معجم مقاييس اللغة - ج ٣

أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريّا

معجم مقاييس اللغة - ج ٣

المؤلف:

أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريّا


المحقق: عبد السلام محمّد هارون
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٧٨

الخَلْق (١). والثالثة الطُّوبالة ، ولو لا أنَّها جاءت فى بعض الشِّعر ما كان لذكرها معنىً ، وما أحسبها فى غير هذا البيت :

نَعَانِى حَنَانةُ ، طُوبالةً

تُسَفُّ يبيساً من العِشْرِقِ (٢)

ويقال هى النَّعْجة.

طبن الطاء والباء والنون أصلٌ صحيح يدلُّ على ثباتٍ. ويقال اطبأنَ ، إذا ثبت وسكَن ، مثل اطمأنّ. ويقولون : طَبنت النار : دفنتُها لئلا تَطفَأ ، وذلك الموضعُ الطَّابون. ويقال طابِنْ هذه الحَفيرةَ : طاطئْها. ويقولون : إنَّ الخير فى بنى فلانٍ كثابت الطَّبْن ، أى هو تليدٌ قديم.

ومن الباب الطَّبَن ، وهو الفِطْنة ؛ وذلك قياس الباب ، لأنَّ فى ذلك كالثَّبات فى العِلْمِ به.

طبى الطاء والباء والحرف المعتل أُصَيْل يدلُّ على استدعاء شىء. من ذلك قولهم اطَّبى * بَنُو فُلانٍ فلاناً إذا خالُّوه وقَبِلوه. وربما قالوا : طَبَاه واطَّباه ، إذا دعاه. فإنْ حُمِل الطّبىُ (٣) من أَطْباء النَّاقة ، وهى أخلافها ، على هذا وعلى أنّه يُطَّبَى منه اللّبن ، لم يبعُد.

__________________

(١) شاهده ما أنشده فى اللسان :

قد علموا أنا خيار الطيبل

وأتنا أهل النداء والفضل

(٢) البيت لطرفة فى ديوانه ٢٦ واللسان (طبل ، حنن) والمجمل (طبن). وذكر فى (حنن).

أن «حنانة» اسم راع. وطوبالة منصوب على الذم ، أى أذم طوبالة ، عنى بذلك حنانة. وبعد البيت :

فنفسك؟ وال تنعنى

وداو الكلوم ولا تبرق

(٣) الطبى ، بكسر الطاء وضمها.

٤٤١

وذُكر أن العرب تقول : هذا خِلْفٌ طِبِىٌ ، أى مُجِيب (١). فإن كان هذا صحيحاً فهو يدلُّ على صحَّة القياس الذى قِسْناه.

باب الطاء والثاء وما يثلثهما

طثر الطاء والثاء والراء أَصَيل صحيح يدلُّ على غَضارةٍ فى الشّىء وكثرةِ ندى. يقولون: فلان فى طَثْرة من العَيش ، أى فى غَضارة. قالوا : واشتقاقه من اللبن الطاثر ، وهو الخاثر. ويشبَّه بذلك فيقال للحَمْأة طَثْرة ، وقياسُه ما ذكرناه (٢). وسمِّى طَثْرة من العَرب.

ومما شذّ عن الباب وما ندرى كيف صحَّةُ هذا ، قولهم : إنّ الطَّيْثار : البعوض. والله أعلم.

__________________

(١) فى اللسان والقاموس : «مجيب» بضم الميم وتشديد الياء المفتوحة ، ولا وجه له ، فإن المجيب بمعنى المقور والأحوف. وقد أثبت الضبط الصحيح من نسخة المجمل ومن تهذيب الصحاح ، وهو من الإجابة كما يدل عليه ما سبق. وفى الصحاح «مجيب».

(٢) فى الأصل : «ويأخذ ما ذكرناء» وقد اقتبست تصحيحه من مألوف عباراته.

٤٤٢

باب الطاء والجيم وما يثلثهما

طجن (١) يقولون فى الطاء والجيم والنون : إنَ الطَّاجَن (٢) : الطَّابَق (٣). وهو كلام ، والله اعلم.

باب الطاء والحاء وما يثلثهما

طحر الطاء والحاء والراء أصلٌ صحيح يدلُّ على الحَفز والرَّمْى والقذْف. يقولون : طَحَرَتِ العينُ قَذاها ، إذا قذفَتْ به. يقال طَحَرتْ عينُ الماء العِرمِضَ ، إذا رمت به. وقوس مِطحَرٌ ، إذا حَفَزت سَهْمَها فرمت به صُعُداً. وحربٌ مِطحرةٌ : زَبُون. والطَّحِير : النّفَس العالى ، وسمِّى بذلك لأنَّ صاحبه يَطحَر. قال الكميت :

بأهازيجَ من أغانيِّها الجُ

شِّ وإتباعها الزَّفيرَ الطَّحِيرَا (٤)

__________________

(١) الكلام من أول الباب إلى هنا مبيض له فى الأصل. وأثبت ما يقتضيه الكلام وما هو ثابت فى المجمل أيضا.

(٢) ضبطه فى القاموس كصاحب ، وزاد فى تاج العروس : «وكهاجر». وضبط فى الأصل والمجَمل بفتح الجيم لا غير.

(٣) الطاجن والطابق معربان كما فى القاموس. وضبط الطابق فى المجمل بفتح الباء ، وفى القاموس : «كهاجر وصاحب». قلت : أما الطاجن ، فهو معرب من اليونانية «تيكانون» كما فى الألفاظ الفارسية ١١١ نقلا عن فرنكل ٦٧. وفى الجمهرة (٣ : ٣٥٧): «الطيجن. الطابق ، لغة شامية وأحسبها سريانية أو رومية. انظر المعرب ٢٢١. وأما الطابق ، فهو معرب «تا؟؟؟ ه» بالفارسية ، كما فى المصادر السابقة ، ومعجم استينجاس.

(٤) فى الهاشميات ص ٩٣ أبيات من هذا الوزن والروى.

٤٤٣

فأما المُطْحَر من النِّصال ، فهو المُطوَّل المسال (١). قال الهذلىّ (٢) :

من مُطْحَراتِ الإلالِ (٣)

طحل الطاء والحاء واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على لونِ غير صافٍ ولا مُشرق. من ذلك الطُّحْلة ، وهو لون الغُبْرة. ويقال رمادٌ أطحل ، وشرابٌ أطحل ، إذا لم يكن صافياً. والطِّحال معروف ، وممكنٌ أن يكون سمِّى بذلك لكُدْرة لونه. ويقال طَحِلَ الماء : فسد وتغيَّر.

طحم الطاء والحاء والميم أصلٌ صحيح يدلُّ على تجمُّع وتكاثف من ذلك الطّحمة (٤) من النّاس ، وهى الجماعة الكثيفة. وطُحْمة اللَّيل وطَحْمَتهُ ، وطُحْمة السَّيل وطَحمته : مُعْظَمه. قال الخليل : طَحْمة الفتنة : جَوْلة النَّاس عندها. ويقال للرّجُل الشّديد العِراك : طُحَمَة. والباب كلُّه واحد.

طحن الطاء والحاء والنون أصلٌ صحيح ، وهو فتُّ الشىء ورَفْتُه (٥) بما يدور عليه من فوقِه. يقال طَحَنَتِ الرَّحَى طحْناً. والطّحْن : الدَّقيق. ويقولون : «أسمعُ جَعجعةً ولا أَرى طِحْناً». والجعجعة : صوت الرَّحَى. ومن الباب : كتيبةٌ طَحُونٌ : تطحَنُ ما لَقِيت. ويقال للأضراس الطَّواحِن.

__________________

(١) كذا وردت الكلمة فى الأصل ، وليست فى المجمل.

(٢) هو أمية بن أبى عائذ الهذلى ؛ وقصيدته فى شرح السكرى للهذليين ١٨٠ ونسخة الشنقيطى ٧٩.

(٣) البيت بتمامه فيهما :

فلما رآهن بالجهلتين

يكبون في معامرات الإلال

(٤) الطحمة مثلثة الطاء ، لكن يفهم من صنيعه بعد أنه يعرف فيها لغتين فقط : الضم والفتح ، وهما ما نص عليه صاحب اللسان. أما صاحب القاموس فيروى اللغات الثلاث.

(٥) الرفت : الدق والكسر. وفى الأصل : «ورقته» ، تحريف.

٤٤٤

ومن الباب الطُّحَن (١) : دويْبَّة تغيِّب نفسَها فى ترابٍ قد سَوَّته وأدارته. وطَحَنتِ الأفعى ، إذا تلوَّت (٢) مستديرة.

طحو الطاء والحاء والحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ على البسط والمدِّ. من ذلك الطَّحْو وهو كالدَّحْو ، وهو البَسْط. قال الله تعالى : (وَالْأَرْضِ وَما طَحاها) (٣) ، أى بسَطها. وقال تعالى فى موضع آخَر : (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها)(٤). ويقال طحا بك هَمُّك بطحو ، إذا ذهَب بك فى الأمر ومدَّ بك فيه. قال علقمة :

طحا بك قلبٌ فى الحِسانِ طَروبُ

بُعَيد الشَّبابِ عَصْرَحان مشيبُ (٥)

والمُدوِّمة الطَّواحِى : النُّسور تستدير حول القَتْلَى. وقال الشَّيبانى : طَحَيْت :اضطجَعْت. والطّاحى : الجمع الكثير ، وسمِّى بذلك لأنّه يجرّ على الشىء ، كما يسمَّى جرّارا. قال :

من الأَنَس الطاحِى عليكَ العَرمْرَمِ (٦)

والله أعلم.

__________________

(١) ويقال أيضا : «الطحنة».

(٢) فى الأصل : «تولت».

(٣) الآية ٦ من سورة الشمس.

(٤) الآية ٣٠ من سورة النازعات.

(٥) ديوان علقمة ١٣١ والمفضليات (٢ : ١٩١).

(٦) لصخر الغى الهذلى من قصيدة فى شرح السكرى للهذليين ٢١ ونسخة شنقيطى ٩١. وصدره :

وخفش عليك القول واعلم بأنني

٤٤٥

باب الطاء والخاء وما يثلثهما

طخف الطاء والخاء والفاء أُصَيل يدلُّ على الشَّىء الرَّقيق. من ذلك الطَّخَاف ، وهو الغَيم الرقيق. والطَّخْف كالهَمِّ يَغشَى القلب.

طخر الطاء والخاء والراء أصلٌ صحيح يدلُّ على خفّةٍ فى شىء. من ذلك* الطَّخَارير: المتفرِّقون ، يشبَّه بذلك الرّجُل الخفيف الخَطَّاف.

طخى الطاء والخاء والحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ على ظُلْمة وغِشاء. من ذلك الطَّخْوة والطَّخية : السَّحابة الرّقيقة. والطَّخْياء : اللَّيلة المُظلْمة. ويقال ظلام طاخٍ. ومن الباب : وجَد على قلبه طَخَاء ، وهو شبه الكَرْب. ويقال : كلَّمَنى كلمةً طَخْياء ، أى أعجميّة.

طخم الطاء والخاء والميم أصلٌ صحيح يدلُّ على سوادٍ فى شىء. من ذلك الطُّخمة : سوادٌ فى مقدَّم الأنْف. يقال كبشٌ أطخَم ، وأسد أطخَم. والله أعلم بالصَّواب.

باب الطاء والراء وما يثلثهما

طرز الطاء والراء والزاء كلمةٌ يظنُّ أنّها فارسيّة معرّبة ، وهى فى شعر حَسَّان :

بيضُ الوُجوه كريمةٌ أحسابُهم

شمُّ الأنوف من الطِّرازِ الأوّلِ (١)

__________________

(١) ديوان حسان ٣١٠ واللسان (طرز).

٤٤٦

ويقولون : طِرْزُه ، أى هيئَتُه.

طرس الطاء والراء والسين فيه كلامٌ لعلّه أن يكون صحيحاً. يقولون الطِّرْس : الكتاب الممحُوّ. ويقال : كلُّ صحيفة طِرس. ويقولون : التَّطرُّس : أن لا يَطعَم الإنسانُ ولا يشربَ إِلّا طيّباً.

طرش الطاء والراء والشين كلمةٌ معروفة ، وهى الطَّرَش ، معروف (١). وقال أبو عمرو: تطرَّش (٢) النَّاقِهُ من المرض ، إذا قام وقعَد.

طرط الطاء والراء والطاء كلمةٌ. يقولون الأطرط : الدَّقيق الحاجبين ؛ وقد طرِط.

طرف الطاء والراء والفاء أصلان (٣) : فالأوّل يدلُّ على حدِّ الشىء وحَرفه ، والثانى يدلُّ على حركةٍ فى بعض الأعضاء.

فالأوّل طَرَفُ الشىء والثوب والحائط. ويقال ناقة طَرِفَة : ترعى أطرافَ المرعَى ولا تختلط بالنُّوق.

وقولهم : عينٌ مطروفة ، من هذا ؛ وذلك أن يصيبَها طَرَف شىءٍ ثوبٍ أو غيره فتَغْرَوْرِقَ معاً. ويُستعار ذلك حتى يقال : طَرَفَها الحُزْن.

فأمّا قولُهم : هو كريم الطَّرَفين ، فقال قومٌ : يُراد به (٤) نَسَب الأب والأمّ. ولا يُدْرَى أىُ الطّرَفين أطول ، هو من هذا. وجمع الطَّرَف أطراف. قال :

__________________

(١) الطرش : الصمم ، وقيل أهونه. وقيل هو مولد. يقال فى الوصف منه أطرش وأطروش ، بضم الهمزة والراء فيهما ، كما فى اللسان.

(٢) هذه الكلمة فى القاموس ، ولم ترد فى اللسان.

(٣) فى الأصل : «أصول». وليس كذلك.

(٤) فى الأصل : «فقال قوم أراد قوم أراد به».

٤٤٧

وكيف بأطرافى إذا ما شَتَمتَنِى

وما بعدَ شَتْمِ الوالدينِ صُلُوح (١)

ويقال إنّ الطِّرَاف : ما يُؤخَذ من أطراف الزَّرع (٢).

ومن الباب : الطَّوَارِف من الخِباء ، وهى ما رفعتَ من جوانبه لتنظُر. فأمَّا قولهم : جاء فلانٌ بطارفةِ عينٍ فهو من الذى ذكرناه فى قولهم : طُرِفت العين ، إذا أصابَها طرَف شىءٍ فاغرورقَتْ. وإذا كان كذا لم تكد تُبْصِر. فكذلك قولهم : بطارفةِ عينٍ ، أى بشىءٍ تَتحيَّر له العينُ من كَثرته.

ومن الباب قولُهم للشىء المستحدَث : طريف ؛ وهو خلافُ التَّليد ، ومعناه أنَّه شىءٌ أُفِيدَ الآنَ فى طرَف زمانٍ قد مضى. يقولون منه اطَّرَفْتُ الشىءَ ، إذا استحدثتَه ، أطَّرِفه اطِّرَافاً.

ومن الباب : الرَّجُل الطَّرِف : الذى لا يثبُت على امرأةٍ ولا صاحب. وذلك القياسُ ؛ لأنّه يطلُب الأطراف فالأطراف. والمرأة المطروفة ، يقولون إنّها التى لا تثبُت على رجلٍ واحد ، بل تَطّرِف الرِّجال. وهو قول الحُطيئة :

بَغَى الودَّ من مطروفة الوُدِّ طامِحِ (٣)

ومن الباب الطِّرف : الفرس الكريم ، كأنَّ صاحبَه قد اطّرَفه. وللمَّطرَف فضلٌ على التَّليد.

__________________

(١) البيت لعون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، كما فى اللسان (طرف). وأنشده فى (صلح) بدون نسبة ، وكذا فى إصلاح المنطق ١٢٤. وقد سبق فى (صلح).

(٢) هذا المعنى لم يذكر فى اللسان ، وذكر فى القاموس. وفى المجمل : «مأخوذ» بدل «يؤخذ».

(٣) وكذا إنشاده فى المجمل والصحاح. وفى الديوان ٦٣ واللسان (طمح ، طرف): «مطروفة العين». وصدره

وما كنت مثل الكاهلى وعرسه

٤٤٨

وأمَّا الأصل الآخر فالطَّرْف ، وهو تحريك الجفون فى النّظَر. هذا هو الأصل ثم يسمُّون العينَ الطَّرْف مجازاً. ولذلك يسمَّى نجمٌ من النُّجُوم الطَّرْفة (١) ، كأنّه فيما أحسب طرْفُ الأسَد. قال جرير :

إنّ العيون التى فى طَرْفِها مرضٌ

قَتَلْنَنَا ثم لم يُحْيِينَ قتلانا (٢)

فأما الطِّرَاف فإِنه بيتٌ من أَدَم ، وهو شاذٌّ عن الأصلين اللذين ذكرناهما.

طرق الطاء والراء والقاف أربعة أصول : أحدها الإِتيان مَساءً (٣) ، والثانى الضَّرْب ، والثالث جنسٌ من استرخاء الشىء ، والرابع خَصْف شىء على شىء.

فالأوَّل الطُّرُوق. ويقال إنّه إتيان المنزِل ليلاً. قالوا : ورجلٌ طُرَقَةٌ ، إذا كان يَسْرِى حتى يطرُقَ أهلَه ليلاً.* وذُكِرَ أنَّ ذلك يقال بالنهار أيضاً ، والأصل اللَّيل : والدَّليل على أنَّ الأصلَ اللّيل تسميتُهم النّجم طارقاً ؛ لأنّه يَطلُعُ ليلاً. قالوا : وكلُّ مَن أتى ليلاً فقد طَرَق. قالت :

نحنُ بناتُ طارقِ (٤)

__________________

(١) وكذا فى المجمل والقاموس. وفى اللسان (طرف) والأزمنة والأمكنة (١ : ١٩١ ، ٣١٨): «الطرف» بدون هاء. قال المرزوقى : «وأما الطرف فكوكبان يبتدان الجبهة بين يديها ، يقولون : هما عين الأسد».

(٢) ديوان جرير ٥٩٥ ، والعمدة (١ : ١٣٥). ويروى : «فى طرفها حور» كما فى زهر الآداب (٤ : ٢١٥) والأغانى (٧ : ٣٧). والبيت من المائة المختارة فى الأغانى (٧ : ٣٥).

(٣) فى الأصل : «مكانا».

(٤) الرجز لهند بنت بياضة بن رباح بن طارق الإيادى كما فى اللسان (طرق). وبعده :

لا ننثني لوامق

غمشى على النمارق

المسك في المفارق

والدر في المخانق

إن تلبوا نعانق

أو تدبروا نفارق

فراق غير وامق

٤٤٩

وهو قول امرأة. تريد : إِنَّ أبانا نجمٌ فى شرفه وعلوّه (١).

ومن الباب ، والله أعلم : الطَّريق ، لأنَّه يُتَوَرَّدُ. ويجوز أن يكون من أصلٍ آخَر ، وهو الذى ذكرناه من خَصْف الشىء فوق الشىء.

ومن الباب الأوّل قولُهم : أتيتُه طَرْقَتين ، أى مَرَّتين (٢). ومنه طارِقةُ الرَّجُل ، وهو فَخِذه التى هو منها ؛ وسمِّيت طارقةً لأنها تطرُقه ويطرُقها. قال :

شكوت ذَهاب طارقتى إليه

وطارِقَتِى بأكناف الدُّرُوب (٣)

والأصل الثّانى : الضرب ، يقال طرَق يَطْرُق طرقاً. والشىء مِطرَق ومِطرَقة. ومنه الطَّرْق ، وهو الضَّرْب بالحَصى تكهُّناً ، وهو الذى جاء فى الحديث النّهْىُ عنه ، وقيل : «الطرْق والعيافة والزَّجر من الجِبت (٤)». وامرأةٌ طارقةٌ : تفعل ذلك ؛ والجمع الطَّوارق. قال:

لعمرك ما تَدْرى الطَّوَارِقُ بالحصى

ولا زاجراتُ الطيرِ ما الله صانعُ (٥)

والطرْق : ضرب الصُّوف بالقضيب ، وذلك القضيبُ مِطرَقة. وقد يفعلُ الكاهن ذلك فيطرُق ، أى يخلط القُطْنَ بالصُّوف إذا تكهَّنَ. ويجعلون هذا مثلاً فيقولون : «طَرَقَ وماشَ». قال :

__________________

(١) وقد يكون أيضا أنها تعتز بأبيها طارق الإيادى.

(٢) فى القاموس : «وأتيته طرقين وطرقتين ، ويضمان».

(٣) لابن أحمر ، كما فى اللسان (طرق) وكذا جاءت رواية البيت فى المجمل. وفى اللسان : «إليها» موضع «إليه».

(٤) فى اللسان : «روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : الطرق والعيافة من الجبت».

(٥) البيت للبيد فى ملحقات ديوانه ٥٥ طبع ١٨٨١ واللسان (طرق). وبعده فى الديوان :

ساوهن إن كذبتموني من الفتى

يذوق المنايا أو منى الغيث واقع

٤٥٠

عاذلَ قد أُولِعتِ بالتَّرْفيشِ

إلىَّ سِرًّا فاطرُقى ومِيشِى (١)

ويقال : طرَق الفحلُ الناقةَ طَرقاً ، إذا ضربها. وطَروقة الفَحل : أُنثاه. واستطرقَ فلانٌ فلاناً فَحَلَه ، إذا طلبَه منه ليَضربَ فى إِبله ، فأطْرَقَه إِيّاه. ويقال : هذه النَّبْل طَرْقَةُ رجلٍ واحد ، أى صِيغة رجلٍ واحد (٢).

والأصل الثالث : استِرخاء الشىء. من ذلك الطَّرَق ، وهو لِينٌ فى ريش الطّائر. قال الشاعر :

 ...............................

 ............................(٣)

ومنه أَطْرَق فلانٌ فى نَظَره. والمُطْرِق : المسترخِى العَين. قال :

وما كنتُ أخشَى أن تكون وفاتُه

بكفَّىْ سَبَنْتَى أزرقِ العَين مُطْرِقِ (٤)

وقال فى الإطراق :

فأطرَقَ إطراقَ الشُّجاع ولو يَرَى

مَساغاً لِناباه الشُّجَاعُ لصَمَّما (٥)

__________________

(١) لرؤبة بن العجاج فى ديوانه ٧٧ واللسان (رقش ، طرق ، ميش). وسبق فى (رقش).

(٢) يقال سهام صيغة ، أى صنعة رجل واحد. فى المجمل : «صنعة رجل واحد». وفى القاموس : «وهذا طرقة رجل ، أى صنعته».

(٣) بياض فى الأصل. وشاهده فى اللسان :

سكاء مخطومة وريثها طرق

سود قوادمهها صهب خوافيها

وانظر الحيوان (٥ : ٥٧٩) والأغانى (٧ : ١٥١).

(٤) لمزرد بن ضرار أخى الشماخ ، يرثى عمر بن الخطاب ، كما فى اللسان (طرق ، سبت). وجعله أبو تمام فى الحماسة (١ : ٤٥٤) فى مقطوعة للشماخ ، وليست فى ديوانه. على أنه روى من شعر منسوب للجن. زهر الآداب (٤ : ١٠٧). وقال أبو محمد الأعرابى إنه لجزء أخى الشماخ ، وهو الصحيح. حواشى اللسان (سبت). وقد سبق البيت فى ص ١٦٢ من هذا الجزء.

(٥) البيت للمتلمس فى ديوانه ٢ مخطوطة الشنقيطى والحيوان (٤ : ٢٦٣) وحماسة البحترى ١٥ ولباب الآداب ٣٩٣ وأمثال الميدانى (١ : ٣٩٥). وبالبيت يستشهد النحويون على إلزام المثنى الألف فى أحوال الإعراب الثلاث عند بعض القبائل. انظر الخزانة (٣ : ٣٣٧). وقد أخذء عمرو بن شأس فقال (انظر معجم المرزبانى ٢١٣) :

فأطرق إطراف اشجاع ولو يرى

مساغا لنابيه الشجاع لقد أزم

٤٥١

ومن الباب الطِّرِّيقة ، وهو اللِّين والانقياد. يقولون فى المثل : «إنّ تحت طِرِّيقته لَعِنْدَأْوَةً» ، أى إِنّ فى لِينه بعضَ العُسر أحياناً. فأمَّا الطّرَق فقال قوم : هذا اعوجاجٌ فى الساق من غير فَحَج. وقال قوم : الطّرُق : ضَعف فى الرُّكْبتين. وهذا القول أقْيَسُ وأشبه لسائر ما ذكرناه من اللِّين والاسترخاء.

والأصل الرابع : خَصْف شىءٍ على شىء. يقال : نَعلٌ مُطارَقة ، أى مخصُوفة. وخُفٌ مُطارَق ، إذا كان قد ظُوهِر له نعلان. وكلُّ خَصْفةٍ طِرَاق. وتُرسٌ مطرَّق ، إِذا طورِق بجلدٍ على قَدْره. ومن هذا الباب الطِّرْق ، وهو الشحم والقُوّة ، وسمِّى بذلك لأنّه شىءٌ كأنّه خُصِف به. يقولون : ما به طِرْق ، أى ما به قُوّة. قال أبو محمد عبد الله بن مسلم : أصل الطِّرْق الشّحم ؛ لأنّ القوّة أكثر ما تكون [عنه (١)]. ومن هذا الباب الطّرَق : مَناقع المياه ؛ وإنّما سمِّيت بذلك تشبيهاً بالشىء يتراكبُ بعضُه على بعض. كذلك الماء إذا دام تراكب. قال رؤبة :

للعِدِّ إذْ أخْلَفَه ماءُ الطَّرَقْ (٢)

ومن الباب ، وقد ذكرناه أوّلاً وليس ببعيد أن يكون من هذا القياس : الطَّريق ؛ وذلك أنّه شىءٌ يعلو الأرضَ ، فكأنّها قد طُورِقَتْ به وخُصِفت به. ويقولون : تطارَقَت الإبلُ ، إذا جاءت يتبع بعضُها بعضاً. وكذلك الطَّريق ، وهو النَّخْل الذى على صفٍّ واحد. وهذا تشبيهٌ ، كأنّه شُبِّه بالطَّريق فى تتابُعه وعلوّه الأرض. قال الأعشى :

__________________

(١) التكملة من اللسان (طرق ٩٢).

(٢) وكذا إنشاده فى المجمل واللسان. والوجه : «إذ أخلفها» كما فى الديوان ١٠٤. وقبله :

قواريا من واحف بعد الصبق

٤٥٢

ومِن كلِّ أحوَى كجِذْعِ الطَّريق

يزينُ الفِناءَ إذا ما صَفَنْ (١)

ومنه [ريشٌ (٢)] طِراق ، إذا كان تطارق بعضه فوقَ بعض. وخرج القومُ مَطارِيقَ ، إذا جاءُوا مُشاةً لا دوابَّ لهم ، فكأنَّ كلَّ واحدٍ منهم يَخصِف بأثر قدمَيه أثَر الذى تقدَّم. ويقال : جاءت الإبلُ على طَرْقَةٍ واحدة ، وعلى خُفٍّ واحد ؛ وهو الذى ذكرناه من أنّها* تخصف بآثارها آثارَ غيرها. واختضَبت المرأةُ طَرْقَتين ، إذا أعادت الخِضاب ، كأنّها تَخصِف بالثّانى الأوّل. ثم يشتقّ من الطَّريق فيقولون : طَرَّقت المرأةُ عند الوِلادة ، كأنّها جَعلت للمولود طريقاً. ويقال ـ وهو ذلك الأوّل ـ لا يقال طَرَّقت إلّا إذا خرج من الولد نصفُه ثمّ احتبَس بعضَ الاحتباس ثمّ خرج. تقول (٣) : طرّقت ثم خلَصت.

وممّا يُشْبِه هذا قولهُم طَرَّقت القطاة ، إذا عَسُر عليها بيضُها ففحصت الأرضَ بجُؤجُئِها.

طرم الطاء والراء والميم أُصَيْلٌ صحيح يدلُّ على تراكُمِ شىء. يقولون : الطُّرَامة (٤) : الخُضْرة على الأسنان. ويقولون : الطِّرْم (٥) : العَسَل. والطِّرْيَم : السَّحاب الغليظ.

__________________

(١) ديوان الأعشى ١٧. ورواية البيت وسابقه فى الديوان :

هو الواهب المائة المصطفا

ة كالنخل زينها بالرجن

وكل ثنيت كجذع الخضاب

يزين الغناء إذا ماصقن

(٢) التكملة من اللسان (طرق ٨٨).

(٣) فى الأصل : «يقول».

(٤) فى الأصل : «الطرامية» ، صوابه فى المجمل واللسان.

(٥) يقال بكسر الطاء وفتحها ، ويقال طويم أيضا كدرهم. وفى الأصل : «الطرام» ، صوابه فى المجمل واللسان.

٤٥٣

طرى الطاء والراء والحرف المعتلُّ أُصيل صحيحٌ يدلُّ على غضاضةٍ وجِدّة. فالطَّرِىّ : الشىء الغَضّ ؛ ومصدره الطَّراوة والطَّراءة. ومنه أطرَيْتُ فلاناً ، وذلك إذا مدحتَه بأحسنِ ما فيه.

فإذا هُمِز قيل طرَأ فلانٌ ، إذا طلع. وأحسِب هذا من باب الإبدال ، وإنّما الأصل دَرَأ. وقد ذُكِر.

طرب الطاء والراء والباء أصَيلٌ صحيح. يقولون : إنَ الطَّرَب خِفّة تُصِيب الرَّجلَ من شدةِ سرورٍ أو غيره. ويُنشدون :

وقالوا قد طِربْتَ فقلتُ كلَّا

وهل يبكى من الطَّرَب الجليدُ

وقال نابغة بنى جعدة :

وأُرانى طَرِباً فى إثرهِمْ

طرَبَ الوالهِ أو كالمُخْتَبَلْ (١)

قالوا : وطرَّب فى صوته ، إذا مدَّه. وهو من الأوّل. والكريم طَروبٌ ومما شذَّ عن هذا الباب المَطَارِب ، وهى طرقٌ ضيِّقة متفرِّقة. وأراها (٢) من باب الإبدال ، كأنّها مدارب ، مشتقة من الدَّرْب.

وأمّا قولهم فى الطُّرْطُبّ ، إنَّه الثَّدى المسترخِى ، وكذلك الطَّرْطَبَة : صوت الحالب بالمِعزَى ، فكلُّه وما أشبهه كلام.

__________________

(١) أنشده فى اللسان (خبل) بدون نسبة. وقبله فى (طرب) :

سألتني أمتي هن جارتي

وإذا ماهى ذو الب سأل

سألتني عن أناس هلكوا

شرب الدهر عليهم وأكل

(٢) فى الأصل : «وأرى».

٤٥٤

طرث الطاء والراء والثاء كلمةٌ صحيحة ، وهى الطُّرْثُوث (١) ، وهى نبْت.

طرح الطاء والراء والحاء أصلٌ صحيح يدلُّ على نَبْذ الشّىء وإلقائه. يقال طرحَ الشَّىءَ يطرحُه طرحا. ومن ذلك الطَّرَح ، وهو المكان البعيد (٢). وطرَحتِ النَّوَى بفلانٍ كلَ مَطرحٍ ، إذا نأتْ به ورمت به. قال :

أَلِمَّا بمىٍّ قبل أن تطرَح النَّوى

بنا مَطْرَحاً أو قبل بينٍ يُزِيلُها

ويقال فحل مِطْرَحٌ : بعيدُ موقع الماءِ فى الرَّحِم. ومن الباب : نخلةٌ طروحٌ : طويلة العَراجين. وسَنامٌ إطريحٌ : طويل. وقوسٌ طَروح : شديدة الحفْزِ للسّهم. والقياس فى كلِّه واحد.

طرد الطاء والراء والدال أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على إبعاد. يقال طردتُه طرداً. وأَطرَدَه السُّلطان وطَرّدَه ، إذا أخرجه عن بلده. والطَّرْد : معالجة أخْذ الصّيد. والطرِيدة : الصَّيد. ومُطارَدَة الأقرانِ : حملُ بعضِهم على بعض ؛ وقيل ذلك لأنّ هذا يَطرُد ذاك. والمِطْرَد : رمح صغير. ويقال لمَحجّة الطَّريق مَطْرَدَة (٣). ويقال : اطّرد الشّىءُ اطراداً ، إذا تابَعَ بعضُه بعضاً. وإنّما قيل ذلك تشبيهاً ، كأنّ الأوّل يطرُد الثّانى. ومنه قولُه :

__________________

(١) شاهده ما أنشده فى إصلاح المنطق ٤٥ واللسان (طرث) :

أرض عن الخير والسلطان نائيه

والأطيبان بها الطرئوت والصرب

(٢) شاهده قول الأعشى فى ديوانه ١٦١ واللسان (طرح) :

ببتنى المجد ويحتاز انتهى

وترى تارك من تاء طرح

وفى اللسان :

تبتني الحمد وتنمو العلا

وترى تارك من تاء طرح

(٣) ذكرت فى القاموس ، بفتح الميم وكسرها ، ولم تذكر فى اللسان. وقد ضبطت فى المجمل بفتح الميم كما أثبت.

٤٥٥

أتعرِف رسماً كاطِّراد المذاهبِ

لعمرةَ وحشاً غيرَ موقفِ راكبِ (١)

ومُطَّرَدُ النَّسيم : الأنْف. أنشدَنا على بن إبراهيم القَطَّان ، عن ثعلبٍ عن ابن الأعرابىّ :

وكأنّ مُطّرَدَ النَّسيم إذا جرى

بعد [الكلالِ خليَّتا زُنبورِ (٢)

واطرَدَ] الأمر : استقام. وكلُّ شىءٍ امتدّ فهذا قياسُه. يقال طرِّدْ سَوْطَكَ : مدِّدْه. والطًّريد : الذى يُولَد بعد أخيه ، فالثّانى طريدُ الأوّل. وهذا تشبيه ، كأنّه طردَه وتَبِعه (٣) ، وطريدٌ بمعنى طارِد.

باب الطاء والزاء وما يثلثهما

هذا بابٌ يضيق الكلام فيه. على أنهم يقولون الطَّزِع ؛ الرّجُل لا غَيْرة له. والله أعلم.

باب الطاء والسين وما يثلثهما

طست الطاء والسين والتاء ليس بشىء ، إلّا الطَّسْت ، وهى معروفة.

__________________

(١) لقيس بن الخطيم فى ديوانه ١٠ واللسان (طرب). وقصيدة البيت فى جمهرة أشعار العرب ١٢٣ ـ ١٢٥ فى القصائد المذهبات.

(٢) التكملة إلى هنا من المجمل واللسان (طرد). وبقية التكملة من اللسان (طرد ٢٥٧). وقد ضبط «مطرد» فى اللسان بكسر الراء ، وهو خطأ ، وإنما هو مكان اطراد النسيم ، وهو الأتف. والضمير فى «جرى» للفرس.

(٣) فى الأصل : «كأنه طرده ربيعه».

٤٥٦

طسا الطاء والسين والهمزة كلمةٌ واحدة. يقولون : طَسِئَتْ نفسى فهى طَسِئة.

طسل الطاء* والسين واللام فيه كلمات ، ولعلّها أن تكون صحيحة غير أنّها لا قِياس لها. يقولون : الطَّسْل : اضطراب السَّراب. والطَّيْسَل : الكثير ، يقال ماءٌ طَيْسَل. ويقولون: الطَّيْسل : الغُبار.

طسم الطاء والسين والميم كلمةٌ واحدة. يقال : طسَمَ ، مثل طمَسَ. وطَسْم : قبيلةٌ من عاد.

باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله طاء

من ذلك (الطَّلَنْفح) ، وهو السَّمين. وهذا إنّما هو تهويلٌ وتقبيح ، والزائد فيه اللام والنون. وهو من طفح ، إذا امتلأ. ومنه السَّكران الطَّافح ، وقد مرّ.

ومن ذلك (الطُّحْلب (١)) ، معروف. والباء فيه زائدة ، وإنّما هو من طَحَل ، وهو من اللَّون. وقد ذكرناه.

ومن ذلك (طَحْمَر) ، إذا وثَب ، والحاء زائدة ، وإنّما هو طمر.

ومن ذلك (طَرْمَحَ) البناء : أطاله. ومنه اسم الطِّرِمّاح. والأصل فيه الطَّرَح ، وهو البعيد والطَّويل ، وقد فسرناه.

ومن ذلك (طَرْفَشَت) عينُه : أظلَمَتْ. والشين زائدة ، وأصله من طُرِفَت : أصابها طَرَفُ شىءٍ فاغرورقَت ، وعند ذلك تُظْلِمُ. وقد مرَّ.

__________________

(١) بضم الطاء مع ضم اللام وفتحها ويقال أيضا ، كزبرج ، وهو الخضرة تعلو الماء المزمن.

٤٥٧

ومن ذلك (الطلخف (١)) : الشديد. واللام زائدة ، وهو من الطَّخف ، وهو الشِّدّة(٢).

ومن ذلك (الطُّلْخُوم) ، وهو الماءُ الآجِن (٣). والميم زائدة ، وإنّما هو من الطَّلْخ ، وقد ذكرناه.

ومن ذلك الشَّباب (المُطْرَهِمّ (٤)). وهذا مما زيدت فيه الراء ، وأصله مُطَهَّمٌ ، وقد مضى.

ومن ذلك قولهم : ما فى السماء (طحْربَة (٥)) ، أى سحابة ، والباء زائدة ، كأنّه شىء يَطحَر المطرَ طحْراً ، أى يدفعُه ويرمِى به.

ومن ذلك الرَّغيف (الطَّملَّس) : الجافّ. وهى منحوتة من كلمتين : طَلَس وطَمَس ، وكلاهما يدلُّ على ملاسةٍ فى الشىء.

* * *

ومما وُضع وضعا ولا يكاد يكون له قياس : (الطَّفَنَّش) : الواسع صُدورِ القدمَين.

و (طَرسَم) الرّجُل : أطرق.

و (الطرْفِسانُ) : الرَّملة العظيمة.

__________________

(١) يقال بكسر الطاء مع فتح اللام خفيفة أو مشددة ، ويقال بفتح الطاء واللام أيضا.

(٢) لم يذكر ابن فارس ولا غيره من أصحاب المعجمات هذا المعنى فى مادة (طخف).

(٣) والطلخوم أيضا : العظيم الخلق.

(٤) قال ابن أحمر :

أرجى شبابا مطرهما وصحه

وكيف رجاء المرء ما ليس لاقيا

(٥) يقال بفتح الطاء والراء ، وكسرهما وضمهما.

٤٥٨

و (الطثْرَج) فيما يقال : النَّمْل (١). قال :

أَثْرٌ كآثارِ فِراخ الطَّثْرَجِ (٢)

و (طَلْسَم) الرجُلُ : كرَّه وجهَه.

ويقولون : (الطِّلْخام) : الفِيل (٣).

و (اطْرَخَمَ) : تعظَّمَ.

ويقولون : (الطُّمْرُوس) : الكذّاب. و (الطُّرْموس) خُبز المَلَّة ، و (الطِّرْمِساء) : الظلمة. ويجوز أن تكون هذه الكلمة مما زيدت فيه الرّاء ، كأنّها من طَمَس.

ويقولون : (طَرْبَلَ) الرّجُل : إذا مدَّ ذُيولَه.

وكلُّ الذى ذكرناه مما لا قياس له ، وكأنَّ النّفس شاكّة فى صحّته (٤) ، وإن كنّا سمعناه. والله أعلم بالصواب.

تم كتاب الطاء

__________________

(١) فى الأصل : «فيما يقال له الرمل» ، صوابه من المجمل واللسان.

(٢) لمنظور بن مرثد الأسدى. وكلمة «فراخ» من المجمل واللسان. وقبله فى اللسان :

والبيض في متونها كالمدوج

(٣) قيده فى اللسان بأنه الفيل الأنثى. وكذا فى القاموس.

(٤) فى الأصل : «وكأن النفس شاكلة فى صحته».

٤٥٩
٤٦٠