تراثنا ـ العددان [ 47 و 48 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 47 و 48 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٢

بالإضافة إلى المسائل المستحدثة ، التي بحثها الفقهاء المعاصرون من قبيل : أحكام البنوك ، أطفال الأنابيب ، الخلو ، ويانصيب الحظ ، والتأمين ، وغيرها.

وهل الدولة قائمة إلا على هذه الشؤون من المعاملات؟!

وأما إذا كان مراد الدكتور الشؤون العسكرية ، فقد عقد الفقهاء بحثا خاصا لها يسمى ب «كتاب الجهاد» تناولوا فيه الأحكام الأولية له ، وأما الأحكام الاستثنائية والطارئة فإنما تعهد إلى ولي الأمر العادل الذي تتوفر فيه الشروط المعينة ، من قبيل : الاجتهاد ، ومعرفة أحوال أهل زمانه ، وغيرها ...

ولكن يبقى أن نسأل الدكتور أين تعطل الاجتهاد عند الشيعة؟!!

ب ـ الاجتهاد والإمامة :

أولا : نقول : بأن الإمامة ليست اجتهادا عندنا ، لأنها ليست من الأحكام الفرعية ، بل هي من الأصول.

ثانيا : إذا علم أننا نعد الإمامة منصبا إلهيا ، وأنها تختص بأفراد معينين عصمهم الله تعالى من الخطأ ، فلا جرم أن يكون هؤلاء مؤتمنين على الشريعة كما كان الرسول (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) مؤتمنا عليها ، والقرار الأخير هو الصادر منه (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) ، فلا تشاركه الأمة في اتخاذه (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) (١).

ولا تنافيه المشورة ، إلا أن تشخيص المصلحة آخر الأمر يعود له وحده ، ولا خطأ في أفعاله وقراراته (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) ، فلا مانع من انتقال تلك

__________________

(١) سورة الأحزاب ٣٣ : ٣٦.

٦١

الصلاحيات كما هي للإمام المنصوب ، الذي هو أيضا لا يخطئ.

ج ـ الاجتهاد الشيعي المتميز :

لعل الدكتور يقصد في قوله «اجتهادات لدرجة التخيل» تلك الأحكام التي تتعلق بفروض نادرة أو يتوقع حدوثها ، وهذه في الحقيقة شهادة متميزة للفقه الشيعي ، الذي يتكيف مع مختلف العصور ، ومع الوقائع الحادثة حتى النادرة منها ، والتي قد يتفق أن تقع في الحال أو المستقبل ، وهو دليل واضح على أن الفقه الشيعي لديه الأجوبة الشافية والسريعة دائما ، خصوصا في المواقف الحرجة ، ومثاله الصلاة على القمر وإن كانت متخيلة منذ مائة سنة إلا أنها أصبحت واقعا ملموسا وممكنا ، لذا فإن التخيل المذكور يعد غناء في الفقه الشيعي والاجتهادي.

ثالثا : اجتهاد ابن تيمية :

قال : «أقول هذا لشبابنا ليرى أن الفكر السني على مر تاريخه هو الذي كان يشتغل بذلك .. ابن تيمية كان يحمل السيف ويجاهد ويكتب في السياسة والشرعية ويموت في سجن المماليك ، من الذي يقول : إن هذا غير مجتهد ، وإن هذا لا يشتغل بالسياسة ، وإن هذا غير ثوري ، الذي يجاهد التتار ، بينما كان هناك (ولا نريد أن نفتح الأبواب) ...».

أ ـ اجتهاد ابن تيمية المخالف :

آخر ما كنت أتوقع هو أن يأتي الدكتور بشخصية جهادية في الفكر السني تكون نموذجا للثورية ـ تحمل السيف وتجاهد ، وتكتب في السياسة والشرعية ، وتموت في السجن ـ كشخصية ابن تيمية ، ليضعه في خانة الثوريين والأبطال في الفكر السني!!

والظاهر أن في الأمر سرا خفي علينا نحن لا نعلمه ..

٦٢

ولعل الدكتور غاب عن ذهنه مراجعة سيرة هذا الرجل فجعل يصفه بتلك الأوصاف المخلدة لذكراه ، وكأنه لم يعرف سبب جعل ابن تيمية في السجن ، وأنه حبس لا لأجل جهاده العريق ، وإنما بسبب اعتقاداته الفاسدة التي لا تجتمع مع جمهور المسلمين!

يقول ابن كثير ـ وهو تلميذه ـ : «وفي ليلة عيد الفطر من تلك السنة [٧٠٦ ه] أحضر الأمير سيف الدين سلار ، نائب مصر ، القضاة الثلاثة وجماعة من الفقهاء ، فالقضاة : الشافعي والمالكي والحنفي ، والفقهاء : الباجي والجزري والنمواري ، وتكلموا في إخراج الشيخ تقي الدين ابن تيمية من الحبس ، فاستشرط بعض الحاضرين عليه شروطا في ذلك ، منها أنه يلتزم بالرجوع عن بعض عقائده» ..

وفي سنة ٧٠٩ ه نفي إلى الإسكندرية ، ومنها عاد إلى القاهرة ، ثم إلى الشام.

وفي سنة ٧٢٠ ه صدرت منه فتاوى شاذة ، فعقد له مجلس حضره القضاة والمعنيون من المذاهب الأربعة ، وحبس خمسة أشهر.

حتى جاءت سنة ٧٢٦ ه حين سجن مرة أخرى ، ومات في قلعة دمشق للعلة ذاتها!!

هذا هو من قال عنه الدكتور أنه حبس من أجل جهاده في سجن المماليك ... وقد تبين أنه كان يجاهد مذاهب جمهور المسلمين وحبس بفتياهم ـ فتيا فقهاء المذاهب الأربعة ـ لانحرافه العقائدي (١).

__________________

(١) راجع تكملة السيف الصقيل ـ للشيخ محمد زاهد الكوثري ـ : ١٠٠.

٦٣

ب ـ اجتهاد ابن تيمية في ميزان ابن حجر :

ب ـ وأما اجتهاده! فإني اقتصر على ما نقله العلامة الأميني عن الحافظ ابن حجر في كتابه الفتاوى الحديثة ص ٨٦ ، قال : «ابن تيمية عبد خذله الله وأضله وأعماه وأصمه وأذله ، وبذلك صرح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله ، وكذب أقواله ، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد ، المتفق على إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد ، ابن الحسن السبكي ، وولده التاج ، والشيخ الإمام العز بن جماعة ، وأهل عصرهم ، وغيرهم من الشافعية والمالكية والحنفية.

ولم يقصر اعتراضه على متأخري الصوفية ، بل اعترض على مثل عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب (رضي‌الله‌عنهما)!.

والحاصل : أن لا يقام لكلامه وزن ، بل يرمى في كل وعر وحزن ، ويعتقد فيه أنه مبتدع ضال مضل غال ، عامله الله بعلمه ، وأجارنا من مثل طريقته وعقيدته وفعله ، آمين ...» ... لا تعليق!

الوسطية في اجتهاد ابن تيمية :

إن هذا النموذج الذي أعطاه الدكتور للشباب يهدم كل ما بناه في حواره ، لأن عقائد ابن تيمية تخالف نظريته حول الوسطية الإسلامية ، إذ إنها لن تبقي من حب أهل البيت شئ لدرجة الإطاحة بكل «المزارات والمقامات والمساجد لرموز من آل البيت» المقامة في مصر ، التي يباهي بها معتبرا أن وجودها مصداق لوسطية الشعب المصري ، لأنها بنظر ابن تيمية شرك وبدعة! كما هي الحال الآن في مزارات البقيع! وعندها سلام على الوسطية يوم ولدت ويوم ماتت!! ..

٦٤

قضية ولاية الفقيه :

قال : «أنا أتصور أن الناس في إيران سواء كانوا من أهل الحوزات العلمية أو من أهل السياسة لا يمكن أن يتصوروا أن النموذج الإيراني في ولاية الفقيه صالح للتعميم في العالم السني ، وإلا نكون أمام موقف ساذج ، فما نرفضه في النموذج الإيراني وهو قضية ولاية الفقيه قد يكون سر قوة هذا النموذج داخل إيران ، لكن لا يمكن أن يكون مقبولا خارج الإطار الإيراني ، لأن هذا بعد مذهبي».

أقول : بغض النظر عن أن هذا النموذج صالح للتعميم أو لا ، لأن الإجابة تحتاج لدراسة مطولة تعرض فيها تلك النظرية ليرى إمكانية ذلك .. إلا أن الدكتور ـ جزاه الله خيرا ـ قد ساهم مساهمة فعالة في الإجابة عن أسئلة هو طرحها عندما قال :

١ ـ «أين هي الاجتهادات المتميزة في المذهب الجعفري التي ليس لها نظائر في مذاهب السنة الأربعة».

والجواب : إن نظام ولاية الفقيه ـ الذي هو سر قوة هذا النموذج ـ من الاجتهادات الشيعية المتميزة عن المذاهب الأربعة بشهادتك حين قلت أيها الدكتور : «لأن هذا بعد مذهبي».

٢ ـ «وأن فردا هو المؤتمن على الشريعة ... فأين الاجتهاد ... وأين هي العقلانية في هذا الموضوع؟».

والجواب : إن نظام ولاية الفقيه ـ الذي هو سر قوة هذا النموذج ـ يكون الفرد فيه ـ المتمثل بقائد الثورة الإسلامية ـ هو المؤتمن على الشريعة

٦٥

والدولة ، وهو الذي يدير دفة البلاد من شرقها إلى غربها مع أنه ليس بمعصوم عندنا ، فكيف هي الشريعة أو الدولة إذا أنيطت بالمعصوم؟!

٣ ـ «أقول : الاجتهاد عند فقه الشيعة وقف عند أن هناك مرجعا له كتاب فقهي وله مقلدون».

والجواب : إن نظام ولاية الفقيه ـ الذي هو سر قوة هذا النموذج ـ أنيطت السلطة المطلقة فيه للفقيه المجتهد العادل ، الجامع للشرائط ، والعارف بأمور زمانه ، بما فيها شؤون الدولة والسياسة والمجتمع وغير ذلك ، فلا يقتصر على كتاب فقهي ومقلدون.

خاتمة في وسطية عادلة :

ما نبغيه هو أن تتحلى الأمة الإسلامية بدرجة من الوعي في إطار تنسجم فيه جميع الأطراف مع بعضها الآخر ، فالوحدة الإسلامية مطلوبة بلا شك ، إلا أن لها أسسا ومبادئ تقوم على الانفتاح الفكري والعقائدي بين جميع الفئات المختلفة ... ولكن في الطريق مررت بكتاب تحت عنوان «شيعة ... لكن لمن؟» لسمير الهضيبي ـ تفضل باطلاعي عليه أحد سادتنا العلماء ، عندما عرف بأني في صدد الكتابة حول ما جاء في حوار الدكتور عمارة ـ والمفاجأة أن الغلاف كان يحمل ثناء وإطراء من الدكتور المذكور للكاتب وقد جاء فيه :

«فلقد سعدت بقراءة إبداعك الجديد (شيعة ... لكن لمن؟) ويسعدني أن أضع بين يديك ـ بعد التهنئة على هذا العمل المتميز ـ هذه الانطباعات والملاحظات :

ـ لقد نجحت في تحويل تاريخ ظهور الإسلام ... والصراعات التي

٦٦

دارت حول الخلافة ومناهج الحكم في الحقبة الراشدة إلى خريطة حية يتذوقها جمهور من القراء أوسع من جمهور قراء التاريخ ..

ـ ونجحت في الحفاظ على دقة الحدث التاريخي ..

ـ وإذا كانت المشاهد الفنية ـ الروائية ـ والتي شدتني وأمتعتني ـ كقارئ متذوق ـ قد جاءت قليلة بالقياس إلى تدفق أحداث التاريخ ونصوص حوارات أبطاله ... فلقد قام (إحياء) التاريخ مقام (الخيال) فكان أدبا من لون جديد ... الكلاسيكيات التي ينهض فيها الصدق التاريخي ليحل محل الروائيين! ..

ـ كذلك نجحت في العرض المتوازن والوافي ... التي مثلت مذاهب ومدارس التأريخ لهذه الحقبة ... وكان جميلا أن يظهر الإسلام في مكانه الإلهي ... وأن تظهر بشرية الجيل الرائد الذي أقام هذا الدين ... لقد نجحت نجاحا عظيما في التمييز بين (المعصوم) و (غير المعصوم) على النحو الذي نرجو أن يسهم في حل مشكلات (القداسة) أو (الافتراء) على هذا التاريخ! .. تلك هي الانطباعات ... التوقيع د. محمد عمارة».

ترى ، ماذا في الكتاب حتى راح الدكتور يثني عليه بهذه الطريقة مكررا نجاحه؟!

هل هو الحفاظ على دقة الحدث التاريخي وأن الشيعة من تأسيس عبد الله بن سبأ اليهودي؟!

أم إنه الأدب الجديد الذي يصور أصحاب أمير المؤمنين كميل بن زياد ومالك الأشتر بأبشع الصور الاستغلالية؟!

أو لا ، هو ذلك التمييز بين «المعصوم» و «غير المعصوم» وأن علي بن أبي طالب (عليه‌السلام) كان مولعا بالنساء؟!

٦٧

أهكذا كان الكاتب يحل مشكلات «القداسة» أو «الافتراء» بنظر الدكتور «المتذوق»؟!!

إنها مجموعة افتراءات لا يوجد فيها مصدر واحد يعتمد عليه سماها الدكتور صدقا تاريخيا يحل محل خيال الروائيين!!

وهل هي تلك الوسطية التي أتحفنا الدكتور بها؟!

أرى أن القاضي هو المدعي في هذه القضية ، والحال أنه لا بد أن يكون طرفا محايدا ...

مفكر إسلامي شدته وأمتعته قصص سمير الهضيبي الخرافية!!

وهل تنسجم مثل تلك الافتراءات مع الوحدة الإسلامية؟!

أين «تماسك النسيج»؟!!

(إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة) (١).

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوحد صفوف المسلمين على العقائد الصحيحة ، ويكشف عنهم الكرب والغم ، راجين منه عزوجل أن يحرر أرضهم من أيدي المستكبرين ، ولا سيما الصهاينة منهم ، إنه علي قدير.

والحمد لله رب العالمين.

* * *

__________________

(١) سورة النور ٢٤ : ١٩.

٦٨

تشييد المراجعات

وتفنيد المكابرات

(٧)

السيد علي الحسيني الميلاني

آية المباهلة

قال السيد طاب ثراه :

«وهل هبط بآية المباهلة بسواهم جبرئيل؟!».

فقال في الهامش :

«كلا ، وإنما هبط بآية المباهلة بهم خاصة ، فقال عز من قائل : (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم) الآية».

فقيل :

«هذه الآية مما يتمسك به الشيعة على أنه دليل على الإمامة ، وعلى أن آل البيت هم بمرتبة النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم ، فإن الآية لم تفرق بينهم وبينه ، بل ساوتهم به إذ جمعت أنفسهم مع نفسه ، فقال تعالى : (وأنفسنا وأنفسكم).

٦٩

وهذا اللفظ لا يقتضي المساواة ، فقد قال تعالى : (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا) (النور : ١٢) ، ولا يدل هذا على أن المؤمنين والمؤمنات متساوون ، ومن ذلك أيضا قوله تعالى : (ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم) (البقرة : ٨٥) ، فهذا اللفظ يدل على المجانسة والمشابهة في أمور.

فقوله تعالى : (وأنفسنا وأنفسكم) أي : ورجالنا ورجالكم ، أي : «الرجال الذين هم من جنسنا في الدين والنسب ، والمراد : التجانس مع الإيمان». انتهى.

أقول :

وهذا أيضا خلاصة ما جاء به ابن تيمية ، في الجواب عن الاستدلال بالآية الكريمة ، وليس لهذا القائل منه شئ ولا كلمة!!

ونحن ذاكرون سبب نزول الآية المباركة ، ووجه الاستدلال بها ، والجواب عما قيل في ذلك ، فها هنا فصول ، وبالله التوفيق :

٧٠

الفصل الأول

في نزول الآية في أهل البيت عليهم‌السلام

قال الله عزوجل : (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون * الحق من ربك فلا تكن من الممترين * فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين * إن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم * فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين) (١).

هذه هي الآية المعروفة بآية المباهلة ، وسنورد قصتها في أول الفصل الآتي.

وقد خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى المباهلة بعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم الصلاة والسلام.

ذكر من رواه من الصحابة والتابعين :

وروي هذا الخبر عن جماعة من أعلام الصحابة والتابعين ، نذكر هنا من جاءت الرواية عنه في كتب غير الإمامية ، منهم :

١ ـ أمير المؤمنين علي عليه‌السلام.

٢ ـ عبد الله بن العباس.

__________________

(١) سورة آل عمران ٣ : ٥٩ ـ ٦٣.

٧١

٣ ـ جابر بن عبد الله الأنصاري.

٤ ـ سعد بن أبي وقاص.

٥ ـ عثمان بن عفان.

٦ ـ سعيد بن زيد.

٧ ـ طلحة بن عبيد الله.

٨ ـ الزبير بن العوام.

٩ ـ عبد الرحمن بن عوف.

١٠ ـ البراء بن عازب.

١١ ـ حذيفة بن اليمان.

١٢ ـ أبو سعيد الخدري.

١٣ ـ أبو الطفيل الليثي.

١٤ ـ جد سلمة بن عبد يشوع.

١٥ ـ أم سلمة زوجة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

١٦ ـ زيد بن علي بن الحسين عليهما‌السلام.

١٧ ـ علباء بن أحمر اليشكري.

١٨ ـ الشعبي.

١٩ ـ الحسن البصري.

٢٠ ـ مقاتل.

٢١ ـ الكلبي.

٢٢ ـ السدي.

٢٣ ـ قتادة.

٢٤ ـ مجاهد.

٧٢

أما أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فقد ناشد القوم في الشورى بنزول الآية فيه ... وسيأتي الخبر قريبا.

وأما عثمان ، وطلحة ، والزبير ، وسعيد بن زيد ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ، فقد أقروا لعلي عليه‌السلام في ذلك.

كما روى سعد الخبر ، وكان مما به اعتذر عن سب مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام ، كما في صحيح الأثر ... وسيأتي نصه.

وأما أبو الطفيل فهو راوي خبر المناشدة.

وأما الآخرون ... فستأتي نصوص الأخبار في روايتهم.

ومن رواته من كبار الأئمة في الحديث والتفسير :

وقد اتفقت كتب الحديث والتفسير والكلام على رواية حديث المباهلة ، إما بالأسانيد ، وإما بإرساله إرسال المسلمات ، من أشهرهم :

١ ـ سعيد بن منصور ، المتوفى سنة ٢٢٧.

٢ ـ أبو بكر عبد الله بن أبي شيبة ، المتوفى سنة ٢٣٥.

٣ ـ أحمد بن حنبل ، المتوفى سنة ٢٤١.

٤ ـ عبد بن حميد ، المتوفى سنة ٢٤٩.

٥ ـ مسلم بن الحجاج ، المتوفى سنة ٢٦١.

٦ ـ أبو زيد عمر بن شبة البصري ، المتوفى سنة ٢٦٢.

٧ ـ محمد بن عيسى الترمذي ، المتوفى سنة ٢٧٩.

٨ ـ أحمد بن شعيب النسائي ، المتوفى سنة ٣٠٣.

٩ ـ محمد بن جرير الطبري ، المتوفى سنة ٣١٠.

١٠ ـ أبو بكر ابن المنذر النيسابوري ، المتوفى سنة ٣١٨.

٧٣

١١ ـ أبو بكر الجصاص ، المتوفى سنة ٣٧٠.

١٢ ـ أبو عبد الله الحاكم النيسابوري ، المتوفى سنة ٤٠٥.

١٣ ـ أبو بكر ابن مردويه الأصفهاني ، المتوفى سنة ٤١٠.

١٤ ـ أبو إسحاق الثعلبي ، المتوفى سنة ٤٢٧.

١٥ ـ أبو نعيم الأصفهاني ، المتوفى سنة ٤٣٠.

١٦ ـ أبو بكر البيهقي ، المتوفى سنة ٤٥٨.

١٧ ـ علي بن أحمد الواحدي ، المتوفى سنة ٤٦٨.

١٨ ـ محيي السنة البغوي ، المتوفى سنة ٥١٦.

١٩ ـ جار الله الزمخشري ، المتوفى سنة ٥٣٨.

٢٠ ـ القاضي عياض اليحصبي ، المتوفى سنة ٥٤٤.

٢١ ـ أبو القاسم ابن عساكر الدمشقي ، المتوفى سنة ٥٧١.

٢٢ ـ أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي ، المتوفى سنة ٥٧٩.

٢٣ ـ أبو السعادات ابن الأثير الجزري ، المتوفى سنة ٦٠٦.

٢٤ ـ الفخر الرازي ، المتوفى سنة ٦٠٦.

٢٥ ـ عز الدين أبو الحسن ابن الأثير الجزري ، المتوفى سنة ٦٣٠.

٢٦ ـ محمد بن طلحة الشافعي ، المتوفى سنة ٦٥٢.

٢٧ ـ شمس الدين سبط ابن الجوزي ، المتوفى سنة ٦٥٤.

٢٨ ـ أبو عبد الله القرطبي الأنصاري ، المتوفى سنة ٦٥٦.

٢٩ ـ القاضي البيضاوي ، المتوفى سنة ٦٨٥.

٣٠ ـ محب الدين الطبري ، المتوفى سنة ٦٩٤.

٣١ ـ نظام الدين الأعرج النيسابوري ، المتوفى سنة.

٣٢ ـ أبو البركات النسفي ، المتوفى سنة ٧١٠.

٧٤

٣٣ ـ صدر الدين أبو المجامع إبراهيم الحموئي ، المتوفى سنة ٧٢٢.

٣٤ ـ أبو القاسم ابن الجزي الكلبي ، المتوفى سنة ٧٤١.

٣٥ ـ علاء الدين الخازن ، المتوفى سنة ٧٤١.

٣٦ ـ أبو حيان الأندلسي ، المتوفى سنة ٧٤٥.

٣٧ ـ شمس الدين الذهبي ، المتوفى سنة ٧٤٨.

٣٨ ـ ابن كثير الدمشقي ، المتوفى سنة ٧٧٤.

٣٩ ـ ولي الدين الخطيب التبريزي ، المتوفى سنة.

٤٠ ـ ابن حجر العسقلاني ، المتوفى سنة ٨٥٢.

٤١ ـ نور الدين ابن الصباغ المالكي ، المتوفى سنة ٨٥٥.

٤٢ ـ جلال الدين السيوطي ، المتوفى سنة ٩١١.

٤٣ ـ أبو السعود العمادي ، المتوفى سنة ٩٥١.

٤٤ ـ الخطيب الشربيني ، المتوفى سنة ٩٦٨.

٤٥ ـ ابن حجر الهيتمي المكي ، المتوفى سنة ٩٧٣.

٤٦ ـ علي بن سلطان القاري ، المتوفى سنة ١٠١٣.

٤٧ ـ نور الدين الحلبي ، المتوفى سنة ١٠٣٣.

٤٨ ـ شهاب الدين الخفاجي ، المتوفى سنة ١٠٦٩.

٤٩ ـ الزرقاني المالكي ، المتوفى سنة ١١٢٢.

٥٠ ـ عبد الله الشبراوي ، المتوفى سنة ١١٦٢.

٥١ ـ قاضي القضاة الشوكاني ، المتوفى سنة ١٢٥٠.

٥٢ ـ شهاب الدين الآلوسي ، المتوفى سنة ١٢٧٠.

وغيرهم من أعلام الحديث والتفسير والكلام والتاريخ في مختلف القرون.

٧٥

من نصوص الحديث في الكتب المعتبرة :

وهذه ألفاظ من الأخبار الواردة في نزول الآية المباركة في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام كما رواها الحفاظ بأسانيدهم ، في الكتب المعتبرة :

* أخرج ابن عساكر بسنده ، وابن حجر من طريق الدارقطني ، عن أبي الطفيل : إن أمير المؤمنين عليه‌السلام ناشد أصحاب الشورى واحتج عليهم بجملة من فضائله ومناقبه ، ومن ذلك أن قال لهم :

«نشدتكم بالله ، هل فيكم أحد أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم في الرحم ، ومن جعله رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم نفسه ، وابناه أبناءه ، ونساءه نساءه غيري؟!

قالوا : اللهم لا» (١).

أقول :

ومناشدة أمير المؤمنين في الشورى رواها عدد كبير من علماء الفريقين ، بأسانيدهم عن : أبي ذر وأبي الطفيل ، وممن أخرجها من حفاظ الجمهور : الدارقطني ، وابن مردويه ، وابن عبد البر ، والحاكم ، والسيوطي ، وابن حجر المكي ، والمتقي الهندي.

وسيأتي تفصيل ذلك حيث يتعرض لها السيد رحمه‌الله إن شاء الله تعالى.

__________________

(١) تاريخ دمشق ـ ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ : ٣ / ٩٠ ح ١١٣١.

٧٦

* وفي «المسند» : «حدثنا عبد الله ، قال أبي : ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا حاتم بن إسماعيل ، عن بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم يقول له ، وخلفه في بعض مغازيه ، فقال علي رضي‌الله‌عنه : أتخلفني مع النساء والصبيان؟!

قال : يا علي! أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي؟!

وسمعته يقول ـ يوم خيبر ـ : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله.

فتطاولنا لها ، فقال : ادعوا لي عليا رضي‌الله‌عنه فأتي به أرمد ، فبصق في عينه ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه.

ولما نزلت هذه الآية (ندع أبناءنا وأبناءكم) دعا رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا رضوان الله عليهم أجمعين ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي» (١).

* وأخرج مسلم قائلا : «حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد ـ وتقاربا في اللفظ ـ قالا : حدثنا حاتم ـ وهو ابن إسماعيل ـ عن بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه ، قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا ، فقال : ما منعك أن تسب أبا تراب؟!

فقال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم فلن أسبه ، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم :

سمعت رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم يقول له [وقد] خلفه

__________________

(١) مسند أحمد بن حنبل ١ / ١٨٥.

٧٧

في بعض مغازيه ، فقال له علي : يا رسول الله! خلفتني مع النساء والصبيان!

فقال له رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي.

وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله.

قال : فتطاولنا لها ، فقال : ادعوا لي عليا ، فأتي به أرمد ، فبصق في عينه ، ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه.

ولما نزلت هذه الآية : (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم) دعا رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهلي» (١).

* وأخرجه الترمذي بالسند واللفظ ، فقال :

«هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه» (٢).

* وأخرج النسائي : «أخبرنا قتيبة بن سعيد البلخي وهشام بن عمار الدمشقي ، قالا : حدثنا حاتم ، عن بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، قال : أمر معاوية سعدا فقال : ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟!

فقال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم فلن أسبه ، لأن يكون لي واحدة منها أحب إلي من حمر النعم :

سمعت رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم يقول له ، وخلفه في

__________________

(١) صحيح مسلم ٧ / ١٢٠.

(٢) صحيح الترمذي ٥ / ٥٩٦ كتاب المناقب ، مناقب علي.

٧٨

بعض مغازيه فقال له علي : يا رسول الله! أتخلفني مع النساء والصبيان؟!

فقال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي.

وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله.

فتطاولنا إليها فقال : ادعوا لي عليا ، فأتي به أرمد ، فبصق في عينيه ودفع الراية إليه.

ولما نزلت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) دعا رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي» (١).

* وأخرج الحاكم فقال : «أخبرني جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ، ثنا موسى بن هارون ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا حاتم بن إسماعيل ، عن بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه ، قال : لما نزلت هذه الآية (ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا رضي‌الله‌عنهم فقال : اللهم هؤلاء أهلي.

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» (٢).

* ووافقه الذهبي في (تلخيصه).

* وستأتي رواية الحاكم عن جابر.

__________________

(١) خصائص أمير المؤمنين : ٤٨ ـ ٤٩.

(٢) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٥٠.

٧٩

* وأخرجه عن ابن عباس ، قال : «ذكر النوع السابع عشر من علوم الحديث : هذا النوع من هذا العلم معرفة أولاد الصحابة ، فإن من جهل هذا النوع اشتبه عليه كثير من الروايات.

أول ما يلزم الحديثي معرفته من ذلك : أولاد سيد البشر محمد المصطفى صلى الله عليه [وآله] وسلم ومن صحت الرواية عنه منهم :

حدثنا علي بن عبد الرحمن بن عيسى الدهقان بالكوفة ، قال : حدثنا الحسين بن الحكم الحبري ، قال : ثنا الحسن بن الحسين العرني ، قال : ثنا حبان بن علي العنزي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله عزوجل : (قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم ـ إلى قوله : ـ الكاذبين) نزلت على رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم ، وعلي نفسه ، (ونساءنا ونساءكم) : فاطمة ، (وأبناءنا وأبناءكم) : حسن وحسين ، والدعاء على الكاذبين نزلت في العاقب والسيد وعبد المسيح وأصحابهم» (١).

* وقال ابن حجر العسقلاني بشرح حديث المنزلة : «ووقع في رواية عامر بن سعد بن أبي وقاص عند مسلم والترمذي ، قال : قال معاوية لسعد : ما منعك أن تسب أبا تراب؟!

قال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم فلن أسبه ....

فذكر هذا الحديث ، وقوله : لأعطين الراية رجلا يحبه الله ورسوله ... وقوله : لما نزلت (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم) دعا عليا وفاطمة

__________________

(١) معرفة علوم الحديث : ٤٩ ـ ٥٠.

٨٠