قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله [ ج ١١ ]

7/335
*

الحالة المعنوية لجيش الأحزاب :

لقد حاصر المشركون المسلمين في المدينة مدة طويلة ، سنتحدث عنها في الفصل التالي. ولا شك في أن جيش الشرك كان مطمئنا إلى أنه سوف يحقق في مسيره ذاك لحرب المسلمين نتائج طيبة ومثيرة وربما حاسمة ، وذلك استنادا إلى ذلك الحشد الهائل الذي استطاع أن يوفره ، والذي لم يسبق له مثيل.

ثم فوجئ بالخطة الدفاعية التي اعتمدها المسلمون في المواجهة ، ولكنه لم يفقد الأمل ، وحرص على متابعة الإعداد والاستعداد ، بحمله بني قريظة على نقض العهد ، وذلك على أمل أن يجد الوسيلة لتجاوز عقدة الخندق ، للتوصل إلى المواجهة الحاسمة التي كان يأمل.

فكان من الطبيعي : أن نجد جيش الأحزاب يتظاهر بالأنفة والشموخ والعنجهية ، والاستعلاء والفرح.

قال ابن شهر آشوب : «كان الكفار على الخمر ، والغناء ، والمدد ، والشوكة» (١).

وكيف لا يكونون كذلك ، وهم يرون أنفسهم في موقع من يحاصر

__________________

(١) (الشوكة : السلاح) مناقب آل أبي طالب ج ١ ص ١٩٨ وبحار الأنوار ج ٢٠ ص ٢٧٢.