معجم مقاييس اللغة - ج ٥

أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريّا

معجم مقاييس اللغة - ج ٥

المؤلف:

أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريّا


المحقق: عبد السلام محمّد هارون
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٦

باب القاف والطاء وما يثلثهما

قطع القاف والطاء والعين أصلٌ صحيحٌ واحد ، يدل على صَرْمٍ وإبانة شيءِ من شيء. يقال : قطعتُ الشيءَ أقطعه قَطْعا. والقطيعة : الهِجران. يقال : تقاطَعَ الرّجُلان ، إذا تصارما. وبعثَتْ فلانةُ إلى فلانةَ بأُقطوعةٍ ، وهي شيءٌ تبعثُه إليها علامةً للصَّريمة. والقِطْع ، بكسر القاف : الطَّائفة من اللَّيل ، كأنَّه قِطعةٌ. ويقال : قطعت قَطْعاً.* وقطعتِ الطير قُطوعاً ، إذا خَرَجَتْ من بلاد [البرد إلى بلاد (١)] الحرِّ ، أو من تلك إِلى هذه. والقَطِيع : السَّوط. قال الأعشى :

* تراقِبُ كفِّي والقَطِيعَ المحرَّما (٢) *

وأقطعتُ الرّجُلَ إقطاعاً ، كأنَّه طائفةٌ قد قُطِعت من بلَد. ويقولون لليائس من الشيء : قد قُطِعَ به ، كأنَّه أملٌ أمّله فانْقَطَع. وقَطعتُ النّهرَ قُطوعاً (٣) ، إذا عبرتَه. وأقطعتُ فلاناً قُضباناً من الكَرْم ، إذا أذِنْتَ له في قطعها. والقضيب : القطيع من الشجرة تُبْرَى منه السِّهام ، والجمع أقْطُع. قال الهُذليّ (٤) :

ونميمةً من قانصٍ متلبِّبٍ

في كفِّه جَشْءٌ أجشُّ وأقْطُعُ

وهذا الثَّوبُ يُقطِعُك قميصاً. ويقال : إِنّ مقطِّعة النِّياط : الأرنب ، فيقال

__________________

(١) تكملة يقتضيها الكلام. وفى المجمل : «إذا خرجت من بلد البرد إلى بلد الحر».

(٢) سبق فى (حرم). وصدره كما فى ديوان الأعشى ٢٠١ واللسان (حرم ، قطع) :

ترى عينها صفواء في جنب مؤنها

(٣) وقطعا كذلك.

(٤) هو أبو ذؤيب الهذلى. ديوان الهذليين (١ : ٧) والمفضليات (٢ : ٢٤٤) واللسان (قطع ، نمم ، جشأ ، جشش). وقد سبق فى (جشأ).

١٠١

إنما سمِّيت بذلك لأنَّها تَقطَع نِياطَ ما يتْبعها من الجوارح في طلبها. ويقال : النِّياط : بُعْد المفازة. ومن الباب : قطَّع الفرسُ الخيلَ تَقْطِيعاً : خلّفها ومضَى ، وهو تفسير الذي ذكرناه في مقطِّعة النِّياط ، إذا أُريد نياط الجارح.

وبُزاد في بنائه فيقال : جاءت الخيل مُقْطَوْطِعاتٍ ، أي سراعاً. ويقولون : جاريةٌ قطيعُ القِيام ، كأنَّها من سِمَنها تنقطع عنه. وفلانٌ منقطِعُ القَرين في سَخاء أو غيره. وفي بعض التَّفسير في قوله تعالى : (فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَ لْيَقْطَعْ) إنَّه الاختناق ، والقياس فيه صحيح. ومُنْقَطَع الرَّمل ومَقْطَعُه : حيثُ ينقطع. والقَطِيع : القِطعة من الغَنَم. والمقطَّعات : الثِّيَاب (١) القِصار. وفي الحديث : «أنَّ رجلاً أتاه وعليه مقطَّعات له». وكذلك مقطَّعات أبيات الشِّعر. والقُطْع : البُهْر. ومَقاطع الأودية : مآخيرها. وأصاب بئرَ فُلانٍ قُطْع ، إذا نَقَص ماؤُها. والقِطع بكسر القاف : الطِّنْفِسَة تُلقى على الرَّحل ؛ وكأنَّها سمِّيت بذلك لأنَّ ناسجَها يقطعُها من غيرها عند الفَرَاغ ، كما يسمَّى الثّوب جديداً كأنَّ ناسجَه جَدَّه الآن. والجمع قُطُوع. قال :

أتَتْكَ العِيسُ تنفُخُ فى بُراها

تَكشَّفُ عن مَناكبها القطوعُ (٢)

والقِطْع : النَّصل من السِّهام العَريض ، كأنّه لما بُرِيَ قُطِع.

ومما شذَّ عن هذا الباب القُطَيعاء : [ضربٌ من التَّمر. قال (٣)] :

__________________

(١) فى الأصل : «النياط» تحريف.

(٢) البيت لعبد الرحمن بن الحكم بن أبى العاصى ، وقيل لزياد الأعجم ، وينسب كذلك للأعشى. اللسان (قطع) وتهذيب إصلاح المنطق ، وإصلاح المنطق ١٠.

(٣) الكلمة الأخيرة مما اقترحته للتكملة. وما قبلها تفسير من المجمل.

١٠٢

[باتوا يعشُّون القُطيعاءَ]ضيفَهم

وعندهم البَرْنِيُّ في جُلَل ثُجْلِ (١)

قطف القاف والطاء والفاء أصلٌ صحيح يدلُّ على أخْذِ ثمرةٍ من شجرة ، ثم يستعار ذلك ، فتقول : قَطَفت الثمرة أقْطِفُها قَطْفاً. والقِطْف : العُنقود. ويقال : أقطَفَ الكَرْم : دنا قِطافُه. والقُطافة : ما يسقُط من القُطوف. ويستعار ذلك فيقال : قَطَف الدّابَّةُ يَقطِف قَطْفاً ، وهو قَطوفٌ ، كأنَّه من سرعة نَقْلِه قوائمَه يقطِفُ من الأرض شيئاً. وقد يقال للخَدْشِ : قَطْف ؛ والمعنى قريب. [قال] :

* ولكن وجْهَ مولاك تقطِفُ (٢) *

قطل القاف والطاء واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على قَطع الشّيء. يقال : قَطَله قَطْلاً ، وهو قَطِيلٌ ومقطول. ونخلةٌ قطيل ، إذا قُطعت من أصلها فسقطَتْ. ويقال : إنَ القَطِيلة : القطعة من الكساء والثَّوبِ يُنْشف بها الماء. والمِقْطَلة : حديدةُ يقطَعُ بها ، والجمع مَقاطل. ويقال إنّ أبا ذؤيبٍ الهذليِّ كان يلقَّب «القَطِيل».

قطم القاف والطاء والميم أصلٌ صحيح يدلُّ على قَطع الشيء ، وعلى شهوة. فالقَطْع يعبَّر عنه بالقَطْم. يقولون : قَطَم الفصيلُ الحشيشَ بأدنى فمه يَقطِمه. وَقطَامِ : اسمٌ معدول ، يقولون إنّه من القَطْم ، وهو القَطْع.

__________________

(١) تكملة صدر البيت مما سبق فى (ثجل).

(٢) قطعة من بيت لحاتم الطائى ليس فى ديوانه. وهو فى اللسان (قطف) وإصلاح المنطق ٤٥٧. وهو :

سلاحك مرقى فما أنت ضائر

عدوا ولكن وجه مولاك تقطف

١٠٣

وأمَّا الشَّهوةُ فالقَطَم. والرَّجُل الشَّهوانُ اللَّحم قَطِم. والقُطَامِيُ : الصَّقر ، ولعلَّه سمِّي بذلك لحِرصه على اللحم. وفحلٌ قَطِم : مشَتهٍ للضِّراب.

قطن القاف والطاء والنون أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على استقرارٍ بمكان وسكون. يقال : قَطَن بالمكان : أقام به. وسَكَنُ الدّارِ : قطينُهُ. ومن الباب قَطِينُ المَلِك ، يقال هم تُبّاعه ، وذلك أنّهم يسكنون حيثُ يسكن. وحَشَمُ الرّجل : قَطِينُه أيضا*. والقُطْن عندنا مشتقٌّ من هذا لأنَّه لأهل المَدَرِ والقاطِنين بالقُرى. وكذلك القِطْنيَّة واحدة القَطَانيّ كالعَدَس وشِبْهِه ، لا تكون إلّا لقُطّان الدُّور. ويقال للكَرْم إذا بدَتْ زَمَعاتُه : قد قَطَّن ؛ كأنَّ زَمَعَاتِه شُبِّهَتْ بالقُطْن. ويقال إنَ القَطِنة ، والجمع القَطِن : لحمة بين الوَرِكين. قال :

* حتَّى أتى عارِى الجآجِي والقَطِنْ (١) *

وسُمِّيت قَطِنة للزومها ذلك الموضع ، وكذلك القَطِنة ، وهي شِبْه الرُّمَّانة في جَوْفِ البقرة.

قطو القاف والطاء والحرف المعتلّ أصلٌ صحيح يدلُّ على مقاربَةٍ في المشي. يقال : القَطْو : مُقارَبَة الخطو ، وبه سمِّيت القطاة ، وجمعها قطاً. والعرب تقول : «ليس قَطاً مثلَ قُطَيّ» ، أي ليس الأكابرُ مثل الأصاغر. قال :

ليسَ قَطاً مثلَ قُطَيٍ ولا ال

مَرْعيُّ في الأقوام كالرَّاعي (٢)

__________________

(١) فى اللسان (قطن) أن البيت من حديث سطيح ، ولعله من كلام عبد المسيح. انظر أوائل سيرة ابن هشام وحياة الحيوان للدميرى فى رسم (شق) وبلوغ الأرب (٣ : ٢٨٢).

(٢) البيت لأبى قيس بن الأسلت فى المفضليات (٢ : ٨٥) واللسان (رعى ، قطا). وقد سبق في (رعى).

١٠٤

وسمِّيت قطاةً لأنَّها تَقْطُو في لِشْية. ويقولون : اقطَوْطَى الرَّجلُ في مشيته : استدار.

ومما استُعِير من هذا الباب القَطَاة : مَقعَد الرَّدِيف من ظَهْر الفَرَس.

قطب القاف والطاء والباء أصلٌ صحيح يدلُّ على الجمع. يقال : جاءت العربُ قاطبةً ، إذا جاءت بأجمعِها. ويقال قطَبْتُ الكأسَ أقطِبُها قطباً ، إذا مزجتَها. والقِطَاب : المِزاج. ومنه قولهم : قَطَب الرّجُلُ ما بين عينَيه. والقَطِيبة : ألوان الإبل والغنم يُخلَطان.

ومن الباب القُطب : قُطب الرَّحَى ؛ لأنَّه يجمع أمرَها إذْ كان دَوْرُه عليها. ومنه قُطْبُ السَّماء ، ويقال إنَّه نجمٌ يدور عليه الفَلَك. ويستعار هذا فيقال : فلانٌ قطبُ بني فلانٍ ، أي سيِّدُهم الذي يلوذون به.

ومما شذَّ عن هذا الباب القُطْبة : نَصْلٌ صغير تُرمَى به الأغراض. فأمَّا قولُهم : قَطَبت الشَّيءَ ، إذا قطعتَه ، فليس من هذا ، إنَّما هو من باب الإبدال ، والأصل الضّادُ قضبت ، وقد فسّرناه.

قطر القاف والطاء والراء هذا بابٌ غير موضوع على قياس ، وكلمهُ متباينةُ الأصول ، وقد كتبناها : فالقُطر : النّاحية. والأقطار : الجوانب. ويقال : طعَنَه فقطَّره ، أي ألقاه على أحد قُطْرَيه ، وهما جانباه. قال :

قد علِمَتْ سلمى وجاراتُها

ما قَطَّرَ الفارسَ إلَّا أنا (١)

والقُطُر : العُود. قال طَرَفة :

__________________

(١) أنشده فى اللسان (قطر).

١٠٥

وتنادَى القومُ في نادِيهمُ

أقُتارٌ ذاك أم ريح قُطُرْ (١)

والقَطْر : قَطْر الماءِ وغيرِه. وهذا بابٌ ينفاس في هذا الموضع ، لأنَّ معناه التتابُع. ومن ذلك قِطَار الإبل. وَتَقاطَرَ القومُ ، إذا جاءوا أرسالاً ، مأخوذٌ من قِطار الإبل. والبعيرُ القاطرُ : الذي لا يزالُ بَوْلُه يقطُر. ومن أمثالهم : «الإنْفاض يُقَطِّر الجَلَبَ (٢)» ، يقول : إذا أنْفَضَ القومُ أي قلّت أزوادهم وما عِندَهم قَطَّرُوا الإبلَ فجلبوها للبيع. والقَطِرانُ ، ممكنٌ أنْ يسمَّى بذلك لأنَّه مما يَقطُر ، وهو فَعِلان. ويقال : قَطَرت البعيرَ بالهِناء أقطُرُه. قال :

* كما قَطَر المَهْنُوءةَ الرّجلُ الطَّالِي (٣) *

ومما ليس من هذا القياس ، القِطْر : النُّحاس. وقولهم : قَطَر في الأرض ، أي ذهَبَ. واقطَارَّ النَّباتُ ، إذا قاربَ اليُبْس.

باب القاف والعين وما يثلثهما

قعل القاف والعين واللام ثلاثُ كلماتٍ غيرِ متجانسةٍ ولا قياسَ لها.

فالأولى القُعَال : ما تناثَر من نَور العِنَب. والثانية : القَواعل : رءوس

__________________

(١) سبق إنشاده وتخريجه فى (قتر).

(٢) ويروى أيضا : «النفاض» بالنون المضمومة.

(٣) لامرىء القيس فى ديوانه ٦١ واللسان (قطر). وصدره :

أيقتلني أن شغفت فؤادها

ويروى : «وقد قطرت» ، ويروى : «وقد شغقت».

١٠٦

الجبال ، واحدتُها قَاعِلة. والثالثة القَعْوَلَى : مِشيةٌ يَسفِي ماشِيها التُّرابَ بصُدور قدمَيه.

قعم القاف والعين والميم كلماتٌ لا تَرْجِع إلى قياسٍ واحد ، لكنَّها متباينة. يقولون : أُقْعِم الرّجلُ ، إذا أصابَه داءٌ فقتَلَه. وأقْعَمَتْه الحيّة. والقَعَم : مَيَلٌ في الأنف. ويقال إنَ القَعَم في الأَليتينِ : ارتفاعُهما ، لا تكونان مُسترخِيتين. ويقولون : القَيعَم : السِّنَّوْر.

قعن القاف والعين والنون ليس فيه إلَّا قُعَين : قبيلةٌ من العرب.

قعو القاف والعين والحرف المعتل فيه كلماتٌ لا قياسَ لها. يقولون : قَعَا الفحلُ النّاقةَ قُعُوّاً (١). والقَعْو : خَشَبتانِ في البَكْرةِ فيهما المِحْور (٢).

* قال :

مَقذوفةٍ بدَخيسِ اللّحمِ بازِلُها

له صريفٌ صَرِيفُ القَعْوِ بالمَسدِ (٣)

وأقْعَى الرَّجلُ في مَجلِسه ، إذا تسانَدَ كما يُقعِي الكلِب. ونُهِيَ عن الإقعاء في الصلاة. وذكر ابنُ دُريد : امرأةٌ قَعْوَاء : دقيقةُ السّاقَين (٤)

__________________

(١) وفى المجمل : «قعوا» ، وربما قالوا قعوا ، حكاهما الخليل. وأنكر بعضهم القعو ـ يعنى بفتح القاف ـ وكان يقول : هو القعو».

(٢) وكذا فى اللسان. وفى المجمل : «والمحور يكون بينهما».

(٣) للنابغة الذبيانى فى ديوانه ١٨ واللسان (قذف ، دخس ، قعا).

(٤) وكذا فى المجمل عن الجمهرة. وفى الجمهرة (٣ : ١٣٤) : «دقيقة التخذين».

١٠٧

قعث القاف والعين والثاء أصَلٌ يدلُّ على كثرة. يقولون : القَعِيث : المطر الكثير ، والسَّيْب (١) الكثير. وأقْعَثَ له العطيَّة : أجزلَهَا.

قعد القاف والعين والدال أصلٌ مطرّدٌ منقاسٌ لا يُخلِف ، وهو يُضاهِي الجلُوسَ وإن كان يتُكلَّمُ في مواضعَ لا يتكلَّم فيها بالجُلوس. يقال : قَعَد الرَّجلُ يقعُد قعوداً. والقَعْدة : المرَّة الواحدة. والقِعدة : الحالُ حسنةً أو قبيحة في القعود. ورجلٌ ضُجَعةٌ قُعَدة : كثيرُ القعودِ والاضطجاع. والقَعِيدة : قَعِيدة الرَّجُل : امرأَتُه. قال :

لكنْ قعيدةُ بيتها مجفوةٌ

بادٍ جناجنُ صدرِها وبها جَنَا (٢)

وامرأَة قاعدةٌ ، إن أَردتَ القعود ، وقاعدٌ عن الحيض والأزواج ، والجمع قَوَاعِد. قال الله تعالى : (وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكاحاً). والمقْعَدات : الضَّفادع (٣). والقُعْدُد : اللّئيم ، وزِيدَ في بنائه لقعوده عن المكارم. وأَمَّا القُعْدَد والقُعدُد فهو أَقربُ القوم إلى الأب الأكبر. وفلانٌ أَقْعَدُ نَسَباً ، إذا كان أقربَ إلى الأب الأكبر ، وقياسُه صحيحٌ لأنّه قَاعِد مع الأب الأكبر. والقَعِيد من الوحش : ما يأتيك من ورائك ، وهو خِلاف النَّطيح مُستقبِلك. والقَعَد : القَومُ لا ديوانَ لهم ، فكأنّهم أُقِعدُوا عن الغَزْو. والثَّدي المُقْعَد على النّهد :

__________________

(١) السيب : العطاء. وفى الأصل : «السبب» ، صوابه فى المجمل.

(٢) البيت للأسعر الجعفى فى الأصمعيات ص ١ ليبسك ، واللسان (قعد) والرواية فيهما : «بيتنا» و «ولها غنى».

(٣) جاءت فى قول الشماخ :

توجسن واستيقن أن ليس حاضرا

على الماء إلا المعدات القوافز

١٠٨

النّاهد ، كأنّه أُقْعِد في ذلك المكان. وذو القَعْدة : شهرٌ كانت العربُ تَقعُد فيه عن الأسفار (١). والقُعْدة : الدَّابّة تُقْتَعَد للرُّكوب خاصة. والقَعُود من الإبل كذلك : ويقال القَعِيدة : الغِرارة ، لأنَّها تُمَلأُ وتُقعَد. والقَعِيد : الجرادُ الذي لم يَستو جناحُه. وقَوَاعِد البيت : آساسُه. وقَوَاعِد الهَوْدَج : خشباتٌ أربع مُعترِضاتٌ في أسفله. والإقعادُ والقُعَاد : داءٌ يأخذ الإبلَ في أوراكها فيُمِيلها إلى الأرض. والمُقْعَدة من الآبار : التي أُقعِدَتْ فلم يُنْتَهَ بها إلى الماء وتُرِكَت. والْمُقْعَد : فَرخُ النَّسر. وقَعَدَتِ الرَّخَمة ، إذا جَثَمت. والمَقاعِد : موضع قُعودِ النّاسِ في أسواقهم. والقُعُدات : السُّروج والرِّحال. فأمّا قولهم : قَعِيدَكَ الله ، وقَعْدَك ، الله في معنى القَسَم. (٢) ..

قعر القاف والعين والراء أصلٌ صحيحٌ واحد ، يدلُّ على هَزْمٍ في الشّيء ذاهبٍ سُفْلاً. يقال : هذا قَعر البئر ، وقَعر الإناء ، وهذه قصعةٌ قَعِيرةٌ. وقَعَّر الرّجلُ في كلامه : شَدَّق. وامرأَة قَعِرة : نعتُ سوءِ في الجِماع. وانقَعَرت الشّجرة من أَرومتِها : انقلعَتْ.

قعز القاف والعين والزاء ليس فيه إلا طريفةُ ابن دريد (٣) ، قال : قَعَزْتُ الإناءَ : ملأتُه. وقَعَزْتُ في الماء : عَبَبْتُ.

قعس القاف والعين والسين أصلٌ صحيح يدلُّ على ثباتٍ وقوّة ، ويتوسَّعون في ذلك على معنى الاستعارة ، فيقال للرّجل المنيع العزيز : أَقْعَس ،

__________________

(١) وفى المجمل : «عن الغزو». وفى اللسان : «عن الغزو والميرة وطلب الَكلأ».

(٢) بياض فى الأصل.

(٣) الجمهرة (٢ : ٦).

١٠٩

وللغليظ العُنق قَوْعَس. [و] الأقعسانِ : جبلان طويلان. وليلٌ أقعَسُ ، أي طويلٌ ثابت ، كأنه لا يكاد يَبْرَح. والإقعاس : الغِني والإكثار. وعِزّةٌ قَعساء : ثابتةٌ لا تزول أبداً. [قال]:

* وعزّةٌ قَعساءُ لَن تُناصَى (١) *

والعزُّ الأَقْعَس في المذكَّر.

ومما حُمِل على هذا : القَعَس : دُخولُ العنقِ في الصّدر حتَّى يَصير خلافَ الحَدَب ، لأنَّ صدرَهُ كأنّه يرتفع. يقال : تقاعَسَ تقاعُساً ، واقعَنْسَسَ اقعِنْسَاساً.

قال :

بئسَ مُقامُ الشّيخِ أمرِسْ أمرِسِ

إمَّا على قَعْوٍ وإمّا اقعَنْسِسِ (٢)

قعش القاف والعين والشين أُصَيلٌ يدلُّ على انحناءِ في شَيء. يقال قَعشْتُ رأسَ الخشبة كَيمَا تُعطَف إليك (٣). وقَعَشت الشّيءَ : جمعتُه. وهو ذلك القياس ، لأنَّك ، تَعطِفُ بعضَه على بعض. وتَقَعْوَشَ الرّجلُ ، إذا انحنَى. وكذلك الجِذع. والقُعُوشُ : مراكب النساء ، الواحد قَعْشٌ.

قعص القاف والعين والصاد أصلٌ صحيح يدلُّ على داء يدعو إلى الموت. يقال : ضربَه فأقْعَصَه ، أي قَتلَه مكانَه. والقَعَص : الموت الوَحيّ. ومات فلانٌ قَعْصاً. والقُعَاص : داءٌ يأخذ في الصَّدر كأنَّه يكسِر العنُق ، يقال قُعِصت فهي مقْعُوصة.

__________________

(١) كذا ضبط فى المجمل. وضبط فى اللسان بنصب «عزة قعساء». وقبله فى اللسان (نصا) :

للال مجد فرعت أصاصا

(٢) أنشده فى اللسان (مرس) وإصلاح المنطق ٩٥ ، ٢٢٠ ومجالس ثعلب ٢٥٦ وشرح الحماسة للمرزوقى ١٧٢٥.

(٣) فى الأصل : «كما». وفى المجمل : «والقعش : عطفك رأس الخشبة إليك».

١١٠

قعض القاف والعين والضاد كلمةٌ تدلُّ على عَطْف شيء وحَنْيِه. من ذلك القَعْض : عطفُك رأسَ الخشبة ، كما تُعطَف عروش الكَرْم. وهو قولُه :

* أطرَ الصَّنَاعَين [العريشَ]القَعْضا (١) *

قعط القاف والعين والطاء أصلٌ صحيح يدلُّ على شَدِّ شيء ، وعلى شِدَّة في شيء. من ذلك الاقتِعاط ، وهو شدُّ العِصابة والعمامة. يقال : اقتعطتُ العمامةَ ، وذلك أن يشدَّها برأسه ولا يجعلَها تحتَ حنكِه. وفي الحديث : «أَمَرَ بالتلحِّي ونَهَى عن الاقتِعَاط». ويقولون : القَعَط (٢) : الغضب وشده الصياح. والقَعْط : الضِّيق. يقال : قَعّط على غريمه : ضَيَّق. ومما شذَّ عن هذا القَعْط : الشاء الكثير (٣).

قعف القاف والعين والفاء أصلٌ صحيح يدلُّ على اجتراف (٤) شيء وأخْذِهِ أجمع. من ذلك القَعْف ، وهو شدة الوطء واجتراف التّرابِ بالقوائم. والقَاعِف : المطر الشديد يَجْرُف وجهَ الأرض. وسيلٌ قُعَافٌ ، مثل الجُراف. وقَعَفْتُ النّخلةَ ، إذا قلعتَها من أصلها. والقَعْف : اشتِفافُكَ ما في الإناء أجْمَعَ.

__________________

(١) لرؤبة. والتكملة من ديوانه ٨٠ والمجمل واللسان (قعض).

(٢) كذا ضبط فى الأصل والمجمل ، وضبط فى القاموس بإسكان العين.

(٣) ورد هذا المعنى فى القاموس ولم يرد فى اللسان.

(٤) فى الأصل : «احتراف» فى هذا الموضع وتاليه ، تحريف.

١١١

باب القاف والفاء وما يثلثهما

قفل القاف والفاء واللام أصلٌ صحيح يدلُّ أحدُهما على أوبةٍ من سفر ، والآخر على صَلَابةٍ وشِدَّةٍ في شيء.

فالأوَّل القُفول ، وهو الرُّجوع من السَّفَر ، ولا يقال للذاهبين قافلةٌ حتّى يرجعوا.

وأمَّا الأصل الآخَر فالقَفِيل ، وهو الخشب اليابس. ومنه القُفْل ، سمِّي بذلك لأنَّ فيه شدّاً وشِدَّة. يقال أقفَلتُ البابَ فهو مُقْفَل. ويقال للبخيل : هو مُقْفَل اليدين. وقَفِلَ الشّيءُ : يَبِس. وخيلٌ قَوَافِلُ : ضَوَامِر. ويقال : أقْفَلَه الصّومُ : أيبَسَه.

قفن القاف والفاء والنون ليس بأصلٍ ، لكنَّهم يقولون : القَفَن : لغةٌ في القَفا. والقفِينَة : الشَّاة تُذبَح من قَفاها. ويقال : إنَ القَفَّانَ : طَريقةُ الشّيء ومُنتهَى عملِه. وجاء في حديث عمر : «ثمَّ أكون على قَفّانِه».

قفي القاف والفاء والحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ على إتْباعِ شيءٍ لشيء. من ذلك القَفْو ، يقال قَفوت أثَرَه. وقَفَّيتُ فلاناً بفلانٍ ، إذا أتْبَعتَه إيَّاه. وسمِّيت قافيةُ البيت قافيةً لأنَّها تقفو سائرَ الكلام ، أي تتلوه وتَتْبعه. والقَفَا : مُؤْخِر الرّأس والعُنُق ، كأنَّه شيءٌ يَقفو الوجه. والقافية : القفا. وفي الحديث : «يقعدُ الشّيطانُ على قافية رأسِ أحدهم».

قال ابن دريد (١) : يقال فلانٌ قِفْوتي : أي تُهمتي ، وقِفْوَتي ، أي خِيرَتي.

__________________

(١) الجمهرة (٣ : ١٥٦).

١١٢

قال : فكأنَّه من الأضداد. وهذا الذي قاله فإنَّ المعنى فيه إذا اتَّهمه : قفاه أي تَبِعه يطلب سيّئةً عنده ، وإذا كان خِيرَتَه قَفاه أيضاً أي تَبِعه يرجو خَيْره. وليس ذلك عندنا من طريقة الأضداد في شيء. والقَفِيُ والقَفاوة : ما يُدَّخر من لبن أو غيرِه لمن يُراد تكرمتُه به. وهو من القياس ، كأنَّه يُرادَ [و] يتبَع به إذا اهدى له قال سلامة :

ليس بأسفَى ولا أقَنى ولا سَغِلٍ

يُسقَى دواءَ قَفِيِ السَّكْنِ مَرْبوبِ (١)

وقولهم : قَفَوت الرَّجُل ، إذا قذفْتَه بفُجورٍ (٢) هو من هذا ، كأنّه أتْبَعَه كلاماً قبيحاً. وفي الحديث : «لا نَقْفُو أمَّنا (٣)».

قفح القاف والفاء والحاء ، قال ابنُ دريد (٤) : قَفَحت : نَفسُه عن الشّيء إذا كرهَتْه. قال : وهو في شِعر الطرِمّاح (٥).

قفخ القاف والفاء والخاء كلمةٌ واحدةٌ* وهو ضربُ الشَّيء اليابس على مِثله. يقال قَفَخ هامتَه. قال :

* قَفخاً على الهامِ وبَجّاً وَخْضا (٦) *

__________________

(١) ديوان سلامة بن جندل ٨ والمفضليات (١ : ١١٩) واللسان (نفا).

(٢) فى الأصل : «بعجوز» ، صوابه فى المجمل واللسان.

(٣) فى اللسان : وقال النبى صلى الله عليه وسلم : «نحن بنو النضر بن كنانة لا نقذف أبانا ولا نقفو أمنا».

(٤) الجمهرة (٢ : ١٧٥).

(٥) وكذا ورد الكلام فى المجمل والجمهرة. يشير إلى قول الطرماح فى ملحقات ديوانه ١٨٩ :

يسف خراطة مكر الجنا

ب حتى ترى نفسه؟

(٦) لرؤبة فى ديوانه ٨١ واللسان (قفخ ، بجج) ، وقد سبق فى (بج).

١١٣

قفد القاف والفاء والدال أصلٌ يدلُّ على التواءِ في شيء. من ذلك القَفَد : التواءُ رسغِ اليد الوحشيّ ؛ رجلٌ أقفدُ وامرأةٌ قَفْدَاء. وكذلك الفرس. ويقولون : القَفْداء : جنس من الاعتمام.

قفر القاف والفاء والراء أصلٌ يدلُّ على خُلوٍّ من خَير. من ذلك القَفْر : الأرض الخالية. ومنه القَفَار : الطَّعام ولا أُدْمَ معه. وفى الحديث : «ما أقْفَرَ بيتٌ فيه خَلّ». وامرأةٌ قَفرة : قليلةُ اللّحم.

ومما شذَّ عن هذا الأصل ، وهو من باب الإبدال ، يقولون : اقتَفَرْت الأثَرَ واقتفيتُه ، وتفقَّر مثلُه. قال صخر (١) :

* فإنِّى عن تفقُّركم مكيثُ (٢) *

وأمَّا القَفُّور فنَبت. قال ابنُ أحمر :

تَرعَى القَطاةُ الخِمسَ قَفُّورَها (٣)

ثم تَعُرُّ الماءَ فيمن يَعُرّ

ومن القياس الأوّل قولهم : نزلْنا ببني فلان فبتْنا القَفْرَ ، إذا لم يَقرُونا وقال ابن دريد (٤) ـ وليس من البابين ـ : القفَر : الشَّعر. وأنشد :

__________________

(١) وكذا فى المجمل. وفى اللسان : «وقال أبو الملثم صخر» ، وصواب «الملثم» «المثلم» وهو رجل هذلى يناقض بشعره صخر الغى الهذلى ، وليس الشعر لصخر ، بل هو لأبى المثلم. انظر ديوان الهذليين (٢ : ٢٢٤).

(٢) صدره كما فى الديوان : أنسل بنى شفرة من لصخر.

(٣) البيت فى اللسان (عرر ، قفر). وفى الأصل : «تقفرها».

(٤) الجمهرة (٢ : ٤٠٠).

١١٤

قد عَلِمَتْ خَودٌ بساقَيْها القَفَر

لتُروَين أو لتُبيدَنَّ الشُّجُرْ (١)

جمع شِجار وهو خَشَب البِئْر.

قفز القاف والفاء والزاء أصلانِ يدلُّ [أحدهما] على شبه الوَثْب ، والآخر على شيءِ يُلبَس.

فالأوّل القَفَزان : مصدر قَفَز. ويقال للضَّفادع : القَوافز. والآخر القُفَّاز : وهو ضربٌ من الحَلْي تتَّخذه المرأةُ في يديها ورجليها. ويقولون على التشبيه بهذا : فرسٌ مقفَّز ، إذا استدار تحجيلُه بقوائمه ولم يجاوز الأشاعر نَحْوَ المنعَّل. فأمَّا القَفِيز فمعرَّب.

قفس القاف والفاء والسين. يقولون : القَفَس : الغضب.

قفش القاف والفاء والشين. فيه طريفَة ابنِ دريد (٢) : قفش : جمع.

قفص القاف والفاء والصاد كلماتٌ تدلُّ على جمعٍ واجتماع. يقولون : تقفّص ، إذا تجمَّع. وقَفَّصتُ الظّبْيَ ، إذا شددتَ قوائمَه جميعا. وقولهم : إن القَفْصَ : الوَثْب ، من هذا ، وذلك تجمُّع.

قفط القاف والفاء والطاء كلمةٌ واحدة. يقولون : قَفَط الطَّائرُ ، إذا سَفِد

__________________

(١) أنشدهما فى الجمهرة. وأنشد الأول فى اللسان (قفر).

(٢) الجمهرة (٣ : ٦٥).

١١٥

قفع القاف والفاء والعين كلماتٌ تدلُّ على تجمُّع في شيء. يقال أذنٌ قَفْعاءُ ، كأنَّها أصابَتْها نار فانزَوَتْ. والرِّجْل القَفْعاء : التي ارتدَّتْ أَصابعُها إلى القَدَم من البرد. والقَفْعة : شيءٌ يتَّخَذ من خُوص يُجتَنَى فيه الرُّطَب. وفى الحديث فى ذكر الجراد : «ليْتَ عندنا منه قَفْعَةً أو قَفْعَتَينِ». والله تعالى أعلمُ وأحكم.

باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله قاف

ومنه ما له أدنى قياس ، ومنه ما وضع وضعا.

من ذلك (القَفَنْدر) : الشَّيخ. والقَفَنْدَر : اللَّئيم الفاحش. وهذا مما زيدت فيه النون ، ثم يكون منحوتا من القَفْد والقَفْر : الخلاءِ من الأرض ، والقَفْد من قَفَدْتُه ، كأنَّه ذليل مَهِين.

ومن ذلك (القلمَّس) : السّيِّد. وهذا مما زيدت فيه اللام ، وهو من القَمْس والقاموس ، وهو مُعظَم الماء ، شبِّه بقاموس البحر.

ومن ذلك (القَلَهْذَم) ، يقال هو صفةٌ للماء الكثير. وهذا مما زيدت فيه اللام والهاء ، وهو من القَذْم وهو الكثرة ، وقد فسَّرناه.

ومن ذلك (القَصَنْصَع) ، وهو القصير ، وهو مما زيدت فيه النون وكرِّرت صادُه ، وهو من القَصْع. وقد قلنا إنَ القصع يدلُّ على مُطامَنةٍ في شيء وهَزْم فيه ، كأنَّه قُصِع.

١١٦

ومن ذلك (القُرْشُوم) وهو القُراد ، وقد زيدت فيه الميم ، وأصله القرش ، وهو الجمع ، سمي قُرْشُوماً لتجمُّع خلقه.

ومن ذلك الحسب (القُدْموس) : القديم ، وهو مما زيدت فيه السين وأصله من القِدَم. ورجلٌ قُدمُوس : سيِّد ، وهو ذلك المعنى.

ومن ذلك (القُرضوب) هو اللصّ. قال الأصمعىّ : وأصله قطع الشيء. يقال قرضَبْتُه : قطعته. والذي ذكره* الأصمعيّ صحيح ، والكلمة منحوتة من كلمتين. من قرض وقَضَب ، ومعناهما جميعاً : القطع.

ومن ذلك (القِنْعاس) ، وهو الشَّديد. وهذا مما زيدت فيه النون ، وأصله من الأقْعَس والقعساء ، وقد فسَّرناه.

ومنه رجل (قُناعِسٌ) : مجتمِع الخَلْق.

ومن ذلك (القَمْطَرِير) : الشَّديد ، وهذا مما زيدت فيه الراء وكرّرت تأكيداً للمعنى ، والأصل قَمَط وقد ذكرناه ، وأنَّ معناه الجمع. ومنه قولهم بعير قِمَطرٌ : مجتمع الخَلق. والقياسُ كلُّه واحد.

ومن ذلك (اقْفَعَلَّت) يدُه : تقبّضت. وهذا مما زيدت فيه اللام ، وهو من تقفَّعَ الشّيء ، وقد ذكرناه.

ومن ذلك (القَلْفَع) ، وهو ما يَبِس من الطِّين على الأرض فيتقلّف. وهذه منحوتةٌ من ثلاث كلمات : من قفع ، وقلع ، وقلف ، وقد فُسِّر.

١١٧

ومن ذلك (القَرَقُوس) ، وهو القاع الأملس ، وأصله من القَرَق ، والسين فيه زائدة ، وقد ذكرناه.

ومن ذلك (القَنَازِع) من الشَّعر ، وهو ما ارتَفَع وطال ، وأصله من القزع ، والنون زائدة ، وقد ذكَرْناه.

ومن ذلك (القرْفُصاء) ، وهو أن يقعد الرجل قِعدةَ المحتبِى ثمَّ يضعَ يديه على ساقَيه كأنَّه محتَب بهما. ويقال : قرفَصْتُ الرَّجُلَ : شدَدتُه. وهذا مما زيدت فيه الراء ، وأصله من القَفْص ، وقد ذكرناه.

ومن ذلك (أمّ قَشْعَم) : المنيّة والدَّاهية. وهذا مما زيدت فيه الميم ، والأصل القَشْع.

ومن ذلك (قُرموص) الصَّائد : بيته. وهذا مما زيدت فيه الراء ، وأصله القمص وقد مَرّ.

ومن ذلك شيءٌ ذكره ابنُ دريد (١) : بعير (قُرامِلٌ) : عَظيم الخَلْق. وهذا مما زيدت لامُه ، وأصلُه القرم.

ومن ذلك (القُطْرُب) ، وهو دويْبَّة تسعَى نهارَها دائباً. وهذا مما زِيدت فيه القاف ، والأصل الطَّرَب : خفّةٌ تُصِيب الإنسان ؛ فسمِّي قُطرباً لخفّته فى سَعْيِه. ويقولون : القُطْرب : الجُنون (٢). والقُطرب : الكلب الصغير ، وقياسُه واحد.

__________________

(١) الجمهرة (٣ : ٣٤١).

(٢) فى القاموس : «نوع من الماليخوليا».

١١٨

ومما وضع وضعاً (القَلَهْبَسَة) : الهامة المُدوَّرة. و (القِطْمِير) : الحبّة في بَطن النواة. و (القِرميد) : الآجُرّ. ويقولون : (القُرْقُوف) : الجَوَّال. ويقولون (اقرنْبَع) في جِلْسته : تقبَّض. و (اقْمَعَدَّ) : عسُر. و (اقْذَعَلّ) : عَسُر. و (القَبَعْثَر) العظيم الخَلْق. و (القَرَبوس) للسَّرج. و (القِنْدَاوة) : العظيم. ويقولون : ما عليه (قِرطَعْبَةٌ) ، أي خِرْقة. وما عليه (قُذَعْمِلّةٌ). والله أعلم بالصواب.

تم كتاب القاف والله أعلم بالصواب

١١٩
١٢٠