عيد الغدير في الإسلام

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي

عيد الغدير في الإسلام

المؤلف:

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي


الموضوع : العقائد والكلام
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٢٨

__________________

أخرجه في كتابه تجهيز الجيش : ١٣٥ ، مخطوط.

١٨ ـ العلامة النابلسي الدمشقي :

أخرجه في كتابه ذخائر المواريث ١ : ٥٧ ، وقال : رواه الطبراني في الجامع عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة.

١٩ ـ العلامة الشيخ محمد طاهر بن علي الصديقي :

أخرجه في كتابه مجمع بحار الأنوار ٣ : ٤٦٥ ، ط نول كشور.

٢٠ ـ العلامة المحقق الكرخي :

أخرجه في كتابه نفحات اللاهوت : ٢٧ و ٩٢.

٢١ ـ العلامة خواجه مير محمد الحنفي :

أخرجه في كتابه علم الكتاب : ٢٦١ ، ط مطبعة الأنصاري.

٢٢ ـ العلامة أمد محمد مرسي :

أخرجه في تعليقاته على تذكرة القرطبي : ٨٦ ، ط القاهرة ، وقال في آخره : وهذا حديث متواتر له أكثر من سبعين طريقاً.

٢٣ ـ العلامة السيد محمد صديق خان الحسيني الواسطي :

أخرجه في كتابه الإدراك : ٤٦ ، ط مطبعة النظامي ، عن البراء وزيد.

٢٤ ـ العلامة علي بن سلطان محمد القاري :

أخرجه في كتابه مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح ١١ : ٣٤٩ ، ط ملتان ، عن البراء وزيد.

٢٥ ـ العلامة النقشبندي :

أخرجه في كتابه مناقب العشرة : ١٥ مخطوط ، عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم.

٢٦ ـ العلامة السيد أحمد بن عبد الحميد العياشي :

أخرجه في كتابه عمدة الأخبار : ١٩١ ، عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم.

٢٧ ـ العلامة حسام الدين المردي :

٦١

__________________

أخرجه في كتابه آل محمد : ٧٣ و ٧٤ و ٧٥ و ٤٥٦ مخطوط ، عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم بعدّة طرق.

٢٨ ـ العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي الشافعي :

أخرجه في كتابه التبر المذاب : ٤١ مخطوط ، عن البراء بن عازب.

٢٩ ـ العلامة هبة الدين بن عبد الله المعروف بابن سيد الكل :

أخرجه في كتابه الأنباء المستطابة : ٦٤ مخطوط ، عن البراء بن عازب ، و ٥٧ عن سعد بن أبي وقاص.

٣٠ ـ العلامة شهاب الدين أحمد بن محمد الحنفي المصري :

أخرجه في كتابه تفسير آية المودّة : ٢٦ ، قال : خصّ النبي (ص) عليّاً عليه‌السلام يوم غدير خم بقوله : «من كنت مولاه فعليّ مولاه ...» فقال أبو بكر وعمر : أمسيت يا ابن أبي طالب مولى كلّ مؤمن ومؤمنة.

٣١ ـ العلامة الشيخ أبو سعيد المحسن بن محمد بن كرامة الخراساني البيهقي الجشمي الحنفي :

أخرجه في كتابه الرسالة التامة في نصيحة العامة : ٦٧ ، قال : قول النبي (ص) لما رجع من حج الوداع يوم غدير خم : ... حتى قال عمر : بخ بخ يا أبا الحسن أصبحت ...

٣٢ ـ الدكتور فوزي :

أخرجه في كتابه علي ومناوئوه ، ط دار المعلم.

٣٣ ـ نظام الدين الحسن بن محمد بن حسين القمي النيسابوري :

أخرجه في كتابه غرائب القرآن ورغائب الفرقان عن أبي سعيد الخدري ، وفي آخره : وهو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي ، كما عنه في العبقات ٩ : ١٦٧.

٣٤ ـ عبد الله بن عبد الرحمن الحسيني المشتهر بأصيل الدين الواعظ :

أخرجه في كتابه درج الدرر ودرج الغرر في ميلاد سيد البشر ، كما عنه في

٦٢

__________________

العبقات ٧ : ١٦٥ ـ ١٦٧.

٣٥ ـ جمال الدين محدث :

أخرجه في كتابه روضة الأحباب في سير النبي والآل والأصحاب ، كما عنه في العبقات ٧ : ١٩٧ ـ ١٩٨.

٣٦ ـ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي البخاري ، المتوفى سنة ١٠٥٢ ه‍ :

قال : وقد هنأه عمر رضى الله عنه صبيحة يوم الغدير : هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولى للمسلمين. رجال المشكاة ، كما عنه في العبقات ٧ : ٢٤٥.

وأخرجه أيضاً في كتابه مدارج النبوة ٢ : ٤٠١ عن البراء بن عازب وزيد من طريق أحمد ، وعنه في العبقات ٧ : ٢٤٦ ـ ٢٤٨.

٣٧ ـ محمد سالم الدهلوي البخاري ، من أعلام القرن ١٣ ه‍ :

أخرجه في كتابه أصول الإيمان في بيان حبّ النبي وآله من أهل السعادة والإيقان. عنه في العبقات ٧ : ٣٣٠.

٣٨ ـ المولى محمد بن عبد العلي القرشي الهاشمي الحنفي :

أخرجه في كتابه تفريح الأحباب في مناقب الآل والأصحاب : ٣١٠ ، ط دهلي.

٣٩ ـ العلامة شهاب الدين أحمد الحسيني الشيرازي :

أخرجه عن البراء بن عازب ، في كتابه توضيح الدلائل : ١٩٥ و ١٩٧ ، نسخة مكتبة ملي بفارس.

٤٠ ـ العلامة الشيخ عبد الحق :

أخرجه من طريق أحمد عن البراء وزيد ، في كتابه أشعة اللمعات في شرح المشكاة ٤ : ٦٨٩ ، ط نول كشور في لكهنو.

٤١ ـ العلامة السيد عبد القادر بن محمد الحسيني الشافعي :

أخرجه من طريق الإمام أحمد عن البراء ، في كتابه عيون المسائل ، مطبعة السلام القاهرة.

٦٣

__________________

٤٢ ـ عبد الملك بن حسين بن عبد الملك العصامي المكي ، المتوفى سنة ١١١١ ه‍ :

أخرجه في كتابه سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي ٢ : ٤٨٢ ، عن أحمد ، ط المكتبة السلفية.

٦٤

عودٌ إلى البدء

[عيد الغدير عند العترة الطاهرة]

إنّ هذه التهنئة المشفوعة بأمر من مصدر النبوة ، والمصافقة بالبيعة المذكورة مع ابتهاج النبي بها بقوله : «الحمد لله الذي فضّلنا على جميع العالمين» ، على ما عرفته من نزول الآية الكريمة في هذا اليوم المشهود ، الناصّة بإكمال الدين ، وإتمام النعمة ، ورضى الربِّ فيما وقع فيه.

وقد عرف ذلك طارق بن شهاب الكتابي الذي حضر مجلس

٦٥

عمر بن الخطاب ، فقال : لو نزلت فينا هذه الآية (١) لاتخذنا يوم نزولها عيداً (٢) ، ولم ينكرها عليه أحدٌ من الحضور ، وصدر من عمر ما يشبه التقرير لكلامه ، وذلك بعد نزول آية التبليغ ، وفيها ما يشبه التهديد إن تأخّر عن تبليغ ذلك النصّ الجلي ، حذار بوادر الدهماء من الأُمة.

كلُّ هذه لا محالة قد أكسب هذا اليوم منعةً وبذخاً ورفعةً وشموخاً ، سرّ موقعها صاحب الرسالة الخاتمة وأئمة الهدى ومن اقتصّ أثرهم من المؤمنين ، وهذا هو الذي نعنيه من التعيّد به.

وقد نوّه به رسول الله فيما رواه فرات بن إبراهيم الكوفي في القرن الثالث ، عن محمد بن ظهير ، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي ، عن

__________________

(١) يعني قوله تعالى : «اليوم أكملت لكم دينكم ...» الآية ، راجع : ٢٣٠ ـ ٢٣٨ (المؤلّف قدس‌سره).

وذكر في كتابه الغدير ١ : ٢٣٠ إلى ٢٣٨ الأحاديث الواردة في شأن نزول هذه الآية ، وأنها نزلت في شان يوم الغدير.

راجع من المصادر التي نقل عنها الأحاديث : كتاب الولاية للطبري ، تفسير ابن كثير ٢ : ١٤ ، الدرّ المنثور ٢ : ٢٥٩ ، الاتقان ١ : ٣١ ، تاريخ الخطيب ٨ : ٢٩٠ ، كتاب الولاية للسجستاني ، المناقب للخوارزمي : ٨٠ ، التذكرة لابن الجوزي : ١٨ ، فرائد السمطين : الباب الثاني عشر ... وغيرها كثير.

(٢) أخرجه الأئمة الخمسة : مسلم ومالك والبخاري والترمذي والنسائي ، كما في تيسير الوصول ١ : ١٢٢ ، ورواه الطحاوي في مشكل الآثار ٣ : ١٩٦ ، والطبري في تفسيره ٦ : ٤٦ ، وابن كثير في تفسيره ٢ : ١٣ عن أحمد والبخاري ، ورواه جمع آخر (المؤلّف قدس‌سره).

٦٦

الإمام الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يوم غدير خمّ أفضل أعياد أمّتي ، وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره بنصب أخي علي بن أبي طالب علماً لأمّتي يهتدون به من بعدي ، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتمّ على أمّتي فيه النعمة ، ورضي لهم الاسلام ديناً» (١).

كما يُعرب عنه قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث أخرجه الحافظ الخركوشي كما مرّ ص ٢٧٤ : «هنِّئوني هنِّئوني» (٢).

واقتفى اثر النبيّ الأعظم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام نفسه ، فاتّخذه عيداً ، وخطب فيه سنة اتفق فيها الجمعة والغدير ، ومن خطبته قوله :

إنّ الله عزوجل جمع لكم معشر المؤمنين في هذا اليوم عيدين عظيمين كبيرين ، ولا يقوم أحدهما إلّا بصاحبه ، ليكمل عندكم جميل صنعه ، ويقفكم على طريق رشده ، ويقفو بكم آثار المستضيئين بنور هدايته ، ويسلككم منهاج قصده ، ويوفّر عليكم هنيء رفده ، فجعل الجمعة مجمعاً ندب إليه لتطهير ما كان قبله ، وغسل ما اوقعته مكاسب السوء من مثله إلى مثله ، وذكرى

__________________

(١) رواه الشيخ الصدوق في الأمالي : ١٠٩ ح ٨ عن الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال : حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي ، قال : حدّثنا محمد ابن ظهير ....

(٢) راجع : رقم (١١) من أرقام حديث التهنئة.

٦٧

للمؤمنين ، وتبيان خشية المتّقين ، ووهب من ثواب الأعمال فيه أضعاف ما وهب لأهل طاعته في الأيّام قبله ، وجعله لا يتمّ إلّا بالائتمار لما أمر به ، والانتهاء عمّا نهى عنه ، والبخوع بطاعته فيما حثّ عليه وندب إليه ، فلا يُقبل توحيده إلّا بالاعتراف لنبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله بنبوّته ، ولا يقبل ديناً إلّا بولاية من أمر بولايته ، ولا تنتظم أسباب طاعته إلّا بالتمسك بعصمه وعصم أهل ولايته ، فأنزل على نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله في يوم الدوح ما بيّن به عن إرادته في خلصائه وذوي اجتبائه ، وأمره بالبلاغ وترك الحفل بأهل الزيغ والنفاق ، وضمن له عصمته منهم.

إلى أن قال :

عودوا رحمكم الله بعد انقضاء مجمعكم بالتوسعة على عيالكم ، وبالبرّ بإخوانكم ، والشكر لله عزوجل على ما منحكم ، وأجمعوا يجمع الله شملكم ، وتبارّوا يصل الله ألفتكم ، وتهادوا نعمة الله كما منّكم بالثواب فيه على أضعاف الأعياد قبله أو بعده إلّا في مثله ، والبرّ فيه يثمر المال ويزيد في العمر ، والتعاطف فيه يقتضي رحمة الله وعطفه ، وهيّئوا لإخوانكم وعيالكم عن فضله بالجهد من وجودكم ، وبما تناله القدرة من استطاعتكم ، وأظهروا البِشر فيما بينكم والسرور في ملاقاتكم ... الخطبة (١).

__________________

(١) ذكرها شيخ الطائفة باسناده في مصباح المتهجد : ٥٢٤ (المؤلّف قدس‌سره).

راجع : مصباح المتهجد : ٦٩٨.

٦٨

وعرفه أئمّة العترة الطاهرة صلوات الله عليهم فسمّوه عيداً ، وأمروا بذلك عامّة المسلمين ، ونشروا فضل اليوم ومثوبة مَن عمل البرّ فيه :

ففي تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي في سورة المائدة ، عن جعفر بن محمّد الأزدي ، عن محمّد بن الحسين الصائغ ، عن الحسن بن علي الصيرفي ، عن محمّد البزّاز ، عن فرات بن أحنف ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

قال : قلت : جعلت فداك للمسلمين عيد أفضل من الفطر والأضحى ويوم الجمعة ويوم عرفة؟

قال : فقال لي : نعم أفضلها وأعظمها وأشرفها عند الله منزلة هو (١) اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأنزل على نبيّه محمّد : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً).

قال قلت : وأيّ يوم هو؟

قال : فقال لي : إنّ أنبياء بني إسرائيل كانوا إذا أراد أحدهم أن يعقد الوصيّة والإمامة من بعده (٢) ففعل ذلك جعلوا ذلك اليوم عيداً ، وإنّه اليوم الذي نصب فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّاً للناس علماً ،

__________________

(١) في المصدر : وهو.

(٢) في المصدر : للوصي من بعده.

٦٩

وأنزل فيه ما أنزل ، وكمل فيه الدين ، وتمّت فيه النعمة على المؤمنين.

قال : قلت : وأيّ يوم هو في السنة؟

قال : فقال لي : إنّ الأيّام تتقدَّم وتتأخّر ، وربما كان يوم السبت والأحد والاثنين إلى آخر الأيام السبعة (١).

قال : قلت : فما ينبغي لنا أن نعمل في ذلك اليوم؟

قال : هو يوم عبادة وصلاة وشكر لله وحمد له وسرور لما منّ الله به عليكم من ولايتنا ، فإنّي أُحبّ لكم أن تصوموه (٢).

وفي الكافي لثقة الإسلام الكليني ١ : ٣٠٣ عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

قال : قلت : جعلت فداك للمسلمين عيد غير العيدين؟

قال : نعم يا حسن ، أعظمهما وأشرفهما.

قلت : وأيّ يوم هو؟

قال : يوم (٣) نصب أمير المؤمنين عليه‌السلام علماً للناس.

__________________

(١) الظاهر أن في لفظ الحديث سقطاً ، ولعلّه ما سيأتي في لفظ الكليني عن الإمام نفسه من تعيينه باليوم الثامن عشر من ذي الحجة (المؤلّف قدس‌سره).

(٢) تفسير فرات : ١١٧ ح ١٢٣ ، ط وزارة الثقافة.

(٣) في المصدر : هو يوم.

٧٠

قلت : جعلت فداك ، وما ينبغي لنا أن نصنع فيه؟

قال : تصوم (١) يا حسن ، وتكثر الصلاة على محمد وآله ، وتبرأ إلى الله ممّن ظلمهم ، فإنّ الأنبياء صلوات الله عليهم كانت تأمر الأوصياء اليوم (٢) الذي كان يُقام فيه الوصيُّ أن يتّخذ عيداً.

قال : قلت : فما لمن صامه؟

قال صيام ستّين شهراً (٣) (٤).

وفي الكافي أيضاً ١ : ٢٠٤ عن سهل بن زياد ، عن عبد الرحمن ابن سالم ، عن أبيه قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام هل للمسلمين عيدٌ غير يوم الجمعة والأضحى والفطر؟

قال : نعم أعظمها حرمةً.

قلت : وأيّ عيد هو جعلت فداك؟

قال : اليوم الذي نصب فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمير المؤمنين وقال : «مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه».

__________________

(١) في المصدر : تصومه.

(٢) في المصدر : باليوم.

(٣) الكافي ٤ : ١٤٨ ح ١ باب صيام الترغيب ، ط دار الكتب الإسلامية.

(٤) ستوافيك هذه المثوبة من رواية الحفّاظ باسناد رجاله كلّهم ثقات (المؤلّف قدس‌سره).

ذكر في كتابه الغدير ١ : ٤٠١ إلى ٤١١ بحثاً حول صوم يوم الغدير ، ألحقناه في آخر هذه الرسالة ، فراجع.

٧١

قلت : وأيّ يوم هو؟

قال : وما تصنع باليوم ، إنّ السنة تدور ، ولكنه يوم ثمانية عشر من ذي الحجّة.

فقلت : ما ينبغي لنا أن نفعل في ذلك اليوم؟

قال : تذكرون الله عزّ ذكره فيه بالصيام والعبادة والذكر لمحمّد وآل محمّد ، فإنَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أوصى أمير المؤمنين عليه‌السلام أن يتّخذوا (١) ذلك اليوم عيداً ، وكذلك كانت الأنبياء تفعل ، كانوا يوصون أوصياءهم بذلك فيتّخذونه عيداً (٢).

وباسناده عن الحسين بن الحسن الحسيني ، عن محمد بن موسى الهمداني ، عن علي بن حسان الواسطي ، عن علي بن الحسين العبدي قال :

سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : صيام يوم غدير خم يعدل عند الله في كلّ عام مائة حجة ومائة عمرة مبرورات متقبّلات ، وهو عيد الله الأكبر ... الحديث (٣).

وفي الخصال لشيخنا الصدوق ، باسناده عن المفضل بن عمر

__________________

(١) في المصدر : يتخذ.

(٢) الكافي ٤ : ١٤٩ ح ٣ باب صيام الترغيب.

(٣) رواه الشيخ الطوسي في التهذيب ٣ : ١٤٣ ح ٣١٧ باب صلاة الغدير ، وطريق الشيخ الطوسي إلى الحسين بن الحسن فيه محمد بن يعقوب الكليني.

٧٢

قال :

قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : كم للمسلمين من عيد؟

فقال : أربعة أعياد.

قال : قلت : قد عرفت العيدين والجمعة.

فقال لي : أعظمها وأشرفها يوم الثامن عشر من ذي الحجّة ، وهو اليوم الذي أقام فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمير المؤمنين عليه‌السلام ونصبه للناس علماً.

قال : قلت : ما يجب علينا في ذلك اليوم؟

قال : يجب (١) عليكم صيامه شكراً لله وحمداً له ، مع أنّه أهل أن يشكر كلّ ساعة ، كذلك أمرت الأنبياء أوصياءها أن يصوموا اليوم الذي يُقام فيه الوصيّ ويتّخذونه عيداً ... الحديث (٢).

وفي المصباح لشيخ الطائفة الطوسي : ٥١٣ عن داود الرقّي ، عن أبي هارون عمّار بن حريز العبدي قال :

دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام في اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة فوجدته صائماً ، فقال لي : هذا يومٌ عظيم ، عظّم الله حرمته

__________________

(١) المراد بالوجوب : هو الثبوت في السنّة الشامل للندب أيضاً ، كما يكشف عن التعبير ب (ينبغي) في بقية الأحاديث ، وله في أحاديث الفقه نظائر جمّة (المؤلّف قدس‌سره).

(٢) الخصال : ٢٦٤ ح ١٤٥.

٧٣

على المؤمنين ، وأكمل لهم فيه الدين ، وتمم عليهم النعمة ، وجدّد لهم ما أخذ عليهم من العهد والميثاق.

فقيل له : ما ثواب صوم هذا اليوم؟

قال : إنّه يوم عيد وفرح وسرور ، ويوم صوم شكراً للهِ ، وإنَّ صومه يعدل ستّين شهراً من أشهر الحرم ... الحديث (١).

وروى عبد الله بن جعفر الحميري ، عن هارون بن مسلم ، عن أبي الحسن الليثي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام :

أنّه قال لمن حضره من مواليه وشيعته : أتعرفون يوماً شيّد الله به الإسلام ، وأظهر به منار الدين ، وجعله عيداً لنا ولموالينا وشيعتنا؟

فقالوا : الله ورسوله وابن رسوله أعلم ، أيوم الفطر هو يا سيّدنا؟

قال : لا.

قالوا : أفيوم الأضحى هو؟

قال : لا ، وهذان يومان جليلان شريفان ، ويوم منار الدين أشرف منهما ، وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة ، وأنّ رسول

__________________

(١) المصباح : ٦٨٠.

٧٤

الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لَمّا انصرف من حجّة الوداع وصار بغدير خمّ ... الحديث (١).

وفي حديث الحميري بعد ذكر صلاة الشكر يوم الغدير وتقول في سجودك : اللهمّ إنّا نُفرِّج وجوهنا في يوم عيدنا الذي شرَّفتنا فيه بولاية مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلى الله عليه (٢).

وقال الفيّاض بن محمّد بن عمر الطوسي سنة تسع وخمسين ومائتين وقد بلغ التسعين : إنه شهد أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام في يوم الغدير وبحضرته جماعة من خاصّته قد احتبسهم للافطار ، وقد قدّم إلى منازلهم الطعام والبرّ والصِّلات والكسوة حتّى الخواتيم والنعال ، وقد غيّر من أحوالهم وأحوال حاشيته وجدّدت لهم آلة غير الآلة التي جرى الرسم بابتذالها قبل يومه ، وهو يذكر فضل اليوم وقِدمه (٣).

وفي مختصر بصائر الدرجات ، بالإسناد عن محمّد بن العلاء الهمداني الواسطي ويحيى بن جريح البغدادي ، قالا في حديث : قصدنا جميعاً أحمد بن إسحاق القمي صاحب الإمام أبي محمّد العسكري المتوفّى ٢٦٠ بمدينة قم ، وقرعنا عليه الباب ، فخرجت إلينا من داره صبيّة عراقيّة ، فسألناها عنه ، فقالت : هو مشغولٌ

__________________

(١) الإقبال لابن طاوس : ٤٧٤ ، الطبعة الحجرية.

(٢) المصدر السابق.

(٣) الإقبال لابن طاوس : ٤٦١ ، الطبعة الحجرية.

٧٥

بعيده فإنّه يوم عيد ، فقلنا : سبحان الله أعياد الشيعة أربعة : الأضحى والفطر والغدير والجمعة ... الحديث (١).

__________________

(١) لم نجده في مختصر بصائر الدرجات ، وهو بنصّه موجود في كتاب المحتضر للحسن بن سليمان : ٤٥.

ورواه العلامة المجلسي في البحار ٩٥ : ٣٥١ عن كتاب زوائد الفوائد للسيد ابن طاوس بنفس السند والمتن.

٧٦

ما عشتَ أراك الدهرُ عجباً

[شبهة النويري والمقريزي في أنّ عيد الغدير ابتدعه علي بن بويه]

إلى هنا أوقفك البحث والتنقيب على حقيقة هذا العيد وصلته بالأمة جمعاء ، وتقادم عهده المتّصل بالدور النبوي.

ثمّ جاء من بعده متواصلة العُرى من وصيّ إلى وصيّ يُعلم به أئمّة الدين ، ويشيد بذكره أمناء الوحي ، كالإمامين أبي عبد الله الصادق وأبي الحسن الرضا بعد أبيهم أمير المؤمنين صلوات الله عليهم ، وقد توفّي هذان الإمامان ونُطف البويهيين لم تنعقد بعدُ ، وقد جاءت أخبارهما مروية في تفسير فرات والكافي المؤلَّفين في

٧٧

القرن الثالث ، وهذه الأخبار هي مصادر الشيعة ومداركها في اتّخاذ يوم الغدير عيداً منذ عهد طائل في القِدَم ، ومنذ صدور تلكم الكلم الذهبيّة من معادن الحُكم والحِكَم.

إذا عرفت هذا ، فهلمّ معي نسائل النويري والمقريزي عن قولهما : إنّ هذا العيد ابتدعه معزّ الدولة عليّ بن بُويه سنة ٣٥٢.

قال الأول في نهاية الأرب في فنون الأدب ١ : ١٧٧ في ذكر الأعياد الإسلاميّة :

وعيدٌ ابتدعته الشيعة ، وسمّوه عيد الغدير ، وسبب اتخاذهم له مؤاخاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم علي بن أبي طالب يوم غدير خمّ ، والغدير : على ثلاثة أميال من الجحفة بسرّة الطريق قالوا : وهذا الغدير تَصُبُّ فيه عين وحوله شجرٌ كبير (١) ملتفّ بعضها ببعض ، وبين الغدير والعين مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، واليوم الذي ابتدعوا فيه هذا العيد هو الثامن عشر من ذي الحجة ، لأن المؤاخاة كانت فيه في سنة عشر من الهجرة ، وهي حجّة الوداع ، وهم يحيون ليلتها بالصلاة ويُصلّون في صبيحتها ركعتين قبل الزوال ، وشعارهم فيه لبس الجديد وعتق الرقاب وبرّ الأجانب والذبائح. وأول من أحدثه معزّ الدولة أبو الحسن عليّ بن بُويه ، على ما نذكره إن شاء الله في أخباره في سنة ٣٥٢. ولمّا ابتدع الشيعة هذا العيد واتخذ [و] ه من سننهم ، عمل

__________________

(١) في المصدر : كثير.

٧٨

عوام السنّة يوم سرور نظير عيد الشيعة في سنة ٣٨٩ ، وجعلوه بعد عيد الشيعة بثمانية أيام ، وقالوا : هذا يوم دخول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الغار هو وأبو بكر الصديق ، وأظهروا في هذا اليوم الزينة ونصب القباب وإيقاد النيران. انتهى (١).

وقال المقريزي في الخطط ٢ : ٢٢٢ : عيد الغدير لم يكن عيداً مشروعاً ولا عمله أحد من سالف الأمّة المقتدى بهم ، وأول ما عرف في الإسلام بالعراق أيّام معزّ الدولة عليّ بن بُويه ، فإنّه أحدثه سنة ٣٥٢ ، فاتّخذه الشيعة من حينئذ عيداً. انتهى (٢).

[دفع شبهة النويري والمقريزي]

وما عساني أن أقول في بحّاثة يكتب عن تأريخ الشيعة قبل أن يقف على حقيقته ، أو أنه عرف نفس الأمر فنسيها عند الكتابة ، أو أغضى عنها لأمر دبّر بليل ، أو أنّه يقول ولا يعلم ما يقول ، أو أنّه ما يبالي بما يقول.

أوَليس المسعودي المتوفّى ٣٤٦ يقول في التنبيه والأشراف :

__________________

(١) نهاية الإرَب في فنون الأدب ١ : ١٨٤ ـ ١٨٥ الباب الرابع في ذكر الأعياد الإسلامية ، ط وزارة الثقافة والإرشاد القومي.

وعدّ في كتابه هذا ١ : ١٣٢ في ذكر الليالي المشهورة : ليلة البراءة ، وليلة القدر ، وليلة الغدير ، قال : وهي ليلة الثامن عشر من ذي الحجة.

(٢) المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار : ٢٣٠ ، ط نوادر الاحياء في لبنان.

٧٩

٢٢١ : وولد علي رضى الله عنه وشيعته يعظِّمون هذا اليوم؟!.

أو ليس الكليني الراوي لحديث عيد الغدير في الكافي توفّي سنة ٣٢٩ ، وقبله فرات بن إبراهيم الكوفي المفسّر الراوي لحديثه الآخر في تفسيره الموجود عندنا الذي هو في طبقة مشايخ ثقة الإسلام الكليني المذكور؟! فالكتب هذه أُلِّفت قبل ما ذكراه ـ النويري والمقريزي ـ من التأريخ (٣٥٢).

أوَليس الفيّاض بن محمد بن عمر الطوسي قد أخبر به سنة ٢٥٩ ، وذكر أنّه شاهد الإمام الرضا سلام الله عليه المتوفى سنة ٢٠٣ يتعيّد في هذا اليوم ويذكر فضله وقدمه ، ويروي ذلك عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام؟!

والإمام الصادق المتوفّى سنة ١٤٨ قد علّم أصحابه بذلك كلّه ، وأخبرهم بما جرت عليه سنن الأنبياء من اتخاذ يوم نصبوا فيه خلفاءهم عيداً ، كما جرت به العادة عند الملوك والأُمراء من التعيّد في أيام تسنّموا فيها عرش الملك.

وقد أمر أئمّة الدين عليهم‌السلام في عصورهم القديمة شيعتهم بأعمال بِرِّيّة ودعوات مخصوصة بهذا اليوم وأعمال وطاعات خاصة به.

والحديث الذي مرّ عن مختصر بصائر الدرجات يُعرب عن كونه من أعياد الشيعة الأربعة المشهورة في أوائل القرن الثالث الهجري.

٨٠