٣ ـ الإشارة للكتاب المبين أي اللوح المحفوظ : لتعتبر الملائكة بذلك ، لا أنه سبحانه كتب ذلك لنسيان يلحقه ، تعالى عن ذلك.
٤ ـ الله المتصرف في الإنسان بنومه وهو الموتة الصغرى ، وبموته الحقيقي وهو الموتة الكبرى ، والفرق بينهما أن النوم فيه قبض الروح عن التصرف ، وأما الموت ففيه قبض نهائي للروح عن الحركة وسلخها من الجسد ، ففي النوم تبقى الحياة ، بدليل بقاء الحركة والتنفس ، فإذا انقضى عمره خرجت روحه وتنقطع حياته ، وصار ميتا لا يتحرك ولا يتنفس.
٥ ـ إمهاله تعالى للكفار ليس لغفلة عن كفرهم ، فإنه أحصى كل شيء عددا ، وعلمه وأثبته ، ولكن ليقضي أجلا مسمى من رزق وحياة ، ثم يرجعون إليه فيجازيهم.
وقد دلت الآية على الحشر والنشر بالبعث ؛ لأن النشأة الثانية منزلتها بعد الأولى كمنزلة اليقظة بعد النوم في أن من قدر على أحدهما فهو قادر على الآخر.
٦ ـ في تحديد الأجل المسمى للحياة والرجوع إلى الله تعالى للحساب والجزاء تأييد لما تقدم من حكمة تأخير ما كان يستعجله مشركو مكة من العذاب ، وأن عذاب الآخرة أشد من عذاب الدنيا ، فمن نجا من الأول لم يسلم من الآخر.
والله في كل الأحوال هو القاهر فوق عباده فوقية مكانة ورتبة ، لا فوقية مكان وجهة.
٧ ـ لله ملائكة تحفظ أعمال العباد وتحفظهم من الآفات ، وهناك مهام أخرى للملائكة متعلقة بالبشر ، منها قبض الأرواح ، ولملك الموت أعوان يسلّون الروح من الجسد حتى إذا كان عند قبضها ، قبضها ملك الموت.
والمتوفي على الحقيقة هو الله ، لكن قد ينسب التوفي تارة إلى ملك الموت