قائمة الکتاب
أيام عبد الله السفاح. فيه ذكر مبايعة السفاح ، وقتال عبد الله بن عليّ مروان ،
حوادث أيام الأمين في حلب وفيه خبر تولية عبد الملك بن صالح قنّسرين والعواصم ،
حوادث أيام المعتصم بحلب. وفيه خبر وفاة العباس بن عبيد الله في منبج ، وتولية
سنة 271 ه اتفاق إسحاق مع الأفشين. وفيه خبر قدوم أحمد بن الموفق إلى حلب
حوادث أيام المكتفي. فيه خبر صرف الحسن بن كورة عن ولاية حلب ، واستبداله
حريق أسواق حلب
٣٠٣سنة 1313 ه : فيه خبر تفشّي مرض في غنم قضاء جسر الشّغر ، وولادة بقرة
سنة 1319 ه : فيه ذكر مكتب الصنائع في حلب. وصول آلة لحفر آبار شبه
صدور الترخيص بالسفر. وفيه ذكر الاحتفال بزينة ، وما جرى فيها ، وما كان
سنة 1331 ه : فيه ذكر جودة المواسم ، وجمع الإعانة الملّية ، وصدور الأمر بقبول
إعدادات
نهر الذّهب في تاريخ حلب [ ج ٣ ]
نهر الذّهب في تاريخ حلب [ ج ٣ ]
المؤلف :كامل البالي الحلبي [ الغزي ]
الموضوع :التاريخ والجغرافيا
الناشر :منشورات دار القلم العربي ـ حلب
الصفحات :640
تحمیل
وفي ليلة الجمعة سابع وعشرين صفر منها المصادف حزيران الرومي تغير الجو في قصبة ريحا وبرد الهواء بردا شديدا لم يعهد مثله في الشتاء الشديد حتى اضطر الناس للتدثر بالملابس الشتوية وإيقاد النار في بيوتهم وفيها صدرت إرادة سنية بمنع زرع التبغ المعروف بالتوتن. وفيها كان إخضاع الأعراب المتمردين على الدولة في صحراء حلب بعد مقاومة شديدة وكثرة القتل والأسر في رؤسائهم. وقد أخذت منهم قرعة شرعية واستفلحوا وعانوا الزرع والفلح. وفي ربيعها الثاني زينت البلدة زينة حافلة فرحا بعود المرحوم السلطان عبد العزيز خان من سياحته في أوروبا إلى العاصمة.
حريق أسواق حلب :
وفي الساعة السادسة من ليلة الأحد ثالث جمادى الأولى ، المصادف الليلة الحادية والعشرين من آب سنة ١٢٨٧ رومية ، شبّت النار من دكان في وسط سوق الصاغة ولم يدركها رجال الدرك إلا وقد سرت إلى ما جاورها ، ثم انتقلت إلى الأسواق المتصلة بذلك السوق فاستعرت والتهبت وانفتحت منها أبواب جهنم ، وأخذ الناس يفرّغون حوانيتهم إلى الجامع الكبير حتى صار فيه تلال من الأرزاق ومنهم من لم يتمكن من تخليص رزقه. وكان الدخان يعلو في الجو طبقات متراكما بعضه فوق بعض ، أسود حالكا كأنه قطع السحاب المكفهرّ ، وقد ارتفع من أسفله مارج النار يتلظى كالطّود العظيم الذي يسمع منه دوي وفرقعة تقشعر منها النفوس.
ولم تزل هذه النار الحاطمة في اضطرام وهيجان حتى أتت على سوق الصيّاغين والبزازين المعروف بسوق البالستان ، مع جميع تشعباته وزواياه وخلاياه ، وسوق العقّادين وسوق الطرابيشية وسوق القوّافين ، وبعض سوق استانبول الكائن وراء شرقية الجامع الكبير. وقد أحصي ما احترق من الحوانيت والدكاكين فكانت ٣٢٣ دكانا وحرر ما احترق من الأموال المنقولة تقريبا فكان يساوي ما قيمته عشرة آلاف كيس (الكيس خمسمائة قرش). ومن لطف الباري تعالى على عباده أن النار لم تصل إلى سوق العطارين ، مع أنها لم يبق بينها وبينه إلا مسافة بضعة أذرع. ورأيت عند بني المركوبلي مكتوبا مذيلا بنحو مائتي توقيع من تجار الملل الثلاثة في حلب يتضمن عبارات الشكر من الخواجه نقولا