ذلك. وامتَحَضْتُ أنا : شرِبت المَحْض. وأمحضْتُك الحديثَ : صَدَقْتُكَه. وكذا النصيحة [و] الوُدّ. قال :
قُلْ لِلْغَواني أما فيكُنَّ فاتكةٌ |
|
تَعلُو الّلئيم بضربٍ فيه إمحاضُ (١) |
محق الميم والحاء والقاف كلماتٌ تدلُّ على نُقصان. ومَحَقَه : نَقصه. وكلُّ شيءٍ نَقَصَ وُصِف بهذا. والمحَاق (٢) : آخِر الشَّهر إذا تمحَّق الهِلال. ومَحَقه الله : ذهَب ببَركتِه (٣). وقال قوم : أمْحَقَه ؛ وهو رديء. وقال أبو عمرو : الإمحاق أن يَهلِك كمحاقِ الهلال. وقولهم : ماحِقُ الصَّيف : شِدّة حَرِّه ، أي إنّه بشدَّة الحرِّ يَمحَق النّبات ، أي يُوبِسُه ، ويذهبُ به. وقال ابن دريد (٤) ، في قول القائل (٥) :
يقلّب صعدةً جرداءَ فيها |
|
نَقيع السّمّ أو قَرْنٌ مَحيقُ |
إنّه ليس من المحق ، إنَّما هو مفعول من حُقْت أَحُوق وحِقت أَحيق ، أي دَلكت وملَّست.
محك الميم والحاء والكاف كلمةٌ واحدة. المَحْكُ : التَّمادي واللَّجاج. وتماحَكَ الخصمانِ : تلاجَّا. وهو مَحِكٌ.
__________________
(١) وكذا أنشده فى المجمل والجمهرة (٢ : ١٦٩) بدون نسبة.
(٢) المحاق ، بتثليث الميم.
(٣) فى الأصل : «بتركته».
(٤) الجمهرة (٢ : ١٨٢).
(٥) هو المفضل النكرى ، كما فى اللسان (محق) والأصمعيات ٥٤. والبيت فى المجمل والجمهرة بدون نسبة. ورواية الأصمعيات :
بهزهز صعدة جرداء فيها |
|
سنان الموت أو قن محيق |
محل الميم والحاء واللام أصلٌ صحيح له معنيانِ : أحدهما قِلّة الخير ، والآخَر الوِشاية والسِّعاية.
فالمَحْل : انقطاع المطر ويُبْس الأرضِ من الكلأ. يقال : أرضٌ مُحُول ، على فُعول بالجمع. قال الخليل : يحمل ذلك على المواضع. وأمْحَلَت فهي مُمْحِل. وأمْحَل القوم. وزمانٌ ماحِل.
والمعنى الآخَر مَحَل به ، إذا سعَى به. وفي الدعاء : «لا تجعل القرآنَ بنا ماحلا». أي لا تجعله يَشهد عندك علينا بتركنا اتِّباعَه ، أي اجعَلْنا ممّن يتبع القرآن ويَعمَل به.
ومما يُبايِن هذه المعنيين : لبنٌ مُمَحَّل ، محَّله القوم ، أي حَقَنوه.
محن الميم والحاء والنون كلماتٌ ثلاثٌ على غير قياس.
الأولى المَحْن : الاختبار. ومَحَنَه وامتحنه.
والثانية : أتيتُه فما مَحَنني شيئًا ، أي ما أعطانيه.
والثالثة مَحَنَه سَوطاً : ضربَه.
محو الميم والحاء والحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ على الذَّهاب بالشيء. ومَحَتِ الرِّيحُ السحابَ : ذهبَتْ به. وتسمَّى الشّمالُ مَحْوَةَ ، لأَنها تَمحو السَّحاب. ومَحَوْت الكتابَ(١) أَمْحُوه مَحْواً. وامَّحَى الشّيءُ : ذهب أثرُه ، كذلك امْتَحَى.
__________________
(١) فى الأصل : «ومحوت الكتاب أثره».
محت الميم والحاء والتاء ليس بأصل ، إنّما هو مقلوب. يقولون : المَحْت : الشَّديد من كلِّ شيء. ويومٌ مَحْتٌ : شديدُ الحر. والأصل الحَمْتُ.
محج الميم والحاء والجيم. يقولون : مَحَجت الأرضَ الرِّيحُ : مسحت التُّرابَ عنها. ومَحَجْتُ اللَّحمَ : قشَرته. قال الخليل : والمَحْج : مسحُ شيءٍ عن شيء. قال ابن دريد (١) : ومَحَجت الأديمَ والحبْلَ ، إذا دلكته لِيَلين. قال : وماحَجْتُه مُماحجةً ومِحاجاً ، إذا ما طَلته. وإن صحَّ الباب فأصله المَسْح.
باب الميم والخاء وما يثلثهما
مخر الميم والخاء والراء أصلٌ يدل على شَقٍّ وفَتْح. يقال مَخَرت السّفينةُ الماءَ مخراً : شَقَّته. قال الراجز في نساء يختصمن ويستعنَّ بأيديهنّ ، كما يفعل السَّابح :
* مقدِّمات أيدِىَ المَوَاخِرِ (٢) *
ويقال : مَخَرْتُ الأرضَ ، إذا أرسلْتَ فيها الماء. ويقال استمخَرْتُ الرِّيحَ ، إذا استقبلتَها بأنفِك. وقياسُه صحيح ، كأنَّك تشقُّ الرِّيح بأنفك. وقولهم : امتخَرْتُ القومَ ، إذا انتقَيْتَ خِيارَهم ، كأنَّه شقَّ النّاس إليه حتَّى انتخَبَه. قال :
* من نُخْبةِ النّاسِ التي كان* امتخَرْ (٣) *
ومما شذَّ عن هذا الباب اليَمخُور : الرَّجل الطَّويل. فأما بناتُ مخْرٍ فهي
__________________
(١) الجمهرة (٢ : ٥٩).
(٢) أنشده فى اللسان (مخر).
(٣) للعجاج فى ديوانه ١٩ واللسان (مخر) برواية : «من مخة الناس».
سحابٌ تنشأ في الصَّيف ، وليس من الباب ، لأنَّه من الإبدال والأصل الباء «بَخْرٌ» ، وقد مرَّ.
مخض الميم والخاء والضاد أصلٌ صحيح يدلُّ على اضطرابِ شيء في وِعائه مائعٍ ، ثم يستعار. ومَخَضت اللَّبَن أمخضه مَخْضا. والمَخْض : هدر البَعير ، وهو على التَّشبيه ، كأنّه يمخض في شِقْشِقته شيئاً. والماخِض : الحامل إذا ضَرَبها الطَّلْق. وهذا أيضاً على معنى التَّشبيه ، كأنَّ الذي في جوفها شيءٌ مائع يتمخَّض. والمَخَاض : النُّوق الحوامل ، واحدتها خَلِفة. ويقال لولد النَّاقة إذا أُرسِل الفحلُ في الإبل التي فيها أمُّه : ابنُ مَخَاضٍ ، لَقِحت أُمُّه أمْ لا.
مخط الميم والخاء والطاء أُصَيلٌ ، يدلُّ على بُروزِ شيءٍ من كِنِّه ، صحيحٌ. وامتَخَط السَّيفَ : انتضاه. وأمْخَطَ السَّهمَ (١) : أنفَذَه إمخاطًا. وربَّما قالوا : امتخَطَ ما في يده : اختَلَسه.
مخن الميم والخاء والنون يقولون : المَخْن : الرَّجُل الطَّويل (٢).
مخي الميم والخاء والحرف المعتلّ. يقولون : تمخَّى من الشَّيء وامَّخى منه : تبرَّأ منه وتحرَّج. قال :
ولم تُراقِبْ مأثَماً فتَمَّخِهْ |
|
من ظُلْمِ شيخٍ آضَ من تَشَيُّخِهْ (٣) |
__________________
(١) فى الأصل : «السيف» ، صوابه فى المجمل واللسان.
(٢) يقال للطويل وللقصير أيضاً ، فهو من الأضداد.
(٣) بعده فى اللسان (مخا) :
أشهب مثل الفسر بين أفرحه
مخج الميم والخاء والجيم كلمةٌ واحدة. يقولون : مَخَج البئرَ ، إذا خَضْخَضَها. قال :
* يَزيدُها مَخْجُ الدِّلا جُموما (١) *
ويَكنون به عن البِضاع ، فيقال : مَخَجَها. والله أعلم بالصَّواب.
باب الميم والدال وما يثلثهما
مدر الميم والدال والراء أصل صحيح يدلُّ على طينٍ متحبِّب ، ثم يشبَّه [به]. فالمَدَر معروف ، والواحدة مَدَرَةٌ ، وربَّما قالوا : سمِّيت البلدة مَدَرَة. قال :
* لَيْلاً وما نَادَى أذِين المَدَرَه (٢) *
والمَدْر : تطيينُك وجهَ الحَوض بالطِّين ، وهو المَدَر المبلول بَلًّا بالماء (٣). ومكان ذلك الطِّين مَمْدَرةٌ. والأمْدَر من الضِّباع ، لونُه لونُ المَدَرِ (٤). ويقال : رجلٌ أمدَرُ : عظيم الجَنْبَين ، وأظنُّه من تَراكُم اللَّحم عليه ، كأنَّه مَدَرٌ.
__________________
(١) فى الأصل : «الداء اجموها» ، صوابه مما سبق فى (جم). والرجز فى اللسان (جمم ، مخخ ، قلذم).
(٢) للحصين بن بكير الربعى ،؟؟ ف حمار وحش. اللسان (أذن). وقبله فى اللسان (مدر ، أذن) :
شد على أمر الورود متزره
(٣) فى الأصل : «لبلا الماء».
(٤) فى المجمل : «والأمدر من الضباع لون له».
مدس الميم والدال والسين. ذكر ابن دريد (١) : المَدْس : الدَّلْك والفَرْك. ومَدَسْتُ الأديمَ مَدْساً.
مدش الميم والدال والشين. يقولون مَدْشاء : لا لحمَ على يدَيْها (٢). وقال أبو بكرٍ(٣) : مَدِشَتْ عينُه : أظلَمَتْ ، والرجُل مَدِشٌ.
مدق الميم والدال والقاف كلمةٌ واحدة حكاها أبوبكر : مَدَقْتُ الصَّخرَ (٤) وغيره : كسرته.
مدل الميم والدال واللام من كلمات أبي بكر أيضاً (٥) : المِدْل : اللَّبَن الخاثر.
مدن الميم والدال والنون ليس فيه إلّا مدينة ، إن كانت على فعيلة ، ويجمعونها مُدُنًا. ومدَّنْتُ مَدينةً.
مده الميم والدال والهاء ليس بأصل ، لأنَّ هاءه عن حاء : التَّمَدُّح والتَّمَدُّه. ومَدَهته. قال :
__________________
(١) فى الجمهرة (٢ : ٢٦٦).
(٢) بعده فى الأصل : «مدشت الصخرة وغيره كسرته. مدل الميم والدال واللام من كلمات أبى بكر» ، تحريف وإقحام لما سيأتى من الكلام.
(٣) الجمهرة (٢ : ٢٦٩).
(٤) فى الأصل : «الصخرة». على أن نص الجمهرة (٢ : ٢٩٤) : «ومدقت الصخرة ، إذا كسرتها».
(٥) فى الجمهرة (٢ : ٢٩٩).
* لِلَّهِ دَرُّ الغَانياتِ المُدَّهِ (١) *
قال الخليل : المَدْه يضارع المدح (٢) ، إلّا أنّ المَدْه في نعت الجَمَال والهيئة ، والمدح عامٌّ في كلِّ شيء.
مدي الميم والدال والحرف المعتلّ أصلٌ صحيح يدلُّ على امتدادٍ في شيء وإمداد (٣). منه المَدَى : الغاية. والمَدِيُ فيما يقال : الماء المجتمع ، والحوضُ الذي يُمِدُّ ماؤه بعضُه بعضا ، والجمع أمدِيةَ. قال :
* إذا أُمِيلَ في المَدِيِ فاضا (٤) *
والمُدْي : مِكيال (٥).
ومما شذَّ عن هذا الباب المدْية (٦) : الشَّفرة ، وجمعها مُدًى. ويحتمل أنّها من الباب أيضاً ، فإنه إذا ذُبِحت الذَّبيحة بها كان ذلك مَداهَا. وإلى هذا أشار أبو علي (٧).
__________________
(١) لرؤبة فى ديوانه ١٦٥ واللسان (مده) والجمهرة (٢ : ٣٠٢) وفيها : «ومن روى المزه ، أراد المزح».
(٢) وكذا روايته عن الخليل فى؟؟؟. والذى فى اللسان : «وقال الخليل بن أحمد : مدهته فى وجهه ، ومدحته إذا كان غائباً».
(٣) فى الأصل : «وامتداد».
(٤) أنشده فى المجمل واللسان (مدى).
(٥) هو مكيال لأهل الشام يسع خمسة وأربعين رطلا ، وقيل غير ذلك.
(٦) المدية ، مثلثة الميم.
(٧) كذا ، ولعلها أبو عبيد.
مدح الميم والدال والحاء أصلٌ صحيح يدل على وصفِ محاسنَ بكلامٍ جميل. ومَدَحَه يَمْدَحه مَدْحًا : أحسَنَ عليه الثَّناء. والأُمْدُوحة : المَدْح. ويقال المَنْقَبة أُمْدُوحةٌ أيضا. قال :
لو كان مِدحةُ حىٍّ مُنْشِراً أحداً |
|
أحْيَا أبا كُنَّ يا ليلى* الأماديحُ (١) |
مدخ الميم والدال والخاء. يقولون : المَدْخ : العظمة. والتَّمادُخ : البَغْي. قال :
تمادَخُ بالحِمَى جَهْلاً علينا |
|
فهَلَّا بالقَنَانِ تُمادِخِينا (٢) |
وحكى ابنُ دريد (٣) : تمدَّخَت النّاقة : تلوَّتْ في سَيرِها. وتمدَّخَت : امتلأَتْ شَحما.
باب الميم والذال وما يثلثهما
مذر الميم والذال والراء يدلُّ على فسادٍ في شيء. ومَذِرت البيضة : فسدَت. وأمْذَرَتْها الدَّجاجة. والتمذُّر : خُبْث النَّفس. ومَذِرَتْ له نفسي. ومَذِرت مَعِدتُه : فَسَدت. والأمْذَر : الكثير الاختلاف إلى الخَلاء ، وهو ذلك المعنى.
__________________
(١) لأبى ذؤيب الهذلى فى ديوان الهذليين (١ : ١١٣). وأنشده فى اللسان ، ونبه ابن برى أن الرواية الصحيحة ما رواه الأصمعى ، وهى :
لو أن مدحه حى أنشرت أحدا |
|
أحيا أبونك الشم الأماديح |
(٢) كذا روايته فى المجمل. والقنان : موضع. وفى الأصل : «بالفتان» ، وفى اللسان (مدخ) : «بالقيان».
(٣) الجمهرة (٢ : ٢٠٢).
ويجوز أن يقال : إنّ من الباب قولَهم تفرَّقُوا شَذَرَ مَذَرَ.
مذع الميم والذال والعين. يقولون فيه المذَّاع : الكذَّاب ، والذي لا يكتُم السِّرَّ أيضًا. ومَذَع ببَوْلِه : رمى ببوله.
مذق الميم والذال والقاف أصلٌ يدلُّ على خلطِ شيء لا عَلَى جهة النَّصاحة.
من ذلك مَذَق اللّبَنَ بالماء ، وإنَّما يراد بذلك تكثيره. واشتُقَّ منه المذَّاق : الذي يَمذق الوُدّ بملَلٍ يكون فيه. والمَذْق : اللَّبَن الممزوج أيضًا ، وكذا المَذِيق.
مذل الميم والذال واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على استرخاء وقلّةِ تشدُّدٍ في الشَّيء. منه الامذِلال : الفَتْرة في النَّفس. قال ذُو الرُّمَّة :
[وذكِرُ البَينِ يَصدعُ في فؤادي |
|
ويُعقِبُ في مفاصِلِيَ]امذِلالاً (١) |
والمَذِيلُ : المريضُ (٢) الذي لا يتَقَارُّ. وقد يكون من هذا القياسِ المَذِلُ لما عِندَه من مالٍ وسِرٍّ ، إذا لم يَقدِرْ على ضبطِ نَفْسِه. ومَذِل من كلامه : قَلِق.
مذي الميم والذال والحرف المعتلّ يدلُّ على سهولةٍ في جريانِ شيءٍ مائع. منه المَذْي ، وهو أرَقُّ ما يكون من النُّطفة ، والفِعل منه مَذَيْتُ وَأمْذَيْتُ ، [و] فيه الوضوء.
__________________
(١) لم يرد فى الأصل إلا هذه الكلمة ، ولم يرو فى المجمل واللسان (مذل). وتكملة البيت من ديوان ذى الرمة ٤٣٠.
(٢) فى الأصل : «والمذبل المرض».
ومن هذا القياس المِذَاء : أن يجمع الرّجلُ بين نساء ورجال يُخَلِّيهم يُماذي بعضُهم بعضاً : وفي الحديث : «الغَيْرَة من الإيمان ، والمِذَاء من النِّفاق». ويقولون : إنَ ماذِيَ العسل أبيَضُهُ. وقياس الباب أنَ الماذِيَ السَّهلُ الجِرْية اللَّيِّن. وكذا الدُّروعُ (١) الماذِيَّة : السَّلِسَة. والخَمْر ماذِيَّة ، إذا سُهلت في حَلْقِ شارِبِها.
مذح الميم والذال والحاء. يقولون : المَذَح : أن يمشِيَ الرّجلُ فتسحج إحدى [رجليه] الأخرى.
باب الميم والراء وما يثلثهما
مرز الميم والراء والزاء أصلٌ يدلُّ على تقطيع شيءٍ وخَدْشه. ومرَزَتِ المرأةُ العجينَ : قطّعته ، وكلُّ قطعةٍ مَرْزَةٌ. ويقولون في القياس على هذا : امتَرزَ عِرْضَه ، إذا نال منه. ومرز جلدَه : خَدَشَه.
مرس الميم والراء والسين أصلٌ صحيح يدلُّ على مُضامَّةِ شيءٍ لشيءٍ بشِدّةٍ وقُوّة.
منه المَرَس : الحَبْل ، سمِّيَ لتمرُّسِ قُواهُ بعضِها ببعض ، والجمع أَمْراس ومَرِسَ الحبلُ يَمرَسُ مَرَسًا : وقع بين الخُطّاف والبَكْرة ، فأنت تُعالِجُه أن تُخرِجَه. ورجلٌ مَرِسٌ : ذو جَلَد. وفحل مَرّاسٌ : ذو مِرَاسٍ شديد. يقال : امتَرَستِ الألسُنُ
__________________
(١) فى الأصل : «الدرماع».
في الخصومات : أخَذَ بعضها بعضا. ومنه الامتراس : اللُّزوق بالشَّيءِ وملازمتُه.
قال :
فَنكِرْنَه فنَفَرن وامتَرَستْ به |
|
هَوْجاءُ هادِيةٌ وهادٍ جُرْشُعُ (١) |
ومنه تمرَّسَ فلانٌ بالشَّيء : احتَكَّ به (٢). والمَرْمريس : الدَّاهية.
مرش الميم والراء والشين. يقولون : المَرْش : خَرْق الجِلد بأطراف الأظافير. والمَرْش أيضًا : الخَدْش الخفيف. والمَرْشُ : الأرض تَسيلُ من أدنَى مطر.
مرص الميم والراء والصاد. يقولون : المَرْص مثل المَرْش. وتمرَّصَ عن السُّلْتِ قِشرُه : طار. وهذا عندنا كلام.
مرض الميم* والراء والضاد أصلٌ صحيح يدلُّ على ما يخرج به الإنسان عن حدِّ الصّحَّة في أىِّ شيءٍ كان. منه العِلَّة. مَرِض و... يَمْرَض. وجمع المريضِ مَرْضَى. وأمْرَضَه : أعلَّه. ومرَّضَه : أحسَنَ القيامَ عليه في مرَضِه. وشمسٌ مريضة ، إذا لم تكن مُشرِقة ، ويكون ذلك لهَبْوَةٍ في وجهها. والنِّفاق مرضٌ في قوله تعالى : (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) وقال : (فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ) ، قالوا : أراد القهْر. وقد قلنا : المرضُ : كلُّ شيءٍ خرَجَ به الإنسان عن حدِّ الصحَّة. وقياسُه مطَّرد.
وقالوا : مَرَّضَ في الحاجة : قَصَّر ولم يصِحَّ عزْمُه فيها.
__________________
(١) لأبى ذؤيب الهذلى فى ديوان الهذليين (١ : ٨) ، واللسان (مرس ، جرشع).
(٢) فى الأصل : «اختل به» ، صوابه فى اللسان.
وقد شذَّتْ عن هذا القياسِ كلمةٌ ، وهي من المشكل عندنا ، يقولون : أمرضَ إذا قارَبَ إصابة حاجَتِه. قال :
ولكنْ تحت ذاكَ الشَّيبِ حزمٌ |
|
إذا ما ظَنَ أمْرَضَ أو أصابا (١) |
مرط الميم والراء والطاء أصلٌ صحيح يدلُّ على تحاتِّ الشيءِ أو حَتِّه. وتمرَّط الشَّعر : تحاتَّ ، ومَرَطتُه. والأمرط من السِّهام : الساقط قُذَذُه. والأمْرَط : الفرس لا شَعرَ على أشاعِرِه. والمُرَيْطاء : ما بين الصَّدر إلى العانة من البَطْن ، وهي أقَلُّ من ذلك شَعراً. والمَرَطَى : سُرعة العَدْو ، كأنَّه من سُرعتِه يتمرَّط عنه شَعرُه. وناقة مِمْرَطةٌ (٢) : سريعة.
مرع الميم والراء والعين أصلٌ صحيح يدلُّ على خِصْب وخَير. ومَرَعَ المكانُ. وأمْرَعَ القومُ : أصابوه مَرِيعاً. وأمْرَعَ الوادِي : أكلَأَ.
مرغ الميم والراء والغين أصلٌ صحيح يدلُّ على سَيَلانِ شيءٍ أو إسالة شيء. والمَرْغ : اللُّعاب. وأمْرَغ الإنسانُ : سال لعابُه. ومَرَّغْتُ الشَّيءَ : أشبعتُه دُهْنًا. والإمراغ في العَجين : أن يكثَّرَ ماؤُه. ويقولون : أمرَغَ : أكثَرَ الكلامَ في غيرِ صواب ، كأنَّه يُسِيلهُ إسالة. ويقال أمْرَغَ عِرْضَه ومَرَّغه ، كأنه لَطَخه وأسال عليه قيحاً.
وقريبٌ من هذا القياس مرَّغتُه في التُّراب فتمرّغ ، أي قلَّبته فتقلَّبَ.
__________________
(١) البيت لكثير عزة ، كما فى البيان (٤ : ٦٧) ، وهو فى اللسان (مرض) بدون نسبة.
(٢) فى الأصل : «مرطة» ، صوابه فى المجمل واللسان. وما أثبت هو ضبط اللسان ، وضبط فى المجمل بضم أوله وفتح ثانية وتشديد ثالثه مع الفتح. والذى فى القاموس : «وهى ممرط وممراط» الأولى كمحسن ، والثانية كمهذار.
مرق الميم والراء والقاف أصلٌ صحيح يدلُّ على خروج شيءٍ من شيء. منه المَرَق لأنَّه شيءٌ يَمرُق من اللَّحم. وأمْرَقْتُ القِدرَ ومَرَقْتُها (١). والمُروق : الخروج من الشيء. ومرق السهمُ من الرَّمِيَّة : نفذ. ومرقت الإهاب (٢) ، إذا حلقْتَ عنه صُوفَه ، وهو قياسٌ صحيح لأنَّك كأنَّك أبرزتَ الجلدَ عن شعره. وإذا عُطِنَ الإهابُ حَتَّى يُنتِنَ فهو مَرْقٌ. ويقال إن المُرَاقَةَ : الكَلأُ اليسير ، ومعناه أنَّ الأرضَ كأنَّها تجرَّدت ومَرِقَت.
مرن الميم والراء والنون أصلٌ صحيح يدلُّ على لِينِ شيءٍ وسُهولة. ومَرَنَ الشيء يَمْرُنُ مُرُوناً : لانَ. والمارنُ : ما لانَ من الأنفِ وفَضَل عن القَصَبَة. وأمْرَانُ الذراع : عَصَبٌ تكون فيها ، سُمِّيَت لُمُرونها ، أي لِينِها. والمَرِن (٣) : الحال والعادة. يقال : ما زال ذاك مَرِنَه ، أي حالَه. وهو في شعر الكميت ، وهو الأمرُ يَمرُنُ عليه الإنسان ، إذا اعتاده والمَرْن ، فيما يقال : الفِراء ؛ إن (٤) كان صحيحًا ، وهي (٥) ليِّنة. قال النَّمر :
* كأنَّ جُلودَهُنَّ ثِيابُ مَرْنِ (٦) *
ومما شذَّ عن هذا الأصل مارَنَت النّاقةُ : انقطَعَ لبنُها. والمرَانَةُ : ناقةُ ابنِ مُقْبِل. قال :
__________________
(١) أى أكثرت مرقها ، وهذا من باب نصر ، وضرب.
(٢) بعده فى الأصل : «قال : كأن جلودهن ثياب مرن» ، وإنما هذا الاستشهاد من شواهد المادة التالية ، وسيأتى فى موضعه.
(٣) ضبط فى الأصل بفتح الراء ، والصواب كسرها كما فى المجمل واللسان والقاموس.
(٤) فى الأصل : «فإن».
(٥) فى الأصل : «أى».
(٦) صدره فى اللسان (مرن) : خفيفات الشخوس وهن خوص.
يا دارَ سلمَى خلاءً لا أُكَلِّفُها |
|
إلَّا المَرَانَةَ حتى تعرِفَ الدِّينا (١) |
مره الميم والراء والهاء كلمةٌ تدلُّ على بياضٍ في شيء. سَرَابٌ أو شَرَابٌ (٢) أمْرَه ، أي أبيض. والمرأة لا تتعهَّد الكُحلَ مَرْهاء.
مري الميم والراء والحرف المعتل أصلانِ صحيحان يدلُّ [أحدُهما] على مسحِ شيءٍ واستِدرار ، والآخر على صلابةٍ في شيء.
فالأوَّل المَرْيُ : مَرْيُ الناقة ، وذلك إذا مُسِحَتْ للحَلْب ، يقال مَرَيْتُها أمْرِيها مَرْياً. ومما يشبَّه بهذا : مَرَى الفرسُ بيدِهِ ، إذا حرَّكها على الأرض كالعابث ، وكأنَّه يشبَّه بمنْ يَمرِي الضَّرْعَ بيدِه. والمَرايا : العُروق التي تمتلئ وتَدِرَّ باللبن. قال ابن دريد (٣) : مُرْيَةُ النّاقة : أن تُستدرَّ بالمَرْيِ ، بضمّ الميم هي الفصيحة ، وقد يقال بالكسر (٤).
والأصل الآخر* المَرْو : جمع مَرْوَة ، وهي حجارةٌ تبرُق. قال :
حتَّى كأنِّي للحوادِثِ مَروةٌ |
|
بصَفَا المشَرَّقِ كلَّ حينٍ تقرَعُ (٥) |
وعندنا أنَ المِراءَ ممَّا يتمارَى فيه الرّجُلانِ من هذا ، لأنَّه كلامٌ فيه بعضُ الشدّة. ويقال: ما رَاهُ مِراءً ومُماراةً.
__________________
(١) لابن مقبل ، كما سبق تخريجه فى (دين) وانظر تعليق الجرجانى على هذا البيت فى الوساطة ٣١١.
(٢) فى الأصل : «سراب أو سراب».
(٣) الجمهرة (٢ : ٤١٩ ـ ٤٢٠).
(٤) فى المجمل : «هذا قول ابن دريد. فأما أهل العلم باللغة بعد فإنهم يقولون : مرية» ، أى بالكسر.
(٥) لأبى ذؤيب الهذلى ، فى ديوان الهذليين (١ : ٣) والمفضليات (٢ : ٢٢٢). وهذه الرواية تطابق ما فيهما. والمشرق : مسجد الخفيف بمنى. وروى : «المشقر» ، وهو جبل لهذيل. كما فى معجم البلدان عند إنشاده.
ومما شذَّ منهما المِرْية : الشَّكّ.
مرأ الميم والراء والهمزة. وإذا هُمِز خَرَج عن القياس وصارت فيه كلماتٌ لا تنقاس. يقال امْرُؤٌ وامرآنِ ، وقوم امرئٍ. وامرأةٌ تأنيث امرئٍ. والمُرُوَّة : كمال الرُّجُوليّة ، وهي مهموزة مشدَّدة ، ولا يُبنَى منه فِعل. والمَرَاءَة : مصدرُ الشيء المَريء الذي يُستَمرَأ ، ويقال مَرَأني الطَّعامُ وأمرأَني. والمَرِيء : رأس المَعِدَة والكَرِش اللازقُ بالْحُلقوم.
مرت الميم والراء والتاء كلمةٌ واحدة ، هي المَرْتُ : الفلاةُ القَفْر. ومكانٌ مَرْتٌ : بيِّنُ المُروتةِ ، إذا لم يكن فيه خَير. وجَمعُ مَرتٍ أمراتٌ ومُرُوت. وبلَغَنا أنَّ اشتِقاق مَارُوتَ منه. ويقال المَرْت : أرضٌ لا يجفُّ ثَرَاها ولا ينبتُ مَرعاها.
مرث الميم والراء والثاء كلمةٌ ليست بأصل ، بل هي من الإبدال. ومَرَثَ الدواء يَمْرِثُه مثل مَرَسه يَمرُسُه. ومنه رجل مِمْرَث : صبورٌ على الخُصومات ؛ والجمع مَمَارِث ، والأصل السين وقد ذُكِرَتَا.
مرج الميم والراء والجيم أصلٌ صحيح يدلُّ على مجيء وذَهابٍ واضطراب.
ومَرِج الخاتَم في الإصبع : قَلِقَ. وقياس البابِ كلِّه منه. ومَرِجَت أماناتُ القوم وعُهودُهم : اضطربت واختلطت. والمَرْج : أصلُه (١) أرضٌ ذاتُ نباتٍ تَمْرُجُ فيها الدّوابُّ. [و] قولُه تعالى : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ) ، كأنَّه جلّ
__________________
(١) فى الأصل : «أصل».
ثناؤه أرسَلَهما فَمرِجا. وقال : (هُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ).
مرح الميم والراء والحاء أصلٌ يدلُّ على مَسَرَّةٍ لا يكاد يستقرُّ معها طرباً. ومَرِحَ يَمْرَحُ. وفرسٌ مِمْرَاحٌ ومَرُوح. قال الله تعالى : (وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ). ومنه المِراح ، وقد ذكرناه. قال :
يقولُ العاذِلاتُ علاكَ شيبٌ |
|
أهذا الشَّيب يمنعني مِرَاحِي |
وقوسٌ مَرُوحٌ : يمرَح مَن رآها عجبًا بها ، ويقال بل التي كأنَّ بها مَرَحاً من حسن إرسالها السَّهم. ويقولون : عينٌ مِمْرَاحٌ : غزيرةُ الدَّمع. وهذا بعضُ قياس الباب ، لأنَّهم ذهبوا فيه إلى ما قلناه من قِلّهِ الاستقرار. وكذلك مرَّحْتُ المَزَادةَ : ملأتها لتتسرَّبَ وتسيل. ومَرِحَت العَينُ مَرَحاناً (١). قال :
كأنَّ قَذًى في العَين قد مَرِحَتْ بهِ |
|
وما حاجةُ الأُخرى إلى المَرَحَانِ (٢) |
ومَرْحَى : كلمةُ تعجُّبٍ وإعجاب. يقال للرَّامي إذا أصابَ : مَرْحَى له.
وقال ابنُ دريد (٣) : وإذا أخطأ قالوا بَرْحَى. قال :
مَرْحَى وأَيْحَى إذا ما يُوالِى (٤) *
__________________
(١) بعده فى المجمل : «إذا نظرت من وراء اليد إلى الشىء». وفى اللسان : «إذا اشتد سيلانها».
(٢) أنشده فى اللسان (مرح) منسوبا إلى النابغة الجعدى ، وفى أساس البلاغة (مرح) إلى كثير عزة ، وقال : «وكان أعور».
(٣) الجمهرة (٢ : ١٤٥).
(٤) لأمية بن أبى عائذ الهذلى فى ديوان الهذليين (٢ : ١٨٦) واللسان (مرح). وهو بتمامه :
يصيب الفريص وصدفا يقو |
|
ل مرحى وابحى إذا ما يوالى |
مرخ الميم والراء والخاء كلمةٌ صحيحة تدلُّ على تليينٍ في شيء. ومَرَخْتُ (١) الجِلْدَ بالدُّهْن وأمرَخْتُه. وأمْرَخْتُ العجينَ : أكثرتُ ماءَه حتى يسترخىَ. والمَرْخ : شجرٌ سريع الوَرْى. قال :
أَمَرْخٌ خيامُهُمْ أم عُشَرْ |
|
أم القلبُ في إثرهم مُنحدِرْ (٢) |
ومما شذَّ عن هذا الباب المِرِّيخ : سهمٌ طويل يُقتَدَرُ به الغِلاء (٣) ، له أربع قُذَذ ؛ وهو نجمٌ أيضاً.
مرد الميم والراء والدال أصلٌ صحيح يدلُّ على تَجريدِ الشَّيء من قِشْرِه أو ما يعلوه من شَعَرِه. والأمرد : الشّابُّ لم تَبدُ لحِيتُه. ومَرِدَ يَمْرَدُ. ومرَّدَ الغُصن تمريداً : ألقَى عنه لِحاءه فتركَهُ أمْرَد ، ومنه شجرةٌ مَرْداء. والمَرْداء : رملةٌ منبطِحةٌ لا نَبْتَ فيها ، والجمع مَرادَى (٤). والمارد : العاتي ، وكذا المَرِيد ، كأنَّه تجرّد من الخير. والأمْرد من الخيل : الذي لا شَعر على ثُنَّتِه. والمُمَرَّد : البناء الطَّويل ، وهو قياسُ الباب ، لأنَّه كأنَّه مجرّد يشبه الشَّجرةَ المَرداء. ويقولون : المَرَاد : العُنق ، وهو القياس إن صحّ. وتمرَّد فلانٌ زماناً : بقي أمرد. وقولهم : مَرَدَ الطَّعامَ يَمرُدُه مرداً : ماثَهُ حتَّى يَلِين ، هو من الإبدال ، والأصل مَرَسَ ؛ فأُقِيمت الدال مقامَ السِّين. وكذا* مَرَدَ الصَّبِىُّ ثديَ أمِّه يَمْرُدُهُ. وكذا المَرِيد : التَّمر يُنقَع في اللَّبَن ، كلّ ذلك معناه واحدٌ ، والأصل السين.
__________________
(١) يقال بتخفيف الراء وتشديدها.
(٢) لامرئ القيس فى ديوانه ٦.
(٣) الغلاء : المغالاة بالسهم ليعرف كم مدى ذهابه. وفى الأصل : «الغلاء» ، تحريف.
(٤) كذا ضبطت فى المجمل ، وهو نحو عذراء وعذارى. وفى اللسان «مراد».
باب الميم والزاء وما يثلثهما
مزع الميم والزاء والعين أصلٌ صحيح يدلُّ على قطع وتَقطُّع. والقِطعَة من اللحم مُزْعة ، وقد تكسر الميم. والمُزْعة : الجُرعة في الإناء من الماء. وفلان يتمزَّعُ من الغَيظ ، أي يكاد يتقطّع. ومنه مَزَع الظّبْي مَزْعاً : أسرع ، كأنَّه ينقدّ من شدة عَدْوِه ؛ وقد يقال للفَرَس.
مزق الميم والزاء والقاف أصلٌ صحيح يدلُّ على تخرُّقٍ في شَيء ومَزَقه يَمْزِقُه ، ومزَّقَه يمزِّقه. والمِزَق : قطاع الثّوب الممزوق. وناقةٌ مِزَاقٌ : سريعةٌ جدًّا يكاد يتمزَّق عنها جِلدُها. ومَزَق الطَّائرُ بذَرْقِهِ : رمى به. ومزَّقت القومَ : فرّقتهم فتمزَّقُوا.
مزن الميم والزاء والنون أصلٌ صحيح فيه ثلاث كلمات متباينةِ القياس : فالأولى : المُزْن : السَّحاب ، والقطعة مُزْنَة. ويقال في قول القائل وأظنُّه مصنوعاً :
كأنَّ ابن مُزْنتها جانِجاً |
|
فَسِيط لدى الأُفق من خِنْصرِ (١) |
إنّ ابن المُزْنة : الهِلال.
والثانية المازن : بَيض النَّمل.
والثالثة : مَزَنَ قِربَته : مَلأَها. وهو يتمزَّنُ على أصحابه ، أي يتفضّل
__________________
(١) لعمرو بن قميئة فى اللسان (مزن ، فسط). وانظر شروح سقط الزند ٦٥٧ ، ١١٣٢.
عليهم ، كأنّه يتشبَّه بالمَزنِ سَخاءً. ولعل المُزْن هو الأصل في الباب ، وما سواه فمفرَّعٌ عليه.
مزي الميم والزاء والياء. يقولون : المزِيَّة في كلِّ شيء : التمام والكمال. ولك عندي مزِيَّةٌ. ولا يُبنَى منه فِعل.
مزج الميم والزاء والجيم أصلٌ صحيح يدلُّ على خَلْطِ الشيء بغيره. ومزَجَ الشّرابَ يَمْزُجُه مَزْجاً. وكأنَّ العَسَلَ يسمَّى المِزْج قالوا : لأنَّه كانَ يُمزَج به كلُّ شراب. قال أبو ذؤيب :
فجاءَ بِمَزْجٍ لم يَرَ الناسُ مِثلَه |
|
هو الضَّحْكُ إلّا أنّه عملُ النّحلِ (١) |
وكلُّ نوعٍ من شيئينِ مِزاجٌ لصاحبِه.
مزح الميم والزاء والحاء كلمة واحدة. يقولون : مَزَح مَزْحاً ومُزَاحَة (٢) : داعَبَ ؛ وهي الممازَحَة.
مزر الميم والزاء والراء كلمتان : الأولى المَزِير : الرّجُل القوِيّ. قال :
تَرَى الرّجُلَ النَّحِيفَ فتزدريهِ |
|
وفي أثوابِهِ أسدٌ مَزيرُ (٣) |
والثانية المَزْر : الذوق والشُّرْب القليل ، وكذا التمزُّر. وقال :
تكون بَعدَ الحَسْوِ والتمزُّرِ |
|
في فمِهِ مثلَ عصير السُّكّرِ (٤) |
ويقولون : المِزْر : نَبيذ الشَّعير. وإن صحَّ فهو من الباب.
__________________
(١) ديوان الهذليين (١ : ٤٢) واللسان (مزج ، ضحك) ، وقد سبق فى (ضحك).
(٢) كذا ضبط بالضم فى المجمل والقاموس ، وضبطه فى المصباح بفتح الميم. ومثله المزاح بضم الميم وكسرها.
(٣) للعباس بن مرداس ، فى الحماسة (٢ : ٢٠) واللسان (مزر).
(٤) الرجز فى اللسان (مزر ، سكر).
باب الميم والسين وما يثلثهما
مسط الميم والسين والطاء أصلٌ صحيح يدلُّ على خَرْط شيءٍ رطْبٍ (١) ، وعلى امتدادهِ من تِلقاءِ نَفْسه.
يقال إنَ المَسيطَةَ (٢) : ما يبقى في الحوض من الماء بكُدورةٍ قليلة. قال الأصمعىّ بئر ضَغِيط ، وهو الرَّكِىُّ إلى جَنْبِهِ ركىٌّ آخر فيَحمأُ فيُنْتن فيسيلُ في الماء العذب فلا يُشرب ، فالبئر ضَغيط ، وذلك الماء مَسِيط. قال :
يَشْرَبْنَ ماءَ الآجِنِ الضَّغيطِ |
|
ولا يَعَفْنَ كَدَر المَسِيط (٣) |
ومن الباب المَسْط : أن تَخرِطَ في السِّقاء من لبنٍ خاثرٍ بأصابعك ليخثُر
مسك الميم والسين والكاف أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على حَبْس الشيء أو تحبُّسه. والبَخِيل مُمسِكٌ. والإمساك : البُخْل ؛ وكذا المَسَاك والمِسَاك (٤) والمَسِيك (٥) : البخيلُ أيضاً ورجل مُسَكةٌ ، إذا كان لا يَعلَق بشيءٍ فيتخلَّص منه. والمَسَك : السِّوار من الذَّبْل ، لاستمساكِهِ باليدِ ، الواحدةُ مَسَكة : قال :
__________________
(١) يقال خرط الدلو فى البئر : ألقاها وحدرها. وخرط البازى : أرسله. والخرط ، بالتحريك : ضرب من الفساد يصيب اللبن ونحوه ، كأن يخرج اللبن منعقدا كقطع الأوتار ومعه ماء أصفر.
(٢) وكذا «المسيط» يطرح الهاء.
(٣) أنشده فى اللسان (ضغط ، مسط).
(٤) وكذا المساكة والمساكة بالهاء فيهما ، كما فى القاموس. واقتصر فى اللسان على «المساكة» بفتح الميم.
(٥) ويقال أيضا «مسيك» كسكير.