معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع - ج ٣

أبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي

معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع - ج ٣

المؤلف:

أبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي


المحقق: مصطفى السقا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: عالم الكتب
الطبعة: ٣
الصفحات: ٤٠٠

يكفيك من جهد الغى المستجهل

ضحيانة من عقدات السّلسل (١)

السّلسلان بكسر أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعده سين مهملة مكسورة أيضا : موضع. قال قتادة بن خرجة الثعلبى من بنى عجب :

خليلىّ بين السّلسلين لو انّنى

بنعف (٢) اللّوى أنكرت ما قلتما ليا

نعف اللّوى : فى ديار بنى عجب ، من بنى ثعلبة.

سلع بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعده عين مهملة : جبل متّصل بالمدينة. وفى حديث الاستسقاء عن يحيى بن سعيد ، عن أنس بن مالك : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهمّ أغثنا. قال أنيس : ولا والله ما نرى فى السماء من سحاب ولا قزعة ، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار ، فطلعت من ورائه سحابة مثل التّرس ، فلمّا توسّطت انتثرت (٣) ، ثم أمطرت. وقال ابن أخت تأبّط شرّا :

إن بالشّعب الّذى دون سلع

لقتيلا دمه ما يطلّ

والسّلع والسّلع لغتان : شقّ فى الجبل كهيئة الصّدع ، قال الأعشى :

كحيّة سلع من القاتلات

تقدّ الصّرامة عنه (٤) القميصا

__________________

(١) رواية الشطر الأول من البيت فى ج : «يكفيك من جهل الغنى المستجهل» ، وفى تاج العروس : «يكفيك جهل الأحمق المستجهل». وهى أقرب إلى الصحة ، لزيادة من بعد يكفى ، وهو متعد بنفسه ، إلا إذا ضمن معنى فعل يتعدى بمن مثل يخلصك ؛ ولتخفيف الياء من كلمة الغنى أو الغى فى روايتى ق ، ج والضحيانة : عصا نبتت فى الشمس حتى طبختها وأنضجتها ، وهى أشد ما تكون (التاج). والعقدات جمع عقدة ، بوزن نمرة ، وهى نوع من الشجر ينبت فى الرمل ، أو هى رملة مترطبة من المطر. أو هى رملة متعقدة متراكمة.

(٢) فى هامش ق : بهبر اللوى ، أنشده الجاحظ فى البيان.

(٣) فى ج : انتشرت.

(٤) فى هامش ق : فى شعره : عنك.

٤١

وقال ابن مقبل ، فأضاف سلما إلى جزار :

لمن الديار بجانب الأحفار

بتليل دمخ أو بسلع جزار

وسلع أيضا : بالمعافر من اليمن وانظره فى رسم صبر.

ذو سلع بفتح أوّله وثانيه ، بعده عين مهملة : موضع قبل لعلع ، قد تقدم ذكره ، فى رسم لعلع.

السّلفان بفتح أوّله وثانيه ، على لفظ تثنية سلف : موضع بالحجاز ، قال مالك بن الحارث (١).

كرهت بنى حذيمة إذ ثرونا

قفا السّلفين وانتسبوا فباحوا (٢)

أى كثرونا (٣).

سلّى بكسر السين وتشديد اللام ، مقصور ، على وزن فعلى : موضع بناحية الأهواز ، معروف. وسلّبرى بفتح أوّله ، وكسره معا ، وتشديد ثانيه ، بعده باء معجمة بواحدة ، وراء مهملة مقصور : موضع متّصل بسلّى ، وبهذا الموضع قتل المهلّب ابن الماحوز (٤) رئيس الخوارج ، وهزمهم ، وقال شاعر المسلمين :

ويوم سلّى وسلّبرى أحاط بهم

منّا صواعق ما تبقى وما تذر

حتّى تركنا عبيد الله منجدلا

كما تجدّل جذع مال منقعر

ويروى أيضا : سلّيرى ، بكسر أوّله وثانيه ، بعده الياء أخت الواو. وقال شاعر الخوارج :

__________________

(١) نسب ياقوت فى المعجم البيت لتأبط شرّا.

(٢) فى ج ومعجم البلدان : كرهت. وفى ق : تركت ، ولعله تحريف. ومعنى باحوا : ظهروا ، أو جهروا بذكر أنسابهم للفخر.

(٣) كثرونا : تفسير لقوله «ثرونا».

(٤) هو عبيد الله بن بشر بن الماحوز المازنى.

٤٢

فإن تّك قتلى يوم سلّى تتابعت

فكم غادرت أسيافنا من قماقم

غداة نكرّ المشرفيّة فيهم

بسولاف يوم المأزق المتلاحم

السّلّان بضم أوّله ، وتشديد ثانيه ، على وزن فعلان : موضع بين البصرة واليمامة ، ومنهم من يقول السّلّان ، بكسر أوّله ، كأنّه جمع سليل : الموضع المذكور بعد هذا ، فإنّه يجوز فى جمعه الضمّ والكسر. وقال مهلهل :

أمست منازل بالسّلّان (١) قد عمرت

بعد كليب فلم تفزع أفاصيها

وقال آخر :

لمن الديار بروضة السّلّان

فالرّقمتين فجانب الصّمّان

وقد أضافه حميد بن ثور إلى الظباء ، قال :

حبيشا بسلّان (٢) الظّباء كأنّما

على برد تلك الهشوم يجودها

وقال الخليل : السّلّان بالكسر والسّليل والسّلّة : أودية بالبادية معروفة. هكذا أورده بالكسر.

السّلّة بفتح أوّله ، وتشديد ثانيه : بالبادية (٣) قد تقدّم ذكره فى رسم السّلان.

ذو سلم بفتح أوّله وثانيه : موضع تقدّم ذكره فى رسم المشلّل.

وذات السّلم على مثل لفظه ، بزيادة الألف واللام قرية لبنى ثعلبة (٤) [بين نخل وبين الشّقرة ، والشقرة : قرية على طريق المدينة الأول المتروك ، لبنى ثعلبة أيضا](٥) ، قال مزرّد :

__________________

(١) فى ج : من السلان ، تحريف.

(٢) فى ج : فسلان.

(٣) فى ج : واد بالبادية.

(٤) زادت ج هنا «بن عمرو بن ذبيان».

(٥) قوله بين نخل إلى ... أيضا : سقط من المتن فى ق ، ولكنه كتب فى الهامش بدون علامة إلحاق. والدليل على أنه من تتمة الكلام ، قوله لبنى ثعلبة أيضا ، فهو عطف على بنى ثعلبة المذكورة أولا.

٤٣

تشوف تراقيه النّعاج كأنّه

بذات السّلام ذو سراويل يحتلى (١)

أراد : ذات السّلم ، فجمعه. ونقلت جميع ذلك من خطّ يعقوب.

سلمى على وزن فعلى ، سمّى باسم المرأة التى نزلته. وهى (٢) أحد جبلى طيّىء ؛ وقد تقدّم ذكره وخبره فى رسم أجأ وقال زهير :

فقفّ فصارات فأكناف منعج

فشرقىّ سلمى حوضه فأجاوله (٣)

سلمان بفتح أوله ، وإسكان ثانيه على وزن فعلان ماء على طريق مكة من العراق ، قاله أبو زيد ، وأنشد :

ومات على سلمان سلمى بن جندل

وذلك ميت ما علمت كريم (٤)

ورواه غيره : «لو علمت كريم» قال أبو زيد : وبسلمان مات نوفل ابن عبد مناف.

__________________

(١) فى ج : سرابين ، بالباء. ويحتلى هكذا بالحاء فى ق ، ج.

(٢) فى ج : نزلتها ، وهو.

(٣) زادت ج بعد قول وهبر الكلام الآتى ، وهو ساقط من متن ق. ولكنه مكتوب فى الهامش بخط واضح جلى ، غير خط الناسخ الأصلى. وليس فى المتن أية علامة للإلحاق. ونصه : «فأنشد يعقوب فى كتاب الأبيات ، لرجل شخص عن سلمى واجتواها ، يريد بلادا أخرى ، فالتفت ، فرأى سلمى لا تغيب عنه فقال :

تطاول لى سلمى ويا ليت أنها

هوت خلفها فى هوة وخبار

لقد خفت سلمى أن تكون يزيدها

بدوا لنا يا صاحبى ضرارى

فما فى قلى سلمى ولا بغضى الملا

ولا العبد من وادى الغمار تمار

العبد : اسم جبل أسود يكتنفه جبلان أصغر منه ، يسميان الثديين. والملا : أرض هناك.

(٤) قال أبو أحمد العسكرى : سلمان : أطم بالطائف. وسلمان أيضا : موضع قال الشاعر :

ومات على سلمان سلمى بن جندل

وذلك رزء لو علمت عظيم

وقال البلاذرى : يقال سلمى بن جندل ، وسلم بن جندل (عن هامش ق).

٤٤

سلماتان على لفظ تثنية الذي قبله ، إلّا أنّ أوّله مضموم : واد للتّيم بين تبرع وبين العتك ، قال جرير :

فلو وجد الحمام كما وجدنا

بسلمانين لا كتأب الحمام

وقال أبو نخيلة :

ألا اسلمى أيّتها المغابى

دار بسلمانين كالعنوان

هاجت نزاعا حين لا أوان

سلمية بفتح أوّله ، وثانيه ، وكسر الميم (١) ، وتخفيف الياء : من ثغور الشام معروفة. قال أبو حاتم قال : وكذلك سلقية ورومية وأنطاكية ، مخفّفات الياء كلهنّ.

سلوق بفتح أوّله ، وضم ثانيه : موضع تنسب إليه الثياب السّلوقيّة والدروع ، قال النابغة :

تقدّ السّلوقىّ المضاعف نسجه

وتوقد بالصّفّاح نار الحباحب

وقال الأصمعى : إنّما هى منسوبة إلى سلقية ، بفتح أوله وثانيه ، وإسكان القاف وتخفيف الياء ، وهو موضع بالروم ، فغيّره النسب هكذا. حكى أبو بكر فى البارع عن أبى حاتم : السّلوقيّة من الكلاب : منسوبة إلى مدينة من مدائن الروم ، يقال لها سلقيه ، فأعربت. قال أبو حاتم : وقال أبو العالية : إنّما يقال لها سلوقيّة ، وقد دخلتها ، وهى عظيمة ، ولها شأن ، وأنشد للقطامىّ :

معهم ضواز من سلوق كأنّها

حصن تجول تجرّر الأرسانا

__________________

(١) فى معجم البلدان وتاج العروس : بسكون الميم.

٤٥

وفى كتاب العين : سلوق : موضع باليمن ، تنسب إليه الكلاب ؛ وقال أيضا : السّلوقىّ من الدروع والكلاب : أجودها. وقال ابن مقبل فى الدروع :

قوم إذا احتملوا كانت حقائبهم

طىّ السّلوقىّ والملبونة الخنفا (١)

يعنى الملبونة : الخيل التى تسقى اللّبن.

السّليل بفتح أوّله ، وكسر ثانيه : موضع قد (٢) تقدّم ذكره فى رسم ذى أرب ، وفى رسم برك ؛ قال النّابغة :

كأنّ رحلى وقد زال النهار بنا

بذى السّليل على مستأنس وحد

ورواه أبو الحسن الطّوسىّ بذى الجليل ، وهو موضع ينبت الثّمام ، والجليل : الثّمام. وقال زهير :

كأنّ عينى وقد سال السّليل بهم

وعبرة (٣) ما هم لو أنّهم أمم

وينبئك أنّه تلقاء عاقل قول ابن الطّثريّة :

وقد كان محتلّا وفى العيش غرّة

لأسماء مفضى ذى سليل فعاقل

وانظره فى رسم الجرف.

ذات السّليم على لفظ تصغير الذي قبله : بئر قد تقدّم ذكرها فى رسم الجار ، قال ربيعة بن مقروم الضّبّىّ :

ولولا فوارسنا ما دعت

بذات السّليم تميم تميما

السّلىّ بضمّ أوّله ، وفتح ثانيه ، وتشديد الياء على لفظ التصغير : موضع

__________________

(١) رواية البيت فى تاج العروس (خنف) :

حتى إذا احتملوا كانت حقائبهم

طى السلوقى والملبونة الخنفا

الخنف : جمع خنوف ، وهو الفرس يثنى رأسه ويده فى شق إذا أحضر.

(٢) فى ج : كما ، فى موضع : قد.

(٣) فى تاج العروس والديوان : «وجيرة ما هم لو أنهم أمم».

٤٦

فى بلاد يشكر. وفيه أغارت بنو مازن على بنى يشكر ، فأصابوا منهم ، وقتلوا تيم بن ثعلبة اليشكرىّ ، ومقرون بن عتّاب العجلىّ. وأنشد أبو عبيدة لحاجب ابن ذبيان المازنىّ فى هذا اليوم :

هم أنزلوا يوم السّلىّ عزيزها

بسمر العوالى والسّيوف الخواذم

وقد قال فيه بعضهم : يوم السّلى ، بكسر أوّله ، وتشديد ثانيه ، على لفظ الذي قبله ، والأوّل أثبت ، ويشهد له البيت المذكور ، وقول كعب بن زهير :

لعمرك ما خشيت على أبىّ

مصارع بين حجر فالسّلىّ (١)

السين والميم

السّمار بضمّ أوّله ، وبالراء المهملة فى آخره : جبل قد تقدم ذكره فى رسم الأشعر ، وفى رسم الثلماء. ويقال سمارة (٢) ، بالهاء أيضا. وقال ابن أحمر :

تقول حليلتى بشراء إنّا

نأينا أن نزور وأن نزارا

عليك الجانب الوحشىّ إنّى

سمعت لقومنا حلفا حرارا (٣)

لئن ورد السّمار لنقتلنه

فلا وأبيك لا أرد السّمارا

__________________

(١) زادت ق فى الهامش بخط يشبه خط الناسخ ، ولكن بدون إلحاق فى المتن : «وقال الأعشى :

وكأنما تبع الصوار بشخصها

عجزاء ترزق بالسلى عيالها

وقال أبو العلاء المعرى : السلى : موضع ، وذا روى السلى ، بكسر اللام ، كان جمع سلى ، وهو الذي يخرج على رأس المولود. وفى المحكم السلى والسلى : واد».

(٢) فى التاج : سمارة بالضم : موضع باليمن.

(٣) الحلف الحرار : التى تتبعها بعضها فى إثر بعض (عن هامش ق).

٤٧

السّماوات بفتح أوّله ، على لفظ جمع سمارة : موضع (١).

سماهيج بفتح أوّله ، وبالياء أخت الواو بعد الهاء ، ثم الجيم. موضع تقدّم ذكره فى رسم الميثب (٢).

السّماوة بفتح أوّله : مفازة بين الكوفة والشام ، وقيل : بين الموصل والشام ؛ وهى من أرض كلب. وقال أبو حاتم عن الأصمعى وغيره : السماوة : أرض قليلة العرض طويلة. وقال ذو الرّمّة :

ولو قمت مذ قام ابن ليلى لقد هوت

ركابى لأفواه السّماوة والرّجل

أفواه السماوة : أوّلها ، ورجلها آخرها. وقال الراعى :

وجرى على حدب الصّوى فطردته

طرد الوسيقة فى السماوة طولا

يصف السّراب ، يقول : إذا مضت الإبل مضى السّراب بين أيديها ، فكأنّها (٣) تسوقه. وقال الخليل : السماوة ماءة بالبادية. وكانت أمّ النّعمان سمّيت بذلك ، فكان اسمها ماء السماوة ، وكانت الشعراء تقول ماء السماء ، وقال ابن مفرّغ :

أناملها ودونك دير لبّى

فحرّة فالسّماوة فالمطالى

فذكر أن السماوة بين حرة والمطالى.

سمرقند بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه (٤) ، بعده راء مهملة مفتوحة ، ثم قاف

__________________

(١) زادت ق بعد كلمة موضع : «قد تقدم ذكره فى رسم تودم. وهى زيادة من قلم الكاتب ، لا أصل لها عند المؤلف ، لأنه لم يذكر رسما بهذا الاسم «تودم» ، وإنما هى تكرار للعبارة الآتية فى رسم سميراء.

(٢) زادت ج بعد «موضع» كلمة «قد». وسيأتى رسم الميثب

(٣) زادت ج بعد «كأنها» كلمة : «هى».

(٤) فى معجم البلدان : بفتح أوله وثانيه. وفى تاج العروس (فى قند): «بفتح السين والميم وسكون الراء. هذا هو الصواب. وسمعنا بعض مشايخنا المغاربة ينطق بسكون ـ

٤٨

مفتوحة ، ثم نون ساكنة ، ودل مهملة : مدينة السّغد (١) معروفة ، غزاها شمر ،. ملك من ملوك اليمن ، وهو شمر يرعش بن إفريقش ، فهدمها ، فسمّيت شمر كند ، فعرّبت فقيل سمرقند ومعنى كند : كسر ، وهى من خراسان.

وسمرقند أيضا على مثل لفظها : قرية بالبطيحة (٢).

سمسم بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعدهما مثلهما : موضع قد تقدّم ذكره فى رسم الضّباع.

سمن بضمّ أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعده نون : بلد من الرّجيع لهذبل ؛ ويقال له أيضا سمنة ، مؤنثة ، وكانت بنو صاهلة من بنى ظفر غزت هذيلا وهم بسمن ، فأصابت منهم هذيل ، فقال عبد بن حبيب فى ذلك :

تركنا ضبع سمن إذا استباءت

كأنّ عجيجهنّ عجيج نيب

وقال آخرون : سمن منازل بنى رقاش من سعد هذيم ، رهط زيادة بن زيد الشاعر. ويقال بل هو ماء فى واد يقال له خشوب ، وفيه قتل هدبة زيادة ابن زيد. وكويكب هناك ، يدلّ على ذلك قول المسور بن زيادة :

أبعد الذي بالنّعف نعف كويكب

رهينة رمس من تراب وجندل

__________________

ـ الميم ، ويستند إلى الشهرة عندهم بذلك. قال الصاغانى : وقد أولغ أهل بغداد بإسكان الميم وفتح الراء» ـ قلت : ذكر الغويون أن اسم المدينة مركب من لفظ شمر ككتف اسم ملك من اليمن : وكند : بمعنى مهدوم أو مقلوع ، أى مهدوم شمر. وعليه فيكون تسكين الميم من شمر تخفيفا من كسرها ، وهو مطرد فى كل ما كان بوزن فعل بكسر العين. وهذا أقرب من فتح الميم ، إلا أن يكون أصل الاسم «سمرقند» بتشديد الميم ، على ما قاله البكرى ، ويكون فتح الميم تخفيفا من تضعيفها ، وهذا أحسن من الأول.

(١) فى ج : الصغد ، بالصاد وكلاهما صحيح.

(٢) قال ياقوت : وبالبطيحة ، من أرض كسكر ، قرية تسمى سمرقند أيضا. ذكره المفجع فى كتاب المنقذ.

٤٩

أذاكر بالبقيا عليهم سفاهة (١)

وبقياى أنّى جاهد غير مؤتلى

وهكذا روى أبو علىّ الفالىّ بيت عبد بن حبيب «ضبع سمن» بالنون ، كما قدّمنا ، ورواه السّكّرىّ ضبع سمّى بالياء أخت الواو. قال (٢) أبو الفتح : ولم يمر من تركيب (س م ى) غير هذا الاسم ، وقد يمكن أن يكون من سموت ولكن لمّا جاء علما لحقه التغيير ، نحو حيوة ومعدى كرب ، ويجوز أن يكون مثالا لما لم يسمّ فاعله ، أسكنت عينه تخفيفا كما قال:

قالت أراه دالفا قد دنى له

سمنان بفتح أوله ، وإسكان ثانيه ، على وزن فعلان : مدينة بين الرّىّ ونيسابور ، وكذلك سمنك. ومن سمنان إلى الدامغان مرحلتان إلى جهة نيسابور.

سمنان على مثل لفظه إلّا أنّ أوّله مضموم : جبل فى ديار بنى أسد. وقال أبو حاتم : فى ديار بنى تميم. قال المرّار وذكر عيرءا وأتنا :

ظلّ فى أعلى يفاع جاذلا

يقسم الأمر كقسم المؤتمر

ألسمنان فيسقبها به

أم لقلب (٣) من لغاط يستمر

جاذل : أى منتصب.

سمك بفتح أوله ، وإسكان ثانيه ، بعده نون وكاف : مدينة قد تقدّم ذكرها فى رسم سمنان.

سمنين بفتح أوّله وإسكان ثانيه ، بعده نون مكسورة ، على وزن فعلين (٤) : ببلاد الروم ، من ثغور مرعش ، مذكورة فى رسم عرقة (٥)

__________________

(١) فى ج : «أذكر بالبقيا عليها سفاهة».

(٢) فى ج : وقال.

(٣) فى ج : لقلت.

(٤) زادت ج بعد فعلين كلمة : «موضع».

(٥) فى ج : مذكور.

٥٠

سمويل بفتح أوله ، وإسكان ثانيه ، على وزن فعليل : بلد (١) كثير الطير ، قال الربيع بن زياد :

بحيث لو وردت لخم بأجمعها

لم يعدلوا ريشة من ريش سمويلا

سمى بضم أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعده الياء أخت الواو ، وقد تقدّم ذكره آنفا فى رسم سمن ، وقبل ذلك فى رسم رهاط.

سميحة على لفظ تصغير سمحة : بئر فى ديار الأنصار ، قال حسّان بن ثابت :

يظلّ لديها الواغلون كأنّما

يوافون بحرا من سميحة مفعما

وعند سميحة هذه تداعت الأوس والخزرج إلى الصّلح فى دم أبجر (٢) ابن سمير ، وحكّموا بينهم المنذر بن حرام جدّ حسّان ، فأصلح بينهم ، وقد ذكر ذلك حسّان ، قال :

وأبى فى سميحة القائل الفا

صل لمّا التقت عليه الخصوم

سمير بحذف المدّة ، على وزن فعيل : طريق مذكور فى رسم جالس.

سميراء بفتح أوّله وكسر ثانيه ، ممدود على وزن فعيلاء : موضع بين البصرة ومكّة ، قد تقدّم ذكره فى رسم توز. وقال الفقعسى :

رعت (٣) سميراء إلى أرمامها

إلى الطّريفات إلى أهضامها

سميساطبضم أوّله ، وفتح ثانيه ، بعده ياء ساكنة ، ثم سين وطاء مهملتان : كورة من ديار ربيعة ، وهى بين الجزيرة (٤) والشام ، قد تقدّم ذكرها فى رسم عرفة (٥).

__________________

(١) قال الأزهرى : سمويل اسم طائر.

(٢) فى ج : بجير.

(٣) فى تاج العروس : ترعى. والبيت فيه منسوب لأبى محمد الحذلمى ، وهو الفقعسى نفسه.

(٤) فى ق : وهو بين الحيرة والشام. تحريف.

(٥) سيأتى رسم عرقة فى موضعه من ترتيبنا.

٥١

وشمشاط ، بالشين مكسورة : كورة من ديار مضر. وهى كلّها بالجزيرة. السّمينة بضم أوّله ، على لفظ تصغير سمنة المتقدمة الذّكر ، قد شفيت (١) من تحديدها فى رسم توضح. وسيأتى ذكرها فى رسم الشّبيكة. وقال عدى ابن الرّقاع :

بين السّمينة والسّتار يحفها

منه بكلّ مريع روض مبقل

فدلّك أن السّمينة قبل السّتار. وقال مالك بن الرّيب :

وقوما على بئر السّمينة أسمعا

بها الغرّ والبيض الحسان الرّوانيا

ويروى : «على بئر الشّبيّك» و «بئر الشّكيبة» بتقديم الكاف.

السين والنون

ذات السّنا بفتح أوّله مقصور ، على لفظ سنا النار : موضع قد تقدّم ذكره فى رسم الطّلوب.

سنابك على لفظ جمع سنبك : جبيلات مجتمعة ، مذكورة فى رسم هرشى

سنام بفتح أوّله ، على لفظ سنام البعير : جبل بالبصرة ، يقال إنه يسير مع الدّجّال. وقال عبد الله بن مسلم : روى حمّاد بن سلمة ، عن علىّ بن زيد ، عن أبى عثمان النّهدى ، أنّ كعبا قال له : إلى جانبكم جبل مشرف على البصرة ، يقال له سنام؟ قال : نعم. قال : فهل إلى جانبه مالا كثير السافى؟ قال : نعم. قال : فإنّه أوّل ماء يرده الدّجّال من مياه العرب.

والسافى : الريح تسفى التّراب. والسافى : التّراب أيضا إذا حملته الريح.

__________________

(١) كذا فى ق ، وهى عبارة مألوفة للمؤلف ، وفى ج : سقت ، تحريف.

٥٢

والماء الذي يقرب من سنام (١) يقال له سفوان. وقال النابغة :

خلت بغزالها ودنا عليها

أراك الجزع أسفل من سنام

وقال الشّمّاخ :

مخوّبين : سنام عن بمينهما

وبالشّمال مشان فالعزاميل

وقال جرير :

خبّرتما خبرا فهاج لنا الهوى

يا حبّذا الجرعات فوق سنام

والسّنام ، بالألف واللام : موضع آخر ، وهى أرض مذكورة فى رسم الفرع.

وشبام ، بالشين والباء : موضع مذكور فى حرف الشين.

سنبلةعلى لفظ سنبلة الزرع. وهى بئر بنى جمح التى احتفروها بمكّة ، وهى بئر خلف بن وهب ، قال شاعرهم :

نحن حفرنا للحجيج سنبله

صوب سحاب ذو الجلال أنزله

تصبّ ماء مثل ماء اليعمله (٢)

وقد تقدّم ذكرها فى رسم سجلة.

سنج بفتح أوّله وكسره ، وإسكان ثانيه ، بعده جيم : قرية (٣) من قرى مرو بخراسان ، إليها ينسب أبو داود سليمان بن معبد السّنجىّ ، يروى عن الأصمعىّ وغيره.

__________________

(١) ذكر ياقوت فى المعجم عدة مواضع تسمى سناما ، منها سنام الذي ذكره البكرى هنا ، وسنام أيضا : جبل بالحجاز ، بين ماوان والربذة ؛ وجبل آخر لبنى دارم ، بين البصرة واليمامة. قال بعضهم :

شربن من ماوان ماء مرا

ومن سنام مثله أو شرا

(٢) كذا فى ج ، ق. وفى الروض الأنف للسهيلى (١ : ٩٨) : المعبلة.

(٣) ذكر ياقوت قريتين بمرو ، تسميان بهذا الاسم.

٥٣

سنجار ذكر القتبىّ فى المعارف أن سنجار هى برّيّة الثّرثار ، ومدينتها الحضر ، وهى كلّها من الجزيرة ، وقد تقدّم ذكر سنجار فى رسم الخابور. وقال ضنّان (١) بن عبّاد اليشكرىّ:

ثم اشتكيت لأشكانى وساكنه

قبر بسنجار أو قبر على قهد (٢)

سنجال على لفظ الذي قبله إلّا أنّ اللام بدل من الراء : اسم أرض (٣) ؛ قال الشّمّاخ :

ألا يا أصبحانى قبل غارة سنجال

وقد قيل إنه هنا اسم رجل.

السّنح بضمّ أوّله وثانيه (٤) ، بعده حاء مهملة : منازل بنى الحارث ابن الخزرج بالمدينة ، بينها وبين منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ميل. وبالسّنح ولد عبد الله بن الزّبير ، وكان أبو بكر هناك نازلا (٥) ، وأسماء أم عبد الله مع أبيها ، وأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ منزله يمشى. وفى رواية أخرى أن عبد الله ولد بقباء.

سند بفتح أوّله وثانيه ، بعده دال مهملة : موضع (٦) ذكره النابغة فقال :

__________________

(١) فى ق : ضنان ، بالضاد ، وفى هامشها العبارة الآتية : «فى الأصل «صنان».

(٢) ذكر ياقوت فى المعجم (فى قهد) البيت ، وقبله بيت آخر ، وهو :

لو كان يشكى إلى الأموات ما لقى ال

أحياء بعدهم من شدة الكمد

(٣) فى هامش ق : سنجال : قرية بإرمينية ، قال الشماخ :

ألا يا اصبحانى قبل غارة سنجال

وقبل منايا قد حضرن وآجال

(٤) ضبطه فى التاج بسكون النون وضمها أيضا.

(٥) ثم تزوج أبو بكر رضى الله عنه زوجة من بنى الحارث بن الخزرج ، الذين كان السنح مسكنهم ، وهى حبيبة أو مليكة بنت خارجة ، وكان عندها يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، كما فى حديث الوفاة. (انظر تاج العروس ومعجم البلدان وسيرة ابن هشام طبعة الحلبى ج ٤ ص ٣٠٤).

(٦) فى ج : ماء بتهامة معروف. وقال ياقوت فى المعجم : سند ، بفتح أوله وثانيه ،

٥٤

يادار ميّة بالعلياء فالسّند

وقد حدّده الأحوص فى قوله :

غشيت الدار بالسّند

دوين الشّعب من أحد

قال أبو بكر : سند : ماء معروف لبنى سعد.

سنداد بكسر أوّله ، وإسكان ثانيه بعده دالان مهملتان ، على وزن فنعال. هكذا ذكره سيبويه. قال القتبى : وبفتح (١) أوّله أيضا. وقد تقدّم ذكره فى رسم الخورنق ، وفى أنقرة ، وهو نهر فيما بين الحيرة إلى الأبلّة ، وعليه كانت منازل إياد.

سندبايا بفتح أوله (٢) ، وإسكان ثانيه ، بعده دال مهملة ، وباء معجمة بواحدة ، وألف وياء معجمة باثنتين من تحتها : رزداق بالمراغة. قال الطائىّ :

أعيا علىّ (٣) وما أعيا بمشكلة

بسنديا ويوم الرّوع محتشد

سنّ سميرة بكسر أوّله ، على لفظ واحد الأسنان ، مضاف إلى سميرة ، على لفظ تصغير سمرة من الشجر : موضع على مقربة من عانات ، قال كثيّر :

وخيل بعانات فسنّ سميرة

له لا يردّ الذائدون نهالها

سنّيق بضمّ أوّله ، وتشديد ثانيه ، بعده الياء أخت الواو ، على بناء فعّيل : أكمة معروفة. وقال كراع : سنيق : جبل بعينه. وسئل الأصمعى عن البيت المنسوب إلى امرئ القيس :

__________________

ـ وهو ما قابلك من الجبل ، وعلا من السفح ، وحكى الحازمى عن الأزهرى : سند فى قول النابغة : «يا دارمية بالعلياء فالسند» : بلد معروف فى البادية».

(١) فى ج : ويفتح ، بصيغة المضارع.

(٢) ضبطه ياقوت : بكسر أوله.

(٣) كذا فى الديوان وهو الصواب وفى ج ، ق : عليا.

٥٥

وسنّ كسّنيق سناء وسنّما

ذعرت بمدلاج الهجير نهوض

فقال : السّنّ : الثور الوحشىّ. قال : ولا أعرف سنّما. وقال غيره : سنّم : البقرة.

قال أبو عمرو فى هذا البيت : هذا بيت مسجدىّ. يريد من عمل أهل المسجد. كذلك نقل الخفاجىّ.

سنيح بفتح أوّله ، وكسر ثانية ، بعده ياء وحاء مهملة : موضع قبل البعوضة المتقدم تحديده ، وهو من مياه بنى عبس ، مذكور محدد فى رسم ضرية ، قال ابن مقبل :

أإحدى بنى عبس ذكرت ودونها

سنيح ومن رمل البعوضة منكب

السين والهاء

سهام بفتح أوّله ، على وزن فعال : قد تقدّم ذكره وتحديده عند ذكر نجد وتهامة فى أوّل الكتاب ، وقد تقدّم ذكره أيضا عند ذكر سردد من هذا الباب ، قال أميّة بن أبى عائذ:

تصيّفت نعمان واصّيّفت

متون (١) سهام إلى سردد

السّهباء بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعده باء معجمة بواحدة (٢) ، على وزن فعلاء (٣) : بئر لبنى سعد ، وروضة أيضا تسمّى السّهباء ، مخصوصة بهذا الاسم.

سهدد بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعده دالان مهملتان : اسم جبل لا ينصرف ، ذكره الخليل.

__________________

(١) فى ج : مئون : بالثاء. وفى معجم ياقوت : جنوب.

(٢) زادت ج : ممدود.

(٣) فى ياقوت : سهبى ، يألف مقصورة.

٥٦

السين والواو

سوى بفتح أوّله وثانيه ، غير منوّن ، على وزن فعل ، لا ينصرف. قاله الطوسىّ. وهو اسم موضع. وهو تلقاء الذّنابة المتقدّم تحديدها ، قال النّابغة :

بخالة أو ماء الذّنابة أو سوى

مظنّة كلب من مياه المناظر

وقال الشّيبانى خالة والذّنابة : أرضان. ومظنّة كلب : حيث تكون كلب.

وذكر القالىّ فى باب فعل ، بفتح أوّله وثانيه أيضا منوّن : سوى : موضع ، ويقال ماء ؛ وأنشد للقطامىّ :

مياه سوى يحملنها قبل العرا

دليف الرّويا بالمثمّمة الخضر

المثمّمة : هى التى جعل عليها (١) الثّمام. ويقال : هى المملوّة : ثمّمها : ملاها وقد أدخل فيها أبو داود الألف واللام ، ولا (٢) أدرى : هل أراد هذا الموضع أو غيره ، قال :

بل تأمّل وأنت أبصر منّى

قصد دير السّوى بعين جليّه

وقد تقدّم فى رسم قراقر.

وسوى ، بضمّ أوّله منوّن ؛ هكذا (٣) حكاه ابن دريد فيما ذكرته عنه هنالك. وقال اليزيدى وأبو سعيد الضّرير : سوى وسوى ، بكسر أوّله وضمّه معا ، منوّن : منصف وسط بين دار قيس وبين دار سعد ؛ وأنشدا لموسى بن جابر الحنفىّ :

وجدنا أبانا كان حلّ ببلدة

سوى بين قيس قيس عيلان والفزر

السّواء بفتح أوّله ، ممدود : موضع آخر (٤) فى شعر أبى ذؤيب ، قال :

__________________

(١) فى ج : فيها. والعرا : جمع عروة ، وهى من النبات ما بقى له خضرة فى الشتاء ، تتعلق به الإبل حتى تدرك الربيع. والدليف : ضرب من السير الرويد. والروايا : الإبل تحمل الماء ، جمع راوية. والمثممة التى وضع عليها الثمام. يقول : يحملن ماء السوء فى أجوافهن إلى مرعاهن ، كما تدلف الروايا بالمزاود. (انظر ديوان القطامى).

(٢) فى ج : فلا.

(٣) هكذا : ساقطة من ج.

(٤) زادت ج بعد آخر ، كلمة «ورد».

٥٧

فافتنّهنّ من السّواء وماؤه

بثر (١) وعارضه طريق مهيع

افتنّهنّ : طردهنّ فنونا من الطّرد.

سواج بضم أوّله ، وبالجيم أيضا فى آخره (٢) ، على وزن فعال : جبل مذكور فى رسم ضريّة ، قال الجعدىّ :

دعاهم صوت قرّة من سواج

فجنبى طخفة فإلى لواها

وقال لبيد :

فلست بركن من أبان وصاحة

ولا الخالدات من سواج وغرّب

السّواجر بفتح أوّله ، وبالجيم أيضا ، بعده (٣) راء مهملة ، على لفظ الجمع ـ موضع بالشام ، قد تقدّم ذكره فى رسم العوير ، قال جبيهاء الأشجعىّ :

بغى فى بنى سهم بن مرّة ذوده

زمانا وحيّا ساكنا بالسّواجر

وقال جرير :

لمّا تشوّق بعض القوم قلت له

أين اليمامة من جوّ السّواجير

وقد تقدّم ذكر ساجر فى أوّل هذا الباب.

سوادمة بضمّ أوّله ، وبالدال المهملة المكسورة : موضع ينسب إليه عمود سوادمة ، قد تقدّم ذكره فى حرف العين فى الأعمدة.

السّوارقيّة بضمّ أوّله ، وبالراء المهملة بعدها قاف وياء مشددة ، على لفظ النسب : قرية (٤) جامعة قد تقدّم ذكرها فى رسم أبلى ، وفى رسم الفرع. قال الزّبير : كان ينزلها هشام بن الوليد بن عدىّ الأصغر بن الخيار بن عدىّ

__________________

(١) البثر هنا : القليل : وقد يكون معناه الكثير فى غيره ، فهو من الأضداد.

(٢) فى آخره : ساقطة من ج.

(٣) فى ج : بعدها.

(٤) فى ياقوت : هو نهر مشهور من عمل منبج بالشام. قاله السكرى فى شرح قول جرير :

لما تشوق بعض القوم قلت لهم

أين اليمامة من عين السواجير

٥٨

ابن نوفل بن عبد مناف بن قصىّ. وروى الزّبير عن عمّه ، عن جدّه عبد الله ابن مصعب ، عن هشام بن الوليد ، قال : قال لى خبيب بن عبد الله بن الزبير : أرضكم بالسّوارقيّة ما فعلت؟ قلت : على حالها. قال تمسّكوا بها ، فإن الناس يوشك (١) أن يجاءون (٢) إليها. وقال أبو على الهجرىّ ذكر السّلمى السّوارقية ، فقال : هى المستعلف والمستسلف والمستطلف (٣).

وقال الحربى : على مسيرة يوم من السّوارقيّة حبس سبل ، وهى فى حرّة بنى سليم. والحبس وجمعه أحباس : فلوق فى الحرّة تمسك الماء ، لو وردت عليها أمّة لو سعتها. قال : وروى أبو البدّاح (٤) بن عاصم عن أبيه ، قال : سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثان ما قدم ، فقال أين حبس سبل؟ فقلنا : لا ندرى. فمرّ بنا رجل من بنى سليم ، فقلت له من أين جئت؟ قال : من حبس سبل. فانحدرت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت له : زعم هذا أن أهله بحبس سبل. فقال له أخرج أهلك ، فيوشك أن يخرج منها (٥) نار تضىء أعناق الإبل منها ببصرى.

سواس بفتح أوّله ، وبسين أخرى مهملة فى آخره ، على وزن فعال : جبل أو موضع. قاله أبو بكر.

سوانان بفتح أوّله وثانيه ، تثنية سوان : جبلان يأتى ذكرهما فى رسم الشّراء. وقال ابن دريد : سوان : موضع ، أراد هذين الجبلين.

__________________

(١) فى ج : يوشكون.

(٢) كذا ورد فى الأصول بثبوت النون. ولعله على تقدير أن مخففة من الثقيلة ، واسمها ضم؟ (٣) المستطلف : من الطلف بالتحريك وهو العطاء والهبة. تقول : أطلفنى وأسلفنى أقرضنى. وأطلفنى كذا : وهبنى.

(٤) أبو البداح الكتان بن عاصم الأنصارى : تابعى يروى عن أبيه ، وروى : أهل المدينة. مات سنة ١١٧ (عن تاج العروس).

(٥) فى ج : منه.

٥٩

السّوج بفتح أوّله (١) ، وإسكان ثانيه ، بعده جيم : موضع ذكره أبو بكر.

السّود بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعده دال مهملة : موضع ، قال الشاعر :

لهم حبق والسّود بينى وبينهم

يدى لكم والزائرات المحصّبا (٢)

هكذا صحّ هذا الاسم هنا. وقال ابن مقبل :

تمنّيت أن تلقى فوارس عامر

بصحراء بين السّود فالدّفيان

ويروى : «بصحراء بين السّود فالدفيان».

السّودتان بضمّ أوّله ، وبدال مهملة أيضا ، على لفظ تثنية سودة : موضع. هكذا صحّ وورد فى أشعار هذيل. وقد تقدم ذكر ذلك فى رسم الأخراص ، فانظره هنالك.

سورية بضمّ أوّله ، وكسر الراء المهملة ، وتخفيف الياء أخت الواو وفتحها اسم للشام. قال القتبىّ : حدّثنى محمّد بن عبيد ، عن معاوية بن عمرو ، عن ابن أبى إسحاق ، عن صفوان بن عمرو ، عن كعب ، أنه قال بارك الله للمجاهدين فى صلّيان أهل الروم ، كما بارك لهم فى شعير سورية. قال معاوية بن عمرو : سورية : الشام (٣). قال القتبى : وأنا أحسب أن هذا الاسم بالرومية.

__________________

(١) ضبطه ياقوت : بضم أوله ، وقال ناحية أو مدينة بأقصى الشاش ، من ناحية ما وارء النهر.

(٢) نسب صاحب اللسان البيت إلى خداش بن زهير وقال : السود ، بفتح السين وسكون الواو : هو جبال قيس. قال ابن برى : رواه الجرمى : «يدى لكم» بإسكان الياء على الإفراد ، وقال : معناه يدى لكم رهن بالوفاء. ورواه غيره : «يدى لكم» جمع يد كما قال الشاعر :

فلن أذكر النعمان إلا بصالح

فإن له عندى يديا وأنعما

ورواه أبو شريك وغيره : «يدى بكم» مثنى ، وبالباء بدل اللام. قال : وهو الأكثر فى الرواية ، أى أوقع الله يدى بكم.

(٣) فى ج : بالشام.

٦٠