معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع - ج ٢

أبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي

معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع - ج ٢

المؤلف:

أبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي


المحقق: مصطفى السقا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: عالم الكتب
الطبعة: ٣
الصفحات: ٣٥٧

دفن فيه عثمان رضى الله عنه ، فانظره (١) فى رسم كوكب. والحشّ : البستان ، وكوكب الذي أضيف إليه : رجل من الأنصار ، وقيل من اليمن (٢). ولمّا ظهر معاوية هدم حائطه ، وأفضى به إلى البقيع. وكان عثمان يمرّ بحشّ كوكب ويقول : يدفن هنا (٣) رجل صالح. وقال ابن أبى خيثمة : كان عثمان قد اشترى حشّ كوكب ، ووسّع به البقيع ، فكان أوّل من دفن فيه ، وغبى (٤) قبره.

الحشيف بضمّ أوّله ، وبالفاء فى آخره ، على لفظ التصغير : موضع مذكور فى رسم الحوب ، فانظره هناك.

الحاء والصاد

الحصاب بكسر أوّله : لغة فى المحصّب ؛ قال عمر بن أبى ربيعة :

وعرفت أن ستكون دارا غربة

منها إذا جاوزت أهل حصاب

ذو الحصحاص بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعد هما مثلهما ، وهو موضع بالحجاز ، قال شاعر حجازى :

ألا ليت شعرى هل تغيّر بعدنا

ظباء بذى الحصحاص نجل عيونها

ولى كبد مقروحة قد بدا بها

صدوع الهوى لو كان قين يقيها

هكذا رواه إسماعيل بن القاسم فى كتاب إصلاح المنطق ، ورواه أحمد بن يحيى : «ظباء بذى الحصاص» بتشديد الصاد الأولى وطرح الحاء الثانية.

__________________

(١) ج ، ق : وانظره.

(٢) فى ج ، ق : اليهود.

(٣) فى ج : هاهتا.

(٤) أى خفى. وفى ق : غمى بالميم ، ولعلها مشددة ، وهو بمعناه.

١٠١

الحصر بفتح أوّله وثانيه ، وبالراء المهملة (١) أيضا : موضع مذكور فى رسم الوقبى.

حصن منصور : كورة من كور ديار مضر معروفة ، وهى من الجزيرة.

(٢) مقبرة ابن حصن بالبصرة ، والعامّة تقول مقبرة بنى حصن ، وهو خطأ (٣) ؛ إنّما كان عبد الله بن حصن على شرطة زياد وابنه ، فكان يجلس هناك ، فنسبت إليه.

حصنان تثنية حصن : موضع معروف ، محدّد فى رسم الثعلبيّة ، والنسب إليه حصنىّ ، كرهوا ترادف النونين ؛ وقال عبد الله بن سبرة الحرشىّ :

أو جرمقيّان باتا يرطنان له

أدنى ديارهما الحصنان أو بلد

قال ابن الأعرابى : بلد : هذه المعروفة.

حصيد بفتح أوّله ، وكسر ثانيه ، وبالياء والدال المهملة : موضع مذكور فى رسم الأمرار ، وفى رسم تبل المتقدّم ذكرهما. قال أبو زبيد :

بما قد (٤) أرى منهم حصيدا مكلّلا

بحىّ حلال ذى دروء (٥) وسامر

وقد رأيت من يرويه «خضيدا» فى هذا البيت بالخاء والضاد المعجمتين ، ولعلّه موضع آخر فى بلاد طيّىء.

__________________

(١) المهملة ساقطة من ج ، س.

(٢) كذا فى ز ، ج. وفى ق قبل كلمة مقبر : والحصاب. وفى س : ذكر مقبرة ابن حصن فى آخر رسم الحصاب ، ولم يجعل لها ترجمة بخط كبير كعادته.

(٣) «وهو خطأ» : العبارة ساقطة من ج.

(٤) قد : ساقطة من ج

(٥) كذا فى الأصول. والدروء : الخروج فجأة ؛ والمراد الشجاعة. وفى ج وحدها : رواء

١٠٢

حصير بفتح أوله ، وكسر ثانيه ، بعده ياء وراء مهملة : أرض من ديار بنى سعد ، أو غيرهم من بنى تميم ، باليمامة ، قال توبة بن الحميّر :

عفت نوبة من أهلها فستورها

فذات الصّفيح المنتضى فحصيرها

وقد تقدّم ذكره فى رسم الأدمى ، وفى رسم النّقيع (١) ، وسيأتى ذكره فى رسم المسهّر ، وذكر هناك أنّه واد.

الحاء والضاد

الحضر بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، وبالراء المهملة ، حصن. قال الهمدانى : هو بجبال تكريت ، بين دجلة والفرات ، كان صاحبه ملكا من العجم ، يقال له السّاطرون ، قال المسيّب بن علس :

وإليك أعملت المطيّة من

سفلى العراق وأنت بالحضر

ويروى : «وأنت بالقهر» ، وهو أصحّ ، لأنّ القهر باليمن ، وهو يمدح بهذا الشعر قيس بن معدى كرب ، وإنّما يصحّ الحضر فى قوله قبل هذا :

وجناه من أفق فأورده

سهل العراق وكان بالحضر

وقال ذو الرّمّة :

أتعرف رسما بين وهبين والحضر

لمىّ كأنيار المفوّفة الخضر

ويروى :

أتعرف أطلالا بوهبين فالحضر

وقال أبو دواد (٢) يذكر صاحب الحضر :

__________________

(١) فى ج ، س ، ز : البقيع ، وهو خطأ من المؤلف. وسيأتى ذكره فى النقيع ، بالنون.

(٢) فى ج ، ق : داود ، تحريف.

١٠٣

وأرى الموت قد تدلّى من الحضر على ربّ أهله السّاطرون وقال أبو غسّان : راذان والحضر : موضعان بالجزيرة أو قريب منها ؛ وأنشد للأخطل :

ألم تعلموا أنّ الأراقم فلّقوا

جماجم قيس بين راذان والحضر

وقال أيضا :

عفا دير ليّى من أميمة فالحضر

فأقفر إلّا أن ينيخ به سفر

وقال البريق الهذلىّ ، وكان هاجر أهله إلى مصر :

ألم تسل عن ليلى وقد نفد العمر

وقد أقفرت منها الموازج فالحضر

وقد هاجنى منها بوعساء قرمد

وأجزاع ذى اللهباء منزلة قفر

هكذا رواه أبو علىّ القالىّ عن ابن دريد «الموازج» بفتح الميم. ورواه السّكّرى : «الموازج» ، بضمّها. قال أبو الفتح : الموازج : فواعل ، من مزجت ، مثل عوارض ودواسر. قال : ويجوز أن يكون من الأزج ، فهو مفاعل ، خفّفت همزته ، فجعلت واوا ؛ قال العجّاج:

عنس تخال خلفها المفرّجا

تشييد بنيان يعالى أزجا

وروى السّكّرى «بوعساء فروع» وقال عدىّ بن زيد :

وأخو الحضر إذ بناه وإذ دجلة تجبى إليه والخابور وقال الكلبى : أخو الحضر : الضّيزن النّخعىّ ، ملك الجزيرة ، وقد نال ملكه الشام ، فالحضر لا شكّ من الجزيرة. وتصحيح ذلك أيضا قول الأوّل :

أقفر الحضر من نضيرة فالمر

باع منها فجانب الثّرثار

والنّضيرة : بنت الضّيزن ، ولها خبر يطول ذكره. والحضر : على نهر الثّرثار ،

١٠٤

ومن الثّرثار دلّت النضيرة سابور على مدخل الحضر.

حضر موت : باليمن معلومة قال السّكّرى : لغة هذيل حضرموت ، بضمّ الميم ، وأنشد لأبى صخر :

حدت مزنة من حضر موت مريّة

ضجوج له منها مدرّ وحالب

قال أبو الفتح : لمّا رأى من لغته ضمّ الميم أنه اسم علم ، وأنّ الاسمين قد ركبّا معا ، تمّم (١) الشبه بضم الميم ، ليكون على وزن عضر فوط. قال : فإذا اعتقدت هذا ، ذهبت فى ترك صرفه إلى التعريف وتأنيث البلدة.

حضن بفتح أوّله وثانيه : وبالنون. جبل فى ديار (٢) بنى عامر ، يقال فى المثل : «أنجد من رأى حضنا». فمن أقبل منه فقد أنجد ، ومن خلّفه فقد أتهم ؛ قال التلمّس :

إنّ العلاف ومن باللّوذ من حضن

لمّا رأوا أنّه دين خلابيس

خلابيس : جمع لا واحد له. والدّين : الطاعة. يريد لما رأوا أنه على غير الاستقامة والقصد. وقال آخر :

حلّت سليمى بذات الجزع من عدن

وحل أهلك بطن الحنو من حضن

حضور بفتح أوّله ، وبالراء المهملة ، على وزن فعول : موضع باليمن ، ذكر الكلبىّ أن شعيب بن ذى مهدم النّبيّ ، وليس بشعيب موسى ، بعثه الله إلى أهل حضور فقتلوه ، فسلّط الله عليهم بخت نصّر ، وهو الذي ذكره (٣) فى التنزيل (فلمّا أحسّوا بأسنا إذا هم منها يركضون) إلى قوله : (حصيدا

__________________

(١) فى ج : تم.

(٢) فى ز : بلاد.

(٣) فى ج : ذكر ، بدون الضمير.

١٠٥

خامدين). وفى الحديث : (كفّن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ثوبين حضوريّين). ويروى : (فى ثوبين سحولنيّين). قال الهمدانى : سمّى هذا البلد بحضور بن عدىّ بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة ، وهو سما الأصغر قال : ومسجد شعيب فى رأس جبل حضور ، وفيه معين ماء ، وهو جبل كثير البركة ، لا يزال متعصّبا بالغمام ، ويسمّى الأخضر لخصبه ، وليس فيه ولا بقربه (١) هامّة من الهوامّ. قال : والجبال المقدّسة من اليمن حضور ، وضين ، ورأس هنّوم ، ورأس يعكر ، ورأس صبر. قال : وفى رءوس هذه الجبال مساند.

الحاء والفاء

حفائل على لفظ الذي قبله (٢) ، إلّا أنّه مضموم الأوّل ، لا تدخله الألف واللام : أرض فى ديار هذيل ، قال أبو ذؤيب :

 تأبط نعليه وشقّ بريرة

وقال أليس القوم دون حفائل

يعنى أن غزوهم قريب. قال أبو الفتح : ويقال : حفايل ، بفتح الحاء ؛ من ضمّها همز الياء البتّة ، ليس فى الكلام فعائل إلّا مهموزا ؛ ومن فتحها احتمل الهمز والياء ، على ما تقدم فى الرسم قبله.

الحفائل : موضع معروف فى شقّ هذيل ، قال عبد مناف بن ربع :

ألا ليت جيش العير لا قوا كتيبة

ثلاثين منّا صرع ذات الحفائل

صرع : أى ناحية ، والصّرعان : الناحيتان. قال أبو الفتح : الحفائل :

__________________

(١) كذا فى ز ، ق. وفى س : تقربه. وفى ج : فى قربه.

(٢) الذي قبله فى ترتيب المؤلف : «الحفائل»

١٠٦

واد ، فإن كان جمع حفيلة ، فهو مهموز ؛ وإن كان جمع حفيل مثل عثير ، فهو غير مهموز.

حفاف بكسر أوّله ، على لفظ حفاف الشّعر : موضع قد تقدّم ذكره فى رسم جفاف ؛ قال خفاف بن ندبة السّلمىّ ، يرثى صخر بن عمرو وغيره من قومه :

وميت بالحفاف أثلّ عرشى

كصخر أو كعمرو أو كبشر

وآخر بالنّواصف من هدام

فقد أودى لعمر أبيك صبرى

فلم أر مثلهم حيّا لقاحا

أقاموا بين قاصية وحجر

الحفر بفتح أوّله وثانيه ، وبالراء المهملة : موضع بالبصرة. وهو حفر أبى موسى ، بين فلج وفليج ، وهو على خمس مراحل من البصرة.

حفر بنى الأدرم ، على مثل لفظه : ماء محدّد فى رسم ضريّة.

وفى شعر ذى الرّمّة : الحفر : موضعان ، حفر بنى سعد ، وحفر الرّباب ، بينهما مسيرة ليلة ، قال ذو الرّمّة :

غرّاء آنسة تبدو بمعقلة

إلى سويقة حتّى تحضر الحفرا

وقال عمارة : الحفر والمرّوت : منازل التّيم من بنى تميم.

والحفر أيضا : خندق حفره كسرى ، بين دجلة والفرات ، قال الأخطل :

حتّى إذا قلت ورّكن القصيم وقد

شارفن أو قلن هذا الخندق الحفر

حفل بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه : موضع فى ديار طيّىء ، قال حاتم :

أيها الموعدىّ أنّ لبونى

بين حفل وبين هضب الرّباب

١٠٧

وقال نصيب :

ما جاوزت ناقتى حفلا ولا سلكت

على المجاز ولا جازت بى الهدما

حفن بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعده نون : قرية من بعض كور مصر ، منها كانت مارية سرّيّة النّبيّ صلّى الله عليه وسلم ، أمّ ابنه إبراهيم.

الحفياء بفتح أوّله ، وبالياء أخت الواو ممدود ، على مثال علياء ، وهو موضع قرب المدينة ، وقد تقدّم تحديده فى رسم النقيع (١).

روى مالك عن نافع ، عن ابن عمر ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل التى أضمرت من الحفياء ، وكان أمدها ثنيّة الوداع ، وسابق بين الخيل التى لم تضمر من الثنيّة إلى مسجد بنى زريق ؛ وأنّ عبد الله بن عمر كان ممّن سابق بها.

وبين الحفياء وثنتيه الوداع ستّة أميال.

حفير على لفظ الذي قبله (٢) ، إلّا أنّه معروفة لا تدخله الألف واللام : موضع معروف بالحيرة ، قال الشاعر :

لمن النار أوقدت بحفير

لم تضىء غير مصطل مقرور

وقال الأخطل :

عفا ممّن عهدت به حفير

فأجبال السّيالى فالعوير

السّيالى ، جمع سيلى : موضع قد حددته فى بابه (٣) ، وكذلك العوير. وقال عدىّ بن زيد :

__________________

(١) فى الأصول : البقيع ، وهو خطأ من المؤلف. إنما هو النقيع ، بالنون ، وسيأتى.

(٢) الذي قبله فى ترتيب المؤلف : «الحفير» ، بفتح الحاء.

(٣) فى ج ، س : موضعه : مكان «بابه».

١٠٨

قد أرانا وأهلنا بحفير

نحسب الدهر والسنين شهورا

وانظره فى رسم المروراة.

الحفير بفتح أوّله ، على وزن فعيل : هو حفير زياد ، فى أقصى حدود البصرة ، قال الفرزدق :

وما ذا عسى الحجّاج يبلغ جهده

إذا نحن جاوزنا حفير زياد

وربّما سمّوه نقب زياد ، قال جبيهاء الأشجعىّ :

ترامى به نفبا زياد كما ارتمت

مخارم ذى فلج بأورق صادر

ثنّاه مع ما يليه ، كما قال الفرزدق :

عشيّة سال المربدان كلاهما

الحفير بلفظ التصغير : ماء لبنى العنبر ، على خمس مراحل من البصرة ؛ قال الفرزدق:

وكنت أرجّى (١) الشّكر منه إذا أتى

ذوى الشّاء من أهل الحفير وداسم

داسم (٢) : موضع هناك أيضا.

الحاء والقاف

حقاء بكسر أوّله ممدود ، على مثال رعاء : موضع مذكور فى رسم القهر. هكذا ذكره أبو بكر بكسر أوله ؛ وورد فى شعر ابن أحمر حقاء ، بضمّ أوله ، وثبتت به الرواية عن أبى علىّ ، على ما ذكرته فى رسم القهر ، ولم يذكره أبو على فى الممدود.

__________________

(١) فى ج : أرخى.

(٢) فى ج : وداسم ، بواو قبل الكلمة.

١٠٩

الحقاب بكسر أوّله ، وبالباء المعجمة بواحدة : موضع قد تقدم ذكره فى رسم تيماء ، أنشد أبو بكر :

[قد قلت لمّا جدّت العقاب]

(١)

وضمّها والبدن الحقاب

جدّى لكلّ عامل ثواب

الرأس والأكرع والإهاب

وقال أبو علىّ : الحقاب جبل.

حقال بكسر أوّله : موضع ذكره ابن دريد.

حقل عنمة بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه. موضع باليمن (٢). وانظره فى رسم عنمة.

الحقول بضمّ أوله ، كأنّه جمع حقل : موضع قد تقدم ذكره فى رسم الجفول.

حقيل بفتح أوّله ، على وزن فعيل : أرض محدّدة فى رسم قدس ، قال الراعى :

وأفضن بعد كظومهنّ بحرّة

من ذى الأبارق إذ رعين حقيلا

ورواه أبو حاتم «من ذى الأباطح» ، قال : وهو واد فى ديار بنى عامر ، وانظره فى رسم النّميرة.

__________________

(١) هذا البيت : زيادة عن ج وحدها.

(٢) فى ج بعد قوله «باليمن» : معروف.

١١٠

الحاء واللام

الحلاءة بكسر أوّله والمدّ ، على وزن فعالة : موضع بالسّراة ، قال صخر الغىّ :

كأنّى أراه بالحلاءة شاتيا

تقشّر أعلى أنفه أمّ مرزم (١)

حلبان بضم أوّله وثانيه ، بعده باء معجمة بواحدة : مدينة باليمن ، فى سافلة حضور ، قال المخبّل السعدىّ يفخر بنصرتهم أبرهة بن الصّبّاح ملك اليمن ، وكانت خندف حاشيته :

ضربوا لأبرهة الأمور محلّها

حلبان فانطلقوا مع الأقوال

ومحرّق والحارثان كلاهما

شركاؤنا فى الصّهر والأموال

وقال الهمدانى فى موضع آخر : حلبان من أرض الأحروج (٢) ، بين حضور وحدان(٣).

حلحل بفتح أوّله وإسكان ثانيه ، بعده حاء مهملة ولام أيضا : موضع ذكره ابن دريد.

الحلّة بفتح أوّله ، وتشديد ثانيه ؛ وهو موضع حزن وصخور ، متّصل برمل فى بلاد بنى ضبّة. وهو مذكور فى رسم فلج : وقال بعض بنى أمية (٤).

حلّت تماضر غربة فاحتلّت

فلجا وأهلك باللّوى فالحلّت

والحلّة : موضع آخر بالشام ، مذكور فى رسم الشّراة.

__________________

(١) أم مرزم : ريح الشمال الباردة ، فى لغة هذيل. (انظر معجم البلدان).

(٢) فى ج : الأخروج بالخاء المعجمة.

(٣) فى ج : وحراز.

(٤) فى ج : ضبة.

١١١

حلّيت أوّله مكسور ، وثانيه مكسور أيضا مشدد ، بعده الياء أخت الواو ، ثم التاء المعجمة (١) باثنتين من فوقها : موضع فى ديار بنى عامر ، وقد حددته فى رسم ضريّة بأتمّ من هذا. وذكر السّكونى هناك أنه جبل ، قال عامر بن الطّفيل وراهن على فرس له يسمّى الكليب فسبق :

أظنّ الكليب خاننى أو ظلمته

ببرقة حلّيت وما كان خائنا

وقال امرؤ القيس :

فغول فحلّيت فنفء فمنعج

إلى عاقل فالجبّ ذى الأمرات

وقد تقدّم إنشاده فى رسم البكرات. هكذا صحّت الروايات ، واتّفقت فى هذين الشعرين : «حلّيت» كما قيدناه ؛ وكذلك رواه السّكّرى فى شعر أبى ضبّ اللّحيانىّ (٢) ، وذكر يوم الحلّيت ، قال : ويقال الحليت. وأنشد فيه لأبى ضبّ :

وأخذت بزّى فاتّبعت عدوّكم

والقوم دونهم الحليت فأرثد

قال : وأرثد لضمرة خاصّة ، وقد تقدّم ذكر ذلك ؛ ووقع هذا الاسم فى الجهرة حليب ، بالباء المعجمة بواحدة ، ولم أره لغير ابن دريد.

حلملم بفتح أوّله وثانيه : بلد باليمن ، نزله حلملم بن الهميسع بن حمير ، فسمّى به.

الحلوى قال الهمدانىّ : الحلوى : من بلد سفيان بن أرحب ، من همدان (٣) ، وهناك عداينو الأصيد بن سلمان (٤) على عمرو بن معدى كرب ، فأخذوا فرسه ولأمته ، فقال عمرو :

يا بنى الأصيد ردّوا فرسى

إنّما يفعل هذا بالذليل

__________________

(١) فى ج تاء معجمة.

(٢) فى معجم البلدان : الهذلى

(٣) فى ز : بن همدان.

(٤) فى ج : سليمان.

١١٢

حلوان بضمّ أوّله ، وإسكان ثانيه ، قال الجرجانىّ : سمّيت بذلك لأنّ معناه حافظ حدّ السّهل ، لأنّ حلوان أوّل العراق ، وآخر حدّ الجبل. وقال محمد بن سهل : سمّيت بحلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة ؛ والأوّل هو الصحيح.

حلية بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، وبالياء أخت الواو ، والهاء أجمة باليمن معروفة ، وهى مأسدة ، قال كثيّر (١) :

كأنّهم آساد حلية أصبحت

خوادر تحمى الخلّ ممّن دنا لها

وقال الهذلىّ :

كأنّما أبطنت أحشاؤها قصبا

من بطن حلية لا رطبا ولا نقدا

وحلية : موضع آخر فى بلاد بنى تميم ، قد تقدّم ذكره والشاهد عليه عند ذكر البعوضة.

حليف بفتح أوله ، وكسر ثانيه ، بعده ياء : جبل مذكور فى رسم ذيالة ، وورد فى شعر دريد بن الصّمّة : حليف ، على لفظ التصغير ، وصحّت به الرواية ، قال دريد بن الصّمّة :

فجزع الحليف إلى واسط

فذلك مبدى وذا محضر

وانظره فى رسم سويقة. وقال ابن السّكّيت ، ونقلته من خطّه : ذيالة : قنّة من قنن الحرّة ، تناغى حليفا ، وهو الذي أراد دريد لا شكّ فيه.

الحليف على لفظ الذي قبله (٢) دون هاء. موضع آخر قد حددته فى رسم

__________________

(١) قال كثير : ساقطة من ز ، ق. وكثير وحدها : ساقطة من س.

(٢) قبله فى ترتيب المؤلف رسم ذى الحليفة.

١١٣

سويقة ، وورد فى شعر الشّمّاخ ذو الحليف ، فلا أعلم أىّ الموضعين أراد ، قال :

وودّعت علسا لاقى مناسمنا

لذى (١) الحليف وداع المبغض القالى

ذو الحليفة تصغير حلفة ، وهى ماءة بين بنى جشم بن (٢) بكر بن هوازن ، وبين بنى خفاجة العقيليّين ، رهط توبة ، بينه وبين المدينة ستّة أميال ، وقيل سبعة ، وهو كان منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من المدينة لحجّ أو عمرة ؛ فكان (٣) ينزل تحت شجرة فى موضع المسجد ، الذي بذى الحليفة اليوم ، فإذا (٤) قدم راجعا هبط بطن الوادى ، فإذا ظهر من بطن الوادى أناخ بالبطحاء ، التى على شفير الدار الشرقيّة ، فعرّس حتّى يصبح ، فيصلّى الصّبح. فدخل السّيل بالبطحاء ، حتّى دفن ذلك المكان ، الذي كان يعرّس فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالمسجد الأكبر الذي يحرم الناس منه هو مسجد الشجرة ، والآخر يسرة مسجد المعرّس. روى سالم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له وهو بالمعرّس : إنّك ببطحاء مباركة. وكان (٥) يخرج من طريق الشجرة ، ويدخل من طريق المعرّس ؛ ومن الشجرة كان يهلّ بالحجّ وهناك كان (٦) يقلّد الهدى ؛ وبالشجرة ولدت أسماء محمّد بن أبى بكر.

وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق ابن عمرو ابن عبّاس وأنس وجابر وعائشة ، أنّه وقّت لأهل المدينة ذا الحليفة. وقد تقدّم ذكر ذلك بأتمّ من هذا فى رسم الجحفة. ثم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل بالجفير (٧) ،

__________________

(١) فى ج : بذى.

(٢) فى ج : من.

(٣) فى ج ، ز : وكان.

(٤) فى ج : وإذا.

(٥) فى ج ، س : فكان.

(٦) كان ساقطة من ج.

(٧) فى ج ، س : الحفير.

١١٤

بينه وبين ذى الحليفة ثمانية أميال ، فيه متعشّى (١) وبئر عذبة ، حفرها عمر بن عبد العزيز ، ثم كان ينزل ملل ، على اثنين وعشرين ميلا من المدينة ، وعلى ثمانية أميال من الجفير ، وهذه الطريق مذكورة مفسّرة المسافات فى رسم العقيق.

حليمة بضمّ أوّله (٢) ، على لفظ التصغير : موضع تلقاء يذبل ، قال ابن أحمر :

تتبّع أوضاحا بسرّة يذبل

وترعى هشيما من حليمة باليا

هكذا ثبتت روايته عن أبى علىّ فى شعر ابن أحمر ، وكذلك نقلته من نوادر ابن الأعرابىّ بخطّ أبى موسى الحامض ، وهو قول الراجز :

كأنّ أعناق المطىّ البزل

بين حليمات وبين الحبل (٣)

من آخر الليل جذوع النّخل

جمع حليمة وما يليها ، فقال حليمات.

وقال ابن دريد فى الجمهرة : حليمة : موضع. هكذا صحّ عنده ، بفتح الحاء وكسر اللام. قال : ويوم حليمة : يوم مشهور من أيّام العرب. فظاهر قوله أنه منسوب إلى هذا الموضع.

حليّات بضمّ أوّله ، وفتح ثانيه ، وتشديد الياء ، كأنّه جمع حليّة مصغّرة وهو موضع مذكور فى رسم المغمّس ، فانظره هناك.

__________________

(١) فى ج : متعش ، بصيغة اسم الفاعل.

(٢) فى ج بعد أوله : وفتح ثانية.

(٣) فى اللسان ومعجم البلدان : الجبل.

١١٥

الحاء والميم

حماة بفتح أوّله ، على وزن حصاة : موضع فى ديار كلب ، قال امرؤ القيس :

عشيّة جاوزنا حماة وشيزرا

وانظره فى رسم شيزر.

الحمارة على لفظ الأنثى من الحمير : اسم حرّة ، قال الشاعر :

ستدرك ما تحوى الحمارة وابنها

قلائص رسلات وشعث بلابل (١)

البلبل : الرجل الخفيف فيما تناوله (٢) من عمل أو غيره.

حماس بفتح أوله ؛ وبالسين المهملة : موضع تلقاء عرعر ، وهو مذكور فى رسم المنصليّة.

وقال أبو زبيد :

إذا ما رأوا دونى الوليد كأنّما

يرون بوادى ذى حماس مزعفرا

ثم قال :

تناذره السّفّار فاجتنبوا له

منازله من ذى حماس وعرعرا

فدلّ قوله أنّ ذا حماس مأسدة.

حماساء ممدود : موضع آخر ، لم يبلغنى تحديده ، ذكره أبو بكر.

ذو حماط بفتح أوّله ، وبالطاء المهملة أيضا ، على وزن فعال : ماء بصدر اللّيث ، فانظره فى رسم اللّيث.

__________________

(١) فى ج : وشعب. تحريف. وقوله «تحوى» كذا فى الأصول. وفى اللسان : تحمى. و «ابنها» : جبل يجاورها. والبيت لكثير بن مزرد.

(٢) فى ج يتناوله.

١١٦

قال الهمدانى : الحماطة ، بالهاء : من ديار بكر وتغلب (١) ، وهى مذكورة فى رسم سردد.

حماطان بفتح أوله وبالطاء المهملة ، بعدها ألف ونون : موضع ذكره أبو بكر ولم يحدده.

حمام على لفظ جمع حمامة : بلد لبنى طريف بن عمرو بن قعين من (٢) أسد ، قال سالم ابن دارة ، وهى أمّه ، وأبوه مسافع ، يهجو بنى الطّمّاح ابن طريف :

إنّى وإن خوّفت بالسّجن ذاكر

لهجو بنى الطّمّاح أهل حمام

إذا مات منهم ميّت دهنوا استه

بزيت وحفّوا حوله بقرام

هكذا قال : دارة اسم (٣) أمه ، والصحيح أنّه لقب أبيه مسافع.

حمامة على لفظ الطائر : ماء لبنى سعد بن بكر بن هوازن ، بأبرق العزّاف ، قال كثيّر:

وقد جعلت أشجان برك يمينها

وذات الشمال من مريخة أشأما

مولّية أيسارها قطر الحمى

تواعدن شربا من حمامة معلما

وقال الطّرمّاح :

وروّحها فى المور مور حمامة

على كلّ إجريّائها وهو رائز (٤)

قال يعقوب : حمامة : ماء يختصم فيه بنو ثعلبة بن عمرو بن ذبيان وبنو سليم.

وانظرها فى رسم الرّويثات ؛ وقال (٥) جرير :

__________________

(١) وتغلب : ساقطة من ج

(٢) فى س ، ز ، ق : بن. تحريف.

(٣) اسم : ساقطة من ج. وانظر الخزانة ج ١ ص ٢٩١.

(٤) فى ج : زائر. وفى اللسان : آبر. ويروى البيت للشماخ (انظر ديوان الطرماح طبعة ليدن ص ١٤٧).

(٥) فى ج : قال.

١١٧

أمّا الفؤاد فلا يزال موكّلا

بهوى الحمامة (١) أو بريّا العاقر

العاقر : رملة معروفة. وقال ابن دريد : حمامة : روضة معروفة ، أو أكمة.

حمت بفتح أوّله وإسكان ثانيه ، وبالتاء المعجمة باثنتين : عقبة مذكورة فى رسم قدس ، فانظرها هناك.

حمدة بفتح أوّله وإسكان ثانيه ، بعده دال مهملة : موضع بالبون ، من ديار همدان.

حمراء الأسد تأنيث أحمر ، مضافة إلى الأسد ، وهى على ثمانية أميال من المدينة ، عن يسار الطريق إذا أردت ذا الحليفة ، وهى محددة بأتمّ من هذا فى رسم النّقيع (٢) ، وإليها انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى اليوم الثانى من يوم أحد ، لمّا بلغه أنّ قريشا منصرفون إلى المدينة ، فأقام بحمراء الأسد يومين حتى علم أنّ قريشا قد استمرّت إلى مكّة ، وقال : والذي نفسى بيده ، لقد سوّمت لهم حجارة لو سبّحوا بها (٣) لكانوا كأمس الذّاهب.

والحمراء أيضا : مدينة بحضر موت من اليمن.

حمص : مدينة بالشام مشهورة ، لا يجوز فيها الصّرف كما يجوز فى هند ، لأنّه اسم أعجمىّ ، سمّيت برجل من العماليق يسمّى حمص ؛ ويقال رجل من عاملة ، هو (٤) أوّل من نزلها.

حمض بفتح أوّله وثانيه ، وبالضاد المعجمة : موضع بين البصرة والبحرين ؛ قال الراجز:

__________________

(١) فى ج : حمامة. بدون ال.

(٢) فى ج : البقيع ، وهو تحريف. انظر النقيع والبقيع فى الجزء الأول صفحة ٢٦٦.

(٣) بها : ساقطة من ج ، س.

(٤) فى ج : وهو.

١١٨

يا ربّ بيضاء لها زوج حرض

حلّالة بين عريق وحمض

قال الهمدانى : وبحمض مغطّ (١) الفيل الذي جاء به أبرهة.

حمضى على لفظه بزيادة ياء فى آخره ، على وزن فعلى : موضع مذكور فى رسم قراقر ، فانظره هناك.

الحمضتان بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، وبالضاد المعجمة : ماءتان مذكورتان مع الجريب فى رسم ضريّة.

حمة معرفة لا تدخلها الألف واللام ، بضمّ أوّله وتشديد ثانيه : موضع مذكور فى رسم النّباع ، قال القتّال الكلابى :

يادار بين كليّات وأظفار

والحمّتين سقاك الله من دار

لمّا ثنّاه أدخل عليها الألف واللام.

الحمّة بفتح أوله ، وتشديد ثانيه : موضع مذكور فى رسم خيبر.

حموة بكسر أوّله وإسكان ثانيه : ماءة فى (٢) ديار بنى عقيل ، قال الجعدىّ لعقال بن خويلد العقيلىّ :

وحلّئت أيام الحرور (٣) بحموة

عن الماء حتّى يعصب الرّيق بالفم

جوف الحميلة بفتح الحاء ، على وزن فعيلة : موضع فى الطريق من مكّة إلى عمان ، قد تقدّم ذكره فى حرف الجيم.

الحميمة على لفظ تصغير حمّة : موضع بالشام ، مذكور فى رسم أذرح.

__________________

(١) فى ق : محط.

(٢) فى ز : من.

(٣) فى ز : الحرون.

١١٩

الحاء والنون

الحنّاءتان بكسر أوّله ، وتشديد ثانيه ، ممدود ، تثنية حنّاءة : رابيتان فى ديار طيىء ؛ قال الطرماح :

يثير نقا الحنّاءتين ويبتنى

بها نقب أولاج كخيم الصّيادن

الصّيادن : الملوك ، واحدهم صيدن (١).

الحناجر على لفظ جمع حنجرة : بلد ، قال الشّمّاخ بن ضرار :

وأحمى عليها ابنا قريع تلاعها

ومدفع قفّ من جنوب الحناجر

ذات الحناظل (٢) : موضع فى ديار بنى أسد ، كانت فيه وقعة لبنى تميم عليهم ، قتل فيه (٣) عمرو بن أثير ، ويقال ابن أبير ، السّعدىّ ، وهو رئيس بنى تميم ، معقل بن عامر ، فقالت أخته تبكيه :

ألا إنّ خير الناس أصبح ثاويّا

قتيل بنى سعد بذات الحناظل

[وكانت فيه أيضا وقعة لبنى تميم على بكر بن وائل. وقد ذكره جرير](٤).

الحنّان بفتح أوله ، على لفظ فعّال ، من حنّ : كثيب مذكور فى رسم مسلح ، وله أبرق ينسب إليه ، فيقال أبرق الحنّان. وانظره فى رسم العزّاف ، ورسم بدر ؛ قال أميّة :

فمدافع البرقين فالحنّان من طرف الأواشح

__________________

(١) وقال أبو حاتم فى شرح ديوانه : الصيادن : جمع صيدن ، وهو الثعلب.

(٢) بعد «الحناظل» فى ج : جمع حنظلة.

(٣) فى ج : فيها.

(٤) العبارة من أول «وكانت» : ساقطة من س ، ز ، ق.

١٢٠