معجم مقاييس اللغة - ج ٢

أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريّا

معجم مقاييس اللغة - ج ٢

المؤلف:

أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريّا


المحقق: عبد السلام محمّد هارون
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥١٢

١
٢

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

کتاب الحاء

باب ما جاء من كلام العرب فى المضاعف والمطابق أوّلُه حاء ، وتفريعِ مقاييسه

حد الحاء والدال أصلان : الأوّل المنع ، والثانى طَرَف الشىء. فالحدّ : الحاجز بَيْنَ الشَّيئين (١). وفلان محدودٌ ، إذا كان ممنوعاً. و «إنّه لَمُحارَفٌ محدود» ، كأنّه قد مُنِع الرِّزْقَ. ويقال للبوَّاب حَدَّاد ، لمنْعِه النّاسَ من الدخول. قال الأعشى :

فَقُمْنا ولَمَّا يَصِحْ دِيكُنا

إلى جَوْنَةٍ عند حَدّادِها (٢)

وقال النابغة فى الحدّ والمنْع :

إلّا سليمانَ إِذْ قال المَلِيكُ له

قُمْ فى البرِيّة فاحدُدْها عن الفَنَد (٣)

وقال آخر :

__________________

(١) فى الأصل : «من الشيئين».

(٢) ديوان الأعشى ٥١ واللسان (حدد ، جون). والجونة ، بالفتح : الخابية المطلية بالقار.

(٣) ديوان النابغة ٢١ واللسان (حدد). والرواية المشهورة كما فيهما : إذ قال إلاله له.

٣

يا رَبِّ مَن كَتَمنى الصِّعَادا (١)

فهَبْ لَهُ حَليلةً مِغْدادا

كانَ لها ما عَمِرَتْ حَدَّادَا

أى يكون بَوّابَها لئلا تَهْرُب. وسمِّى الحديدُ حديداً لامتناعه وصلابته وشدّته. والاستحداد : استعمال الحديد. ويقال حَدَّت المرأة على بَعْلها وَأَحَدَّت ، وذلك إذا منَعتْ نَفْسَها الزِّينةَ والْخِضابَ. والمحادّة : المخالَفَة ، فكأنّه الممانعةُ. ويجوز أن يكون من الأصل الآخَر.

ويقال : ما لى عن هذا الأمر حَدَدٌ ومُحْتَدٌّ ، أى مَعْدَل وَمُمتَنَع. ويقال حَدَداً ، بمعنى مَعَاذَ الله. وأصله من المَنْع. قال الكميت :

حَدَداً أن يكون سَيْبُك فِينا

زَرِماً أو يَجِيئَنا تَمْصِيرا (٢)

وحَدُّ العاصِى سُمِّى حَدًّا لأنّه يمنعه عن المعاوَدَة. قال الدّريدىّ : «يقال هذا أمر حَدَدٌ ، أى منيع (٣)».

وأمّا الأصل الآخَر فقولهم : حَدُّ السَّيف وهو حَرْفه ، وحدُّ السِّكِّين. وحَدُّ الشَّراب: صلابته. قال الأعشى :

* وكأْسٍ كعَيْنِ الديك باكَرْتُ حَدَّها (٤) *

__________________

(١) البيت وتاليه فى اللسان (غدد) برواية : «من يكتمنى». والصعاد ، هنا : جمع صعدة وهى من النساء المستقيمة القامة ، كأنها صعدة قناة.

(٢) السيب : العطاء. وفى الأصل : «سيبك» ، صوابه فى المجمل واللسان. والزوم ، بتقديم الزاى : القليل. وفى الأصل : «رزما» وفى المجمل واللسان : و؟ أو عجبنا ممصورا ووالتمصير : تقليل العطاء.

(٣) فى الجمهرة (١ : ٥٨): «أى ممتنع» ، وفى اللسان بدون نسبة إلى ابن دريد : «وهذا أمر حدد أى منيع حرام لا يحل ارتكابه».

(٤) عجزه كما فى الديوان ١٣٧ واللسان (حدد) :

بغتبان صدق والنواقيس تضرب

٤

وحَدُّ الرّجل : بأسُه. وهو تشبيه.

ومن المحمول الحِدّةَ التى تعترى الإنسان من النَّزق. تقول : حَدَدت على الرّجل أَحِدُّ حِدَّةً.

حذ الحاء والذال أصلٌ واحدٌ يدل على القَطْع والخِفّة والسُّرعة ، لا يشذُّ منه شىء. فالحذُّ : القَطْعُ. والأَحَذُّ : المقطوع الذّنَب. ويقال للقطاةِ حَذّاءِ ، لقِصَر ذَنَبها. قال :

حَذّاء مدْبِرةً سَكَّاء مُقْبِلةً

للماء فى النَّحر منها نَوْطَةٌ عَجَب (١)

وأمْرٌ أحذّ : لا متعلّق فيه لأحَدٍ ، قد فُرِغ منه وأُحْكِم. قال :

إذا ما قَطعْنا رَمْلَةً وعَدَابَها

فإنَّ لنا أَمْراً أحذَّ غمُوسا (٢)

قال الخليل : الأحذّ : الذى لا يتعلَّق به الشىء. ويسمَّى القلبُ أحَذّ. قال : وقصيدة حَذَّاء : لا يَتعلَّقُ بها من العيب شىء لجوْدتها. والحَذّاء : اليَمين المنكَرَة يُقْتَطَعُ بها الحقُ (٣)

ومن هذا الباب فى المُطابَق : قَرَبٌ حَذْحَاذٌ (٤) ، أى سريعٌ حثيث.

__________________

(١) نسب البيت فى اللسان (حذذ ، نوط) إلى النابغة. وأنشده فى (سكك) بدون نسبة. ونسب فى الأعانى (٨ : ١٤٢) مع أربعة أبيات إلى العباس بن يزيد بن الأسود. قال : «هكذا ذكر ابن الكلبى ، وغيره يرويها لبعض بنى مرة». والنوطة ، بالفتح : الحوصلة.

(٢) البيت ليزيد بن الحذاق الشى العبدى ، من قصيدة فى المفضليات (٢ : ٧٩). والعداب : الحبل من الرمل. والغموس : الغامض.

(٣) شاهده ما أنشده فى اللسان (حذذ) :

تزيدها حفاء يعلم أنه

هو الكاذب الآتى الأمور البجاويا

(٤) يقال حذحاذّ وحذاحذ ، كعلابط. والقرب ، بالتحريك : سير الليل لورد الغد.

٥

وفى حديث عُتْبةَ بنِ غَزْوان (١) : «إِنَّ الدُّنْيا قد آذنَتْ بصُرْمٍ ووَلَّت حَذَّاءَ ، ولم تَبْق منها صُبابةٌ إلّا كصُبابة الإناء».

حر الحاء والراء فى المضاعف له أصلان :

فالأوّل ما خالف العُبودِيّة وبَرِئ من العيب والنَّقص. يقال هو حُرٌّ بيِّنُ الْحُرورِيّة والحُرّيّة. ويقال طِينٌ حُرٌّ : لا رمْل فيه. وباتَتْ فلانةُ بلَيْلَةٍ حُرَّةٍ ، إذا لم يصل إليها بَعْلُها فى أوّلِ ليلَةٍ ؛ فإنْ تمكَّن منها فقد باتَتْ بليلةِ شَيْبَاءَ. قال :

شُمْسٌ مَوانعُ كُلِّ لَيلةٍ حُرَّةٍ

يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحش المِغْيارِ (٢)

وحُرُّ الدّار : وَسَطها. وحُمِل على هذا شئُ كثيرٌ ، فقيل لولد الحيّة حُرٌّ. قال :

مُنطوٍ فى جَوف ناموسِهِ

كانطواء الحُرِّ بين السِّلامْ (٣)

ويقال لذكَر القَمَارىّ ساقُ حُرٍ. قال حُمَيد :

وما هاج هذا الشَّوقَ إلّا حملمةٌ

دعَتْ ساقَ حُرٍ تَرْحَةً وترنُّما (٤)

وامرأةٌ حُرّةُ الذِّفْرَى ، أى حُرَّةُ مَجَالِ القرْط. قال :

والفُرْطُ فى حُرَّةِ الذِّفْرَى* مُعَلّقُهُ

تباعَدَ الحَبْل منه فهو مضطربُ (٥)

__________________

(١) زاد فى اللسان : «أنه خطب الناس فقال فى خطبته».

(٢) البيت للنابغة فى ديوانه ٣٦ واللسان والجمهرة (حرر).

(٣) البيت للطرماح فى ديوانه ١٠٩ واللسان والمجمل (حرر). وهو فى صفة صائد.

(٤) البيت فى اللسان (٥ : ٢٥٦). وأنشده فى (٥ : ٢٥٧) وذكر أن صواب الرواية : في حمام؟ وبهذه الرواية الأخيرة ورد فى المجمل.

(٥) البيت لذى الرمة فى ديوانه ٥٦٩ واللسان (حبل). و «معلقه» وردت فى الأصل واللسان والديوان «معلقة» تحريف ، إذ «القرط» مذكر. ومعلقه ، أى موضع تطيقه. وفى الديوان واللسان : تباعد الحبل عنها وفى شرح الديوان : «أى تباعد حبل العنق من القرط لأنها طويلة العنق». فالمعنى على رواية الديوان واللسان : تباعد حبلها ؛ كما تقول قرت العين منى ، أى عينى.

٦

وحُرُّ البَقْل : ما يُؤكلُ غيرَ مطبوخٍ. فأمّا قول طَرَفة :

لا يكُنْ حُبُّكِ داءً داخِلاً

ليس هذا مِنكِ ماوِىَ بحُرّ (١)

فهو من الباب ، أى ليس هذا منك بحَسَن ولا جَميل. ويقال حَرَّ الرّجلُ يَحَرُّ ، من الحُرِّيّة.

والثانى : خلاف البَرْد ، يقال هذا يومٌ ذو حَرٍ ، ويومٌ حارٌّ. والحَرُور : الريح الحارّة تكون بالنهار واللَّيل. ومنه الحِرَّة ، وهو العطَش. ويقولون فى مَثَلٍ : «حِرَّةٌ تحْتَ قِرَّةٍ (٢)».

ومن هذا الباب : الحَرِير ، وهو المحرور الذى تداخَلَهُ غيظٌ من أمرٍ نزل به. وامرأةٌ حريرة. قال :

خرجْنَ حَريراتٍ وأبديْنَ مِجْلداً

وجالَتْ عليهنَّ المكتَّبَةُ الصُّفْرُ (٣)

يريد بالمكتّبة الصُّفْر القِداحَ

والحَرَّة : أرض ذات حجارةٍ سوداء (٤). وهو عندى من الباب لأنَّها كأنّها محترقة. قال الكسائىّ : نهشل بن حَرِّىّ (٥) ، بتشديد الراء ، كأنّه منسوب إلى

__________________

(١) ديوان طرفة ٦٣ واللسان (حرر).

(٢) هو دعاء ، أى رماه الله بالعطش والبرد ، أو بالعطش فى يوم بارد.

(٣) البيت للفرزدق فى ديوانه ٢١٧ واللسان (حرر). وقد سبق فى مادة (جلد). وأنشده فى اللسان (قرم) بدون نسبة وبرواية : «المقرمة الصفر».

(٤) كذا جاء وصف الحجارة بسوداء. وانظر تحقيقى لهذه المسألة فى مجلة الثقافة ٢١٥١ ومجلة المقتطف عدد نوفمبر سنة ١٩٤٤. وفى المحمل واللسان : «سود».

(٥) نهشل بن حرى : شاعر مخضرم ، أدرك معاوية ، وكان مع على فى حروبه. الإصابة ٨٨٧٨ والخزانة (١ : ١٥١).

٧

الحَرَّ. قال الكسائى : حَرِرتَ يا يومُ (١) تَحَرّ وَحَرَرْتَ تَحِرّ ، إذا اشتدَّ حَرُّ النَّهار.

حز الحاء والزّاء أصلٌ واحد ، وهو الفَرْضُ فى الشّىءِ بحديدةٍ أو غيرها ، ثم يشتقُّ منه. تقول من ذلك : حزَزْت فى الخشبَة حَزًّا. وإذا أصاب مِرفَقُ البعير كِركِرتَه فأثَّر فيها ، قيل به حازٌّ (٢). والحُزَّازُ : ما فى النَّفس من غيظٍ ؛ فإنّه يحزُّ القلبَ وغيرَه حزًّا. قال الشمّاخ :

فلما شَرَاها فاضَت العَينُ عَبْرَةً

وفى الصدر حُزّازٌ من اللّوْمِ حامِزُ (٣)

والحَزَازَة من ذلك. وكلُّ شىءِ حَكَّ فى صدرك فقد حَزَّ. ومنه حديث عبد الله : «الإثْم حَزَّازُ القُلُوب (٤)». [و] من الباب الحَزيز ، وهو مكانٌ غليظٌ مُنْقاد ، والجمع أحِزَّة. قال :

* بأَحِزَّةِ الثَّلَبُوتِ (٥) *

ومنه الحَزاز ، وهو هِبْرِيَةٌ فى الرأس. ويقال جئت على حَزَّةٍ مُنكَرة ، أى حالٍ وساعةِ. وما أُراه (٦) يقال فى حالٍ صالحة. قال :

* وبأىِ حَزِّ مُلاوَةٍ تَتَقَطَّعُ (٧) *

__________________

(١) فى الأصل : «يا قوم» صوابه فى المجمل واللسان. وضبط الفعل فى القاموس : كمللت وفررت ومررت.

(٢) الكر كرة : صدر كل ذى خف. وقد ضبطت العبارة فى اللسان خطأ ، وهى فى القاموس على الصواب. وقد أضاف كل منهما كلمة «طرف» إلى «كركرته».

(٣) ديوان الشماخ ٤٩ واللسان (حزز ، حمز). ورواية الديوان : «من الوجد» ، واللسان : من الهم.

(٤) ويروى أيضا : «حواز القلوب» أى يحوزها ويتملكها ويغلب عليها.

(٥) للسيد فى معلقته. والبيت بتمامه :

بأحزة لثلبوت يربا؟

قفر المواقب؟ آرامها

(٦) فى الأصل : «أرى».

(٧) لأبى ذؤيب الهذلى فى ديوانه ٥ والمفضليات (٢ : ٣٢٣) واللسان (حزز ، رزن) وصدره :

حتى إذا جزرت مباه وزونه

٨

حس الحاء والسين أصلان : فالأول غلبة الشىء بقتل أو غيره ، والثانى حكايةُ صوت عند توجُّعٍ وشبهه.

فالأول الحَسُ : القَتْل ، قال الله تعالى : (إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ). ومن ذلك الحديث: «حُسُّوهم بالسيف حَسّا». وفى الحديث فى الجراد : «إذا حَسَّهُ البَرْدُ». ـ والحَسيس : القَتِيل (١). قال الأفوه :

* وقد تَرَدَّى كلُّ قِرْنٍ حَسيسْ (٢) *

ويقال إن البَرْدَ محَسَّة للنَّبَاتِ. ومن هذا حَسْحَسْت الشىء من اللحم ، إذا جعلْتَه على الجِمرة ؛ وحَشْحشْت أيضاً. ويقول العرب : افعل ذلك قبل حُسَاس الأيسار ، أى قبل أن يُحسحِسوا من جَزُورهم ، أى يَجْعَلُوا اللحم على النار.

ومن هذا الباب قولهم أحْسَسْتُ ، أى عَلِمْتُ بالشىء. قال الله تعالى : (هَلْ تُحِسُ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ). وهذا محمولٌ على قولهم قتلتُ الشىءَ عِلْما. فقد عاد إلى الأصل الذى ذكرناه. ويقال للمَشَاعر الْخمْسِ الحواسُ ، وهى : اللَّمس ، والذَّوق ، والشمّ ، والسمع ، والبصر.

ومن هذا الباب قولهم : من أين حَسِسْتَ هذا الخبر ، أى تخبّرتَه.

ومن هذا الباب قولهم للذى يطرُد الجوعَ بسخائه : حسحاس. قال :

واذكرْ حسيناً فى النَّفير وقبله

حَسَنا وعُتبة ذا الندى الحسْحَاسا

__________________

(١) فى الأصل والمحمل : «القتل» ، صوابه فى اللسان.

(٢) صدره كما فى ديوان الأفوه : واللسان (حسس) :

؟ لهم عند انكار القا

٩

والأصل الثانى : قولهم حَسّ (١) ، وهى كلمةٌ تقال عند التوجُّع. ويقال حَسِسْت له فأنا أحَسُ ، إذا رقَقْت له ، كأنَّ قلبَك ألِمَ شفقةً عليه. ومن [الباب] الحِسُ ، وهو وجعٌ يأخذ المرأة عند وِلادِها. ويقال انحسَّت أسنانه : انقلعَتْ. وقال :

فى مَعْدِنِ المُلْكِ القديم الكِرْسِ

ليس بمَقْلُوعٍ ولا مُنْحَسِ (٢)

ومن هذا الباب وليس بعيداً منه الحُساس ، وهو سوءُ الخُلُق. قال :

رُبَّ شَرِيبٍ لك ذِى حُساسِ

شِرابُه كالحَزِّ بالمَوَاسِى (٣)

ويقال الحُساس الشُّؤم. فهذا يصلح أن يكون من هذا ، ويصلح أن يكون من الأول لأنه يذهب بالْخيْر.

حش الحاء والشين أصلٌ واحد ، وهو نباتٌ أو غيرُه يَجفُّ ، ثم يستعارُ هذا فى غيره والمعنى واحد. فالحشيش : النبات اليابس. والحِشَاش والمِحَشُ : وعاؤه. قال :

* بين حِشاشَىْ بازِلٍ جِوَرِّ (٤) *

وحِشَاشَا الإنسانِ وغيرِه : جنباه ، عن أبى مالك ، كأنَّهما شُبِّهَا بحِشَاشَىِ الحشيش. والحُشَّةُ : القُنَّةُ تُنْبِتُ ويَبْيَضُّ فوقَها الحشيش (٥). قال :

__________________

(١) يقال بفتح الحاء ، وكسر السين المشددة مع التنوين وعدمه ، ويقال حسا ، بفتح الحاء مع النصب. وكذلك حس ، بكسر الحاء وكسر السين المشددة المنونة.

(٢) للعجاج فى اللسان (حسس ، كرس) وليس فى ديوانه. والكرس ، بالكسر : الأصل. ويروى : الكريم الكرس.

(٣) الرجز فى اللسان (حسس) ، ونوادر أبى زيد ١٧٥. والمواسى : جمع موسى الحلاق.

(٤) الرجز فى اللسان (حشش ، جرر). وانظر أيضاً (جرر ، مرر) وقد سبق إنشاده فى (جر).

(٥) فى القاموس «والحشة بالضم : القبة العظيمة». قال الزبيدى : «هكذا فى سائر النسخ القبة حدة. والصواب القنة بالنون ، كما ضبطه الصاغانى عن ابن عباد».

١٠

فالحشَّة السَّوداء من ظهر العَلَم

* والمُحَشُ من الناس : الصغير ، كأنه قد يَبِس فصغُر. قال :

* قُبِّحْتَ مِن بَعْلٍ مُحَشٍ مُودَنِ*

ويقال استحشَّتِ الإبلُ : دَقَّت أو ظِفَتُها من عِظَمِها أو شَحْمها. ويقولون : اسْتَحَشَ ساعِدُها كَفَّها ، وذلك إذا عَظُم الساعد فاستُصْغِرت الكفَّ. قال :

إذا اصْمَأَلَّ أَخْدَعاه ابتَدَّا

إذا هما مَالا استَحَشَّا الخدَّا

ويقال حشَشْتُ النار ، إذا أثقَبتَها ، وهو من الأصل الذى ذكرناه ، كأنّك جعلت ثَقُوبَها كالحشِيش لها تأكُله. قال :

فما جبُنوا أنَّا نشُدُّ عليهمُ

ولكنْ رأوْا ناراً تُحَشُ وتُسْفَعُ (١)

وحَشَ الرجل سهمَه ، إذا أَلزَقَ به قُذَذَه من نواحيه.

ومن الباب فرسٌ محشوش الظهر بجنْبَيه ، إذا كان مُجْفَر الجنْبَين. قال :

من الحارِكِ محشوشٍ

بجَنْبٍ مُجْفَرٍ رَحْبِ (٢)

وقول الهذلىّ (٣) :

فى المزنىّ الذى حَشَشْتُ له

مالَ ضَريكٍ تِلادُهُ نَكِدُ (٤)

فإنه يريد كثّرت به مالَ هذا الفقير. وذلك أنه أُسِرَ ففُدِى بماله.

__________________

(١) البيت لأوس بن حجر فى ديوانه ١١ واللسان (حسس).

(٢) لأبى دواد الإيادى ، كما فى اللسان (حشش). ورواه أبو عبيدة فى كتاب الحيل ٨٦ لعقبة بن سابق.

(٣) هو صخر الغى ، وقصيدته فى نسخة الشقيطى من الهذليين ٥٥ وشرح الكرى الهذليين ١٢. والبيت فى اللسان (حشش).

(٤) الذى حششت ، ساقطتان من الأصل ، وإثباتهما من اللسان وديوان الهذليين.

١١

ويقال حَشَّت اليد (١) ، إذا يَبِست ، كأنها شُبِّهت بالحشيش اليابس. وأحشّت الحامِلُ ، إذا جاوَزَتْ وقت الوِلادِ ويَبِس الولدُ فى بطنها.

ومما شذ عن الباب الحُشَاشَة : بقية النّفْس. قال :

أبَى اللهُ أن يُبقِى لنفسى حُشاشةً

فصبراً لما قد شاء الله لى صبرا (٢)

حص الحاء والصاد فى المضاعف أصول ثلاثة : أحدها النَّصيب ، والآخر وضوحُ الشىء وتمكنُّه ، والثالث ذَهاب الشىء وقلّته.

فالأول الحِصّة ، وهى النَّصيب ، يقال أحصَصْتُ الرّجلَ إذا أعطيتَه حِصَّته. والثانى قولهم حَصْحَصَ الشىء : وضَحَ. قال الله تعالى : (الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُ).

ومن هذا الحصحصةُ : تحريكُ الشىءِ حتى يستمكن ويستقرّ.

والثالث الحَصُ والحُصَاص ، وهو العَدْوُ. وانحَصَ الشعْر عن الرأس : ذهَب. ورجلٌ أحَصُ قليلُ الشعْر. وحَصَّتِ البيْضةُ شعرَ رأسه. قال أبو قيس بن الأسلت :

قد حَصّتِ البَيضَةُ رأسى فما

أطعَمُ نوماً غيرَ تَهجاعِ (٣)

والحصحصة : الذَّهاب فى الأرض. ورجل أحَصُ وامرأةٌ حَصّاء ، أى مشْؤُومة. وهو من الباب ، كأنَّ الخير قد ذهب عَنْها. ومن هذا الباب فلانٌ يَحُصّ ، إذا كان لا يُجيِر أحداً. قال :

__________________

(١) يقال : حشت وأحشت ، بالبناء للفاعل والمفعول فى كل منهما.

(٢) كذا ورد هذا العجز ويصح بقطع همزة لفظ الجلالة «الله».

(٣) قصيدة أبى قيس الأقيس فى المفضليات (٢ : ٨٣ ـ ٨٦). والبيت فى اللسان (حصص) ، برواية : فما أذوق نوما.

١٢

أَحُصُ ولا أُجِيرُ ومَن أُجِرْهُ

فليس كمن يُدَلَّى بالغُرُورِ (١)

والأَحَصَّانِ : العَبد والعَير ؛ لأنهما يُماشِيان أنْمانَهما حتى يَهرَما فيُنْتَقصَ أثمانُها ويمُوتا.

ويقال سَنَةٌ حَصَّاءِ : جرداءِ لا خَير فيها.

ومن الذى شذَّ عن الباب قولهم للوَرْس حُصّ. قال :

مُشَعْشَعَةَ كأنَ الحُصَ فيها

إذا ما الماءِ خالَطَها سَخِينا (٢)

حض الحاء والضاد أصلان : أحدهما البَعْث على الشىء ، والثانى القَرارُ المسْتَفِلُ.

فالأول حضَضْته على كذا ، إذا حَضّضْتَه عليه وحَرّضْتَه. قال الخليل : الفرق بين الحضّ والحثّ أنّ الحثّ يكون فى السير والسَّوقِ وكلِّ شىء ، والحضّ لا يكون فى سير ولا سَوْق.

والثانى الحضيض ، وهو قَرار الأرض. قال :

* نزَلْتُ إليه قائماً بالحَضِيضِ (٣) *

حط الحاء والطاء أصلٌ واحد ، وهو إنزال الشىء من عُلوّ. يقال حطَطْت الشىءَ أحُطّه حَطًّا. وقوله تعالى : حِطَّةٌ قالوا : تفسيرها اللهم حُطّ عنا أوزارَنا

__________________

(١) البيت لأبى جندب الهذلى ، كما فى اللسان (دلا). وقصيدته فى شرح السكرى للهذليين ٨٧ ومخطوطة الشنقيطى ١١٩.

(٢) لعمرو بن كلثوم فى معلقته المشهورة.

(٣) لامرئ القيس فى ديوانه ١١٠. وصدره :

فلم أجن الشمس على غبارها

١٣

ومن هذا الباب قولهم جاريةٌ مَحْطوطة الْمتنين ، كأنما حُطّ مَتْنَاها بالمِحَطِّ. قال :

بيضاءِ مَحْطوطَةُ الْمتنَين بَهْكَنَةٌ

رَيَّا الرّوادفِ لم تُمْغِل بأولادِ (١)

ومن هذا الباب قولهم رجل حُطَائِطٌ ، أى صغير قصير ، كأنّه حُطَّ حَطَّا.

ومن هذا الباب قولُهم للنّجيبة السريعة* حَطوطٌ ؛ كأنها لا تزال تحطُّ رَحْلاً بأرض (٢).

ومما شذّ عن هذا القياس الحَطَاط : بَثْرَةٌ تكون بالوجْه. قال الهذلىّ (٣) :

ووحهٍ قد طرقْتُ أمَيْمَ صَافٍ

أَسيلٍ غيرِ جَهْمٍ ذِى حَطاطِ

ويروى :

* كقَرنِ الشّمسِ ليس بذى حَطاطِ*

حظ الحاء والظاء أصل واحد ، وهو النَّصيب والْجَدّ. يقال فلان. أحظُّ من فلانٍ ، وهو محظُوظٌ. وجمع الحظِّ أحَاظٍ على غير قياس. قال أبو زيد : رجلٌ حَظِيظ جديد ، إذا كان ذا حظّ من الرزق. ويقال حَظِظْتُ فى الأمر أَحَظُّ. قال : وجمع الحَظّ أحُظٌّ (٤).

حف الحاء والفاء ثلاثة أصول : الأول ضربٌ من الصّوت ، والثانى أن يُطيفَ الشىءُ بالشىء ، والثالث شِدَّةٌ فى العيش.

__________________

(١) البيت للقطامى فى ديوانه ٧ واللسان (حطط ، مغل).

(٢) شاهده قول النابغة فى اللسان (حطط) :

فما وخدت يمتلك ذات غرب

حطوط في الزمام ولا لجسون

(٣) هو المتنخل الهذلى ، وقصيدته فى نسخة الشنقيطى من الهذليين ٤٨ والقسم الثانى من مجموع أشعار الهذليين. ورواية البيت فى اللسان (حطط) :

ووجه قد جلوت أميم صاف

كقرن الشمس ليس بذى حطاطا

(٤) هذا فى جمع القلة ، ويقال فى الكثرة حظوظ وحظاظ كرجال.

١٤

تفسير ذلك : الأول الحفيف * حفيفُ الشجرِ ونحوِه ، وكذلك حفيفُ جَناح الطائر.

والثانى : قولهم حفّ القوم بفلانٍ إذا أطافُوا به. قال الله تعالى : (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ). ومن ذلك حِفافَا كلِّ شىءِ : جانباه. قال طَرَفة :

كَأَنّ جَناحَىْ مَضْرَحِىِّ تَكنَّفا

حِفَافَيْهِ شُكَّا فى العَسيبِ بِمْسرَدِ (١)

ومن هذا الباب : هو على حَفَفِ أمْرٍ أى ناحيةٍ منه ، وكلُّ ناحيةِ شىءِ فإنها تُطِيف به. ومن هذا الباب قولهم : «فلان يَحُفُّنا ويَرُفُّنا» كأنّه يشتمل علينا فيُعْطينا ويَمِيرُنا.

والثالث : الحُفُوف والحَفَف ، وهو شدّة العيش ويُبْسُه. قال أبو زيد : حَفَّتْ أرضُنا وقَفَّتْ ، إذا يبِسَ بَقْلُها. وهو كالشَّظَف. ويقال : هم فى حَفَفٍ من العَيش ، أى ضيق ومحْلٍ ، ثم يُجْرَى هذا حتى يقال رأسُ فلانٍ محفوفٌ وحافٌ ، إذا بَعدُ عهدُه بالدُّهن ، ثم يقال حَفَّت المرأةُ وجْهها من الشّعر. واحتفَفْتُ النبتَ إذا جَزَزْتَه.

حق الحاء والقاف أصلٌ واحد ، وهو يدل على إحكام الشىء. وصحّته. فالحقُ نقيضُ الباطل ، ثم يرجع كلُّ فرعٍ إليه بجَودة الاستخراج وحُسْن التّلفيق ويقال حَقَ الشيءُ وجَبَ. قال الكسائىّ : يقول العرب : «إنك لتعرف الحِقَّةَ عليك ، وتُعْفى بما لدَيْكَ (٢)». ويقولون : «لَمَّا عَرَف الحِقَّةَ منّى انْكَسَرَ».

__________________

(١) البيت من معلقته المشهورة. والمضرحى : النسر.

(٢) فى اللسان : «المعفى الذى يصحبك ولا يتعرض لمعروفك». وأنشد :

فإنك لا تبلو أمرا دون صحبه

وحق؟؟؟؟

١٥

ويقال حاقَ فلانٌ فلاناً ، إذا ادَّعى كلُّ واحدٍ منهما ، فإذا غَلَبَه على الحقِّ قيل حَقَّه وأحَقَّه. واحتَقَ الناس فى الدَّيْنِ ، إذا ادَّعى كلُّ واحدٍ الحقَّ.

وفى حديث علىّ عليه السلام : «إذا بلغَ النِّساء نَصَ الْحقَاقِ فالعَصَبَةُ أوْلى».

قال أبو عبيدٍ : يريدُ الإدراكَ وبُلوغَ العقل. والحِقاقُ أن تقول هذه أنا أحقُّ ، ويقولَ أولئك نحنُ أحقّ. حاقَقْتُه حقاقاً. ومن قال «نَصَ الحقائق» أراد جمع الحقيقة.

ويقال للرجُل إذا خاصَمَ فى صغار الأشياء : «إنَّه لَنَزِقُ الحِقاق» ويقال طَعْنَةٌ مُحْتَقَّةٌ، إذا وصلَتْ إلى الجوف لشدَّتها ، ويقال هى التى تُطعَن فى حُقِ الورِك.

قال الهذلى (١) :

وَهَلاً وقد شرع الأسِنّةَ نحوَها

مِن بين مُحْتَقٌ بها ومُشَرِّمِ

وقال قومٌ : المحتقُ الذى يُقتَل مكانَه. ويقال ثوبٌ مُحَقَّقٌ ، إذا كان محكم النّسج (٢). قال :

تَسَرْبَلْ جِلْدَ وَجهِ أبيك إنّا

كفَيناك المحققَة الرّقاقا (٣)

والحِقَّةُ من أولاد الإبل : ما استحقَّ أن يُحمَل عليه ، والجمع الحِقاق. قال الأعشى:

__________________

(١) هو أبو كبير الهذلى كما فى اللسان (حقق) ، وقصيدة البيت فى نسخة الشنقيطى ٧٦ الوهل : الفزع. وفى اللسان : «هلا وقد» تحريف. وقبل البيت :

فاهنجن من نزع وطارجهاشها

من بين قارمها وما لم؟

(٢) وقيل : ثوب محقق : عليه وشى كصورة الحقق.

(٣) كلمة «جلد» ساقطة من الأصْل ، وإثباتها من المجمل واللسان.

١٦

وهُم ما هُم إذا عزَّت الخَم

رُ وقامت زِقاقُهم والحِقاقُ (١)

يقول : يباع زقّ منها بحِقّ (٢). وفلان حامِى الحقيقة ، إذا حَمَى ما يَحقُّ عليه أن يحمِيه ؛ ويقال الحقيقة : الراية. قال الهذلىّ (٣) :

حامِى الحقيقة نَسَّالُ الموَديقة مِعْ

تاقَ الوَسيقة لا نِكسٌ ولا وانِ (٤)

والأحقّ من الخيل : الذى لا يعْرَق ؛ وهو من الباب ؛ لأن ذلك يكون لصلابته وقوّته وإحكامه. قال رجلٌ من الأنصار (٥) :

وأَقْدَرُ مُشرفُ الصَّهَواتِ ساطٍ

كُمَيتٌ لا أحَقُ ولا شَئيتُ (٦)

ومصدره الحَقَق. وقال قوم : الأقدر أن يسبقَ موضعُ* رِجليه موقعَ يديه. والأحقّ : أنْ يطبِّق هذا ذاك. والشئِيت : أن يقصر موقع حافر رجلَيه عن موقع حافر يديه.

والْحَاقَّةُ : القيامة ؛ لأنها تحقّ بكل شىء. قال الله تعالى : (وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ). والحَقْحَقَة أرفَعُ السَّير وأتْعَبُه للظَّهرْ. وفى حديث

__________________

(١) البيت فى ديوان الأعشى ١٤٢.

(٢) فى الأصل : «يقال يباع زق منها حق».

(٣) هو أبو المثلم الهذلى. وقصيدته فى نسخة الشقبطى من الهذليين ٩٤ والسكرى ٣٤.

(٤) السكرى : «معتاق الوسيقة ، وهى الطريدة ، إذا طرد طريدة أنجاها من أن تدرك».

والبيت ملفق من بيتين. وفى ديوان الهذليين :

؟ الهضيمة ناب بالعظيمة منـ

لاف الكريمة لاسقط ولاوان

حامى الحقيقة لسال الوديقة

؟ االوسيقة جلد نمير ثنيان

(٥) البيت يروى أيضاً لعدى بن خرشة الخطمى كما فى اللسان (حقق ، شأت).

(٦) سيأتى فى (شأت). وهذه رواية أبى عبيد. ورواية الجمهرة (١ : ٦٣) :

بأجرد من عتاف الخيل بها

جواد لا أحصى رولا؟

١٧

مطرّف بن عبد الله لابنِه (١) : «خَير الأُمور أوساطُها ، وشرُّ السَّير الحَقْحَقَة». والحُقُ : مُلتقَى كلِّ عَظْمَين إلا الظهرَ ؛ ولا يكون ذلك إلا صُلباً قويا.

ومن هذا الحقّ من الخشب ، كأنه ملتقى الشىء وطَبَقُه ـ وهى مؤنثّة ، والجمع حُقق. وهو فى شعر رؤبة :

* تَقْطِيطَ الحُقَقْ (٢) *

ويقال فلانٌ حقيقٌ بكذا ومحقوقٌ به ـ وقال الأعشى :

لَمَحْقوقةٌ أن تستجِيى لِصَوتِهِ

وأنْ تعلمى أنّ الُمعانَ مُوَفَّقُ (٣)

قال بعضُ أهل العلم فى قوله تعالى فى قصة موسى عليه السلام : حقيق علىّ قال : واجِبٌ علىّ. ومن قرأها (حَقِيقٌ عَلى) فمعناها حريصٌ عَلَى (٤).

قال الكسائىّ حُقّ لك أن تفعل هذا وحُقِقْتَ. وتقول : حَقَّا لا أفعل ذلك ، فى اليمين.

قال أبو عبيدة : ويُدخلون فيه اللام فيقولون : «[لَحَقَ] لا أفعل ذاك (٥)» ،

__________________

(١) فى الأصل : «لأبيه» تحريف. وفى اللسان : «وتعبد عبد الله بن مطرف بن الشخير فلم يقتصد ، فقال له أبوه : يا عبد الله ، العلم أفضل من العمل ، والحسنة بين السيئتين» الخ. ومطرف بن الشخير ، هو مطرف بن عبد الله بن الشخير من كبار التابعين ، توفى سنة ٩٥. انظر تهذيب التهذيب ، وصفة الصفوة.

(٢) قطعة من بيت له. وهو بتمامه كما فى الديوان واللسان :

سوى مساحبهن تقطبط الحقق

أى إن الحجارة سوت حوافر الحمر مثل تقطيط الحقق وتسويتها.

(٣) قبله كما فى ديوان الأعشى ١٤٩ :

وإن امرأ أسرى إليك ودونه

فياف تتوفات وبيداء خيفق

(٤) هذه قراءة الجمهور. وأما القراءة الأولى (على) بتشديد الياء ، فهى قراءة الحسن ونافع ، وانظر إتحاف فضلاء البشر ٢٢٧.

(٥) التكملة من الصحاح واللسان. وفى اللسان : «قال الجوهرى : وقولهم لحق لا آتيك ، هو يمين العرب يرفعونها بغير تنوين إذا جاءت بعد اللام. وإذا أزالوا عنها اللام قالوا : حقاً لا آتيك. قال ابن برى : يريد لحق الله فنزله منزلة لعمر الله. ولقد أوجب رفعه لدخول اللام كما وجب فى قولك لعمر الله ، إذا كان باللام».

١٨

يرفعونه بغير تنوين. ويقال حَقَقْتُ الأمرَ وأحقَقْتُه ، أى كنتُ على يقينٍ منه. قال الكسائىّ: حَقَقْتُ حذَرَ الرحُل وأحقَقْتُه : [فعلتُ (١)] ما كان يحذر. ويقال أحَقَّت الناقة من الرّبيع ، أى سَمِنَت.

وقال رجلٌ لتميمىٍّ : ما حِقَّةٌ حَقَّت عَلَى ثلاث حِقاقٍ؟ قال : هى بَكْرَةٌ معها بَكْرتان ، فى ربيع واحد ، سمِنت قبل أن تسمنا ثم ضَبِعَتْ ولم تَضْبَعا (٢) ، ثم لَقِحت ولم تَلقَحا.

قال أبو عمرو : استحقّ لَقَحُها (٣) ، إذا وجب. وأحقَّت : دخلَتْ فى ثلاث سنين.

وقد بلغت حِقَّتها ، إذا صارت حِقَّة. قال الأعْشَى :

بحِقّتها رُبِطَتْ فى اللَّجِي

نِ حتى السَّديسُ لها قد أَسَنْ (٤)

يقال أسَنَّ السِّنُّ نَبَتَ.

حك الحاء والكاف أصلٌ واحد ، وهو أن يلتقىَ شيئانِ يتمرّس كلُّ واحدٍ منهما بصاحبه. الحكُ : حَكُّكَ شيئاً على شىء. يقال ما بقِيتْ فى فيه حَاكَّة ، أى سنّ. وأحكَّنِى رأسى فحكَكْته. ويقال حكَ فى صدرى كذا : إذا لم ينشرح صدْرك له ، كأنه شىء شكَّ صدرَك فتمرّس [به]. والحُكاكة : ما يسقط من الشيئين تحكُّهما. والحَكِيك : الحافر النَّحِيت (٥). ويقولون وهو أصل الباب : فلانٌ يتحكَّك بى ، أى يتمرَّس

قال الفرّاء : إنه لحِكُّ شَرٍّ ، وحِكُ ضِغْنٍ (٦).

__________________

(١) التكملة من المجمل واللسان (حقق ٣٣٣).

(٢) ضبعت الناقة ضبعا ، من باب فرح : اشتهت الفحل. وفى الأصل : «صنعت ولم تصنعا» ، صوابه فى اللسان (حقق ٣٤١) حيث ساق الخبر فى تفصيل.

(٣) اللقح بالفتح والتحريك : اللقاح. ويقال أيضاً استحقت الناقة اللقاح.

(٤) رواية الديوان ١٦ واللسان (حقق): «حبست فى اللجين».

(٥) أى المنحوت. وفى الأصل : «النجيب» ، صوابه من المجمل واللسان.

(٦) لم يذكر فى اللسان : وفى القاموس : «وحك شر وحكاكه ، بكسرهما : يحاكه كثيرا».

١٩

حل الحاء واللام له فروع كثيرة ومسائلُ ، وأصلها كلُّها عندى فَتْح الشىءِ ، لا يشذُّ عنه شىء.

يقال حلَلْتُ العُقدةَ أحُلُّها حَلًّا. ويقول العرب : «يا عاقِدُ اذكُرْ حَلَّا». والحلال: ضِدُّ الحرام ، وهو من الأصل الذى ذكرناهُ ، كأنه من حَلَلْتُ الشىء ، إذا أبحْتَه وأوسعته لأمرٍ فيه (١).

وحَلَ : نزل. وهو من هذا الباب لأن المسافر يشُدّ ويَعقِد ، فإذا نزلَ حَلّ ؛ يقال حَلَلْتُ بالقوم. وحليل المرأة : بعلها ؛ وحليلة المرء : زوجُه. وسُمِّيا بذلك لأن كلّ واحدٍ منهما يَحُلُ عند صاحبه.

قال أبو عبيد : كل من نازَلَكَ وجاوَرَك فهو حَليل. قال :

ولستُ بأطْلَسِ الثَّوبينِ يُصْبِى

حليلتَه إذا هدأ النِّيامُ (٢)

أراد جارتَه. ويقال سمَّيت الزوجةُ حليلةً لأن كلَّ واحدٍ منهما يحلُ إزارَ الآخر. والحُلّة معروفة ، وهى لا تكون إلا ثوبَين. وممكن أن يحمل على الباب فيقال لمَّا كانا اثنَينِ كانت فيهما فُرْجة.

ومن الباب الإحليل ، وهو مَخرج البَول ، ومَخرج اللَّبن من الضَّرْع.

ومن الباب تَحَلْحَلَ عن مكانه ، إذا زال. قال :

* ثَهْلانُ ذو الهَضَبَاتِ لا يَتَحَلْحَلُ (٣) *

__________________

(١) فى الأصل : «الأمر فيه».

(٢) البيت فى المجمل واللسان (طلس ، حلل). وأطلس الثوبين كناية عن أنه مرمى بالقبيح.

(٣) عجز بيت للفرزدق فى ديوانه ٧١٧ واللسان (حلل). وصدره :

فأرفع بكفك إن أردت بناءنا

وفى الديوان : ثهلان ذا الهضبات وقال ابن برى : «هذه هى الرواية الصحيحة». وأقول : الرفع على الاستئناف صحيح أيضاً ، جعله مثلا.

٢٠