غاية المرام وحجّة الخصام - ج ١

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ١

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٤٧

جاهلية يحاسبه الله عزوجل بما عمل في الإسلام» (١).

وعنه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدّثنا أبو سعيد الحسن بن علي السكري ، قال : حدّثنا الحسين بن حسان العبدي قال : حدّثنا عبد العزيز ابن مسلم ، عن يحيى بن عبد الله ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : صلى بنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الفجر ثم قام بوجه كئيب وقمنا معه حتى صار إلى منزل فاطمة ـ صلوات الله عليها ـ فأبصر عليا نائما بين يدي الباب على الدقعاء فجلس النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فجعل يمسح التراب عن ظهره ويقول : «قم فداك أبي وأمي يا أبا تراب» ، ثم أخذ بيده ودخلا منزل فاطمة فمكثا [فمكثنا] هنية ثم سمعنا ضحكا عاليا ، ثم خرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بوجه مشرق فقلنا : يا رسول الله دخلت بوجه كئيب وخرجت بخلافه؟ فقال : «كيف لا أفرح وقد أصلحت بين اثنين أحب أهل الأرض إلى (٢) أهل السماء» (٣).

وعنه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدّثنا الحسن بن علي بن الحسين السكري ، قال : حدّثنا عثمان بن عمران ، قال : حدّثنا عبد الله (٤) بن موسى عن عبد العزيز ، عن حبيب بن أبي ثابت ، قال : كان بين علي وفاطمة عليهما‌السلام كلام فدخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فكان هناك مثال (٥) فاضطجع عليه فجاءت فاطمة عليها‌السلام فاضطجعت من جانب ، وجاء علي عليه‌السلام فاضطجع من جانب فأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يده فوضعها على سرته وأخذ يد فاطمة فوضعها على سرته فلم يزل حتى أصلح بينهما ثم خرج فقيل له : يا رسول دخلت وأنت على حال ، وخرجت ونحن نرى البشرى في وجهك؟ قال : «ما يمنعني وقد أصلحت بين اثنين أحب من على وجه الأرض [إلي]».

قلت : قال ابن بابويه عقيب هذا الحديث : قال محمد بن علي بن الحسين : ليس هذا الخبر عندي بمعتمد ، ولا هو لي بمعتقد (٦) لأن عليا وفاطمة عليهما‌السلام ما كان ليقع بينهما كلام يحتاج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الإصلاح بينهما ، لأنه عليه‌السلام سيّد الوصيّين ، وهي سيّدة نساء العالمين ، مقتديان بنبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حسن الخلق ، لكنّه اعتمد في ذلك (٧) على ما حدثني به أحمد بن الحسن القطّان وذكر الحديث الذي ذكرناه في أول الباب (٨).

__________________

(١) علل الشرائع : ٥٧ ، وفيه : يحاسبه الله بها في الإسلام ، بحار الأنوار ٣٥ / ٥٠.

(٢) في علل الشرائع : الى والى.

(٣) علل الشرائع : ١٥٥ ط ـ النجف.

(٤) في علل الشرائع : عبيد الله.

(٥) في علل الشرائع : والقى له مثال. والمثال : الفراش الذي ينام عليه.

(٦) في علل الشرائع : ولا هو لي بمعتقد في هذه العلة.

(٧) في المخطوطة : لكني أعتمد من طريق العامة في ذلك.

(٨) علل الشرائع : : ١٥٦ ط النجف.

٦١

الباب الثامن

في أنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وأمير البررة

من طريق العامة وفيه اثنان وأربعون حديثا

الأول : أبو المؤيد موفق بن أحمد أخطب خوارزم من أعيان علماء المخالفين في كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ وكلّما في هذا الكتاب عنه فهو منه ـ قال : أنبأني الإمام صدر الحفاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني ، أخبرنا الحسين (١) بن أحمد المقري ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، حدّثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ، حدّثنا محمد ـ وهو ابن عثمان ـ عن شيبة (٢) ، حدّثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون ، حدّثنا علي بن عابس (٣) عن الحرث بن الحصين ، عن القسم (٤) بن جندب ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا أنس اسكب لي وضوءا» ثم قام فصلى ركعتين ثم قال : «يا أنس ؛ أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين ، وسيد المسلمين ، وقائد الغر المحجلين ، وخاتم الوصيين» قال : قلت : اللهم اجعله رجلا من الأنصار وكتمته ، إذ جاء علي عليه‌السلام فقال : «من هذا يا أنس»؟ فقلت : علي (٥) فقام مستبشرا فاعتنقه ، ثم جعل يمسح عرق وجه علي عن وجهه (٦) فقال علي : «يا رسول الله لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعت بي من قبل» (٧)؟ قال : «وما يمنعني وأنت تؤدي عني ، وتسمعهم صوتي ، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي» (٨).

الثاني : أبو المؤيد أيضا قال : أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي ، عن الشريف أبي طالب المفضل (٩) بن محمد بن طاهر الجعفري باصبهان ، عن الحافظ

__________________

(١) في مناقب الخوارزمي : الحسن.

(٢) في مناقب الخوارزمي : حدثني محمد بن عثمان بن أبي شيبة.

(٣) في مناقب الخوارزمي : علي بن عباس.

(٤) في مناقب الخوارزمي : القاسم.

(٥) في مناقب الخوارزمي : جاء علي.

(٦) في مناقب الخوارزمي : يمسح عرق وجهه ، ويمسح عرق وجه علي على وجهه.

(٧) في مناقب الخوارزمي : ما صنعته.

(٨) ذكره الخوارزمي في كتابيه المناقب : ٤٢ ط. النجف ومقتل الحسين : ١ / ٤٦ ، وحلية الاولياء : ١ / ٦٣ مع اختلاف يسير في ألفاظهما.

(٩) في مناقب الخوارزمي : وأخبرني شهردار هذا إجازة ؛ أخبرني عبدوس هذا إجازة عن الشريف أبي طالب

٦٢

أبي بكر محمد (١) بن موسى بن مردويه بن فورك الاصبهاني ، حدثني عبد الله بن محمد بن يزيد ، حدثني محمد بن أبي يعلي ، حدثني إسحاق بن إبراهيم بن شاذان ، حدثني زكريا بن الحسين (٢) أبو علي الخزاز البصري ، حدثني مندل بن علي ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في بيته فغدا عليه علي بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه ـ بالغداة وكان يحب أن لا يسبقه إليه أحد ، فدخل فإذا النبي في صحن البيت فإذا (٣) رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي ، فقال : السلام عليك كيف أصبح رسول الله؟ قال : «بخير يا أخا رسول الله» فقال (٤) علي : «جزاك الله عنا أهل البيت خيرا» ، قال له دحية : إني أحبك ، وان لك عندي مدحة ازفها إليك ، أنت أمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين ، أنت سيد ولد آدم يوم القيامة ما خلا النبيين والمرسلين ولواء الحمد بيدك يوم القيامة تزف أنت وشيعتك يوم القيامة مع محمد وحزبه الى الجنة زفافا ، قد أفلح من تولاك وخسر من تخلاك (٥)، محب محمد محبّوك ، ومبغضوك لن تنالهم شفاعة محمد ، ادن مني صفوة الله فأخذ رأس النبي فوضعه في حجره (٦) فقال النبي : «ما هذه الهمهمة»؟ فأخبره علي عليه‌السلام بما جرى فقال : «يا علي لم يكن دحية ولكن كان جبرئيل (٧) سماك باسم سمّاك الله به فهو الذي القى محبتك في صدور المؤمنين ورهبتك في صدور الكافرين» (٨).

قلت : وروي الحديث السابق من طريق العامة ـ أيضا ـ إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيانهم قال : أخبرنا العدل الصالح رشيد الدين محمد بن عمر بن أبي القسم المقري بقراءتي عليه ببغداد إجازة بروايته ، عن شيخ الإسلام شهاب الدين عمر بن محمد بن عبد الله السهروردي ـ رضي الله عنه ـ قال : نبأنا محمد بن عبد الباقي بن سلمان (٩) سماعا ، أنبأنا أحمد بن عبد الله (١٠) قال : نبأنا محمد ابن أحمد بن علي ، حدّثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون ، حدّثنا علي بن محمد بن عابس ، عن الحرث بن حصيرة ، عن القاسم (١١) ابن جندب عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا أنس اسكب لي وضوءا» ، ثم قام فصلى ركعتين ثم قال :

__________________

الفضل.

(١) في مناقب الخوارزمي : أحمد.

(٢) في مناقب الخوارزمي : زكريا بن يحيى.

(٣) في مناقب الخوارزمي : الدار وإذا.

(٤) في مناقب الخوارزمي : قال له.

(٥) في مناقب الخوارزمي : وخاب وخسر من عاداك.

(٦) في مناقب الخوارزمي : فوضعه في حجره وذهب ؛ فرفع رسول الله رأسه.

(٧) في مناقب الخوارزمي : ليس هو دحية الكلبي هو جبرائيل.

(٨) مناقب الخوارزمي : ٢٣١ ط. النجف.

(٩) في فرائد السمطين : سليمان.

(١٠) في فرائد السمطين : أنبأنا أحمد بن أحمد أنا أحمد بن عبد الله.

(١١) في فرائد السمطين : القسم.

٦٣

«يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المرسلين ـ وساق الحديث الى آخره الى أن قال ـ : وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي» قال أحمد بن عبد الله : روي جابر الجعفي ، عن أبي الطفيل ، عن أنس نحوه (١).

الثالث : موفق بن أحمد قال : أخبرني شهردار إجازة ، أخبرنا عبدوس هذا كتابة ، حدثني الشيخ أبو الفرج محمد بن سهل ، حدثني أبو العباس أحمد بن إبراهيم ابن بركان (٢) ابن زكريا الغلابي (٣) حدثني الحسن بن موسى بن محمد بن عباد الجزار ، حدثني عبد الرّحمن بن القاسم الهمداني ، حدثني أبو حاتم محمد بن محمد الطالقاني أبو مسلم ، عن الخالص الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (٤) عن الأمين موسى ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن الزكي زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن البر الحسين (٥) بن علي ابن أبي طالب ، [عن البر الحسين بن علي بن أبي طالب] (٦) عن المرتضى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، عن المصطفى محمد الأمين سيد الأولين والآخرين إنه قال لعلي بن أبي طالب : «يا أبا الحسن كلّم الشمس فإنها تكلّمك» قال عليعليه‌السلام : «السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع لله تعالى» فقالت الشمس : وعليك السلام يا أمير المؤمنين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ، يا علي أنت وشيعتك في الجنة يا علي : أول من تنشق عنه الأرض محمد ثم أنت ، وأول من يحيى (٧) محمد ثم أنت ، وأول من يكسى محمد ثم أنت ، قال : فانكب عليّ ساجدا وعيناه تذرفان دموعا ، فانكب عليه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : «يا أخي وحبيبي ارفع رأسك فقد باهى الله بك [أهل] سبع سماوات» (٨).

__________________

(١) فرائد السمطين : ١ / الباب ٢٧.

(٢) في مناقب الخوارزمي : تركان.

(٣) في مناقب الخوارزمي : حدثني زكريا بن عثمان أبو القاسم ببغداد ، حدثنا محمد بن زكريا الغلابي.

(٤) في مناقب الخوارزمي : عن الناصح علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن الثقة محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن الرضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن الأمين ...

(٥) في المخطوطة : الحسن.

(٦) ما بين المعقوفتين غير موجود في المصادر.

(٧) في مناقب الخوارزمي : يحبى. (والحبوة : ما يشتمل به من ثوب أو عمامة).

(٨) ذكره الموفق بن أحمد في «المناقب» : ٦٣ ـ ٦٤ ، وفي كتابه الآخر «مقتل الحسين» : ١ / ٥٠ ، ورواه الشيخ

٦٤

الرابع : موافق بن أحمد قال : أخبرنا (١) الإمام الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار أخبرني أبو الحسن المقري أخبرني أحمد بن عبد الله بن داهر بن يحيى عن ابن عباس (٢) قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي ودمه دمي (٣) وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي» وقال : «يا أمّ سلمة اشهدي واعلمي واسمعي هذا علي أمير المؤمنين وسيّد المسلمين وعيبة علمي والباب الذي أوتى منه وأخي في الدين (٤) وخدني في الآخرة ومعي في السنام الأعلى» (٥).

الخامس : موفق بن أحمد قال : في معجم الطبراني بإسناده إلى عبد الله بن عليم الجهني قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ان الله عزوجل أوحى إلي في علي ثلاثة أشياء ليلة اسري بي : أنه سيد المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين» (٦).

السادس : إبراهيم بن محمد الحمويني في كتاب (فرائد السمطين) قال : أخبرني الشيخ الإمام مجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر ، والخطيب نجم الدين خطيب باب البصرة اذنا بروايتهما : عن أحمد بن يعقوب بن عبد الله بن عبد الواحد المارستاني القيم ، والأنجب بن أبي السعادات بن محمد الحمامي إجازة.

ح ـ والقاضي بهاء الدين عبد الغفّار (٧) ابن عبد المجيد بن وهودان الربّاني الريحاني (٨) مشافهة بروايته ، عن برهان الدين إبراهيم بن الحسن بن محمد العربوني (٩) إجازة بروايتهم ، عن الشيخ أبي محمد لاحق بن علي بن منصور بن كاره الخزيمي المقري قال العربون (١٠) سماعا عليه قال : أنبأنا

__________________

سليمان القندوزي في «ينابيع المودة» : ١٤٠ ط ١٠ اسطنبول.

(١) في مناقب الخوارزمي : أنبأني.

(٢) كذا ورد السند في «المناقب» أخبرني الحسن بن أحمد المقري ، أخبرني أحمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي ، حدثني محمد بن جرير ، حدثني عبد الله بن داهر بن يحيى الرازي ، حدثني أبي داهر بن يحيى المقري ، حدثني الاعمش ، عن عباية ، عن ابن عباس.

(٣) في مناقب الخوارزمي : لحمه من لحمي ، ودمه من دمي.

(٤) في كتب الحديث : أخي في الدنيا.

(٥) المناقب للخوارزمي : ٨٦.

(٦) المناقب للخوارزمي : ٢٣٥ ، فرائد السمطين ، السمط الأول.

(٧) في الفرائد : بهاء الدين بن عبد الغفار.

(٨) في الفرائد : وهسوذان الرناني الزنجاني.

(٩) في الفرائد : الغزنوي.

(١٠) في الفرائد : قال الغزنوي.

٦٥

الرئيس العالم أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم ابن بيهان (١) الكاتب قال : أنبأنا أبو علي الحسن ابن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان ، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسي النحوي قراءة عليه في منزله في درست (٢) الزعفراني يوم السبت من رجب سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وأنا أسمع ، حدّثنا أبو يوسف بن سفيان الغنوي ، حدّثنا أبو طاهر محمد بن سلم (٣) الحضرمي ، حدّثنا حسن بن حسين العدني ، حدّثنا يحيى بن عيسى الرملي ، عن الأعمش ابن حبيب ، عن ابن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأم سلمة : «هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي ، ودمه دمي ، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي ، يا أم سلمة هذا علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين ، ووصيي وعيبة علمي (٤) ، وبابي الذي أوتى منه ، أخي في الدنيا والآخرة ، ومعي في السنام الأعلى يقتل القاسطين والناكثين والمارقين» (٥).

السابع : الحمويني أيضا قال : أنبأني العدل أبو طالب علي بن انجب الخازن البغدادي رحمه‌الله مشافهة وكتابة قال : أنبأنا شيخ الشيوخ ضياء الدين أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين (٦) البغدادي إجازة بروايته ، عن شيخ الإسلام أبي عبد الله محمد بن حمويه الجويني إجازة عن عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الواحد بن الحسن البزار ، عن الشيخ الحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال : أنبأنا أبو طاهر الغفار بن أحمد الأزدي ، حدّثنا محمد بن عبد الله الصيرفي وعلي بن إبراهيم البلدي وجماعة قالوا ، حدّثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد المؤدب ، قال : نبأنا عبد الرزاق ، قال : نبأنا سفين الثوري (٧) عن عبد الله بن عثمان بن خيثم ، عن عبد الرّحمن بن سهمان (٨) قال : سمعت جابر بن عبد الله قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو آخذ بضبع علي يوم الحديبية وهو يقول : «هذا أمير البررة ، وقاتل الكفرة (٩) ، منصور من نصره ، مخذول من خذله ، ومد بها صوته» (١٠).

__________________

(١) في الفرائد : نبهان.

(٢) في الفرائد : في درب.

(٣) في الفرائد : محمد بن نسيم.

(٤) في الفرائد : ووعاء علمي.

(٥) فرائد السمطين ١ / ١٥٠ / ح ١١٣ ؛ المناقب للخوارزمي : ٨٦.

(٦) في الفرائد : علي بن علي الامين.

(٧) في الفرائد : أبو سفيان الثوري.

(٨) في الفرائد : بهمان. وهو الصحيح ؛ كما في تهذيب التهذيب.

(٩) في الفرائد : وقاتل الفجرة.

(١٠) فرائد السمطين ١ / ١٥٧ / ح ١١٩ السمط الأول. وأخرجه من طريق جابر بن عبد الله الأنصاري الخطيب البغدادي في تاريخه : ٢ / ٣٧٧ ؛ والحاكم في المستدرك : ٣ / ١٢٩ وصححه.

٦٦

الثامن : ابن المغازلي في كتاب المناقب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا علي إنك سيد المسلمين، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ، ويعسوب المؤمنين».

قال أبو القاسم الطائي : سألت أبا أحمد ثعلبا (١) عن اليعسوب فقال : هو الذكر من النحل الذي يقدمها.

واسناد هذا الخبر يرويه ابن المغازلي عن إسحاق بن إبراهيم بن غسان (٢) البصري إجازة أن أبا علي الحسين بن أحمد (٣) ابن [محمد بن] أبي زيد [حدثهم] قال : حدّثنا أبو القاسم عبد الله (٤) ابن أبي عامر الطائي قال : حدّثنا أحمد بن عامر قال : حدّثنا علي بن موسى الرضا قال : حدثني أبي موسى بن جعفر قال : حدثني أبي جعفر بن محمد قال : حدثني أبي محمد بن علي قال : حدثني أبي علي بن الحسين قال : حدثني أبي الحسين بن علي قال : حدثني أبي علي بن أبي طالب قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا علي إنك سيد المسلمين». الخبر بتمامه (٥).

التاسع : ما رواه الشيخ أبو الحسن الفقيه محمد بن أحمد بن علي بن شاذان في المناقب المائة لعلي أمير المؤمنين والأئمة من ولده وفضائلهم عليهم‌السلام من طريق المخالفين العامة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبي ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا علي أنت أمير المؤمنين ، وإمام المتقين ، يا علي أنت سيد الوصيين ، ووارث علم النبيين ، وخير

__________________

(١) في المناقب : أحمد بن يحيى ، ثعلب.

(٢) في المناقب : أبو القسم إبراهيم بن عسان.

(٣) في المناقب : الحسن بن علي بن أحمد.

(٤) في المناقب : القسم بن عبد الله.

(٥) أخرجه الفقيه ابن المغازلي في (المناقب) ونسخته المخطوطة في (مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام العامة ـ في النجف الاشرف).

وذكره المتقي الهندي في (كنز العمال) : ٦ / ١٥٣ ، والحاكم في (المستدرك) : ٣ / ١٢٩ ، والذهبي في (ذيل المستدرك) : ٣ / ١٢٩ ، والثعلبي في (الكشف والبيان) (خ) والخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) : ٢ / ٣٧٧ و : ٤ / ٢١٩ وعبيد الله الهندي في (ارجح المطالب) : ٢٨ ؛ ومحمد صالح الكشفي الحنفي في (المناقب المرتضوية) ص ١٠٢ ؛ ومحمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السئول) : ٣١ ؛ وشهاب الدين أحمد بن حجر في (لسان الميزان) : ١ / ١٩٧ ؛ والسيوطي في (الجامح الصغير) : ٢ / ١٤٠ ؛ وابن حجر الهيتمي في (الصواعق) ص ١٢٣ ؛ وعلى المتقي في (منتخب كنز العمال) ـ المطبوع بهامش مسند أحمد بن حنبل : ٥ / ٣٠ ؛ وعبد الرءوف المناوي في (كنوز الحقائق) ص ٩٨ ؛ ورستمخان البدخشي في (مفتاح النجا في مناقب آل العباء) توجد نسخته المصورة ـ في مكتبة الإمام أمير المؤمنين العامة في النجف الاشرف ـ.

وأخرجه محمد بن الصبان الشافعي في (اسعاف الراغبين) ـ المطبوع بهامش نور الابصار ـ ص ١٧٨ ؛ والسيد محمد بن درويش (اسنى المطالب) ص ١٣٦.

٦٧

الصديقين ، وأفضل السابقين يا علي أنت زوج سيدة نساء العالمين ، وخليفة خير المرسلين ، يا علي أنت مولى المؤمنين ، يا علي أنت الحجة بعدي على الناس أجمعين ، استوجب الجنة من تولاك واستحق النار من عاداك ، يا علي والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية لو أن عبدا عبد الله ألف عام ما قبل الله ذلك منه إلا بولايتك وولاية الأئمة من ولدك وإن ولايتك لا يقبل الله عزوجل إلا بالبراءة من أعدائك وأعداء الأئمة من ولدك أخبرني بذلك جبرائيل فمن شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفر» (١).

العاشر : ابن شاذان هذا من طريق العامة عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «إذا كان يوم القيامة أمر الله ملكين يقعدان على الصراط فلا يجوز أحد إلا ببراءة (٢) أمير المؤمنين ومن لم تكن له براءة أمير المؤمنين أكبه الله على منخريه في النار ، وذلك قول الله عزوجل : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) (٣)» قلت : فداك أبي وأمي يا رسول الله : ما معنى براءة أمير المؤمنين؟ قال : «مكتوب : لا إله إلا الله محمد رسول الله وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصي رسول الله»(٤).

الحادي عشر : ابن شاذان هذا من طريق العامة ، عن ابن عباس قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «والذي بعثني بالحق بشيرا ، ما استقر الكرسي والعرش ، ولا دار الفلك ، ولا قامت السموات والأرض ، إلا بأن كتب الله عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله عليّ أمير المؤمنين وإن الله عرج بي إلى السماء واختصني بلطيف ندائه قال : يا محمد قلت : لبيك ربي وسعديك فقال : أنا المحمود وأنت محمد شققت اسمك من اسمي وفضلتك على جميع بريتي فانصب أخاك عليّا علما (٥) يهديهم إلى ديني ، يا محمد إني جعلت عليا أمير المؤمنين فمن تأمر عليه لعنته ، ومن خالفه عذبته ، ومن أطاعه قربته ، يا محمد إني قد جعلت عليا إمام المسلمين فمن تقدم عليه أخزيته ، ومن عصاه استجفيته ، إن عليا سيد الوصيين وقائد الغر المحجلين ، وحجتي على الخلق أجمعين» (٦).

الثاني عشر : ابن شاذان هذا من طريق العامة عن ابن عباس قال : كنا جلوسا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ

__________________

(١) البحار : ٢٧ / ٦ ؛ وكنز الفوائد : ١٨٥.

(٢) البراءة : السلامة من الذنب والعيب وغيرهما.

(٣) الصافات : ٢٤.

(٤) رواه المجلسي في البحار : ٣٩ / ٢٠١ ؛ عن (اليقين في إمرة أمير المؤمنين).

(٥) في البحار : علما لعبادي.

(٦) البحار : ٣٧ / ٣٣٨.

٦٨

دخل علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : «السلام عليك يا رسول الله» فقال : «وعليك السلام يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته» ، فقال علي : «وأنت حي يا رسول الله»؟ فقال : «نعم وأنا حي. وأنت(١) يا علي (٢) مررت بنا أمس يومنا وأنا وجبرائيل في حديث ولم تسلم ، فقال جبرائيل : ما بال أمير المؤمنين مرّ بنا ولم يسلم أما والله لو سلم لسررنا ورددنا عليه» ، فقال علي عليه‌السلام : «يا رسول الله رأيتك ودحية استخليتما في حديث فكرهت أن أقطعه عليكما» فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أما إنه لم يكن دحية وإنما كان جبرائيل عليه‌السلام» فقلت : «يا جبرائيل كيف سميته أمير المؤمنين؟» فقال : «كان والله في غزوة بدر ان اهبط على محمد فمره (٣) أن يأمر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أن يجول بين الصفين فسماه الله تعالى من السماء أمير المؤمنين (٤) فأنت يا علي أمير من في السماء ، وأمير من في الأرض ، وأمير من مضى وأمير من بقي ، فلا أمير قبلك ولا أمير بعدك ، لأنه لا يجوز أن يسمى بهذا الاسم من لم يسم الله تعالى به» (٥).

الثالث عشر : ابن شاذان هذا من طريق العامة عن أنس بن مالك قال : كنت خادما لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فبينا أنا أوضيه إذ قال : «يدخل داخل وهو أمير المؤمنين وسيد المسلمين وخير الوصيين وأولى الناس بالنبيين وقائد الغر المحجلين» فقلت اللهم اجعله رجلا من الأنصار حتى قرع الباب فإذا هو علي بن أبي طالب فلما دخل عرق وجه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عرقا شديدا فمسح العرق من وجهه بوجه علي ابن أبي طالب فقال : «نزل في شيء؟ قال أنت مني تؤدي عني وتقضي ديني وتبلغ رسالاتي» فقال عليّعليه‌السلام: «يا رسول الله اما أنت تبلغ الرسالة»؟ قال : «بلى ولكن تعلم الناس من بعدي من تأويل القرآن ما لا يعلمون وتخبرهم بذلك» (٦).

ورواه صاحب كتاب المناقب من طريق العامة أيضا عن أنس بن مالك.

__________________

(١) في مناقب آل أبي طالب : قال : يا رسول الله أنت حي وتسميني أمير المؤمنين؟ قال : نعم ؛ انما سماك جبرائيل من عند الله وأنا حي ؛ يا علي مررت.

(٢) في المخطوطة : وانك.

(٣) في البحار : فقال : كان الله أوحى الي في غزوة بدر أن اهبط على محمد فأمره.

(٤) في البحار : فسماه بأمير المؤمنين في السماء.

(٥) ذكر شطرا منه ابن شهرآشوب في المناقب : ٣ / ٥٤ ؛ البحار : ٣٧ / ٣٠٧.

(٦) روي المجلسى هذا الحديث بألفاظ مختلفة ؛ راجع البحار : ٣٧ / ٣٢٤ و : ٣٨ / ١٧ و ١٢٧ و ١٣٤. فرائد السمطين : ١ / ١٤٥ / ح ١٠٩ ، مناقب أمير المؤمنين لسليمان الكوفي : ١ / ٣٩٤ ، مائة منقبة : ٥٧ / ح ٣١ وورد المقطع الأخير منه في المستدرك ٣ / ١٢٢ ، حلية الأولياء : ١ / ٦٣ ، ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق : ٢ / ٢٥٩ / ح ٧٧٣.

٦٩

الرابع عشر : ابن شاذان هذا من طريق العامة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : «والله خلفني رسول الله في امته فأنا حجة الله عليهم بعد نبيه ، وان ولايتي لتلزم أهل السماء كما تلزم أهل الأرض وإن الملائكة لتتذاكر فضلي وذلك تسبيحها عند الله أيها الناس اتبعوني اهدكم سواء السبيل ولا تأخذوا يمينا وشمالا فتضلّوا ، أنا وصي نبيكم وخليفته ، وإمام المؤمنين وأميرهم ومولاهم ، وأنا قائد شيعتي إلى الجنة وسائق أعدائي إلى النار ، أنا سيف الله على أعدائه ورحمته على أوليائه ، أنا صاحب حوض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولوائه وصاحب مقام شفاعته ، والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين خلفاء الله في أرضه وأمنائه على وحيه ، وأئمة المسلمين بعد نبيه ، وحجج الله على بريته» (١).

الخامس عشر : ابن شاذان هذا من طريق العامة عن ابن عباس قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «معاشر الناس اعلموا أن لله تعالى بابا من دخله أمن من النار ومن الفزع الأكبر» ، فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال : يا رسول الله اهدنا إلى هذا الباب حتى نعرفه ، قال : «هو علي بن أبي طالب سيد الوصيين وأمير المؤمنين وأخو رسول رب العالمين ، وخليفة الله على الناس أجمعين ، معاشر الناس من أحب ان يتمسك (٢) بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها فليتمسك (٣) بولاية علي ابن أبي طالب فإن ولايته ولايتي وطاعته طاعتي ، معاشر الناس من أحب أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب ، معاشر الناس من سره الله ليقتدي بي فعليه ان يتوالى ولاية علي بن أبي طالب بعدي (٤) والأئمة من ذريتي فإنهم خزان علمي».

فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال : يا رسول الله ما عدة الأئمة؟ فقال : «يا جابر سألتني رحمك الله عن الإسلام بأجمعه ، عدتهم عدة الشهور ، وهو عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض ، وعدتهم عدة العيون التي انفجرت منه لموسى بن عمران عليه‌السلام حين ضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ، وعدة نقباء (٥) بني إسرائيل قال الله تعالى : (وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً) (٦) فالأئمة يا جابر اثنا عشر إماما

__________________

(١) مائة منقبة : ٥٩ / ح ٣٢.

(٢) في المخطوط : يستمسك.

(٣) في المخطوط : يستمسك.

(٤) في البحار : من سره أن يتولى ولاية الله فليقتد بعلي بن أبي طالب والأئمة من ذريتي.

(٥) في البحار : وعدتهم عدة نقباء.

(٦) المائدة : ١٢.

٧٠

أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم» (١).

السادس عشر : ابن شاذان هذا من طريق العامة عن رافع مولى عائشة : فكنت إذا كان عندها قريبا فاعاطيهم فبينا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) عندها ذات يوم إذ أحد يدق الباب (٣) فخرجت إليه فإذا جارية معها طبق (٤) مغطى قال : فرجعت إلى عائشة وأخبرتها فقالت : أدخلها فأدخلتها فدخلت فوضعته بين يدي عائشة ، فوضعته بين يدي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (٥) فجعل يتناول منها ويأكل وخرجت الجارية.

فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ليت أمير المؤمنين وسيد المسلمين وإمام المتقين يأكل معي» (٦) فقالت عائشة : ومن أمير المؤمنين وسيد المسلمين؟ فسكت ثم أعاد الكلام مرة أخرى فقالت عائشة : مثل ذلك فسكت ، فجاء رجل (٧) فدق الباب فخرجت إليه فإذا هو علي بن أبي طالب فرجعت (٨) فقلت : هذا علي بن أبي طالب ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (٩) : «مرحبا وأهلا لقد تمنيتك مرتين حتى إذا أبطأت عليّ سألت الله عزوجل أن يأتيني بك اجلس وكلّ» (١٠) فجلس وأكل معه ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «قاتل الله من قاتلك وعادى من عاداك» فقالت عائشة ومن يقاتله ويعاديه؟ قال : «أنت ومن معك مرتين» (١١).

السابع عشر : ابن شاذان هذا من طريق العامة عن سلمان الفارسي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا سلمان من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة (١٢) ومن أبغضها فهو في النار ، يا سلمان حبّ فاطمة ينفع في مائة من المواطن الموت أيسرها (١٣) القبر والمحشر والصراط والمحاسبة فمن رضيت عنه فاطمة (١٤) رضيت عنه ، ومن رضيت عنه رضي الله عنه ، ومن غضبت عليه فاطمة غضبت

__________________

(١) اليقين ص ٦٠ ، البحار : ٣٦ / ٢٦٣.

(٢) في البحار : عن رافع مولى عائشة قال : كنت غلاما أخدمها ، فكنت إذا كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عندها أكون قريبا أعاطيها ، قال : فبينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٣) في البحار : إذا جاء جاء فدق الباب.

(٤) في البحار : اناء.

(٥) في البحار : فوضعته عائشة بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

(٦) في البحار : عندي يأكل معي.

(٧) في البحار : فجاء جاء.

(٨) في البحار : قال : فرجعت.

(٩) في البحار : فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أدخله فلما دخل قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(١٠) في البحار : اجلس فكل معي. الى هنا ينتهي الحديث في البحار.

(١١) البحار : ٣٨ / ٣٥١. اليقين : ١٣ و ١٤.

(١٢) في البحار : في الجنة معي.

(١٣) في البحار : في مائة موطن أيسر تلك المواطن الموت والقبر والميزان.

(١٤) في البحار : ابنتي فاطمة.

٧١

عليه ومن غضبت عليه غضب الله عليه يا سلمان ويل لمن يظلمها ويظلم بعلها أمير المؤمنين عليا ، وويل لمن ظلم ذريتها وشيعتها» (١).

الثامن عشر : ابن شاذان هذا من طريق العامة عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: «ليلة اسري بي إلى السماء دخلت (٢) الجنة فرأيت نورا ضرب به وجهي ، فقلت لجبرائيل : ما هذا النور الذي رأيته؟ فقال : يا محمد ليس هذا النور نور الشمس ولا نور القمر ، ولكن جارية من جواري علي بن أبي طالب عليه‌السلام اطلعت (٣) من قصرها فنظرت إليك فضحكت فهذا النور خرج من فيها وهي تدور في الجنة إلى أن يدخلها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام» (٤).

التاسع عشر : ابن شاذان هذا من طريق العامة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه الحسين الشهيد قال : سئل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن قوله تعالى : (طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) (٥) قال: «نزلت في أمير المؤمنين وطوبى شجرة في دار أمير المؤمنين في الجنة ليس من دور الجنة شيء إلا وفيه غصن منها» (٦).

العشرون : ابن شاذان هذا من طريق العامة عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «ستكون بعدي فتنة ومظلمة الناجي منها من تمسك بالعروة الوثقى» ، فقيل : يا رسول الله وما العروة الوثقى؟ قال : «ولاية سيد الوصيين» ؛ قيل : يا رسول الله ومن سيد الوصيين؟ قال : «أمير المؤمنين» قيل : يا رسول الله ومن أمير المؤمنين؟ قال : «مولى المسلمين وإمامهم بعدي»؟ قيل: يا رسول الله ومن مولى المسلمين وإمامهم بعدك؟ قال : «أخي علي بن أبي طالب» (٧).

الحادي والعشرون : ابن شاذان هذا من طريق العامة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن الله خلق في السماء الرابعة مائة ألف ملك ، وفي السماء الخامسة ثلاثمائة ألف ملك ، وفي السماء السابعة ملكا رأسه تحت العرش ورجلاه تحت الثرى وملائكة أكثر من ربيعة ومضر ليس لهم طعام ولا شراب إلا الصلاة على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومحبيه ، والاستغفار لشيعته

__________________

(١) إيضاح دفائن النواصب : ٣٩ ؛ البحار : ١٧ / ١١٦.

(٢) في البحار : أدخلت.

(٣) في البحار : طلعت.

(٤) اليقين في إمرة أمير المؤمنين : ٦٢ ؛ البحار : ٣٩ / ٢٣٦.

(٥) الرعد : ٣٩.

(٦) تفسير العياشي : ٢ / ٢١٢ ؛ البحار : ٨ : ٨٧ و ١٤٨.

(٧) البحار : ٣٦ / ٢٠.

٧٢

المذنبين» (١).

الثاني والعشرون : ابن شاذان هذا من طريق العامة ، عن محمد التقي عن أبيه عن جده موسى ابن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن فاطمة بنت الحسين ، عن أبيها وعمها الحسن بن علي عليهم‌السلام قالا : «حدّثنا أمير المؤمنين قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما دخلت (٢) الجنة رأيت فيها شجرة تحمل الحلي والحلل أسفلها خيل بلق وأوسطها حور العين وفي أعلاها الرضوان فقلت لجبرئيل : لمن هذه الشجرة؟ قال : هذه لابن عمك أمير المؤمنين عليه‌السلام إذا أمر الله الخليقة بدخول الجنة يؤتى بشيعة علي بن أبي طالب عليه‌السلام حتى ينتهي بهم إلى هذه الشجرة فيلبسون الحلي والحلل ويركبون الخيل البلق وينادي مناد : هؤلاء شيعة علي بن أبي طالب صبروا في الدنيا على الأذى فحبوا اليوم» (٣).

ومن طريق العامة أيضا ما أنا ذاكره في هذا المعنى من أن عليا عليه‌السلام أمير المؤمنين وابنيه على أحاديث الباب.

قال الشيخ التقي الفاضل الشيخ علي بن عيسى في كتاب (كشف الغمة) قال رحمه‌الله :

قد كان السعيد رضي الدين علي بن موسى بن طاوس رحمه‌الله وألحقه بسلفه جمع في ذلك كتابا سماه كتاب (اليقين في اختصاص مولانا علي عليه‌السلام بامرة المؤمنين) ونقل في ذلك مما يزيد على ثلاثمائة طريق فاقتصرت من ذلك على ما أورده (٤) نقلا من كتابه رحمه‌الله ونسبت كل حديث إلى ما أورده من علماء الجمهور مقتصرا عليهم دون من عداهم.

قال الحافظ أبو بكر أحمد بن مردويه وهو من عظماء علماء الجمهور ، وقد رأيت مدحة (٥) من كتاب معجم البلدان لياقوت بن عبد الله الحموي في ترجمة اسكاف ما هذا لفظه : وممن ينسب إليها أبو بكر بن مردويه ، ومات بإسكاف سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة وكان ثقة.

وذكر الحافظ سعد بن عبد القاهر في كتاب (رشح الولاء في شرح الدعاء) في اسناد الحديث المتضمن لوصف مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام إنه إمام المتقين عن أبي بكر بن مردويه : إنه الإمام

__________________

(١) البحار : ٢٦ / ٢٤٩ ؛ وفيه : لشيعته المذنبين ومواليه.

(٢) في البحار : ادخلت.

(٣) إيضاح دفائن النواصب : ٥٦ و ٥٧ ؛ البحار : ٢٧ / ١٢٠.

(٤) في المصدر : ما أوردته.

(٥) في المصدر : في مدحه.

٧٣

الحافظ (١) طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى ابن مردويه.

وذكر أخطب خطباء خوارزم موفق بن أحمد المكي في كتاب المناقب في الفصل التاسع في فضائل شتى في جملة اسناده إلى أبي بكر أحمد بن مردويه (٢) ما هذا لفظه (٣) : طراز المحدثين أحمد بن مردويه ، وهذا لفظ حديثه من كتاب مناقب مولانا علي بن أبي طالب عليه‌السلام عن ابن عباس : قلت : أنا اذكر ما أورده مبنيا على عدد هذا الباب من الأحاديث.

الثالث والعشرون : عن ابن عباس قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في صحن الدار (٤) وإذا رأسه في حجر دحية (٥) الكلبي فدخل علي عليه‌السلام فقال : «السلام عليك كيف أصبح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله» قال : بخير ، قال له دحية : إني لاحبّك وإنّ لك مدحة أزفها إليك ، أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ، أنت سيد ولد آدم ما خلا النبيين والمرسلين ، لواء الحمد بيدك يوم القيامة ، تزف أنت وشيعتك مع محمد وحزبه إلى الجنان رواء (٦) قد أفلح من تولّاك ، وخسر من تخلّاك ، محبوك محب محمد ومبغضوك مبغضو محمد (٧) لن تنالهم شفاعة محمد ، ادن مني يا صفوة الله فأخذ برأس (٨) النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فوضعه في حجره ثم انتبه (٩) فقال : «ما هذه الهمهمة»؟ فأخبره الحديث فقال : «لم يكن دحية الكلبي فإنه جبرائيل (١٠) سماك باسم سماك الله تعالى به ، وهو الذي ألقى محبتك في قلوب (١١) المؤمنين ورهبتك في صدور الكافرين» (١٢).

قال رضي الدين رحمه‌الله : ان من ينقل هذا عن الله تعالى جل جلاله برسالة جبرائيل عليه‌السلام ، وعن محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله لمحجوج يوم القيامة إذا حضر بين يدي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وسأله يوم القيامة عن مخالفته لما نقله واعتمد عليه.

الرابع والعشرون : عنه عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا أنس اسكب لي وضوءا أو ماء

__________________

(١) في المصدر : الحافظ النافذ ملك الحفاظ.

(٢) في المصدر : أحمد بن موسى بن مردويه.

(٣) في المصدر : الإمام الحافظ.

(٤) في المصدر : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في بيته عليلا فغدا إليه علي عليه‌السلام وكان يحب أن لا يسبقه أحد ؛ فدخل فإذا النبي في صحن الدار.

(٥) في المصدر : دحية بن خليفة.

(٦) في المصدر : الى الجنان زفا.

(٧) في المصدر : محبّو محمد محبوك ؛ ومبغضوا محمد مبغضوك.

(٨) في المصدر : رأس النبي.

(٩) في المصدر : فانتبه صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(١٠) في المصدر : كان جبرائيل عليه‌السلام.

(١١) في المصدر : في صدور.

(١٢) كشف الغمة : ١ / ٣٤١.

٧٤

فتوضى» (١) ثم انصرف فقال : يا أنس : «أول من يدخل عليّ اليوم أمير المؤمنين وسيد المسلمين ، وخاتم الوصيين ، وإمام الغر المحجلين» فجاء عليّ حتى ضرب الباب ، فقال : «من هذا يا أنس»؟ فقال : هذا علي بن أبي طالب قال : «افتح له الباب» (٢).

الخامس والعشرون : عن ابن مردويه يرفعه الى بريدة قال : أمرنا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن نسلم على عليّ بإمرة المؤمنين (٣) (٤).

السادس والعشرون : وبالاسناد عن سالم مولى عليّ قال : كنت مع عليّ في أرض له وهو يحرثها حتى جاء أبو بكر وعمر فقالا : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، فقال : (٥) «كنتم تقولون في حياة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك»؟ فقال عمر : هو أمرنا (٦).

السابع والعشرون : ومن المناقب عن ابن مردويه (٧) ، عن عبد الله قال : دخل علي عليه‌السلام على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعنده عائشة ، فجلس بين النبي وبين عائشة فقالت : ما كان لك مجلس غير فخذي؟ فضرب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على ظهرها فقال : «مه لا تؤذيني في أخي فإنه أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين يوم القيامة ، يقعد على الصراط فيدخل أولياءه الجنة ، ويدخل أعدائه النار» (٨).

الثامن والعشرون : عنه (٩) عن أنس قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في بيت أمّ حبيبة بنت أبي سفيان ، فقال : «يا أمّ حبيبة اعتزلينا ، فانا على حاجة» ثم دعا بوضوء فاحسن الوضوء ثم قال : «إن أول من يدخل من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد العرب وخير الوصيين ، وأولى الناس بالناس» ، قال أنس : فجعلت أقول : اللهم اجعله رجلا من الأنصار ، قال فدخل عليّ فجاء يمشي حتى جلس إلى جنب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فجعل (١٠) يمسح وجهه بيده ، ثم يمسح بها وجه علي بن أبي طالب ، فقال علي : «وما ذاك يا رسول الله»؟ قال : «إنك تبلغ رسالتي من بعدي وتؤدي عني ، وتسمع الناس صوتي وتعلم

__________________

(١) في المصدر : فتوضأ وصلى.

(٢) في المصدر : بيا أمير المؤمنين.

(٣) في المصدر : بيا أمير المؤمنين.

(٤) ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق : ٢ / ٢٦٠ / ح ٧٨٤.

(٥) في المصدر : فقيل.

(٦) ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق : ٢ / ٨٢ / ٥٨٤.

(٧) في المصدر : ومن مناقب ابن مردويه.

(٨) كشف الغمة : ١ / ٣٤٢.

(٩) في المصدر : ومنه.

(١٠) في المصدر : فجعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٧٥

الناس من كتاب الله ما لا يعلمون» (١).

التاسع والعشرون : ومن المناقب عن أنس قال : كنت خادما للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فبينما أنا يوما أوضيه إذ قال : «يدخل رجل وهو أمير المؤمنين ، وسيد الوصيين (٢) وأولى الناس بالمؤمنين ، وقائد الغر المحجلين»، قال أنس : اللهم اجعله رجلا من الأنصار ، فإذا هو علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

الثلاثون : ومن المناقب أيضا ، عن أنس (٣) قال : بينا أنا عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ قال (٤) : الآن يدخل سيد المسلمين وأمير المؤمنين وخير الوصيين ، وأولى الناس بالمؤمنين (٥) ، إذ طلع علي بن أبي طالب (٦) فقام النبي فأخذ يمسح العرق عن جبهته ووجهه ، ويمسح به وجه علي بن أبي طالب ، ويمسح العرق عن وجه علي ويمسح به وجهه ، فقال له علي : «يا رسول الله نزل فيّ شيء»؟ قال : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه لا نبي بعدي. أنت أخي ، ووزيري وخير من أخلفه (٧) بعدي تقضي ديني وتنجز موعدي وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي (٨) ، وتعلمهم من تأويل القرآن ما لم يعلموا ، وتجاهدهم على التأويل كما جاهدتهم على التنزيل (٩).

الحادي والثلاثون : ومن المناقب عن رافع مولى عائشة قال : كنت غلاما أخدمها فكنت إذا كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عندها أكون قريبا اعاطيها ، قال : فبينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عندها ذات يوم (١٠) إذ جاء فدق الباب (١١) فخرجت إليه فإذا جارية معها اناء مغطى ، قال : فرجعت إلى عائشة فأخبرتها فقالت : ادخلها ، فدخلت (١٢) فوضعته عائشة بين يدي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (١٣) فقال : «ليت أمير المؤمنين وسيد المسلمين وإمام المتقين عندي يأكل معي»؟ فجاء جاء فدق الباب فخرجت إليه فإذا هو علي بن

__________________

(١) كشف الغمة : ١ / ٣٤٢. ينحوه في ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق : ٢ / ٤٨٧ / ح ١٠١٤ ، حلية الأولياء : ١ / ٦٣ ، مناقب الخوارزمي : ٨٥.

(٢) في المصدر : وسيد المسلمين.

(٣) في المصدر : أنس بن مالك.

(٤) في المصدر : إذ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٥) في المصدر : بالنبيين.

(٦) في المصدر : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم والي والي قال : فجلس بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يمسح.

(٧) في المصدر : أخلف.

(٨) في المصدر : من بعدي.

(٩) كشف الغمة : ١ / ٣٤٣.

(١٠) في المصدر : ذات يوم عندها.

(١١) في المصدر : قال فخرجت.

(١٢) في المصدر : فوضعته بين يدي عائشة.

(١٣) في المصدر : فجعل يأكل وخرجت الجارية ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٧٦

أبي طالب عليه‌السلام ، قال : فرجعت فقلت : هذا علي؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أدخله» ، فلما دخل قال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «وأهلا (١) لقد تمنيتك مرتين حتى ابطأت (٢) عليّ فسألت الله تعالى عزوجل أن يأتيني بك اجلس فكل معي» (٣).

الثاني والثلاثون : (٤) عن أنس بن مالك قال : بينا أنا عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ قال : يطلع الآن قلت: فداك أبي وامي من ذا ، قال : سيد المسلمين وأمير المؤمنين وخير الوصيين وأولى الناس بالنبيين ، قال : فطلع عليّ ثم قال لعلي : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى» (٥).

الثالث والثلاثون : وعن الحافظ ابن مردويه عن داود بن أبي عوف قال : حدثني معاوية بن ثعلبة الليثي قال : ألا أحدثك بحديث لم يختلط؟ قلت : بلى ، قال : مرض أبو ذر فاوصى إلى علي (٦) فقال بعض من يعوده : لو أوصيت إلى أمير المؤمنين عمر كان أجمل لوصيتك من علي ، قال : والله لقد أوصيت إلى أمير المؤمنين (٧) ، والله إنه الربيع الذي يسكن إليه ، ولو قد فارقكم لانكرتم الأرض (٨) قال : قلنا : يا أبا ذر إنا لنعلم إن أحبهم إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أحبهم إليك (٩) قال : هذا الشيخ المظلوم المضطهد حقه يعني علي بن أبي طالب (١٠).

الرابع والثلاثون : وعن أبي ذر من طريق آخر من كتاب المناقب قال معاوية بن ثعلبة : مرض أبو ذر رحمه‌الله مرضا شديدا (١١) فقيل له لو أوصيت إلى عمر بن الخطاب رحمه‌الله كان أجمل لوصيتك من عليّ! فقال أبو ذر : أوصيت والله إلى أمير المؤمنين حقا حقا ، وإنه لربي الأرض الذي يسكن إليه (١٢) ، ولو قد فارقتموه لانكرتم الأرض ومن عليها (١٣).

ربّي ، من قوله تعالى : (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ) (١٤) وهم الجماعة الكثيرون.

__________________

(١) في المصدر : مرحبا وأهلا.

(٢) في المصدر : لو ابطأت.

(٣) كشف الغمة : ١ / ٣٤٣.

(٤) في المصدر : ومن المناقب.

(٥) كشف الغمة : ١ / ٣٤٣.

(٦) في المصدر : علي بن أبي طالب.

(٧) في المصدر : أوصيت الى أمير المؤمنين ، حق أمير المؤمنين.

(٨) في المصدر : لانكرتم الناس وأنكرتم الارض.

(٩) في المصدر : قال : أجل ، قلنا فأيهم أحب إليك؟.

(١٠) كشف الغمة : ١ / ٣٤٤ ، الطرائف : ٢٤ ، اليقين : ١٤٣.

(١١) في المصدر : حتى أشرف على الموت ، فأوصى الى علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

(١٢) في المصدر : يسكن إليها ويسكن إليه.

(١٣) كشف الغمة : ١ / ٣٤٤.

(١٤) آل عمران : ١٤٦.

٧٧

الخامس والثلاثون : وعن الحافظ ابن مردويه ، عن رجاله ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن الجنة مشتاقة إلى أربعة من أمتي» قال فأتيت أبا بكر فقلت فاسأله من هم (١)؟ فقال أخاف أن لا أكون منهم فيعيروني بنو تيم ، فأتيت عمر فقلت له (٢) فقال أخاف أن لا أكون منهم فيعيروني بنو عدي، فأتيت عثمان فقلت له مثل ذلك ، فقال : إني أخاف أن لا أكون منهم فيعيروني بنو امية ، فأتيت عليا وهو في ناضح (٣) له فقلت له : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : الجنة مشتاقة (٤) إلى أربعة من امته فاسأله (٥) من هم؟ فقال : «والله لأسألنه فإن كنت منهم حمدت (٦) الله عزوجل وإن لم أكن منهم سألت الله عزوجل أن يجعلني منهم وأودّهم».

فجاء وجئت معه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فدخلنا عليه (٧) ورأسه في حجر دحية الكلبي فلما رآه دحية قام إليه وسلم عليه وقال : خذ رأس ابن عمك يا أمير المؤمنين فأنت أحق به مني ، فاستيقظ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ورأسه في حجر علي فقال له : «يا أبا الحسن ما جئتنا إلا في حاجة» ، قال : «بأبي أنت وأمي يا رسول الله دخلت ورأسك في حجر دحية الكلبي فقام إليّ وسلم عليّ فقال خذ برأس ابن عمك إليك فأنت أحق به مني يا أمير المؤمنين» ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «فهل عرفته»؟ فقال : «هو دحية الكلبي» ، فقال له : «ذاك جبرائيل» فقال له : «بأبي أنت وأمي يا رسول الله أعلمني أنس أنك قلت: الجنة (٨) مشتاقة الى أربعة من أمتي فمن هم» فأومى (٩) بيده وقال : «أنت والله أولهم ، أنت والله أولهم ، قالها ثلاثا» فقال : «بأبي أنت وأمي فمن الثلاثة»؟ فقال له : «سلمان ، والمقداد ، وأبو ذر» (١٠).

قال المؤلف علي بن عيسى ـ عفى الله عنه ـ وعلى هذا فقد روى أحمد بن حنبل في مسنده مرفوعا إلى بريدة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن الله يحب من أصحابي أربعة أخبرني أنه يحبهم ، وأمرني بحبهم» (١١) قالوا : ومن هم يا رسول الله؟ قال : «ان عليّا منهم ، وأبو ذر الغفاري ، وسلمان الفارسي ، والمقداد بن الاسود الكندي» (١٢).

__________________

(١) في المصدر : ان الجنة تشتاق الى أربعة من أمتي ، فهبت أن أسأله من هم؟ فأتيت أبا بكر فقلت : ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ان الجنة تشتاق الى أربعة من أمتي فسله من هم؟

(٢) في المصدر : فقلت له مثل ذلك.

(٣) الناضح : ما سقي بالنضح.

(٤) في المصدر : تشتاق.

(٥) في المصدر : من أمتي فسله.

(٦) في المصدر : لاحمدن.

(٧) في المصدر : على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٨) في المصدر : ان الجنة.

(٩) في المصدر : فاومى إليه.

(١٠) كشف الغمة : ١ / ٣٤٥ ، اليقين : ١٤٧.

(١١) في مسند أحمد : أن أحبهم.

(١٢) مسند أحمد : ٥ / ٣٥١.

٧٨

السادس والثلاثون : قال علي بن عيسى قال السيد رضي الدين ـ رحمه‌الله تعالى ـ ومما نقلت من تاريخ الخطيب مرفوعا الى ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة» ، قال : فقام العباس (١) فقال فداك أبي ومن هم (٢) قال : «اما أنا فعلى دابة الله البراق ، وأما أخي صالح فعلى ناقة الله التي عقرت ، وعمي حمزة أسد الله وأسد رسوله فعلى ناقتي العضباء ، وأخي وابن عمي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة مدبجة (٣) الظهر ، رجليها من زمرد أخضر ، مذهب (٤) بالذهب الأحمر ، رأسها من الكافور الابيض ، وذنبها من العنبر الاشهب ، وقوائمها من المسك الأذفر ، وعنقها من لؤلؤ عليها قبة من نور ، باطنها عفو الله ، وظاهرها رحمة الله ، بيده لواء الحمد فلا يمر بملاء من الملائكة إلا قالوا هذا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش رب العالمين.

فينادي مناد من لدن العرش ـ أو قال من بطنان العرش ـ : ليس هذا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش رب العالمين هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين الى جنات النعيم (٥) ، أفلح من صدّقه وخاب من كذبه ولو أن عبدا عبد الله بين الركن والمقام ألف عام وألف عام حتى يكون كالشن البالي ، ولقي الله مبغضا لآل محمد أكبه الله على منخريه في جهنم» (٦).

السابع والثلاثون : ومن مناقب موفق بن أحمد الخوارزمي مرفوعا إلى علي رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لما اسري بي الى السماء حتى انتهيت الى سدرة المنتهى (٧) وقفت بين يدي ربيعزوجل فقال لي : يا محمد قلت : لبيك وسعديك ، قال لقد بلوت (٨) خلقي فأيهم رأيت اطوع لك؟ قال : قلت : يا رب عليا ، قال : صدقت يا محمد فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك ويعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟ قال : قلت : اختر لي فإن خيرتك خيرتي ، فقال : قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة ووصيا ، ونحلته حلمي وعلمي (٩) وهو أمير المؤمنين حقا لم ينلها أحد

__________________

(١) في المصدر : عمه العباس.

(٢) في المصدر : فداك أبي وأمي أنت ومن؟

(٣) دبجه : اي زينه بالديباج.

(٤) في المصدر : مضبب. والمضبب الملبس.

(٥) في المصدر : الى جنات رب العالمين.

(٦) في المصدر : في نار جهنم. والحديث أخرجه الاربلي في كشف الغمة : ١ / ٣٤٦.

(٧) في المصدر : ثم من السماء الى السدرة المنتهى.

(٨) في المصدر : فقال : قد بلوت.

(٩) في المصدر : علمي وحلمي.

٧٩

قبله وليست لأحد بعده ، يا محمد عليّ رأية الهدى وإمام من أطاعني ونور أوليائي وهو الكلمة التي الزمتها المتقين ، من أحبه فقد أحبني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، فبشره بذلك يا محمد».

فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : قلت : «يا رب فقد بشرته فقال (١) : أنا عبد الله وفي قبضته إن يعاقبني فبذنوبي ولم يظلمني شيئا ، وإن يتمم لي وعدي فهو مولاي (٢) فقال : فاجل يا رب قلبه واجعل ربيعه الإيمان قال : قد فعلت ذلك يا محمد غير أني اختصه (٣) بشيء من البلاء لم أخص به أحدا من أوليائي ، قال : يا رب أخي (٤) وصاحبي قال سبق (٥) في علمي أنه مبتلى ، ولو لا عليّ لم يعرف حزبي ولا أوليائي» (٦) (٧).

الثامن والثلاثون : من مناقب الخوارزمي عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي ، ودمه دمي (٨) ، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» (٩).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا أم سلمة اسمعي واشهدي : هذا علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي وبابي الذي أوتى منه ، أخي في الدين وخدني (١٠) في الآخرة ، ومعي في السنام الأعلى» (١١).

التاسع والثلاثون : من مناقب الخوارزمي عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في بيته ، فغدا علي بالغداة وكان لا يحب أن يسبقه إليه أحد فدخل فإذا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في صحن الدار وإذا رأسه في حجر دحية الكلبي (١٢) والحديث قد تقدم نحوه.

قلت : قال المؤلف علي بن عيسى ـ رضي الله عنه ـ قد أورد السيد السعيد رضي الدين علي بن موسى بن طاوس (١٣) قدس الله سره وألحقه بسلفه هذه الاحاديث من ثلاثمائة طريق وزيادة ، اقتصرت منها على ما أوردته في هذا الكتاب المختصر ، واكتفيت بما ذكرته منها ، فلم أذكر كلما ذكر وعلمت أنه يستدرك بما أثبته (١٤) كما تدل الثمرة الواحدة على الشجر وما ادعى حصر مناقبه

__________________

(١) في المصدر : قلت ربي قد بشرته فقال علي.

(٢) في المصدر : وان تمم لي وعدي فالله مولاي.

(٣) في المصدر : مختصه.

(٤) في المصدر : قال : قلت : ربي أخي.

(٥) في المصدر : قد سبق.

(٦) في المصدر : ولا أوليائي ولا أولياء رسلي.

(٧) فرائد السمطين : ١ / ٢٦٨ / ح ٢١٠ ، مناقب الخوارزمي : ٣٠٣.

(٨) في المصدر : لحمه من لحمي ، ودمه من دمي.

(٩) في المصدر : غير أنه.

(١٠) الخدن : بالكسر الصاحب والرفيق.

(١١) كشف الغمة : ١ / ٣٤٧.

(١٢) كشف الغمة : ١ / ٣٤٧.

(١٣) في المصدر : علي بن طاوس.

(١٤) في المصدر : يستدل بما أثبته على ما لم أثبته.

٨٠