قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

التفسير المنير [ ج ٧ ]

235/331
*

الذي يأتمر بأمر الله مثل : (قُلْ : يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ) [السجدة ٣٢ / ١١] ، وتارة إلى الملائكة ؛ لأنهم يتولون ذلك ، كما في هذه الآية : (تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا) وتارة إلى الله مثل : (اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها) [الزمر ٣٩ / ٤٢] (قُلِ اللهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ) [الجاثية ٤٥ / ٢٦] (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ) [الملك ٦٧ / ٢].

٨ ـ الحكم المطلق لله وحده يوم القيامة ، أي القضاء والفصل ، والله أسرع الحاسبين ، أي لا يحتاج إلى فكرة وروية.

القدرة الإلهية على الإنجاء من الظلمات

(قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (٦٣) قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (٦٤))

الإعراب :

(تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً) إما منصوب على المصدر ، أو منصوب على الحال ؛ لأن معناه: ذوي تضرع. (لَئِنْ أَنْجانا) اللام لام القسم.

المفردات اللغوية :

(ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) الحسية كظلمة الليل والغيوم والمطر وما يصحبها من أخطار كالعواصف والأعاصير وهياج البحار ، والمعنوية كظلمة الجهل بالطرق ، وفقد الدلائل ، والمراد أهوالهما ومخاوفهما في أسفاركم. (تَضَرُّعاً) علانية ومبالغة في الضراعة : وهي الذل والخضوع ، والمراد : ما صدر عن الحاجة الشديدة والإخلاص. (وَخُفْيَةً) خفاء وسرا. (مِنْ هذِهِ) الظلمات والشدائد. (الشَّاكِرِينَ) نعمة الله مع الانضمام لصف المؤمنين. (وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ) غم شديد.

المناسبة :

بيّن سبحانه فيما سبق بعض الأدلة على ألوهيته من إحاطة علمه ، وشمول قدرته ، واستعلائه على خلقه بالقهر ، وحفظه أعمالهم عليهم ، وأضاف هنا نوعا