معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع - ج ٢

أبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي

معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع - ج ٢

المؤلف:

أبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي


المحقق: مصطفى السقا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: عالم الكتب
الطبعة: ٣
الصفحات: ٣٥٧

أرض اليمن ، فهزم المرتدّون ، وقتل أكثرهم ، فلم تزل زبيد وجعفر (١) وأود بعدها قليلة. وسبيت ريحانة أخت عمرو يومئذ ، ففداها خالد بن سعيد ، فأثابه عمر الصّمصامة ، فهو السبب الذي أصارها إلى آل (٢) سعيد.

وقد اختلف فى يوم الرّزم ، فقيل إنه منسوب إلى الموضع الذي اقتتلوا فيه من أرض اليمن ، تلقاء كشر ، وقيل إنه مشتقّ من قولك : رزمت الشيء أرزمه ، إذا جمعته ، ومنه اشتقاق الرّزمة من المتاع وغيره. وكذلك اختلف فى قول الأجدع بن مالك الهمدانى :

أسألتنى بركائب ورحالها

ونسيت قتل فوارس الأرباع

وهم بنو الحصين ذى الغصّة. فقيل (٣) : الأرباع : هم الذين يأخذون ربع الغنيمة.

وقيل : الأرباع : موضع قتلوا فيه (٤).

الرّزيق بفتح أوّله ، وكسر ثانيه ، بعده الياء أخت الواو ، والقاف : موضع (٥) مذكور فى رسم القيذوق.

الراء والسين

الرّساس بكسر أوّله ، على لفظ تكسير رسّ : ماء مذكور فى رسم شواحط. وفى رسم عصو صررسّ : بئر لبنى سلامان. والرّسّ فى التنزيل : بئر. والرّسّ : الرّكيّة التى (٦) لم تطو.

__________________

(١) فى ج ، ز : جعفى.

(٢) آل : ساقطة من ق.

(٣) فى ج : «فقال».

(٤) قال ابن الكلبى : فمن بنى قنان الحصين ذو الغصة بن يزيد بن شداد بن قنان ؛ رأس بنى الحارث مئة سنة. فمن بنى الحصين عمرو وزياد ومالك بنو الحصين.

يقال لهؤلاء الثلاثة فوارس الأرباع ، كان كل واحد منهم إذا كانت حرب ولى ربعهم ؛ قتلنهم همدان. (عن هامش ق).

(٥) هو نهر بمرو ، عليه قبر بريدة الأسلمى الصحابى : (عن ياقوت).

(٦) التى : ساقطة من ج.

٣٠١

الرّسّ (١) بفتح أوّله ، وتشديد ثانيه : واد بنجد. والرّس المذكور فى التنزيل : بناحية صيهد ، من أرض اليمن. وانظره فى رسم صيهد.

الرّسيس بضمّ أوّله ، على لفظ تصغير رسّ : ماء محدد فى رسم ضريّة ؛ قال زهير فى الرّسّ والرّسيس :

لمن طلل كالوحى عاف منازله

عفا الرّسّ منه (٢) فالرّسيس فعاقله

فقفّ فصارات فأكناف منعج

فشرقىّ سلمى حوضه فأجاوله

فهضب فرقد فالطّوىّ فثادق

فوادى القنان حزنه فمداخله (٣)

وقال يعقوب : الرس والرّسيس : واديان بقرب عاقل ، فيهما نخل. وعاقل : واد يمرّ بين الأنعمين وبين رامة ، حتّى يصبّ فى الرّمة ؛ قال لبيد :

طلل لخولة بالرّسيس قديم

فبعاقل فالأنعمين رسوم

الرّسيع بفتح أوله ، وكسر ثانيه ، بعده الياء أخت الواو ، والعين المهملة (٤) : موضع معروف ، عن أبى بكر.

الرّسيل (٥) بفتح أوله ، وكسر ثانيه : هو وادى الرّمل ، وهو الذي انتهى إليه ياسر (٦) ينعم الحميرىّ الملك فى المغرب ، ولم يبلغه أحد من العرب ، فلمّا

__________________

(١) فى ز : رس ، بدون أل.

(٢) كذا فى ز وهامش ق وفى ج ، ق : منها.

(٣) قوله (فرقد) : روى فى ق بالفاء والقاف جميعا : فرفد ، فرقد. وقوله (فوادى القنان) : روى فى ق. (فوادى اليدى). وقوله (حزنه فمداخله) : روى فى ق : (جزعه فأفاكله).

(٤) قوله (والعين المهملة) : ساقطة من ق.

(٥) فى ج : الرسيس.

(٦) زادت ج بعد ياسر كلمة : (بن). وأظنها مقحمة ، لأن ياسر مضاف إلى ينعم.

وينعم كيمنع : حى من اليمن. (انظر تاج العروس).

٣٠٢

انتهى إليه ، لم يجد مجازا ، فأمر بصنم (١) نحاس ، فنصب على صخرة عظيمة هناك ، وزبر فيه :

أنا الملك الحميرىّ ، ياسر ينعم اليعفرىّ (٢) ؛ ليس وراء ما بلغت مذهب ، فلا يتكلّفه أحد فيعطب.

الراء والشين

الرّشاء بكسر أوله ، ممدود ، على لفظ الذي يستقى به : موضع بين ديار بنى أسد وديار بنى عامر ، قال سحيم العبد :

ونحن جلبنا الخيل من جانب الملا

إلى أن تلاقت بالرّشاء جنودها

رشاد بفتح أوله ، وبالدال المهملة : موضع قد تقدّم ذكره فى رسم الأشعر ، وسيأتى فى رسم ضريّة.

رشد بفتح أوله ، وثانيه ، وبالدال المهملة : ماء لجهينة.

قال محمّد بن حبيب : وفد بنو رشدان بن قيس ، من جهينة ، على النّبيّ صلى الله عليه وسلم ، وكان يقال لهم بنو غيّان فى الجاهلية ، فقال لهم من أنتم؟ قالوا : بنو غيّان فقال : بل أنتم بنو رشدان. قال : ما اسم واديكم؟ قالوا : غوى. قال : بل هو رشد. فلزمتهما.

رشق بفتح أوّله وإسكان ثانيه ، بعده قاف : موضع مذكور فى رسم المطالى.

__________________

(١) فى ج : بضم. تحريف.

(٢) اليعفرى : ساقطة من ج.

٣٠٣

الراء والصّاد

رصاغ بضمّ أوله ، وبالغين المعجمة : موضع ذكره أبو بكر. قال : ويقال رساغ ، بالسين.

الرّصاف (١) بكسر أوّله : موضع ذكره أبو بكر.

الرّصافة بضمّ أوله : رصافة هشام بن عبد الملك بالشام ؛ قال الفرزدق :

متى تردى الرّصافة تستريحى

من التّهجير والدّبر (٢) الدّوامى

ورصافة أخرى ببغداد : معروفة.

ورضافة ، بالضاد : تأتى بعد هذا (٣).

رصف بضمّ أوله وثانيه ، وبالفاء : ماء من ضيم ؛ قال أبو بثينة فى رواية السكرىّ(٤) :

سنقتلكم على رصف وظرّ

إذا لفحت وجوهكم الحرور

قال : وظرّ : ماء من دفاق

الراء والضاد

رضاع بضمّ أوله ، وبالعين المهملة : موضع على ساحل بحر عمان ، وأهله بنو رئام ، بطن من مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة.

رضافة بضمّ أوّله ، وبالفاء : جبل مذكور فى رسم الأصفر.

__________________

(١) فى ز : «الرصافة».

(٢) جمع دبرة كشجرة ، وهى قرحة الدابة والبعير (اللسان).

(٣) فى ج : «ذلك».

(٤) فى ج : «السكونى».

٣٠٤

رضام بكسر أوله ، على بناء فعال : موضع ذكره أبو بكر (١).

الرّضراض بفتح أوّله ، على لفظ الرّضراض من الحصباء (٢) : أرض فى ديار نهم ، من همدان ، وفيه معدن فضّة.

الرّضم بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه : موضع فى ديار بنى تميم باليمامة. قال عبدة بن الطّبيب :

 قفا نبك من ذكرى حبيب وأطلال

بذى الرّضم فالرّمّانتين فأوعال (٣)

إلى حيث سال القنع من كلّ روضة

من العتك حواء المذانب محلال

والقنع : أرض سهلة بين رمل وجبل : تنبت الشجر الطّوال.

رضوى : جبل ضخم من جبال تهامة.

قال السّكونى : أملى علىّ أبو الأشعث عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله (٤) الكندىّ ، قال : أملى عليّ عرّام بن أصبغ السّلمىّ أسماء جبال تهامة وسكّانها ، وما فيها من القرى والمياه ، وما تنبت من الأشجار.

فأوّلها : رضوى ، وهى من ينبع على يوم ، ومن المدينة على سبع مراحل ، ميامنة طريق المدينة ، ومياسرة طريق البرّ لمن كان مصعدا إلى مكة ، وعلى ليلتين من البحر ، قال بشر :

لو يوزنون كيالا أو معايرة

مالوا برضوى ولم يفضلهم أحد

القائمون إذا ما الجهل قيم (٥) به

والثاقبون إذا ما معشر خمدوا

__________________

(١) رسم «رضام» كله ساقطة من ج. وفى ز : «مثال» فى موضع «بناء».

(٢) فى ج : (الحصا).

(٣) قال ياقوت : ذات الرضم : من نواحى وادى القرى وتيماء ، واستشهد بالبيت ، ونسبه لعمرو بن الأهتم.

(٤) فى ز : «عبد الملك».

(٥) فى ج : «نيم» بالنون.

٣٠٥

وبحذاء (١) رضوى عزور ، بينهما قدر شوط الفرس ، وهما جبلان شاهقان منيعان ، لا يرومهما أحد ، وبينهما طريق المعرقة (٢) ، تختصره العرب (٣) إلى إلى الشام وإلى مكّة. وهذان الجبلان ينبتان الشّوحط والنّبع والقرظ والرّنف ؛ وفيهما جميعا مياه وأوشال لا تجاوز الشّقّة ، تخرج من شواهقه ، لا يعلم متفجّرها. ومن حديث عامر بن سعد عن أبيه : أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم خرج من مكّة ومعه أصحابه ، حتّى إذا هبط من عزور ، تياسرت به القصواء.

ويسكن هذين الجبلين نهد وجهينة ، فى الوبر خاصّة دون المدر ، ولهم هناك يسار ظاهر ، ويصبّ الجبلان فى وادى غيقة ؛ وغيقة تصبّ فى البحر ، ولها مسك تمسك الماء ، واحدها مساك.

وينبع : عن يمين رضوى لمن كان منحدرا من المدينة إلى البحر ، وهى قرية كبيرة ، وبها عيون عذاب غزيرة. زعم محمّد بن عبد المجيد (٤) ابن الصّبّاح أنّ بها مئة عين إلّا عينا. ووادى ينبع يليل ، يصبّ فى غيقة ، قال جرير :

نظرت إليك بمثل عينى مغزل

قطعت حبائلها بأعلى يليل

ويسكن (٥) ينبع (٦) الأنصار وجهينة وليث. ومن حديث محمّد بن عمر بن علىّ ابن أبى طالب : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى فى مسجد ينبع. ومن حديث واقد بن عبد الله الجهنىّ ، عن عمه ، عن جدّه كشد (٧) بن مالك ، قال : نزل طلحة ابن عبيد الله وسعيد بن زيد (٨) علىّ بالتّجبار ، وهو موضع بين حورة السّفلى

__________________

(١) الواو ساقطة من ج ، ق.

(٢) فى ز : «العرقة». تحريف.

(٣) فى ق ، ج : الأعراب.

(٤) فى ج : عبد الحميد.

(٥) فى ج : وتسكن.

(٦) فى ز : يليل.

(٧) كشد ؛ بشين منقوطة ، كذا هو فى أسد الغابة. وفى الإصابة بالسين المهملة.

(٨) زادت ج بعد زيد كلمة (بن)

٣٠٦

وبين منخوس ، على طريق التّجار إلى الشام ، حين بعثهما رسول الله صلى الله عليه وسلم يترقّبان عير قريش ، وفيها (١) أبو سفيان ، فنزلا على كشد (٢) ، فأجارهما.

فلمّا أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبع أقطعها الكشد ، فقال : يا رسول الله ، إنّى كبير ، ولكن أقطعها ابن أخى ؛ فأقطعه إياها ، فابتاعها منه عبد الرحمن ابن أسعد بن زرارة بثلاثين ألفا ، فخرج عبد الرحمن إليها ، فاستوبأها ورمد بها ، وكرّ راجعا ؛ فلقيه علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه ، فقال له : من أين جئت؟ قال : من ينبع ، قد شنفتها ، فهل لك أن تبتاعها؟ قال علىّ : قد أخذتها بالثلاثين (٣). قال : هى لك. فخرج إليها ، فكان أوّل شىء عمله فيها البغيبعة.

قال محمد بن يزيد (٤) : ثنا أبو محلّم محمّد بن هشام ، فى إسناد ذكره ، آخره أبو نيزر. وكان أبو نيزر من بعض أولاد ملوك الأعاجم. قال : وصحّ عندى بعد أنّه من ولد النّجاشى ، فرغب فى الإسلام صغيرا ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، [فأسلم (٥)] ، وكان معه فى بيوته. فلمّا توفّى صلى الله عليه وسلم وشرّف وكرّم ، صار مع فاطمة وولدها : قال أبو نيزر : جاءنى علىّ وأنا أقوم بالضّيعتين : عين أبى نيزر والبغيبغة ، فقال : هل عندك من طعام؟ قلت : طعام لا أرضاه لأمير المؤمنين ، قرع من قرع الضيعة ، [صنعته (٦)] بإهالة سنخة. فقال : علىّ به. فقام إلى الرّبيع (٧) ، فغسل يديه ، ثم أصاب من

__________________

(١) فى ج : وفيهم.

(٢) ضبط بالقلم بكسر الكاف فى ز ، ق.

(٣) فى ج : بالثمن.

(٤) هو المبرد صاحب كتاب الكامل فى الأدب ، والعبارة هنا فى جميع الأصول تختلف بعض الاختلاف عما فى كتاب الكامل فى «باب من أخبار الخوارج».

(٥) ما بين القوسين زيادة من كتاب الكامل للمبرد.

(٦) زاد الكامل : وهو جدول. وفى تاج العروس : الساقية الصغيرة تجرى إلى النخل ، حجازية.

٣٠٧

ذلك شيئا ، ثم رجع إلى الرّبيع ، فغسل يديه بالرمل حتّى أنقاهما ، ثم ضمّ ، يديه كلّ واحدة منهما (١) إلى أختها ، وشرب [بهما (٢)] حسا من الرّبيع ، ثم قال : يا أبا نيزر ، إنّ الأكفّ أنظف الآنية ، ثم مسح كفيه (٣) على بطنه ، وقال : من أدخله بطنه النار فأبعده الله. ثم أخذ المعول ، وانحدر فى العين ، وجعل يضرب ، وأبطأ عليه الماء ، فخرج وقد تفضّج (٤) جبينه عرقا ، فانتكف العرق (٥) عن جبينه ، ثم أخذ المعول ، وعاد إلى العين ، فأقبل يضرب فيها ، وجعل يهمهم ، فانثالت كأنّها عنق جزور ، فخرج مسرعا ، وقال (٦) : أشهد الله أنّها صدقة : علىّ بدواة وصحيفة. قال : فعجلت بهما إليه ، فكتب :

بسم الله الرّحمن الرّحيم

هذا ما تصدّق به عبد الله علىّ أمير المؤمنين. تصدّق بالضّيعتين المعروفتين بعين أبى نيزر والبغيبغة ، على فقراء المدينة وابن السبيل ، ليقى الله بهما وجهه حرّ النار يوم القيامة ؛ لا تباعا ولا تورثا (٧) حتّى يرثهما الله ، وهو خير الوارثين ؛ إلّا أن يحتاج إليهما الحسن أو (٨) الحسين ، فهما طلق لهما ، وليس (٩) لأحد غيرهما.

__________________

(١) منهما ساقطة من الكامل.

(٢) ما بين المعقوفين زيادة من كتاب الكامل للمبرد.

(٣) فى الكامل : ثم مسح ندى ذلك الماء.

(٤) كذا فى الكامل بالجيم ، بمعنى سال. وفى الأصول : تفضخ ، بالخاء.

(٥) أزاله.

(٦) فى الكامل : فقال.

(٧) فى الكامل : توهبا ، فى موضع : تورثا.

(٨) أو : كذا فى الكامل. وفى الأصول : (و).

(٩) كذا فى الكامل ، وفى الأصول : ليس ، بدون واو.

٣٠٨

قال [محمد](١) بن هشام :

فركب الحسين دين ، فحمل إليه معاوية بعين أبى نيزر مائتى ألف (٢) ، فأبى أن يبيعها (٣) ، وقال : إنّما تصدّق بها أبى ، ليقى الله بها وجهه حرّ النار (٤).

وذكر الزّبيريّون فى حديث طويل : أن الحسين نحل البغيبغة أمّ كلثوم بنت عبد الله بن جعفر ، حين رغّبها (٥) فى نكاح ابن عمّها القاسم ابن محمد بن جعفر ، وقد خطبها معاوية على ابنه يزيد ؛ فلم تزل هذه الضيعة بأيدى بنى جعفر ، حتّى صار الأمر إلى المأمون ، فعوّضهم منها ، وردّها إلى ما كانت عليه ، وقال : هذه وقف علىّ بن أبى طالب.

وقال السّكونىّ ، بإسناده عن موسى بن إسحاق بن عمارة ، قال : مررنا بالبغيبغة مع محمّد بن عبد الله بن حسن ، وهى عامرة ، فقال : أتعجبون لها ، والله لتموتنّ حتّى لا يبقى فيها خضراء ، ثم لتعيشنّ ، ثم لتموتنّ.

وقال السّكونى فى ذكر مياه ضمرة : كانت البغيبغة وغيقة وأذناب الصفراء مياها لبنى غفار ، من بنى ضمرة.

قال السّكونى : كان العبّاس بن الحسن يكثر صفة ينبع للرشيد ، فقال له يوما : قرّب لى صفتها ، فقال :

يا وادى القصر نعم القصر والوادى

من منزل حاضر إن شئت أو بادى

تلفى قراقيره بالعقر واقفة

والضّبّ والنون والملّاح والحادى (٦)

__________________

(١) محمد : عن الكامل ، وهى ساقطة من الأصول. ولذلك اشتبه الاسم. وهو أبو محلم الشيبانى السعدى اللغوى المحدث توفى سنة ٢٤٥ أو ٢٤٨ ه‍. عن البغية للسيوطى

(٢) زادت ج بعد ألف كلمة : دينار.

(٣) فى الكامل : يبيع.

(٤) زاد الكامل بعد النار : ولست بائعا بشىء.

(٥) فى ق : رغبتها.

(٦) فى ج : والكادى.

٣٠٩

الراء والطاء

الرّطيلاء بضمّ أوله ، وفتح ثانيه ، على لفظ التصغير ، وبناء فعيلاء ، ممدود : موضع معروف.

الراء والعين

الرّعاش بضمّ أوله ، وبالشين المعجمة : موضع من أرض نجران ، ولمّا كتب عمر رضى الله عنه إلى أهل نحران قبل إجلائه لهم ، كتب : من عمر أمير المؤمنين ، إلى أهل رعاش كلّهم.

فإنّى أحمد إليكم الله الذي لا إله إلّا هو.

أمّا بعد ، فإنّكم زعمتم أنكم مسلمون ثم ارتددتم ؛ وإنه (١) من يتب منكم ويصلح لا يضرّه ارتداده ، ومن أبى إلّا النّصرانية ، فإن ذمّتى منه برية ، ممّن وجدناه عشرا تبقى من شهر الصوم بنجران.

الرّعباء بفتح أوله ، وإسكان ثانيه ، وبالباء المعجمة بواحدة ، ممدود : موضع ذكره أبو بكر.

رعبان بفتح (٢) أوّله ، على مثال فعلان : موضع من عمل منبج من الثغور الجزريّة.

رعبل بفتح أوله أيضا ، وزيادة باء معجمة بواحدة بين العين واللام :

__________________

(١) فى ج ، ق : فإنه.

(٢) فى ق : رعبان ، بضم أوله. ولعله تحريف.

٣١٠

موضع بتيماء ، قال أبو (١) الذّيّال اليهودىّ يبكى على (٢) اليهود ، حين أنزل الله بهم بأسه ، وأخرجهم من تيماء :

لم تر عينى مثل يوم رأيته

برعبل ما اخضرّ الأراك وأثمرا

ويروى : ما احمرّ الأراك.

الرّعشاء بالشين المعجمة ، ممدود : موضع ، قال الشاعر :

له نضد بالغور غور تهامة

يجاوب بالرعشاء جونا شاميا (٣)

وهو مذكور فى رسم قمرى.

الرّعل بفتح أوله ، وإسكان ثانيه : موضع قبل واقم ؛ وفيه قتلت بنو حارثة سماكا أبا حضير بن سماك ، وأجلوا حضيرا وقومه عن ديارهم بالرّعل ، فقال حضير يوما : ارفعونى أنظر إلى الرّعل. فقال له إساف بن عدىّ بن زيد بن عدىّ بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج (٤) :

فلا وثياب (٥) خالك لا تراه

سجيس الدّهر ما نطق الحمام

فإنّ الرّعل إذ أسلمتموه

وساحة (٦) واقم منكم حرام

رعم بفتح أوله ، وإسكان ثانيه : بلد مذكور فى رسم الكور ، قال ابن مقبل :

__________________

(١) أبو : ساقطة من ز.

(٢) على : ساقطة من ز.

(٣) فى رسم قمرى : يمانيا ، فى مكان شآميا. والرعشاء : بلدة بالشام.

(٤) كتب بعض قراء النسخة ق بهامشها : أن إساف هذا قائل البيتين أوسى لا خزرجى.

(٥) فى ج : وبنات.

(٦) فى ز : بصاحة.

٣١١

بيض النّعام برعم دون مسكنها

وبالمذانب من طلخام مركوم (١)

وطلخام : بلد فى ذلك الشّق أيضا.

الرّعناء بالنون ، ممدود : اسم من أسماء البصرة.

والرّعن : الأنف النادر من الجبل يستطيل فى الأرض ، وبه سمّيت البصرة ، لأنّها شبّهت برعن الجبل ، قال الفرزدق :

لولا أبو مالك المرجوّ نائله (٢)

ما كانت البصرة الرّعناء لى وطنا

رعين بضم أوله ، على لفظ تصغير رعن : جبل باليمن ، فيه حصن ينسب إليه ملك من ملوكهم ، يقال له ذو رعين.

الراء والغين

الرّغابة بكسر أوله ، وبالباء المعجمة بواحدة : أرض متّصلة بالجرف ، قبل المدينة ، قد تقدّم ذكرها وتحديدها فى رسم النّقيع (٣).

رغاط بضم أوله ، وبالطاء المهملة : موضع أو جبل.

الرّغام بضم (٤) أوله ، على لفظ اسم التراب : موضع دان من بينة المتقدّم ذكرها ، وهو مذكور فى رسم خلص.

__________________

(١) فى معجم البلدان لياقوت : الأنوق ، فى مكان النعام. وبالذنائب : فى مكان بالمذانب.

وطلحام بالحاء المهملة أو بالخاء المعجمة ، تردد فيه البكرى وياقوت كلاهما.

(٢) هذه رواية الجوهرى بخطه. ورواه ابن دريد ، كما فى تاج العروس.

لو لا ابن عتبة عمرو والرجاء له

(٣) فى الأصول : البقيع ، تحريف. وسيأتى النقيع فى موضعه.

(٤) كذا فى جميع الأصول. وهو محرف عن «بفتح» ، لأن الرغام مفتوح الراء.

٣١٢

الراء والفاء

الرّفاهة بضم أوله (١) ، على وزن فعالة : موضع معروف.

رفح بفتح أوله وإسكان ثانيه ، وقد يفتح ، بعده حاء مهملة : موضع بالشام معروف. وفى حديث كعب : إن الله عزّ وجلّ بارك فى الشام من الفرات إلى العريش ، وخصّ بالتقديس من فحص الأردنّ إلى رفح.

قال أبو محمد (٢) : فحص الأردنّ : حيث بسط منها وليّن وكشف ، وذلك كأن الله فعل ذلك بهذا المكان (٣) ، ومنه قيل : فحصت عن الأمر ، أى كشف عنه ، وأفحوص القطاة : : مجثمها ، لأنّها تفحص عنه.

الرّفدة بكسر أوّله ، وإسكان ثانيه ، وبالدال المهملة : ماءة مذكورة فى رسم أبلى.

رفرف بفتح أوله ، وإسكان ثانيه ، بعدهما مثلهما (٤) : تنسب إليه دارة رفرف ، وقد تقدّم ذكره (٥) فى حرف الدال.

الرّفيق بفتح أوله ، على لفظ المرافق : موضع تلقاء البردان المتقدّم ذكره (٦) ؛ قال بشار :

لمّا طلعن من الرّفيق علىّ فى البردان خمسا

__________________

(١) بضم أوله : ساقطة من ز.

(٢) هو ابن قتيبة ، كما فى هامش ق.

(٣) العبارة من أول وذلك : لم ترد إلا فى هامش ق ، ولكنها ملحقة بالمتن ، ويظهر أنها من تتمة كلام ابن قتيبة.

(٤) فى ج بعد مثلهما : موضع.

(٥) فى ج : ذكرها.

(٦) فى ج : ذكرها.

٣١٣

الراء والقاف

الرّقاش بفتح أوله ، وبالشين المعجمة : بلد ؛ أنشد قاسم بن ثابت :

ألا ليت شعرى هل ترودنّ (١) ناقتى

بحزم الرّقاش فى متال (٢) هو امل

هنالك لا أملى لها القيد بالضّحى

ولست (٣) إذا راحت علىّ بعاقل

قال قاسم : الرّقاش بلده (٤) ، الذي فيه أهله. يقول : لا أطيل لها القيد ، ولا أعقلها ، لأنّها تصير إلى ألّافها من الإبل ، فتقرّ.

وقد ورد هذا الاسم فى شعر يزيد بن الطّثريّة مثنّى ، قال يزيد :

أمن أجل دار بالرّقاشين أعصفت

عليها رياح الصيف بدءا ورجّعا

الرّقاع بكسر أوله ، على لفظ جمع رقعة : اسم (٥) موضع ، إليه تنسب قندة الرّقاع (٦) ، وهو ضرب من التّمر يحلى به السّويق ، فيفوق موقع (٧) السّكر.

فأمّا ذات الرّقاع ، وهى إحدى غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاختلف العلماء فى معنى تسميتها ، فقال بعض أهل العلم : التقى القوم فى أسفل أكمة ذات ألوان ، فهى ذات الرّقاع. وقال محمّد بن جرير : ذات الرقاع من نخل. قال : والجبل الذي سمّيت البقعة (٨) به ذات الرقاع : هو (٩) جبل فيه

__________________

(١) أى تسرح وترعى. وفى ج : تردون.

(٢) فى ج : مثال ، بالثاء المثلثة ، تحريف ، والمتالى ، جمع متلوة ، وهى التى يتلوها أولادها.

(٣) فى ز : وليست.

(٤) فى ج : بلد.

(٥) فى ج : السهم ، فى مكان : اسم.

(٦) فى ق : البقاع ، سهو من الكاتب.

(٧) فى ج : فيكون موضع. وفى ق : فيفوق موضع.

(٨) فى ج : هذه البقعة.

(٩) فى ق : وهو. والواو زائده من الكاتب.

٣١٤

بياض وسواد (١). قال ابن إسحاق : ويقال : ذات الرقاع شجرة بذلك الموضع. وقيل : بل تقطّعت راياتهم فرقعت ، فلذلك سمّيت ذات الرقاع. وقال غيره : وقيل بل كانت راياتهم ملونة الرقاع. والصحيح فى هذا ما رواه البخارىّ من طريق يزيد بن عبد الله بن أبى بردة ، عن أبى بردة ، عن أبى موسى ، قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزاة (٢) ، ونحن ستّة نفر ، بيننا بعير نعتقبه (٣) ، فنقبت أقدامنا ، ونقبت قدماى ، وسقطت أظفارى ، فكنّا نلفّ على أرجلنا الرّقاع ، فسمّيت غزوة ذات الرقاع ، لما كنّا نعصب أرجلنا من الخرق. وقال جابر : صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف فى غزوة ذات الرقاع ؛ قال : خرج إلى ذات الرقاع من نخل ، فلقى جمعا من غطفان ، من محارب بن خصفة ، فلم يكن قتال ، وأخاف الناس بعضهم بعضا ، فصلّى بهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف.

قال البخارىّ : وقال ابن عبّاس صلّى بهم صلاة الخوف بذى قرد.

رقد بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، وبالدال المهملة : جبل لبنى أسد ، وراء إمرة (٤) ، قال ابن مقبل :

وأظهر من غلّان رقد وسيله

علاجيم لا ضحل ولا متضحضح (٥)

وقال أبو حاتم : ورقد : جبل بحذاء الناجية ، لبنى وهب بن أعيا ، قال أوس ابن حجر :

حتّى إذا رقد تنكّب عنهما

رجعت وقد كاد الخلاج يلين

__________________

(١) زادت ج : وحمرة.

(٢) فى ج : غزوة.

(٣) فى ز : نعتقب.

(٤) فى ز : حرة ، تحريف.

(٥) أى قليل. وفى ز : متطحطح. وهو المتفرق.

٣١٥

وقد تقدّم ذكره فى رسم ديمات ، وسيأتى إثر هذا فى رسم الرّسيس (١).

الرّقعة على لفظ رقعة الثّوب (٢). قال ابن إسحاق : الرّقعة : من الشّقّة ، شقّة بنى عذرة بها مسجد صلّى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيره إلى تبوك.

هكذا ورد فى المغازى ، وأنا أخشى أن تكون الرّقمة بالميم.

الرّقّة : مدينة (٣) بالعراق معلومة.

وكل أرض إلى جانب واد ينبسط عليها الماء أيام المدّ ، ثم ينحسر عنها ، فتكون مكرمة للنبات ، فهى رقّة ؛ وبذلك سمّيت المدينة.

الرّقم بفتح أوّله وثانيه : موضع بالحجاز ، قبل يأجح ، قريب من وادى القرى ، كانت فيه وقعة لغطفان على عامر ، قال الراجز :

يا لعنة الله على أهل الرّقم

أهل الوقير والحمير والخزم (٤)

وهو مذكور فى رسم البثاءة ، فيما مضى من الكتاب ، وسيأتى أيضا فى رسم زهمان. وفى هذا اليوم فرّ عامر بن الطّفيل عن أخيه الحكم ، فخنق نفسه الحكم (٥) خوف المثلة. وفى ذلك يقول عروة بن الورد :

عجبت لهم إذ يخنقون نفوسهم (٦)

ومقتلهم تحت الوغى كان أعذرا

فهو يوم الرّقم ، ويوم يأجج.

__________________

(١) مضى رسم الرسيس فى صفحة ٦٥٢ من طبعتنا هذه.

(٢) ضبطها ياقوت فى المعجم : بفتح الراء. وأما الرقعة بالضم فموضع باليمامة.

(٣) مدينة : ساقطة من ز ، ق. وسيأتى فى عبارته التصريح بها.

(٤) كذا فى ق. والوقير : الغنم. والخزم : البقر ، بلغة هذيل ، الواحدة : خزومة.

وفى ج : والخدم. وفى ز : والحزم. والرجز لابن دارة ، كما فى اللسان.

(٥) الحكم : مذكورة بعد نفسه فى ج.

(٦) رواية الشطر الأول فى ز :

عجبت لكم إذ تخنقون نفوسكم

٣١٦

الرّقمة على الإفراد : موضع مذكور فى رسم ذى طلوح.

الرّقمتان بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، تثنية رقمة : رقمتا فلج ، وهما خبروان : خبراء ماويّة ، وخبراء البيسوعة ، وهى أضخمها (١) قال مالك ابن الرّيب :

فلله درّى يوم أترك طائعا

بنىّ بأعلى الرّقمتين وماليا

وقال زهير :

ودار لها بالرّقمتين كأنّها

مراجع (٢) وشم فى نواشر معصم.

وقد ذكرته فى رسم فدك. وقال ابن دريد : الرقمتان : هذا الموضع الذي ذكر (٣) زهير. والرقمتان : روضتان : إحداهما قريب من البصرة ، والأخرى بنجد وقال قوم من أهل اللّغة : بل كلّ روضة رقمة. وقال أبو سعيد : الرقمتان اللتان عنى زهير : إحداهما قرب المدينة ؛ والأخرى قرب البصرة. وإنّما أراد أنّها صارت ما بينهما حيث انتجعت. وقال فى موضع آخر : إحداهما قرب المدينة ، والأخرى موضع عندهم (٤) بالبادية ، وأنشد لرؤبة :

كأنّهنّ والتّنائى يسلى (٥)

بالرّقمتين قطع من سحل

وقال أبو حاتم : الرّقمتان فى أطراف اليمامة ، من بلاد بنى تميم ، مما (٦) يلى مهبّ الشمال. وورد فى شعر أبى (٧) صخر : الرّقم ، مفردا غير مؤنّث ، وهو يريد إحدى الرقمتين. وانظره فى رسم جابة المتقدم ذكره (٨).

__________________

(١) كذا فى الأصول. والصواب : أضخمهما.

(٢) فى ج : مراجيع.

(٣) فى ج : ذكره.

(٤) عندهم : ساقطة من ج

(٥) فى ج ، ق : يعلى ، تحريف.

(٦) فى ج : فما ، تحريف.

(٧) فى ج ، ق : ابن. تحريف.

(٨) فى ج : المتقدمة ذكرها. وانظره فيما مضى صفحة ٢٥٥.

٣١٧

الرّقيعىّ (١) بضمّ أوّله ، ماء بين مكّة والبصرة ، لرجل من بنى (٢) تميم يعرف بابن رقيع ، قال الراجز :

ما شربت بعد قليب القربق

من شربة غير النّجاء الأدفق

يا ابن رقيع هل لها من مغبق

الرّقىّ بضمّ أوّله ، وفتح ثانيه ، وتشديد الياء أخت الواو : موضع معروف بديار بنى عقيل ، قالت ليلى :

فآنست خيلا بالرّقىّ مغيرة

سوابقها مثل القطا المتواتر

هكذا وقع فى شعر ليلى ، وصحّت به الرواية ؛ وكذلك ورد فى شعر ابن مقبل :

حتّى إذا بلغت حوالب راكس

ولها بصحراء الرّقىّ توالى

قال أبو حاتم : الرّقىّ : أقرن صغار ، جمع قرن ، إلى جنب راكس. والحوالب : متحلّب الماء.

ووقع فى شعر أوس بن حجر «الرّقىّ» ، بفتح أوّله ، وكسر ثانيه ، وصحّت به الرواية ، وهو قوله :

وما خفت أن تبلى نصيحة بيننا

بهضب القليب فالرّقىّ فعيهم

الراء والكاف

الرّكاء بفتح أوّله ، ممدود ، على بناء فعال : واد بسرّة نجد ؛ قال لبيد :

__________________

(١) فى هامش ق : قال هشام بن الكلبى رحمه الله فى جمهرة النسب له : «ومن بنى عدى ابن جندب بن العنبر ، خالد بن ربيعة بن رقيع بن سلمة بن محلم بن صلاءة بن عبدة ابن عدى بن جندب بن العنبر ، الذي ينسب إليه الرقيعى ، الماء الذي بطريق مكة إلى البصرة. وكان ربيعة بن رقيع أحد المنادين من وراء الحجرات». وضبطه بعضهم بالفاء بدل القاف.

(٢) بنى : ساقطة من ج ، ق.

٣١٨

لاقى البدىّ الكلاب فاعتلجا

سيل أتيّيهما (١) لمن غلبا

فدعدعا سرّة الرّكاء كما

دعدع ساقى الأعاجم الغربا

البدىّ والكلاب : واديان يصبّان فى الرّكاء. وقالت ليلى الأخيليّة :

نظرت ودونى من عماية منكب

ببطن الرّكاء أىّ نظرة ناظر

وهى كلّها فى ديار بنى عقيل. وقال ابن مقبل :

هل أنت محيّى الركب أم أنت سائله

بحيث هراقت بالرّكاء مسايله

ركبة بضمّ أوله على لفظ ركبة الساق.

قال (٢) الزّبير : ركبة لبنى ضمرة ، كانوا يجلسون إليها فى الصيف ، ويغورون إلى تهامة فى الشتاء ، بذات نكيف.

وقال أبو داود فى كتاب الشّهادات : ركبة : موضع بالطائف. قال غيره : على طريق الناس من مكّة إلى الطائف. وروى مالك فى الموطأ : أن عمر ابن الخطّاب رضى الله عنه قال : لبيت بركبة أحبّ إلىّ من عشرة أبيات بالشام. وروى الحربىّ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعث جيشا إلى بنى العنبر ، فوجدوهم بركبة من ناحية الطائف. قال : وفى رواية بذات الشّقوق فوق النّباج ، ولم يسمعوا لهم أذانا عند الصّبح ، فاستاقوهم (٣) إلى نبى الله صلى الله عليه وسلم. قال الزّنيب ، ويقال الزّبيب (٤) بن ثعلبة العنبرىّ :

__________________

(١) فى ج : «أيتهما».

(٢) فى ج : وقال».

(٣) فى ج : «فساقوهم».

(٤) فى ج : «قال الربيب ويقال الرنيب». وهما تحريف. قال ابن حجر فى الإصابة : وهو (الزبيب) بموحدتين ، مصغر عند الأكثر ، وخالفهم العسكرى فجعل الموحدة الأول نونا.

٣١٩

فركبت بكرة لى ، فسبقتهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذكر باقى الحديث ، خبرا فيه طول.

وركبة : مذكورة أيضا فى رسم عكاظ.

قال أبو عبيدة : وكان ينزلها زهير بن جذيمة العبسى ، وهناك وافاه بنو عامر على غرّة فتدثّر القعساء فرسه معلوّطها (١) ، فأدركوه بالنّفراوات ، فقتله خالد بن جعفر ، ضربه على دماغه ، فاستنقذه ابناه ورقاء والحارث ابنا زهير مرتثّا ، ومات بعد ثالثة. وفى ذلك يقول ورقاء :

رأيت زهير تحت كلكل خالد

فأقبلت أسعى كالعجول أبادر

وقيل إن الذي ضربه حندج بن البكاّء ، وخالد قد قلبه واعتقله ، فكشف حندج المغفر عن رأسه ، وينادى (٢) يال عامر ، اقتلونا جميعا.

وكان سير بنى عامر إلى ركبة من دمخ ، وبينهما ليلتان. وقال أبو حيّة النّميرىّ : بل كان بنو عامر بدمخ ، وزهير نازل بالنّفراوات ، وأدركوه بالرّميثة. وشاهد هذا القول مذكور فى رسم الرّميثة إثر هذا.

ركّ بفتح أوّله ، وتشديد ثانيه : اسم ماء قد تقدّم ذكره فى رسم أسنمة.

ركوبة بفتح أوّله ، على لفظ الركوبة من الدّوات ، وهى ثنيّة معروفة ، صعبة المركب ، وبها يضرب المثل : «كر فى ركوبة أعسر» ، قال بشر :

هى الهمّ لو أنّ النّوى أصقبت بها

ولكنّ كرّا فى ركوبة أعسر (٣)

وهى التى سلكها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك ، وفيها حدا ذو البجادين به حين قال يخاطب ناقته :

__________________

(١) القعساء : فرسه. وتدثرها : وثب عليها وركبها. واعلوطها ركبها عريا ، أو بلا خطام.

(٢) فى ج : «وتنادى».

(٣) أصقبت بها : والكر : الرجوع.

٣٢٠