معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع - ج ٤

أبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي

معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع - ج ٤

المؤلف:

أبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي


المحقق: مصطفى السقا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: عالم الكتب
الطبعة: ٣
الصفحات: ٥٢٥

خليلىّ روحا راشدين فقد أتت

ضريّة من دون الحبيب ونيرها

وقال دريد بن الصّمّة :

مجاورة سواد النّير حتّى

تضمّنها غريقة فالجفار

فلمّا أن أتين على أروم

وجذّ الحبل (١) وانقطع الإمار

أى المؤامرة. الجفار : موضع بنجد ، وقيل فى ديار بنى تميم. وغريقة : قريب منه. هكذا نقلته من خطّ أبى علىّ : غريقة ، بالراء المهملة ، ولم أره إلّا فى هذا البيت. وغويقة ، بالواو : أعرف وأشهر. وأروم : جبل هناك قد تقدم ذكره ، وكذلك الجفار. وقال الراجز :

«أقبلن من نير ومن سواج»

سواج : فى ديار كلاب.

النّيق بكسر أوله : موضع قد تقدم ذكره فى رسم إضم.

ونيق العقاب : موضع آخر بين مكة والمدينة. وهناك لقى أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب ، وعبد الله بن أبى أميّة بن المغيرة أخو أمّ سلمة ، رسول الله صلى الله عليه وسلم [عام] فتح مكّة ، فحجبهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبى من لقائهما. فقالت أمّ سلمة : يا رسول الله ، ابن عمّك وابن عمّتك وصهرك. فقال : أمّا ابن عمّى فهتك عرضى ، وأمّا ابن عمّتى فهو الذي قال لى بمكّة ما قال ؛ ثم أذن لهما فأسلما.

نيوذك بفتح أوّله ، وضم ثانيه ، بعده واو وذال معجمة مفتوحة ،

__________________

(١) ج : الخيل ، فى مكان : الجبل.

٢٤١

وكاف : قرية معروفة ، أظنّها من خراسان

ينسب اليها أحد الفقهاء (١).

نيّان بفتح أوّله ، وتشديد ثانيه ، على وزن فعلان : بلد كثير الوحش (٢). قال الكميت :

وأدن إلى ريّان هوجا كأنّها

بحوصل أو من وحش نيّان ربرب (٣)

وقال النابغة :

حتى غدا مثل نصل السّيف منصلتا

يعلو الأماعز (٤) من نيّان والأكما(٥)

وقال عطاف بن شعفرة الكلبىّ :

فما ذرّ قرن الشمس حتّى كأنّهم

بذى النّعف من نيّا نعام نوافر

قال كراع : أراد نيّان ، فحذف.

__________________

(١) فى هامش ق : إنما هى «تبوذك» ، بالتاء المعجمة باثنتين من فوقها ، وباء معجمة بواحدة من تحتها. ينسب إليها أبو سلمة موسى بن إسماعيل المنقرىّ التبوذكى ؛ نسب إليها لأنه اشترى بها دارا. ولم يذكرها أبو عبيد [البكرىّ] رحمه الله ، فى حرف التاء ، فاعلمه. ا ه. ويؤيده ما جاء فى القاموس وتاج العروس فى مادة «تبوذك» ، من حرف الكاف. فانظره.

(٢) فى معجم البلدان لياقوت : نيان : موضع فى بادية الشام. وعن أبى محمد الحسن بن أحمد الغندجانى : نيان : بلد فى بلاد قيس.

(٣) ج : حوشا ، فى موضع : هوجا. وفى هامش ق : فى شعر الكميت :

وأدن إلى الأك؟ ار هوجا

(٤) ج والديوان : «يقرو». ومعناه يتتبع.

(٥) ج والديوان : «يقرو». ومعناه يتتبع.

٢٤٢

بسم الله الرّحمن الرّحيم

صلّى الله على سيدنا محمد وآله وسلّم

كتاب حرف الهاء

الهاء والألف

ذو هاش بالشين المعجمة : موضع قد تقدّم فى رسم الجواء. وقيل إنّه بديار كلب (١) ، قال أرطاة بن سهيّة :

تركنا بذى هاش أباك ولحمه

بمختلف تسفى عليه الأعاصر

ذات هام على لفظ جمع الذي قبله (٢) : موضع قبل واردات (٣) ، قال الجعدىّ :

كأنّ رعالهنّ بواردات

وقد نكّبن أسفل ذات هام

قوارب من قطا مرّان جون

عدون (٤) من النواصف أو خزام

خزام : قيل ناصفة.

هامة على لفظ هامة الإنسان : موضع قبل هجر ، كثير النخل ، قال كثيّر.

__________________

(١) فى هامش ق عن ابن الأعرابى : هاش : ماء.

(٢) كان قبله فى ترتيب المؤلف رسم «هامة». وقد وضعناه فى موضعه من ترتيبنا.

(٣) فى معجم البلدان لياقوت : الهام : قرية باليمن ، بها معدن العقيق.

(٤) ج : غدون ، بالغين المعجمة.

٢٤٣

من الغلب من عضدان هامة شرّبت

لسقى وجمّت للنّواضح بيرها (١)

الهاء والباء

الهباءة ممدود ، على وزن فعالة ، قد مضى ذكره محدّدا فى رسم الرّبذة ، وفى رسم شواحط. كانت فيه حرب من حروب داحس لعبس على ذبيان. وفيه قتل الربيع بن زياد حمل بن بدر ، وقال قيس بن زهير يرثيه :

تعلّم أنّ خير الناس ميّت

على جفر الهباءة ما يريم

وقال عقيل بن علّفة :

وإنّ على جفر الهباءة هامة

تنادى بنى بدر وعارا مخلّدا

الهبابيد على لفظ جمع الذي قبله (٢) : موضع قد تقدم ذكره فى رسم الأحفاء.

هبالة بضم أوله ، على وزن فعالة : ماء لبنى عقيل (٣) ، قالت ليلى الأخيليّة :

تشافى رواياهم هبالة بعد ما

وردن وجول الماء بالجم يرتمى

تقول : هبالة على كثرة مائه (٤) إنما يصيب الحيش منه قطرة قطرة ، كالذى يستشفى به.

وكانت للعرب فى هذا الموضع حرب تنسب إليه ، قال ذو الرّمّة :

__________________

(١) الغلب : جمع غلباء ، وهى التى غلظ عنقها. والعضدان : جمع عضيد ، وهى النخلة التى صار لها جذع يتناول منه المتناول. والنواضح : جمع ناضح ، وهو البعير يستقى عليه الماء.

(٢) كان قبله فى ترتيب المؤلف رسم «هبود» ، وقد وضعناه فى موضعه من ترتيبنا.

(٣) نسبه ياقوت فى المعجم لبنى نمير.

(٤) ج : مائها.

٢٤٤

أبى فارس الهيجاء يوم هبالة

إذا الخيل فى القتلى من القوم تعثر (١)

وقال خراشة بن عمرو العبسىّ :

وجمع بنى غنم غداة هبالة

صحنا مع الإشراق موتا معجّلا

فدلّ أن هذا اليوم كان على بنى غنم.

هبّود بفتح أوله ، وتشديد ثانيه ، وبالدال المهملة ، على وزن فعّول : جبل فى ديار بنى فقعس ، قال أبو محمد الفقعسىّ :

يا دار زهراء بناعتينا

فالسامنات أقفرت سنينا

فبطن هبّود تعفّى حينا

الهبر بفتح أوله ، وإسكان ثانيه ، بعده راء مهملة : موضع تلقاء جفاف ، مذكور فى رسمه.

الهاء والتاء

الهتمة بفتح أوله ، وإسكان ثانيه ، بعده ميم : موضع قد تقدم ذكره فى رسم تيماء (٢)

__________________

(١) فى هامش ق : «أنشده الجوهرى فى الصحاح : «أبى فارس الضحياء يوم هبالة».

قال ابن برى رحمه الله : البيت لخداش بن زهير بن ربيعة بن عامر. وعمرو جده «فارس الضحياء». وهو القائل أيضا :

أبى فارس الضحياء عمرو بن عامر

أبى الذمّ واختار الوفاء على الغدر

قلت : وبعده :

فيا أخوينا من أبينا وأمنا

إليكم إليكم لا سبيل إلى جسر

وبفتح الهاء من هبالة وقع فى كتاب الصحاح للجوهرى رحمه الله؟

(٢) فى معجم البلدان لياقوت : الهتمة : منزل من منازل سلمى ، جبل طيئ.

٢٤٥

الهتيل بفتح أوله ، وكسر ثانيه ، على بناء فعيل : موضع ذكره أبو بكر.

الهاء والجيم

هجار بضم أوله : بلد باليمن ، قال الكميت : وذكر بعض قبائل نزار التى تيمّنت :

رضوا بهجار من كنفى حراء

كمعتاض الأراذل بالمثيل

الهجر بالألف واللام ، ساكن الجيم : بلد آخر ذكره اللّغويّون

هجر بفتح أوله وثانيه : مدينة البحرين (١) ، معروفة. وهى معرفة لا تدخلها الألف واللام. ومثل للعرب : «سطى مجر ، ترطب هجر (٢)» ، ولم يقولوا : يرطب. وهو اسم فارسىّ معرّب ، أصله هكر. وقيل إنما سمّيت بهجر بنت مكنف من العماليق. وقال الفرزدق فذكر (٣) هجر ولم يصرفها :

منهنّ أيّام صدق قد عرفت بها

أيّام فارس (٤) والأيّام من هجرا (٥)

الهجير على لفظ تصغير الذي قبله : موضع آخر غير المتقدّمى (٦) الذكر. وفى كتاب (٧) البارع : الهجير ، بفتح أوله ، وكسر ثانيه.

__________________

(١) ج : بالبحرين.

(٢) لم نجده فى كتب الأمثال التى بأيدينا.

(٣) ج : وذكر.

(٤) ج : واسط. وفى هامش ق : يروى : أيام واسط ، وأيام فارس ، وهى رواية سيبويه.

(٥) فى هامش ق : قال الهمدانى : الهجر ، بفتح الجيم : قصر من قصور مأرب ، قد تقدم ذكره والشاهد عليه فى رسم مأرب. قال : والهجر أيضا : قرية من قرى نجران.

قال : والهجر : القرية ، بلغة حمير.

(٦) ج : المتقدم.

(٧) ج : الكتاب. تحريف.

٢٤٦

هجين بفتح أوله ، وكسر ثانيه : موضع قد تقدم ذكره فى رسم الأداهم :

الهاء والدال

هدأة بهمزة مفتوحة بين الدال وهاء التأنيث : موضع قد تقدم ذكره فى رسم الرّجيع.

وروى البخارىّ عن طريق عمرو بن أسيد ، عن أبى هريرة ، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة عينا ، وأمّر عليهم عاصم بن ثابت ، جدّ عاصم ابن عمر بن الخطّاب ، حتى إذا كانوا بالهدأة ، بين عسفان ومكة ، ذكروا لحىّ من هذيل ، يقال لهم بنو لحيان ، قنفروا لهم بقرب من مئة رجل ، فاقتصّوا آثارهم (١). وذكر الحديث فى مقتل عاصم وأسر خبيب وابن الدّثنية.

هكذا رواها المحدّثون بالهمز ، فلا أعلم هل هى هدة أو غيرها (٢).

الهدام بكسر أوله ، على وزن فعال : موضع مذكور فى رسم الحفاف.

هدانان على لفظ تثنية هدان (٣) : جبلان معروفان قبل يرمرم ، قال حميد بن ثور :

أجدّك شاقتك الحدوج تيمّمت

هدانين واجتازت يمينا يرمرما

هدة بفتح أوله وثانيه ، منقوص ، ويقال الهدة ، بالتعريف : منزل

__________________

(١) ج : آزارهم. تحريف.

(٢) عبارة ج : فلا أعلم : هل هذه أو غيرها.

(٣) كذا فى ج. وأهملت ق ضبطه. وفى معجم البلدان لياقوت : الهدان ، بكسر أوله ، وآخره نون : ... تليل بالسىّ يستدل به ، وبآخر مثله. والهدان أيضا : موضع يحمى ضرية ، عن أبى موسى (لعله أبو موسى الحا؟ ض النحوى). ولم يحدد المؤلف موضع مرموم فى رسمه من حرف الياء. وذكر ياقوت أنه جبل فى بلاد قيس.

٢٤٧

بين مكة والطائف (١) ، ونسبوا إليه «هدوىّ» على غير قياس ، قاله ابن الأنبارىّ ، وذكر عن أبى حاتم (٢) قال : سألت أهل هدة من ثقيف : لم سمّيت هدة؟ فقال (٣) : إن المطر يصيبهم بعد هدأة من الليل. وهذا النسب لا يشبه ذاك ، إلّا أن تتوهّم الهمزة محوّلة ياء ثم ينسب إليها ، قال أبو حاتم : والنسب يغيّر الكلام ، ومن أعجب ذلك قولهم فى النسب إلى بكرة : بكراوىّ. وقد روى عن أبى تمّام أن هدة بين مكة والمدينة.

الهدّار بفتح أوله ، وتشديد ثانيه : واد معروف ، قد تقدم ذكره فى رسم أبلى.

الهدم بكسر أوله ، وفتح ثانيه : موضع قد تقدم ذكره فى رسم سرّاء ، وفى رسم حفل.

الهدملة بكسر أوله ، وفتح ثانيه ، بعده الميم ساكنة ، على وزن فعلة : موضع تنسب إليه حروب كانت فى الأيّام الغابرة. والعرب تضرب مثلا للأمر الذي قد تقادم عهده ، فتقول : «كان هذا أيّام الهدملة». قال كثيّر :

كأن لم يدمّنها أنيس ولم يكن

لها بعد أيّام الهدملة عامر (٤)

هكذا نقل اليزيدىّ عن محمد بن حبيب. وقال الأحول : الهدملات : أكثبة بالدّهناء ، وأنشد لذى الرّمّة :

__________________

(١) ضبطها ياقوت فى المعجم : بتشديد الدال أما المخفف فقال : إنه بأعلى مر الظهران ، ممدرة أهل مكة.

(٢) قال : ساقطة من ج.

(٣) فقال : بضمير الواحد الغائب ، يريد المسئول منهم.

(٤) دمن : سود بالرماد والبعر ، من الدمنة ، وهى ما سود الحى بالرماده والبعر وعير ذلك. والأنيس : المؤانس. والعامر. المقيم.

٢٤٨

ودمنة هيجت شوقى معالمها

كأنّها بالهدملات الرّواسم

قال : وهى فى غير هذا الموضع (١) جمع هدملة ، وهى الرملة الضخمة.

والرواسيم : جمع روسم ، وهو الذي يطبع به. قال جرير :

حىّ الهدملة والأنقاء والجردا (٢)

والمنزل القفر ما تلقى به أحدا

الهاء والذال

الهذلول بضم أوله ، وإسكان ثانيه ، على وزن فعلول : رمل طويل دقيق فى ديار بنى تميم ، قال ذو الرّمّة :

ألا حىّ دارا قد أبان محيلها

وهاج الهوى منها الغداة طلولها

بمنعرج الهذلول غيّر رسمها

يمانية هيف محتها ذيولها (٣)

الهاء والراء

(٤) الهرار بفتح أوّله (٥) ، وتخفيف ثانيه ، وبراء أخرى بعد الألف : موضع متصل (٦) بمليحة ، قال النمر :

هل تذكرين جزيت أحسن صالح

أيّامنا بمليحة فهرارها]

__________________

(١) ج : وقال فى غير هذا الموضع.

(٢) ج : والجددا. وهو الأرض الغليظة الصلبة.

(٣) أبان : تبين. والمحيل : الذي أتى عليه حول أو أحوال. واليمانية : الريح تأتى من قبل اليمن. والهيف : الريح الحارة. وذيول الرياح : ما مر على الأرض منها.

(٤) رسم الهرار : ساقط من متن ق. ومذكور فى هامشها بخط نسخى شرقى غير خط الناسخ المغربى ، وبدون إلحاق.

(٥) ضبطه ياقوت فى المعجم ضبط عبارة : بالضم ، وقال : موضع فى طرق الصمان من بلاد تميم ، أوقف باليمامة.

(٦) ج : يتصل.

٢٤٩

هراميت بفتح أوله ، وبالتاء المعجمة باثنتين فى آخره : بئر عن يسار ضريّة ، وحولها جفار كثيرة. قال الراعى :

ضبارمة شدف كأنّ عيو؟ ها

بقايا جفار من هراميت نزّح (١)

هرجاب بكسر أوله ، وإسكان ثانيه ، بعده جيم وألف ، وباء معجمة بواحدة : موضع فى ديار قيس ، قال عامر بن الطّفيل :

ألا إنّ خير الناس رجلا ونجدة

بهر جاب لم تحبس عليه الركائب (٢)

الهردة بفتح أوله ، وإسكان ثانيه ، بعده دال مهملة : بلد مذكور محدد. فى رسم اللّعباء.

هرّ بكسر أوله ، وتشديد ثانيه : موضع قد تقدم ذكره فى رسم جفاف (٣).

هرشى بفتح أوله ، وإسكان ثانيه ، بعده شين معجمة ، مقصور على وزن فعلى : جبل فى بلاد تهامة ، وهو على ملتقى طريق الشام والمدينة ، فى أرض مستوية ، هضبة ململمة لا تنبث شيئا ، وهى من الجحفة ، يرى منها البحر ، قال كثيّر :

عفا رابغ من أهله فالظّواهر

فأكناف هرشى قد عفت فالأصافر

ورابع : هو بعد عقبة هرشى ، على أميال من الطريق مشرّقا ، وفيه عين وآبار ونخل. والمسافة بين هرشى وغيرها محددة فى رسم العقيق. قال الشاعر :

__________________

(١) ج : بنات جفار. والضبارم : الشديد الخلق الوثيق من الحيوان. والأشدف : العظيم الشخص. والأشدف أيضا : المائل العنق والرأس من فرط نشاطه ، يوصف به الخيل والإبل ، هو أشدف ، وهى شدفاء ، والجمع شدف.

(٢) رجلا : مشيا بالرجل ، يريد : فى غير الحرب. وفى ج والديوان : رسلا ، والرسل : الرخاء.

(٣) رسم هر : ساقط من ج.

٢٥٠

خذا بطن هرشى أو قفاها فإنّما

كلا جانبى هرشى لهنّ طريق

وعقبة هرشى سهلة المصعد ، صعبة المنحدر ، والطريق من جنبتيها.

وروى عن أبى هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خالد بن الوليد متدلّيا من عقبة هرشى ، فقال : نعم الرجل خالد بن الوليد.

وروى سعيد بن إبراهيم ، عن زيد بن خالد الجهنى : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له وهو يصعد فى ثنية هرشى : يا زيد (١) ، ما تعوّذ الأوّلون بمثل : «قل أعوذ بربّ الفلق» ، و «قل أعوذ بربّ الناس».

وأسفل من هرشى على ميلين ممّا يلى المغرب : ودّان ، يقطعها المصعدون من حجّاج المدينة ، وينصبّون فيها صادرين من مكة. ويتّصل بها ، ممّا با المغرب عن يمينها ، بينها وبين البحر خبت. والخبت : الرمل الذي لا ينبت غير الأرطى ، وهو حطب ، وقد تدبغ فيه (٢) أسقية اللبن خاصّة.

وفى وسط خبت جبيل (٣) صغير أسود شديد السواد ، يقال له طفيل. ومن حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ، قالت : كان بلال إذا أخذته الحمّى يتغنّى ويقول :

ألا ليت شعرى هل أبيتنّ ليلة

بفجّ وحولى إذخر وجليل

وهل أردن يوما مياه مجنّة

وهل يبدون لى شامة وطفيل

قال ابن دريد : ويروى : وقفيل ، بالقاف. وروايته : وهل أردن يوما مياه عدينة.

وفخّ : موضع بمكة.

__________________

(١) ج : يا أبا زيد. تحريف.

(٢) كذا فى ج ، ق. والصواب به.

(٣) ج : جبل.

٢٥١

وعلى الطريق من ثنية هرشى إلى الجحفة ثلاثة أودية : غزال ، وذو دوران ، وكليّة. تأتى من شمنصير وذروة ، تنبت النخل والأراك والمرخ والدّوم وهو المقل ، وكلّها لخزاعة. وبأعلى كليّة ثلاثة أجبل صغار منفردات من الجبال ، يقال لها سنابك وغدير خمّ : واد هناك ، يصبّ فى البحر ، قد تقدم ذكره. وعلم المنصف : بين المدينة ومكة دون عقبة هرشى بميل. وفى مسيل هرشى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو عن يسار الطريق فى المسيل دون هرشى ، وذلك المسيل لا صق بكراع هرشى ، بينه وبين الطريق زهاء غلوة ، وهناك كان يصلّى النّبيّ صلى الله عليه وسلم. رواه البخارىّ من طريق موسى بن عقبة ، عن سالم ، عن أبيه.

الهرم بفتح أوله ، وإسكان ثانيه : موضع بقرب الطائف ، كان لأبى سفيان فيه مال. ذكره ابن إسحاق.

والهرم أيضا : موضع فى حرّة بنى بياضة ، يأتى ذكره فى حرف الهاء والزاى ، إثر هذا إن شاء الله.

الهاء والزاى

هزر بضم أوله ، وفتح ثانيه ، بعده راء مهملة : موضع قد تقدم ذكره فى رسم الأجرد (١). قال أبو ذؤيب :

لقال الأباعد والشامتو

ن كانت كليلة أهل الهزر

وقال الأصمعىّ : هو يوم يضرب به المثل ، وهى وقعة قديمة لهذيل. قال : وهو مثل قوله :

__________________

(١) ق : الأشعر : والأجرد والأشعر متجاوران.

٢٥٢

محلّا كوعساء القنافذ ضاربا

به كنفا كالمخدر المتأجّم

وقال : الهزر ، بفتح أوله ، وإسكان ثانيه : قبيلة من اليمن ، بيّتوا وقتلوا ليلا.

هزم بنى بياضة

بفتح أوّله : وإسكان ثانيه.

جاء فى الحديث أن أوّل جمعة جمعت فى هزم بنى بياضة. ويروى : فى هزمة بنى بياضة. وهزم الأرض : ما تهزّم منها ، أى تكسّر وتشقّق. ومنه الحديث الآخر : إنّ زمزم هزمة جبريل.

وروى سهل (١) ابن أبى صالح ، عن أبيه (٢) عن أبى هريرة : إذا عرّستم فاجتنبوا هزم الأرض ، فإنّها مأوى الهوامّ. ويروى : هوم الأرض ، بالواو : أى ما انخفض منها ، صحيح فى اللغة.

وروى أبو سعيد : أوّل جمعة جمعت فى هرم بنى بياضة ، بالراء المهملة ؛ وهى أرض بين ظهرى حرّة بنى بياضة. ورواه أبو داود فى هزم النّبيت من حرّة بنى بياضة. وقد تقدم ذكر ذلك فى رسم النّبيت.

الهاء والصاد

هصور بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعده واو وراء [مهملة](٣) : جبل من جبال هرشى ، قال الأحوص :

فقلت لعبد الله ويبك (٤) هل ترى مدافع هرشى أو بدا لك هصور.

__________________

(١) ج : سهيل.

(٢) عن أبيه : ساقطة من ج.

(٣) زيادة عن ج.

(٤) ج : ويلك.

٢٥٣

الهاء والضاد

هضاض بكسر أوّله ـ والسّكرىّ يرويه بضمّه ـ وبضاد أخرى فى آخره : موضع متصل بسرار ، قد تقدّم ذكره هناك.

هضب القليب موضع قد تقدّم ذكره فى رسم المضيّح.

الهضيب بفتح أوّله ، وكسر ثانيه ، على وزن فعيل : موضع مذكور فى رسم الضّريب ، قال الأفوه :

هم سدّوا عليكم بطن نجد

وضرّات الجبابة والهضيب

الهضيبات على لفظ تصغير هضبات : موضع كان فيه يوم من أيام العرب ، وهو يوم طخفة ، قال الفرزدق :

ولم تأت عير أهلها بالّذى (١) أتت

به جعفرا يوم الهضيبات عبرها

وهذه الوقعة كانت بين الضّباب وبنى جعفر ، فكانت للضّباب على بنى جعفر ، قتلوا منهم سبعة وعشرين ، فجاءت نساء بنى جعفر ، فحملت قتلاهم على الإبل ، فدفنتهم.

الهاء والفاء.

الهفّة بفتح أوّله وبكسره ، وتشديد ثانيه : وهو موضع بالبطيحة [المذكورة ، وموضعها كثير القصباء](٢) ، فيه مخترق للسّفن يسمّى زقاق الهفّة ، لأنّ الهفيف سرعة السير.

__________________

(١) ق : بالتى. تحريف.

(٢) عبارة ج : المذكورة فى موضعها ، كثير القصباء.

٢٥٤

الهاء والكاف

هكر بفتح أوله ، وكسر ثانيه ، بعده راء مهملة ، ويقال أيضا : هكر ، بضمّ ثانيه : مدينة باليمن ، قال امرؤ القيس :

هما ظبيتان من ظباء تبالة

على جؤذرين أو كبعض دمى هكر

هكران بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، على وزن فعلان : موضع مذكور فى رسم السّتار(١).

الهاء والميم

همزى بفتح أوله وثانيه ، بعده زاى ، مقصور ، على وزن فعلى : موضع ذكره أبو بكر.

الهاء والنون

بنت هند على لفظ اسم المرأة : هضبة فى بلاد بنى كلاب ، كانت فيها وفعة لبنى عقيل ، بعضهم على بعض ، قتل فيها توبة بن الحميّر ، سيأتى ذكرها فى رسم هيدة. هنزيط

بكسر أوله ، وإسكان ثانيه ، بعده زاى معجمة مكسورة ، وياء وطاء مهملة : من ثغور مرعش ، قد تقدّم ذكره فى رسم عرقه ، وفى رسم اللّقان.

هنكف بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه : موضع. والنون زائدة.

هنى بضم أوله ، مقصور ، على وزن هدى : موضع ؛ قال امرؤ القيس :

__________________

(١) فى معجم البلدان لياقوت عن عرام بن الأصبغ : هكران : جبل بحذاء مران.

٢٥٥

وحديث الركب يوم هنى

وحديث ما على قصره

وقال قوم : يوم هنى ، أى يوم الأوّل ، واحتجّوا بقول الشاعر :

إنّ ابن عاصية المقتول يوم هنى

خلّى علىّ فجاجا كان يحميها

هنّى بضم أوله ، وفتح ثانيه ، مشدد الياء ، على لفظ تصغير الذي قبله : موضع.

الهنىّ بفتح أوله ، وكسر ثانيه ، وتشديد الياء أخت الواو أيضا : نهر بالشام (١) ، قال الكميت :

تصافح زيتون الهنىّ كأنّما. تصافح ألّاف المطى الأوانسا ويروى الأوامسا : أى اللّواتى (٢) كنّ معها بالأمس.

فإن كان اسم هذا النهر مشتقا من هنأ؟ ى الطعام ، فإنما هو الهنىء ، مهموز.

الهاء والواو

هوبان بفتح أوله ، وإسكان ثانيه : موضع مذكور فى رسم ربب.

هوبجة الرّيّان بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعده باء معجمة بواحدة ، وجيم ، مضاف إلى الرّيّان ، الذي هو على ضدّ الظّمآن ، وهى أجارع (٣) مذكورة فى رسم ضريّة. والرّيّان : ماء مذكور هناك. والهوبج : بطن من الأرض. وذكر الأصمعىّ قال : قال أبو موسى الأشعرىّ : دلّونى على موضع أقطع [به (٤)] هذه الفلاة. قالوا هوبجة تنبت (٥) الأرطى ، بين فلج وفليج. فحفر الحفر ، وهو حفر أبى موسى ، على خمس ليال من البصرة.

__________________

(١) فى معجم البلدان لياقوت : الهنى والمرى : نهران بإزاء الرقة والرافعة ، حفرهما هشام ابن عبد الملك.

(٢) ج : اللاتى.

(٣) الأجارع : جمع الأجرع ، وهو المكان الواسع فيه حزونة وخشونة.

(٤) به : ساقطة من ق.

(٥) ج : منبت.

٢٥٦

هوتى بضم أوله ، وبالتاء المعجمة باثنتين من فوقها ، على وزن فعلى : ماء لبنى عوف بن عامر بن عقيل. وقد اختلف علىّ فيه ، فقرأته فى كتاب مقاتل الفرسان لأبى عبيدة : هو فى ، بفاء وفتح أوّله.

الهوىّ

بفتح أوّله ، وكسر ثانيه ، بعده ياء مشددة : ماء من مياه المرّوت ، قد تقدّم ذكره هناك

الهاء والياء

الهياش بكسر أوّله ، وبالشين المعجمة : بلد ، قال ابن أحمر :

بصحراء الهياش لها دوىّ

غداة قثام لم يغ؟ م صرارا (١)

تثام : أى نهب وأخذ ، من قولهم : قثم له من المال.

هيت بكسر أوله ، وبالتاء المعجمه باثنتين من فوقها : مدينه مذكورة فى تجديد العراق ، وهى على شاطئ الفرات. والهيت : الهوّة. وسمّيت هيت لأنّها فى هوّة (٢). وقال ابن دريد : الهيت : الموضع الغامض المنخفض (٣) ، وبذلك سمّى هذا البلد وقال الراجز :

يا ربّ هيت نجّنا من هيت

وقال آخر :

والحوت فى هيت رداها هيت (٤)

ظنّ أنّ الحوت هناك التقم يونس عليه السلام ، فقال بغير علم. وقال الراعى :

__________________

(١) فى هامش ق : الصرار : العود الذي يشد على الضرع.

(٢) فى هامش ق : وقال محمد بن سهل : سميت هيت بهيت بن البلندى ، من ولد مدين.

ابن إبراهيم ، هو أول من نزلها.

(٣) ج : المواضع الغامدة المنخفضة.

(٤) فى ديوان رؤية المخطوط بدار الكتب (٤٥ أدب ش) :

والحوت فى هيت الردى ما هيت

٢٥٧

تخطّى إليها ركن هيت وحائرا

طروقا وأنّى منك هيت وحائر

وقد رأيت من ضبطه (١) ركن هيف ، بالفاء ، ولا أعلمه إلا فى هذا البيت.

هيثم على لفظ اسم الرجل : رملة قد تقدم ذكرها فى رسم نقعاء ، قال أوس وذكر قوسا.

تخور بالأيدى إذا استعجلت

عدوا على خفّة أجسامها

خوار غزلان لوى هيثم

تذكّرت فيقة آرامها (٢)

الهيج بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعده جيم : موضع قد تقدّم ذكره فى رسم فيحان.

هيدة بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعده دال مهملة ، موضع فى ديار بنى عقيل ، وهو الموضع الذي قتل فيه توبة بن الحميّر. هكذا قال أبو عمرو الشّيبانىّ ، وأنشد لليلى الأخيليّة:

تخلّى من أبى حرب فولّى (٣)

بهيدة قابض قبل القتال

تعنى قابض بن عبد الله (٤) المسلم لابن عمّه توبة ، والمهزم عنه هكذا رواه

__________________

(١) ج : فى ضبطه.

(٢) ق : تدكدكت فيقة. تحريف. والفيقة : الل؟ ن يجتمع فى الضرع بين الحلبتين. يريد أنها أسرعت إسراع الغزلان التى تذكرت حاجة أولادها إلى الرضاع. وفى معجم البلدان لياقوت : الهيثم : موضع ما بين القاع وزبالة ، بطريق مكة ، على ستة أميال من القاع ... قال الطرماح يذكر قداحا أجيلت ، فخرج لها صوت :

خوار غزلان لوى هيثم

تذكرت فيقة آرامها

(٣) فى هامش ق : الذي فى شعر ليلى : «تولى عن أبى حرب وولى».

وأبو حرب : توبة.

(٤) فى هامش ق : قابض بن عبد الله : رأيته بخط الد؟ كنى.

٢٥٨

أصحاب أبى علىّ عنه. ونقلته من كتاب ابن سيّد ، بخطّه الذي صحّحه على أبى علىّ ، وفى مقاتل الفرسان أصل أبى علىّ ، وقد أنشد بيت ليلى هذا ترثى توبة ، فقال أبو عبيدة : هيدة (١) فرس قابض. هكذا ذكره بدال مهملة ، كما ذكره الشيبانىّ ، إلا أنّهما اختلفا فى تفسيره. ويعترض على تفسير أبى عبيدة قول ليلى موصولا بالبيت :

ونجّى قابضا ورد سبوح

يمرّ كأنّه مرّيخ غال (٢)

فذكرت أنه فرس ذكر. ولم تختلف الرواية عن أبى عبيدة فى كتابيه : كتاب أيّام العرب ، وكتاب مقاتل الفرسان ، أن الهضبة التى قتل فيها توبة اسمها : بنت هند (٣) ، على لفظ اسم المرأة. وفى ديوان شعر توبة عند ذكر مقتله : حتى إذا كان يشعب من هضبة يقال لها بنت هيذة. قال : وهى من كبد المضجع : مضجع (٤) بنى كلاب ، وهى التى ذكرها ذو الرّمّة ، وهى كلها من العالية. هكذا صحّت الرواية فيه هناك : هيذة ، بذل معجمة. وفى هذا من التخليط ما تراه

هيف بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعده فاء : موضع مذكور فى الرسم قبله (٥).

هيلان بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، على وزن فعلان : واد باليمن ، قد تقدم ذكره فى رسم براقش

__________________

(١) فى هامش ق : ورأيته بخط التبريزى : هيدة. وكتب تحتها بخطه : موضع.

(٢) فى هامش ق : غالى : الذي يغلو به ، أى يباعد به إذا رمى.

(٣) فى هامش ق : يقال لها ابنة هندة. كذا بخط الدهكنى رحمه الله.

(٤) ق : مضاجع.

(٥) كان قبله فى ترتيب المؤلف رسم «هيت».

٢٥٩

الهييماء بضم أوّله وكسره معا ، على لفظ تصغير هيماء (١) : موضع فى ديار طيّئ ، قال علقمة بن عبدة فى غزوهم طيّئا :

فأدركهم دون الهييماء مقصرا

وقد كان شأوا بالغ الجهد باسطا

وقال أبو عبيدة الهييماء : مويهة لبنى أسد ، وأنشد لمالك بن نويرة :

وباتت على جوف الهييماء منحتى

معقّلة بين الرّكيّة والجفر

__________________

(١) فى معجم البلدان لياقوت : الهييما : بالضم ، وفتح ثانية ، وياء أخرى ساكنة ، وميم مفتوحة ، وألف مقصورة : اسم موضع كانت فيه وقعة لبنى تيم؟؟؟ بن ثعلبة على بنى مجاشع.

٢٦٠