قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

التفسير المنير [ ج ٣٠ ]

31/496
*

ما اشتملت عليه السورة :

موضوع السورة كما أشرنا كسائر موضوعات السور المكية ، التي تهتم بأصول العقيدة من التوحيد ، والنبوة ، والبعث.

شرعت السورة بالقسم بالملائكة التي تنزع الأرواح من الأجساد لإثبات البعث : (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً ..) [الآيات : ١ ـ ٥] والمقسم عليه محذوف وهو «لتبعثن» لدلالة ما بعده عليه من ذكر القيامة ، وهو : (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ ، تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ) [٦ ـ ٧] ، أو بدليل إنكارهم للبعث في قوله تعالى : (أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ) [١٠].

ثم وصفت أحوال المشركين المنكرين البعث ، فصوّرت مدى الذعر الشديد والاضطراب الذي يكونون عليه يوم القيامة ، وذكرت مقالتهم في إنكار البعث والردّ عليهم : (قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ ..) [الآيات : ٨ ـ ١٤].

وناسب ذلك إيراد قصة موسى عليه‌السلام مع فرعون الطاغية الجبار الذي ادّعى الربوبية ، ثم أهلكه الله وجنوده بالغرق في البحر ، للعظة والعبرة ، والدلالة على كمال القدرة الإلهية ، بإفهامهم أن الكرّة والإعادة ليست صعبة على الله ، فما هي إلا زجرة أو صيحة واحدة : (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى ..) [الآيات : ١٥ ـ ٢٦].

ثم خاطب الله منكري البعث خطابا يتضمن إثبات البعث بالبرهان الحسي ، متحديا طغيانهم وتمردهم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومذكرا إياهم أنهم أضعف من خلق السموات والأرض والجبال : (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها ..) [الآيات : ٢٧ ـ ٣٢].

وختمت السورة ببيان أهوال يوم القيامة ، وانقسام الناس فيه فريقين :