(١٢٧٥ / ٤) وقال إبليس (عليه اللعنة) : الغضب وهقي ومصيادي ، وبه اصد (١) خيار الخلق عن الجنة وطريقها.
(١٢٧٦ / ٥) عن جعفربن محمد عليهماالسلام : « من لم يغتب فله الجنة ، ومن لم يغضب فله الجنة ، ومن لم يحسد فله الجنة ».
(١٢٧٧ / ٦) قال الصادق عليهالسلام : « الغضب مفتاح كل شر ».
__________________
١ ـ طه ٢٠ : ٨١.
٢ ـ الترغيب والترهب ٣ : ٤٥١ / ١٩ ، الجامع الصغير ١ : ٣١٩ / ٢٠٨.
٣ ـ الأشعثيات : ١٦٣ ، الكافي ٢ : ٢٢٩ / ١ ، جامع الأحاديث : ١٩ ، دعائم الإسلام ٢ : ٥٣٧ / ١٩٠٨ ، الفردوس بمأثور الخطاب ٣ : ١١٤ / ٤٣١٥ ، إحياء علوم الدين ٣ : ١٦٥
٤ ـ عنه بحار الأنوار ٧٣ : ٢٦٥ / ١٥.
(١) في نسخة « ع » و « ن » و « ث » : استأثر.
٥ ـ عنه بحار الأنوار ٧٣ : ٢٦٥ / ١٥.
٦ ـ الكافي ٢ : ٢٢٩ / ٣ ، الخصال : ٧ / ٢٢ ، ورام ١ : ١٢٢ ، إحياء علوم الدين ٣ : ١٦٦.
(١٢٧٨ / ٧) ذُكر الغضب عند الباقر عليهالسلام فقال : « إن الرجل ليغضب حتى ما يرضى أبداً ، ويدخل بذلك النار ، فأيّما رجل غضب وهو قائم فليجلس ، فإنه يذهب عنه رجز الشيطان ، وإن كان جالساً فليقم ، وأيّما رجل غضب على ذي رحم فليقم إليه وليدْن منه وليمسه ، فإن الرحم إِذا مُسَّت سكنت ».
(١٢٧٩ / ٨) وقال عليهالسلام : « ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ».
(١٢٨٠ / ٩) وقال عليهالسلام : « إذا غضبت فاسكت ».
__________________
٧ ـ الكافي ٢ : ٢٢٩ / ٢ ، مجمع البيان ٢ : ٣ ، مشكاة الأنوار : ٣٠٧.
٨ ـ مجمع البيان ١ : ٥٠٥ ، ورام ١ : ١٢٢ ، مشكاة الأنوار : ٣٠٨ ، نثر الدر ١ : ١٧٨ ، صحيح البخاري ٧ : ٢٨ ، الأدب المفرد : ٤٣٢ / ١٣٢٣ ، مصنف ابن أبي شيبة ٨ : ٣٤٧ / ٥٤٣٧ ، الترغيب والترهيب ٣ : ٤٤٧ / ٧ ، إحياء علوم الدين ٣ : ١٦٥.
٩ ـ ورام ١ : ١٢٣ ، الأدب المفرد : ٤٣٣ / ١٣٢٧ ، شهاب الأخبار : ٣٣٠ / ٥٦١.
الفصل الخامس والعشرون والمائة
في السب
(١٢٨١ / ١) قال الله عزَّ وجلّ في سورة الأنعام :
( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم ) الآية.
(١٢٨٢ / ٢) قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « لا تسبوا الدهر فإن الدهر هو الله (١).
__________________
١ ـ الأنعام ٦ : ١٠٨.
٢ ـ المجازات النبوية : ٢٣٥ / ١٩٠ ، مجمع البيان ٥ : ٧٨ ، شهاب الأخبار : ٣٤٩ / ٦٥٥ ، الترغيب والترهيب ٣ : ٤٨٠ / ٣.
(١) ذكر الشريف الرضي رحمهالله في المجازات النبوية بعد نقله الحديث : وهذا مجاز. وذلك أن العرب كانت اذا قرعتها القوارع ونزلت بها النوازل ، وحطمتها السنون الحواطم ، وسلبت كرائم اعلاقها من مال مثمر ، أو ولد مؤمل ، أو حميم مُرَجب. القت الملاوم على الدهر ، فقالت في كلامها وأسجاعها وأرجازها وأشعارها : استقاد منا الدهر ، وجار علينا الدهر ، ورمانا بسهامه الدهر ، كقول القائل منهم وهو عدي بن زيد :
ثم أمسَوا لَعِبَ
الدهرُ بهم |
|
وكذاك الدَّهرُ
يودي بالرجال |
وكقول الاخر :
أكل الدَّهرُ عليهم وشرب
وكقول الاخر :
والدَّهر غيَّرنا وما يتغيَّرُ
والأشعار في ذلكً أكثرمن أن نحيط بها ، أوناتي على جميعها. فكأنه عليه الصلاة والسلام قال : لا تذموا الذي يفعل بكم هذهِ الأفعال ، فان الله سبحانه هو المعطي والمنتزع ، والمغيّر والمرتجع ، والرائش والهائض ، والباسط والقابض ، وقد جاء في التزيل ما هو كشف عن هذا المعنى وهو قوله
ولا تسبوا السلطان (٢) فإنه فيء الله في أَرضه (٣).
ولا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء (٤).
ولا تسبوا الأموات فانهم قد أفضوا إلى ما قدموا » (٥).
(١٢٣٨ / ٣) وقال عليهالسلام : « من سبني فاقتلوه ، ومن سب أصحابي (١) فقد كفر ».
وفي خبر آخر : « ومن سب أصحابي فاجلدوه ».
(١٢٨٤ / ٤) وقال صلىاللهعليهوآله : « حرمت الجنة على من ظلم
__________________
تعالى ( وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم الا يظنون ) فصرّح تعالى بذمهم على اعتقادهم ان الدهر يملكهم ، ويعطيهم ويسلبهم ، ودل بمفهوم الكلام على أنه سبحانه هو المالك للأُمور ، والمصرف للدهور.
(٢) هو السلطان العادل.
(٣) شهاب الأخبار : ٣٤٩ / ٦٥٦ ، الفردوس بمأثور الخطاب ٥ : ١١ / ٧٢٩١.
(٤) سنن الترمذي ٤ : ٣٥٣ / ١٩٨٢ ، شهاب الأخبار : ٣٤٩ / ٦٥٧ ، الفردوس بمأثور الخطاب ٥ : ١١ / ٧٢٩١.
(٥) مسند أحمد ٦ : ١٨٠ ، شهاب الأخبار : ٣٤٩ / ٦٥٨.
٣ ـ صحيفة الإمام الرضا عليهالسلام : ٨٧ / ١٦ ، الفردوس بمأثور الخطاب ٣ : ٥٤١ / ٥٦٨٨ ، مجمع الزوائد ٦ : ٢٦ ، كنزل العمال ١١ : ٥٣٨ / ٢٤٧٨ و ٥٤٢ / ٣٢٥٤١.
(١) هم الذين لم يحدثوا حدثاً ولم يؤوا محدثاً ، كذا ذكر الإمام علي عليهالسلام في وصيته حينضربه ابن ملجم لعنه الله ، وأضاف عليهالسلام : « فإن رسول الله صلىاللهعليهوآله أوصى بهم ولعن المحدث منهم ومن غيرهم والمؤوي للمحدث ». (انظر الكافي ٧ : ٥٢ / ٧) ، ولا خلاف في ذلك فقد أخرج الكثير من أئمة الحديث في صحاحهم وسننهم ومسانيدهم جملة من الأحاديث وبطرق مختلفة وبالفاظ متقاربة ذات معنى واحد عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال : « ليذادن أناس من أصحابي عن الحوض كما تذاد الغريبة من الإبل » ، وفي بعضها : « أناديهم هلم ، فقال : إنهم بدلوا بعدك فأقول : سحقاً سحقاً » (انظر : مسند أحمد ٢ / ٣٠٠ و ٤٠٨ و ٤٥٤) ، بل وروى أيضاً عنه صلىاللهعليهوآله : « سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : يا رب أصحابي! قال : فيقال لي : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك لم يزالوا مرتدين على أعقابهم مذ فارقتهم » (انظرمسند أحمد ١ : ٢٣٥ و ٢٥٣ و ٤٥٢ و ٤٠٦ و ٤٠٧ و ٤٥٣ وج ٢ : ٣٠٠ و ٤٠٨ وج ٣ : ٢٨ وج٥ : ٤٨ و ٥٠ و ٣٨٨ و ٣٩٣ و ٤٠٠) وبألفاظ متقاربة.
٤ ـ نحوه في مناقب المغازلي : ٤١ / ٦٤ ، وكذا : ٢٩٢ / ٣٣٤.
أهل بيتي ، وقاتلهم ، والمعين عليهم ، ومن سبهم ( أولئِكَ لاخَلاقَ لَهُم في الآخِرةِ ولا يُكَلِّمُهُمُ الله ولا يَنظرُ إِلَيهم يَومَ القِيامةِ ولا يُزَكِّيهم وَلَهم عذاب أليمٌ ) (١).
(١٢٨٥ / ٥) وقال صلىاللهعليهوآله : « سباب المؤمن فسوق ، وقتاله كفر ، وأكل لحمه من معصية الله ، وحرمة ماله كحرمة دمه ».
(١٢٨٦ / ٦) قال صلىاللهعليهوآله : « من سب علياً فقد سبني ، ومن سبني فقد سب الله عزَّوجلّ ».
__________________
(١) آل عمران ٣ : ٧٧.
٥ ـ الفقيه ٤ : ٣٠٠ / ٩٠٩ ، عقاب الأعمال : ٢٨٧ / ١ ، المواعظ : ١٢٨ ، تفسير القمي ١ : ٢٩١ ، الاختصاص : ٣٤٣ ، نثر الدر ١ : ١٧٣ ، سنن الترمذي ٤ : ٣٥٣ / ١٩٨٣ ، إحياء علوم الدين.
٦ ـ أمالي الصدوق : ٨٧ / ٢ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٦٧ / ٣٠٨ ، مناقب ابن شهرآشوب ٣ : ٢٢١ ، عمدة عيون صحاح الأخبار : ٤٥٠ ، أمالي الشجري ١ : ١٣٦ ، مناقب الخوارزمي : ٨٢ ، مناقب المغازلي : ٣٩٤ / ٤٤٧ ، مسند أحمد ٦ : ٣٢٣ ، خصائص الإمام علي (للنسائي) : ٢٤ ، الفردوس بمأثور الخطاب ٣ : ٥٤٢ / ٥٦٨٩ ، الرياض النظرة ٢ : ١٦٦ ، ذخائر العقبى : ٦٦١ ، كفاية الطالب ٨٣.
الفصل السادس والعشرون والمائة
في المرجئة والقدرية
(١٢٨٧ / ١) عن أمير المؤمنين علي بن أبى طالب عليهالسلام قال : « إن أَرواح القدرية يعرضون على النار غدواً وعشياً حتى تقوم الساعة ، فإذا قامت الساعة عُذِبوا مع أَهل النار بألوان العذاب ، فيقولون : يا ربنا عذبتنا خاصة وتعذبنا عامة؟ فيردُّ عليهم : ( ذوقوا مس سقر * إنا كل شيء خلقناه بقدر ) (١) ».
(١٢٨٨ / ٢) عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « ما أنزل الله هذه الأيات إِلاّ في القدرية : ( إن المجرمين في ضلال وسعر * يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر* إنا كل شيء خلقناه بقدر ) (١).
(١٢٨٩ / ٣) قال النبي صلىاللهعليهوآله : « القدرية مجوس هذه الأمة ، خصماء الرحمن ، وشهداء الزور ».
(١٢٩٠ / ٤) وقال صلىاللهعليهوآله : « نادى مناد يوم القيامة : أَين القدرية خصماء الله وشهداء إبليس؟ فتقوم طائفة من أُمتي يخرج من أَفواههم دخان أسود ».
__________________
١ ـ عقاب الأعمال : ٢٥٢ / ١.
(١) القمر ٥٤ : ٤٨ ـ ٩ ٤.
٢ ـ عقاب الأعمال : ٢٥٢ / ٢.
(١) القمر ٤ ٥ : ٤٧ ـ ٤٩.
٣ ـ عوالي اللئالي ١ : ١٦٦ / ١٧٥ ، الفردوس بمأثور الخطاب ٣ : ٢٣٧ / ٤٧٠٥ ، الزهد : ٣٠٥.
٤ ـ فردوس الأخبار ١ : ٣١٨ / ١٠٠٠ ، مجمع الزوائد ٧ : ٢٠٦.
(١٢٩١ / ٥) عن أبي الحسن علي بن موسى عليهالسلام ، عن أبيه ، عن آبائه عليهمالسلام قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : صنفان من امتي ليس لهما في الإسلام نصيب : المرجئة والقدرية ».
(١٢٩٢ / ٦) عن علي بن أبي حمزة قال : حدثني أبي أنه سمع أبا جعفر عليهماالسلام يقول : « يحشر المكذبون بقدر الله من قبورهم قد مُسِخوا قردة وخنازير ».
(١٢٩٣ / ٧) وعن علي عليهالسلام قال : « يجاء بأصحاب البدعة يوم القيامة ، فترى القدرية من بينهم فيهم كالشامة البيضاء في الثور الأسود ، فيقول الله جل جلاله : ما أردتم؟ فيقولون : أردنا وجهك ، فيقول : قد أقلتكم عثراتكم ، وغفرت لكم زلاتكم ، إلاّ القدرية ، فإنهم دخلوا في الشرك من حيثلا يعلمون ».
(١٢٩٤ / ٨) وعن علي عليهالسلام أنّه دخل عليه مجاهد (مولى عبد الله بن عباس ) فقال : يا أمير المؤمنين ، ما تقول في كلام أهل القدر؟ ـ ومعه جماعة من الناس ـ فقال : « امعك أحد منهم »؟ قال : ما تصنع بهم يا أمير المؤمنين؟ قال : « استتيبهم ، فإِن تابوا وإلاّ ضربت أعناقهم ».
(١٢٩٥ / ٩) وقال عليهالسلام : « ما غلا أحد في القدر إلاّ خرج من الإيمان ».
(١٢٩٦ / ١٠) وعن علي عليهالسلام قال : « لكل أُمة مجوس ، ومجوس هذه الأمّة الذين يقولون بالقدر ».
(١٢٩٧ / ١١) عن أبي جعفر عليهالسلام : « ما لليل بالليل والنهار بالنهار أشبه من المرجئة باليهودية ، ولا من القدرية بالنصرانية ».
__________________
٥ ـ الأصول الستة عشر : ١١٩ ، الخصال : ٧٢ / ١١٠.
٦ ـ عقاب الأعمال : ٢٥٣ / ٤.
٧ ـ عقاب الأعمال : ٢٥٣ / ٦.
٨ ـ عقاب الأعمال : ٢٥٣ / ٧.
٩ ـ عقاب الأعمال : ٢٥٣ / ٨.
١٠ ـ عقاب الأعمال : ٢٥٣ / ١٠ ، الدر المنثور ٦ : ١٣٨.
١١ ـ عقاب الأعمال : ٢٥٤ / ٩.