أبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي
المحقق: مصطفى السقا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: عالم الكتب
الطبعة: ٣
الصفحات: ٥٢٥
خليلىّ روحا راشدين فقد أتت |
|
ضريّة من دون الحبيب ونيرها |
وقال دريد بن الصّمّة :
مجاورة سواد النّير حتّى |
|
تضمّنها غريقة فالجفار |
فلمّا أن أتين على أروم |
|
وجذّ الحبل (١) وانقطع الإمار |
أى المؤامرة. الجفار : موضع بنجد ، وقيل فى ديار بنى تميم. وغريقة : قريب منه. هكذا نقلته من خطّ أبى علىّ : غريقة ، بالراء المهملة ، ولم أره إلّا فى هذا البيت. وغويقة ، بالواو : أعرف وأشهر. وأروم : جبل هناك قد تقدم ذكره ، وكذلك الجفار. وقال الراجز :
«أقبلن من نير ومن سواج»
سواج : فى ديار كلاب.
النّيق بكسر أوله : موضع قد تقدم ذكره فى رسم إضم.
ونيق العقاب : موضع آخر بين مكة والمدينة. وهناك لقى أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب ، وعبد الله بن أبى أميّة بن المغيرة أخو أمّ سلمة ، رسول الله صلى الله عليه وسلم [عام] فتح مكّة ، فحجبهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبى من لقائهما. فقالت أمّ سلمة : يا رسول الله ، ابن عمّك وابن عمّتك وصهرك. فقال : أمّا ابن عمّى فهتك عرضى ، وأمّا ابن عمّتى فهو الذي قال لى بمكّة ما قال ؛ ثم أذن لهما فأسلما.
نيوذك بفتح أوّله ، وضم ثانيه ، بعده واو وذال معجمة مفتوحة ،
__________________
(١) ج : الخيل ، فى مكان : الجبل.
وكاف : قرية معروفة ، أظنّها من خراسان |
|
ينسب اليها أحد الفقهاء (١). |
نيّان بفتح أوّله ، وتشديد ثانيه ، على وزن فعلان : بلد كثير الوحش (٢). قال الكميت :
وأدن إلى ريّان هوجا كأنّها |
|
بحوصل أو من وحش نيّان ربرب (٣) |
وقال النابغة :
حتى غدا مثل نصل السّيف منصلتا |
|
يعلو الأماعز (٤) من نيّان والأكما(٥) |
وقال عطاف بن شعفرة الكلبىّ :
فما ذرّ قرن الشمس حتّى كأنّهم |
|
بذى النّعف من نيّا نعام نوافر |
قال كراع : أراد نيّان ، فحذف.
__________________
(١) فى هامش ق : إنما هى «تبوذك» ، بالتاء المعجمة باثنتين من فوقها ، وباء معجمة بواحدة من تحتها. ينسب إليها أبو سلمة موسى بن إسماعيل المنقرىّ التبوذكى ؛ نسب إليها لأنه اشترى بها دارا. ولم يذكرها أبو عبيد [البكرىّ] رحمه الله ، فى حرف التاء ، فاعلمه. ا ه. ويؤيده ما جاء فى القاموس وتاج العروس فى مادة «تبوذك» ، من حرف الكاف. فانظره.
(٢) فى معجم البلدان لياقوت : نيان : موضع فى بادية الشام. وعن أبى محمد الحسن بن أحمد الغندجانى : نيان : بلد فى بلاد قيس.
(٣) ج : حوشا ، فى موضع : هوجا. وفى هامش ق : فى شعر الكميت :
وأدن إلى الأك؟ ار هوجا
(٤) ج والديوان : «يقرو». ومعناه يتتبع.
(٥) ج والديوان : «يقرو». ومعناه يتتبع.
بسم الله الرّحمن الرّحيم
صلّى الله على سيدنا محمد وآله وسلّم
كتاب حرف الهاء
الهاء والألف
ذو هاش بالشين المعجمة : موضع قد تقدّم فى رسم الجواء. وقيل إنّه بديار كلب (١) ، قال أرطاة بن سهيّة :
تركنا بذى هاش أباك ولحمه |
|
بمختلف تسفى عليه الأعاصر |
ذات هام على لفظ جمع الذي قبله (٢) : موضع قبل واردات (٣) ، قال الجعدىّ :
كأنّ رعالهنّ بواردات |
|
وقد نكّبن أسفل ذات هام |
قوارب من قطا مرّان جون |
|
عدون (٤) من النواصف أو خزام |
خزام : قيل ناصفة.
هامة على لفظ هامة الإنسان : موضع قبل هجر ، كثير النخل ، قال كثيّر.
__________________
(١) فى هامش ق عن ابن الأعرابى : هاش : ماء.
(٢) كان قبله فى ترتيب المؤلف رسم «هامة». وقد وضعناه فى موضعه من ترتيبنا.
(٣) فى معجم البلدان لياقوت : الهام : قرية باليمن ، بها معدن العقيق.
(٤) ج : غدون ، بالغين المعجمة.
من الغلب من عضدان هامة شرّبت |
|
لسقى وجمّت للنّواضح بيرها (١) |
الهاء والباء
الهباءة ممدود ، على وزن فعالة ، قد مضى ذكره محدّدا فى رسم الرّبذة ، وفى رسم شواحط. كانت فيه حرب من حروب داحس لعبس على ذبيان. وفيه قتل الربيع بن زياد حمل بن بدر ، وقال قيس بن زهير يرثيه :
تعلّم أنّ خير الناس ميّت |
|
على جفر الهباءة ما يريم |
وقال عقيل بن علّفة :
وإنّ على جفر الهباءة هامة |
|
تنادى بنى بدر وعارا مخلّدا |
الهبابيد على لفظ جمع الذي قبله (٢) : موضع قد تقدم ذكره فى رسم الأحفاء.
هبالة بضم أوله ، على وزن فعالة : ماء لبنى عقيل (٣) ، قالت ليلى الأخيليّة :
تشافى رواياهم هبالة بعد ما |
|
وردن وجول الماء بالجم يرتمى |
تقول : هبالة على كثرة مائه (٤) إنما يصيب الحيش منه قطرة قطرة ، كالذى يستشفى به.
وكانت للعرب فى هذا الموضع حرب تنسب إليه ، قال ذو الرّمّة :
__________________
(١) الغلب : جمع غلباء ، وهى التى غلظ عنقها. والعضدان : جمع عضيد ، وهى النخلة التى صار لها جذع يتناول منه المتناول. والنواضح : جمع ناضح ، وهو البعير يستقى عليه الماء.
(٢) كان قبله فى ترتيب المؤلف رسم «هبود» ، وقد وضعناه فى موضعه من ترتيبنا.
(٣) نسبه ياقوت فى المعجم لبنى نمير.
(٤) ج : مائها.
أبى فارس الهيجاء يوم هبالة |
|
إذا الخيل فى القتلى من القوم تعثر (١) |
وقال خراشة بن عمرو العبسىّ :
وجمع بنى غنم غداة هبالة |
|
صحنا مع الإشراق موتا معجّلا |
فدلّ أن هذا اليوم كان على بنى غنم.
هبّود بفتح أوله ، وتشديد ثانيه ، وبالدال المهملة ، على وزن فعّول : جبل فى ديار بنى فقعس ، قال أبو محمد الفقعسىّ :
يا دار زهراء بناعتينا |
|
فالسامنات أقفرت سنينا |
فبطن هبّود تعفّى حينا
الهبر بفتح أوله ، وإسكان ثانيه ، بعده راء مهملة : موضع تلقاء جفاف ، مذكور فى رسمه.
الهاء والتاء
الهتمة بفتح أوله ، وإسكان ثانيه ، بعده ميم : موضع قد تقدم ذكره فى رسم تيماء (٢)
__________________
(١) فى هامش ق : «أنشده الجوهرى فى الصحاح : «أبى فارس الضحياء يوم هبالة».
قال ابن برى رحمه الله : البيت لخداش بن زهير بن ربيعة بن عامر. وعمرو جده «فارس الضحياء». وهو القائل أيضا :
أبى فارس الضحياء عمرو بن عامر |
|
أبى الذمّ واختار الوفاء على الغدر |
قلت : وبعده :
فيا أخوينا من أبينا وأمنا |
|
إليكم إليكم لا سبيل إلى جسر |
وبفتح الهاء من هبالة وقع فى كتاب الصحاح للجوهرى رحمه الله؟
(٢) فى معجم البلدان لياقوت : الهتمة : منزل من منازل سلمى ، جبل طيئ.
الهتيل بفتح أوله ، وكسر ثانيه ، على بناء فعيل : موضع ذكره أبو بكر.
الهاء والجيم
هجار بضم أوله : بلد باليمن ، قال الكميت : وذكر بعض قبائل نزار التى تيمّنت :
رضوا بهجار من كنفى حراء |
|
كمعتاض الأراذل بالمثيل |
الهجر بالألف واللام ، ساكن الجيم : بلد آخر ذكره اللّغويّون
هجر بفتح أوله وثانيه : مدينة البحرين (١) ، معروفة. وهى معرفة لا تدخلها الألف واللام. ومثل للعرب : «سطى مجر ، ترطب هجر (٢)» ، ولم يقولوا : يرطب. وهو اسم فارسىّ معرّب ، أصله هكر. وقيل إنما سمّيت بهجر بنت مكنف من العماليق. وقال الفرزدق فذكر (٣) هجر ولم يصرفها :
منهنّ أيّام صدق قد عرفت بها |
|
أيّام فارس (٤) والأيّام من هجرا (٥) |
الهجير على لفظ تصغير الذي قبله : موضع آخر غير المتقدّمى (٦) الذكر. وفى كتاب (٧) البارع : الهجير ، بفتح أوله ، وكسر ثانيه.
__________________
(١) ج : بالبحرين.
(٢) لم نجده فى كتب الأمثال التى بأيدينا.
(٣) ج : وذكر.
(٤) ج : واسط. وفى هامش ق : يروى : أيام واسط ، وأيام فارس ، وهى رواية سيبويه.
(٥) فى هامش ق : قال الهمدانى : الهجر ، بفتح الجيم : قصر من قصور مأرب ، قد تقدم ذكره والشاهد عليه فى رسم مأرب. قال : والهجر أيضا : قرية من قرى نجران.
قال : والهجر : القرية ، بلغة حمير.
(٦) ج : المتقدم.
(٧) ج : الكتاب. تحريف.
هجين بفتح أوله ، وكسر ثانيه : موضع قد تقدم ذكره فى رسم الأداهم :
الهاء والدال
هدأة بهمزة مفتوحة بين الدال وهاء التأنيث : موضع قد تقدم ذكره فى رسم الرّجيع.
وروى البخارىّ عن طريق عمرو بن أسيد ، عن أبى هريرة ، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة عينا ، وأمّر عليهم عاصم بن ثابت ، جدّ عاصم ابن عمر بن الخطّاب ، حتى إذا كانوا بالهدأة ، بين عسفان ومكة ، ذكروا لحىّ من هذيل ، يقال لهم بنو لحيان ، قنفروا لهم بقرب من مئة رجل ، فاقتصّوا آثارهم (١). وذكر الحديث فى مقتل عاصم وأسر خبيب وابن الدّثنية.
هكذا رواها المحدّثون بالهمز ، فلا أعلم هل هى هدة أو غيرها (٢).
الهدام بكسر أوله ، على وزن فعال : موضع مذكور فى رسم الحفاف.
هدانان على لفظ تثنية هدان (٣) : جبلان معروفان قبل يرمرم ، قال حميد بن ثور :
أجدّك شاقتك الحدوج تيمّمت |
|
هدانين واجتازت يمينا يرمرما |
هدة بفتح أوله وثانيه ، منقوص ، ويقال الهدة ، بالتعريف : منزل
__________________
(١) ج : آزارهم. تحريف.
(٢) عبارة ج : فلا أعلم : هل هذه أو غيرها.
(٣) كذا فى ج. وأهملت ق ضبطه. وفى معجم البلدان لياقوت : الهدان ، بكسر أوله ، وآخره نون : ... تليل بالسىّ يستدل به ، وبآخر مثله. والهدان أيضا : موضع يحمى ضرية ، عن أبى موسى (لعله أبو موسى الحا؟ ض النحوى). ولم يحدد المؤلف موضع مرموم فى رسمه من حرف الياء. وذكر ياقوت أنه جبل فى بلاد قيس.
بين مكة والطائف (١) ، ونسبوا إليه «هدوىّ» على غير قياس ، قاله ابن الأنبارىّ ، وذكر عن أبى حاتم (٢) قال : سألت أهل هدة من ثقيف : لم سمّيت هدة؟ فقال (٣) : إن المطر يصيبهم بعد هدأة من الليل. وهذا النسب لا يشبه ذاك ، إلّا أن تتوهّم الهمزة محوّلة ياء ثم ينسب إليها ، قال أبو حاتم : والنسب يغيّر الكلام ، ومن أعجب ذلك قولهم فى النسب إلى بكرة : بكراوىّ. وقد روى عن أبى تمّام أن هدة بين مكة والمدينة.
الهدّار بفتح أوله ، وتشديد ثانيه : واد معروف ، قد تقدم ذكره فى رسم أبلى.
الهدم بكسر أوله ، وفتح ثانيه : موضع قد تقدم ذكره فى رسم سرّاء ، وفى رسم حفل.
الهدملة بكسر أوله ، وفتح ثانيه ، بعده الميم ساكنة ، على وزن فعلة : موضع تنسب إليه حروب كانت فى الأيّام الغابرة. والعرب تضرب مثلا للأمر الذي قد تقادم عهده ، فتقول : «كان هذا أيّام الهدملة». قال كثيّر :
كأن لم يدمّنها أنيس ولم يكن |
|
لها بعد أيّام الهدملة عامر (٤) |
هكذا نقل اليزيدىّ عن محمد بن حبيب. وقال الأحول : الهدملات : أكثبة بالدّهناء ، وأنشد لذى الرّمّة :
__________________
(١) ضبطها ياقوت فى المعجم : بتشديد الدال أما المخفف فقال : إنه بأعلى مر الظهران ، ممدرة أهل مكة.
(٢) قال : ساقطة من ج.
(٣) فقال : بضمير الواحد الغائب ، يريد المسئول منهم.
(٤) دمن : سود بالرماد والبعر ، من الدمنة ، وهى ما سود الحى بالرماده والبعر وعير ذلك. والأنيس : المؤانس. والعامر. المقيم.
ودمنة هيجت شوقى معالمها |
|
كأنّها بالهدملات الرّواسم |
قال : وهى فى غير هذا الموضع (١) جمع هدملة ، وهى الرملة الضخمة.
والرواسيم : جمع روسم ، وهو الذي يطبع به. قال جرير :
حىّ الهدملة والأنقاء والجردا (٢) |
|
والمنزل القفر ما تلقى به أحدا |
الهاء والذال
الهذلول بضم أوله ، وإسكان ثانيه ، على وزن فعلول : رمل طويل دقيق فى ديار بنى تميم ، قال ذو الرّمّة :
ألا حىّ دارا قد أبان محيلها |
|
وهاج الهوى منها الغداة طلولها |
بمنعرج الهذلول غيّر رسمها |
|
يمانية هيف محتها ذيولها (٣) |
الهاء والراء
(٤) الهرار بفتح أوّله (٥) ، وتخفيف ثانيه ، وبراء أخرى بعد الألف : موضع متصل (٦) بمليحة ، قال النمر :
هل تذكرين جزيت أحسن صالح |
|
أيّامنا بمليحة فهرارها] |
__________________
(١) ج : وقال فى غير هذا الموضع.
(٢) ج : والجددا. وهو الأرض الغليظة الصلبة.
(٣) أبان : تبين. والمحيل : الذي أتى عليه حول أو أحوال. واليمانية : الريح تأتى من قبل اليمن. والهيف : الريح الحارة. وذيول الرياح : ما مر على الأرض منها.
(٤) رسم الهرار : ساقط من متن ق. ومذكور فى هامشها بخط نسخى شرقى غير خط الناسخ المغربى ، وبدون إلحاق.
(٥) ضبطه ياقوت فى المعجم ضبط عبارة : بالضم ، وقال : موضع فى طرق الصمان من بلاد تميم ، أوقف باليمامة.
(٦) ج : يتصل.
هراميت بفتح أوله ، وبالتاء المعجمة باثنتين فى آخره : بئر عن يسار ضريّة ، وحولها جفار كثيرة. قال الراعى :
ضبارمة شدف كأنّ عيو؟ ها |
|
بقايا جفار من هراميت نزّح (١) |
هرجاب بكسر أوله ، وإسكان ثانيه ، بعده جيم وألف ، وباء معجمة بواحدة : موضع فى ديار قيس ، قال عامر بن الطّفيل :
ألا إنّ خير الناس رجلا ونجدة |
|
بهر جاب لم تحبس عليه الركائب (٢) |
الهردة بفتح أوله ، وإسكان ثانيه ، بعده دال مهملة : بلد مذكور محدد. فى رسم اللّعباء.
هرّ بكسر أوله ، وتشديد ثانيه : موضع قد تقدم ذكره فى رسم جفاف (٣).
هرشى بفتح أوله ، وإسكان ثانيه ، بعده شين معجمة ، مقصور على وزن فعلى : جبل فى بلاد تهامة ، وهو على ملتقى طريق الشام والمدينة ، فى أرض مستوية ، هضبة ململمة لا تنبث شيئا ، وهى من الجحفة ، يرى منها البحر ، قال كثيّر :
عفا رابغ من أهله فالظّواهر |
|
فأكناف هرشى قد عفت فالأصافر |
ورابع : هو بعد عقبة هرشى ، على أميال من الطريق مشرّقا ، وفيه عين وآبار ونخل. والمسافة بين هرشى وغيرها محددة فى رسم العقيق. قال الشاعر :
__________________
(١) ج : بنات جفار. والضبارم : الشديد الخلق الوثيق من الحيوان. والأشدف : العظيم الشخص. والأشدف أيضا : المائل العنق والرأس من فرط نشاطه ، يوصف به الخيل والإبل ، هو أشدف ، وهى شدفاء ، والجمع شدف.
(٢) رجلا : مشيا بالرجل ، يريد : فى غير الحرب. وفى ج والديوان : رسلا ، والرسل : الرخاء.
(٣) رسم هر : ساقط من ج.
خذا بطن هرشى أو قفاها فإنّما |
|
كلا جانبى هرشى لهنّ طريق |
وعقبة هرشى سهلة المصعد ، صعبة المنحدر ، والطريق من جنبتيها.
وروى عن أبى هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خالد بن الوليد متدلّيا من عقبة هرشى ، فقال : نعم الرجل خالد بن الوليد.
وروى سعيد بن إبراهيم ، عن زيد بن خالد الجهنى : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له وهو يصعد فى ثنية هرشى : يا زيد (١) ، ما تعوّذ الأوّلون بمثل : «قل أعوذ بربّ الفلق» ، و «قل أعوذ بربّ الناس».
وأسفل من هرشى على ميلين ممّا يلى المغرب : ودّان ، يقطعها المصعدون من حجّاج المدينة ، وينصبّون فيها صادرين من مكة. ويتّصل بها ، ممّا با المغرب عن يمينها ، بينها وبين البحر خبت. والخبت : الرمل الذي لا ينبت غير الأرطى ، وهو حطب ، وقد تدبغ فيه (٢) أسقية اللبن خاصّة.
وفى وسط خبت جبيل (٣) صغير أسود شديد السواد ، يقال له طفيل. ومن حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ، قالت : كان بلال إذا أخذته الحمّى يتغنّى ويقول :
ألا ليت شعرى هل أبيتنّ ليلة |
|
بفجّ وحولى إذخر وجليل |
وهل أردن يوما مياه مجنّة |
|
وهل يبدون لى شامة وطفيل |
قال ابن دريد : ويروى : وقفيل ، بالقاف. وروايته : وهل أردن يوما مياه عدينة.
وفخّ : موضع بمكة.
__________________
(١) ج : يا أبا زيد. تحريف.
(٢) كذا فى ج ، ق. والصواب به.
(٣) ج : جبل.
وعلى الطريق من ثنية هرشى إلى الجحفة ثلاثة أودية : غزال ، وذو دوران ، وكليّة. تأتى من شمنصير وذروة ، تنبت النخل والأراك والمرخ والدّوم وهو المقل ، وكلّها لخزاعة. وبأعلى كليّة ثلاثة أجبل صغار منفردات من الجبال ، يقال لها سنابك وغدير خمّ : واد هناك ، يصبّ فى البحر ، قد تقدم ذكره. وعلم المنصف : بين المدينة ومكة دون عقبة هرشى بميل. وفى مسيل هرشى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو عن يسار الطريق فى المسيل دون هرشى ، وذلك المسيل لا صق بكراع هرشى ، بينه وبين الطريق زهاء غلوة ، وهناك كان يصلّى النّبيّ صلى الله عليه وسلم. رواه البخارىّ من طريق موسى بن عقبة ، عن سالم ، عن أبيه.
الهرم بفتح أوله ، وإسكان ثانيه : موضع بقرب الطائف ، كان لأبى سفيان فيه مال. ذكره ابن إسحاق.
والهرم أيضا : موضع فى حرّة بنى بياضة ، يأتى ذكره فى حرف الهاء والزاى ، إثر هذا إن شاء الله.
الهاء والزاى
هزر بضم أوله ، وفتح ثانيه ، بعده راء مهملة : موضع قد تقدم ذكره فى رسم الأجرد (١). قال أبو ذؤيب :
لقال الأباعد والشامتو |
|
ن كانت كليلة أهل الهزر |
وقال الأصمعىّ : هو يوم يضرب به المثل ، وهى وقعة قديمة لهذيل. قال : وهو مثل قوله :
__________________
(١) ق : الأشعر : والأجرد والأشعر متجاوران.
محلّا كوعساء القنافذ ضاربا |
|
به كنفا كالمخدر المتأجّم |
وقال : الهزر ، بفتح أوله ، وإسكان ثانيه : قبيلة من اليمن ، بيّتوا وقتلوا ليلا.
هزم بنى بياضة
بفتح أوّله : وإسكان ثانيه.
جاء فى الحديث أن أوّل جمعة جمعت فى هزم بنى بياضة. ويروى : فى هزمة بنى بياضة. وهزم الأرض : ما تهزّم منها ، أى تكسّر وتشقّق. ومنه الحديث الآخر : إنّ زمزم هزمة جبريل.
وروى سهل (١) ابن أبى صالح ، عن أبيه (٢) عن أبى هريرة : إذا عرّستم فاجتنبوا هزم الأرض ، فإنّها مأوى الهوامّ. ويروى : هوم الأرض ، بالواو : أى ما انخفض منها ، صحيح فى اللغة.
وروى أبو سعيد : أوّل جمعة جمعت فى هرم بنى بياضة ، بالراء المهملة ؛ وهى أرض بين ظهرى حرّة بنى بياضة. ورواه أبو داود فى هزم النّبيت من حرّة بنى بياضة. وقد تقدم ذكر ذلك فى رسم النّبيت.
الهاء والصاد
هصور بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعده واو وراء [مهملة](٣) : جبل من جبال هرشى ، قال الأحوص :
فقلت لعبد الله ويبك (٤) هل ترى مدافع هرشى أو بدا لك هصور.
__________________
(١) ج : سهيل.
(٢) عن أبيه : ساقطة من ج.
(٣) زيادة عن ج.
(٤) ج : ويلك.
الهاء والضاد
هضاض بكسر أوّله ـ والسّكرىّ يرويه بضمّه ـ وبضاد أخرى فى آخره : موضع متصل بسرار ، قد تقدّم ذكره هناك.
هضب القليب موضع قد تقدّم ذكره فى رسم المضيّح.
الهضيب بفتح أوّله ، وكسر ثانيه ، على وزن فعيل : موضع مذكور فى رسم الضّريب ، قال الأفوه :
هم سدّوا عليكم بطن نجد |
|
وضرّات الجبابة والهضيب |
الهضيبات على لفظ تصغير هضبات : موضع كان فيه يوم من أيام العرب ، وهو يوم طخفة ، قال الفرزدق :
ولم تأت عير أهلها بالّذى (١) أتت |
|
به جعفرا يوم الهضيبات عبرها |
وهذه الوقعة كانت بين الضّباب وبنى جعفر ، فكانت للضّباب على بنى جعفر ، قتلوا منهم سبعة وعشرين ، فجاءت نساء بنى جعفر ، فحملت قتلاهم على الإبل ، فدفنتهم.
الهاء والفاء.
الهفّة بفتح أوّله وبكسره ، وتشديد ثانيه : وهو موضع بالبطيحة [المذكورة ، وموضعها كثير القصباء](٢) ، فيه مخترق للسّفن يسمّى زقاق الهفّة ، لأنّ الهفيف سرعة السير.
__________________
(١) ق : بالتى. تحريف.
(٢) عبارة ج : المذكورة فى موضعها ، كثير القصباء.
الهاء والكاف
هكر بفتح أوله ، وكسر ثانيه ، بعده راء مهملة ، ويقال أيضا : هكر ، بضمّ ثانيه : مدينة باليمن ، قال امرؤ القيس :
هما ظبيتان من ظباء تبالة |
|
على جؤذرين أو كبعض دمى هكر |
هكران بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، على وزن فعلان : موضع مذكور فى رسم السّتار(١).
الهاء والميم
همزى بفتح أوله وثانيه ، بعده زاى ، مقصور ، على وزن فعلى : موضع ذكره أبو بكر.
الهاء والنون
بنت هند على لفظ اسم المرأة : هضبة فى بلاد بنى كلاب ، كانت فيها وفعة لبنى عقيل ، بعضهم على بعض ، قتل فيها توبة بن الحميّر ، سيأتى ذكرها فى رسم هيدة. هنزيط
بكسر أوله ، وإسكان ثانيه ، بعده زاى معجمة مكسورة ، وياء وطاء مهملة : من ثغور مرعش ، قد تقدّم ذكره فى رسم عرقه ، وفى رسم اللّقان.
هنكف بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه : موضع. والنون زائدة.
هنى بضم أوله ، مقصور ، على وزن هدى : موضع ؛ قال امرؤ القيس :
__________________
(١) فى معجم البلدان لياقوت عن عرام بن الأصبغ : هكران : جبل بحذاء مران.
وحديث الركب يوم هنى |
|
وحديث ما على قصره |
وقال قوم : يوم هنى ، أى يوم الأوّل ، واحتجّوا بقول الشاعر :
إنّ ابن عاصية المقتول يوم هنى |
|
خلّى علىّ فجاجا كان يحميها |
هنّى بضم أوله ، وفتح ثانيه ، مشدد الياء ، على لفظ تصغير الذي قبله : موضع.
الهنىّ بفتح أوله ، وكسر ثانيه ، وتشديد الياء أخت الواو أيضا : نهر بالشام (١) ، قال الكميت :
تصافح زيتون الهنىّ كأنّما. تصافح ألّاف المطى الأوانسا ويروى الأوامسا : أى اللّواتى (٢) كنّ معها بالأمس.
فإن كان اسم هذا النهر مشتقا من هنأ؟ ى الطعام ، فإنما هو الهنىء ، مهموز.
الهاء والواو
هوبان بفتح أوله ، وإسكان ثانيه : موضع مذكور فى رسم ربب.
هوبجة الرّيّان بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعده باء معجمة بواحدة ، وجيم ، مضاف إلى الرّيّان ، الذي هو على ضدّ الظّمآن ، وهى أجارع (٣) مذكورة فى رسم ضريّة. والرّيّان : ماء مذكور هناك. والهوبج : بطن من الأرض. وذكر الأصمعىّ قال : قال أبو موسى الأشعرىّ : دلّونى على موضع أقطع [به (٤)] هذه الفلاة. قالوا هوبجة تنبت (٥) الأرطى ، بين فلج وفليج. فحفر الحفر ، وهو حفر أبى موسى ، على خمس ليال من البصرة.
__________________
(١) فى معجم البلدان لياقوت : الهنى والمرى : نهران بإزاء الرقة والرافعة ، حفرهما هشام ابن عبد الملك.
(٢) ج : اللاتى.
(٣) الأجارع : جمع الأجرع ، وهو المكان الواسع فيه حزونة وخشونة.
(٤) به : ساقطة من ق.
(٥) ج : منبت.
هوتى بضم أوله ، وبالتاء المعجمة باثنتين من فوقها ، على وزن فعلى : ماء لبنى عوف بن عامر بن عقيل. وقد اختلف علىّ فيه ، فقرأته فى كتاب مقاتل الفرسان لأبى عبيدة : هو فى ، بفاء وفتح أوّله.
الهوىّ
بفتح أوّله ، وكسر ثانيه ، بعده ياء مشددة : ماء من مياه المرّوت ، قد تقدّم ذكره هناك
الهاء والياء
الهياش بكسر أوّله ، وبالشين المعجمة : بلد ، قال ابن أحمر :
بصحراء الهياش لها دوىّ |
|
غداة قثام لم يغ؟ م صرارا (١) |
تثام : أى نهب وأخذ ، من قولهم : قثم له من المال.
هيت بكسر أوله ، وبالتاء المعجمه باثنتين من فوقها : مدينه مذكورة فى تجديد العراق ، وهى على شاطئ الفرات. والهيت : الهوّة. وسمّيت هيت لأنّها فى هوّة (٢). وقال ابن دريد : الهيت : الموضع الغامض المنخفض (٣) ، وبذلك سمّى هذا البلد وقال الراجز :
يا ربّ هيت نجّنا من هيت
وقال آخر :
والحوت فى هيت رداها هيت (٤)
ظنّ أنّ الحوت هناك التقم يونس عليه السلام ، فقال بغير علم. وقال الراعى :
__________________
(١) فى هامش ق : الصرار : العود الذي يشد على الضرع.
(٢) فى هامش ق : وقال محمد بن سهل : سميت هيت بهيت بن البلندى ، من ولد مدين.
ابن إبراهيم ، هو أول من نزلها.
(٣) ج : المواضع الغامدة المنخفضة.
(٤) فى ديوان رؤية المخطوط بدار الكتب (٤٥ أدب ش) :
والحوت فى هيت الردى ما هيت
تخطّى إليها ركن هيت وحائرا |
|
طروقا وأنّى منك هيت وحائر |
وقد رأيت من ضبطه (١) ركن هيف ، بالفاء ، ولا أعلمه إلا فى هذا البيت.
هيثم على لفظ اسم الرجل : رملة قد تقدم ذكرها فى رسم نقعاء ، قال أوس وذكر قوسا.
تخور بالأيدى إذا استعجلت |
|
عدوا على خفّة أجسامها |
خوار غزلان لوى هيثم |
|
تذكّرت فيقة آرامها (٢) |
الهيج بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعده جيم : موضع قد تقدّم ذكره فى رسم فيحان.
هيدة بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعده دال مهملة ، موضع فى ديار بنى عقيل ، وهو الموضع الذي قتل فيه توبة بن الحميّر. هكذا قال أبو عمرو الشّيبانىّ ، وأنشد لليلى الأخيليّة:
تخلّى من أبى حرب فولّى (٣) |
|
بهيدة قابض قبل القتال |
تعنى قابض بن عبد الله (٤) المسلم لابن عمّه توبة ، والمهزم عنه هكذا رواه
__________________
(١) ج : فى ضبطه.
(٢) ق : تدكدكت فيقة. تحريف. والفيقة : الل؟ ن يجتمع فى الضرع بين الحلبتين. يريد أنها أسرعت إسراع الغزلان التى تذكرت حاجة أولادها إلى الرضاع. وفى معجم البلدان لياقوت : الهيثم : موضع ما بين القاع وزبالة ، بطريق مكة ، على ستة أميال من القاع ... قال الطرماح يذكر قداحا أجيلت ، فخرج لها صوت :
خوار غزلان لوى هيثم |
|
تذكرت فيقة آرامها |
(٣) فى هامش ق : الذي فى شعر ليلى : «تولى عن أبى حرب وولى».
وأبو حرب : توبة.
(٤) فى هامش ق : قابض بن عبد الله : رأيته بخط الد؟ كنى.
أصحاب أبى علىّ عنه. ونقلته من كتاب ابن سيّد ، بخطّه الذي صحّحه على أبى علىّ ، وفى مقاتل الفرسان أصل أبى علىّ ، وقد أنشد بيت ليلى هذا ترثى توبة ، فقال أبو عبيدة : هيدة (١) فرس قابض. هكذا ذكره بدال مهملة ، كما ذكره الشيبانىّ ، إلا أنّهما اختلفا فى تفسيره. ويعترض على تفسير أبى عبيدة قول ليلى موصولا بالبيت :
ونجّى قابضا ورد سبوح |
|
يمرّ كأنّه مرّيخ غال (٢) |
فذكرت أنه فرس ذكر. ولم تختلف الرواية عن أبى عبيدة فى كتابيه : كتاب أيّام العرب ، وكتاب مقاتل الفرسان ، أن الهضبة التى قتل فيها توبة اسمها : بنت هند (٣) ، على لفظ اسم المرأة. وفى ديوان شعر توبة عند ذكر مقتله : حتى إذا كان يشعب من هضبة يقال لها بنت هيذة. قال : وهى من كبد المضجع : مضجع (٤) بنى كلاب ، وهى التى ذكرها ذو الرّمّة ، وهى كلها من العالية. هكذا صحّت الرواية فيه هناك : هيذة ، بذل معجمة. وفى هذا من التخليط ما تراه
هيف بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعده فاء : موضع مذكور فى الرسم قبله (٥).
هيلان بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، على وزن فعلان : واد باليمن ، قد تقدم ذكره فى رسم براقش
__________________
(١) فى هامش ق : ورأيته بخط التبريزى : هيدة. وكتب تحتها بخطه : موضع.
(٢) فى هامش ق : غالى : الذي يغلو به ، أى يباعد به إذا رمى.
(٣) فى هامش ق : يقال لها ابنة هندة. كذا بخط الدهكنى رحمه الله.
(٤) ق : مضاجع.
(٥) كان قبله فى ترتيب المؤلف رسم «هيت».
الهييماء بضم أوّله وكسره معا ، على لفظ تصغير هيماء (١) : موضع فى ديار طيّئ ، قال علقمة بن عبدة فى غزوهم طيّئا :
فأدركهم دون الهييماء مقصرا |
|
وقد كان شأوا بالغ الجهد باسطا |
وقال أبو عبيدة الهييماء : مويهة لبنى أسد ، وأنشد لمالك بن نويرة :
وباتت على جوف الهييماء منحتى |
|
معقّلة بين الرّكيّة والجفر |
__________________
(١) فى معجم البلدان لياقوت : الهييما : بالضم ، وفتح ثانية ، وياء أخرى ساكنة ، وميم مفتوحة ، وألف مقصورة : اسم موضع كانت فيه وقعة لبنى تيم؟؟؟ بن ثعلبة على بنى مجاشع.