معجم مقاييس اللغة - ج ٦

أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريّا

معجم مقاييس اللغة - ج ٦

المؤلف:

أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريّا


المحقق: عبد السلام محمّد هارون
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٢٣

١
٢

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

كتاب الهاء

(باب الهاء وما بعدها فى المضاعف والمطابق (١))

هو الهاء والواو ليست من شرط اللُّغة (٢) ، وهى من العربية ، والأصل هاء ضُمّت إليه واوٌ. من العرب من يثقِّلها فيقول : هُوَّ (٣). ومنهم مَن يقول هُوْ (٤).

هى الهاء والياء ، والهاء والهمزة يجريان مَجرى ما قبلهما. على أنَّهُم يقولون : ما أدرى أىّ هَىِ بنِ بىٍّ هو. معناه أىُّ الناس هو. وهذا عندنا مما دَرَج عِلمُه. وكذلك قولهم : «لو كان ذاك فى الهِىَء والِجَىء (٥) ما نَفَعَه» ، والهِىَءْ :

__________________

(١) فى الأصل : «باب الهاء والواو وما يثلثهما» ، وأثبت مألوف العبارة فى مثل هذا مطابقا ما فى المجمل.

(٢) كذا جاءت هذه العبارة.

(٣) شاهده ما أنشده فى اللسان (٢٠ : ٣٦٨) :

و؛ن لسان شهچئ شتفى بها

وهو على من صبة الله علقم

(٤) نص المجمل : «ومنهم من يسكن الواو فيقول هو».

(٥) اقتصر فى المجمل على ضبطهما بفتح الهاء والجيم فى المتن والإنشاد التالى ، ولكنهما يقالان بالفتح والكسر.

٣

الطّعام. والِجَىْء : الشَّراب ، واللفظتان لا تدلّان على هذا التفسير. ويقولون : هَأْهَأْتُ بالإبل ، إذا دعوتَها للعَلَف. وهذا خلافُ الأول. وأنشدوا :

وما كانَ على الهِىَء

ولا الجِىَءِ امتداحيكا (١)

والهاء ، هذا الحرف وها تنبيهٌ. ومن شأنهم إذا أرادوا تعظيم شىءِ أنْ يُكثِرُوا فيه من التَّنبيه والإشارة. وفى كتاب الله : (ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ) ، ثم قال الشاعر (٢) :

ها إنّ تا عِذْرَةٌ إلَّا تكُنْ نفعَتْ

فإنّ صاحِبَها قد تاهَ فى البَلَدِ (٣)

ويقولون فى اليمين : لاهَا اللهِ. ويقولون : إن هاءَ تكون تلبية (٤). قال :

لا بَلْ يُجِيبُكَ حينَ تدعُو باسمِهِ

فيَقول هاءَ وطالَ ما لبَّى (٥)

هاءَ يهُوءُ الرّجُل هَوْءًا. والهَوْء : الهِمَّة. قال الكِسائى : يا هَىْءَ ما لِى ، تأسُّفٌ.

هب الهاء والباء مُعظَمُ بابِه الانتباه والاهتِزازُ والحركة ، وربما دلَّ على رِقَّةِ شىء.

الأوَّل هبَّت الريح تهُبُ هُبوباً. وهَبّ النائم يَهُبُ هَبًّا. ومِن أين هببتَ يا فلان ، كأنّه قال : من أين جئت ، من أين انتبهت لنا. وحُكِى عن يونُس :

__________________

(١) نسب فى اللسان إلى الهراء. وفى المجمل : «وما كان عن اخىء». وقد سبق إنشاده فى (جأ).

(٢) هو الابغة الذبيانى. ديوانه ٢٧.

(٣) رواية الديوان :

ما إن ذى عذرة إلا تكن نفعت

فإن صاحبها مشارك النكد

(٤) فى الأصل : «تنبيه» ، صوابه فى المجمل. وهاء ، هذه تمد وتقصر ، كما فى اللسان.

(٥) أنشده فى المجمل واللسان (ها).

٤

غابَ فلانٌ ثم هبّ. ويقولون : هبَ يفعلُ كذا ، كما يقال : طَفِق يفعل. وهزَزْتُ السَّيف فهبّ هبّة. وهَبَّته : هِزَّته ومَضاؤه فى ضريبته. وسيفٌ ذو هَبَّة. وهبَ البعيرُ فى السَّير : نَشِط ، هِباباً. قال لبيد :

فلها هِبَابٌ فى الزِّمام كأنّها

صهباءُ راحَ مع الجنوبِ جَهامُها (١)

وهبَ التَّيس للسِّفاد هَبِيباً ، واهتبَ ، وهو مِهْبابٌ. وهَبْهَبْتُ به : دعوتُه ليَنْزُوَ. ويقال الهَبهَبِىُ : الرَّاعى ؛ والفتَى السَّرِيعُ فى الخدمة هَبهبىّ. ويقولون : عِشْنا بذاك هِبَةَّ من الدَّهر ، أى سَنَةً وَوَقْتاً هَبَ لنا.

والباب الآخر تهبَّبَ الثوبُ : بَلِىَ. ويقال لقِطَع الثَّوب : هِبَبٌ. وهَبْهَبَ السَّرابُ : تَرَقرَق. والهَبْهَاب : السَّراب. وما أقرَبَ هذا من الأوّل. وممّا يُشكِل عندى معناه قولُهم : هَبْهُ فعلَ كذا ، وهَبْنى فَعَلْته ، وظننتُ أنَّ هذا من باب وهب لأنَّ اللفظة على هذا تدلّ ، وهو على ذلك مُشكِل. ويقولون للخيل : هَبِى ، أى أقبِلِى (٢). وهذه حكايةُ صوت.

هت الهاء والتاء يدلُّ على حكايةِ صوت ، ليست فيه لغةٌ أصليّة. يقال : هَتَ البَكْرُ فى صوته : عَصَر صوته (٣). وهَتَتُ الكلمة. والهَتِيت : متابَعَةٌ ومداركة. يقال : هَتَ هَتَّا وهتيتاً. ويقولون : رجلٌ مِهَتٌ : خفيف فى العَمَل. والهَتْهَتةُ : التواءُ الكلام. والهَتُ : تمزيقُ الثَّوْب. والهَتُ : الكَسْر.

__________________

(١) البيت من معلفته المشهورة.

(٢) فى اللسان : «وهى : زجر للفرس ، أى توسعى وتباعدى».

(٣) كلمة «عصر» موضعها بياض فى المجمل. وفى اللسان : «والهت : شبه العصر للصوت».

٥

ويقولون : سَمِعتُ هَتَ قوائمِ البعير عند وقعها بالأرض. والأصل فى ذلك كلِّه واحد ، ولو لا أنَّ العلماء ذكروه لما رأيتُ لذكرِهِ وجهاً.

هث الهاء والثاء قريبٌ من الذى قبلَه ، ومعظمه الاختلاط. * يقولون : الهثْهثَة : الاختلاط. وهَثْهَثَتِ السّحابةُ بثَلْجِها وقَطْرها : أرسلَتْه بسرعة : وهَثْهَثَ الوالى : ظَلَمَ قال:

* وَهَثْهَثُوا فكثُرَ الهَثْهَاثُ (١) *

هج الهاء والجيم : أصلٌ صحيح يدلُّ على غُموضِ فى شىءٍ واختلاط ، ومنه ما يدلُّ على حكايةِ صوت.

فالأوّل قولهم : هَجَّتْ عينُه (٢) : غارت. وهو من باب الغُموض والهَجَاجة : الأحمق الذى لا يَهتدِى للأمور ، فكأنَّها قد عُمِّيت عليه. وقال ابنُ الأعرابىّ وغيره : ركِب فلانٌ هَجَاجِ ، على فَعالِ ، إذا ركب العَمياءَ المُظلِمة. وأنشد :

* وقد رَكِبوا على لَومِى هَجَاجِ (٣) *

والهَجِيج : الوادى العَمِيقُ ؛ وهو من الغموض أيضاً.

والباب الآخَر قولُهم : هَجْهَجْتُ بالسَّبع : صحتُ به. وهَجهَجَ الفحلُ فى هديره.

__________________

(١) للعجاج فى ملحقات ديوانه ٧٥ واللسان (هثث). وقبله :

وأمراء أفسدوا فعاثوا

(٢) وهججت أيضا. وأنشد فى اللسان للسكميت :

كأن عيونهن مهججات

إذا راحت من الأصل الحرور

(٣) للمتمرس بن عبد الرحمن الصحارى ، كما فى اللسان (هجج). وصدره :

فلا يدع اللثام سبيل في

٦

وهَجْ (١). : زجْرٌ للكلب. قال :

سَفَرَتْ فقلت لها هَجٍ فتبرقَعَتْ

فذَكَرتُ حين تبرقَعَت ضَبّارا (٢)

وضَبَّار : كَلْب. وهَجِيجْ النَّار : أجِيجُها. فأمَّا قولهم : ماء هُجَهِجٌ. لا عذب ولا ملح ، فمن الإبدال ، وقد ذكر فى الهاء والزّاء.

هد الهاء والدال : أصلٌ صحيح يدلُّ على كَسْر وهَضْم وهدم. وهَدَدْتُه هَدَّا : هَدَمتُه. ويرجع الباب كلُّه إلى هذا القياس. فالهَدُّ من الرِّجال : الضَّعيف ، كأنَّه هُدَّ. ورجال هَدُّونَ. وقد خُولف الأصمعىّ (٣) فخبّرنى علىُّ ابن إبراهيم القَطّان ، عن ثعلبٍ عن ابن الأعرابى ، وعن عمرو بن أبى عمرٍ وعن أبيه قالا (٤) : الهَدُّ من الرِّجال : الجواد الكريم ، والجِبانُ هِدٌّ بالكسر (٥). وأنشدوا :

ليسوا بِهَدِّينَ فى الحروب إذا

تُعقدُ فوق الحَراقِفِ النُّطُقُ (٦)

فإن كان كذا فالجبان هِدٌّ. أى مهدود ، كذِبْحٍ للمذبوح. والهَد : الكريم الهادُّ لِمَالِه.

ومما يجرى مجرى الأصوات الهَدَّة : صوتُ وقع الحائط. والهُدْهُد معروف.

__________________

(١) يقال بسكون الجيم. وكسرها مع التنوين ، ويقال أيضا هجاهجا بدون تنوين ، وهجى بدون تنوين.

(٢) البيت للحارث بن الخزرج الخفاجى ، كما فى تاج العروس وانظر الحيوان (١ : ٢٥٩ / ٢ : ٢١).

(٣) فى المجمل : «وقد خولف الأصمعى فى هذه».

(٤) فى الأصل : «قال» ، وأثبت ما فى المجمل.

(٥) وقيل هو بالفتح ولا يكسر.

(٦) للعباس بن عبد المطلب ، كما فى اللسان (هدد).

٧

وهَدْهَدَ الحمامُ : صَوَّت. وهَدْهَدَت المرأةُ ابنَها : حَرَّكَتْه لينام.

ومما شذَّ عن الباب ولا أعرِفُ له قياساً ، قولُهم : مررتُ برجلٍ هَدَّكَ مِن رجُل ، كقولهم : حسبُك من رجلٍ. وهى كلمةٌ كذا تقال. قال :

ولى صاحبٌ فى الغار هَدَّكَ صاحباً

هو الْجوْنُ إلّا أنّه لا يعلَّلُ (١)

هذ الهاء والذال : أُصَيل يدلُّ على قَطْع. وهَذَّه : قَطَعه. وسكِّينٌ هَذُوذ. وهَذَاذَيْكَ من الهَذِّ : سُرعةِ القَطع ، كأنَّه يقول : أحكِم الأمرَ واقطَعْه.

هر الهاء والراء : أُصَيلٌ صحيح يدلُّ على صوتٍ من الأصوات ، ويقاس عليه. يقولون: الهِرُّ : دُعاء الغنم. وذلك قولهم : «لا يَعرف هِرًّا من بِرٍّ». والبِرُّ : سَوْقُ الغَنَم. والهِرَّة : السِّنَّوْرة ، وكأنَّها سمِّيت لصوتها إذا هَرَّت.هَرَّ الشَّوْك ، إذا اشتَدَّ يُبْسُه (٢) ، وله حينئذ هريرٌ] وزَجَل. قال :

رَعَيْنَ الشَبْرِقَ الرَّيّانَ حَتَّى

إذا ما هَرّ وامتَنَعَ المَذَاقا (٣)

قال : والهُرْهُور : الماء الكثير الذى إذا جَرَى سمِعتَ له هَرْهَرَة. ويقولون : هَرَّ فلانٌ(٤) الكأس : كرِهَها ، ولعلّه أن يكون قِيل ذاك لأنَّه يَهِرُّ فى وجْه مَن يسقيه.

__________________

(١) البيت للقتال الكلابى ، كما فى الحيوان (٧ : ٢٥٣) واللسان (جون) والشعر والشعراء ٧ / ٦ ، والأغانى (٢٠ : ١٦٠).

(٢) التكملة إلى هنا من المجمل ، وسائرها مما افترحته.

(٣) أنشده فى المجمل ، واللسان (هرر). والمذاقا ، نصب على التمييز.

(٤) فى الأصل : «ويقولون فلان فلان» ، صوابه فى المجمل.

٨

ومما ليس من الباب الهُرَار : داءٌ يأخذ الإبل ، ناقة مهرورة. ورأسُ هِرّ : مكان.

هز الهاء والزاء : أصلٌ يدلُّ على اضطرابٍ فى شىء وحركة. وهَزَزْت القناةَ فاهتزَّتْ. واهتَزَّ النَّباتُ ، وهَزَّتْه الرِّيح. وهزَّ الحادى الإبلَ بحُدائِهِ واهتزَّتْ هى فى سيرها. وهَزِيزُ الرِّيح : حرَكتُها وصوتُها.

ومن الباب الهَزَاهِزُ (١) : الفِتَنُ يَهْتَزُّ فيها النّاس. وسيفٌ هَزهازٌ وهُزْهُزٌ : صافٍ حسنُ الاهتزاز. وماء هُزَهِزٌ : اهتزَّ فى جَرَيانه. والكوكَب فى انقضاضه يهتَزُّ. والهُزَهِزُ : الرّجُل الخفيف ، والقياسُ فى كلِّ ذلك واحد.

هس الهاء والسين : أُصَيلٌ يدلُّ على أصواتٍ واختلاط ، كالهَسِيس. وهَسَاهِسُ الجنِّ مثل هَثَاهِثِهم. وقولهم : راعٍ هَسْهاسٌ ، من باب الإبدال ، مثل قَسْقاس ، إذا رَعى الغَنمَ اللَّيلَ كلَّه.

هش الهاء والشين : أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على رَخاوةٍ وليِن. والرِّخْو اللَّيِّن هَشٌ. ومنه رجل هشٌ : طَلْق المُحيَّا ، وقد هَشِشتَ (٢) ، وذُو هَشَاش (٣). والفرس الهَشُ : الكثير العَرَق. وشَاةٌ هَشُوشٌ : ثَرَّةٌ (٤).

ومن الباب هَشَشْتُ الورقَ هشّاً : خبطتُه بعَصاً.

__________________

(١) ويقال الهزائز أيضا ، كما فى اللسان.

(٢) فى الأصل : «هشت» ، صوابه فى المجمل.

(٣) فى المجمل : «وفلان ذو هشاش».

(٤) فى الأصل : «بشرة» ، تحريف. وفى المجمل واللسان : «إذا ثرت باللبن».

٩

هص الهاء والصاد كلمةٌ تدلُّ على غَمْز الشَّىء. يقولون للذِّئب : هُصْهُص (١) وهَصْهَصْتُ (٢) الشىءَ : غَمَزته. ويقولون ، وما أدرى كيف هو : إنَ الهاصَّةَ (٣) : عَينُ الفِيل ، وهو عندى مما يُسمَع.

هض الهاء والضاد كلمَةٌ تدلُّ على رَضٍّ أو أكثَرَ مِنه. وهَضَضْتُ الشَّىءَ وهَضْهَضْتُه (٤) : كَسَرْته. والهَضْهاض : الفحل الذى يهضُ أعناق الفَحُول. ويمكن أن يكون الهَضَّاء : الجماعةُ من الناس من هذا.

هف الهاء والفاء أصلٌ صحيح يدلُّ على خِفَّةٍ وسُرعةٍ فى سَير وصَوت. فالهَفيف : سُرْعة السَّير. قال ذو الرُّمة :

إذا ما نَعَسْنا نَعْسَةً قلتُ غَنِّنا

بخرقاءَ وارفَعْ من هَفِيف الرّواحِلِ (٥)

ومنه الرِّيحُ الهَفَّافة : الخفيفة الهُبوب. والظِّلُ الهفَّاف : الساكن. ومنه قميصٌ هَفْهافٌ : رقيق. والهِفُ : الذى هَراقَ ماءَه وخَفَّ من السَّحاب. والهَفَّاف : البَرَّاق والشُّهْد الهِفُ : الرَّقيق القليل العسل ، سمِّى لخفَّته ، وكذلك الهِفُ من الزَّرع : الذى يُؤخَّرُ حَصادُه فينتثر (٦) حَبُّه. ومنه المرأة المُهَفْهَفَة : الخميصة الدَّقيقة الخصر واليَهْفُوف : الأحمق لخِفَّةِ عقله ؛ ويقال هو الجَبَان.

__________________

(١) وكذا فى المجمل. ولم يرد فى اللسان. وفى القاموس : «وكهدهد وحلاحل : القوى من الناس والأسود».

(٢) فى الأصل : «وهصهت» ، صوابه فى اللسان.

(٣) لم ترد فى اللسان ، ووردت فى القاموس.

(٤) فى الأصل : «وهضضته».

(٥) ديوان ذى الرمة ٤٩٦ واللسان (هفف) وفى الديوان : «من صدور».

(٦) فى الأصل : «فينتشر» ، صوابه فى المحمل.

١٠

هك الهاء والكاف أُصَيلٌ يدلُّ على انفراجٍ فى شىء أو شَقّ. يقال انهكَ صَلَا المرأةِ انهِكاكاً : انفَرَجَ عند الوِلادِ. ويقولون : هكَّه بالسَّيف : ضَرَبه. والهَكَ : المطَر الشديد ، لأنّه يَهُكَّ الأرض (١). وانهكَّت البِئرُ : تهَوَّرت.

هل الهاء واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على رَفْع صَوت ، ثم يُتَوسَّع فيه فيسمَّى الشىءُ الذى يصوَّت عنده ببعض ألفاظِ الهاء واللام. ثم يشبَّه بهذا المسمَّى غيرُه فيسمَّى به.

والأصل قولهم أهَلَ بالحجِّ : رفَعَ صوته بالتَّلبِيَة واستهلَ الصَّبىُّ صارخاً (٢) : صوَّت عند وِلَادِه. قال ابنُ أحمر فى الإهلال :

يُهِلُ بالفَرْقدِ رُكبانُها

كما يُهِلُ الرَّاكِبُ المُعْتَمِرْ (٣)

ويقال : انهلَ المطرُ فى شِدَّة صوبِه وصوته انهلالاً.

وأمَّا الذى يُحمَلُ على هذا للقُرْب والجِوار فالهِلالُ الذى فى السَّماء ، سمِّى به لإهْلَالِ النّاس عند نظرِهم إليه مكبِّرين وداعين. ويسمَّى هلالاً أول ليلةٍ والثّانيةَ والثالثة ، ثم هو قمرٌ بعد ذلك. يقال أهَلَ الهِلالُ واستُهِلَ. ثم قيل على مَعنى التَّشبيه تَهَلَّلَ السَّحابُ ببرقه : تلألأ ، كأنّ البرق شُبِّه بالهلال.

وممَّا حمل على التَّشبيه أيضاً الهِلال : سِنانٌ له شُعبتان. والهلالُ : الماءُ القليل فى أسفل الرَّكِىِّ. والهِلال أيضاً : ضربٌ من الحيَّاتِ. قال ذو الرُّمَّة :

__________________

(١) فى الأصل : «يهتك الأرض».

(٢) فى الأصل : «صارخا كما» ، وكلمة «كما» مقحمة.

(٣) سبق البيت ومخريجه فى (عمر).

١١

إليك ابتَذْلْنَا كلَّ وهمٍ كأنَّه

هلالٌ بدا فى رمضةٍ يتقلَّبُ (١)

ويقولون : الهِلال : سَلْخ الحيّة. والهِلال : طرَف الرَّحَى إذا انكسَرَ منها. ويقولون : ثوبٌ هَلْهَلٌ : سخيف النّسج ، كأنَّه فى رِقَّتِهِ ضوءُ الهلال. وشِعْرٌ هَلْهَلٌ : رقيق. وسمِّى امرؤ القيس بن ربيعة مُهلهِلاً لأنَّه أوَّلُ من رقّق الشِّعر (٢) ، وقال قومٌ : بل سمِّىَ مُهلهِلاً بقوله :

لمَّا تَوَعَّرَ فى الكُراعِ هجينُهم

هَلْهَلْتُ أثْأَرُ جابراً أو صِنْبِلَا (٣)

وذلك أنَّه إذا أراد إدراكه صوَّت متدارِكا. ويقال الهُلاهِل : الماء الكثير ، وهذا لأنَّ له فى جَرَيَانِهِ صوتاً ؛ وهو [فى] الأصل هُراهِر. والهلال : ما يَضُمُّ بين حِنْوَى الرَّحْل ، والجمع أَهِلّة.

ومما شذَّ عن هذا الأصل قولهم : حَمَل فلانٌ على قِرْنه ثمَ هَلَّل ، إذا أحْجم. فأمّا قول القائل :

وليس لها ريحٌ ولكنْ وَديقةٌ

يظلُّ بها السَّارى يُهِلُ ويَنْقَعُ (٤)

__________________

(١) البيت فى ملحقات ديوانه ٦٦٢ واللسان (هلل).

(٢) فى الأصل : «رق الشعر» ، صوابه فى المجمل.

(٣) سبق إنشاده فى (كرع) برواية : «لما توقل» : وأنشده فى اللسان (هلل) وأمالى القالى (٢ : ٢٩١) برواية : «لما توعر» فيهما ، وأشار فى الأمالى إلى رواية «توقل». وأنشده الجوهرى : «توغل». وفى اللسان هلل : «قال ابن برى : والذى فى شعره : لما توعر ، كما أوردناه عن غيره ـ أى غير الجوهرى ـ وقوله لما توعر ، أى أخذ فى مكان وعر».

(٤) وكذا ورد إنشاده فى المجمل ، وفى اللسان (هلل) :

وليس بها ريح ولكن وديقة

يظل بها السامي يهل وينفع

وفى اللسان (سما) :

ولبس بها ربيح ولكن وديقة

اليل بها السامي يهل وينقع

١٢

ويقال للخَيل : هَلَا : قِرِى (١) ، صوتٌ يصوَّتُ به لها.

هم الهاءُ والميم : أصلٌ صحيح يدلُّ على ذَوْبٍ وجَرَيانِ ودَبيبٍ وما أشبَهَ ذلك ، ثم يقاس عليه. منه قول العرب : همَّنى الشَّىءُ : أذَابَنِى. وانْهَمَ الشَّحمُ : ذاب. والهاموم : الشَّحم الكثير الإهالة. والسَّحاب الهامُوم : الكثير الصَّوب. والهَموم : البئر الكثيرة الماء. قال :

* إنَّ لها قَلَيْذَماً هَمُوما (٢) *

والهَميمة : المَطْرَة الخَفيفة ، والرِّيح الرَّيْدانة : اللَّيّنة الهبُوب. والهَوَامّ : حشرات الأرض ، سمِّيت لهِميمها ، أى دَبِيبها. قال :

ترى أثْرَه فى صَفحتَيه كأَنّه

مدراجُ شِبثانٍ لَهُنَ هميمُ (٣)

وهمَّم فى رأسه : جعَلَ أصابعَه فى خِلال شِعره ، يجىء بها ويذهب لينام ، كأنَّ أصابِعَه تدِبُّ فى خلال شعره.

ومن الباب الهِمُ : الرّجل المُسِنّ ؛ والمرأة هِمَّة ، كأنهما قد ذابا من الكبر.

وأمَّا الهَمُ الذى هو الحزن فعندنا من هذا القياس ، لأنّه كأنّه لشدته يَهُمُ ، أى يذيب. والهَمُ : ما هَمَمْتَ به ، وكذلك الهِمَّة ، ثم تشتقُّ من الهِمَّة : الهُمام : الملكُ العظيم الهِمّة. ومُهِمُ الأمرِ : شديدُه. وأهمَّنِى : أقْلَقَنى. والقياس واحد. وقولُ الكميت :

__________________

(١) فى الأصل : «قربى» ، صوابه من المجمل واللسان. وفى المجمل : «أى قرى ، من الوقار».

(٢) سبق إنشاده وتخريجه فى (جم ، مخج).

(٣) لساعدة بن جؤية الهذلى فى ديوان الهذليين (١ : ٢٣٠) واللسان (شبث ، همم) ، وقد سبق إنشاده فى (شبث).

١٣

عادلاً غيرَهُمْ من النَّاسِ طرًّا

بِهِمُ لَا هَمَامِ لى لا هَمامِ (١)

فإنّه يقول : لا أهُمّ بذلك ولا أفعَلُه. وقد فسَّرنا معنى الهِمّة.

هن الهاء والنون : أصلٌ صحيح يدلُّ على جِنْس من اللَّحم ، وفيه شىءٌ من الكلام الذى نَنْسبه إلى الإشكال ، وإن كان علماؤنا قد تكلَّموا فيه. فالأوّل الهَنَّةُ (٢) ، يقال إنَّها شحمة باطِنِ العين ، كذا قال أبو بكر (٣) والهُنَانَة : الشّحمة. ويقال : ما بهذا البعير هانَّة ، كما يقال : ما بِه طِرْقٌ.

وأمَّا الكلام الآخر فقال الفراء : اجلس ها هُنَا قريباً ، وتنحَّ هاهَنَّا ، أى تباعَدْ. فأمَّا قول الأعشى :

لاتَ هَنَّا ذِكْرَى جُبيرة أم مَنْ

جاءَ منها بطائف الأهوالِ (٤)

قالوا : معناه ليست جُبيرةُ حيث توهَّمْت ، يوئسُه منها. وكذلك قولُ الرَّاعى :

أفى أثَرِ الأظعانِ عينُك تَلمحُ

نَعم لاتَ هَنَّا إنَّ قَلبَك مِتْيَحُ (٥)

قالوا : معناه ليس الأمرُ حيث ذهبتَ. وقول الآخر (٦) :

* حَنَّتْ نَوارُ ولاتَ هَنَّا حنَّت (٧) *

__________________

(١) أنشده فى المجمل واللسان (همم).

(٢) وكذا وردت فى المجمل والجمهرة (١ : ١٢٣) ولم ترد فى اللسان والقاموس وفيهما بدلها «الهانة» و «الهنانة».

(٣) فى الجمهرة المتوضع المتقدم.

(٤) ديوان الأعشى ٣.

(٥) أنشده فى اللسان (هنن ، تيح). وقد سبق فى (تبح).

(٦) هو شبيب بن جعيل التغلبى ، كما فى الخزانة (٢ : ١٥٨) والعينى (١ : ٤١٨).

(٧) عجزه :

وبدا الذي كانت نواو أجنت

١٤

يقول : ليس ذا موضعَ حنين. وقوله :

* لمَّا رأيت مِحْمَلَيْها هَنَّا (١) *

أراد هاهنا. وقال ابن السِّكِّيت فى قوله :

* لمَّا رأَى الدّارَ خَلاءً هَنَّا (٢) *

قال : بكى. يقال هَنَ ، إذا بكى. وإنما نقف فى مثل هذه المشكلات حيثُ وُقِّفْنَا ، وإلّا فما أحسب أحداً منهم لخَّصها ولا فسَّرها بعد.

(باب الهاء والواو وما يثلثهما)

هوى الهاء والواو والياء : أصلٌ صحيح يدلُّ على خُلُوٍّ وسقوط. أصله الهواء بين الأرض والسماء ، سمِّى لخلوِّه. قالوا : وكلُّ خالٍ هواء. قال الله تعالى : (وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ) ، أى خاليةٌ لا قَعِى شيئاً ، ثمَّ قال زُهير :

كأَنَّ الرَّحْلَ منها فوقَ صَعلٍ

من الظِّلْمان جؤجؤهُ هواءُ (٣)

ويقال هَوَى الشّىءُ يَهوِى : سقط. وهاويةُ (٤) : جهنم ؛ لأنَّ الكافر يَهوِى فيها. والهَاوية : كلُ مَهْواة. والهُوَّة : الوَهدة العميقة. وأهْوَى إليه بيده ليأخذه ،

__________________

(١) بعده فى الخزانة (٢ : ١٥٦).

محدرين كدت أن أجنا

(٢) بعده فى اللسان (هنن) :

وكاد أن يظهر ما أجمنا

(٣) ديوان زهير ٦٣ واللسان (هوا).

(٤) هى اسم من أسماء جهنم ، علم لها : ويقال لها «الهاوية» أيضا.

١٥

كأنَّه رَمى إليه بيده إدا أرسلها. وتهَاوَى القَوْمُ فى المَهْواة : سقط بعضهم فى إثْر بعض. ويقولون : الهَوِىُ ذَهابٌ فى انحدار ، والهُوِىّ فى الارتفاع. قال زُهير فى الهَوِىّ :

يَشُقُّ بها الأماعِزَ فهي تَهوِى

هَوِىّ الدَّلْوِ أسلَمَها الرِّشاءُ (١)

وقال الهذَلى فى الهُوِىّ :

وإذا رميتَ به الفِجاجَ رأيتَه

يَهوِى مَخارِمَها هُوِىَ الأجدلِ (٢)

وهَوَت الطّعنةُ : فَتَحَتْ فاها تَهوِى ، وهو من الهواء : الخالى. وهَوَتْ أمُّهُ : شَتْمٌ ، أى سقَطَتْ وهَلَكَتْ. وَ (فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ) كما يقال : ثاكلة. والمَهْوَى : بُعدُ ما بينَ الشَّيئينِ المنتصِبَين ، حتى يقالُ ذلك لبُعْد ما بين المَنْكِبَين.

وأمَّا* الهوى : هَوى النَّفسِ ، فمن المَعنيين جميعاً ، لأنَه خالٍ من كلِّ خير ، ويَهوِى بصاحِبِه فيما لا ينبغى. قال الله تعالى فى وصف نبيّه عليه الصلاة والسلام : (وَما يَنْطِقُ عَنِ) الْهَوى ، يقال منه هَوِيتُ (٣) أَهْوَى هَوًى. وأمَّا المُهاواة فذكر أبو عمرٍو أنّها الملاجَّة. وقال أبو عبيد : شدّة السَّير. وأنشد :

فلم تستطع مَىٌ مَهاواتَنا السُّرَى

ولا ليلَ عِيسٍ فى البُرِينَ خواضِعِ (٤)

__________________

(١) ديوان زهير ٦٧ واللسان (هوا).

(٢) لأبى كبير الهذلى فى ديوان الهذلبين (٢ : ٩٤) والحماسة (١ : ٢١).

(٣) فى الأصل : «هويت منه».

(٤) لذى الرمة فى اللسان (هوا) والمخصص (٧ : ١٠٦). وهو بهذه الرواية ليس فى ديوانه. وفى اللسان أيضا عن التهذيب : «فى البرين سوام» ، وهى رواية الديوان ٦٠٢.

١٦

والذى قاله فصيح : أمَّا المُلَاجَّة فلأَنَّ كلَّ واحدٍ منهما يحبُ هَوَى صاحِبه. وأمَّا السَّير فلِمَا فى ذلك من التَّرامِى بالأبدان عند السَّير.

هوب الهاء والواو والباء : ليس بأصلٍ جيّد ، لكنهم يقولون : الهَوْب : المُخَلِّط. وحكى ابن دريد فى طرائفه (١) أصابنى هَوْب النار : وهَجها (٢).

هوت الهاء والواو والتاء : قريبٌ من الذى قبلَه. يقولون : الهَوْتة (٣) : الطَّريقُ إلى الماء. وصَبَّ الله عليه الهَوْنَةَ والمَوْتة ، شتمٌ ، قاله الخليل.

هوج الهاء والواو والجيم : كلمةٌ تدلُّ على تسرُّعٍ وتعسُّف. يقولون : الأهوج : الرَّجُل المتسرِّع. والهوجاء : النَّاقة السريعة ، كأنَّ بها هَوَجا. والهوجاء : الرِّيح التى تَقلَع البُيوت. وقال أبو بكر (٤) : وقد تَهُبُّ فى وجهٍ واحد هبوباً متدارِكا. ويقولون : الهاجَةُ : الضِّفدِعة.

هود الهاء والواو والدال : أصلٌ يدلُّ على إرْوَادٍ وسُكون. يقولون : [التَّهويد (٥)] : المَشْىُ (٦) الرُّوَيْد. ويقولون : هَوَّدَ ، إذا نامَ. وهَوَّد الشَّرابُ نَفْسَ الشّاربِ ، إذا خَثَرت له نَفْسُه. والهَوَادَة : الحالُ تُرحَى معها

__________________

(١) الجمهرة (١ : ٣٣٢).

(٢) فى الأصل : «وهيجها» ، صوابه فى المجمل والجمهرة. ونص الجمهرة : «والهوب : اشتعال النار ووهجها ، لغة بمانية».

(٣) ويقال بفتح الهاء وضمها ، كما فى اللسان.

(٤) الجمهرة (٣ : ١١٩).

(٥) التكملة من اللسان.

(٦) فى الأصل : «والشىء» ، صوابه فى اللسان.

١٧

السَّلامةُ بين القوم. والمُهَاودة : المُوادَعَة (١). فأمَّا اليَهُودُ فمِن هاد يَهُودُ ، إذا تاب هَوْداً. وسُمُّوا به لأنَّهم تابُوا عن عبادة العجل. وفى القرآن : (إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ) ، وفى التَّوبةِ هوادةُ حالٍ وسلامةٌ.

هوذ الهاء والواو والذال : كلمةٌ واحدة ، هى هَوْذَةُ : القَطاةُ ، وبها سمِّي الرجل هَوْذَة.

هور الهاء والواو والراء : أصلٌ يدلُّ على تساقُطِ شىءٍ. منه تَهَوَّرَ البِناء : انهَدَم. وتهَوّر اللَّيلُ : انكسَرَ ظلامُه ، كأنَّه تهدَّم ومرَّ. وتهوَّرَ الشِّتاء : ذهبَ أشدُّهُ. ويقولون للقَطِيع من الغَنم : هَوْرٌ ؛ وهو صحِيحٌ لأنَّه مِن كثرته يتساقط بعضُه على بعض.

ومما شذَّ عن الباب قولهم : هُرْتُ فلاناً بكذا أَهُورُه : أزْنَنْتُه به قال :

* رأى أنَّنى لا بالكثير أَهُورُه (٢) *

هوس الهاء والواو والسين : كلمةٌ تدلُّ على طَوَفَانٍ ومَجىءٍ وذَهاب فى مثلِ الحَيرة. فالهَوْس : الطَّوَفَانُ ؛ وكلُّ طلبٍ فى جُرأة هَوْس ويقال أسَدٌ هَوَّاس. وباتَت [الإبلُ (٣)] اللَّيلَ تَهُوس : تَسرِى.

ومن المحمول على هذا الهَوْس : شِدّة الأكل. يقال : أكُولٌ (٤) هَوَّاس.

__________________

(١) فى المجمل : «المواعدة» ، تحريف.

(٢) لأبى مالك بن نويرة يصف فرسه ، كما فى اللسان (هور). وعجزه :

ولا هو عنى في المواساة ظاهر

(٣) التكملة فى المجمل.

(٤) فى الأصل : «أكل» ، تحريف. وفى المجمل : «والهواس : الأكول».

١٨

ومن الباب ناقَةٌ هَوِسَةٌ : ضعيفة ، وهى إذا كانت كذا حارت. ومنه قولهم به هَوَسٌ.

هوش الهاء والواو والشين : أُصَيلٌ يدلُّ على اختلاطٍ وشِبهه. منه هَوّشُوا : اختَلَطوا. وهَاشت الخيلُ فى الغارة. والمَهَاوش فى الحديث (١) من هذا. ويقال : هَوَّشَت الرِّيحُ بالتُّراب : جاءت به ألواناً. ومنه الهَوش. العدد الكثير. وتَهَوَّشَ القوم على فُلانٍ : تَغَاوَوْا عليه.

وشذَّ عنه الهَوَش ، يقال إنَّه صِغَر البَطْن قال :

* قد هَوِشَتْ بطونُها واحقَوقَفَتْ (٢) *

وهم مُتَهاوِشُون ، أى مختلِطُون.

هوع الهاء والواو والعين : كلمتان : الهَوْع : سُوء الحِرص. يقال رجلٌ هَاعٌ.

والكلمة الأخرى : الهُوَاع : القَىء. يقال : هَاعَ يَهُوع وتَهَوَّع. قال الخليل : لأُهَوِّعَنَّه ما أَكَل ، أى لأستخرِجَنَّ من حَلْقِه ما أكَلَ

هوف الهاء والواو والفاء : كلمةٌ واحدة تدلُّ على خِفّة. يقال الهُوفُ (٣) : الرِّيح تأتى من قِبَلِ اليمن. قالت* أمُّ تأبَّطَ شرًّا تؤبِّنُه : «ما هُو بِهُلفوف ، تلفُّه هُوف». وبذلك يشبَّه الأحمق ، فيقال له هُوف. قال أبو بكر (٤) :

__________________

(١) هو حديث : «من اكتسب مالا من مهاوش أذهبه الله فى نهابر».

(٢) أنشده فى اللسان (هوش).

(٣) استظهر فى اللسان أن يكون من مادة (هيف).

(٤) الجمهرة (٣ : ١٦٢).

١٩

ورجلٌ هُوفٌ ، إذا كان خاوياً لا خَيرَ عنده.

هوك الهاء والواو والكاف : كلمةٌ تدلُّ على حُمقٍ ووقوع فى الشىء على غَير بصيرة. فالهَوَك : الْحْمق. وتهوَّكَ الرجلُ : وقع فى الشَّىء. وفى الحديث : «أمُتَهَوِّكُونَ أنتم كما تهوَّكَت اليهودُ والنَّصارى (١)».

هول الهاء والواو واللام : كلمتانِ تدلُّ إحداهما على مخافةٍ ، والأخرى على تحسينٍ وزِينة.

فالأولى : الهوْل ، وهى المخافة. وهالَنِى الشَّيءُ يهُولُنى. ومكانٌ مَهالٌ : ذو هَوْل. قال الهذلى (٢) :

أجاز إليْنا على بُعده

مهاوِىَ خَرق مَهَابٍ مَهَالِ

والتَّهاويل : ما هالَكَ من شىء. وهَوَّلُوا على الرّجل : حَلَّفوه عند نارٍ يهوِّلون بها عليه. قال أوس :

* كما صَدَّ عن نارِ المهَوِّل حالِفُ (٣) *

والأُخرى قولهم لزِينة الوَشْىِ : تَهَاويل ، ويقال هَوَّلتِ المرأةُ : تزيَّنت بحَلْيها.

__________________

(١) هو حديث عمر بن الخطاب قال للنبى صلى الله عليه وسلم : «إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا أفترى أن نكتبها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..».

(٢) هو أمية بن أبى عائذ الهذلى. ديوان الهذليين (٢ : ١٧٢) واللسان (هيب ، هول).

(٣) صدره كما فى ديوان أوس ١٦ واللسان (هول) والبيان (٣ : ٧) وأيمان العرب للنجيرمى ٣١ :

إذا استقبلته الشمس سد بوجهه

٢٠