سوابق عنوان المجد في تاريخ نجد

عثمان بن عبدالله ابن بشر

سوابق عنوان المجد في تاريخ نجد

المؤلف:

عثمان بن عبدالله ابن بشر


المحقق: عبدالله بن محمّد المنيف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار البشائر الإسلاميّة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٢٢١

الألوهية ، وأنه لا ينكسر ولا ينهزم ، إلى غير ذلك من الاعتقادات الفاسدة.

و [لما](١) وصلت أخباره إلى السلطان سليم خان ، انتدب إليه ، فتهيأ لقتاله ، وجمع الجموع لجلاده وجداله ، وجر الجيش العرمرم ، والتقى العسكران بمكان يقال له : جالدران ، بقرب تبريز ، ورتب السلطان (٢) عساكره ، ونزل (٣) النصر من الله ، فتجالد الفريقان بجالدران ، فانهزم شاه إسماعيل وولى فرادى (٤) ، وقتل غالب جنوده وأمراءه ، وساقت العساكر السلطانية من ورائه ، وكادوا (٥) يقبضون عليه ، ففرّ من بين أيديهم ، وهم ينظرون إليه ، فغنم السلطان سليم جميع ما في مخيمه من أثاث ومتاع وغير ذلك ، وكان لا نظير له ، وأعطى الرعية الأمان ، وذلك في نيّف وعشرين وتسعمائة (٦).

(٧) سابقة : وفي سنة ثمان وأربعين وتسعمائة : توفي الشيخ العالم

__________________

(١) زيادة من النسخة ب ، والنسخة المخرومة ص ٩ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٢.

(٢) في النسخة المخرومة ص ٩ : سليم ، وفي طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٢.

(٣) جاء في النسخة المخرمة ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٢ : وتنزل.

(٤) في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٢ : وولى فارا.

(٥) في النسخة المخرومة ، ص ٩ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٢ : وكادوا أن يقبضوا.

(٦) وتاريخ ذلك هو : ٢ رجب ٩٢٠ ه‍. وللمزيد انظر : محمد فريد بك المحامي ، تاريخ الدولة العلية العثمانية ، ص ١٩٠.

(٧) ورد في النسخة المخرومة ص ٩ ، وتابعتها طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٢ ، فذكرت أحداث سنة ٩٢٣ ه‍ ، وهي لم ترد في النسختين (أ ، ب) : وفي سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة ، بعد ما دخل السلطان سليم مصر ، وأخذها من قانصوه الغوري الجراكسي (الجركسي) ولي بمصر قضاء الحنابلة أحمد بن النجار الحنبلي قاضي

٤١

العلامة أحمد بن يحيى بن عطوة بن زيد التميمي الحنبلي ، ودفن في بلد الجبيلة المعروفة (١) ، وكان له اليد الطولى في الفقه ، أخذه عن عدة مشايخ ، أجلهم : الشيخ المحقق العلامة شهاب الدين أحمد بن عبد الله العسكري (٢). وأخذ عنه كثير من العلماء ، منهم : أحمد بن محمد بن مشرّف ، ووقع بينه وبين الشويكي (٣) منافرة (٤) ومشاجرة ، وصنف ابن عطوة مصنفا ردا عليه في فتياه بأن التمر المعجون ، إذا عجن لا يخرجه عن علة الكيل ، وكذلك وقع بينه وبين عبد الله بن رحمة شيء من ذلك ، فردّ عليه الشيخ ابن عطوة. وكلاهما من آل بن حمد بن عطوة (٥) ، وسجل على رده في ذلك القاضي ابن القاضي علي بن زيد قاضي أجود بن زامل صاحب الأحساء ، والقاضي عبد القادر بن بريد المشرفي ، والقاضي منصور بن مصبح الباهلي ، وعبد الرحمن بن مصبح (٦) ، والقاضي أحمد بن فيروز بن بسام ، وسلطان بن ريس بن مغامس. وكل هؤلاء في زمن أجود بن زامل العامري العقيلي ملك الأحساء (٧).

__________________

قضاة مصر ، وهو والد الشيخ تقي الدين محمد صاحب المنتهى ، وقاضي مصر ، وهو آخر قضاة الإسلام بمصر الذين من العرب لأنه أنصاري من بني النجار.

(١) زاد في النسخة المخرومة ص ٩ ، وفي طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٣ : في العارض.

(٢) في النسخة المخرومة ص ٩ ، وفي طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٣ : الحنبلي وغيره.

(٣) في النسخة (أ ، ب) : الشويكاني وهو خطأ.

(٤) في النسخة المخرومة ص ٩ ، وفي طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٣ : مناظرة ومشاجرة.

(٥) وكلاهما من آل بن حمد بن عطوة. ليست في النسخة المخرومة.

(٦) في النسخة ب : الباهلي. وكذلك طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٣. وأشار البسام في علماء نجد أن والد منصور هو يحيى ، ج ١ ص ٥٤٩.

(٧) زاد في النسخة المخرومة ص ٩ ، وفي طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٣ : ونواحيه.

٤٢

وكان ابن عطوة كثير النقل عن شيخه العسكري (١) ، وصنف «التحفة البديعة» و «الروضة الأنيقة» (٢).

وفي (٣) ثمان وستين وتسعمائة : توفي الشيخ العالم العلامة موسى الحجاوي الحنبلي (٤) ، مصنف «الإقناع» و «زاد المستقنع مختصر المقنع» و «الحاشية على التنقيح» (٥) ، وغير ذلك. وكانت له اليد الطولى في معرفة المذهب وتنقيحه ، وتهذيب مسائله وترجيحه ، أخذ عن (٦) عدة مشايخ أعلام ، منهم : العلامة الزاهد أحمد بن أحمد بن أحمد العلوي

__________________

(١) زاد في النسخة المخرومة ص ٩ ، وفي طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٣ : وله فتاوى كثيرة.

(٢) في النسخة المخرومة ص ٩ ، وفي طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٣ : الأنيعة. وكذلك ورد في علماء نجد للبسام ، ج ١ ص ٥٥١.

وانظر ترجمته في : السحب الوابلة ، ج ١ ، ص ٢٧٤ ؛ وعلماء نجد ، ج ١ ، ص ٥٤٤. أما مؤلفاته فقد ذكر صاحب السحب الوابلة ثلاثة منها وهي : الروضة ، والتحفة ، ودرر الفوائد وعقيان القلائد ، ونقل صاحب علماء نجد هذه ، وأضاف غيرها فلينظر هناك ، أما ابن بشر فقد جمع الكتابين في عنوان واحد كما هو ظاهر هنا. ولعل المعتمد في ذلك لكل من سبق هو مجموع الشيخ المنقور المعروف بالفواكه العديدة في المسائل المفيدة ، وقد ورد فيه التفريق بين التحفة والروضة لاختلاف النقل منهما من جهة الشيخ المنقور.

(٣) زاد في النسخة ب : سنة.

(٤) موسى بن أحمد بن موسى بن سالم الحجاوي ولد عام ٨٩٥ ه‍ وتوفي ٩٦٨ ه‍ ، انظر ترجمته في : النعت الأكمل للغزي ، ص ١٢٤ ، والسحب الوابلة لابن حميد ، ج ٣ ، ص ١١٣٤. أما يوم وفاته فكانت غير ما ذكر ابن بشر ، لأنها كانت في يوم الخميس ١٢ ربيع الأول من السنة المذكورة.

(٥) في النسخة المخرومة ص ١٠ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٤ : وحاشية التنقيح.

(٦) في النسخة المخرومة ص ١٠ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٤ : أخذه عن.

٤٣

الشويكي (١) ، وغيره. وأخذ عنه جماعة ، منهم : أحمد بن محمد بن مشرف. وأخذ عنه الضياء ابنة يحيى والوفاء ، وكانت وفاته يوم الخميس سابع عشر ربيع الأول من هذه السنة (٢).

سابقة : [قال العصامي في «تاريخه»](٣) : وفي سنة ست (٤) وثمانين

__________________

(١) هكذا أورده ابن بشر بزيادة العلوي في اسمه مع أنه لم تذكر في المصادر التي ترجمت له ، كما ذكرت على غلاف كتاب : التوضيح في الجمع بين المقنع والتنقيح ، وهي نسخة محققة على نسخة خطية محفوظة في مكتبة الأزهر تحت رقم [٣٩٢] ٤٢٣٧١ العروسي. وهذا الكتاب طبع على نفقة الملك عبد العزيز إحياء لذكرى المغفور له حضرة صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن عبد العزيز آل سعود ، سنة ١٣٧١ ه‍ / ١٩٥٢ م في مطبعة السنة المحمدية ، بل إن كثيرا منها جعل اسم أبيه محمدا ، وهذا فيما يبدو خطأ ، ولد عام ٨٧٥ ه‍ وقيل ٨٧٦ ه‍ ، ومات عام ٩٣٩ ه‍. وعن ترجمته ينظر : فكري الجزار ، مداخل المؤلفين والأعلام العرب ، ج ٢ ، ص ٨٠٩ ، وكذلك السحب الوابلة في مواضع عديدة ، ج ١ ، ص ٩٧ ، ٢١٥ ، ٢١٧ ، وحواشي المحقق عليه لأهميتها.

(٢) أما النسخة المخرومة ، ص ٩ ـ ١٠ فقد أوردت نصا مختلفا ، وتابعته في ذلك طبعة الدارة ، ج ٢ ، ص ٣٠٤ وهو : توفي الشيخ العالم العلامة شرف الدين أبو النجا موسى بن أحمد بن موسى بن سالم بن عيسى بن سالم المقدسي الحجاوي الحنبلي مصنف الإقناع وزاد المستقنع مختصر المقنع وحاشية التنقيح وغير ذلك ، وكان له اليد الطولى في معرفة المذهب وتنقيحه وتهذيب مسائله وترجيحه أخذه عن عدة مشايخ أعلام منهم العلامة الزاهد أحمد بن أحمد بن أحمد العلوي الشويكي وغيره وأخذ عنه جماعة منهم أحمد بن محمد بن مشرف والوفاي [الوفاء] ، وأخذ عنه أيضا ابنه يحيى ، وزامل بن سلطان قاضي بلد الرياض وغيرهم ، وكانت وفاته يوم الخميس سابع عشر ربيع الأول من هذه السنة.

(٣) زيادة من النسخة المخرومة ، ص ١٠ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٤.

(٤) في النسخة ب : ثمان. وهو يطابق ما عند الفاخري من أحداث هذه السنة والصحيح ما أثبت من النسخة (أ).

٤٤

وتسعمائة : سار الشريف حسن بن أبي نمي (١) ـ صاحب مكة ـ إلى نجد ، وحاصر معكال المعروف في الرياض ، ومعه من الجنود نحو من (٢) خمسين ألفا (٣) ، وطال مقامه فيها ، وقتل فيها رجالا ونهب أموالا ، وأسر منهم أناسا من رؤسائهم ، وأقاموا في حبسه سنة ، ثم أطلقهم على أنهم يعطونه (٤) ما يرضيه ، وأمّر فيهم محمد بن فضل (٥). انتهى.

__________________

(١) هو : حسن بن محمد أبي نمي الثاني بن بركات بن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان بن رميثة بن محمد أبو نمي الأول بن أبو سعد الحسن بن علي بن قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن الحسين بن سليمان بن علي بن عبد الله بن محمد الثائر بن موسى الثاني بن عبد الله الرضى الشيخ الصالح بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم. مولده سنة ٩٣٢ ه‍ ، ولي مكة مشاركا لأبيه ثم استقل بها سنة ٩٩٢ ه‍ ، توفي سنة ١٠١٠ ه‍. قال عنه زيني دحلان ، في أمراء البلد الحرام ، ص ٨٧ : «وفي سنة ألف وعشر توجه مولانا الشريف حسن إلى نجد غازيا فتوفي هناك ثالث جمادى الآخرة ... وكان له من العمر تسع وسبعون سنة ، ونحو ثلاثة أشهر ، ومدة ولايته مشاركا لأبيه ومستقلا نحو خمسين سنة». ومات الشريف حسن عن سبعة وعشرين ولدا ، وأكثر أشراف الحجاز القتادات من ولده ، فمن أشهر البطون من عقبه ، العبادلة ، وآل زيد ، والجوادا ، والشنابرة ، والمناعمة ، والحرث ، والجوازين ، والغوالب ، وآل نامي ، وبيت العمري ، وذوي سرور.

(٢) من : ساقطة من النسخة المخرومة ، ص ١٠ ؛ وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٤.

(٣) يبدو أن الرقم مبالغ فيه جدا.

(٤) زاد في النسخة المخرومة ص ١٠ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٤ : كل سنة.

(٥) انظر العصامي : سمط النجوم العوالي ، ج ٤ ، ص ٣٦٨. ووالد محمد بن فضل كما أشار العصامي اسمه عثمان.

٤٥

سابقة : قال العصامي في «تاريخه» : وفي سنة تسع وثمانين وتسعمائة : سار الشريف حسن بن أبي نمي إلى ناحية الشرق من نجد ، في جيش كثيف ومدافع كبار ، ففتح (١) حصونا تعرف بالبديع ، والخرج ، والسلمية ، واليمامة ، ومواضع في شوامخ الجبال. ثم عين من رؤسائه من ضبطها على أمور (٢) شرطها ، وعاد راجعا ، فأخبره بعض عيونه (٣) أن جماعة من شوكة بني خالد تجمعوا وتحزبوا في طريقه ، وترصدوا على جرائد الخيل وكرائم الإبل ، فوافاه الجيش الخالدي ، فوجده على غاية الحذر ، فتقاربا وتقابلا (٤) ، ففر الخالدي وانكسر ، وقتل أكثرهم ، وغنم خيلا وإبلا ، ولم ينج (٥) إلا الهارب (٦). انتهى.

سابقة : وفي تمام الألف من الهجرة (٧) تقريبا : استالوا الروم (٨) على بلد الأحساء ونواحيها ، ورتبوا فيها حصونا ، واستولى فيها فاتح باشا

__________________

(١) زاد في النسخة المخرومة ص ١٠ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٤ : مدنا.

(٢) زاد في النسخة المخرومة ص ١٠ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٥ : اقترحها.

(٣) زاد في النسخة المخرومة ص ١٠ : الذي بثها في البلاد. أما طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٥ : التي بثها في البلاد.

(٤) جاء في النسخة المخرومة ص ١٠ : وتحزبوا في طريقك ترصدوا على جرائد الخيل وكرائم الجمال فوافاه الجيش الخالدي فوجده على غاية الحذر فتقاربا وتقاتلا.

(٥) طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٥ : ولم ينجح.

(٦) انظر : العصامي ، سمط النجوم العوالي ، ج ٤ ، ص ٣٦٩ ـ ٣٧٠.

(٧) من الهجرة : ساقطة من النسخة ب.

(٨) المقصود بذلك الأتراك العثمانيين. وفي طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٥ : الترك.

٤٦

نائبا من جهة الروم (١) ، وانقرضت منه (٢) دولة آل أجود الجبري العامري وذويه (٣).

و (٤) في سنة خمسة [خمس] عشر [عشرة] وألف : ظهر محسن بن

__________________

(١) المقصود بذلك الأتراك العثمانيين. وفي طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٥ : الترك.

(٢) كلمة : منه ، ساقطة من طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٥.

(٣) لعل هذا الخطأ الذي وقع فيه ابن بشر متابعة للفاخري دليل على النقل من غير تمحيص ، إذ الصحيح أن العثمانيين استولوا على الأحساء ، وقبلها القطيف في سنة ٩٦٠ ه‍ على الأرجح ، وليس في تمام الألف كما ذكر ابن بشر. وكانت تحت قيادة محمد بك «باشا» وليس فاتح باشا. ومحمد بك هذا يعرف بمحمد باشا بلطه جي [أي المسؤول عن نظافة طريق السلطان] ، أصله من البوسنة تقلد مناصب كثيرة ، وولي بغداد مرتين الأولى في سنة ٩٥٦ ه‍ والثانية من سنة ٩٥٩ إلى ٩٦٣ ه‍. أما فاتح باشا فيعرف بتمرد لي باشا ، حكم في المدة بين ولاية محمد باشا بلطه جي ، وهي من سنة ٩٥٧ ـ ٩٥٩ ه‍. انظر : الورد ، بغداد ، ص ١٤٦ ـ ١٤٧.

(٤) ورد في النسخة المخرومة ص ١١ ، وفي طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٥ : وفي سنة إحدى عشر (الصواب : عشرة) وألف ، ظهر الشريف أبو طالب بن حسن بن أبي نمي (*) على نجد ، وكان والي مكة يومئذ إدريس بن حسن بن أبي نمي (**) وأشرك معه ابن أخيه محسن (***) وفهيد (****) بن حسن ، ثم خلع فهيد ، وثبت معه محسن يدعى له معه على المنابر ، ويشاركه في الداخل ، ولم يستبد محسن بالولاية إلا بعد موت عمه إدريس في بلد ياطب في نواحي جبل شمر. وانظر هذا الحدث عند : العصامي ، ج ٤ ، ص ٣٩٢.

(*) أبو طالب بن حسن بن محمد أبو نمي الثاني ، مولده سنة ٩٦٥ هـ أو ٩٦٦ هـ ، ولي مکة نابة عن أبيه ثم استقل بها سنة ١٠١٠ هـ واستمر في الولاة إل وفاتة سنة ١٠١٢ هـ.

(**) إدرس بن حسن بن محمد أبو نمي الثاني ، مولده سنة ٩٧٤ هـ، وکن أبا عون ، ولي مکة سنة ١٠١٢ هـ ، وأشرک معه أخه فهد، وابن أخه محسن بن حسن ، ومات سنة ١٠٣٤ هـ.

٤٧

حسين (١) الشريف ، وقتل أهل القصب (٢) ونهبهم ، وفعل الأفاعيل العظيمة (٣).

وفيها : انتقل الشيخ أحمد بن بسام (٤) من ملهم إلى بلد العيينة.

وفيها : استولوا آل حنيحن محمد وعبد الله أخوة العاقر على بلد البير ؛ القرية المعروفة ، أخذوه من العرينات فعمروه وغرسوه ، وتداولته ذرية محمد المذكور من بعده (٥) ، وهو حمد بن محمد وذريته ، وهم آل حمد المعروفون (٦) اليوم (٧).

__________________

(***) محسن بن حسن بن حسن بن محمد أبو نمي الثاني ، مولده سنة ٩٨٤ هـ ، ولي مکة مشرکاً لأعمامه إدرس وعهد، ثم استقل بها سنة ١٠٣٤ هـ ، وتوفي سنة ١٠٣٨ هـ ، بأرض المن ودفن بصنعاء ، وهو والد زد جد آل زد الآتي ذکره.

(****) فهد بن حسن بن محمد أبو نمي الثاني ، ولي مکة مشرکاً لأخه إدرس وابن أخه محسن بن حسن بن حسن. مات بأرض الروم سنة ١٠٢٠ هـ.

(١) زاد في النسخة المخرومة ص ١١ ، وفي طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٦ : بن حسن.

(٢) في طبعة الدارة ورد خطأ في ج ٢ ، ص ٣٠٦ : القصيب.

(٣) إلى هنا نقل من الفاخري ، ص ٦٤. والخبر مقتضب في تاريخ ابن عضيب.

(٤) انظر ترجمته في : علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج ١ ، ص ٥٢٨. وهو أيضا مما نقله ابن بشر من الفاخري وكلاهما نقلا عن ابن عباد ، ص ٥٥.

(٥) في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٦ : بعد.

(٦) زاد في النسخة المخرومة ص ١١ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٦ : إلى.

(٧) النص في الفاخري ، ص ٦٥ مختلف وهذه صفته : «... وتداولته ذرية محمد المذكور ، حمد وذريته وهم آل حمد ...» ، ومن هذا يظهر الاختلاف بين النصين.

٤٨

وفيها : غرس الحصون ؛ القرية المعروفة في سدير ، والذين (١) غرسوه آل تميّم ، بتشديد المثناة التحتية (٢) ؛ غارسهم عليه صاحب القارة المعروفة في سدير بصبحا (٣) عند بلد الجنوبية (٤).

سابقة : وفي سنة تسع (٥) عشرة بعد الألف : توفي الشيخ ابن عفالق قاضي العيينة (٦).

وفي سنة إحدى (٧) وعشرين توفي (٨) الشيخ موسى بن عامر (٩) قاضي الدرعية.

__________________

(١) في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٦ : الذي.

(٢) زاد في النسخة المخرومة ص ١١ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٦ : الياء المثناة من تحت.

(٣) ورد في النسخة المخرومة ، ص ١١ : صاحب القارة المعروفة بصبحا في سدير. وتابعتها طبعة الدارة في ج ٢ ، ص ٣٠٦ ، إلا أنها أخطأت في رسم الموضع وجعلته هكذا : بصيحا.

(٤) هذا مما نقله ابن بشر من الفاخري ، ص ٦٥. وصبحا هضبة معروفة في عالية نجد ، تعرف قديما بيذبل ، تابعة حاليا للقويعية.

(٥) في النسختين (أ ، ب) : تسعة وأثبت هنا الصحيح لغة.

(٦) اسمه عبد الله بن عفالق ، ولم تعرف سنة ولادته ، ذكره البسام في علماء نجد ، ج ٤ ، ص ٣١٣ ؛ والبسام : تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق ، تحقيق إبراهيم الخالدي ، ص ١٠٣.

(٧) في النسختين (أ ، ب) : واحد.

(٨) في النسخة المخرومة ص ١١ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٦ : مات.

(٩) اسمه : موسى بن عامر بن سلطان (صلطان) ، انظر ترجمته في علماء نجد ، ج ٦ ، ص ٤٥٠. وكذلك تحفة المشتاق المخطوطة ورقة ٤٠ ، أما ابن عباد في تاريخه فيذكر أن وفاته عام ١٠٢٠ ه‍ ، ص ٥٢.

٤٩

سابقة : قال مرعي بن يوسف في «تاريخه» (١) : وفي آخر سنة (٢) سبع وعشرين وألف ، طلع في السماء قبيل الفجر (٣) ، عمود أبيض مستطيل كطول منارة ، وأقام (٤) مدة ليالي ، ثم طلع بعده نجم له ذنب يضيء مستطيلا جدا ، فأرجف المنجمون بأراجيف ، وزعموا وقوع أمور مهولة ، وكذبوا والله.

وصدق القائل : [الوافر]

أطلاب النّجوم أحلتمونا

على خبر أرقّ (٥) من الهباء

كنوز الأرض لم تصلوا إليها

فكيف وصلتم (٦) علم السّماء

__________________

(١) يبدو أن هذا التاريخ عنوانه : «نزهة الناظرين في تاريخ من تولى مصر من الخلفاء والسلاطين» ، وهو محفوظ بدار الكتب والوثائق المصرية تحت رقم ٣٥٣ تاريخ ، كما قال به الشبل في هامش رقم ٢ من ص ٦٦ ، من كتاب الأخبار النجدية للفاخري.

(٢) كلمة : سنة ، ساقطة من طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٦.

(٣) في النسخة المخرومة ص ١٢ ، ورد الخبر بهذه الصفة : طلع نجم في السماء قبيل الفجر. وفي النسختين (أ ، ب) : طلع في السماء قبيل الفجر عمود أبيض. وفي طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٦ : طلع في السماء نجم قبيل الفجر.

(٤) كلمة : وأقام ، ليست في النسخة المخرومة ولا في طبعة الدارة.

(٥) جاء في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٧ : أدق. وهي تخالف جميع النسخ الخطية.

(٦) جاء في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٧ : وصلتموا.

٥٠

فالله تعالى يصلح أحوال المسلمين ، ويجعل عاقبتهم إلى خير ، آمين يا ربّ العالمين (١).

سابقة : قال العصامي في «تاريخه» : وفي سنة اثنين [اثنتين] وثلاثين وألف ، سار الشريف محسن (٢) بن حسين إلى ناحية الشرق ، ووصل إلى قريب الأحساء ، فأكرمهم صاحب الأحساء علي باشا ، وأقاموا ثمانية أيام ، ولم يتفق لأحد من القادمين وصول الأحساء كما اتفق لهؤلاء (٣).

وفيها : أخذ شاه العجم بغداد من يد المتغلب عليها من وزراء سلاطين بني عثمان ، واسم ذلك الوزير : بكر باشا (٤) ، وذلك أن السلطان أرسل وزيرا اسمه : أحمد حافظ (٥) ، فلما وصل بغداد ، أغلق بكر دونه

__________________

(١) جملة : آمين يا رب العالمين ، ليست موجودة في النسخة المخرومة ولا في طبعة الدارة. كما أبدلت في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٧ كلمة أحوال إلى : أعمال.

(٢) في النسخة (أ ، ب) : محمد ، والصحيح ما أثبت.

(٣) في النسخة المخرومة ص ١٣ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٧ : سار الشريف محسن بن حسين بن حسن إلى ناحية الشرق ووصل إلى قريب الإحساء واجتمع بذوي عبد المطلب وضربت خيامهم قبالة الباب القبلي من سوره ، فأكرمهم صاحب الأحساء علي باشا الكرامة التامة وأقاموا نحو من ثمانية أيام ولم يتفق لأحد من القادمين لهذه الناحية وصول الأحساء كما اتفق لهؤلاء ، انتهى. وهي عند العصامي ، ج ٤ ، ص ٤٠١ ـ ٤٠٢.

(٤) بكر باشا : يعرف ببكر صوباشي [أي رئيس الفرقة] حكم بغداد من سنة ١٠٣١ ه‍ إلى سنة ١٠٣٢ ه‍. وكان قتله على يد شاه العجم ، الذي كان قد استعان به ، ولم يكتف بقتله بل قتل معه أخاه عمر وولده سنة ١٠٣٢ ه‍. الورد ، بغداد ، ص ١٦٨ ـ ١٦٩.

(٥) هو محافظ ديار بكر واسمه حافظ أحمد باشا.

٥١

الباب ، وأرسل إلى شاه العجم ليمكنه منها ، فأبى. فلما رأى أحمد قوته أرسل الخلعة والتأمين لبكر ، وانصرف ، ولم يزل الشاه حتى أعطى بكرا عهودا ومواثيق أن يجعله نائبها ، ففتح له باب بغداد ، فدخل العسكر ، وقتلوا بكرا وأهله وأهل السّنّة أجمع ، وفعلوا أفعالا عظيمة ، وجعل الباشا (١) في بغداد أميرا خانا نائبا له فيه ، فلما علم السلطان بذلك أمر على عظماء وزرائه ومعهم الجنود والعساكر ، فحاصروه ، فلم يحصل لهم فتحها ، ثم مشى إليها السلطان مراد بعد ذلك في سنة ثمان وأربعين وألف ، فقدّر الله فتحها على يديه (٢).

وفي السنة المذكورة ـ وهي سنة اثنين [اثنتين] وثلاثين وألف ـ : توفي عبد الرؤوف المناوي ، شارح «الجامع الصغير» (٣).

وفيها : ـ أي في سنة اثنين [اثنتين] وثلاثين (٤) ـ : توفي الشيخ

__________________

(١) في النسخة ب : الشاه. وهو ما يوافق سمط النجوم ، ج ٢٤ ، ص ٤٠٢.

(٢) ورد في النسخة المخرومة نصا آخر يخالف النسختين (أ ، ب) ، إلا أنه يطابق تماما ما ورد في طبعة الدارة ، ج ٢ ، ص ٣٠٧ ، ٣٠٨. مما يغني عن نقله هنا خشية الإطالة. وهذا النقل أيضا عن العصامي ، ج ٤ ، ص ٤٠٢.

(٣) الصحيح أن تاريخ وفاته هو ١٠٣١ ه‍ ، ويعرف أيضا بمحمد عبد الرؤوف ، أما مولده فهو في عام ٩٥٢ ه‍. انظر ترجمته في خلاصة الأثر للمحبي ونقل عنه الزركلي في الأعلام ، ج ٦ ، ص ٢٠٤.

(٤) الصحيح أنه في سنة ١٠٣٣ ه‍ كانت وفاة الشيخ مرعي ، وانظر عن ترجمته ، الغزي : النعت الأكمل ، ص ١٨٩ ؛ وابن حميد ، السحب الوابلة ، ج ٣ ، ص ١١١٨. والمشهور أن وفاته كانت في شهر ربيع الأول من السنة المذكورة وهو ما حكاه كل من ترجم له ، إلا أن ابن حميد في السحب عقب بقوله : إنه وجد على ظهر أحد كتب المتوفى ، وهو كتاب الغاية ، أنها كانت في ضحوة يوم الأربعاء لخمس بقيت من ذي القعدة سنة ١٠٣٢ ه‍. ـ ـ ويلاحظ هنا ثمة اختلاف بين هاتين النسختين (أ ، ب) ، والنسخة المخرومة. إذ ورد فيها أن وفاته كانت في سنة ١٠٣٣ ه‍ وهو الصحيح ، كما ورد نص آخر مختلف عمّا هو موجود هنا. ومطابق لطبعة الدارة ، ج ٢ ، ص ٣٠٨ ـ ٣١١.

٥٢

العالم مرعي بن يوسف الحنبلي ، وكانت له اليد الطولى في معرفة الفقه وغيره ، صنف «الغاية» ـ الكتاب المشهور في الفقه ـ ؛ جمع فيه بين «المنتهى» و «الإقناع». وصنف أيضا «دليل الطالب» و «بهجة الناظرين في العالم العلوي والسفلي» ، و «صفة الجنة والنار» ، و «نزهة الناظرين في تاريخ من ولي مصر من الخلفاء والسلاطين» ، وكتاب «العقيان في فضائل سلاطين بني عثمان» ، و «تشويق الأنام إلى حج بيت الله الحرام». وله أيضا رسائل وفتاوى يتداولها الناس ، وانتفعوا بها ، ووقع بينه وبين العالم إبراهيم الميموني المصري ما هو كثير يقع بين العلماء المتعاصرين من الشحناء ، وتنازعا في وظائف بمصر ، وكانت الغلبة للميموني ، وألّف مرعي في شأن ذلك رسالة سماها : «النادرة الغريبة» ، مضمونها الشكوى من الميموني ، والحط عليه. وله ديوان شعر تركت الإيراد منه خشية الإطالة. أخذ الفقه عن الشيخ العلامة منصور البهوتي صاحب الشروح والتصانيف ، ولم أقف على ذكر من أخذ عنه مرعي ، وذكر لي أنه صنف «الدليل» وعرضه على منصور (١). وتوفي قبل الشيخ منصور بعشرين سنة.

__________________

(١) ذكر الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع رحمه‌الله تعليقا على هذا في كتاب «إرواء الغليل تخريج أحاديث منار السبيل» للشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه‌الله ، في ص ٢٠ ، أن الذي عرض مرعي عليه كتابه «دليل الطالب» ، هو الشيخ عبد الرحمن البهوتي وليس منصورا ، وذلك لأن متن الدليل ألف قبل ولادة الشيخ منصور بسنة أي عام ٩٩٩ ه‍ ، أما ولادة الشيخ منصور فكانت عام ١٠٠٠ ه‍. وهذا الخطأ لم يستدركه من حقق كتاب عنوان المجد ، انظر طبعة الدارة ، ج ٢ ، ص ٣٠٨. وقد نبهني لهذا الأخ صلاح الزامل فله جزيل الشكر.

٥٣

وكانت وفاته لخمس وعشرين خلت من ذي القعدة من هذه السنة. رحمه‌الله تعالى وعفا عنه.

سابقة : وفي سنة ثلاث وثلاثين وألف : قتلوا أولاد مفرج بن ناصر راعي مقرن (١).

وفي سنة ست وثلاثين : ظهر زيد بن محسن الشريف (٢) على نجد ، وحارب أهل بلد السلمية المعروفة في الخرج ، وفشلوه وكسروه ، ورجع على غير طائل (٣).

وفيها : شاخوا آل مديرس في بلد مقرن المعروفة في بلد الرياض اليوم (٤).

__________________

(١) ورد الخبر في النسخة المخرومة ، ص ١٤ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١١ : قتلوا أولاد مفرج بن ناصر صاحب بلد مقرن المعروف في الرياض. والصواب : قتل.

(٢) هو زيد بن محسن بن حسين بن حسن بن محمد أبو نمي الثاني ، مولده سنة ١٠١٦ ه‍ ، بأرض بيشة ، ولي مكة مشاركا لمحمد بن عبد الله بن حسن بن محمد أبو نمي الثاني ، بعد تنازل عبد الله بن حسن بن محمد أبو نمي الثاني لهما بالإمارة سنة ١٠٤١ ه‍ ، ثم استقل بها إلى أن مات سنة ١٠٧٧ ه‍. وعقبه يعرفون بآل زيد من أشهر فروعهم آل غالب وآل يحيى وآل سعيد وآل عبد الله بن سرور وآل مبارك وآل مساعد وآل ماضي والعواجية.

(٣) وفي كتاب الفاخري الأخبار النجدية أن اسم الشريف هو محسن بن حسين ، ص ٦٦. وهذا الخبر لم يرد في النسخة المخرومة ، ولا في طبعة الدارة.

(٤) ورد في النسخة المخرومة ، ص ١٤ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١١ : وفي السنة السابعة والثلاثين وألف : استالوا آل مديرس في بلد مقرن وشاخوا فيه. الصواب : شاخ ، وهي في النص على لغة : أكلوني البراغيث.

٥٤

وفي سنة سبع وثلاثين مات محسن الشريف في صنعاء (١).

سابقة : وفي سنة تسع وثلاثين وألف : حج مقرن وربيعة أميرا (٢) الدرعية أبناء مرخان بن ربيعة بن إبراهيم (٣). وهي سنة انهدام الكعبة (٤) وبنائها ، وشرح ذلك : أني وجدت في تاريخ (٥) أوله ضائع ولم (٦) أعرف مصنفه إلا أنه لرجل من علماء مكة ، ذكره في ترجمة مسعود (٧) بن إدريس بن الحسن بن أبي نمي الشريف صاحب مكة ، قال وفي سنة

__________________

(١) أحداث تولي آل مديرس في نهاية سنة ست وثلاثين ، وكذلك أحداث سنة سبع وثلاثين مما نقله ابن بشر عن الفاخري ، ص ٦٦ ، أما وفاة الشريف محسن فكانت عام ١٠٣٨ ه‍ كما سبق. انظر الأعلام ، ج ٥ ، ص ٢٨٦. ووفاة الشريف محسن ليست في النسخة المخرومة ولا في طبعة الدارة.

(٢) جاء في النسخة المخرومة ص ١٤ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١١ ، نص مختلف أوجد الكثير من الإشكال لأنه جعل أميرا الدرعية أميرا واحدا وهو يخالف في ذلك المصادر التاريخية التي تقول إن الدرعية في هذه السنة كانت تحت إمرة اثنين من أبناء مرخان. والنص كما ورد هو : حج مقرن وربيعة أمير الدرعية أبناء مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع.

(٣) هكذا ورد في النسختين (أوب) ، والصحيح أن مرخان هو ابن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي. كما وجدته في النسخة المخرومة ، ورقة ١٤.

(٤) زاد في النسخة المخرومة ص ١٤ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١١ : المشرفة.

(٥) هذا التاريخ هو سمط النجوم للعصامي ، وهو يقابل من المطبوع ، ج ٤ ، ص ٤٢٨ ـ ٤٣٥.

(٦) ورد في النسخة المخرومة ص ١٤ ، وطبعة الدارة مع إبدال : لم أعرف مصنفه إلى : ولا أعرف مصنفه ، ج ٢ ص ٣١١ : وجدت في تاريخ ضائع أوله ، ولم أعرف مصنفه.

(٧) في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١١ : سعود ، وهو خطأ. ومسعود هو ابن إدريس بن حسن بن محمد أبو نمي الثاني ، ولي مكة سنة ١٠٣٩ ه‍ ، وتوفي سنة ١٠٤٠ ه‍.

٥٥

تسع وثلاثين وألف كثرت الأمطار ، ورخصت الأسعار ، ووقع السيل المشهور.

وذلك أنه لما كانت يوم الأربعاء تاسع (١) شعبان من العام المذكور ، حصل بمكة المشرفة مطر ، ابتداؤه من بين العصرين ، وحصل معه برد ، واستمر كذلك إلى أثناء ليلة الخميس وحصل معه آخر (٢) يوم الأربعاء سيل عظيم ، لم تر الأعين مثله في هذه الأزمنة القريبة ، ودخل المسجد الحرام وملأ غالبه ، ودخل الكعبة المشرفة من بابها ، ووصل إلى نصف جدارها من داخل ، ومات بسببه داخل المسجد الحرام (٣) وخارجه خلق كثير (٤) من كبير وصغير وجليل وحقير ، وامتلأت أرض المطاف بالماء ، ثم لما كان بعد صلاة العصر نهار الخميس سقط الجدار الشامي من الكعبة المشرفة ، وبعض الجدارين الشرقي والغربي ، فحينئذ وقع الضجيج العام ، والانزعاج في قلوب الأنام ، فبرز الشريف المذكور من داره بأجياد إلى المسجد الحرام ، وحضر معه الأشراف وفاتح البيت محمد بن أبي القاسم الشيبي والعلماء (٥) والأعيان ، فأمر بإيقاد الشموع الكائنة في حاصل المسجد ، وأمر فاتح البيت أن يدخل الكعبة ويخرج القناديل التي بها خشية عليها من الضياع ، فعين

__________________

(١) في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١٢ زيادة كلمة : عشر ، بعد تاسع. وهي تخالف النسخ الخطية الثلاث.

(٢) ورد في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١٢ : وحصل منه يوم الأربعاء. وهو نص يخالف النسخ الخطية.

(٣) في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١٢ ، كلمة : الحرام. ليست موجودة.

(٤) في النسخة المخرومة ص ١٥ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١٢ : كثيرون.

(٥) كلمة : العلماء ، ليست في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١٢.

٥٦

الفاتح شخصا من خدام الكعبة لذلك ، لكونه في أشدّ (١) مرض يمنعه من الحركة التامة ، فدخل ذلك الخادم ومعه جماعة ، وأخرجوا القناديل ، ووضعوها في مخزن بيت فاتح الكعبة ، وختم المخزن الشريف مسعود وقاضي مكة وشيخ الحرم ، ثم انصرف الناس إلى دورهم.

فلما كان يوم الجمعة حادي وعشرين الشهر المذكور ، وصل الشريف إلى المسجد (٢) ، ومعه الأشراف والأعيان بعد النداء العام بتعاطي هذه الخدمة ، وشرعوا في إزالة الطين الذي (٣) في المطاف ، فشمّر الشريف عن أكمامه ، وأخذ مكتلا وحمل فيه شيئا من الطين ، وفعل الناس كذلك ، فما كان بأسرع من تنظيف المطاف وما حوله ، فباشر الخطيب الجمعة وأقام شعارها ، ثم شرعوا في رفع الحجارة التي سقطت من البيت الشريف ، فمنها ما جعلوه خلف مقام الحنفية ، ومنها ما جعلوه عند ممشى باب السلام بالقرب من المنبر.

ثم إن الشريف جهز قاصدا من مكة ومعه شخص من جماعته ، لتعريف وزير مصر بهذا الخبر ، ليعرضه على سلطان الروم (٤) إذ ذاك ، وهو السلطان مراد بن أحمد خان ، وكتب بذلك محضرا من

__________________

(١) في طبعة الدارة : أشر ، وهو خطأ نبه إليه المحقق في الهامش مع أنه خطأ طباعي وليس في المخطوطة التي طبع عليها الكتاب.

(٢) في النسخة المخرومة ص ١٥ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١٣ ، إضافة كلمة : الحرام.

(٣) في النسخة المخرومة ، ص ١٥ : الكائن ؛ وفي طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١٣ : الحائر.

(٤) في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١٣ : الترك.

٥٧

الأعيان ، وفتاوى العلماء المتضمنة بيان ما يكون منه عمارة الكعبة المشرفة.

فسافر القاصد المذكور من مكة في آخر (١) شعبان ، ثم إن الشريف أمر المهندسين والفعلة بتنظيف باطن الكعبة (٢) مما وقع فيها من الأحجار والتراب ، فما كان بأسرع من تنظيفها.

ثم إن الشريف أرسل إلى جدة لتحصيل خشب يجعل على الكعبة لسترها إلى أن يشرعوا في العمارة ، فوصل الخشب من جدة في آخر شهر رمضان ، وجعلوا خشبا آخر من مكة وستروا جميع ما سقط منها ، وجعلوا بابا من خشب (٣) في الجهة الشرقية.

فلما كان في (٤) شهر شوال ؛ شرعوا في جعل أخشاب على بقية جدران البيت الشريف ، فركبوها في الشهر المذكور ، ثم جعل الشريف ثوبا أخضر ، وألبسه الكعبة المشرفة ، ثم بعد إلباسه ذلك دخل الشريف الكعبة وصلى بها ، وكان الإلباس في سابع شوال.

ولما كان خامس عشر شوال ، وصل القصّاد وأخبروا بوصول الآغا رضوان المعمار (٥) معينا للعمارة. وكان وصوله معهم (٦) ، إلا أنه تأخر عن

__________________

(١) في النسخة المخرومة ص ١٥ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١٣ : أواخر.

(٢) في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١٣ ، وقع خطأ طباعي فأصبحت : العكبة.

(٣) في النسخة المخرومة ص ١٥ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١٤ : وجعلوا بابها لطيفا من خشب.

(٤) في : ليست في النسخة المخرومة ، ولا في طبعة الدارة.

(٥) ورد في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١٤ : العمار ، وهو يخالف المخطوطات.

(٦) معهم : إضافة من النسخة المخرومة.

٥٨

دخول مكة في اليوم المذكور ، فدخل يوم السادس عشر ، ونزل الجوخي (١) ، ثم دخل مكة يوم (٢) السابع عشر ومعه خلعة للشريف فألبسه إياها ، ومعه (٣) نامة (٤) سلطانية ، وقرئت على الناس.

ثم شرع الآغا رضوان في تنظيف المسجد الحرام ، فأكمل ذلك ، وفرش به الحصى (٥) ، ولم يأت الحجاج إلا وقد تم جميع ذلك.

ثم لما كان سادس (٦) ربيع الثاني من عام أربعين بعد الألف ، وصل إلى مكة محمد الذي (٧) متوليا قضاء المدينة المنورة ، ومعينا لعمارة الكعبة المشرفة ، وكان وصوله إلى بندر جدة بحرا ، وصحبته الفعلة ونامة سلطانية ، وخلعة من السلطان مراد (٨) ، فقرئت النامة بالحطيم بعد حضور

__________________

(١) أصلها : جوخدار ، أي صاحب الجوخ ، وهو موظف ينظر في شؤون ملابس السلطان ، ووظيفته السير على فرس خلف موكب السلطان حاملا معه لباسا واقيا من المطر وغيرها مما قد يحتاجه السلطان في سيره.

(٢) في النسخة المخرومة ص ١٥ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١٤ : في ، بدلا من : يوم.

(٣) في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١٤ ، زيادة : أيضا ، وهي في النسخة المخرومة.

(٤) النامة : كلمة ذات أصل فارسي وتعني كتابا أو رسالة ، وهي تأتي إضافة لكلمات كثيرة منها : عهد نامة ، إعلان نامة ، تمليك نامة ، تصديق نامة ، وهكذا.

(٥) في النسخة (ب) : الحصر.

(٦) جاء في النسخة المخرومة ص ١٥ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١٤ : سادس وعشرين. أما العصامي فيذكر أن ذلك في سادس عشر ربيع الثاني ، ج ٤ ص ٤٢٩.

(٧) في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١٤ : أفندي ، بدلا من الذي ، وهو ما يوافق العصامي.

(٨) في هامش النسخة المخرومة ص ١٥ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١٥ : إلى الشريف.

٥٩

قاضي مكة والأعيان ، وحملت الخلعة إلى الشريف وكان مريضا فلبسها ، ثم إنه (١) توفي ليلة الثلاثاء ثامن وعشرين ربيع الثاني ، فقام بالأمر بعده (٢) الشريف عبد الله بن حسن بن أبي نمي (٣).

فلما كان [يوم السبت](٤) ثالث وعشرين جمادى الأولى [حضر بالحطيم](٥) وحضر معه المذكورون ، وأخلع (٦) على المهندسين وأمرهم بعمارة البيت الشريف ، فاستفتى محمد المذكور الحاضرين من العلماء في نصب ساتر حول البيت ، تكون الفعلة من خلفه عند البناء ، فاختلفت آراء الحاضرين ، فمن قائل بالاستحسان ، فمن قائل بعدمه.

وكان من المستحسن لذلك : الإمام علي بن عبد القادر الطبري (٧) ،

__________________

(١) إنه : ساقطة من طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١٥.

(٢) في النسخة المخرومة ص ١٥ ، وفي طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١٥ ، قبل الشريف : عمه.

(٣) عبد الله بن حسن بن محمد أبو نمي الثاني ، ولي مكة سنة ١٠٤٠ ه‍ وهو من خيار من تولى الأمارة فيها ، استقر بها إلى أن تنازل عنها ، وزهد فيها لإبنه محمد وزيد بن محسن بن حسين بن حسن بن محمد أبو نمي الثاني ، وتفرغ للعبادة إلى أن مات سنة ١٠٤١ ه‍. وهو جد الأشراف العبادلة الذين من أشهر فروعهم : آل عون وآل حازم وآل حامد وآل سلطان والفعور وآل صامل وآل شاهين وآل لؤي وآل عبد الملك وآل حسن والحمودية وآل مبارك.

(٤ ، ٥) ما بين القوسين في النسخة المخرومة ، ص ١٥ ، وفي طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١٥.

(٦) في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١٥ : وخلع.

(٧) هو علي بن عبد القادر بن محمد بن يحيى الحسيني الطبري لا تعرف ولادته أما وفاته فكانت ١٠٧٠ ه‍ ، وهو أحد مؤرخي مكة المكرمة وعلمائها. الزركلي ، الأعلام ، ج ٤ ، ص ٣٠١.

٦٠