الشيخ محمّد بن محمّد السبزواري
المحقق: علاء آل جعفر
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
ISBN: 964-5503-33-7
الصفحات: ٦٣٢
الفصل الحادي والثمانون
في طلب الحاجات
(٩٥٠ / ١) قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « طلبت القدر والمنزلة ، فما وجدت إلاّ بالعلم ، تعلموا يعظم قدركم في الدارين ».
« وطلبتُ الكرامة ، فما وجدتُ إلاّ بالتقوى ، اتقوا لتُكرموا ».
وطلبتُ الغنى ، فما وجدتُ إلاّ بالقناعة ، عليكم بالقناعة تستغنوا.
وطلبتُ الراحة ، فما وجدتُ إلاّ بترك مخالطة الناس إِلأ لقوام عيش الدنيا ، اتركوا الدنيا ومخالطة الناس تستريحوا في الدارين ، وتأمنوا من العذاب.
وطلبتُ السلامة ، فما وجدتُ إلآ بطاعة الله ، أطيعوا الله تسلموا.
وطلبتُ الخضوع ، فما وجدتُ إلاّ بقبول الحق ، اقبلوا الحق فإن قبول الحق يبعد من الكبر.
وطلبتُ العيش ، فما وجدت إلاّ بترك الهوى ، فاتركوا الهوى ليطيب عيشكم.
وطلبتُ المدح ، فما وجدت إِلّا بالسخاوة ، كونوا أسخياء تمدحوا.
وطلبت نعيم الدنيا والآخرة ، فما وجدت إلاّ بهذه الخصال التي ذكرتُها ».
__________________
١ ـ عنه المجلسي في بحاره ٦٩ : ٣٩٩ / ٩١.
الفصل الثاني والثمانون
في عشرين خصلة تورث الفقر
(٩٥١ / ١) قال النبي صلىاللهعليهوآله : « عشرون خصلة تورث الفقر : أولها القيام من الفراش للبول عريانآ ، والأكل جنباً ، وترك غسل اليدين عند الأكل ، وإهانة الكسرة من الخبز ، وإحراق الثوم والبصل ، والقعود على اسكفة البيت ، وكنس البيت بالليل وبالثوب ، وغسل الأعضاء في موضع الاستنجاء ، ومسح الأعضاء المغسولة بالمنديل والكم ، ووضع القصاع والأواني غير مغسولة ، ووضع أواني الماء غير مغطاة الرؤوس ، وترك بيوت العنكبوت في المنزل ، والاستخفاف بالصلاة ، وتعجيل الخروج من المسجد ، والبكور إلى السوق ، وتأخير الرجوع عنه إلى العشاء ، وشراء الخبزمن الفقراء ، واللعن على الأولاد ، والكذب ، وخياطة الثوب على البدن ، واطفاء السراج بالنفس ».
(٩٥٢ / ٢) وفي خبر آخر : « والبول في الحمام ، والأكل على الجثاء ، والتخلل بالطرفاء ، والنوم بين العشاءين ، والنوم قبل طلوع الشمس ، ورد السائل الذكر بالليل ، وكثرة الاستماع إلى الغناء ، واعتياد الكذب ، وترك التقدير في المعيشة ، والتمشط من قيام ، واليمين الفاجرة ، وقطيعة الرحم ».
(٩٥٣ / ٣) وقال عليهالسلام : « الا انبؤكم بعد ذلك بما يزيد في إلرزق »؟ قالوا : بلى يا أمير المؤمنين.
__________________
١ ـ عنه المجلسي في بحار الأنوار ٧٦ : ٣١٥ / ٢.
٢ ـ باختلاف يسير في الخصال : ٥٠٤ / ٢ ، وروضة الواعظين ٢ : ٤٥٥ ، ومشكاة الأنوار : ١٢٨.
٣ ـ الخصال : ٥٠٤ / ذح ٢ ، روضة الواعظين ٢ : ٤٥٥ ، مشكاة الأنوار : ١٢٩.
قال : « الجمع بين الصلاتين يزيد في الرزق.
والتعقيب بعد الغداة يزيد في الرزق ، وبعد العصر يزيد في الرزق.
وصلة الرحم تزيد في الرزق.
وكسح الفناء يزيد في الرزق.
وأداء الأمانة يزيد في الرزق.
والاستغفار يزيد في الرزق.
ومواساة الأخ في الله عزَّ وجلّ يزيد في الرزق.
والبكور في طلب الرزق يزيد في الرزق.
وقول الحق يزيد في الرزق.
واجابة المؤذِّن يزيد في الرزق.
وترك الكلام في الخلاء يزيد في الرزق.
وترك الحرص يزيد في الرزق.
وشكر المنعم يزيد في الرزق.
واجتناب اليمين الكاذبة يزيد في الرزق.
والوضؤ قبل الطعام يزيد في الرزق.
وأكل ما يسقط من الخوان يزيد في الرزق.
ومن سبِّح الله في كل يوم ثلاثين مرة دفع الله عزَّ وجلّ عنه سبعين نوعاً من البلاء أيسرها الفقر».
الفصل الثالث والثمانون
في ابتداء خلق الدنيا
(٩٥٤ / ١) قال الله تعالى في سورة البقرة :
( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم أستوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم (٢٩) )
(٩٥٥ / ٢) قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « إن موسى عليهالسلام سأل ربه عزَّ وجلَّ أن يعرّفه بدء الدنيا منذ كم خلقت ، فاوحى الله تعالى إلى موسى عليهالسلام : سألتني عن غوامض علمي.
فقال : يا رب ، أُحب أن أَعلم ذلك.
فقال : يا موسى ، خلقتُ الدنيا منذ مائة ألف ألف عام عشر مرات ، وكانت خراباً خمسين ألف عام ، ثم بدأتُ في عمارتها ، فعمّرتُها خمسين الف عام ، ثم خلقتُ فيها خلقاً على مثال البقر ، يأكلون رزقي ويعبدون غيري خمسين ألف عام ، ثم امّتهم كلّهم في ساعة واحدة ، ثم خربّت الدنيا خمسين ألف عام ، ثم بدأت في عمارتها ، فمكثت عامرة خمسين أَلف عام ، ثم خلقت فيها بحراً فمكث البحرخمسين ألف عام لا شيء مجاجاً من الدنيا يشرب منه ، ثم خلقتُ دابة وسلّطتها على ذلك البحر فشربته بنفس واحد ، ثم خلقتُ خلقاً أصغر من الزنبور وأكبر من البق ، فسلّطت ذلك الخلق على هذه الدابة فلدغها وقتلها ، فمكثت
__________________
١ ـ البقرة ٢ : ٢٩.
٢ ـ نقلها المجلسي في بحاره ٧ ٥ : ٣٣٠ / ١٦ ، وقال : هذهِ من روايات المخالفين ، أوردها صاحب
الجامع فاوردتها ولم أعتمد عليها.
الدنيا خراباً خمسين ألف عام ، ثم بدأت في عمارتها ، فمكثت خمسين ألف سنة ، ثم خلقتُ الدنيا كلها أجام القصب وخلقت السلاحف وسلّطتها عليها فأكلتها حتى لم يبق منها شيء ، ثم أهلكتها في ساعة واحدة ، فمكثت الدنيا خمسين ألف عام ، ثم بدأتُ في عمارتها ، فمكثت عامرة خمسين ألف عام ، ثم خلقتُ ثلاثين آدم في ثلاثين ألف سنة ، من آدم إلي آدم الف سنة ، فافنيتهم كلّهم بقضائي وقدري ، ثم خلقتُ فيها خمسين أَلف أَلف مدينة من الفضة البيضاء ، وخلقت في كل مدينة مائة أَلف أَلف قصر من الذهب الأحمر ، فملأت المدن خردلاً عند الهواء يومئذ ألذّ من الشهد وأحلى من العسل وأبيض من الثلج ، ثم خلقتُ طيراً واحداً أعمى وجعلتُ طعامه في كل سنة حبة من الخردل ، فاكلها حتى فنيت ، ثم خربتها فمكثت خراباً خمسين ألف عام ، ثم بدأت في عمارتها فمكثت عامرة خمسين ألف عام ، ثم خلقت أَباك آدم بيدي يوم الجمعة وقت الظهر ولم أَخلق من الطين غيره وأخرجت من صلبه النبي محمداً (عليه الصلاة والسلام) ».
الفصل الرابع والثمانون
فيما خلف القاف
(٩٥٦ / ١) قال الله تعالى :
( ق والقرآن المجيد (١) )
(٩٥٧ / ٢) سئل النبي صلىاللهعليهوآله عن القاف وما خلفه ، قال : « خلفه سبعون أرضاً من ذهب ، وسبعون أرضاً من فضة ، وسبعون أرضاً من مسك ، وخلفه سبعون أرضاً سكانها الملائكة لا يكون فيها حر ولا برد ، وطول كل أرض مسيرة عشرة آلاف سنة » قيل : فما خلف الملائكة؟ قال : « حجاب من ظلمة » قيل : فما خلفه؟ قال : « حجاب من ريح » قيل : وما خلفه؟ قال : « حجاب من نار » قيل : وما خلفه؟ قال : « حية محيطة بالدنيا كلها تسبّح الله إلى يوم القيامة ، وهي ملكة الحيات كلها » قيل : وما خلفه؟ قال : « حجاب من نور » قيل : وماخلف ذلك؟ قال : « علم الله تعالى وقضاؤه ».
(٩٨٥ / ٣) وسئل عن عرض قاف وطوله واستدارته ، فقال عليهالسلام : « عرضه مسيرة ألف سنة ، من ياقوت أحمر ، قضيبه من فضة بيضاء ، وزجه من زمردة خضراء ، له ثلاث ذوائب من نور : ذؤابة بالمشرق ، وذؤابة بالمغرب ، والأخرى في وسط السماء ، عليها مكتوب ثلاثة أسطر : الأول : بسم الله الرحمن الرحيم ، الثاني : الحمد لله رب العالمين ، الثالث : لا
__________________
١ ـ ق ٥٠ : ١.
٢ ـ عنه المجلسي في بحاره ٦٠ : ١٢١ / ١٠.
٣ ـ نقله المجلسي في بحار الأنوار ٦٥ : / ١٠١٢١.
إله إلاّ الله محمّد رسول الله ».
(٩٥٩ / ٤) وسئل عن أنهار الجنة كم عرض كل نهر منها؟ فقال عليهالسلام : « عرض كل نهر مسيرة خمسمائة عام ، يدور تحت القصور والحجب ، تتغنى أمواجه وتسبّح وتطرب في الجنة كما يطرب الناس في الدنيا ».
(٩٦٠ / ٥) وقال عليهالسلام : « أكبر أنهار الجنة الكوثر ، تنبت الكواعب الأتراب عليه ، يزوره أولياء الله يوم القيامة ».
(٩٦١ / ٦) وقال عليهالسلام : « خطيب أهل الجنة أنا محمدرسول الله ».
وقيل في شرح الكواعب الأتراب : ينبت الله من شطر الكوثر حوراء ، ويأخذها من يزور الكوثر من أولياء الله تعالى (١).
(٩٦٢ / ٧) عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : « للرجل الواحد من أهل الجنة سبعمائة ضعف مثل الدنيا ، وله سبعون ألف قبة ، وسبعون ألف قصر ، وسبعون ألف حجلة ، وسبعون ألف اكليل ، وسبعون ألف حلة ، وسبعون ألف حوراء عيناء ، وسبعون ألف وصيف ، وسبعون ألف وصيفة ، على كل وصيفة سبعون ألف ذؤابة وأربعون ألف اكليل وسبعون ألف حلة ، وغلام في كفه إبريق لسانه من رحمة ، إذنه من لؤلؤ ، اسفله من ذهب ، على رقبته منديل طوله خمسمائة سنة وعرضه مسيرة مائتي سنة ، اقلاله من نور مشبكة بالذهب ، نسجه من الله تعالى ».
__________________
٤ ـ عنه المجلسي في البحار ٨ : ١٤٦ / ٧١.
٥ ـ عنه بحار الأنوار ٨ : ١٤٧ / ٧٢.
٦ ـ عنه المجلسي في بحاره ٨ : ١٤٧ / ٧٣.
(١) نقله المجلسي في البحار ٨ : ١٤٧ / ٧٢.
٧ ـ نقله المجلسي في البحار ٨ : ١٤٧ / ٧٣.
الفصل الخامس والثمانون
فى الشكر
(٩٦٣ / ١) قال الله تعالى في سورة إبراهيم :
( لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد (٧) )
(٩٦٤ / ٢) وقال في سورة سبا :
( وقليل من عبادي الشكور (١٣) )
(٩٦٥ / ٣) وقال في سورة البقرة :
( واشكروا لي ولا تكفرون (١٥٢) )
(٩٦٦ / ٤) وقال في سورة المائدة :
( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليلكم لعلكم تشكرون (٦) )
(٩٦٧ / ٥) قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ، عن جبرائيل : « قال الله عزَّ وجلّ : أهل ذكري في نعمتي ، وأهل شكري في زيادتي ، وأهل طاعتي في كرامتي ، وأهل معصيتي لم أقنطهم من رحمتي ، فإن مرضوا فانا طبيبهم ،
__________________
١ ـ إبراهيم ١٤ : ٧.
٢ ـ سبا ٣٤ : ١٣.
٣ ـ البقرة ٢ : ١٥٢.
٤ ـ المائدة ٥ : ٦.
٥ ـ إرشاد القلوب : ٨٢ ، عدة الداعي : ٢٣٨.
وإن تابوا فأنا حبيبهم ، وإن لم يتوبوا فبالمصائب والبلايا أطهرهم ».
(٩٦٨ / ٦) قال علي بن الحسين عليهماالسلام : « من قال : الحمد لله فقد شكركل نعمة لله عزَّ وجل ».
(٩٦٩ / ٧) قال الصادق عليهالسلام : « إن الله تعالى أنعم على قوم بالمواهب فلم يشكروا فصارت عليهم وبالاً ، وابتلى قوماً بالمصائب فصبرو افصارت عليهم نعمة ».
(٩٧٠ / ٨) قال موسى عليهالسلام : « إلهي ، كيف استطاع آدم أن يؤدي شكر ما أجريت عليه من نعمتك ، خلقته بيدك ، واسجدت له ملائكتك ، واسكنته جنتك؟ فأوحى الله تعالى إليه : إن آدم علم أن ذلك كله مني ، فذلك شكره ».
(٩٧١ / ٩) عن أبي عبد الله عليهالسلام : « إِنّ الرجل منكم ليشرب الشربة من الماء ، فيوجب الله له بها الجنة » ثم قال : « يأخذ الاناء فيضعه على فيه ثم يشرب فينحيه وهو يشتهيه فيحمد الله ، ثم يعود فيشرب ثم ينحيه فيحمد الله ، ثم يعود فيشرب ثم ينحيه فيحمد الله ، فيوجب له بها الجنة ».
وقيل : الشكر قيد الموجود ، وصيد المفقود.
وقيل : الشكر قيد للنعمة الحاضرة ، وصيد للنعمة الغائبة.
__________________
٦ ـ مشكاة الأنوار : ٣١.
٧ ـ الكافي ٢ : ٧٥ / ١٨ ، أمالي الصدوق : ٢٤٩ / ٤ ، التمحيص : ٦٠ / ١٢٨ ، روضة الواعظين ٢ : ٤٧٣ ، مشكاة الأنوار : ٢٦ و ٣٣.
٨ ـ روضة الواعظين ٢ : ٤٧٣ ، ورام ١ : ٨ ، إحياء علوم الدين ٤ : ٨٣.
٩ ـ الكافي ٢ : ٧٩ / ١٦ ، مشكاة الأنوار : ٢٨.
الفصل السادس والثمانون
فى الحب في الله والبغض في الله تعالى
(٩٧٢ / ١) قال الله تعالى في سورة البقرة :
( والذين أمنوا أشد حبا لله )
(٩٧٣ / ٢) وفي سورة المائدة :
(يأيها الذين أمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فأنه منهم إن الله لايهدى القوم الظالمين (٥١) )
(٩٧٤ / ٣) وفي سورة المجادلة :
( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الأخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا أباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم )
(٩٧٥ / ٤) وعن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : « إن حول العرش منابر من نور ، عليها قوم لباسهم من نور ، ووجوههم نور ، ليسوا بانبياء يغبطهم الأنبياء والشهداء » قالوا : يا رسول الله ، حلّ لنا ، قال : « هم المتحابون في الله ، والمتجالسون في الله ، والمتزاورون في الله ».
__________________
١ ـ البقرة ٢ : ١٦٥.
٢ ـ المائدة ٥ : ٥١.
٣ ـ المجادلة ٥٨ : ٢٢.
٤ ـ مشكاة الأنوار : ٩٧ ، سنن أبي داود ٣ : ٢٨٨ / ٣٥٢٧ ، سنن الترمذي ٤ : ٥٩٧ / ٢٣٩٠ ، الترغيب والترهيب ٤ : ٢٠ / ١٨ ، إحياء علوم الدين ٢ : ١٥٨.
(٩٧٦ / ٥) وأوحى الله تعالى إلى موسى عليهالسلام : « هل عملت لي عملاً قط »؟
قال : « الهي ، صليت لك ، وصمت وتصدقت ، وذكرت لك ».
فقال : « إن الصلاة لك برهان ، والصوم جُنة ، والصدقة ظل ، والذكرنور ، فاي عمل عملت لي »؟
فقال موسى عليهالسلام : « دلني على عمل هو لك »؟
فقال : « يا موسى ، هل واليت لي ولياً؟ وهل عاديت لي عدواً قط »؟
فعلم موسى عليهالسلام أن أحب الأعمال الحب في الله والبغض في الله.
(٩٧٧ / ٦) قال النبي صلىاللهعليهوآله : « لو أن عبدين تحابا في الله ، أحدهما بالمشرق والاخر بالمغرب يجمع الله بينهما يوم القيامة ».
(٩٧٨ / ٧) وقال النبي صلىاللهعليهوآله : « أفضل الإيمان الحب في الله والبغض في الله ».
(٩٧٩ / ٨) وقال صلىاللهعليهوآله : « علامة حب الله حب ذكر الله ، وعلامة بغض الله بغض ذكر الله ».
(٩٨٠ / ٩) عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « الحب في الله فريضة ، والبغض في الله فريضة ».
__________________
٥ ـ مصنف ابن أبي شيبة ١٣ : ٢٢٩ / ١٦١٨٥ ، إحياء علوم الدين ٢ : ١٦٠.
٦ ـ الجامع الصغير ٢ : ٤٢٧ / ٧٤١٥.
٧ ـ المحاسن : ٢٦٤ / ٣٣٥ ، جامع الأحاديث : ٤ ، سنن أبي داود ٤ : ١٩٨ / ٤٥٩٩ ، الترغيب والترهيب ٤ : ٢٤ / ٣١ ، إحياء علوم الدين ٢ : ١٥٩.
٨ ـ كنز العمال ١ : ٤١٧ / ١٧٧٦ نقله عن شعب الإيمان للبيهقي.
٩ ـ الفردوس بمأثور الخطاب ٢ : ١٥٦ / ٢٧٨٧.
الفصل السابع والثمانون
في حال المؤمن
(٩٨١ / ١) قال الله تعالى في سورة البقرة :
( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ) الآية.
(٩٨٢ / ٢) قال النبي صلىاللهعليهوآله : « الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ».
(٩٨٣ / ٣) عن أبي عبد الله عليهالسلام : « إن الله جعل وليه في الدنيا غرضاً ».
(٩٨٤ / ٤) وقال عليهالسلام : « ما أُخلي المؤمن من ثلاث ولربما اجتمعت الثلاث عليه : أما بغض من يكون معه في الداريغلق عليه بابه يؤذيه ، أوجار يؤذيه ، أومن في طريقه إلى حوائجه يؤذيه ، ولو أن مؤمناً على قلة جبل لبعث الله عليه شيطاناً يؤذيه ، ويجعل له من إيمانه أنساً لا يستوحش معه إلى أحد ».
(٩٨٥ / ٥) وقال عليهالسلام : « لو أن مؤمناً على لوح في البحر لقيض
__________________
١ ـ البقرة ٢ : ١٥٥.
٢ ـ الأشعثيات : ٢٠٤ ، الفقيه ٤ : ٢٦٢ ، معاني الأخبار : ٢٨٨ / ٣ ، أمالي الطوسي ٢ : ١٤٢ ، جامع الأحاديث : ١٠ ، تحف العقول : ٣٧ ، شهاب الأخبار : ٥١ / ١٢٣ ، مكارم الأخلاق : ٤٦١ ، ورام ١ : ١٢٨ ، عوالي اللئالي ١ : ٩٥ / ٤ ، أمالي الشجري ٢ : ١٦١ ، مسند أحمد ٢ : ١٩٧ ، التذكرة في الأحاديث المشتهرة : ١٢٣ / ٢.
٣ ـ الكافي ٢ : ١٩٥ / ٥ ، التمحيص : ٣٢ / ٩ ، وفيها باختلاف يسير.
٤ ـ الكافي ٢ : ١٩٤ / ٣ ، علل الشرائع : ٤٤ / ٢ ، مشكاة الأنوار : ٢٨٤.
٥ ـ التمحيص ٣٠ / ٣ ، مشكاة الأنوار : ٢٨٤.
الله له شيطاناً يؤذيه ».
(٩٨٦ / ٦) قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « لو كان المؤمن فيحجر فأرة لقيض الله له فيه من يؤذيه ».
(٩٨٧ / ٧) وقال : « المؤمن يُكَفَّر».
(٩٨٨ / ٨) وعنه صلىاللهعليهوآله أنه قال : « لا يكون في الدنيا مؤمن إلأ وله جار يؤذيه ».
(٩٨٩ / ٩) وقال صلىاللهعليهوآله : « ما كان ولا يكون وليس بكائن نبي ولا مؤمن إِلّا وله جار يؤذيه».
(٩٩٠ / ١٠) قال الصادق عليهالسلام : « لا ينفك المؤمن من خصال أربع : من جار يؤذيه ، وشيطان يغويه ، ومنافق يقفو أثره ، ومؤمن يحسده ».
(٩٩١ / ١١) وعن أبي جعفر عليهماالسلام قال : « إن المؤمن ليبتلى باهل بيته الخاصة ، فإن لم يكن له أهل بيت فجاره الأدنى فالأدنى ».
__________________
٦ ـ الفردوس بمأثور الخطاب ٣ : ٣٤١ / ٥٠٢٨.
٧ ـ علل الشرائع : ٥٦٠ / ١ ، وفيه « مكفر».
٨ ـ الفردوس بمأثور الخطاب ٤ : ٧٧ / ٦٢٣٩.
٩ ـ الكافي ٢ : ١٩٥ / ١١ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٣٣ / ٥٩ ، صحيفة الإمام الرضا عليهالسلام : ٢٧٣ / ٩ ، أمالي الطوسي ١ : ٢٨٦ ، التمحيص : ٣٠ / ٤ ، مشكاة الأنوار : ٢٨٣.
١٠ ـ الخصال : ٢٢٩ / ٧٠ ، روضة الواعظين ٢ : ٢٩٢ ، مشكاة الأنوار : ٢٨٥.
١١ ـ مشكاة الأنوار : ٢٨٨.
الفصل الثامن والثمانون
في الزمان
(٩٩٢ / ١) قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « يأتي على الناس زمان وجوههم وجوه الادميين ، وقلوبهم قلوب الشياطين ، كامثال الذئاب الضواري ، سفّاكون للدماء ، لا يتناهون عن منكر فعلوه ، إن تابعتهم ارتابوك ، وإن حدثتهم كذّبوك ، وإِن تواريت عنهم اغتابوك ، السُّنة فيهم بدعة ، والبدعة فيهم سُنة ، والحليم بينهم غادر ، والغادر بينهم حليم ، والمؤمن فيما بينهم مستضعف ، والفاسق فيما بينهم مشرّف ، صبيانهم عارم ، ونساؤهم شاطر ، وشيخهم لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر ، الالتجاء إليهم خزي ، والاعتزاز بهم ذل ، وطلب ما في أيديهم فقر ، فعند ذلك يحرمهم الله قطر السماء في أَوانه ، وينزّله في غير أوانه ، يسلط عليهم شرارهم فيسومونهم سوء العذاب ، ويذبّحون أبناءهم ويستحيّون نساءهم ، فيدعوا خيارهم فلا يستجاب لهم ».
(٩٩٣ / ٢) قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « يأتي على الناس زمان بطونهم آلهتهم ، ونساؤهم قبلتهم ، ودنانيرهم دينهم ، وشرفهم متاعهم ، لا يبقى من الايمان إلاّ اسمه ، ومن الإسلام إلاّ رسمه ، ومن القرآن إلاّ درسه ، مساجدهم معمورة ، وقلوبهم خراب عن الهدى ، علماؤهم أشر خلق الله على وجه الأرض ، فإن كان كذلك ابتلاهم الله باربع خصال : جور من السلطان ،
__________________
١ ـ نقله الهيثمي في مجمعه ٧ : ٢٨٦ عن الطبراني في الصغير باختلاف يسير ، وكذا في كنز العمال ١١ : ٢٥٠ / ٣١٤١٣.
٢ ـ صدره وباختلاف يسير في عقاب الأعمال : ٣٠١ / ٤ ، وأعلام الدين : ٤٠٦ ، وفردوس الأخبار ٢ : ٤٥٣ / ٣٢٦٦ ، وكنز العمال ١١ : ٢٨٠ / ٣١٥٢٢.
وقحط من الزمان ، وظلم من الولاة والحكام ».
فتعجب الصحابة وقالوا : يا رسول الله ، أيعبدون الأصنام؟! قال : « نعم ، كل درهم عندهم صنم ».
(٩٩٤ / ٣) وقال عليهالسلام : « يأتي في آخر الزمان أناس من أمتي ياتون المساجد يقعدون فيها حلقاً ، ذكرهم الدنيا وحب الدنيا ، لا تجالسوهم ، فليس لله بهم حاجة ».
(٩٩٥ / ٤) قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « سيأتي زمان على أمتي يفرون من العلماء كما يفر الغنم عن الذئب ، فإذا كان كذلك ابتلاهم الله تعالى بثلاثة أشياء :
الأول : يرفع البركة من أَموالهم ، والثاني : سلط الله عليهم سلطاناً جائراً ، والثالث : يخرجون من الدنيا بلا إِيمان ».
(٩٩٦ / ٥) عن أَنس ، عن النبي صلىاللهعليهوآله أنّه قال : « يأتي على الناس زمان الصابر (١) منهم على دينه كالقابض على الجمرة».
(٩٩٧ / ٦) وقال عليهالسلام : « يأتي زمان على أمتي امراؤهم يكونون على الجور ، وعلماؤهم على الطمع ، وعبّادهم على الرياء ، وتجّارهم على أَكل الربا ، ونساؤهم على زينة الدنيا ، وغلمانهم في التزويج ، فعند ذلك كساد أمتي ككساد الأَسواق ، وليس فيها مستقيم ، الأَموات آيسون في قبورهم من خيرهم ، ولا يعيشون الأخيار فيهم ، ففي ذلك الزمان الهرب خير من القيام ».
(٩٩٨ / ٧) قال النبي صلىاللهعليهوآله : « سيأتي زمان على أمتي لا
__________________
٣ ـ ورام ١ : ٦٩.
٤ ـ نقله النوري في مستدركه ١١ : ٣٧٦ / ١٣٣٠١.
٥ ـ مكارم الأخلاق : ٤٥٠ ، سنن الترمذي ٤ : ٥٢٦ / ٢٢٦٠.
(١) في نسخة « ع » : القابض.
٦ ـ أعلام الدين : ٢٨٥.
٧ ـ عنه مستدرك الوسائل ١١ : ٣٧٧ / ١٣٣٠٣.
يعرفون العلماء إلاّ بثوب حسن ، ولا يعرفون القرآن إلّا بصوت حسن ، ولا يعبدون الله إلاّ في شهر رمضان ، فإذا كان كذلك سلط الله عليهم سلطاناً لا علم له ولا حلم له ولا رحم له ».
الفصل التاسع والثمانون
في الموعظة
(٩٩٩ / ١) قال الله تعالى في سورة الذاريات :
( وذكر فأن الذكرى تنفع المؤمنين (٥٥) )
(١٠٠٠ / ٢) وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يكفيكم من العِظة ذكر الموت ، ويكفيكم من التفكر ذكر الاخرة ، ويكفيكم من العبادة الورع ، ويكفيكم من الاستغفار ترك الذنوب ، ويكفيكم من الدعاء النصيحة فمن كان فيه من هذه الخصال واحدة دخل الجنة مع أول زمرة من الأنبياء ».
(١٠٠١ / ٣) ، روي عن علي بن الحسين بن علي عليهمالسلام : أنّه جاءه رجل وقال : أنا رجل عاصٍ ولا أَصبر عن المعصية ، فعظني بموعظة ، فقال عليهالسلام : « افعل خمسة أشياء واذنب ما شئت :
فأَول ذلك : لا تَأكل رزق الله ، واذنب ما شئت.
والثاني : اخرج من ولاية الله ، واذنب ما شئت.
والثالث : اطلب موضعاً لا يراك الله ، واذنب ما شئت.
والرابع : إذا جاء مَلَك الموت ليقبض روحك فادفعه عن نفسك ، واذنب ما شئت.
__________________
١ ـ الذاريات ٥١ : ٥٥.
٢ ـ الفردوس بمأثور الخطاب ٥ : ٥٤٣ / ٩٠٣٨.
٣ ـ نقله المجلسي في بحار الأنوار ٧٨ : ١٢٦ / ٧.
والخامس : إذا أدخلك مالك في النار فلا تدخل في النار ، واذنب ما شئت».
(١٠٠٢ / ٤) وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « الغفلة في ثلاثة : الغفلة عن ذكر الله ، والغفلة ما بين صلاة الغداة إلى طلوع الشمس ، والغفلة عن نفسه في دينه حتى يموت ».
(١٠٠٣ / ٥) قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذي منه هرب ، ويفوته الغنى الذي إِيّاه طلب ، فيعيش في الدنيا عَيش الفقراء ، ويُحاسب في الأخرة حساب الأغنياء.
وعجبت للمتكبر الذي كان بالأمس نطفة ، ويكون غداً جيفة.
وعجبت لمن شك في الله وهو يرى خلق الله.
وعجبت لمن نسي الموت وهو يرى من يموت.
وعجبت لمن أنكر النشاة الأخرى وهو يرى النشاة الأولى.
وعجبت لعامر دار الفناء وتارك دار البقاء.
وعجبت لمن يحتمي عن الطعام مخافة الداء ولا يحتمي من الذنوب مخافة النار».
(١٠٠٤ / ٦) عن علي بن موسى الرضا عليهماالسلام ، بإسناده ، عن الصادق عليهالسلام قال : « وجد لوح تحت حائط مدينة من المدائن فيه مكتوب :
لا إله إِلاّ الله ، محمد رسول لله.
عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح؟
__________________
٤ ـ الفردوس بمأثور الخطاب ٣ : ١١٨ / ٤٣٢٧.
٥ ـ نهج البلاغة ٣ : ١٨٥ / ١٢٦ ، خصائص الأئمة عليهمالسلام / خصائص أمير المؤمنين عليهالسلام : ١٠٠ ، ورام ١ : ٦٢ ، وفيها دون المقطع الاخير ، وقد رواه الشيخ ابن شعبة الحراني فيتحف العقول : ١٤١ باختلاف يسير ، وكذا روي في مكارم الأخلاق : ١٤٧ إلاّ أنه رواه عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ونقله النوري في مستدركه ١١ : ٣٣٨ / ١٣٢٠٦ عن لب اللباب ونسبه إلى الباقر عليهالسلام.
٦ ـ مشكاة الأنوار : ٣٠٢.