معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع - ج ٣

أبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي

معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع - ج ٣

المؤلف:

أبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي


المحقق: مصطفى السقا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: عالم الكتب
الطبعة: ٣
الصفحات: ٤٠٠

العين والضاد

عضدان بضمّ أوّله وإسكان ثانيه ، بعده دال مهملة : قصر باليمن معروف ، إليه ينسب مسروق ذو عضدان.

عضر بفتح أوله وإسكان ثانيه ، بعده راء مهملة : اسم موضع ، وقيل اسم حىّ من اليمن ، ولم يستعمل فى العربيّة. قال صاحب العين.

العضل بفتح أوله ، وإسكان ثانيه ، بعد لام : أرض بالبادية كثيرة الغياض ، ذكره الخليل وأنشد :

ترى الأرض منّا بالفضاء مريضة

معضّلة منّا بجيش عرمرم

العين والطاء

عطالة بفتح أوله وثانيه : جبل عمان ؛ يقال : تعطّلت ، أى أتيت عطالة ، قال جرير :

ولو علقت خيل الزّبير حباله

لكان كناج فى عطالة أعصما

عطير بكسر أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعده ياء مفتوحة أخت الواو ، وراء مهملة : ماء قد تقدّم ذكره وتحديده فى رسم ضريّة.

العين والظاء

العظالى بضمّ أوّله ، مقصور ، على وزن فعالى : موضع مذكور فى رسم مليحة.

العين والفاء

العفار بفتح أوله ، وبالراء المهملة أيضا : جبل قد تقدّم فى رسم ضريّه.

٢٤١

عفاريات بضم أوّله ، وبالراء المهملة أيضا مفتوحة ، بعدها الياء أخت الواو ، والألف ، والتاء (١) ، جمع عفارى : موضع قال كثيّر :

ومحبسنا لها بعفاريات

ليجمعها وفاطمة المسير

وذكر اليزيدىّ عن ابن حبيب قال : عفارية : جبل أحمر بالسّيالة : هكذا قال عفارية ، بكسر الراء.

العفر بضمّ العين ، وإسكان الفاء ، بعده راء مهملة : كثبان حمر بالعالية فى بلاد قيس ، وهو مذكور فى رسم نجد. قال طفيل :

بالعفر دار من جميلة هيّجت

سوالف حبّ فى فؤادك منصب (٢)

العفرة بضم أوّله وإسكان ثانيه ، على لفظ الذي قبله ، بزيادة هاء التأنيث : موضع قد تقدم ذكره فى رسم المجزّل.

العين والقاف

العقاب بضم أوّله ، على لفظ اسم الطائر : موضع قد تقدم ذكره فى رسم الصّحصحان. قال الأخطل.

وظلّ له بين العقاب وراهط

ضبابة يوم ما توارى كواكبه

وينسب إليه وادى العقاب.

عقاراء بفتح أوّله ، وبالراء المهملة أيضا ، ممدود على وزن فعالاء : اسم بلد ، قال حميد بن ثور :

ركود الحميّا طلّة شاب ماءها

بها من عقاراء الكروم ربيب (٣)

__________________

(١) فى ج : والتاء ، تحريف.

(٢) أورده ياقوت فى المعجم شاهدا على العفر ، بفتح فسكون.

(٣) طلة : لذيذة. وربيب : مربوب. أو هو الخمار.

٢٤٢

قال الخليل وأبو حنيفة : أراد من كروم عقاراء ، فقدّم وأخّر. قال أبو حنيفة : وقيل عقاراء اسم رجل.

عقبة المرّان قد تقدّم ذكرها فى حرف الميم. وهى عقبة مشرفة على غوطة دمشق ، تنبث شجرا باسقا مستوى النبات ، تتّخذ منه القنا والرماح ، وهو المرّان.

العقد بفتح أوّله ، وكسر ثانيه ، بعده دال مهملة : موضع فى ديار بنى تميم ، قد تقدّم ذكره فى رسم الدوّ

عقدة بضم أوّله ، على لفظ عقدة : الرابط : رملة مذكورة فى رسم عوق. وقال محمّد بن حبيب : عقدة : أرض معروفة كثيرة النخل ، يضرب بها المثل ، فيقال : آلف من غراب عقدة ، لأنّ غرابها لا يطير ، لكثرة خصبها. وقال ابن الأعرابى : كلّ أرض ذات خصب عقدة. والعقدة من الكلأ : ما يكفى الإبل. وعقد الدّور والأرضين من ذلك ، لأن فيها البلاغ والكفاية.

وعقدة الجوف ، بالجيم بعدها الواو والفاء : موضع آخر ، قد تقدّم ذكره فى رسم النّقاب.

العقر بفتح أوّله وإسكان ثانيه ، بعده راء مهملة ، عقر سلمى : وهو جبل مذكور فى رسم فيد ؛ وفيه قتل كليب (١) وائل ، قال مهلهل أخوه :

وقال الحىّ أين دفنتموه

فقيل له بسفح العقر دار

فسرت إليه من بلد قصىّ

فجدّ الأمر وامتنع القرار

وقال مهلهل أيضا فى موضع آخر :

وعجنا على سفح الأحصّ ودونه

غريبان مهجوران ضمّهما قبر

__________________

(١) فى ج : كليب بن وائل.

٢٤٣

كليب وهمّام اللذان تسربلا

ثياب المعالى واستلادهما (١) الفخر

فدلّ أنّ الأحصّ والعقر متجاوران.

والعقر أيضا عقر بابل. قال الخليل : هو بين واسط وبغداد ، وفيه قتل يزيد بن المهلّب الخارج على يزيد بن عاتكة ، قال جرير فيهم :

تهوى لدى (٢) العقر أقحافا جماجمها

كأنّها الحنظل الخطبان ينتقف

وقال الفرزدق :

لقوا يوم عقري بابل حين أقبلوا

سيوفا تشظّى جامعات المفارق (٣)

وكانوا يقولون : ضحّى بنو حرب بالدّين يوم كربلاء ، وضحّى بنو مروان بالمروءة يوم العقر ، يعنون قتل الحسين بكربلاء ، وقتل يزيد بن المهلّب بالعقر.

وقال الأصمعىّ : العقر القصر. وأنشد لمالك بن الحارث الهذلىّ (٤) :

شنئت العقر عقر بنى شليل

إذا هبّت لقارئها الرياح

لقارئها : أى لوقتها ، كوقت قرء الحيض.

عقرباء بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعده راء مهملة مفتوحة ، وباء

__________________

(١) فى ج : واستلاذهما. ولم أجد هذا الفعل بالمعاجم ، ورأيت البيتين فى كتاب الجمهرة المنسوب إلى عمر بن شبة ، وهو مخطوط بدار الكتب المصرية (رقم ١١٩٤ أدب) وفيه : «وارتدى بهما» فى مكان : «واستلاذهما».

(٢) فى اللسان وديوان جرير المطبوع بالقاهرة : «بذى العقر). وفى اللسان : جماجمهم.

(٣) فى ق ، ج : «عقرى بابل» كأنه تثنية عقر ، وفى الديوان المطبوع : عقر ، بالإفراد ، وهو الذي يقتضيه كلام المؤلف : وفى الديوان أيضا : جمجمات فى مكان جامعات.

(٤) كذا نسب البكرى البيت ، وكذلك نسبه صاحب التاج فى (عقر). ونسبه ياقوت فى (عقر) إلى تأبط شرا.

٢٤٤

ممدودة ، على وزن فعللاء : موضع معروف (١) ذكره سيبويه.

عقرقوف «عقر» مضاف إلى «قوف» قاف مضمومة ، وواو وفاء ، جعلا اسما واحدا ، وربّما أعربوه ، فقالوا عقوقوف ، وهو اسم جبل ، وهو أيضا اسم طائر. وتلّ عقرقوف قريب من بغداد. وذكر اللّيثي فى كتاب الحيوان عند ذكر صعوبة المصاعد : يصعد على مثل سنسيرة وعقرقوه (٢). هكذا ورد عنه بالهاء مكان الفاء ، ولعلّ أصله هكذا ، فعرّب.

عقمة بضمّ أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعده ميم وهاء : موضع ما بين ديار بنى جعفر بن كلاب وبين نجران ، قال الحطيئة :

فحلّوا بطن عقمة واتّقونا

إلى نجران فى بلد رخىّ

العننقل بفتح أوّله وثانيه ، بعده نون وقاف أخرى ، على وزن فعنلل (٣) : كثيب رمل ببدر ، قد تقدّم ذكره هناك ؛ قال ابن الزّبعرى (٤) يرثى أهل بدر :

ما ذا ببدر فالعقنقل من مرازبة جحاجح

العقور بفتح أوّله ، على لفظ فعول : مواضع باليمن.

__________________

(١) ذكر ياقوت عقرباء اسما لموضعين : الأول منزل من أرض اليمامة فى طريق النباج ، قريب من قرقرى. والثانى فى مدينة الجولان ، وهى كورة من كور دمشق ، كان ينزلها ملوك غسان.

(٢) الليثى هو أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ صاحب كتاب الحيوان ، وقد جاء فى الجزء الثانى ص ٣١٢ طبعة الحلبى ما نصه : وقد يعترى الذي يصعد على مثل سنسيرة أو عقرقوف ... الخ كذا أورده فى المتن بالفاء. وقال فى هامشه : فى الأصل : عقرقوب ، بالباء. قلت : ولعلها نسخة أخرى غير التى وقعت إلى يد البكرى.

ولم أجد سنسيرة فى المعاجم.

(٣) فى ج : فعنعل.

(٤) هذا الشعر لأمية بن أبى الصلت ، وليس لابن الزبعرى. (انظر سيرة ابن هشام طبعة مصطفى البابى الحلبى وأولاده ج ٣ ص ٣١). والمرازبة : الرؤساء. الواحد : مرزبان ، وهى كلمة أعجمية. والجحاجح : السادة. واحدهم جحجاح.

٢٤٥

العقيد (١) : على لفظ تصغير الذي قبله (٢) : موضع ذكره أبو بكر.

العقير بضمّ أوّله ، على لفظ تصغير الذي قبله (٣) : محدّد مذكور فى رسم تيماء على ما تقدّم.

العقيق بفتح أوله ، وكسر ثانيه ، على وزن فعيل عقيقان : عقيق بنى عقيل ، ومن أوديته قوّ ، وفيه دفن صخر بن عمرو بن الشريد أخو خنساء ، قالت ترثيه :

وقالوا إنّ خير بنى سليم

وفارسهم بصحراء العقيق

وهو على مقربة من عقيق المدينة ، وعقيق المدينة قد تقدّم ذكره فى رسم النّقيع (٤) ، وهو على ليلتين منها.

وقال الخليل : العقيقان : بلدان فى ديار بنى عامر ، ممّا بلى اليمن ، وهما عقيق تمرة (٥) ، وعقيق البياض ، والرمل بينهما رمل الدّبيل ، ورمل يبرين (٦) ، وأنشد :

دعا قومه لمّا استحلّ حرامه

ومن دونهم عرض الأعقّة فالرمل

وقال عمارة بن عقيل : العقيق واد لبنى كلاب ؛ فأمّا قول جرير :

إذا ما جعلت السّىّ بينى وبينها

وحرّة ليلى والعقيق اليمانيا

__________________

(١) سقط رسم العقيد من ج. ووضع فى محله رسم «العقب» ، وهذا مذكور فى هامش ق على أنه طرة ، وليس من الأصل. ونصه :

العقب بضم أوله ، وفتح ثانيه ، بعده باء معجمة بواحدة :

موضع قد تقدم ذكره فى رسم رخم.

(٢) الذي كان قبله فى ترتيب المؤلف هو رسم العقد.

(٣) الذي قبله فى ترتيب المؤلف هو رسم العقر.

(٤) فى ج ، ق : البقيع بالباء. وهو خطأ نبهنا عليه كثيرا.

(٥) فى ج : ثبرة ، هنا وفى رسم العقيقان. والصواب : تمرة ، كما فى ق ومعجم البلدان.

(٦) فى ج : تبريز. تحريف.

٢٤٦

فإنّما نسبه إلى اليمن ، لأنّ أرض هوازن فى نجد مما يلى اليمن ، وأرض غطفان مما يلى الشام. وإنّما سمّى عقيق المدينة ، لأنّه عقّ فى الحرّة. وهما عقيقان : الأكبر والأصغر ، فالأصغر فيه بئر رومة التى اشتراها عثمان رحمه الله ، والأكبر فيه بئر عروة التى قالت فيها الشعراء ، وقد تقدّم ذكر ذلك فى رسم النّقيع.

روى نافع عن ابن عمران أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقصر الصلاة بالعقيق.

وروى سالم عن أبيه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قيل له وهو بالعقيق : إنك ببطحاء مباركة. وروى عكرمة عن ابن عبّاس ، عن عمر بن الخطّاب ، وقال : سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول بوادى العقيق : أتانى آت من ربّى وقال : صلّ فى هذا الوادى المبارك ، وقل حجّة فى عمرة. خرجها البخارىّ وغيره.

وكان النّبيّ صلى الله عليه وسلم قد أقطع بلال بن الحارث العقيق ، فلّما كان عمر قال له : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقطعك العقيق لتحجره ، فأقطع عمر الناس العقيق. وإنما أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا العقيق وهو من المدينة ، وأهل المدينة أسلموا راغبين فى الإسلام غير مكرهين ، ومن أسلم على شىء فهو له ، لأنّ أبا صالح روى عن ابن عبّاس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا قدم المدينة جعلوا له كلّ أرض لا يبلغها الماء ، يصنع فيها ما شاء. قال ذلك أبو عبيد. قال : وقال بعض أهل العلم : إنّما أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا العقيق لأنّه من أرض مزينة (١) ، ولم يكن لأهل المدينة وهذا نحو ما قاله عمارة.

وحدّث عبد الله بن القاسم الجعفيّ. قال : قلت لجعفر بن محمد : إنى أنزل (٢). العقيق ، وهى كثيرة الحيّات ؛ قال : فإذا رجعت من المدينة ، فاستقبلت الوادى ،

__________________

(١) وكان بلال بن الحارث من مزينة.

(٢) فى ج : أترك.

٢٤٧

فأذّن ، فإنك لا ترى منها شيئا إن شاء الله ، ففعلت ، فما رأيت منها شيئا.

والدّوداء ، على وزن فعلاء ، ساكنة العين ، بدالين مهملتين : مسيل يدفع فى العقيق. وتناضب : شعبة من بعض أثناء الدّوداء.

والطريق إلى مكة : من المدينة على العقيق.

من المدينة إلى ذى الحليفة ستة أميال ، وقيل سبعة ، وهو الميقات للناس ، وهنالك (١). منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم واردا وصادرا ؛ ثم إلى الحفين (٢) ، ثمانية أميال من ذى الحليفة ؛ ثم إلى ملل ثمانية أميال ؛ ثم إلى السّيالة سبعة أميال ؛ ثم إلى الرّوحاء أحد عشر ميلا ، ثم إلى الرّويثة أربعة وعشرون ميلا ؛ ثم إلى الصّفراء اثنا عشر ميلا ؛ ثم إلى بدر عشرون ميلا.

وطريق آخر إلى بدر : تعدل من الرّوحاء فى المضيق إلى خيف نوح ، اثنا عشر ميلا ؛ ثم إلى الخيام أربعة أميال ؛ ثم إلى الأثيل ثلاثة عشر ميلا ، والاثيل من الصفراء ؛ ثم إلى بدر ؛ ويستقيم الطريق من بدر إلى الجحفة يومان (٣) فى قفر به آبار عذبة.

وطريق آخر من الرّويثة ، وهو أكثر سلوكا : من الرويثة إلى الأثاية اثنا عشر ميلا ؛ ومن الأثاية إلى العرج ميلا ؛ ومن العرج إلى السّقيا سبعة عشر ميلا ؛ ومن السّقيا إلى الأبواء تسعة عشر ميلا ؛ ومن الأبواء إلى الجحفة ثلاثة وعشرون ميلا ؛ وربّما عدل الناس عن الأبواء ، فساروا من السّفيا إلى ودّان ، وهى وراء الأبواء ، ناحية عن الطريق ، بينهما نحو ثمانية أميال ؛ ومن ودّان إلى عقبة هرشى خمسة أميال ؛ وعقبة هرشى إلى ذات الأصافر ميلان ؛ ثم

__________________

(١) فى ج : هناك.

(٢) فى ج : الحفير.

(٣) فى ج : يومين.

٢٤٨

إلى الجحفة ؛ وليس بين الطريقين إلّا نحو ميلين.

فهذا ذكر الطريق من المدينة إلى الجحفة.

وعلى سبعة أميال من السّقيا بئر الطّلوب ، وهى بئر عاديّة ، وهى التى اطّلع فيها معاوية ، فأصابته اللّقوة ، فأغذّ السير إلى مكّة. وكان نضلة بن عمرو الغفارىّ ينزل بئر الطّلوب ؛ وعلى أثر الطلوب لحى جمل ، ماء ، وهو الذي احتجم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم على وسط رأسه وهو محرم ، وفى رواية وهو صائم ، وفى أخرى وهو صائم محرم. روى البخارىّ قال : (نا) (١) محمد بن سواء (نا) (٢) هشام عن عكرمة عن ابن عبّاس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم بلحى جمل وهو محرم فى وسط رأسه ، من شقيقة كانت به. وكان ينزل لحى جمل عبد الله بن أرقم البلوىّ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقبل السّقيا بنحو من ميل وادى العبابيد ، وهو القاحة.

روى أبو حاضر ومقسم وغيرهما عن ابن عبّاس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، احتجم بالقاحة وهو محرم. ورواه ابن أبى ليلى عن نافع عن ابن عمر. وروى محمد بن عبد الرحمن وحكيم بن جبير ، أنّهما سمعا رجلا من بنى تميم يقال له ابن الحوتكيّة يقول : قدمنا على عمر بن الخطاب ، رضى الله عنه فقال لنفر عنده : أيّكم حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بالقاحة ، إذ أهدى الأعرابىّ إليه الأرنب؟ فقال قائل : أنا أحدّثكم ، كنت معه بالقاحة ، فأهدى أعرابىّ إليه أرنبا. وكان لا يأكل هديّة بعد الشاة المسمومة حتى يأكل صاحبها منها ، فقال للأعرابىّ : كل.

__________________

(١) كذا فى ق وصحيح البخارى. وفى ج : ثنا. ورواية ابن سواء فى صحيح البخارى هى : «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم فى رأسه من شقيقة كانت؟». وليس فيها عبارة : بلحى جمل.

.

٢٤٩

رجع بنا القول إلى ذكر الطريق :

من الجحفة إلى كليّة اثنا عشر ميلا ، وهى ماء لبنى ضمرة ، ومن كليّة إلى المشلّل تسعة أميال ، وعند المشلّل كانت مناة (١) فى الجاهلية ، وبثنيّة المشلّل دفن مسلم بن عقبة ، ثم نبش وصلب هناك ، وكان يرمى كما يرمى قبر أبى رغال. ومن المشلّل إلى قديد ثلاثة أميال ، وبينهما خيمتا أمّ معبد ، ومن قديد إلى خليص عين ابن يزيع سبعة أميال. وكانت عينا ثرّة عليها نخل وشجر كثير ومشارع ، خرّبها إسماعيل بن يوسف ، فغاضت العين ثم رجعت بعد سنة ثمانين ومائة. ومن خليص إلى أمج ميلان ، ومن أمج إلى الرّوضة أربعة أميال ، ومن الروضة إلى الكديد ميلان ، ومن الكديد إلى عسفان ستّة أميال. وغزال ثنيّة عسفان تلقاها قبله بأرجح من ميل ، وعند تلك الثّنيّة واد يجيء من ناحية ساية ، يصبّ إلى أمج.

ومن حديث أبى سعيد الخدرىّ ، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا قتادة على الصدقة ، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه محرمين ، حتّى نزلوا ث؟ يّة الغزال بعسفان ، فإذا هم بحمار وحش ، وذكر الحديث.

وقال عمر بن أبى ربيعة ، فذكر عامّة هذه المواضع :

ما عناك الغداة من أطلال

وحمراء الأسد منتظمة بالعقيق ؛ قال الزبير : كان سعد بن أبى وقّاص قد اعتزل بطرف حمراء الأسد فى قصر بناه ، واتّخذ هناك أرضا حتى مات فيه ، ودفن بالمدينة.

ومن عسفان إلى كراع الغميم ثمانية أميال والغميم : واد ، والكراع : جبل

__________________

(١) فى ج : مياه. تحريف.

٢٥٠

أسود عن يسار الطريق ، طويل شبيه بالكراع. وقبل الغميم بميل سقاية العدنىّ ومسجده. وعلى أثر ذلك موضع يقال له مسدوس ، آبار لبعض ولد أبى لهب. ومن كراع الغميم إلى بطن مرّ خمسة عشر ميلا ، وقبل كراع الغميم بثلاثة أميال الجنابذ ، آبار وقباب ومسجد (١) ، وهى المنصف بين عسفان وبطن مرّ. ودون مرّ (٢) بثلاثة أميال مسلك خشن ، وطريق زقب (٣) بين جبلين ، وهو الموضع الذي أسلم فيه أبو سفيان ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبّاسا عمّه أن يحبسه هناك حتى يرى جيوش المسلمين ، قال الراجز :

حلّ بمرّ النّاعجات العين

ناديت صحبى إنّنى رهين

فقلت باسم الله فاستعينوا

إذا أردتم سفرا فكونوا

مهذّبى السّير ولا تلينوا

وبطن مرّ دونه حزون

ومن مرّ إلى سرف سبعة أميال ؛ ومن سرف إلى مكّة ستّة أميال ؛ فمن المدينة إلى مكّة مائتا ميل. وبين مرّ وسرف سرف (٤) التّنعيم ، ومنه يحرم من أراد العمرة ، وهو الذي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن أبى بكر أن يعمر (٥) منه عائشة ، ودونه إلى مكّة مسجد عائشة ، بينه وبين التنعيم ميلان ؛ وبعده بنحو ميلين أيضا فجّ.

قال ابن إسحاق : لمّا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر سلك على نقب المدينة ، ثم على العقيق ، ثم على ذى الحليفة ، ثم على ذات الجيش ، ثم على تربان ، ثم على ملل ، ثم على غميس الحمام ، من مرّيين ، ثم على

__________________

(١) ومسجد : ساقطة من ج.

(٢) فى ج : بطرمر. وبطر : محرفة عن بطن.

(٣) طريق زقب : ضيق.

(٤) سرف : ساقطة من ج.

(٥) فى ج : يحرم تحريف.

٢٥١

صخيرات اليمام ، ثم على السيّالة ، ثم فجّ الرّوحاء ، [ثم على شنوكة ، وهى الطريق المعتدلة ، ثم على عرق الظّبية ، ونزل سجسج ، وهى بئر الرّوحاء (١)] ، ثم ارتحل حتى إذا كان بالمنصرف ترك طريق مكّة بيسار ، وسلك ذات اليمين على النازية ، حتى جزع (٢) وادبا يقال له رحقان ، بين النازية وبين مضيق الصّفراء ، ثم على المضيق ، ثم انصبّ فيه ، حتّى إذا كان قريبا من الصّفراء نزل ، ثم ارتحل واستقبل الصفراء ، ف؟؟ كها بيسار ، تفؤّلا بجبليها ، وسلك ذات اليمين ، على واد يقال له ذفران ، وجزع فيه ، ثم أتاه الخبر بمسير قريش ليمنعوا عيرهم ، ثم ارتحل فسلك على ثنايا يقال لها الأصافر ، ثم انحطّ على بلد يقال له الدّبّة ، وترك الحنّان بيمين ، وهو كئيب عظيم كالجبل ، ثم نزل قريبا من بدر.

العقيقان على لفظ تثنية الذي قبله ؛ قال أبو علىّ فى الكتاب البارع : هما بلدان : أحدهما عقيق تمرة (٣) ، والآخر عقيق التنافر (٤) ، وهما فى بلاد بنى عامر من ناحية اليمن ، وفيهما (٥) رمل الدّبيل ورمل يبرين ؛ وأنشد :

دعا قومه لمّا استحلّ حرامه

ومن دونهم عرض الأعقّة والرمل

العين والكاف

ذات العكائر بفتح أوّله وثانيه ، بعده ألف وهمزة ، وراء مهملة ، على

__________________

(١) ما بين المعقوفين : ساقط من ق ، وهو من تتمة كلام ابن إسحاق ؛ إلا أن البكرى لم يسرد عبارة ابن إسحاق متلاحقة ، وإنما التقطها من عدة مواضع ، ووصل بين أجزائها. (انظر سيرة ابن هشام طبعة البابى الحلبى : ج ٢ ص ٢٦٤ وما بعدها).

(٢) كذا فى ق والسيرة لابن إسحاق. ومعنى جزع الوادى والطريق : قطعهما عرضا ، من جانب إلى جانب. وفى ج : نزل. تحريف.

(٣) كذا فى ق ومعجم البلدان. وفى ج : هنا وفى رسم العقيق ثبرة. تحريف.

(٤) فى ج : التناضب.

(٥) فى ج : وبينهما. ولعلها أصح.

٢٥٢

مثال عكابر (١) : اسم عين فى ديار تغلب ، قال الشّمّاخ :

وأحمى عليها نبل عبد بن خالد

شفاء الصّدى من جون ذات العكائر (٢)

عكاظ (٣) بضمّ أوّله ، وفتح ثانيه ، وبالظاء المعجمة : صحراء مستوية ، لا علم بها (٤) ولا جبل ، إلّا ما كان من الأنصاب التى كانت بها فى الجاهليّة ، وبها من دماء البدن كالأرحال (٥) العظام. وكانت عكاظ ومجنّة وذو المجاز أسواقا لمكّة فى الجاهليّة. وعكاظ : على دعوة من ماءة يقال لها نقعاء ، بئر لا تنكف (٦) ، قد تقدّم ذكرها ، وهى مذكورة أيضا فى رسم الستار ؛ قال محمد ابن حبيب : عكاط بأعلى نجد قريب من عرفات قال غيره : عكاظ وراء قرن المنازل ، بمرحلة من طريق صعناء ، وهى من عمل الطائف ، وعلى بريد منها ، وأرضها لبنى نصر ، واتخذت سوقا بعد الفيل بخمس عشر سنة ، وتركت عام خرجت الحروريّة بمكّة مع المختار بن عوف سنة تسع وعشرين ومئة إلى هلمّ جرّا.

قال أبو عبيدة : عكاظ : فيما بين نخلة والطّائف ، إلى موضع يقال له العتق ، وبه أموال ونخل لثقيف ، بينه وبين الطائف عشرة أميال ، فكان سوق عكاظ يقوم صبح هلال ذى القعدة عشرين يوما ، وسوق مجنّة يقوم عشرة أيّام بعده ، وسوق ذى المجاز يقوم هلال ذى الحجّة.

وروى يزيد بن هارون ، عن حريز بن عثمان ، عن سليم بن عامر ، عن عمرو

__________________

(١) عكابر : جمع عكبرة ، مثل قنفذة ، وهى المرأة الجافية.

(٢) فى هامش ق : «الكعابر» فى شعره. وقال فى شرحه : وكل مجتمع مكتل كعبرة».

(٣) قال اللحيانى : أهل الحجاز يحرونها ، وتميم لا تجربها : أى لا تصرفها.

(٤) فى ج : فيها.

(٥) فى ج : كالأرحاء. ولعلها الصواب.

(٦) أى غزيرة ، لا ينزف ماؤها.

٢٥٣

ابن عبسة ، قال : أتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم بعكاظ ، فقلت من تبعك على هذا الأمر؟ قال : حرّ وعبد. وروى أبو الزّبير عن جابر ، أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم مكث سبع سنين يتبع الحاجّ فى منازلهم فى المواسم بعكاظ ومجنّة ، يعرض عليهم الإسلام. وبعكاظ رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسّ ابن ساعدة ، وحفظ كلامه. وروى البخاريّ عن ابن جريج وابن عيينة قالا : كانت هذه الأسواق متجرا للناس فى الجاهليّة ، فلمّا جاء الإسلام كرهوها ، وتأثّموها أن يتّجروا فى المواسم ، فنزلت : «ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربّكم فى مواسم الحجّ ورضوانا» هكذا قرأها ابن عبّاس.

ويتّصل بعكاظ بلد تسمّى ركبة ، بها عين تسمّى عين خليض للعمر بيّن ، وخليص : رجل نسبت إليه. وكان قدامة بن عمّار الكلابى الذي يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكن ركبة ، وهو الذي قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته يرمى الجمرة لا ضرب ولا طرد إليك إليك. وكان ينزلها أيضا من الصحابة لقيط بن صبرة العقيلى ، وهو وافد بنى المنتفق ؛ ومالك بن نضلة الجشمىّ ، وأبو عوف أبو الأحوص كان ينزلها أيضا ، وهو الذي روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اليد العليا خير من اليد السّفلى».

وقال ابن واقد : هو مالك بن عوف. والصواب : ابن نضلة.

وعكاظ مشتقّ من قولك (١) : عكظت الرجل عكظا إذا قهرته بحجّتك ، لأنّهم كانوا يتعاكظون هناك بالفخر ، وكانت بعكاظ وقائع مرّة مرّة ، وفى ذلك يقول دريد بن الصّمّة.

تغيّبت عن بومى عكاظ كليهما

وإن يك يوم ثالث أتغيّب

__________________

(١) فى ج : من قولهم.

٢٥٤

وإن يك يوم رابع لم أكن به

وإن يك يوم خامس أتجنّب

وذكر أبو عبيدة أنه كان بعكاظ أربعة أيّام : يوم شمظة ، ويوم العبلاء ، ويوم شرب (١) ويوم الحريرة ؛ وهى كلّها من عكاظ ، فشمظة من عكاظ : هو الموضع الذي نزلت فيه قريش وحلفاؤها من بنى كنانة بعد يوم نخلة ، وهو أوّل يوم اقتتلوا به من أيّام الفجار بحول (٢) ، على ما تواعدت عليه من هوازن وحلفائها من ثقيف وغيرهم ، فكان يوم شمظة لهوازن على كنانة وقريش ، ولم يقتل من قريش أحد يذكر ، واعتزلت بكر بن عبد مناة بن كنانة إلى جبل يقال له دخم ، فلم يقتل منهم أحد. وقال خداش بن زهير :

فأبلغ إن مررت به هشاما

وعبد الله أبلغ والوليدا

بأنّا يوم شمظة قد أقمنا

عمود الدين إنّ له عمودا

ثم التقى الأحياء المذكورون على رأس الحول من يوم شمظة بالعبلاء ، إلى جنب عكاظ ، فكان لهوازن أيضا على قريش وكنانة. قال خداش بن زهير :

ألم يبلغكم أنّا جدعنا

لدى العبلاء خندف بالقياد

ضربناهم يبطن عكاظ حتّى

تولّوا ظالعين من النّجاد

فهو يوم العبلاء. ثم التقوا على رأس الحول وهو اليوم الرابع من يوم نخلة بشرب ، وشرب من عكاظ ، ولم يكن بينهم يوم أعظم منه ، فحافظت قريش وكنانة ، وقد كان تقدّم لهوازن عليهم يومان ، وقيّد سفيان وحرب ابنا أميّة وأبو سفيان بن حرب أنفسهم ، وقالوا لا يبرح منّا رجل مكانه حتّى يموت أو يظهر ، فسمّوا العنابسة ، وجعل بلعاء بن قيس يقاتل ويرتجز :

__________________

(١) فى ق : شرف. تحريف.

(٢) بحول : ساقطة من ج.

٢٥٥

إنّ عكاظا ماؤنا فخلّوه

وذا المجاز بعد لن تحلّوه

فانهزمت هوازن وقيس كلّها إلّا بنى نصر ، فإنّها صبرت مع ثقيف ؛ وذلك أنّ عكاظا لهم فيه نخل وأموال ، فلم يغنوا شيئا ، ثم انهزموا ، وقتلت هوازن يومئذ قتلا ذريعا ، قال أميّه بن الأشكر (١) الكنانىّ :

ألا سائل هوازن يوم لاقوا

فوارس من كنانة معلمينا

لدى شرب وقد جاشوا وجشنا

فأوعب فى النفير بنوا أبينا

ثم التقوا على رأس الحول بالحريرة ، وهى حرّة إلى جنب عكاظ ، ممّا يلى مهبّ جنوبها ، فكان لهوازن على قريش وكنانة ، وهو يوم الحريرة.

عكّ بفتح أوّله ، وتشديد ثانيه : مخلاف من مخاليف مكّة التّهاميّة.

وقد ذكرنا مخاليفها التّهاميّة والنّجديّة فى رسم تربة. وقيل أوّل من نزلها عك ابن عدنان ، واسمه الحارث ، فسمّيت به. قال الزّبير : من كان من عكّ باليمن والشام ومصر والمغرب ، فهم ينتسبون إلى عدنان ؛ ومن كان منهم بالشرق ، فهم ينتسبون إلى الأزد وقيل : بل سمّى هذا المخلاف عكّا لشدّة حرّه ، يقال : عكّ يومنا إذا سكنت ريحه ، واشتدّ حرّه. واشتقاق اسم الرجل من قولهم عكّه بالحجّة يعكه عكا : إذا قهره.

عكّاش بضمّ أوّله ، وتشديد ثانيه ، وبالشين المعجمة فى آخره ، على وزن فعّال : موضع قد تقدّم ذكره فى رسم الأحفاء ، قال الراعى :

وكنّا بعكّاش كجارى جنابة

كفيئين زادا بعد قرب تنائيا (٢)

__________________

(١) الأشكر : بالسين والشين معا ، كذا فى هامش ق.

(٢) رواية هذا البيت فى معجم البلدان لياقوت :

وكنّا بعكّاش كجارى كفاءة

كريمين حمّا بعد قرب تناثيا

٢٥٦

قال أبو حاتم : فى كتابى : عكّاس ، بالسين المهملة ، ولم أجد فى كتاب غيرى إلّا بالشين المعجمة.

قلت : وهو الصحيح : كذلك ضبطه الخليل ، وأنشد لطفيل :

شرين بعكاش الهبابيد شربة

وقد تقدّم إنشاد فى رسم الأحفاء.

عكوة بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعده واو وهاء التأنيث : موضع قد تقدّم ذكره وتحديده فى رسم ميثب ، وفى رسم بسر.

العين واللام

العلاة بفتح أوله ، على وزن فعلة : أرض بالشام ، يأتى ذكرها فى رسم العوصاء.؟

علاف بكسر أوّله ، وتخفيف لامه ، وبالفاء فى آخره : موضع قد تقدّم ذكره وتحديده فى رسم بحرة. العلداة بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعده دال مهملة على وزن فعلاة :جبل قبل مكة ، فية مات خويلد الهذلىّ ، قال المعطّل يرثيه :

وما لمت نفسى فى عياد خويلد

ولكن أخو العداة ضاع وضيّعا

قال أبو الفتح : يجب أن تكون ألف علداة (١) للإلحاق ، بمنزلة أرطاة. ورواه أبو بكر بن دريد ، ولكن «أخو العادات» جمع عادة «ضاع وضيّعا على ما لم يسمّ فاعله.

__________________

(١) فى ج : العداة.

٢٥٧

ذو علق بفتح أوّله وثانيه ، بعده قاف : جبل فى ديار بنى أسد ، ولهم فيه يوم مشهور ، وهو يوم ثنيّة ذى علق ، قتلت فيه بنو أسد ربيعة بن مالك ابن جعفر أبا لبيد ، وهو ربيعة المقترين ، قال لبيد :

ولا من ربيع المقترين رزئته

بذى علق فاقنى حياءك واصبرى

والعلق بإسكان ثانيه : موضع مذكور فى رسم مراح ، فانظره هناك.

علكدّ بضم أوّله وإسكان ثانيه ، وفتح الكاف ، بعدها دال مهملة مشددة : جبل فى ديار بنى مرّة ، قال عقيل بن علفّة :

وهل أشهدن خيلا كأنّ غبارها

بأسفل علكد دواخن تنضب (١)

علّمة بكسر أوّله وثانيه وتشديده ، على وزن فعّلة : موضع قد تقدّم ذكره فى رسم عارمة.

علمان بفتح أوّله وثانيه ، بعده ميم على بناء فعلان : جبل فى ديار همدان من اليمن.

العلندى بفتح أوّله ، وثانيه ، بعده نون ساكنة ، ودال مهملة مفتوحة ، بعدها ياء ، على وزن فعنلى : جبل قد تقدّم ذكره فى رسم حسمى. والعلندى : شجر معروف ، نسب إليه هذا الجبل لكثرة ما ينبته ، وقد تقدّم فى رسم صبح أن ذات (٢) العلندى ثنايا جبال صبح.

__________________

(١) قال أبو حنيفة الديثورى : دخان التنضب أبيض مثل لون الغبار ؛ ولذلك شبهت الشعراء الغبار به.

(٢) فى ج : ذات. ويشهد له قول الراعى :

تحملن حتّى قلت لسن بوارحا

بذات العلندى حيث نام المفاخر

٢٥٨

علهاء بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعده هاء ، ممدود ، على وزن فعلاء : موضع ؛ قال عمرو بن قميئة :

وتصدّى ليصرع البطل الأر

وع بين العلهاء والسّربال

والسّربال أيضا : موضع تلقاء العلهاء.

علوى بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعده واو وياء ، على وزن فعلى : موضع مذكور محدد فى رسم عيهم ؛ وينبئك أنه من نجد قول (١) الشاعر :

أشاقتك البوارق والجنوب

ومن علوى الرياح لها هبوب

أتتك بنفحة من شيح نجد

تضوّع والعرار بها مشوب

عليب بضمّ أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعده الياء مفتوحة أخت الواو ، ثم باء معجمة بواحدة ، على وزن فعيل. هكذا ذكره سيبويه ، وحكى فيه غيره عليب ، بكسر أوله ؛ وهو واد لهذيل بتهامة ؛ وقيل : هى قرية بين مكّة وتبالة ، ذكره الزّبير ، وقد أنشد لأبى دهبل فى زوجه أمّ دهبل :

إن تكونى أنت المقدّم قبلى

وأطع يثو عند قبرك قبرى

قال : وأخبرنى [إبراهيم (٢)] بن أبى عبد الله أنه رأى قبريهما بعليب فى موضع واحد. وقال دريد :

أغرنا بصارات ورقد وطرّفت

بنا يوم لاقى أهلها البوس عليب

العين والميم

عماق بفتح أوله : موضع ذكره أبو بكر.

__________________

(١) فى ج : قال.

(٢) إبراهيم : ساقطة من ق.

٢٥٩

عماية بفتح أوّله ، وبالياء أخت الواو ، على لفظ فعالة من العمى : جبل بالبحرين ضخم ، ولذلك قيل فى المثل : أثقل من عماية. وقد تقدم ذكره فى رسم الرّكاء ورسم (١) صاحة ، وسيأتى ذكره فى رسم سحام (٢) ، قال سلامة بن جندل :

له فخمة ذفراء تنفى عدوّه

كمنكب ضاح من عماية مشرق (٣)

فأمّا قول جرير :

ولو أنّ عصم عما يتين ويذبل

سمعا بذكرك أتزلا الأوعالا (٤)

فإنّه أراد عماية وصاحة ، وهما جبلان ، فسمّاهما عمايتين.

عمدان بضمّ أوّله ، وإسكان ثانيه ، وبالدال المهملة : بمأرب من اليمن.

قال رجل من حمير :

وكان لنا عمدان أرضا؟ حلّها

[وقاعا] وفيها ربّنا الخير مرثد(٥)

__________________

(١) الركاء ورسم : ساقطان من ج.

(٢) سحام : تقدم فى ترتيبنا هذا.

(٣) الفخمة : الضخمة يصف كتيبة. والذفراء : السهكة الرائحة من الحديد ، والصدئة.

(٤) رواية هذا البيت فى الديوان طبع القاهرة سنة ١٩٣٥ :

لو أن عصم عما يتين ويذ؟ ل

سمعت حديثك أنزل الأوعالا

وفى ياقوت : أنزلا فى موضع أنزل. ثم قال : قال أبو على الفارسى : أراد عصم عمايتين وعصم يذبل ، فحذف المضاف.

(٥) كذا ورد هذا البيت محرفا فى ق ، ج. وتصحيحه كما فى الإكليل للهمدانى (٨ : ١٣ طبعة برنستون سنة ١٩٤٠) :

وكان لنا غمدان أرضا نحلّها

وقاعا وفيها ربّنا الخير مرثد

قال : وقد يقال عنى «غمدان» بمأرب. قلت : وهذا تحريف. والصواب : عمدان بالمهملة ، لأن الهمدانى أورد البيت شاهدا فى غمدان بالمعجمة ، ثم استدرك وقال : وقد يقال عنى عمدان ، أى بالعين المهملة. وعنه أخذه البكرى فى عمدان وإن لم يصرح به ، لكن يدل عليه قوله قبل البيت : قال رجل من حمير. وهى تشبه قول الهمدانى : وقال آخر من حمير.

٢٦٠