باب اللام والخاء وما يثلثهما
لخص اللام والخاء والصاد كلمةٌ واحدة ، وهي اللَّخَص ، وهو لحم الجَفْن. واللخَص: أن يكون الجَفْنُ الأعلى لَحِيماً. ورجلٌ أَلْخَصُ ، وضَرْعٌ لَخِص : كثير اللَّحم. وقولهم لَخَّصْت الشَّيء ، إذا بيّنتَه ، فهو من هذا ، كأنَّه اللحم الخالصُ إذا أُبرِز.
لخع اللام والخاء والعين كلمةٌ واحدة. قال ابن دريد : اللَّخَع : استرخاءٌ في الجِسْم(١).
لخف اللام والخاء والفاء كلمتانِ ، إحداهما اللِّخاف ، وهي حجارة بِيض رقاق ، واحدتها لَخْفَة. والأخرى قولهم : لَخَفَه بالسَّيف : ضَرَبه.
لخم اللام والخاء والميم كلمةٌ واحدة ، وهي لَخْمٌ : قبيلةٌ من اليمن. قال ابن دريد (٢) : اشتقاقُه من لَخُمَ وجهُ الرّجُل ، إذا كثُر لَحمُه وغلُظ. قال : وهو فعلٌ ممات لا يكادون يتكلَّمون به. واللُّخْم : سمكة.
لخن اللام والخاء والنون كلمة واحدةٌ ، وهي اللَّخَن ، وهو النَّتْن ، يقال : لَخِنَ السِّقاء ، إذا أنتنَ. ومنه قولهم للأَمة : لَخْناء.
لخي اللام والخاء والحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ على اعوجاجٍ
__________________
(١) الجمهرة (٢ : ٢٣٥).
(٢) الجمهرة (٢ : ٢٤٢). وفى الاشتقاق ٢٢٥ : «واشتقاق لخم من الغلظ والجفاء».
في شيء وميل. من ذلك الأَلْخَى ، هو المعوجّ. ومنه اللَّخَا : كثرة الكلام في الباطل ؛ يقال رجلٌ ألْخَى وامرأةٌ لَخْواء. وقد لَخِيَ لَخاً ، مقصور. ويقولون : اللَّخْو (١) نعت القُبُل المضطرِب. وعُقَابٌ لَخْواءُ ؛ إذا طال مِنقَارُها الأعلى الأسْفَلَ. وبعيرٌ ألخَى وناقةٌ لَخْواء ، إذا كانت إحدى ركبتيه أعظَمَ من الأخرى. ويقولون اللِّخاء (٢) : التحريش ، ويكون ذلك ميلاً عن أحد الجانبين. يقال : لَخيْتَ بي عِندَه ، إذا حرَّشَه بك فكأنَّه مال عليك. والمِلْخَى ، المُسْعُط ، يسمَّى بذلك لأنّه يكون في أحد الجانبين من الأنف (٣). [و] سمِّي غذاءُ الصبِىِ لِخاءً ، وهو الخُبْز المبلول
لخج اللام والخاء والجيم. يقولون : لَخِجَتْ عينه ، إذا التزقت. واللَّخَج : أسْوَأ الغَمَص ، وليس هذا عندي مُشْبِهاً كلام العرب.
باب اللام والدال وما يثلثهما
لدس اللام والدال والسين كلماتٌ تدلُّ على لُصوق شيء بشيء حتَّى يأخذَ منه. يقال : لَدَس المالُ النّباتَ ، أي لَحِسه. ويقال لأوَّلِ ما يَطلُع مِن النَّبات اللَّدِيس ، لأنَّ المال يلدُسه. ولُدِست النّاقةُ ، أي رميت باللَّحم ، كأنَّ السِّمَن لَمَّا لزِمَها كان كالشَّيء يَلصَق بالشَّيء. ولَدَسْتُ البعيرَ ، إذا أنعَلْتَه. ويقال
__________________
(١) ويقال أيضا «اللخى» بالفتح والقصر كما فى اللسان ، واقتصر عليه فى المجمل ، كما اقتصر هنا على «اللخو».
(٢) والملاخاة أيضا.
(٣) فى الأصل : «الفم» ، وهو سهو.
للفحولِ الشِّداد مَلَادِس ، لأنَّ كلَّ واحد منها يُلدَس بالآخر : يُعرَك (١). والله أعلم بالصَّواب.
لدغ اللام والدال والغين كلمة واحدة. يقال لُدِغ يُلْدَغ ، وهو ملدوغ ولديغ. ولدَغْتُه بكلمةٍ ، إذا نزَغْتَه (٢) بها.
لدم اللام والدال والميم أصلٌ يدلُّ على إلصاق شيءٍ بشيءٍ ، ضربا أو غيره. فاللَّدْم : ضرب الحجَر بالحجَر. قال :
ولِلفؤادِ وَجِيبٌ تحتَ أبهَرِهِ |
|
لَدْمَ الغلامِ وراءَ الغيْب بالحجَرِ (٣) |
والْتَدم النساءُ : ضرَبْنَ وجوهَهنَّ وصُدورهنَّ في المَنَاحة. واللّدْم : ضربُكَ خُبْز المَلَّة. والمَلَادِيم : المَرَاضيخُ يرضَخُ بها النَّوَى. والتدَمَتْ عليه الحُمَّى : لازمته. ولذلك يقال للحُمَّى: أمّ مِلْدَم. ويقولون : المُلَدَّم (٤) من الرِّجال : الأحمق. واللام في هذا مبدلةٌ من راء ، [كأنّه] كان متخرِّقا فرُدِّم ، أي رُقَع.
لدن اللام والدال والنون كلمةٌ واحدة. يقال للّيِّن من القضبان لَدْنٌ. ولَدُنْ بمعنى لَدَى ، أي عِندَ.
__________________
(١) فى الأصل : «يعتزل».
(٢) النزغ ، بالغين المعجمة : الطعن والنخس. وفى الأصل : «نزعته» ، تحريف.
(٣) البيت لابن مقبل ، كما فى اللسان (بهر ، لدم). وأنشده فى مجالس ثعلب ٧٤٣.
(٤) وكذا ضبط فى المجمل ، وهو ما يقتضيه الكلام بعده. وضبط فى القاموس «كمنبر» ، وكذا فى اللسان.
باب اللام والذال وما يثلثهما
لذع اللام والذال والعين يدلُّ على أصلٍ واحد ، وهو الإحراق والحرارة. من ذلك اللَّذْع : لَذْع النّار ، وهو إحراقها الشَّي ويستعار ذلك فيقال : لذَعْتُه بلسانِي ، إذا آذيتَه أذًى يسيراً. ومنه قولهم جاء فلانٌ يتلذَّع ، أي يتلفَّت يميناً وشِمالا ، كأنَّ شيئاً يُقلِقُه ويُحرِقه.
ومن الباب اللوذَعِىُ : الظَّريف ، أي كأنَّه من حركته وكَيْسِه يُلْذَع والتَذَعت القَرْحة : فاحت (١) ، لأنّها تَلتذِع وتلذَعُ صاحبَها.
لذم اللام والذال والميم كلمةٌ تدلُّ على ملازمة شيءٍ لشيء. يقال لذِمْتُ الرّجل لَذْماً : لزمته. والمُلْذَمُ (٢) : الرّجل المُولَع بالشَّيء. قال الهذلىّ (٣) :
باب اللام والزاء وما يثلثهما
لزق اللام والزاء والقاف ليس بأصلٍ ، لأنَّه من باب الإبدال. يقال لَزِق الشّيء بالشّيء يلزَق ، مثل لَصِق.
[لزك اللام والزاء والكاف (٤)] ليس هو عندي بشيء. على أنّهم
__________________
(١) فاحت : انتشرت ، أو نفحت بالدم. وفى المجمل : «تاحت» ، تحريف.
(٢) بضم الميم وفتحها.
(٣) المجمل : «وهو فى شعر الهذلى». وانظر ديوان الهذليين (١ : ٢٢٨).
(٤) تكملة ضرورية ، إذ أن الكلام بعدها إنما هو فى (لزك) لا (لزق). وهو المطابق لما فى المجمل والمعاجم المتداولة.
يقولون : لزِك (١) الجُرح ، إذا استوَى نباتُ لحمِهِ ولم (٢) يبرأْ. وهذا لا يشبهُ كلامَ العرب.
لزم اللام والزاء والميم أصلٌ واحد صحيح ، يدلُّ على مصاحَبة الشَّيء بالشىء دائماً. يقال : لَزِمه الشَّيءُ يَلْزَمُه. واللِّزَام : العذاب الملازم للكُفَّار.
لزن اللام والزاء والنون يدلُّ على ضِيقٍ في شيء أو تضايُقٍ. يقال : عَيْشٌ لَزْنٌ ، أي ضيِّق. واللَّزَن : اجتماع القوم على البئر مزدحمين. يقال : مَشْرَبٌ لزِنٌ ، إذا ازدُحِمَ عليه. والله أعلم بالصَّواب.
لزأ اللام والزاء والهمزة كلمتانِ لعلّهما أن يكونا صحيحتين. يقولون : لَزَّأَ الإبلَ تَلزِئةً ، إذا أحْسَنَ رِعْيتَها. ويقولون : لعَنَ الله أمَّا لَزَأَت به ، أي ولدَتْه.
لزب اللام والزاء والباء يدلُّ على ثبوتِ شيءٍ ولُزومه. يقال : للّازِمِ لازب. وصار هذا الشَّيءُ ضربةَ لازِبٍ ، أي لا يكاد يفارِق. قال النابغة :
ولا يَحسِبون الخيرَ لا شرَّ بعدَه |
|
ولا يَحْسِبون الشَّرَّ ضربةَ لازِب (٣) |
__________________
(١) فى الأصل : «لصق» ، تحريف ، صوابه فى المجمل واللسان.
(٢) وكذا فى اللسان. وفى المجمل : «ولما».
(٣) ديوان النابغة ٩ واللسان (لزب).
واللَّزْبة : السَّنَة الشديدة ، والجمع لَزْبات (١) كأنَّ القَحْط لَزَب ، أي ثبت فيها.
لزج اللام والزاء والجيم قريبٌ من الباب الذي قبله. يقال : لَزِجَ به ، إذا غَرِيَ به ولازَمَه. والتلزُّج : تتبُّع البقولِ والرِّعْي القليل.
باب اللام والسين وما يثلثهما
لسع اللام والسين والعين كلمةٌ واحدة. يقال : لَسَعَتْه الحيّةُ تَلْسَعُه لَسْعاً ويستعار فيقال : لسَعَه بلسانِه.
لسم اللام والسين والميم ليس بأصلٍ. يقولون في باب الإبدال : ألْسَمْتُ الرّجُل الحُجّة: ألزَمْتُه إيّاها. وألْسَمْتُه الطّريقَ : ألزمتُه إيّاه.
لسن اللام والسين والنون أصلٌ صحيح واحد ، يدلُّ على طول لطيفٍ غير بائنٍ ، في عضوٍ أو غيره. من ذلك اللِّسان ، معروف ، وهو مذكّر والجمع أَلْسُنٌ ، فإذا كثر فهي الألسنة. ويقال لَسَنْتُه ، إذا أخَذْتَه بلسانك قال طرفة :
وإذَا تَلْسُنُني ألسُنُها |
|
إنَّني لستُ بموهون غُمُرْ (٢) |
وقد يعبَّر بالرِّسالة عن اللِّسان فيؤنّث حينئذٍ. قال :
__________________
(١) ولزبات ، بالتحريك على خلاف القياس. إذ أن اللزبة صفة لا اسم. ولم يذكر فى القاموس واللسان هذا الجمع ، أى بالتحريك ، وذكر فى المجمل.
(٢) الروابة المشهورة : «بموهون فقر». الديوان ٦٥ واللسان (لسن ، وهن ، فقر).
إنِّي أتَتنِي لِسَان لا أُسَرُّ بها |
|
من عَلْوَ لا عجبٌ فيها ولا سَخَرُ (١) |
واللَّسَنُ : جَودة اللِّسان والفَصاحة. واللِّسْن : اللُّغَة ، يقال. لكلِّ قومٍ لِسْنٌ أي لغة. وقرأ ناسٌ : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ)(٢). ونعلٌ مُلَسَّنَةٌ : على صورة اللِّسان. قال كثير :
لهم أُزُرٌ حُمر الحواشِي يَطَوْنَها |
|
بأقْدامِهِمْ في الحَضْرمىِ المَلسَّنِ (٣) |
ويقولون : المَلْسُون : الكذَّاب. وهذا مشتقٌّ من اللِّسان ، لأنّه إذا عُرِف بذلك لُسِنَ ، أي تكلمت فيه الألسِنة ، كما قال :
وإذا تلسُنُنِي ألسُنُها*
والتَّلسِين : أن يُعِيرَ الرّجلُ [الرجُلَ (٤)] فصيلا لتدِرّ عليه ناقتُه ، فإذا دَرَّت نُحِّيَ الفصيلُ. ومعناه أنَّه ذاق اللَّبنَ بِلسانه.* وقَدَمٌ مُلَسَّنَةٌ ، إذا كانت فيها لَطافةٌ وطُولٌ يسير.
لسب اللام والسين والباء أصلٌ يدلُّ على إصابةِ شيءٍ لشيء بحِدَّة. يقال : لَسَبَتْه العقربُ. ولَسِبْتُ العسلَ ، إذا لَعِقْتَه. والقياس واحد ، وفرِّق بينهما بالحركات. قال أبو زيد : لَسَبَه أسواطاً : ضربه. ويقولون ، وهو من
__________________
(١) البيت لأعشى باهلة فى جمهرة أشعار العرب ١٣٥ والخزانة (١ : ٩٢) والمواهب الفتحية (٢ : ١٩) ، واللسان (لسن ، سخر).
(٢) هذه قراءة أبى السمال ، وأبى الجوزاء ، وأبى عمران الجونى. وقرأ أبو رجاء وأبو المتوكل والجحدرى : «بلُسُن» بضم اللام والسين : جمع لسان. وقرئ أيضا «بلُسْن» بالضم وسكون اللام. تفسير أبى حيان (٥ : ٤٠٥).
(٣) أنشده فى اللسان (لسن).
(٤) التكملة من المجمل.
غير هذا : إنَ اللَّسْبَ : الجَمْع (١). ويقال لَسِب بالشَّيء ، إذا لَزِق ، وهو من الكلمة الأولى.
لسد اللام والسين والدال. يقولون : لَسِدَ العَسلَ : لَعِقَه.
لسق (٢) اللام والسين والقاف ليس أصلاً ، وأصله الصاد. يقال اللَّسَق : اللَّوَى (٣). وإذا التزقت الرِّئة بالجَنْب قيل لَسِقَ لَسَقاً. والأصل لصق.
قال رؤبة :
* وبَلَّ بَردُ الماءِ أعضادَ اللّسَقْ (٤) *
باب اللام والصاد وما يثلثهما
لصغ اللام والصاد والغين ليس بشيء. على أنّهم يقولون لَصَغ الجِلد (٥) : يَبِس على العَظْم عَجَفًا (٦).
لصف اللام والصاد والفاء كلمةٌ تدل على يُبْس وبريق. يقال : لَصِفَ جلدُه لَصَفًا ، إذا لَزِق ويَبِس. ولَصَف يَلصُف ، إذا بَرَق.
__________________
(١) وكذا فى المجمل. ولم يرد هذا المعنى فى اللسان ولا فى القاموس.
(٢) كذا وردت هذه المادة ، وحقها أن تكون بعد مادة (لسع) كما فى المجمل ، ولكنى أبقيتها فى موضعها محافظة على أرقام صفحات الأصل.
(٣) اللوى : وجع فى الجوف.
(٤) ديوان رؤبة ١٠٨ واللسان (لسق). وفى الديوان : «اللزق».
(٥) ضبط فى اللسان والقاموس : «كمع» وفى المجمل بكسر الصاد.
(٦) فى الأصل : «عجيفا» ، صوابه من اللسان.
وممّا ليس من هذا اللَّصَفُ : شيءٌ ينبت في أصول الكَبَرِ ، كأنّه خِيار. ولَصَافِ : جبلٌ.
لصق اللام والصاد والقاف أصلٌ صحيح يدلُّ على ملازمةِ الشَّيء للشيء يقال لَصِق به يَلصَق لُصُوقاً (١). والمُلصق : الدّعِىّ. وفلان بلِصْقِ الحائط وبلِزْقه (٢). واللَّصَق في البعير كاللَّسَق ، وقد فسَّرناه في بيت رؤبة.
لصب اللام والصاد والباء أصلٌ صحيح يدلُّ على ضيقٍ وتضايق. فاللِّصْب : مَضِيقُ الوادي. ويقال لَصِبَ الجلدُ باللَّحمِ يَلْصَب ، إذا لَزِق به. وفلان لَحِزٌ لَصِبٌ : لا يكاد يُعطِي شيئا. ولَصِب الحاتَم في الإصبع : ضِدُّ قَلِقَ. ويقال إنَ اللَّوَاصب : الآبار الضيِّقة البعيدة القَمْر. قال كثِّير :
لواصب قد أصبحت وانطَوَتْ |
|
وقد طَوَّل الحىّ عنها لَبَاثا (٣) |
لصت اللام والصاد والتاء. يقولون : اللَّصْتُ : اللِّصّ.
باب اللام والطاء وما يثلثهما
لطع اللام والطاء والعين أصلٌ صحيح يدلُّ على انكشافِ شيء عن شيء ، وعلى كَشْفه عنه. يقال : لَطع الإنسان الشّيءَ بلسانه يلطَعُه ، إذا لَحِسَه. واللَّطَع : بياضٌ في باطِن الشَّفَة ، وذلك انكشافُ اللَّمَى عنها. وأكثر ما يعترى
__________________
(١) فى الأصل : «لصقا» ، صوابه فى اللسان. وأما اللصق بالتحريك ، فهو مثل اللسق ، وقد تقدم ذكره.
(٢) أى بجنبه. وفى الأصل : «يلصق الحائط ويلزقه» ، تحريف.
(٣) اللباث ، بالفتح : اللبث والمكث.
ذلك السُّودان. قال ابن دريد : عجوزٌ لَطْعاء تحاتَّت أسنانها. قال : واللَّطعاء : القليلة لحمِ الفَرج (١).
لطف اللام والطاء والفاء أصلٌ يدلُّ على رِفق ويدلُّ على صغَر في الشَّيء. فاللُّطف : الرِّفق في العَمل ؛ يقال : هو لطيفٌ بعباده ، أي رءوف رفيق. ومن الباب الإلطاف للبعير ، إذا لم يَهتدِ لموضع الضِّرابِ فأُلْطِفَ له.
لطم اللام والطاء والميم أصلٌ صحيح يدلُّ على ملاصقة شيءٍ لشيء ، بضربٍ أو غيره. من ذلك اللّطم : الضَّرب على الوجه بباطن الرَّاحة. ويقال لطَمَه يَلْطِمه. والتطمت الأمواج ، إذا ضَرَبَ بعضُها بعضا. واللطيم من الخيل : الذي يأخذُ البياضُ خَدَّيْه ، ويقال هو أنْ يكون البياضُ في أحدِ شِقّيْ وجهِه ، كأنَّه لُطِم بذلك البياضِ لَطْمًا. واللَّطيم : الفَصِيل ، إذا طلع سهيل أخذه الراعي وقال : أترى سُهيلاً ، والله لا تذوق عندي قَطرةً. ثمَ لطمه ونحّاه. ويقال اللَّطِيم : التاسع من سوابق الخَيل ، كأنّه لطم عن السَّبَق. والملَطَّم : الرّجُل اللّئيم ، كأنّه لُطِم حتَّى صُرِف عن المكارم. والمِلْطَم : أديم يفرش تحت العَيْبة لئلَّا يُصِيبَها التُّراب. قال :
* شقّ المعيث في أديم المِلْطَمِ (٢) *
فأمّا اللَّطيمة فيقال : السُّوق. قالوا : وهي كلُّ سوقٍ لا تكون لِميرَة. وقال آخرون : اللَّطِيمة للعِطْر. وقال بعضهم : اشتقاقُها من اللَّطْم ، وذلك أنّه يباع فيها الطيِّب الذى يسمَّى الغالِية. قال : وهى تُلطم ، لأنَّها تَضرَب عند الخلط.
__________________
(١) الجمهرة (٣ : ١٠٦).
(٢) كذا فى الأصل.
لطا اللام والطاء والحرف المعتل كلمةٌ واحدة ، وهي المِلْطاة ، في الشِّجاج ، وهي السِّمحاق التي بلغت القشرة* الرقيقة ، قال أبو عُبيد : أخبرني الواقدىّ أنّ السِّمحاق عندهم المِلطاء. قال أبو عبيد : يقال هي المِلطاة بالهاء. فإنْ كانت على هذا فهي في التقدير مقصورة. وقال تفسيرالحديث الذي جاء «انّ المِلطاةَ بدمها». : معناه حين يُشَجُّ صاحبُها يؤخذ مقدارُها تلك السّاعة ثم يقضَى فيها بالقِصاص أو الأرْش ، لا يُنظَر إلى ما يحدث فيها بعد ذلك من زيادةٍ أو نقصان. قال : وهذا قولهم ، وليس قولَ أهل العراق. واللَّطاة : دائرة تكون في جَبْهة الفَرَس.
وإذا همز قيل لَطِئتُ ألطأ (١).
لطح اللام والطاء والحاء كلمةٌ واحدة. اللَّطْح : الضَّرب بباطن الكفّ ليس بالشَّديد(٢). وفي الحديث عن ابن عباس : «فجَعَلَ يَلطَح أفخاذَنا ويقول أُبَيْنِىَ (٣) لا ترموا جَمرةَ العقبة حَتَّى تطلُع الشَّمس».
لطخ اللام والطاء والخاء أُصَيلٌ واحدٌ يدلُّ على عَرِّ شيءٍ بشيءٍ.
__________________
(١) فى الأصل : «لطئت بالطاء». على أن الفعل يقال من بابي منع وفرح.
(٢) فى الأصل : «الشديد».
(٣) كذا بالتصغير فى الأصل والمجمل. وفى اللسان : «ومنه حديث ابن عباس أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يلطح أفخاذ أغلمة بنى عبد المطلب ليلة المزدلفة ويقول : أبنى لا ترموا جمرة العقبة قبل أن تطلع الشمس» وأبينون : تصغير بنون ، قال السفاح بن بكير :
من بك لاساء فقد ساءني |
|
ترك أبينيك إلى غير راع |
وروى فى اللسان (بنى) «أُبَينَى» وتكلم فيه كلاما. فراجعه.
منه يقال : لَطَخْتُ الشَّيءَ بالشيء. وسَكرانُ مُلْطَخٌ (١) ، أي مختلط. وفي السماء لَطْخٌ من السَّحاب ، أي قليل. ولُطِخ فلانٌ بشيءٍ : عِيبَ به. قال ابن دُريد (٢) : وهو ملطوخٌ بالشّرّ وملطوخُ العِرْض. والله أعلم بالصَّواب.
باب اللام والعين وما يثلثهما
لعق اللام والعين والقاف أصلٌ يدلُّ على لَسْبِ شيء بإصبعٍ أو غيرها. يقال : لَعِقْتُ الشيء ألْعَقُهُ. ولَعَقة الدّمِ : قومٌ تحالَفُوا على حرب ثم نَحرُوا جَزُوراً فَلعِقُوا دمها. واللَّعُوق : اسمُ ما يُلعَق. واللُّعْقة : ما تأخذه المِلعقة. واللَّعْقة المرّةُ الواحدة. واللَّعْوَقة : سرعة الإنسان فيما أخَذَ (٣) فيه من عمل في خِفّة ونَزَق. ورجل لَعْوَقٌ : خفيف ، كأنّه شُبِّهَ بلَعقةٍ واحدةٍ في سُرعتها وخِفّتها. قال بعضهم : يقال ما بالأرض لَعْقَةٌ من ربيع ، ليس إلّا [في (٤)] الرُّطْب يلعقها المال. قال ويقال : لَعِقَ فلانٌ إصبَعَه ، إذا مات ، واللَّعُوقُ : أقلُّ الزاد. يقال: ما مَعَنا إلَّا لَعُوق. والمِلْعَقة : ما يُلْعَقُ به. قال الخليل : واللُّعَاق : ما بَقِيَ في فيه ، بقيَّةً مما ابتَلع.
لعن اللام والعين والنون أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على إبعادٍ وإطرادٍ. ولَعَنَ اللهُ الشيطانَ : أبعدَه عن الخير والجَنّة. ويقال للذِّئب لعين ، والرّجُل الطَّريد
__________________
(١) الصواب أن مادة هذه الكلمة هى (لخخ) ، إذ يقال ملتخ وملطخ بإبدال التاء طاء. ولكن هكذا ورد فى الأصل والمجمل.
(٢) الجمهرة (٢ : ٢٣٢).
(٣) فى الأصل «أخذوا».
(٤) التكملة من المجمل واللسان.
لعين. ورجل لُعْنة بالسُّكون : يلعنه النّاس ، [ولُعَنة (١)] : كثير اللَّعن. واللِّعان : الملاعَنَة. وقال في الطَّرِيد :
ذَعرتُ به القَطَا ونفَيتُ عنه |
|
مَقامَ الذِّئبِ كالرّجُلِ اللّعينِ (٢) |
لعو اللام والعين والحرف المعتلّ كلماتٌ غير راجعةٍ إلى قياسٍ واحد. وقد كتبت (٣) الكلبة (٤) اللّعوة : الحريصة. والرجُل اللّعْو : السيِّئُ الْخُلُق. واللُّعْوة (٥) : السَّواد حولَ حَلَمةَ الثَّدي. ويقولون : تَلَعَّى العَسَل : تعَقَّد. ويقولون للعاثر : لعاً لَكَ ، دعاء أن ينتعش. قال :
بذاتِ لَوْثٍ عَفَرْناة إذا عَثَرَتْ |
|
فالتَّعْسُ أدنَى لها من أن أقولَ لَعا (٦) |
ويقال : ما بها لَاعِي قَرْوٍ ، أي مَن يلحَس عُسًّا.
لعب اللام والعين والباء كلمتانِ منهما يتفرَّع كلمات. إحداهما اللَّعِب (٧) معروف. والتِّلْعَابة : الكثير اللَّعِب. والمَلْعب : مكان اللَّعِب. واللِّعبة : اللَّون من اللَّعب. واللَّعْبة : المرّة منها ، إلّا أنهم يقولون : لمن اللُّعْبة. ومُلاعِبُ ظِله : طائر.
__________________
(١) التكملة من المجمل.
(٢) للشماخ فى ديوانه ٩٢ واللسان (لعن).
(٣) كذا وردت هذه العبارة.
(٤) فى الأصل : «الكلمة» تحريف. وفى المجمل : «كلبة لعوة».
(٥) بضم اللام وفتحها.
(٦) للأعشى فى ديوانه ٨٣ واللسان (لعا). وقد سبق فى (عفر).
(٧) ويقال لعب أيضا ، بالكسر ، ولعب ، بالفتح.
والكلمة الأخرى اللُّعاب : ما يَسِيل من فم الصّبيّ ولعَبَ الغلامُ يَلعَب (١) : سال لُعابه. ولُعاب النَّحل : العَسَل ولُعَاب الشّمْس : السَّرَاب ، وقيل ، هو الذي كأنّه نسْج العنكبوت. وقيل : إنّ أصل الباب هو الذَّهاب على غير استقامة.
لعج اللام والعين والجيم أصلٌ واحد ، هو حَرارَةٌ في القَلْبِ. [و] منه اللَّعْج : حرارة الْحُبِّ في الفؤاد. ولَعَج يَلْعَجُ. قال أبو عبيد : لَعَجَ الضَّربُ الجِلدَ : أحرَقَه. قال الهذلىّ (٢) :
إذا تَجَرَّدَ نَوحٌ قامتَا معه |
|
ضَرْباً ألِيماً بسِبْتٍ يَلْعَجُ الجِلِدا |
ولَعَجه الأمر : اشتدَّ عليه.
لعس اللام والعين والسين كلمتانِ متباينتان : الأولى اللَّعَس ، * سوادٌ في باطن الشَّفَة. امرأةٌ لعساءُ. ونباتٌ ألْعَس : كثير ، لأنّه من رِيِّه يضرِب إلى السَّواد.
والأخرى اللَّعْوس : الأكول الحريص ، والذئب لَعْوَسٌ. قال الخليل : رجلٌ متلعِّس : شديد الأكْل.
لعص اللام والعين والصاد. يقولون : اللَّعَص : العُسْر. وفلانٌ تلَعَّص علينا : تعَسَّرَ. واللَّعَص. النَّهم في الأكْل.
لعط اللام والعين والطاء. الصَّحيح منه لونٌ من الألوان. قال ابن دريد : اللُّعْطَة : خَطٌّ بسواد (٣). ولعْطَةُ الصَّقْرِ : السُّفْعة في وجْههٍ».
__________________
(١) ويقال فى هذا المعنى لعب» بالكسر أيضاً ، والفتح أعلى. ويقال ألعب أيضاً.
(٢) هو عبد مناف بن ربع الهذلى ديوان الهذليين (٢ : ٣٩) واللسان (لعج ، جلد).
(٣) بعده فى الجمهرة : «تخطه المرأة فى خدها».
ويقال اللُّعْطة : سوادٌ في عنق الشاة. وذكر بعضهم : لَعَطَه بحقِّة : اتّقاه به (١). ومرَّ فلانٌ لاعِطاً ، أي مَرَّ معارِضاً إلى جنبِ حائط.
باب اللام والغين وما يثلثهما
لغم اللام والغين والميم كلمةٌ واحدة صحيحة ، وهي المَلَاغم : ما حَوْلَ الفم. ومنه قولهم : تلغَّمت بالطِّيب (٢) : جعلته هناك. قال ابن دريد : تلَغَّم بالطِّيب : تلطّخ (٣). فأمّا قولهم : لَغَمْتُ ألغَم لَغْماً ، إذا أخبرتَ صاحبَك بشيءِ لا يَسْتَيْقِنُهُ ، فهو من الإبدال ، إنّما هو نَغَمْتُ بالنون. قال الخليل : لَغَمَ البعيرُ لُغامَهُ : رمَى به.
لغواللام والغين والحرف المعتلّ أصلانِ صحيحان ، أحدهما يدلُّ على الشَّيءِ لا يُعتدُّ به ، والآخَر على اللهَج بالشَّيء.
فالأوَّل اللَّغْو : ما لا يُعْتَدُّ به من أولادِ الإبِل في الدِّيَة. قال الغبدىّ (٤) :
أو مائةٍ تُجعَلُ أولادها |
|
لَغْوًا وعُرْضَ المائةِ الْجَلمدِ (٥) |
يقال منه لغَا يلْغُو لَغْوًا. وذلك في لَغْو الأيمان. واللَّغا هو اللَّغو (٦) بعينهِ. قال الله تعالى : (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ) ، أي ما لم تَعقِدوه بقلوبكم. والفقهاء يقولون : هو قولُ الرّجل لا والله ، وبَلى والله. وقوم يقولون : هو قولُ
__________________
(١) وكذا النص فى المجمل. وفى اللسان : «ولعطتى بحقى ، أى لوانى به ومطلنى».
(٢) فى الأصل : «بالطين» ، صوابه فى المجمل واللسان :
(٣) الجمهرة (٣ : ١٤٩).
(٤) هو المثقب العبدى ، كما سبق فى حواشى الجزء الأول ص ٥٠٧.
(٥) أنشده فى اللسان (جامد ، عرض).
(٦) فى الأصل : «واللغو» ، صوابه من المجمل.
الرّجُل لسوادٍ مُقْبِلاً : والله إنّ هذا فلانٌ ، يظنُّه إياه ، ثم لا يكون كما ظنّ. قالوا : فيمينه لغوٌ ، لأنّه لم يتعمَّد الكذِب.
والثاني قولهم : لَغِيَ بالأمر ، إذا لَهِجَ به. ويقال إنّ اشتقاق اللُّغة منه ، أي يَلْهَجُ صاحبُها بها.
لغب اللام والغين والباء أصلٌ صحيح واحد ، يدلُّ على ضعفٍ وتَعَب. تقول : رجلٌ لَغْبٌ بيِّن اللَّغابة واللُّغوبة. وقال الأصمعىّ : قال أبو عمرو : سمِعت أعرابيَّا (١) يقول : «فلانٌ لَغوبٌ جاءته كتابي فاحتَقَرها» ، فقلت : أتقول جاءته كتابي؟ فقال : أليس صحيفةً. قلت : ما اللَّغُوب؟ قال : الأحمق. وقال : تأبَّطَ شرًّا في اللَّغب :
ما ولدَتْ أمِّي من القوم عاجزاً |
|
ولا كان رِيشِي من ذُنابَي ولا لَغْبِ (٢) |
قال أبو بكر (٣) : وسهمٌ لَغْب ، إذا كان قُذَذُه بُطنانًا ، وهو ردىّ. قال شاعرٌ يصف رجلاً طلبَ أمراً فلم يَنَلْه :
* فَنجا وراشُوه بذِى لَغْبِ (٤) *
__________________
(١) فى اللسان والجمهرة (١ : ٣١٩) أنه أعرابى من أهل اليمن.
(٢) أنشده فى اللسان (لغب).
(٣) الجمهرة (١ : ٣١٨).
(٤) البيت للحارث بن الطفيل الدوسى ، كما فى الأغانى (١٢ : ٥٤) وحواشى الجمهرة (١ : ٣١٨). وصدره :
فرميت كبش القوم معتمدا
واللُّغوب : التَّعَب والإعياء والمَشَقَّة. وأتى ساغباً لاغباً ، أى جائعاً تَعِبا. قال الله تعالى : (وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ).
لغد اللام والغين والدال كلمةٌ واحدة. اللَّغاديد : لَحَماتٌ تكون في اللهَوات ، واحدها لُغْدُود ؛ ويقال لُغْدٌ وألغاد. وجاء فلانٌ متلغِّداً ، أي متغَيِّظاً ؛ وهذا كأنّه بلغ الغَيْظ ألغادَه.
لغز اللام والغين والزاء أصلٌ يدلُّ على التواءِ في شيء وميل. يقولون : اللُّغز : ميلُك بالشَّيء عن وَجهِه. ويقولون اللُّغَيْزَاء ، ممدود : أن يَحفِر اليربوعُ ثم يُمِيل (١) في حفره ليعمِّيَ على طالبه. والأَلْغَاز : طُرقٌ تلتوِي وتُشْكلُ على سالِكِها ، الواحد لَغَز ولغْز (٢). وأَلغَزَ فلانٌ في كلامِه. وفي حديث عمر : «نَهَى عن اللُّغَيْزَى في اليمين».
باب اللام والفاء وما يثلثهما
لفق اللام والفاء والقاف أُصَيلٌ يدلُّ على ملاءمة الأمر. يقال. لَفَقتُ الثّوبَ بالثَّوب لَفْقاً. وهذا لِفْقُ هذا ، أي يوائمه. وتَلَافَقَ أمرهم : تلاءَم.
لفك اللام والفاء والكاف. يقولون : الألْفَك : الأحْمَق.
__________________
(١) فى المجمل : «ثم يميل يميناً وشمالا».
(٢) ويقال لغز بضم ففتح أيضا.
لفم اللام والفاء والميم كلمة. يقولون : اللِّفام : ما بلَغَ طرف الأنف من اللِّثام. وتلفَّمت المرأة : ردَّت قِناعَها على فَمِها.
لفا * اللام والفاء والحرف المعتلُّ أصلٌ صحيح ، يدلُّ على انكشافِ شيءِ وكَشْفِه ، ويكون مهموزاً وغير مهموز. يقال : لفَأَتِ الرّيح السّحابَ عن وَجه السَّماء. ولَفَأْتُ اللّحمَ عن العَظْم : كَبشَطته ، ولفَوْتُه ، حكاهما أبو بكر (١). واللَّفاء : التُّراب والقُماش على وجه الأرض. يقال مثلاً : «رضِيَ من الوَفاء باللَّفاء» ، أي من وافِرِ حقِّه بالقليل. وألْفَيْتُه: لقِيته ووجدتُه ، إلفاء. وتَلَافَيْتُه : تدارَكْتُه.
لفت اللام والفاء والتاء كلمةٌ واحدة تدلُّ على اللَّيِّ وصرف الشيء عن جهتهِ المستقيمةِ. منه لَفَتُ الشّيءَ : لوَيْتُه. ولفَتُ فلاناً عن رأيه : صرفْتُه. والألْفَتُ : الرّجل الأعسَر. وهو قياس الباب : واللَّفِيتة : الغَليظة من العَصائد ، لأنّها تُلفَت ، أي تُلْوى. وامرأةٌ لَفوت : لها زوجٌ ولها ولدٌ من غيره فهي تلفتُ إلى ولدِها. ومنه الالتفات ، وهو أن تَعدِل بوجهك ، وكذا التلفّت. قال أبوبكر : ولفَتُ اللِّحاء عن الشَّجرة : قَشَرته (٢).
لفج اللام والفاء والجيم كلمةٌ واحدة. يقولون : المُلْفَج بفتح الفاء : الفقير ، وماضِي فعله ألْفَجَ. وهو من نادِرِ الكلام (٣). وأنشد :
__________________
(١) الجمهرة (٣ : ١٦٠).
(٢) الجمهرة (٢ : ٢٤).
(٣) ونظيره كلمات ثلاث أوردها ابن خالويه فى ليس من كلام العرب ، وهى أحصن فهو محصن ، وأسهب فهو مسهب ، واجر أشت الإبل فهى مجرأشة.
جارية شَبَّت شَبابًا عُسْلُجا |
|
في حِجَر مَنْ لم يكُ عنها مُلفَجا (١) |
وروي في بعض الحديث مرفوعاً : أيُدالِكُ الرّجلُ المرأةَ؟ قال : نعَمْ إذا كان مُلفَجًا». والصحيح عن الحسن (٢).
لفح اللام والفاء والحاء كلمةٌ واحدة. يقال : لفحَتْه النّار بحرِّها والسَّمومُ ، إذا أصابه حَرُّها فتغيَّرَ وجهُه [وأمّا] قولهم : لَفَحَه بالسَّيف لَفْحَةً : ضربه ضربةً خفيفة ، فإنّ الأصل فيه النون ، هو نَفَحَه.
لفظ اللام والفاء والظاء كلمةٌ صحيحة تدلُّ على طرْح الشَّيء ؛ وغالب ذلك أن يكون من الفم. تقول : لَفَظ بالكلام يَلْفِظ لَفْظا. ولفظتُ الشّيءَ من فمي. واللَّافِظَة : الدِّيك ، ويقال الرَّحَى ، والبحر. وعلى ذلك يفسَّر قوله :
فأمّا التي سَيْبُها يُرْتَجى |
|
فأجْوَدُ جُوداً من الّلافظهْ (٣) |
وهو شيءٌ ملفوظٌ ولَفِيظ.
لفع اللام والفاء والعين أُصَيلٌ صحيح يدلُّ على اشتمالِ شيء : وتلفَّعَت المرأةُ بمِرْطِها : اشتَمَلَتْ عليه ولَفَّع الشَّيبُ رأسه : شمِلَه. وتَلفع الشَّجَر (٤) : تجلَّلَ بالخُضْرة. والتفَعَت الأرضُ بالنّبات : اخضَارَّتْ ، ولَفعتُ المزادةَ : قلبتُها فجعلتُ أَطِبَّتها (٥) في وسطها.
__________________
(١) أنشده فى المجمل واللسان (لفج).
(٢) يشير إلى أنه من حديث الحسن حين سئل ذلك السؤال. انظر اللسان (لفج ، دلك).
(٣) ذكر العينى (١ : ٥٧٢) أن البيت منسوب إلى طرفة.
(٤) فى الأصل : «الرجل» ، صوابه فى المجمل.
(٥) وكذا فى اللسان والقاموس. وفى المجمل : «طبتها». والطبة بالضم والطبابة بالكسر : الجلدة التى تغطى بها الخرز ، وهى معترضة مثنية كالإصبع على موضع الخرز.
باب اللام والقاف وما يثلثهما
لقم اللام والقاف والميم أصلٌ صحيح ، يدلُّ على تناوُلِ طعامٍ باليد للفَم ، ثم يقاس عليه. ولَقِمْتُ الطّعامَ ألقَمُه ، وتلقّمته والتقَمته. ورجلٌ تِلْقَامةٌ : كثير اللَّقْم (١). ومن الباب اللَّقَم : مَنْهَج الطَّريق ، على التشبيه ، كأنّه لَقِم من مرَّ فيه ، كما ذكرناه في السِّراط ، وقد مَضى.
لقن اللام والقاف والنون كلمةٌ صحيحة تدلُّ على أخْذِ علمٍ وفَهْمِه. ولَقِن الشّيءَ لَقَناً : أخذه وفهمه. ولقَّنْتُه تلقينا : فهَّمته. وغُلامٌ لقِنٌ : سريع الفَهْم واللَّقانة.
لقي اللام والقاف والحرف المعتل أصولٌ ثلاثة : أحدها يدلُّ على عوَج ، والآخر على توافِي شيئين ، والآخر على طَرْحِ شيء.
فالأوّل اللَّقْوة : داءٌ يأخذ في الوجه يعوَجُّ منه. ورجل مَلْقُوٌّ ، ولُقِيَ الإنسانُ واللَّقْوة: الدَّلو التي إذا أرسلتَها في البِئر وارتفعت أخرى شالت معها (٢). قال :
شرُّ الدِّلاء اللَّقوة المُلازمةْ (٣) *
__________________
(١) وكذا فى المجمل. وفى اللسان : «كبير اللقم» و «عظيم». واللقم : جمع لقمة فيهما. ونحوه فى القاموس.
(٢) أى ارتفعت. وفى الأصل : «مالت معها» ، تحريف. وفى المجمل : «وارتفعت الأخرى رفعتهما معاً». وهذا المعنى لم يذكر فى المعاجم المتداولة. وفى اللسان. «ودلو لقوة : لينة لا تنبسط سريعاً للينها».
(٣) أنشده فى اللسان (لقا) وبعده : والبكرات شرهن الصائمه.
وأنشده فى المخصص (٩ : ١٦٥) شاهداً على أن الولغة : الدلو الصغيرة ، بلفظ :
شر الدلاء الولفة الملازمة
وبهذه الرواية الأخيرة ورد فى اللسان (ولغ). ونبه فى (لقا) على أنها الصحيحة.